![]() |
|
خيارات الموضوع |
|
ووصيتي للرجال والنساء جميعا تقوى الله سبحانه وتعالى والتفقه في الدين في المدارس وغيرها من أماكن العلم ، وسؤال أهل العلم عما أشكل على الرجل والمرأة من أحكام الدين ، لقول الله عز وجل : فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ[42] وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين)) ومن أهم ذلك العناية بتلاوة القرآن الكريم وتدبر معانيه ، والعناية بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتفقه فيها والاستفادة من كتب أهل السنة وكتب تفسير القرآن الكريم ، وشروح الأحاديث النبوية التي ألفها أهل العلم المعروفون بالدراية والديانة وحسن العقيدة . وقد قال صلى الله عليه وسلم : ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) خرجه الإمام البخاري في صحيحه . وقال عليه الصلاة والسلام : ((من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه)) رواه الإمام مسلم في الصحيح ، ومن المعلوم أن تعلم الرجال والنساء لما شرعه الله سبحانه وتعالى لهم وخلقوا من أجله من أهم الفرائض ، وأوجب الواجبات ، ولقد يسر الله للجميع طرق التعلم بواسطة إذاعة القرآن الكريم وبرنامج نور على الدرب ، ونداء الإسلام من الرابطة ، وغير ذلك من الندوات والحلقات العلمية التي تقام في المساجد ، ودور العلم ووسائل الأعلام . فالواجب الاستفادة منها والعناية بها ، أينما كان المؤمن والمؤمنة .
ومما يجب التنبيه عليه الحذر من سماع ما يفسد القلوب والأخلاق من الأغاني الماجنة والأشرطة المنحرفة وآلات اللهو والطرب . فإن هذه تفسد القلوب والأخلاق فالواجب الحذر منها والتواصي بتركها . عملا بقول الله عز وجل : وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ[43]وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((الدين النصيحة)) قيل لمن يا رسول الله؟ قال ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)) خرجه الإمام مسلم في الصحيح . ومما يجب على المسلمين جميعا الاهتمام به والتواصي به الدعوة إلى الله عز وجل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن ذلك من أعظم الأسباب في صلاح القلوب والمجتمعات . وظهور الفضائل ، واختفاء الرذائل ، والأدلة على ذلك كثيرة ، منها ما تقدم في سورة العصر وحديث : الدين النصيحة ومنها قول الله سبحانه : وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ[44] الآية ، وقوله عز وجل : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[45] وقوله صلى الله عليه وسلم : ((من دل على خير فله مثل أجر فاعله)) وقوله عليه الصلاة والسلام : ((من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)) أخرجهما الإمام مسلم في الصحيح . والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة . ولا شك أن الواجب على المدرسين والمدرسات أكثر من الواجب على غيرهم بالنسبة إلى الطلبة والطالبات ، فعلى المدرسين أن يعنوا بالطلبة ويوجهوهم إلى الأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة والعمل بما علموا من العلم ، وعلى المدرسات أن يتقين الله في البنات ، وأن يعلمنهن الأخلاق الدينية الفاضلة والعقيدة الصالحة في الدراسة وفي المذاكرة والوعظ ، حتى يوجد جيل صالح من الطلبة والطالبات والمعلمين والمعلمات في المستقبل . فواجب المدرس والمدرسة عظيم والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى واجب عظيم على الجميع . فعلى كل من لديه علم من الرجال أن يعلم أولاده من الذكور والإناث وأهل بيته وغيرهم حسب الطاقة . وعلى كل من لديها علم من النساء أن تعلم بناتها وأبناءها وتعلم أخواتها وتعلم من حولها من النساء وتنتهز الفرصة عند الاجتماع في عرس أو وليمة أو غير ذلك للدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتذكير لمن عندها من النساء وتعليمهن وإرشادهن إذا رأت امرأة متبرجة عند الرجال أو في الطريق تنهاها عن ذلك وتحذرها منه ، وتحذر عن التكاسل عن الصلاة بنتها وأختها وجارتها وغيرهن ، وتأمرهن بالمعروف وتنهاهن عن المنكر ، وهذا هو واجب الجميع؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ[46] أولياء : يعني أنهم متحابون في الله فليسوا أعداء . فالمؤمن ولي أخيه وولي أخته في الله ، والمؤمنة كذلك ولية أختها في الله وولية أخيها في الله ، يتآمرون بالمعروف ويتناهون عن المنكر ، ويتناصحون في الله ، فالزوج يأمر زوجته بالمعروف وينهاها عن المنكر ، والزوجة تأمر زوجها بالمعروف وتنهاه عن المنكر . فإذا رأته مقصرا في الصلاة أو رأته يشرب المسكر أو يدخن أو يحلق لحيته تنصحه وتقول : اتق الله ، هذا لا يجوز لك ، وكيف ترضى بهذا الأمر السيئ لنفسك؟ وكيف تعصي ربك؟ تقول ذلك بالكلام الطيب وبالأسلوب الحسن ، كما أنه يأمرها وينهاها كذلك ، هي تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر ، ولا تستحي ولا تخجل ولا تداهن ، وهكذا مع أبيها وأخيها وأمها وولدها وجارها وجارتها وصاحباتها وصديقاتها ، وهذا هو الواجب على المسلمين والمسلمات مهما كانت مؤهلاتهم وأعمالهم . كل واحد منهم على حسب علمه وقدرته . أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا وجميع المسلمين لما يرضيه ، وأن يسلك بنا جميعا صراطه المستقيم ، وأن يرزقنا جميعا الفقه في دينه والثبات عليه ، وأن يوفقنا جميعا للقيام بالواجب من طاعة الله ورسوله والنصح لله ولعباده . ثم أوصي الجميع بالدعاء في ظهر الغيب وفي الصلاة وفي آخر الليل لولاة الأمور بالتوفيق والهداية والصلاح والإصلاح . فولاة الأمور في حاجة إلى الدعاء أن يصلحهم الله ، ويصلح بهم ويهديهم ويهدي بهم ، فهم في أشد الحاجة إلى الدعاء . وولاة أمر هذه البلاد وولاة أمور المسلمين جميعا في كل مكان تدعون لهم جميعا بالصلاح والتوفيق والهداية ، وتدعون لأولادكم ولأزواجكم ولغيرهم ، تدعون لهم بالتوفيق والهداية والصلاح ، وبالتوبة النصوح ، يقول سبحانه وتعالى : قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي[47] أي : قل يا محمد هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني . وأتباع النبي صلى الله عليه وسلم من الرجال والنساء يدعون إلى الله على بصيرة ويحذرون الناس من معصية الله ، ويرشدونهم إلى الخير . وقال تعالى : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[48] وليس هذا خاص بالرجال دون النساء ولا بالنساء دون الرجال ، بل هو واجب على الجميع على حسب العلم والقدرة ، كما قال عز وجل : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[49] وعلى العلماء والمدرسين واجب عظيم ، وهكذا الرؤساء والأعيان عليهم واجب عظيم أكثر من غيرهم على حسب علمهم وقدرتهم ، وعلى كل واحد من المسلمين أن يعرف واجبه ويهتم به ، ويراقب الله في كل شيء ويتقيه في ذلك ، فنحن في غربة من الإسلام وفي آخر الزمان . فالواجب التكاتف والتعاون على الخير والصدق في ذلك . ونسأل الله التوفيق لنا ، ولجميع المسلمين الهداية والثبات على الإسلام وحسن الختام ، وأن يوفقنا جميعا لما يرضيه ، وأن يهدينا جميعا صراطه المستقيم إنه سميع قريب . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين . منقول من موقع الشيخ عبد العزيز بن باز الموضوع الأصلي: ((( بيان جملة من المسائل المهمة التي يخفى حكمها على الكثير من الناس )) | | الكاتب: كاتب الرشيدي | | المصدر: شبكة بني عبس
|
|
|
|
الله يعطيك العافية ويجزيك خيرا
تحياتي لك
|
|
اخوي ناصر بارك الله فيك تحياتي
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
هذا ومن آياتهـ تلك التي حملت بلا رجلً ولا بهتاني | الوآآفي | السمعيات والمرئيات الإسلاميه | 2 | 10-09-2014 08:32 AM |
بيان من الديوان الملكي : نجاح العملية الجراحية التي أجريت لخادم الحرمين الشريفين..؟ | قتيل الشوق | المنتدى الإعلامــــي | 8 | 18-10-2011 12:04 AM |
حملة لإيقاظ ملايين الناس فجرا | بن عجوين | المنتدى الإسلامـــي | 2 | 14-05-2007 02:29 AM |
معلومات غريبة لا يعلمها الكثير من الناس | الليل | المنتدى العــــــــــــــــام | 0 | 14-04-2007 02:26 PM |
بيان هيئة كبار العلماء حول أعمال الشغب التي قام بها بعض الحجاج الإيرانيين في موسم حج | الاجهر | المنتدى الإسلامـــي | 5 | 19-12-2006 03:43 AM |