|
خيارات الموضوع |
|
باب الرحمة والشفقة حدثنا أبو الحسين أحمد بن حمدان حدثنا أحمد بن الحارث حدثنا قتيبة بن سعيد البغدادي. عن مالك بن سميّ مولى أبي بكر عن بكر عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال "بينا رجل يمشي في الطريق اشتدّ عليه العطش فوجد بئرا فنزل بها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث وهو يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني فنزل البئر فملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقى فسقى الكلب، فشكر اللَّه تعالى له فغفر له، قالوا يا رسول اللَّه إن لنا في البهائم لأجراً؟ قال في كل ذات كبد رطبة أجر" حدثنا محمد بن الفضل حدثنا محمد بن جعفر حدثنا إبراهيم بن يوسف حدثنا النضر بن الأشعث عن الحسن أن رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم قال " لا يدخل الجنة إلا رحيم، قالوا يا رسول اللَّه كلنا رحيم، قال ليس رحمة أحدكم نفسه خاصة ولكن حتى يرحم الناس عامة ولا يرحمهم إلا اللَّه تعالى" حدثنا محمد بن الفضل حدثنا محمد بن جعفر حدثنا إبراهيم بن يوسف حدثنا معاوية عن الأعمش عن حسان بن أبي الأشرس عن أبي عبيدة عن عبد اللَّه قال: إذا رأيتم أخاكم قد أصابه جزاء فلا تلعنوه ولا تعينوا عليه الشيطان، ولكن قولوا اللهم ارحمه اللهم تب عليه. وعن الشعبي قال صعد النعمان بن بشير المنبر فحمد اللَّه وأثنى عليه" ثم قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول "ينبغي للمسلمين أن يكونوا بينهم بنصيحة بعضهم بعضا، وتراحمهم بينهم كمثل العضو من الجسد إذا اشتكى بعضه تداعى الجسد كله بالسهر حتى يذهب الألم من ذلك العضو" وعن أنس بن مالك قال: بينما عمر رضي اللَّه تعالى عنه يعس ذات ليلة إذ مرّ برفقة قد نزلت فخشى عليهم السرقة فأتى عبد الرحمن بن عوف رضي اللَّه تعالى عنه فقال:ما الذي جاء بك في هذه الساعة يا أمير المؤمنين؟ قال مررت برفقة قد نزلت فحدثتني نفسي أنهم إذا باتوا ناموا فخشيت عليهمالسرقة فانطلق بنا نحرسهم. قال: فانطلقنا. فقعد قريبا من الرفقة يحرسان حتى إذا رأيا الصبح نادى عمر رضي اللَّه تعالى عنه يا أهل الرفقة الصلاة الصلاة مراراً حتى إذا رآهم تحركوا قاما فرجعا.
(قال الفقيه) رحمه الله: عليك أن تقتدي بالذين قبلك فإن اللَّه قد مدح أصحاب النبي صلى اللَّه عليه وسلم بالتراحم فيما بينهم قال اللَّه تعالى {رحماء بينهم} وكانوا رحماء على المسلمين وعلى جميع الخلق وكانوا يرحمون أهل الذمة، فكيف بالمسلمين؟. وروى عن عمر رضي اللَّه تعالى عنه أنه رأى رجلاً من أهل الذمة يسأل على أبواب الناس وهو شيخ كبير، فقال له عمر رضي اللَّه تعالى عنه ما أنصفناك أخذنا منك الجزية ما دمت شابا ثم ضيعناك اليوم، وأمر بأن يجري عليه قوته من بيت مال المسلمين. وروى عن عليّ بن ابي طالب رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: رأيت عمر رضي اللَّه تعالى عنه على قتب وهو يعدو بالأبطح، فقلت له يا أمير المؤمنين أين تصير؟ فقال بعيّرند من الصدقة فأنا أطلبه، فقلت له لقد أذللت الخلفاء من بعدك، فقال لا تلمني يا أبا الحسن، فوا الذي بعث محمدا صلى اللَّه عليه وسلم بالنبوة لو أن عناقا ذهب بشاطئ الفرات لأوخذ بها عمر يوم القيامة لأنه لا حرمة لوال ضيع المسلمين ولا لفاسق روّع المؤمنين. وعن الحسن عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "بدلاء أمتي لا يدخلون الجنة بكثرة صلاة ولا صيام ولكن يرحمهم اللَّه تعالى بسلامة الصدور وسخاوة النفس والرحمة لجميع المسلمين". وروى عبد الوهاب بن محمد الفعتلاني بسمرقند بإسناده عن حميد عن أنس بن مالك رضي اللَّه تعالى عنه قال: قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم "أربع من حق المسلمين عليك: أن تعين محسنهم، وأن تستغفر لمذنبهم، وأن تدعو لمدبرهم، وأنت تحب تائبهم". حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد حدثنا فارس بن مردويه حدثنا محمد بن الفضل حدثنا يعلى بن عبيد حدثنا عبد الرحمن بن زياد.عن أبيه عن أبي أيوب رضي اللَّه تعالى عنه قال: سمعت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يقول "للمسلم على أخيه ست خصال واجبة إن ترك منها واحدة فقد ترك حقا واجبا: إذا دعاه أن يجيبه، وإذا مرض أن يعوده، وإذا مات أن يحضره، وإذا لقيه أن يسلم عليه، وإذا استنصحه أن ينصحه وإذا عطس أن يشمته" وروى عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "ما من نبيّ إلا وقد رعى، قالوا يا رسول الله: وأنت قد رعيت؟ قال: نعم، فأنا قد رعيت". (قال الفقيه) رحمه اللَّه تعالى: الحكمة في رعي الأنبياء صلوات اللَّه عليهم وسلامه أن اللَّه تعالى ابتلاهم على البهائم أولا حتى تظهر شفقتهم على خلقه وهو أعلم بهم، وإذا وجدهم مشفقين على البهائم جعلهم أنبياء وجعلهم مسلطين على بني آدم في أمر دينهم. وروى أن موسى عليه الصلاة والسلام قال: يا رب بأيّ شيء اتخذتني صفيا؟ قال برحمتك على خلقي فإنك كنت ترعى الغنم لشعيب عليه الصلاة والسلام فندت شاة من غنمك فاتبعتها فأصابك الجهد في طلبها حتى أدركتها، فلما أخذتها ضممتها إلى حجرك وقلت لها يا مسكينة أتعبتيني وأتعبت نفسك فبرحمتك على خلقي اصطفيتك وأكرمتك بالنبوّة. وروى أبو هريرة رضي اللَّه تعالى عنه عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: "من ستر أخاه المسلم في الدنيا ستره اللَّه في الدنيا والآخرة، ومن نفس عن أخيه كربة من كرب الدنيا نفس اللَّه عنه كربته يومالقيامة، والله تعالى في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه المسلم" وروى قتادة عن أنس رضي اللَّه تعالى عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "والذي نفس محمد بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير" وروى الشعبي عن عمر رضي اللَّه تعالى عنه قال أن اللَّه تعالى لا يرحم من لا يرحم، ولا يغفر لمن لا يغفر، ولا يتوب على من لا يتوب. وروى عن بعض الصحابة رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء. وروى عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "من لا يرحم الناس لا يرحمه اللَّه تعالى" وعن قتادة أنه قال: ذكر لنا في الإنجيل مكتوبا يا ابن آدم كما ترحم فكذلك ترحم وكيف ترجو أن يرحمك اللَّه وأنت لا ترحم عباده. وعن أبي الدرداء رضي اللَّه تعالى عنه أنه كان يتتبع الصبيان فيشتري منهم العصافير فيرسلها ويقول اذهبي فعيشي. وقال شقيق الزاهد رحمه اللَّه تعالى: إذا ذكرت الرجل بالسوء فلم تهتم له ترحما فأنت أسوأ حالا منه، وإذا ذكرت الرجل الصالح فلم تجد في قلبك حلاوة طاعة ربك فأنت رجل سوء. وقال مالك بن أنس رضي اللَّه تعالى عنه: بلغني أن عيسى صلوات اللَّه وسلامه عليه قال: لا تكثروا الكلام في غير ذكر اللَّه فتقسو قلوبكم والقلب القاسي بعيد من اللَّه تعالى ولكن لا تعلمون، ولا تنظروا في عيوب الناس كأنكم أرباب وانظروا إليها كأنكم عبيد، وإنما الناس رجلان مبتلى ومعافى فارحموا صاحب البلاء واحمدوا اللَّه على العافية. وروى عن أبي عبد اللَّه الشامي قال: استأذنت على طاوس فخرج شيخ كبير فقال لي أنا هو، فقلت له لئن كنت أنت هو فإنك إذا لخرف، فقال إن العالم لا يخرف، فدخلت عليه فقال لي سل وأوجز، فقلت له إن أوجزت لي أوجزت لك فقال: إن شئت جمعت لك التوراة والإنجيل والفرقان في ثلاث كلمات فعلت فقلت وددت ذلك فقال خف اللَّه خوفاً لا يكون أحد أخوف عندك منه ورجه رجاء هو أشد من خوفك إياه وأحب لغيرك ما تحب لنفسك، وعن عمار بن ياسر رضي اللَّه تعالى عنه قال ثلاث من جمعهن جمع الإيمان كله: الإنفاق في الإقتار والإنصاف من نفسه وإفشاء السلام على الخلائق، وروى عن عمر بن عبد العزيز رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال أحب الأمور إلى اللَّه تعالى ثلاثة العفو عند المقدرة والقصد في الجدة والرفق بعباد اللَّه تعالى وما رفق أحد بعباد اللَّه إلا رفق اللَّه به، وروى هشام عن الحسن قال: أوحى اللَّه إلى آدم: يا آدم أربع هن جماع لك ولولدك: يعني جماع الخير واحدة لي وواحدة لك وواحدة بيني وبينك وواحدة بينك وبين الناس، فأما التي لي فأن تعبدني ولا تشرك بي شيئا، وأما التي لك فعملك أجزيك به حين تكون أفقر ما تكون إليه،نن وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء ومني الإجابة، وأما التي بينك وبين الناس فاصحبهم بالذي تحب أن يصحبوك به، والله أعلم.
|
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
أيا قطرات الرحمة | أنفاس الفجر | المنتدى الأدبــــــــــــي | 10 | 22-01-2012 05:37 PM |
رصاصة الرحمة .. | المر العذب | منتدى ملتقى الاعضاء | 19 | 20-06-2010 07:20 PM |
إنها الرحمة | مبارك الشويلع | المنتدى الإسلامـــي | 10 | 07-03-2010 01:42 AM |
على متن الرحلة رقم 777والقادمة | حردان السحلي | منتدى المحــــــــــــــاوره | 47 | 08-12-2009 04:44 PM |
هذا وقت الرحلة | الليل | منتدى المقناص والرحلات البرية | 9 | 19-12-2008 07:10 PM |