|
خيارات الموضوع |
|
باب التوكل على الله (قال الفقيه) أبو الليث السمرقندي رضي اللَّه تعالى عنه: حدثنا محمد بن الفضل حدثنا محمد بن جعفر حدثنا إبراهيم بن يوسف حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن شيخ بن أشجع عن سالم بن أبي الجعد رضي اللَّه تعالى عنه قال: قال عيسى بن مريم صلوات اللَّه تعالى عليه وسلامه: لا تخبئوا طعاما لغد فإن غدا يأتي ومعه رزقه، وانظروا إلى الذرّ ومن يرزقه، فإن قلتم بطون الذرّ صغار فانظروا إلى الطائر فإن قلتم للطائر أجنحة فانظروا إلى الوحوش ما أبدنها وأسمنها. قال: حدثنا محمد بن الفضل حدثنا محمد بن جعفر حدثنا إبراهيم بن يوسف حدثنا إسمعيل بن جعفر عن سفيان عن أبي السوداء عن أبي مجلز قال: قال عمر رضي اللَّه تعالى عنه: ما أبالي على أيّ حال أصبحت على ما أحب أو على ما أكره لأني لا أدري الخير فيما أحب أو فيما أكره. قال: حدثنا محمد بن الفضل حدثنا محمد بن جعفر حدثنا إبراهيم بن يوسف حدثنا إسمعيل بن جعفر. عن عمرو مولى المطلب عن المطلب بن حنطب أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال "ما تركت شيئا بما أمركم اللَّه به إلا وقد أمرتكم به وما تركت شيئا مما نهاكم اللَّه عنه إلا وقد نهيتكم عنه، ألا وأن الروح الأمين جبريل عليه الصلاة والسلام قد ألقى في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستوعب كل الذي كتب لها، فمن أبطأ عنه شيء من ذلك فليجمل في الطلب فإنكم لا تدركون ما عند اللَّه بمثل طاعته".
وروى عن ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال "من سره أن يكونأقوى الناس فليتوكل على الله: ومن سره أن يكون أكرم الناس فليتق الله، ومن سره أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد اللَّه أوثق منه بما في يده. وذكر عن داود عليه الصلاة والسلام أنه قال لابنه سليمان عليه الصلاة والسلام: يا بني إنما يستدل على تقوى الرجل بثلاث: حسن التوكل فيما لم ينل، وحسن الرضا فيما قد نال، وحسن الصبر فيما قد فات. وذكر عن أبي مطيع البلخي أنه قال لحاتم الأصم رحمهما اللَّه تعالى: بلغني أنك تجاوز المفاوز بالتوكل بغير زاد، قال: بل أجاوزها بالزاد. قال وما زادك؟ قال زادي فيها أربعة أشياء. قال: وما هي؟ قال أرى الدنيا بحذافيرها مملكة لله، وأرى الخلق كلهم عيال الله، وأرى الأسباب والأرزاق كلها بيد الله، وأرى قضاء اللَّه نافذا في جميع خلقه. قال أبو مطيع: نعم الزاد زادك يا حاتم، وإنك لتجاوز بها مفاوز الآخرة فكيف مفاوز الدنيا، وذكر أن رجلا جاء إلى شقيق الزاهد رحمه اللَّه تعالى فقال له أوص؟ فقال له شقيق احفظ ثلاثة أشياء: أعبد اللَّه فإنه يثبتك وحارب عدو اللَّه فإنه ينصرك، وصدّقه بالوعد فإنه يأتي به أبيك. وعن ابن مسعود رضي اللَّه تعالى عنه قال: لو أن أهل العلم صانوا علمهم وبذلوه لأهله لسادوا به أهل زمانهم ولكنهم بذلوه لأهل الدنيا لينالوا من دنياهم فهانوا على أهلها، سمعت نبيكم صلى اللَّه عليه وسلم يقول "من جعل الهموم هما واحدا يعني همّ آخرته كفاه اللَّه ما أهمه من أمر دنياه، ومن شغلته هموم أحوال الدنيا لم يبال اللَّه تعالى في أي أودية النار أهلكه وأي أودية النار عذبه" ويقال مكتوب في التوراة: يا ابن آدم حرك يدك أبسط لك في رزقك، وأطعني فيما أمرتك ولا تعلمني ما يصلحك. وروى عن علي بن أبي طالب رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال: قوام الإسلام بأربعة أركان: اليقين، والعدل، والصبر، والجهاد، والعلماء فسروا هذه الأربعة أشياء فقالوا: أما اليقين فهو على وجهين: أحدهما أن يعمل لله خالصا ولا يطلب به عرض الدنيا ولا رضا المخلوقين، والثاني أن يكون آمنا بوعد اللَّه وهو الرزق، وأما العدل فهو على وجهين: أحدهما أنه لو كان عليه حق يؤديه قبل الطلب، والثاني إذا كان له على غيره حق يرفق بطلبه. وأما الصبر فهو على وجهين: أحدهما أن يصبر على أداء فرائض اللَّه تعالى، والثاني أن يصبر عما نهاه اللَّه تعالى عنه، وأما الجهاد فهو على وجهين: أحدهما أن لا تغفل عن عدوك وهو الشيطان فإنك إن غفلت عنه فإنه لم يغفل عنك فهو كالذئب إذا وقع في الغنم فكل شاة غفلت عنها أخذها، والثاني إن أكثر فتنة بني آدم لأجل المال فارض باليسير من المال لكيلا يغرك. وروى عن شقيق رحمه اللَّه تعالى أنه قال لحاتم الأصم رحمه اللَّه تعالى: منذ كم تختلف إليّ؟ قال منذ ثلاثين سنة، فقال له شقيق أي شيء تعلمت في هذه الثلاثين سنة؟قال: تعلمت ست كلمات فلو عملت بها لرجوت أن تنجيني من فتنة الدنيا، فقال له شقيق أخبرني عن ذلك فلعلي أعمل بهن فأنجو بذلك؟ فقال أما الأولى نظرت في قول اللَّه تعالى {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّه رِزْقُهَا} فرأيت نفسي من تلك الدواب التي رزقها اللَّه تعالى، وعلمت أن ما هو لي فإنه يصل إليّ فإن اللَّه تعالى يرزق الفيل مع عظمه ولا ينسى البعوضة لصغرها ففوضت أمري إلى اللَّه فاشتغلت بالعبادة ولا أهتمّ لغيرها، فقال له شقيق نعم ما فهمت فما الثانية؟ قال نظرت في قول اللَّه تعالى {إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} فرأيت المؤمنين كلهم إخوة إليّ والأخ ينبغي أن يكون مشفقا على أخيه، ورأيت العداوة التي تقع بين الناس أصلها من الحسد فاجتهدت حتى أخرجت الحسد من قلبي حتى صار قلبي بحال لو أصاب المؤمن همّ بالمشرق جعلت أهتم حتى كأنه أصابني، ولو أصاب مسلما خير في المغرب أسرّ به حتى كأنه أصابني. فقال له شقيق نعم ما فهمت فما الثالثة؟ قال نظرت فوجدت لكل إنسان حبيبا ولا بد للحبيب أن يظهر للحبيب محبته، فوجدت حبيبي طاعة اللَّه تعالى وما سوى ذلك من الأحباء كلهم ينقطعون عني إلا طاعة اللَّه فإنها معي في القبر وفي المحشر وعلى الصراط، فانقطعت عن جميع الأحبة واتخذت طاعة اللَّه حبيبا، فقال له شقيق نعم ما فهمت فما الرابعة؟ قال نظرت فوجدت لكل إنسان عدوا ولابد للعدو من عداوته والحذر عنه فرأيت عدوى الكافر والشيطان فرأيت عداوة الكافر أيسر لأنه إن قاتلني فقتلني كنت شهيدا وإن قتلته كنت مأجورا، فرأيت عداوة الشيطان أشد لأنه يراني من حيث لا أراه فيريد أن يجعلني مع نفسه في النار فاشتغلت بعداوته ما عشت وتركت عداوة غيره، فقال له شقيق نعم ما فهمت فما الخامسة؟ قال نظرت فوجدت لكل إنسان بيتا ولابد للبيت من العمارة فرأيت منزلي القبر فاشتغلت بعمارته، فقال له شقيق نعم ما فهمت فما السادسة؟ قال نظرت فوجدت لكل شيءطالبا فرأيت طالبي ملك الموت ولا أدري متى يأتيني فاستعددت له كالعروس تزف إلى منزل زوجها فمتى جاءني لا أطلب منه التأخير، فقال له شقيق نعم ما فهمت إن عملت بها نجوت أنا وأنت. وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال "جاء رجل إلى البني صلى اللَّه عليه وسلم فقال يا نبي اللَّه أخلي ناقتي وأتوكل على اللَّه أو أعقلها وأتوكل على الله؟ بل اعقلها وتوكل على الله". (قال بعض الحكماء): صفة أولياء اللَّه تعالى ثلاث خصال: الثقة بالله في كل شيء، والفقر إلى اللَّه في كل شيء، والرجوع إلى اللَّه في كل شيء. وقال فضيل بن عياض رحمه الله: أحب الناس إلى الناس من استغنى عن الناس ولم يسألهم شيئا، وأبغض الناس إليهم من احتاج إليهم، وأحب الناس إلى اللَّه من احتاج إليه وسأله وأبغض الناس إليه من استغنى عنه ولم يسأل منه شيئا. وذكر أن لقمان الحكيم عليه السلام لما حضرته الوفاة قال لابنه:يا بني كثيرا ما أوصيتك إلى هذه الغاية وإني لموصيك الآن بست خصال فيها علم الأوّلين والآخرين: أوّلها أن لا تشغل نفسك بالدنيا إلا بقدر ما يبقى من عمرك، والثاني اعبد ربك بقدر حوائجك إليه، والثالث اعمل للآخرة بقدر ما تريد المقام بها، والرابع ليكن شغلك في فكاك رقبتك من ما لم تظهر لك النجاة منها، والخامس ليكن جراءتك على المعاصي بقدر صبرك على عذاب الله، والسادس إذا أردت أن تعصى اللَّه فاطلب مكانا لا يراك اللَّه وملائكته. وقيل لبعض الحكماء ما الفرق بين اليقين والتوكل؟قال أما اليقين فهو أن تصدق اللَّه بجميع أسباب الآخرة، والتوكل أن تصدق اللَّه بجميع أسباب الدنيا. ويقال التوكل توكلان: أحدهما في الرزق فلا يجوز فيه إلا الأمن، والثاني في طلب ثواب العمل فيكون آمنا بوعد اللَّه في الثواب ويكون خائفا في عمله أن يقبل منه أم لا يقبل. وروى عطاء بن السائب عن يعلى بن مرة قال: اجتمعنا مع نفر من أصحاب عليّ كرم اللَّه وجهه فقلنا لو حرسنا أمير المؤمنين فإنه محارب ولا نأمن عليه أن يغتال فبينا نحن عند باب حجرته حتى خرج للصلاة، فقال ما شأنكم؟ فقلنا حرسناك يا أمير المؤمنين لأنك محارب وخشينا أن تغتال، قال أفمن أهل السماء حرستموني أم أهل الأرض؟ قالوا بل من أهل الأرض فكيف نستطيع أن نحرسك من أهل السماء؟ قال فإنه لا يكون في الأرض شيء حتى يقدره اللَّه في السماء، وليس من أحد إلا وقد وكل به ملكان يدفعان عنه حتى يجيء قدره فإذا جاء قدره خليا بينه وبين قدره.
|
|
|
|
|
|
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
اعلان اعلان هام بعد التوكل على الله | ابو صووط | منتدى المحــــــــــــــاوره | 30 | 27-11-2011 02:08 PM |
آيه من آيات الله حدثت في بيت الله الحرم المدني لأخ تركي في الستين من عمره(سبحان الله) | بن هادي الرشيدي | المنتدى الإسلامـــي | 6 | 22-08-2011 03:16 PM |
التوكل على الله | الرساله | المنتدى الإسلامـــي | 4 | 26-10-2010 12:24 AM |
كيفية التوكل على الله | حامل المسك | المنتدى الإسلامـــي | 1 | 16-04-2009 11:04 AM |
الله ياخذها وياخذه الله يحشرهم في جهنم زي مادمروا حياتنا الله ينتقم منهم قولوا امين | شـــوق | القسم النسائي الخاص | 13 | 04-09-2008 09:31 PM |