|
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع |
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وأسعد الله أوقاتكم بكل خير أما بعد، اليوم أروي لكم قصة وإنشاءالله تنال على أعجابكم يروى أن بدوياًَ يمتلكُ ثروةً ، بأعدادٍ كبيرةٍ من الأغنام والإبل وٌرٌثٌ قسماَ منها عن أبيه والقسم الأخر من الحلال كان يملكه قبل وفاة أبيه. كان كريماَ رحوماَ وشهماَ و سخياَ يكرم الضيفٌ ويساعد الفقراء والمساكين والضعفاء والمحتاجين .. كان هذا البدوي يسكنُ في أرض كثيرة العشب وبجواره عين ماء حلو وعذبه وصالحه للشرب مما جعله قليل الترحال والتنقل كما هي حال طبيعة البدو. أما قصته مع الذئب فهي عند بداية نزوله هذه الأرض ،شاهد ذئباَ كان يتربص بأغنامه ويتحين الفرصه لمهاجمتها فتدرك صاحبنا الأمر وتحركت الرحمه في قلبه وقرر أن يعشي الذئب وذبح شاةَ وقدمها له. وبعد شهر من هذه الحادثه سمع البدوي عواء الذئب ،فقام أيضاَ وذبح شاةَ أخرى وقدمها له . أستمر هذا الحال أكثر من عشرين عاماَ إذا يأتي هذا الذئب بين حين وآخر ويقف فوق رابية ويبدا بالعواء دون أن يقترب من الأغنام ، فيسمعه البدوي ويذبح شأةَ ويقدما له عشاء ، فلما ينتهي من طعامه يرحل. دارت الأيام دورتها فكبر الأبناء وشيب أبوهما وأصبح هرماَ كبير بالسن، وأصابه مرض جعله طريح فراشه عاجز عن الحركة، غير أنه لم يقطع ما أعتاد أن يقدمه لذلك الذئب ، كما لم يقطع زياراته له. أما الأبناء فلم يكونون مثل أبيهم كريماَ سمحاَ شهماَ ، بكل كانوا والعياذ بالله عكس ذلك، فقد أصابهم الجشع والطمع والبخل فاستنكروا فعل أبيهم وأعتبروه أنه يساهم بيضاع الثروة. بعد ذذلك قرر الأبناء والعياذ بالله التخلص من أبيهم وتقسيم الثروة بينهم والرحيل تاركين أبيهم المريض، في خيمة صغيرة مع قليل من الماء والطعام بعد فترة رحيلهما جاء الذئب وعوى كعادته فلم يقدر البدوي على النهوض بسبب عجزه وكبره، وعرف الذئب أن شي قد حدث لصاحبه فاقترب من الخيمه الصغيرة ليراه ممداَ على فراشه وحيداَ أنتبه وشعر وأحس البدوي بوجود الذئب فألتفت إليه وقال بنبرة باكية: أما الآن ياصاحبي ذهب المال ومابقى شي اطعمك أياه غير جسدي العليل فهل أفترسته وأرحتني. بعد ذلك تطلع إليه الذئب ثم عاد مدبراَ تسابق أطرافه الريح، حتى وصل إلى مضارب قومِ لا يبعدون كثيراَ عن خيمة صاحبه البدوي وكان لهم قطعان من الأغنام ترعى على مقربة منهم فهجم عليها وساق امامه شاةَ يدفعها بذنبه وهي تجري أمامه خائفة ، ترى المنية بين فكيه وعلى نهايات أنيابه الحادة. عندما رأى بعض الرجال الذئب ركبوا جيادهم من اجل أن يلحقوا به ، وكان الذئب يبطئ في سيره حتى وصل الذئب إلى خيمة البدوي فدفع بالشاة الى داخل الخيمة ثم ولى مسرعاَ متخفياَ عن انظار الرجال الذين وصلوا في اثره، ليجدوا الشاة عند خيمة البدوي السقيم سالمة لم يمسها سوء. فاستغربوا فعل الذئب وتساءلوا ما القصد مما فعله لكنهم سرعان ما وجدوا الإجابة في الحكاية التى سردها لهم البدوي العجوز وعرفوا إن الذئب وفياَ مخلصاَ لصديقه ولم ينكر الجميل كما فعل أبناء البدوي حسبي الله عليهم. حمل الرجال البدوي العجوز معهم ثم وعدوه أنه سيلقى العناية وكانة أبيهم كما وعدوه بإعطائه شاة كلما جاء ذئبه وصديقه الوفي المخلص. نعم إنها مروءة وشهامة ذئب الذى لم يقدر أن يفعلها بعض أصدقاء وأخوة هذه الأيام. أما أولاده الذين تركوا أبيهم في الصحراء وحيداَ، فقد سلط الله عليهم فمنهم من اصابه مرض الطاعون ومنهم من أفترسه ذئباَ وهو في الصحراء مع غنمه. فسبحان الله مثل ما تدين تدان وعقوق الوالدين جريمة، ويقال أن حلالهم اصابه مرض الجرب فلم يبقى منها شياَ وقلة وبركه الحلال والمال بعد تركهم أبيهم المريض وحيداَ في الصحراء. يقول الشاعر هذه الأبيات: والداك والداك ياللي جاهلن فيهم===أتبع أرضاهم ترى الدهر ميالي أتبع أرضاهم وهات اللي يراضيهم===لا تفتخر بالحياة وكثرت المالي يوم أنت صغير معروفه حسانيهم===غذوك حتى كبرت وصرت رجالي لا بد من يوم مقفيتن ضواميهم===وجداك دمعك على الأوجان همالي تقول ياليتني متجملِ فيهم===قدام ازور اللحد سويت الأعمالي بالختام أرجو أن تعذروني على الأطاله والقصه جبتها لكم من روائع القصص والقصائد الشعبية للمؤلف مرزوق بن محمد بن حسين الوهبي
|
الكلمات الدليلية (Tags - تاق ) |
مروءة, الذئب, البدوي, شهامة |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
الذئب | رشيد | المنتدى العــــــــــــــــام | 1 | 26-05-2014 01:37 AM |
الذئب سرحان | المكلماني | منتدى المحــــــــــــــاوره | 3 | 27-07-2011 12:51 AM |
صور الذئب في العالم | بدر الشويلعي | منتدى الصوروالفيديو والسفر والسياحه | 8 | 11-10-2008 10:33 PM |
الذئب | فهد المويسه | منتدى المقناص والرحلات البرية | 10 | 21-06-2007 02:52 AM |
الذئب | ابواثنين | المنتدى العــــــــــــــــام | 2 | 16-01-2007 12:55 PM |