|
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع |
|
صحة الجسم من صحة اليدين ونظافتهما
أكثر أجزاء الجسم تسببا في حدوث الأمراض ونقل العدوى وضرورة غسلهما 15 ثانية أيادينا المتسخة في اغلب الاوقات التي تكسوها الجراثيم، ليست بالأمر الجديد. وظل الكبار يحذرون الصغار دائما من مغبة الايادي غير المغسولة لأجيال وأجيال، ولكن قبل قرن من الزمن تقريبا لاحظ القليل من الاطباء (من امثال هولمز وساملويس وليستر)، ان ايادي الاطباء هي التي تصيب المرضى بالعدوى وتسبب لهم الأمراض. والأمر الجديد هنا هو مجموعة الأحياء الصغيرة التي قد تجدها حتى في الايادي التي تبدو نظيفة. ومن الطبيعي جدا ان تكون هناك جراثيم تعيش وتعشعش في الجلد وفي الأنف، اذ ان نحو 25 الى 30 في المائة من البشر لديهم جراثيم لا تسبب ضررا الا اذا دخلت البكتيريا في شق او جرح في الجلد. لكن هناك نسخة جديدة منها باتت تنتشر وتسود، وهي مكورات عنقودية بكتيرية من نوع «ستافيلوكوكس أوريوس» Staphyococcus aureus (MRSA) التي لا تقاوم عقار «ميثيسيلين» methicillin فحسب، بل وتقاوم أيضا الانواع الاخرى من المضادات الحيوية. وكان هذا النوع من المكورات العنقودية يوجد في السابق في المستشفيات فقط، لكنه بات يتفشى ايضا في المدارس والسجون وبين الفرق الرياضية عندما اصيب افراد فريق «بوسطن سيلتكس» المحترف لكرة السلة به في خريف العام الماضي. وهناك بكتيريا «كلوستريديوم ديفيسيل» Clostridium difficile التي توجد في خروج الانسان والمنتشرة في المستشفيات، حيث تكون اليدان الملوثتان عادة هما سبب الاصابة عندما تلامسان عادة سطحا، أو جسما موبوءا بها، قبل ان يقوم الشخص المعني بلمس فمه من دون قصد. اليدان هما وسيط مستقبل للبكتيريا اكثر من الفيروسات، لكنهما قد ينقلان الفيروسات ايضا، فجميع انواع الانفلونزا يجري نقلها عبر الهواء عن طريق قطرات محملة بالفيروسات مصدرها السعال والعطس من قبل الاشخاص المصابين. بيد ان ايادينا قادرة على التقاط هذه القطرات من اي اسطح، او اجسام، ما يعني انهما حلقة مهمة في سلسلة العدوى والاصابة. من هنا يعتبر غسل الأيدي اجراء روتينيا في اجراءات مكافحة الانفلونزا، كما ان الدوائر الصحية شرعت تؤكد على هذا الامر بشدة بسبب وباء انفلونزا الطيور. ويقول الاميركيون انهم يقومون بغسل ايديهم. واعترف اكثر من 90 في المائة من الذين جرى سؤالهم في احصاء هاتفي انهم يغسلون ايديهم بعد استخدام دورات المياه العامة. لكن عندما قامت الجمعية الاميركية للعلوم الجرثومية ومجموعة تجارية اخرى بمراقبة البعض في المراحيض العامة (في الملاعب الرياضية ومحطات القطار وغيرهما) وجدوا ان نحو 75 في المائة من الرجال فقط قاموا بغسل اياديهم. ولم تكن النساء بالكاملات في هذا الشأن، ولكن مع قيام نسبة 90 في المائة منهن بغسل اياديهن فقد كن افضل من الرجال. ومثل هذا التفاوت يمتد ايضا الى العاملين في الهيئات الطبية، ففي احدى الدراسات وجد ان نسبة 88 في المائة من الطبيبات قمن بغسل ايديهن بعد فحص مرضاهن، مقابل نسبة 54 في المائة من زملائهن الاطباء. وهناك بعض الاشخاص من الرجال والنساء الذين يسرفون في غسل اياديهم. لكن ان الطبيعة لم تكن تقصد ان تكون ايادينا هذه اجساما معقمة، لان وجود بعض البكتيريا على الجلد هو امر طبيعي تماما، وربما صحي بعض الشيء، ما لم يكن الشخص المعني طبيبا جراحا على وشك ان يغمس يديه في جسم مريض ما. وغسيل اليدين مرات كثيرة ومتعددة حتى ولو كان ذلك بصابون خفيف التأثير، من شأنه ان يتلف الجلد ويزيد من الشقوق والتصدعات فيه التي قد تأوي المزيد من البكتيريا. ثم ان الجلد الناشف والتالف قد ينشر الجراثيم بصورة اسهل نظرا الى تطاير رقاقات يابسة منه حاملة معها البكتيريا. ولا يوجد نظام محدد لعدد المرات التي تقوم فيها بغسل يديك في اليوم، بل يعتمد ذلك على نشاطاتك، فغسيل اليدين في اغلبيته يحصل بعد الذهاب الى دورة المياه، وقبل تناول الطعام او تحضيره، او بعد معاودة احد المرضى، لا سيما اذا كان هذا المريض يشكو من عدوى في الرئتين، او مجرى التنفس، او في المعدة والامعاء. ويبدو ان الانواع الجديدة من الصابون انتجت لتسترعي انتباهنا لكن الصابون العادي القديم والماء اسلوب جيد لتنظيف اليدين. واظهرت الدراسات ان غسل اليدين لمدة 15 ثانية من شأنه ان يخفض نسبة البكتيريا بنحو 90 في المائة. ولدى اضافة 15 ثانية اخرى عليها، تنخفض النسبة الى 99.9 في المائة. لكن القليل منا يغسل يديه لهذه المدة الطويلة، بل ان اغلبيتنا تغسل أياديها لفترة خمس ثوان فقط. وأحد الاسباب الداعية لاستخدام المياه الباردة، او الفاترة، هو لإتاحة المجال لغسلها فترة اطول. كما ان المياه الساخنة هي اكثر قدرة على احداث تلف في الجلد. والمعلوم ان الصابون والمياه لا تقتلان الجراثيم، بل تعملان ميكانيكيا لإزالتها من اليدين. والمياه الجارية بحد ذاتها تقوم بعمل جيد في ازالة الجراثيم، لكن الصابون يزيد من الفعالية الاجمالية عن طريق نزع المواد غير المرغوب فيها من الجلد عن طريق الماء. وفي الواقع اذا كانت يداك متسختين بشكل ظاهر، او عليهما بعض الطعام، فان الصابون والمياه هما اكثر فعالية من معقمات اليد التي اساسها الكحول لكون البروتينات والدهونات في الطعام تميلان الى تخفيض قدرة الكحول على قتل الجراثيم. وهذا هو احد الاسباب الرئيسية التي تجعل قطاع انتاج الطعام يفضل الصابون والماء على غيرهما. وحتى اولئك الاشخاص الحريصون جدا على غسل ايديهم يرتكبون عادة خطأ عدم تجفيفهما جيدا لان اليدين الرطبتين هما اكثر قدرة على نشر الجراثيم من اليدين الجافتين. والأمر لايستغرق اكثر من 20 ثانية لتجفيف اليدين بشكل جيد لدى استخدام منشفة ورقية، او من القماش، ونحو 30 الى 45 ثانية لدى استخدام مجفف هوائي. وفقا لبعض الروايات فان نصف انواع صابون اليد المتوفرة في الاسواق يحتوي على مضافات مضادة للبكتيريا. وبعض انواع الصابون وعلى شكل سائل، ما يعني انه مناسب اكثر للاستخدام من قوالب الصابون التقليدية، لكن يمكن بالطبع شراء الصابون العادي على شكل سائل ايضا. وأحد المقومات النشطة في اغلبية الصابون المضاد للبكتيريا هي مادة كيميائية تدعى «تريكلوسان» Triclosan. وهي، في نسبتها المستخدمة في الصابون لا تقتل او تقضي على الكثير، او العديد من البكتيريا (تركيزها 0.2 في المائة او اقل)، لكنها تحافظ على عددها منخفضا لأن لها نشاطا ترسبيا. والسؤال الكبير الذي يراود البعض هو ما اذا كان الانتشار الواسع للصابون المضاد للبكتيريا من شأنه ان يزيد من مشكلة مقاومة المضادات الحيوية. والاطباء قلقون من ان تعرض البكتيريا الى مستويات مخففة من «تريكلوسان» لا يقتلها فورا، بل يعطيها الفرصة لكي تتحول وتتحور بحيث ان ما ينتج عن تكاثرها يكون اكثر مقاومة لهذه المادة، وفي النهاية مقاومة للمضادات الحيوية ايضا. وقد اثبتت التجارب التي اجريت في المختبرات هذا الامر، بحيث ان البكتيريا التي اصبحت عصية على «تريكلوسان» اظهرت دلائل انها باتت تقاوم المضادات الحيوية. ولكن ما يحدث خارج المختبر ليس بمثل هذا الوضوح، فقد قام الباحثون في اكبر دراسة من نوعها بتجنيد نحو 240 منزلا في منهاتن العليا في نيويورك للمشاركة في دراسة عن غسل الايدي في العالم الفعلي. وقد كلف نصف المنازل باستخدام صابون يحتوي على نسبة 0.2 في المائة من «تريكلوسان»، والنصف الاخر استخدام الصابون العادي. وبعد مضي سنة قام الباحثون باختبار ايادي سكان هذه المنازل بحثا عن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية. وكانت النتيجة على الصعيد الاحصائي غير مختلفة بين المنازل التي استخدمت الصابون العادي، وذلك الذي يحتوي على مضاد البكتيريا. وقدم الباحثون العديد من التفسيرات حول هذه النتائج منها، ان المقاومة للمضادات الحيوية قد لا تتطور وتزداد خلال سنة واحدة، بل ان الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية قد يجعل من الصعب التحري عن التغيرات الصغيرة. لذلك فإن القضية لم تنته بعد وتظل مفتوحة للنقاش، لكن نتائجها خالفت النتائج المختبرية. وحتى لو كانت مقاومة المضادات الحيوية ليست بتلك المسألة المهمة الا ان نتائج هذه الدراسة والدراسات الاخرى تجعلك تتساءل فيما اذا كان الصابون المضاد للبكتيريا المتوفر حاليا للاستهلاك يضيف المزيد من العناية الصحية والنظافة الى اليدين. ان قيام المنازل في منطقة منهاتن في نيويورك بغسل الايدي بصابون مضاد للبكتيريا لأكثر من سنة لم يخفض من كمية البكتيريا وتعدادها اكثر من غسلها بالصابون العادي. كما ان سكان المنازل الذين استخدموا الصابون المضاد للبكتيريا لم يتعرضوا الى حالات اقل من نزلات البرد والانفلونزا جراء ذلك. وهذا امر غير مستغرب لكون نزلات البرد والانفلونزا سببها الفيروسات وليست البكتيريا. ومع ذلك فان الاكتشاف هذا هو تذكار مهم بأن الصابون المضاد للبكتيريا ليس هو تلك الاداة المتعددة الاغراض في مكافحة الجراثيم التي يتوقعها معظم الناس. المنتجات الجديدة المهمة لنظافة الايدي وتطهيرها هي تلك المادة التي اساسها الكحول لفرك اليدين وتعقيمهما. وتعتبر «بيوريل» Purell اكثرها شعبية وشيوعا، لكن يمكن التوفير كثيرا في سعرها لدى شراء النوع الذي يتوافر في المخازن. والفائدة الكبيرة المجناة من هذا المنظف الذي اساسه الكحول هو انك لا تحتاج الى الماء. فقط افرك المادة بيديك، او بواسطة منشفة، مما يعني القدرة على استخدامها في اي مكان وليس فقط في الحمامات والمغاسل. ويستخدمها السياسيون في حملاتهم الانتخابية لكثرة ما يصافحون من الناس، كما يمكن العثور عليها في مكاتب الاشخاص وسياراتهم. ورغم ان الجراحين لا يزالون يفركون ايديهم قبل العمليات بالاسلوب الذي نلاحظه في التلفزيون، الا ان البعض منهم تحول الى الرغوة التي اساسها الكحول متحولين من الفكرة السائدة عنهم. وتأتي قدرة الكحول في القضاء على الجراثيم من قدرته على تغيير شكل البروتين الذي هو اساس بقاء البكتيريا والفيروس وعيشها. واغلبية مطهرات اليد التي اساسها الكحول التي تباع في الولايات المتحدة اساسها الكحول بنسبة 62 في المائة. وهو لوحده يقوم بتجفيف الايادي، مما يعني اضافة مكيفات متنوعة للجلد. ويقوم الكحول بعمل رائع في التخلص من البكتيريا، وحتى من بعض الفيروسات. وفي اغلبية الحالات قامت مطهرات اليد التي اساسها الكحول بتخفيض عدد البكتيريا في اليدين بصورة افضل من الصابون العادي، ومن انواع كثيرة من الصابون المضاد للبكتيريا وحتى افضل من الايودين. لكن الكحول لا يقتل كل شيء، كأبواغ البكتيريا مثلا، وبعض الاحياء الوحيدة الخلية (بروتوزوا)، وبعض الفيروسات غير المكتملة النمو. وهذا هو السبب الذي يدعو الى عدم استخدامه وحده في المستشفيات والمراكز الصحية الاخرى استنادا الى الدكتور دنكن ماكدونالد الجراح في غلاسكو في اسكتلندا الذي درس صحة اليدين ونظافتهما. ويقول دنكن ان المستشفيات التي يعمل فيها، تعود الى الصابون والماء خلال «تفشي حالات التقيؤ الشتوية» التي سببها الفيروسات غير المكتملة النمو. وللمزيد من الفعالية يتوجب ان تلامس عملية الفرك التي اساسها الكحول جميع اسطح اليدين، من الامام والخلف وبين الاصابع وهكذا دواليك. ولهذا السبب بينت الدراسات ان استخدام كميات صغيرة من المادة ليس افضل من غسلهما بالصابون فقط والماء. وكشف الدكتور دنكن عن نتائج هذه الدراسة التي اجريت في العام 2005 التي تقول ان تغطية اليدين بالمادة الجيلاتينية التي قوامها الكحول تحسنت بدرجة كبيرة عندما طلب من موظفي المستشفى مضاعفة الكمية التي يستخدمونها من 1.75 مليغرام الى 3.5 مليغرام. ووجد الدكتور مكدونالد ان التغطية الجيدة لليدين تحسنت ايضا عندما يشاهد موظفو المستشفى المناطق التي اخطأوا في تغطيتها من اليدين تحت ضوء الاشعة ما فوق البنفسجية قبل ان يجري توجيههم الى استخدام الخطوات الست لغسل اليدين المصممة لإعطاء اقصى تغطية ممكنة بغض النظر عن نوع المطهر او المنظف. وينبغي ان نضع في اعتبارنا ان الاسلوب الذي نستخدم فيه المنتجات التي اساسها الكحول والتي لا تتعدى عادة بخة واحدة من السائل ليست بافضل كثيرا من غسل اليدين بالطريقة القديمة، مما لا يترك اليدين خالية تماما من الجراثيم كما نفترض، لكن من الناحية الثانية تعني ملاءمتها وسهولة استخدامها ان الناس سيقومون باستخدامها مرات أكثر، لا سيما إن كانوا على سفر وترحال، ما يعني بعد كل شيء تحسن حالة الصحة والنظافة في اليدين. ولا يرى مكدونالد اي سبب يدعوه الى استخدام مادة الكحول لفرك اليدين في المنزل، بل يكتفي بالصابون العادي والماء الساخن. وهو لا يملك اي نية في التخلي عن أي غسولات طيبة الرائحة التي يستخدمها لفرك يديه «لكون اغلبية الجراثيم التي هي في المنزل مصدرها نحن الذين نعيش فيه وإياها في انسجام تام» كما يقول. «والاستثناء الوحيد» كما يضيف، هو اعتناؤك بشخص مريض على درجة عالية من العدوى. __________________ الموضوع الأصلي: صحة الجسم من صحة اليدين ونظافتهما | | الكاتب: البدر المهاجر | | المصدر: شبكة بني عبس
|
|
وحتى اولئك الاشخاص الحريصون جدا على غسل ايديهم يرتكبون عادة خطأ عدم تجفيفهما جيدا لان اليدين الرطبتين هما اكثر قدرة على نشر الجراثيم من اليدين الجافتين. والأمر لايستغرق اكثر من 20 ثانية لتجفيف اليدين بشكل جيد لدى استخدام منشفة ورقية، او من القماش، ونحو 30 الى 45 ثانية لدى استخدام مجفف هوائي
تسلم على هذه المواضيع المفيده
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
ياعميل الأبعاد الثلاثيه الجزل الجزل | بعيد الشوح | منتدى المحــــــــــــــاوره | 23 | 03-06-2010 05:29 PM |
ترحيب من @حر اليدين@ | @حر اليدين@ | منتدى الضيافــــــــة | 8 | 30-05-2008 03:40 PM |
الصبر طال@حر اليدين@ | @حر اليدين@ | منتدى الشـــعــــر | 3 | 21-05-2008 08:03 PM |
من @ حر اليدين @ الى منتديات بني عبس | @حر اليدين@ | منتدى الشـــعــــر | 2 | 17-05-2008 02:28 PM |
مواضع رفع اليدين في الصلاة | ابوبيادر | المنتدى الإسلامـــي | 3 | 06-01-2008 06:42 PM |