|
خيارات الموضوع |
|
كلام فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم - حفظه الله - عن حديث الآحاد
أقسام الحديث من حيث وصوله إلينا وكثرة طرقه ورواته : ينقسم الحديث بهذا الاعتبار إلى قسمين : متواتر و آحاد فالمتواتر : ما رواه عدد كثير تُحيل العادة تواطؤهم على الكذب . وعُرّف بأنه : ما رواه جمع كثير من أول الإسناد إلى آخره . واشترطوا فيه : أن يكون مستندهم الحس كـ ( سمعنا – رأينا ... ) . وينقسم المتواتر إلى قسمين : متواتر لفظاً ؛ كحديث : من كذب عليّ مُتعمّداً فليتبوأ مقعده من النار . متواتر معنى ؛ كأحاديث رفع اليدين في الدعاء ، وأحاديث المسح على الخفين ، وأحاديث نزول عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام ، وظهور المهدي ، وغيرها . وهذا النوع من الأحاديث يُفيد العلم الضروري ، أي القطعي اليقيني . والآحــــاد : هو ما لم يجمع شروط المتواتر . وهو أنواع بحسب عدد طرقه : أ – مشهور ، ويدخل تحته : المستفيض . ب – عزيز جـ - غريب وهذه تحتاج إلى تعريفات وتفريعات وتفصيلات . وحديث الآحاد - عند أهل السنة - حجة بنفسه في العقائد والأحكام . ولذا فإن العلماء يتكلّمون عن حديث الآحاد في كتب العقائد كثيراً ، وذلك لكثرة من يُخالف في ذلك من أهل البدع . قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية : وخبر الواحد إذا تلقته الأمة بالقبول عملا به وتصديقا له يفيد العلم اليقيني عند جماهير الأمة ، وهو أحد قسمي المتواتر ولم يكن بين سلف الأمة في ذلك نزاع ، كخبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إنما الأعمال بالنيات . وخبر ابن عمر رضي الله عنهما : نهى عن بيع الولاء وهبته . وخبر أبي هريرة : لا تنكح المرأة على عمتها ، ولا على خالتها ، وكقوله : يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ، وأمثال ذلك ، وهو نظير خبر الذي أتى مسجد قباء وأخبر أن القبلة تحولت إلى الكعبة فاستداروا إليها ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسل رسله آحادا ، ويرسل كتبه مع الآحاد ، ولم يكن المرسل إليهم يقولون لا نقبله لأنه خبر واحد . انتهى . وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يكتفون بخبر الواحد ، ويعملون بموجبه ، كما في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه قال : إني لقائم أسقيها - أي الخمر - أبا طلحةَ وأبا أيوبَ ورجالاً من أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا ، إذ جاء رجلٌ ، فقال : هل بلغكم الخبر . قلنا : لا . قال : فإن الخمر قد حُرِّمَتْ . فقال : يا أنس ! أرِقْ هذه القِلال ، قال : فما راجعوها ولا سألوا عنها بعد خبرِ الرجل . فهذا رجل واحد ، ولم يُسمّ في الرواية ، ولم يُذكر أنه مُرسل من قِبل النبي صلى الله عليه وسلم ، ومع ذلك قبلوا خبره ، بل وعملوا بمقتضاه . قال ابن عبد البر – رحمه الله – : وأما أصول العلم فالكتاب والسنة ، وتنقسم السنة إلى قسمين : أحدهما إجماع تنقله الكافة عن الكافة ، فهذا من الحجج القاطعة للأعذار إذا لم يُوجد هناك خلاف ، ومَنْ ردّ إجماعهم فقد ردّ نصّـاً من نصوص الله يجب استتابته عليه وإراقة دمـه إن لم يتب ؛ لخروجه عما أجمع عليه المسلمون ، وسلوكه غير سبيلهم جميعاً . والضرب الثاني من السنة : خبر الآحاد الثقات الأثبات المتصل الإسناد فهذا يوجب العمل عند جماعة علماء الأمة الذين هم الحجة والقدوة ، ومنهم من يقول : يوجب العلم والعمل جميعاً . انتهى . وقال ابن حزم – رحمه الله – : فصح بهذا إجماع الأمة كلها على قبول خبر الواحد الثقة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأيضا فإن جميع أهل الإسلام كانوا على قبول خبر الواحد الثقة عن النبي صلى الله عليه وسلم يجزي على ذلك كل فرقة في علمها كأهل السنة والخوارج والشيعة والقدرية ، حتى حدث متكلمو المعتزلة بعد المائة من التاريخ ، فخالفوا الإجماع في ذلك . وقال أيضا : خبر الواحد العدل عن مثله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يُوجب العلم والعمل معا . انتهى . قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – بعد أن ذكر تقسيم الأخبار ، وذكر المتواتر فقال : ومن الحديث الصحيح ما تلقاه المسلمون بالقبول فعلموا به ، كما عملوا بحديث الغرة في الجنين ، وكما عملوا بأحاديث الشفعة ، وأحاديث سجود السهو ، ونحو ذلك ؛ فهذا يفيد العلم ، ويُجزم بأنه صدق ؛ لأن الأمة تلقّـته بالقبول تصديقا ، وعملا بموجبه ، والأمة لا تجتمع على ضلالة ، فلو كان في نفس الأمر كذبا لكانت الأمة قد اتفقت على تصديق الكذب والعمل به ، وهذا لا يجوز عليها . انتهى . وقال ابن حجر – رحمه الله – : الخبر المحتفّ بالقرائن يُفيد العلم خلافاً لمن أبى ذلك . وللشيخ الألباني – رحمه الله – كتاب بعنوان : الحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام ، وله رسالة أخرى بعنوان : وجوب الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة والرد على شُبه المخالفين . قال الشيخ الألباني – رحمه الله – : والحق الذي نراه ونعتقده أن كل حديث آحادي صحيح تلقته الأمة بالقبول من غير نكير منها عليه ، أو طعن فيه ، فإنه يُفيد العلم واليقين ، سواء كان في أحد الصحيحين أو في غيرهما ، وأما ما تنازعت الأمة فيه ، فصححه بعض العلماء وضعّـفه آخرون فإنما يُفيد عند مَنْ صححه الظن الغالب فحسب ، والله تعالى أعلم . انتهى . والله تعالى أعلم . الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم الموضوع الأصلي: كلام فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم - حفظه الله - عن حديث الآحاد | | الكاتب: سيوف بني عبس | | المصدر: شبكة بني عبس
|
|
جزاج الله خير
؟
|
|
|
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
أغلب محاضرات الشيخ صالح بن عواد المغامسي حفظه الله | شيخ بني عبس | السمعيات والمرئيات الإسلاميه | 4 | 15-12-2011 07:30 PM |
مقابله شخصيه مع فضيلة الشيخ عبد الله الشريكة الرشيدي | مبارك الشويلع | منتدى اخــبار القبيلــة | 42 | 20-02-2009 04:07 PM |
ترجمة لعلامة فضيلة الشيخ / محمد بن صالح العُثيمين(( رحمه الله )) | ابو عبدالرحمن المقوعي | المنتدى الإسلامـــي | 4 | 01-03-2007 02:24 PM |