|
خيارات الموضوع |
قد يتعجب المرء لأول وهلة من صيغة العنوان ولكن بعد قراءة الموضوع تتضح الصورة للجميع المتعارف عليه أن اليتيم من مات أبوه وهو دون سن البلوغ وهذا الصنف من اليتم قد يجد من الأقارب والأعمام من يقوم برعايتة وتربيته وقد نجد نوع آخر من اليتم طفل يولد ولا يعرف له أب أو أم نتيجة علاقة شيطانية أنتجت هذا المولود وهذا الصنف من اليتم كذلك قد ييسر الله له من أهل الخير والصلاح من يتكفله ويقوم بشؤونه وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على رعاية وكفالة الأيتام فقال : (أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ إِذَا اتَّقَى وَأَشَارَ بِإِصْبُعَيْهِ الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِي الإِبْهَامَ) مالك والبخاري وأبو داود والترمذي وأحمد ، وهذا لفظ مالك ولكن مما يحز في النفس ويقطع القلب أن تجد أيتاماً وهم بين آباءهم يتم من نوع آخر يتم الحنان والعطف والأبوة والأمومة والتربية فالأب لاه ساه بعمله وأصحابه واستراحاته ... فلا يأتي غالباً إلا متأخراً ، والأولاد قد أخلدوا إلى النوم وأم ... لاهية ساهية كذلك ، قد أهملت واجبها وما أنيط بها من قبل الله فهي لا تفكر إلا بنفسها وصورتها وحسن رونقها إن كانت عاملة ... فثلث يومها في العمل ثم تأتي وقد أنهكها العمل الوظيفي فتأتي لا تفكر إلا بالنوم والراحة وفي العصر والمساء قد ضربت المواعيد مع فلانة وعلانة ذهاب هنا وهناك الأسواق ، والنوادي ، والمنتزهات ، والحفلات ... وهلم جرى وقد أوكلت أمر البيت وما فيه إلى الخادمة والسائق فهل يمكن أن تكون الخادمة بديلاً عن الأم؟ وهل يمكن أن يكون السائق بديلاً عن الأب؟ فبالله عليكم أيها الإخوان والأخوات أليس هذا هو أشد اليتم وأقساه؟ فينشأ جيلً فاقد للحنان والعطف والمحبة فاقد لأصول التربية الحقيقة ينشأ بعد ذلك جيل متمرد على القيم والأخلاق والعادات الحسنة أليس هذا ملاحظ ومشاهد؟ ثم ألا ترون أن المسألة في أزدياد؟ أي حضارة ننشدها بضياع قيمنا وأخلاقنا وموروثاتنا الحميدة؟ أترون أن مثل هذا الجيل يرفع رأس الأمة ويعلي شأنها؟ لا يقول أحد لا يوجد مثل ذلك إن حقيقة التربية تنبع من البيت بوجود أب قدوة وأم صالحة فإذا فقد ذلك ، فقدت أسس التربية فالأساس الأول ، والبنيان المتين ... هو البيت وإذا ترك الأب والأم هذا الواجب فلا تظن أن غيرهما سيقوم به إذا أنت أهملت الغرس ... فلا تنتظر أن أحداً غيرك يسقيه لك كم من االأبناء من الجنسين يفتقدون العطف والحنان داخل البيت؟ فتتلقفهم رفقة السوء وهنا تبدأ المعناة الحقيقية ، والانتكاسة الكبرى كيف تريد أن ترزق الولد الصالح الذي يدعو لك بعد موتك؟ وأنت قد أهملت الرعاية ، ولم تكن قدوة صالحة له أما سمعتم وقرأتم قول الله سبحانه وتعالى وهو ينادينا بنداء الإيمان {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} هذا أمر من الله ، والأمر يفيد الوجوب أي : اجعلوا بينكم وبين عذاب الله وناره وقاية تتقون بها وهي : فعل أوامره واجتناب نواهيهه وقوله صلى الله عليه وسلم : (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ قَالَ وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) البخاري ومسلم وهل يسأل الإنسان عن شيء إن لم يكن واجباً عليه؟ هل استشعر الآباء والامهات عظم هذه المسئولية الملقاة على عواتقهم أم أن المسألة (مع الخيل يا شقرا)؟ هذا لا ينفع يقول صلى الله عليه وسلم : (كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ) أحمد وأبو داود وأعظم إضاعة هي إَضاعة الأخلاق والقيم ويقول صلى الله عليه وسلم (مَا مِنْ وَالٍ يَلِي رَعِيَّةً مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَيَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لَهُمْ إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ) البخاري وأنت أيها الرجل وال في أهل بيتك وأبناءك أول من يتعلق بك يوم القيامة لماذا لا تجعل الأسرة لها يوماً في الأسبوع تلتقي فيه على الخير؟ فيجتمعون على قراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقراءة في التفسير وقراءة في سير أمهات المؤمنين والصحابة رضي الله عنهم أجمعين ويعملون لهم مسابقات ودردشات يزداد الحب بينهم ، وتزداد الألفة بينهم كذلك ويزداد الترابط الأسري بينهم وهذا الأمر يجعل الأب أن يتعرف على أبنائه عن قرب ، والأم تتعرف على بناتها عن قرب كذلك أليس كثيراً من الأسر تقضي ساعات طويلة أمام الصنم الصغير ، والكل يحدق فيه بانتباه وتركيز؟ وقد يقطعون النفس في بعض الأحيان من شدة الصمت (فلا يتكلمون إلا همسا) ثم هم يضيقون ذرعاً بالجلوس ساعة أو ساعتين في الأسبوع يجتمعون فيها على طاعة الله وما يقربهم إليه المسألة جد ُ خطيرة ، والإهمال عواقبه وخيمة فلنتدارك الأمر ولنبدأ من جديد ، ما دام في الأجل بقية ونستغفر الله على ما فات من تقصيرنا قال تعالى : {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} ومع هذا كله فإن في الأمة بقايا خير وفي الأسر المسلمة صلاح ولكنه مرض بدأ يستشري فلابد من إيضاحه وكشفه وإيجاد الحلول له لعلاجه والقضاء عليه هل صدقتم الآن أنه يوجد أيتام بين آباءهم وأمهاتهم؟ دعوا أقلامكم تعبر عما في نفوسكم فتخرج لنا شعاعاً يضيئ الطريق هذا ما جاد به القلم فإن وفقت فالفضل لله وحده وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله وأتوب إليه وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والسلام تقبلوا تحياتي
|
|
|
هل صدقتم الآن أنه يوجد أيتام بين آباءهم وأمهاتهم؟
نعم صدقنا وهذا مما يعكس على تربيه الأبناء والله اعلم عنهم اذا كبروا كيف تصير احوال هذي الاجيال فنتيجة الاهمال من الأباء والأمهات يجدون حصيلها من ابناءهم بعد مايكبرون وهم في سن العجز فما زرعوه يحصدونه . نسأل الله السلامه وان يهدي الجميع على العموم اخوي الدبك ماتركت لنا شيء نتكلم فيه موضوع رااائع وهادف وطرح اكثر من رااقي تحيااتي لك |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
,’, أختام ,’, | لعيووونك | منتدى التصاميم والجرافكس | 15 | 17-04-2013 10:24 PM |
كلية الملك فهد الأمنية تعلن أرقام المقبولين نهائياً لوظائف ( جندي - جندي أول ) | النمر1012 | المنتدى الإعلامــــي | 3 | 20-04-2012 09:47 AM |
محتال «الاستثمارات المليونية» في قبضة الأمن | مشاري بن سعود | المنتدى الإعلامــــي | 0 | 11-02-2012 02:25 PM |
صورمنقوله لجبال اللوز تابع لمنطقة تبوووك | بندر العويمري | منتدى المقناص والرحلات البرية | 0 | 08-04-2011 10:34 AM |
(أيتام مهددون بالطرد من منزل) عااااجل | سالم الرشيدي | المنتدى الإعلامــــي | 7 | 04-05-2008 05:40 PM |