|
خيارات الموضوع |
نحو بناء القدرات الوطنية من أجل تنمية المجتمعات المحلية
"نحو بناء القدرات الوطنية من أجل تنمية المجتمعات المحلية" تعتبر الموارد البشرية المتوفرة في مجتمع ما ثروة قومية قد لا يعيها ذلك المجتمع لأنه لا يستخدمها بشكل فعال ومثمر، حيث لا يتم توظيف الموارد البشرية المتوفرة بشكل يخدم ويستثمر ما يوجد من موارد طبيعية واقتصادية متوفرة، وهذا بدوره قد يحدث أثر سلبي في حياة الناس، فالمجتمع الفعال والذي ينمي نفسه بنفسه هو من يكتشف قدرات وإمكانيات أفراده ويطورها وهذا يعمل على جعل المجتمع يستثمر الموارد البشرية المتمثلة في قدرات المواطنين في الموارد الطبيعية والاقتصادية بشكل سليم يعود على المجتمع بالنفع الكبير، ويزرع بأفراد المجتمعات المحلية-مجتمعات المناطق الجغرافية المكونة للدولة- الثقة بالنفس وبمالديهم من إمكانيات ومهارات تتطور بشكل مستمر، وينعكس هذا بدوره على روح الاستشعار نحو حل المشكلات والعقبات التي تواجه المجتمع، فالمجتمع القوي هو مجتمع المعرفة الواعي والمدرك للأخطار التي يمكن أن تحدث في زمن ما، ويعمل من أجل العلاج والوقاية منها من أجل مجتمع الديمومة- أي مجتمع ينمي نفسه بنفسه- عبر أفراده المتعاونين وهم الذين يرتبطون برباط المصلحة العامة مع بعضهم البعض ولديهم روح الفريق الواحد حيث يضعون أمام نصب أعينهم المصلحة الإنسانية المشتركة وليست المصلحة الشخصية الفردية. إن إكساب المتدربين المعارف والمهارات الضرورية من أجل بناء واكتشاف قدراتهم وإمكانياتهم أمر ضروري من أجل خدمة المجتمع الذي يعيشون فيه عبر مؤسساته المختلفة، وهدف يجب أن تسعى إليه المجتمعات التي تحاول أن تحقق التطور والرقي، وذلك من أجل تحقيق المنظومة التنموية المتكاملة والتي تبدأ بتشكيل أفراد المجتمع ذوي الكفاءة في تحقيق أهداف المجتمع والتي تنبع من حاجاته الحالية والمستقبلية، وهذا لن يأتي إلا من خلال تبصير أفراد المجتمع بالإمكانيات والمهارات الموجودة لديهم والتي لا يتم استغلالها، لأن التغيير للمجتمع نحو الأفضل يبدأ من خلال التغيير في العناصر المكونة للمجتمع، والتي تبدأ بالعنصر البشري عبر الوعي بالمسئولية نحو المجتمع والمثابرة بفاعلية من أجل تحقيق كل ما هو مفيد ونافع لمصلحة المجتمع. وهذا يتطلب من المجتمعات المحلية السعي نحو التنمية المستمرة من خلال التعرف على الحاجات التي تظهر الآن أو التي يمكن أن تظهر مستقبلا وذلك نتاج التغير التكنولوجي والمعرفي السريع، ولذا يجب على المجتمعات المحلية القيام بأدوارها التنموية من خلال عقد شراكة علمية وبحثية بين ذوي الخبرة في المجال المعرفي الاجتماعي، والمؤسسات الحكومية والخاصة لتقديم حلول مبتكرة للتحديات الاجتماعية والاقتصادية في السعودية. إن الوعي بمنهج التنمية المحلية مهم جدا في تنمية فئات المجتمع وقطاعاته المنتجة، ولذلك لا بد أن يكون لدى المؤسسات الرسمية والخاصة في مجتمعنا نظرة تحليلية حول الأهداف التنموية التي تعمل المؤسسة من أجل تحقيقها، من أجل التعرف على حداثة هذه الأهداف وهل هي مناسبة للظروف الذي يمر بها المجتمع وهل تلبي فعلاً احتياجات المجتمع الحالي أم أن هذه الأهداف وضعت منذ زمن وتعتبر قديمة، وهل الأهداف التنموية تتواكب مع المعرفة الجديدة في المجال التقني والاقتصادي والزراعي وغيره من المجالات أم أنها تعمل بمعزل عن هذا؟ إن التخطيط الاستراتيجي الفعال والمثمر يكون عبر التخطيط قصير المدى المنبثق عن التخطيط طويل المدى، والذي يعمل على تحقيق الأهداف التنموية التي ترسمها المؤسسة لمنهج التنمية المحلية على فئات المجتمع وقطاعاته المنتجة في الوقت الحالي بناءا على نظرة مستقبلية لمدة زمنية ما، ثم يتم تقييم هذه الأهداف بعد مرحلة تنفيذية معينة ليتم التحقق من مدى جودة الأهداف وهل تحتاج إلى تعديل أو هل تحتاج إلى تطوير أم أنها مناسبة في الوقت الحالي ومن ثم يتم الإبقاء عليها إلى أن يتم تقييمها بعد فترة زمنية ما للتحقق من مدى جودتها مرة أخرى. أن منهج التنمية المحلية يهدف إلى تنمية وبناء القدرات الوطنية وأحداث التأثير الإيجابي الفعال من خلال إكساب القدرات الإدارية والفنية والتنظيمية الوعي والإدراك بأدوارهم نحو أفراد المجتمع وفئاته المختلفة، حيث يتم تنمية قدراتهم باستمرار لكي يكون لديهم مهارات وقدرات على التفكير العلمي الواعي من أجل حل المشكلات التي تظهر أمامهم الآن أو في المستقبل، ولن يكون هذا إلا من خلال التعليم والتدريب المستمرين. تأمل: أن بناء القدرات الوطنية من أجل تنمية المجتمعات المحلية أحد أهم البرامج التي تعكف عليها كثير من الدول المتقدمة، لأن بناء ورفع قدرات وإمكانيات الأفراد يؤدي إلى رفع مستوى أداء وإنتاجية المؤسسات التي يعمل بها الأفراد وهذا يعمل بدوره على تنمية فاعلة ومستدامة للمجتمع. ولكي نصبح مجتمعاً متطوراً ولدينا وعي فكري معرفي لا بد أن نعمل بروح الفريق الواحد والذي يتعاون مع بضعه البعض من أجل تلبية احتياجات الكل وليس تلبية احتياجات الفرد، فالديمومة والاستمرار للمجتمع تظهر من خلال وضع المشاريع والبرامج لتنمية قطاعات المجتمع المختلفة والعاملين بها، وكذلك مراعاة بعض فئات المجتمع التي تحتاج إلى مد العون والمساعدة مثل كفالة اليتيم والشعور باحتياجاته وتلبيتها، والشعور بالفقير واحتياجاته والشعور بالطفل واحتياجاته والشعور بالمراهق واحتياجاته ومشاكله والشعور بفئة الكبار وفئة المسنين وكبار السن واحتياجاتهم. وهذا يتطلب الدراسة المتعمقة لكل فئة من هذه الفئات ووضع البرامج والمشاريع والنشاطات العلمية الموجهة لإحداث تنمية حضارية في جميع المجتمعات المحلية. أخيرا: وليس أخرا أشكر مؤسسة الملك خالد الخيرية والتي تعاونت مع لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا( وكافة العاملين عليها من الأعضاء المؤسسون للمؤسسة أصحاب السمو الملكي الأمراء والأميرات أبناء الملك خالد بن عبد العزيز –يحفظهم الله ويرعاهم- ومنهم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن خالد بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز ، وكذلك كل الشكر والتقدير لصاحبة السمو الملكي الأميرة البندري بنت عبد الرحمن الفيصل -حفظها الله- المديرة العامة لمؤسسة الملك خالد بن عبد العزيز،كما أتوجه بالشكر الجزيل للعاملين من أساتذة وموظفين في هذه المؤسسة البناءة، حيث أقامت هذه المؤسسة ولا تزال تقيم دورات في تنمية المجتمعات المحلية من خلال "بناء القدرات الوطنية لتنمية المجتمعات المحلية" حيث تقدم مؤسسة الملك خالد الخيرية نموذج المؤسسة العصرية والتي تواكب التطور والتقدم البناء الذي تشهده المجتمعات المتحضرة، حيث تحاول تنمية وبناء قدرات أفراد الوطن من أجل مجتمع قوي بسواعد وأيادي أبنائه. الشكر كل الشكر لمؤسسة الملك خالد بن عبد العزيز الخيرية على ما تقدمه من خدمة لأبناء المجتمعات المحلية، وهذا ليس بمستغرب على أبناء الملك خالد بن عبد العزيز- رحمه الله- والذي كان كريما وذو نظرة بعيدة المدى في خدمة المواطن والمسلمين أثناء حكمه-رحمة الله رحمة واسعة- حيث كان امتداد للسياسة الحكيمة التي ورثها من والده الملك عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه. وهي نفس السياسة الحكيمة التي سار عليها أخوته الكرام أصحاب السمو الملكي الملك فيصل بن عبد العزيز والملك فهد بن عبد العزيز رحمهم الله وأسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة، كما نلاحظ هذه السياسة البناءة لخدمة الوطن والمواطن في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز –يحفظه الله- لنا وللمسلمين أجمعين. ولقد تشرفت بالانضمام إلى أحدى الدورات التي أقامتها مؤسسة الملك خالد بن عبد العزيز، والتي أقيمت في حائل حيث اكتسبت من خلالها الكثير من المفاهيم والمعارف حول كيفية تنمية وبناء القدرات الوطنية لتنمية المجتمعات المحلية. أتقدم بكل الشكر والعرفان والتقدير لمؤسسة الملك خالد بن عبد العزيز الخيرية. وأتمنى للقائمين عليها كل التقدم والرقي لأن ما يقومون به من أجل المصلحة الإنسانية والتي تصب في مصلحة المجتمعات المحلية. د.بنيان بن باني أستاذ علم النفس التربوي المساعد كلية التربية - جامعة حائل خاص _ إخبارية حائل الموضوع الأصلي: نحو بناء القدرات الوطنية من أجل تنمية المجتمعات المحلية | | الكاتب: سيف الجزيرة | | المصدر: شبكة بني عبس
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
تختلف المجتمعات في علاقاتها الإنسانية، وفي عاداتها وتقاليدها، | بندرأبن طريف المظيبري | المنتدى العــــــــــــــــام | 5 | 19-05-2011 02:19 PM |
إختتام برنامج بناء القدرات الوطنية لتنمية المجتمعات المحلية بحائل | عيد بن عبيد | منتدى اخــبار القبيلــة | 5 | 07-03-2010 04:12 PM |
عبدالله العرادة: المرأة هي الركيزة الأساسية لكل المجتمعات | عبس404 | منتدى المجالس البلديه والشؤون البرلمانية | 2 | 16-05-2009 04:54 PM |