|
خيارات الموضوع |
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المجصة إلى الجزائر . . الأمن الفكري والازدواج الثقافي الأمن الفكري هم يؤرق الشعوب أكثر من غيرها ، لأن العائد من وراء ذلك سوف يجنيه عامة الناس قبل خاصتهم ، وإذا كان الأمن الفكري هو حلم الشعوب الخائفة على حرياتها الداخليه المتعلقة بالقناعات والوجدانيات، فهو أبعد من ذلك في مجتمع يحلم افراده بالحريات الخارجية الشكلية السطحية ولو لم تكن عميقة فكرية . وإلا ، لماذا فاحت روائح نتنة من خلال المنتديات الإلكترونية التي تخفي الأسماء الحقيقية لكتابها ؟ لأنهم لم يستنشقوا هواء الحرية الطلق الحقيقي ، ففرحوا بالصناعي لعله يشبع شيئاً من رغباتهم ، واللسان يظهر ما يخفيه المرء مهما طال الزمن ، ومثل اللسان القلم ولوحة المفاتيح . إن الكبت وإخفاء المشاكل لا يحلها مهما تطاول الزمن ، خاصة ما يتعلق بأمور القناعات الفكرية ، والمواقف العاطفية المتعلقة بالانتماء . إذا أردنا أن نحقق الأمن الفكري فلا بد من الخروج إلى الفضاء الرحب ، والإصغاء لصوت الشمس ، والتركيز على مواضع الإشكال والاصطلاح على حلول واقعية منطقية ترضي جميع الأطراف ، أما شخصنة الانحرافات الاجتماعية فهو حل أمني مؤقت لا يرقى إلى الحالة الطبيعية التي تتخذ التدابير الوقائية قبل وقوع الحدث ، لتكون مستعدة لإعطاء الحلول الواضحة والمتفق عليها من قبل كافة الأطراف المختلفة . نعم لدينا مكتسبات كثيرة نعتز بها حققها من قبلنا على كافة المستويات ، وعلينا أن نتعاهدها بالصيانة الدائمة من كل ما يمكن أن يتسبب في فقدها . ولدينا أيضاً مشكلات مزمنة مؤجلة ومتراكمة لم يتم البت فيها حتى الآن . وبين المكتسبات والمشكلات توجد أمور كثيرة مختلف عليها ، يلحقها بعضنا بالمكتسبات التي يجب أن نحافظ عليها ، ويلحقها آخرون بالمشكلات التي لم يتم البت فيها . كما يختلف الطرفان في العكس أيضاً ، فالمحافظون ـ إن صح التعبير ـ يوسعون دائرة المكتسبات ، والمقابلون لهم يضيقون دائرة المكتسبات ، ومن يوسع دائرة المكتسبات يضيق دائرة المشكلات ، ومن يضيق دائرة المكتسبات يوسع دائرة المشكلات . وهكذا . من الدين إلى القبيلة إلى المرأة إلى طريقة اتخاذ القرار الإداري إلى غير ذلك . . نظل نتصارع ونتصارع أكثر مما نحتمل حتى ينتهي الأمر بنا إلى أن نصدر صراعاتنا إلى العالم فنساهم في تدمير أقوى دولة في العالم قبل أن نتهيأ لأن نكون الخلف الحضاري لها ، لكي نختلف من جديد من نحالف ومن نخالف ؟ الصراع سنة طبيعية ولكنه يتورم في بعض السياقات التاريخية أو الجغرافية فيتحول إلى ظاهرة غير طبيعية تعيق الحركة التنموية لإنسان هذه الأرض أو تلك فلا يخسر أحد أكثر من خسارته هو . الصراع الفكري لدينا أعطيناه أكبر من حجمة ـ بنظري وقد أكون مخطئاً ـ في الوقت الذي تحاول فيه الأنظمة الإدارية الحديثة أن تحتوي أطراف أي صراع أو توجيهها في اتجاه محدد لتصب وتفرغ شحناتها بعيداً عن الأماكن الحيوية والبنى التحتية . وبعض العقلاء لدينا يتصور أن إذكاء الصراع هو الحل ، وأن الارتماء بكل ما أوتي الإنسان من ثقل ونفوذ اجتماعي في طرف معين هو الحل الأمثل لحسم هذا الصراع . ولا يدري أنه بذلك يبعد النجعة ويضر أكثر مما ينفع . ولو رجع الإنسان إلى حقيقة الأمر في كثير من الحالات لوجد في نفسه أن المقصد الأساسي هو تحقيق مزيد من الحضور الاجتماعي من خلال المساهمة المتطرفة في هذا الصراع الوهمي . فإلى متى يظل العاقل يخادع نفسه يستثمر هذه الصراعات الفكرية لتحقيق منافع شخصية يسترها بدعوى الآخرين ؟ أليس الهدف المشترك هو أن تسير سفينة المجتمع إلى بر الأمان الدنيوي ، المتمثل بالحضور الحضاري ، والفعل العالمي ، في زمن ينتظر العالم فيه ويترقب صوتاً يعبر ويمثل عن ثقافة شعوب النفط التي لم تتضح بعد . إن الإسلام أرحب من أن نفهمه بطريقة فيها من المبالغة الفكرية والتكلف الممجوج في الفطر السليمة والعقول المستقيمة ، فلماذا نستمر في تعليق كثير من عيوبنا على شماعة الإسلام ، سواء في ذلك المتحدثون باسم الإسلام اليوم أو المعرضون على الإسلام جملة وتفصيلاً . فالموضوع برمته ليس له علاقة مباشرة بمحل النزاع . لدينا مشاكل موجعة ، بمجرد أن تمر بخاطر الإنسان يشعر بالضيق ، ويأسف على واقع مجتمعه الذي يؤمل أن يكون أفضل مجتمع على وجه الأرض ، فهو يملك من المقومات التي تؤهله ليكون كذلك ، ولكن الصمت الطويل ، والخوف الفكري هو الذي جعل من أمم الشرق والغرب نماذج لنا نحتذي بها إذا تهنا في سبل الحياة الحديثة ، أطفالهم أسعد من أطفالنا ، وبيوتهم أفضل من بيوتنا ، وأنظمتهم خير من أنظمتنا ، ومؤسساتهم أفضل من مؤسساتنا ، وحتى مشكلاتهم أقل من مشكلاتنا . أليس بمقدورنا أن نجلس على طاولة مستديرة فيصغي كثيرنا إلى قليلنا ، وذكرنا إلى أنثانا ، وكبيرنا إلى صغيرنا ، وعزيزنا إلى ذليلنا ، وغنينا إلى فقيرنا ثم نخرج بروح إنسان واحد ، يجني الجميع ثمرة الانسجام ، أو أن نظل نفترض أن الخير قد توقف وليس في الإمكان أفضل مما كان ، وما ترك الأول للآخر شيئاً ! أنت بالخيار يا مجتمعي . . منقـول..,لأهميتــه لكـــم الموضوع الأصلي: من المجصة إلى الجزائر . . الأمن الفكري والازدواج الثقافي | | الكاتب: مبارك الشويلع | | المصدر: شبكة بني عبس
|
|
شكرا" اخي ابو عبد الله
على هذا الموضوع تحيآآآآآآآآآآآتي لك
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
المطلق: المحافظة على الأمن الفكري من أعظم العبادات | عبدالسلام عارف | المنتدى الإعلامــــي | 3 | 20-05-2011 02:45 AM |
بحضور خطباء المساجد ----- الندوة الخامسة عن الأمن الفكري بمكتب أوقاف الحائط | نواف فضي | منتدى اخــبار القبيلــة | 0 | 26-04-2011 10:23 AM |
بحضور رئيس مركز إمارة الحليفة افتتاح معرض الأمن الفكري في متوسط الحليفة | مريف الرشيدي | المنتدى الإعلامــــي | 5 | 18-03-2010 12:38 AM |
تدريب 16 ألف معلم بالرياض على تعزيز الأمن الفكري والحوار الفعّال | محمدالذيابي | المنتدى الإعلامــــي | 1 | 14-01-2008 11:07 PM |