[عادل العويمري]

لقاء خاص - صوت قوي من القائم بأعمال السفارة السعودية الأستاذ نبيل حسين عشري:

ملف العلاقات سيتحرك بإنجلاء القضايا
صحيفة مأتيشون (باللغة التايلندية) ص – 20 الثلاثاء 9 مارس 2010م

أصبحت القضايا السعودية في صدر الأخبار المثيرة عقب توتر العلاقات بين تايلند والمملكة العربية السعودية الناتجة عن الأحداث التي وقعت بين عامي 1990م و 1991م على التوالي وهي بالترتيب قضية المجوهرات السعودية ، وقضية الرويلي، وقضية إغتيال الدبلوماسيين السعوديين .

تلك القضايا كان لها بالغ التأثير في الحكومة السعودية مما دعاها لتخفيض العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وتأثرت بدورها كذلك العلاقات الاقتصادية والتجارة والاستثمار والسياحة وغيرها ، واستعادة العلاقات بين البلدين يبقى رهينة حل القضايا ووصولها الأجهزة العدلية .

وبعد مضي 20 عاما أعطى الأستاذ نبيل حسين عشري القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية بتايلند تصريحا خاصا لصحيفة "مأتيشون " عن القضايا المتبقية وانطباعاته خلال عمله كقائم بأعمال للسفارة السعودية في تايلند .

بدأ القائم بالأعمال حواره بقضية المجوهرات السعودية حيث تم القبض على مرتكبها وحوكم وأدين بالسرقة وتم سجنه عقابا ، ولكن السلطات تجاهلت تماما البحث عن بقية المجوهرات خاصة "الجوهرة الزرقاء" القيمة جدا والمختفية منذ حدوث القضية .

والكثير من الناس قد يتساءل عن السبب في أن الحكومة السعودية لا تزال تتابع عن قرب هذه المجوهرات على الرغم من مرور سنوات عديدة على ذلك ، فيهذا الإطار أود أن أقول أن كل مالك لديه حق بإسترجاع ماهو ملكه ، وعليه تلك الأشياء التي هي ملك الآخرين ينبغي إعادتها إلىأصحابها أولا وقبل كل شيئ ، كما أن العدالة يجب أن تثبت وتنفذ من قبل الجميع في هذا العالم ،والسلطات التايلاندية لابد من أن تولي هذه القضية اهتماما كبيرا لإظهار أن العدالة تحدث بالفعل.

المجوهرات المفقودة ليس لها قيمة مادية فقط ، بل انها تحمل قيم وجدانيةومعنوية للعائلة المالكة السعودية نظرا لأنها تنتقل من جيل الىآخر ، كما أن الحكومةالسعودية لم تفقد الأمل في إستعادتها ونحن نعتقد أنه إذا ما أردنا حقا العثور علىهذه المجوهرات فإننا سنتمكن حتما من العثور عليها ، قال سعادته ذلك بنظرة مستغرقة.

وبخصوص قضية مقتل السيد محمد الرويلي رجل الأعمال السعودي ، قال الأستاذ نبيل أن هناك تقدما إيجابيا نتيجة للتطورات الأخيرة بعدتقديم الإتهام رسميا لخمسة أشخاص بقيادة الفريق شرطة سومكيد بونتانوم قائد شرطة المنطقة 5 مع أربعة آخرين، المحكمة ستقوم بفحص الأدلة في يوم 29 مارس الحالي ، وسوف تصدر السفارة بيانا في ذلك اليوم.

سعادة الأستاذ نبيل عشري قال أيضا أنه تولى مهام منصبه قبل نحو 4 سنوات شهد فيها 5 حكومات مختلفة ، وفي وجهة نظره الشخصية يعتقد أن الحكومة الحالية تقوم بجهد أكثر وضوحا من الحكومات التايلندية المتعاقبة على مدي السنوات العشرون الماضية ، وعلاوةعلى ذلك فإن الحكومة السعودية أعربت عن تقديرها لجهود تايلند لان هذا يعنيأن لتايلند النية في إعادة العلاقات مع المملكة العربية السعودية.

وأضاف القائم بالأعمال أنه تلقى وعودا من الحكومات التايلندية منذ اليوم الأول لبداية عمله هنا وأنهم سيقومون بالجهد اللازم تجاه ذلك، لذلك هو على ثقة في أن المحاكمة العادلة سوف تحمل معها عدالة معنوية ، كما أن الحكومة السعودية أصدرت تعليماتها له بأن يتابع تطورات هذه القضية عن قرب .

أما قضية مقتل الدبلوماسيين السعوديين الثلاثة قال القائم بالأعمال أنه في رأيه أن هناك العديد من العوامل ذات الصلة في القضية التي ينبغي النظر فيها بسبب أن هذه الحالة تعتبر حالة خاصة جدا لأن الدبلوماسيين قتلوا أثناء قيامهم بواجباتهم في هذا البلد ، ولأن الأمرأيضا يعتبر جريمة دولية أو نوع من الإرهاب لشخص محمي بموجب الاتفاقيات الدولية ، وكذلك لأن هذه القضية تؤثر بشكل كبير على العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية بين المملكة العربية السعودية وتايلند.

على الرغم من أن قضية مقتل الدبلوماسيين السعوديين قد انتهت وفقا للقانون التايلندي لكن الأمر ليس كذلك في القوانين السعودية حيث لا يوجد أي قيد زمني لهذه القضايا ، وبالتالي فإن الحكومة السعودية تعاونت مع إدارة التحقيقات الخاصة DSI وأرسلت كل المعلوماتوالتفاصيل لمكتب الإنتربول في ليون بفرنسا لمواصلة التحقيق.

وبسؤاله عن أي من القضايا يعتبر أكثر أهمية أجاب سعادته بأن كل قضية لها نفس القدر من الأهمية ولكن المشكلة هي القضية التي لديها أكثر أو أقل من المعلومات ، فوجود دليل ومعلومات أكثر حتما سيكون له الأثر الأكبر في تقدمها ، فقضية مقتل رجل الأعمال السعودي الرويلي مثلا كانت الأدلة واضحة عليه تقدمت القضية بصورة أفضل من باقي القضايا الأخرى .

وعند سؤاله عن رأيه في موجهات العلاقة بين المملكة العربية السعودية وتايلند وفي أي إتجاه ينبغي لها أن تتحرك ، القائم بالأعمال قال أنها "القضايا العالقة فقط " ، إذا تمكنت تايلند من إحراز تقدم في كل القضايا الثلاثة وإيصالها للقضاء حتى حلها ، لاشك أن الحكومة السعودية ستقدر ذلك وتسعى لتجديد العلاقة مع تايلند ، مواطني البلدين سيكونوا قادرين على تبادل الزيارات والتعاون في العديد من المجالات ، في السابق كانت العمالة التايلاندية في المملكة العربية السعودية تفوق 450.000 عامل حيث كان لها تقييما عاليا مقارنة بالعمالة الأجنبية الأخرى العاملون في المملكة العربية السعودية ، أما الآنهناك فقط حوالي 10.000 من العمال التايلانديين أغبهم من الذين حصلوا على تصريح بالعمل ويعملون في المملكة العربية السعودية قبل حدوث هذه القضايا .

وأضاف قائلا إذا تم بذل كل جهد ممكن لتقدم القضايا الثلاثة في طريق الحل النهائي والتعهد بسلامة المواطنين السعوديين فيتايلند فإن الحكومة السعودية مستعدة لاحياء العلاقات مع تايلاند وفتح فرصعمل للعمال التايلانديين والسماح لهم بالعودة مرة أخرى إلى العمل في المملكة العربية السعودية، العمالة التايلندية تمتاز بالعديد من المزايا الجيدة مثل العمل الجاد والمثابرة والصبر . المملكة العربية السعودية أيضا ستدخل سوق الاستثمار فى تايلاند ، كما أن لدى المملكةالكثير من المشاريع التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات فضلا عن مشاريع التنمية ، وبتعاون البلدين ستكون هنالك فائدة مشتركة حيث يمكن أن للجهود المشتركة المساهمة في حل المشاكل في المقاطعات الحدوديةالجنوبية في تايلاند .

وأضاف الأستاذ عشري أن تايلند بلد مهم في منطقة جنوب شرق آسيا ، والمملكة العربية السعودية دولة لها دور مهم في الشرق الأوسط ، وفي رأيه إذا كان هناك تعاون بين الدولتين فسيكون ذلك جيدا جدا .

لا يمكن إنكار أنه للإضطلاع بمهام ومسئوليات كبيرة مثل رئيس بعثة المملكة العربية السعودية بتايلاند خاصة وأن العلاقات لازالت في المستوى "الأحمر" نسبة لوجود قضايا عالقة لم تحل بعد ، لابد أن تكون هناك مخاوف على سلامته أينما يذهب لذا يرى مرافقا له بصورة لصيقة حارسين ، القائم بالأعمال وبإبتسامة هادئة قال أنه لا يخشى شيء لأن في إعتقاده إذا حان الوقت لحدوث أي شيء له لا يوجد شيء في هذا العالم يمكن أن يوقفه ، لذا علينا أن نتقبل ما سيحدث ، وأضاف أن ما يقوم به من مهام تعتبر من ضمن مسئولياته وإذا توقف عن العمل لأي سبب من الأسباب فسيأتي دبلوماسي آخر لإستبداله ومواصلة العمل إذ لابد لهذه المهام من الإستمرار حتى يتم إنجاز ما هو مطلوب بين البلدين .

وأضاف أنه من الأشياء المشجعة ومنذ وقوع هذه الأحداث وخلال السنوات العشرون الماضية وإلى الآن تلقت السفارة الكثير من الخطابات ورسائل البريد الإلكتروني من عامة الشعب التايلندى مشجعة على عودة العلاقة الطبيعية بين تايلاند والمملكة العربية السعودية كما كانت من قبل ، وقال الأستاذ نبيل أنه يشعر بسعادة غامرة وهو يطالع هذه الرسائل المشجعة لأن ذلك يعتبر تقدير من قبل الشعب التايلندى ويعطيه شعورا بأنه لا يحارب وحده .

وفي ختام اللقاء الذي استمر لساعة كاملة وقبل مغادرتنا ، كرر الأستاذ عشري القول " أعتقد ان تايلند بلد جميل وشعبها ودود جدا ومهذب ولكن نتيجة لأحداث غير متوقعة تدهورت العلاقات الثنائية بين البلدين في السنوات العشرين الماضية وانخفضت إلى مستوى لاينبغي لها أن تصله " .

واضاف "السعوديون يتطلعون إلى اليوم الذي تصبح فيه تايلند والمملكة العربية السعودية أصدقاء من جديد بتجديد وإحياء العلاقات الدبلوماسية كاملة في المستوى الذي كان ، ونتوقع ان هذا سيحدث في المستقبل القريب جدا " وأردف قائلا " الآن نرى ضوء في نهاية النفق" .

المصدر :

http://www.mofa.gov.sa/Detail.asp?InNewsItemID=107269

الموضوع الأصلي: بخصوص قضية مقتل السيد محمد الرويلي رجل الأعمال السعودي | | الكاتب: عادل العويمري | | المصدر: شبكة بني عبس

[فضي البراك]

عادل أعلامي من طراز نادر ..

اللهم أظهر الحق ..

[عبدالرحمن العرعري]

شكراً من الأعماق على جهدك

لله درك أخي عادل ودمت بكل عطاء