|
خيارات الموضوع |
|
الأسود الحرّة: يبحثون عن حاكورة بالسلاح
عبد الله علي إبراهيم تجري مناقشات عديدة بالطبع عن موضوع عن نزاع شرق السودان في "سودانيزأونلاين" على الشبكة. وكتبت سيدة عملت في تنمية الإقليم أنها كانت تغشى مضارب شعب الرشايدة لتدارس احتياجاتهم. وكانت كلما تحدثت لهم عن حفر آبار أو حفائر قالوا لها إنهم ضيوف على أرض الشكرية وزعمائهم من آل أبي سن. واعترفت أنها كبنت مدن كانت تستاء لهذه الإجابة التي يبدو بها الرشايدة بلا قرار في حياتهم. ولم يقل لها الرشايدة إلا الحق عن نظم ملكية الأرض في الريف. فشعب الريف منقسم إلى من يملكون داراً قبَلية ومن لا يملكون، ويستضيفهم من يملكون بأعراف متوارثة ومرعية بواسطة الدولة. ومن ضمن الأعراف ألا يحفر الشعب المستضاف حفراً عميقاً ليبلغ الماء لأن ذلك الامتياز قاصر على صاحب الحق. ولتقريب الصورة فليس من حقك في المدينة أن تحفر بئر بيت أدب في منزل استأجرته بغير إذن صاحبه مثلاً. لقد وضعت السيدة يدها على ركيزة هامة في نزاعات الريف التي تشغل بالنا منذ حين. فقد اعترفت بأنها قد واجهت وضعاً غير مفهوم لها في إدارتها لجماعة في الريف بالنظر إلى أنها بنت مدينة. وهذا وارد في خدمة مدنية قومية يردها الناس من كل فج ثقافي عميق. والشفاء من هذا الجهل متى وجد الإداري نفسه فيه أن يرفع جهله بالمسألة. ولكن السيدة الإدارية اكتفت بعد كل هذه السنين من غنيمة المعرفة باستنكار ما رأته ظلماً للرشايدة. فقد استغربت قول أحدهم في الشبكة إنه لا أساس لطلب الرشايدة وأسودهم الحرة في قسمة السلطة والثروة في الشرق لأنهم ضيوف على الشرق. وكان قد حاججه أحدهم بقوله تعالى "إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده". فأجاب الكاتب ، وهو بجاوي فيما يبدو، إنه لا يتصور أن مجيء الرشايدة عبر البحر الأحمر كان إلهاماً ربانياً لوراثة أرض البجا. وبغض النظر عما اعتقده أنا أو أنت عن وضعية الرشايدة فالواضح أننا لا بد أن نقوم بواجبنا المنزلي بدراسة أوضاع مجتمعنا بواقعية نأمن بها من مغبة اندفاعنا في تغيير تلك الأوضاع، وكل علْمنا بها لا يعدو حزازة لصقت بنا من التربية بالمدينة أوالريف لا فرق. إن محنتنا في الإداري"الناقش" لا تحدها حدود. فقد كان حل هذه النزاعات القبلية في الماضي مدرسة يمحو بها هذا الإداري، ود البندر أميّته، بوقائع الريف العصية. ومن المؤسف أننا انصرفنا عن النظر العميق في منشأ محنتنا في الإداري حين حمّلناها ثورة أكتوبر وشعار التطهير. وهذا بغض قديم لهذه الثورة الغراء لا علم فيه ولا نور ولا شفاء منه إلا مَن رحِم. ولكن مفكراً في قامة أبي سليم ردّ بداية ضمور الإداري فينا إلى خصومة الإداريين والبوليس على بداية عهد الاستقلال. وردها بصورة خاصة إلى قانون إدارة المديريات لعام 1961 خلال عهد الفريق عبود الذي وصفه بأنه أضعف صورة الإداري في الريف وقضى على مكانة مدير المديرية وسلطاته. وذلك بطريقين: أولهما، رفع سلطانه في الإشراف على وحدات مصالح الحكومة مثل النقل الميكانيكي والصحة والتعليم إلخ في مديريته. وثانياً، عن طريق اختراع وظيفة الحاكم العسكري للمديرية التي جعلت وظيفة المدير زائدة دودية إدارية. ووزاد الطين بلة قانون معاشات الخدمة المدنية لسنة 1962 الذي جاء بالمادة 32 ب التي ينزل بمقتضاها الموظف المعاش متى وصّى بذلك الوزير المختص وقبِل بها مجلس الوزراء. وكانت مادة مستبدة دجّنت بها الحكومة الخدمة المدنية وأطلقت العنان للمفسدين الذين سميناهم في أدبنا الشيوعي بالبرجوازية البروقراطية. وتاريخ هذا كله معروف. ولا تعصرونا على الفسل. فالسودان ما زال بلداً خاماً. ونأمل أن تكون لنا في يومنا كما في أمسنا سماحة العفو لا جريرة النسيان. فلا يظلمن أحد أكتوبر التي أرادت من التطهير محاسبة فاسدين معروفين بالاسم ولم ترده مبدأً إدارياً. جات سيرة أكتوبر ونأسف على السخانة. ولكن واضح أنه لم تكن لنا خدمة مدنية حاقة الاسم منذ زمن طويل. ومن حيث نظرية الإدارة لم تخرج تلك الخدمة من حيز ترك الريف للإدارة الأهلية وهو النظام المعروف بالحكم غير المباشر. وهو طريق اختطه الإنجليز منذ ثورة 1924 حين خافوا مغبة الحكم المباشر على عهدهم الأول الذي تولدت منه طبقة الأفندية المزعجة. وعليه فليس الإنجليز إداريين. إنهم مستعمرون وحسب. وقال أحدهم في ذم بؤس سياستهم في المستعمرات بأنهم هم الذين تسبّبوا في استقلالها عنهم لسوء إدارتهم. ومع ذلك فهم مستعمرون حاولوا بقدر ما حصلوا من استنارة من بلدهم أن يقيموا حكمهم على دراسة الأهالي ليستعمرونهم بأقل تكلفة وخسارة. فعيّنوا عالم اجتماع في الدولة ليدرس لهم الجماعات التي تهيجت عليهم. وكانت الوظيفة من حظ إيفانز برتشارد المعروف. وكتابه "النوير" -الذي وضعه بعد دراسة عنهم بعد ثورتهم المعروفة على الإنجليز- لا يخلو منه مقرر في علم الأنثربولوجيا. وأنشأ الإنجليز أيضاً "مجلة السودان في رسائل ومدونات" مثلاً لتكون منبراً لنشر أبحاث المفتشين وغيرهم عن القبائل. وهي مجلة وسِعت المقال الطويل لذي الباع، والمذكرة المختصرة المفيدة لمن قصر دون المقال. كما أصدروا سلسلة للتعريف بالقبائل ووقع في يديّ منها ذلك المتعلق بقبيلة حمر للسيد هندرسون. وقد رأينا بعض الإداريين السودانيين المميزين يننفعون بهذا التقليد بدراسة رعيتهم. ومن ذلك كتاب السيد حسن دفع الله عن تهجير أهالي حلفا. وهو كتاب فاتن ترجمه الصديق عبد الله حميدة ويسره للقاريء بالعربية. وأذكر وأنا طالب بعطبرة كتاباً للإداري ،الشاب آنذاك، كمال حمزة عن المدينة بمثابة دليل لها. ولا زلت أذكر تفقّده للداخلة الجديدة وهو يخوض في الوحل بعد نكبتنا إثر سيول 1958. أما الكتاب الذي أعجبني فكتاب الرفيق السني بانقا عن الرشايدة في الستينات. وأذكر غلافه الأصفر، على ما اعتقد. وقرأت مذكرات للسني بعنوان "مذكرات نائب مامور" في جريدة الأيام فى آخر الثمانينات وهي من الفائدة بغاية، وآمل أن يعود السني لها إما بالإضافة أو النشر في كتاب. أما الصديق الإداري على جماع فأنا وراءه والزمن طويل حتى يضع خبرته في الصلح القبلي في كتاب مرقوم نشفى به من إنفلونزا الإدارة بالقريحة، أو بما هو أضل، التي أوردتنا التهلكة. وليست الإدارة وحدها التي ينبغي أن تكون مورداً للمعرفة بمجتمعنا. فالصحافة عندي أكثر خطراً بالذات حين اندمجت الإدارة في الأحزاب السياسية وأصبحت وظائف الولاة وغيرهم ضمن قسمة السلطة والثروة بين تلك الأحزاب. أحمد وحاج أحمد. ولا يجهلن أحد علينا ويقول هذه ثمرة من ثمار دولة الإنقاذ المرّة. كلا ثم كلا. لقد استنت السنة أحزاب التحالف الحكومي خلال الديمقراطية. ونال صديقي السيد كرم محمد كرم وجاهة الولاية بنسبته للختمية. وكتبت أقول لهم آنذاك لماذا تجعلون الولاية قيصرية هرقلية في نظام ديمقراطي. أليس من حق الشعب أن ينتخب ولاته؟ وليس الخبر أو القصة (بمعناها الصحفي) هما طريق الصحافة لتعليمنا عن مجتمعنا. بل ربما ضللنا بهما عن الحق. ولذا ينصح علماء الصحافة بضرورة أن يستقل المحرر أو الباحثون بالصحيفة بدراسة الموضوع من جوانبه كلها لكتابة ما يسمى ب"الخلفيات". وغالباً ما وردت هذه الخلفيات في صناديق تصحب القصة الخبرية. وهذه حيلة للمعرفة لا أثر لها في صحافتنا. وسأضرب مثلاً بنقص الخلفيات بالمقابلة العظيمة التي أجرتها الأستاذة سلمى التيجاني مع السيد مبروك مبارك سليم، زعيم الأسود الحرة، (الرأي العام10 مارس 2004) " طالما كنا بصدد رواية الرشايدة والحاكورة أو الدار القبلية. وقد جعلت له سلمى عنواناً رشيقاً دالاً هو : يبحثون عن وطن . . . بالسلاح: الأسود الحرة". وهذا حديث للمرة القادمة. مايترنحون به قبائل الهندوس فى السودان وهم البجاء وحقدهم الدايم للرشايدة من زمن دخولهم السودان لاذالك اتمنا من منظمة عبس العالميه ان تهتم بتعليم التعليم فوق كل شى واطلب من مبرة الرشايدة ان تهتم بلمثل لتعليم وليس الى حفنه الدقيق لان المتربصين لاذالو يتربصون بلقبيلة ومجتمعها http://www.sacdo.com/web/forum/forum_posts.asp?TID=2757 الموضوع الأصلي: ارجو المشاركة برائكم والنظر فى مايعانونه منه قبائل الرشايدةبسودان | | الكاتب: النقيشى | | المصدر: شبكة بني عبس
آخر تعديل بواسطة البعيد الهادي ، 22-12-2009 الساعة 07:19 PM.
السبب: تكبير حجم الخط
|
|
|
|
الله ايعافيك اخوى البعيد الهادى
|
|
النقشي منا لمنظمة عبس وأشكر لطرح للموضوع الذي جعلنا معكم في الصوره و مثل مقلت التعليم ثم التعليم
|
|
اشكرك اخى طارق علا المشاركة
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
حفل قبائل بني رشيد لشيوخ وأعيان قبائل بني عطية | ليالي المروج | منتدى مناسبات وافراح القبيله | 1 | 28-03-2015 08:37 PM |
رقم المشاركة : 1 | أمـــير بـكلمتي | المنتدى الإعلامــــي | 2 | 16-05-2009 02:05 AM |
شرف المشاركة | يوسف العجرمي | منتدى الضيافــــــــة | 13 | 12-05-2008 04:22 AM |
المشاركة الاولى | الهكرز الشويلعي | منتدى الضيافــــــــة | 23 | 13-04-2008 08:56 PM |