|
خيارات الموضوع |
|
صائد الذئاب يسكن البراري مع ابنائه
صخب حياتكم .. لا يهمني محمد العميري (مكة المكرمة)تصوير: حسن القربي في صحراء تجلد فيها الشمس قمم الجبال الموحشة وتكتب الريح على ضفاف اوديتها سمفونية الصمت، يتصاعد هتاف مثل اناشيد الصحراء وتنهض ثمة حياة في خيام مهترئة تقاوم تصاريف الزمن.. بيوت من «الشعر» تحتضن خلف ستائر بؤسها صائد الذئاب مسفوه زاهر وزوجتيه و (17) ولدا وبنتا، مكان تغيب فيه الظلال لا يعرف رفاهية أجهزة التبريد ولم تمطر في أرجائه سحب الألفية الثالثة ولم تتسلل اليه بهارج أضواء النيون سوى أشعة الشمس في رحلة النهار المتعبة بعدها يجثم الليل ويستحيل كل شيء إلى نقاط سوداء ترتدي عباءة الخوف، وجوه منطفئة لم تسمع بإحباطات الاسهم ولغة المحطات الفضائية والصراعات حول العالم والأحداث الساخنة في العراق ولايعرف أين ذهب صدام!.. قبل (40) عاما حينما جاء مسفوه الى «الناصرية» في ضواحي مكة المكرمة وهو يهش بعصاه خلف اغنامه كان يدرك تماما ان هذا المكان سوف يكون هو كل عالمه ولأن الحياة قاسية وتربية «الحلال» في حاجة الى امرأة صلبة تعرف حلب الاغنام والنياق، فقد بحث مسفوه عن سيدة لها هذه المواصفات وكانت زوجته الاولى وعاش معها راضيا بقسمته في الحياة.. وبعد عدة سنوات تزوج بامرأة اخرى واصبح اطفاله هم عزوته والموال الذي ينشده في صباحاته ومساءاته. ولكن هذا الموال كاد ان يتحول في احد الايام الى فاجعة حينما تركت احدى زوجتيه طفلته «اميرة» ذات العامين وذهبت لجلب الماء من اخر «المراح» فداهم ذئب شرش الطفلة ونبش باسنانه احدى يديها فاطلقت صرخة حادة فاندفعت اليها امها فهرب الذئب ليسرع باسعاف الطفلة الى اقرب مستشفى على مسافة 30 كلم فتعافت من اصابتها. لم يكن هذا الذئب هو الوحيد «الضيف» الثقيل، الذي يزور اسرة مسفوه بين الفينة والاخرى فقد اعتادت الاسرة على مشهد السباع الضارية وطرائد البر وسبق ان اصطاد مسفوه (4) ذئاب من قبل بعد معارك ضارية معها بعد وقوعها في الشراك التي يثبتها لها في الرمال، وقد درج على حبس «خصومه» الذئاب في شبك خصصه لها، الا انها تنفق من القهر والغبن. وقد مات ذئبان قهرا وقتل اخر نظرا لشراسته فيما لا يزال هنا كذئب وحيد بحوزته ولكنه ربما يموت قريبا من القهر، فسبحان الله تموت الذئاب من حبس القهر ومسفوه يقاوم وحشة الصحراء مع زوجته وعياله.. انها قصة رجل اختار حياة البراري فلا زوار يرتادون موقعه سوى بضعة من اهله نظرا لان سيارات الدفع الرباعي نفسها يتصاعد نشيجها حتى تصل الى هذا الموقع وكل الايام متشابهة بالنسبة له، يأتي المطر وتذهب المواسم وعاشق الصحراء يكيف حياته مع تداول الفصول. لا يزال يتذكر حينما اصابته وعكة جعلته طريح الفراش وتعالج منها بواسطة اعشاب تنمو على اطراف الصحراء من شجيرات معينة. الحياة هنا موحشة ويعيش مسفوه في قلق دائم رغم شجاعته في مصارعة الذئاب ولكن اكثر فصول الرواية التي تقلق منامه الاسئلة الحائرة لأولاده عندما يتساءلون في عفويةعن موعد مغادرة جنبات هذا المكان الى حياة المدينة غير ان الاجابة تتوقف على شفاهه وتصمت مثل الاودية والجبال التي تحيط بالمكان. ( الجمعة 26/02/1428هـ ) 16/ مارس/2007 العدد : 2098 عكاظ
|
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
مسنٌّ يفضِّل حياة البراري والجبال على العيش في المدن وازدحامها | البعيد الهادي | المنتدى الإعلامــــي | 16 | 14-03-2012 04:28 AM |
صاعقة تضرب هندياً في البراري | مشاري بن سعود | المنتدى الإعلامــــي | 16 | 19-05-2011 01:37 AM |
آه من حب الذوات | بندر نواف | منتدى الشـــعــــر | 31 | 10-04-2010 10:36 PM |
عصر الذئاب ..... قصيدة إلى طفلة تائهة . | ابو عبدالعزيز | المنتدى الأدبــــــــــــي | 6 | 25-10-2007 09:13 PM |
إحذري أيتها الفتاة من الذئاب البشريه | فواز عياد الرشيدي | منتدى الأسره والمجتمع | 13 | 02-06-2007 11:42 PM |