[الضرغام]

حين تطلق المرأة أو تترمل، وتكون فقيرة بلا عمل أو معيل يعينها على الحياة، هي غالبا تجد تعاطفا من المجتمع يمكنها من الحصول على بعض العون المادي عن طريق ما يصرفه الضمان الاجتماعي للمطلقات والأرامل أو ما تقدمه الجمعيات الخيرية من مساعدات، كذلك فإنه يحق لها أن تتقدم بطلب قرض من البنك العقاري لتؤمن مسكنا لها، أو غير ذلك من الاستثناءات التي تمنح للمطلقات والأرامل لاعانتهن على مواجهة الحياة منفردات بلا زواج ولا معيل.
لكن هناك صنفا آخر من النساء الفقيرات في حاجة إلى العون المادي ولا يجدن من يعينهن، وهن أولئك اللاتي تخلى عنهن الأزواج فهجروهن بلا طلاق أو نفقة أو رعاية، فبقين معلقات لا هن بالمطلق سراحهن فيتزوجن ثانية ويجدن من يعيلهن، ولا هن بالناعمات بالوصل المتمتعات بنفقة الزوج وقوامته، وفي الوقت نفسه ليس لهن عمل أو مصدر دخل، وليس لهن قريب يكفل لهن العيش الكريم.
هذه الفئة من النساء، فئة (المهجورات) هن غالبا لا يعترف المجتمع بحاجتهن المادية، وليس لهن حق في الحصول على أي مساعدة مادية، فهن إن أردن قرضا من البنك العقاري قيل لهن: (القرض للمطلقات والأرامل فقط)، وإن ذهبن ينشدن مساعدة الضمان الاجتماعي قيل لهن: (أنتن ذوات أزواج)، وإن لذن بالجمعيات الخيرية قيل لهن: (لا تنطبق عليكن الشروط)، فماذا يصنعن؟ كيف لمن هجرها زوجها وتخلى عن مسؤوليته نحوها، وليس لها عمل تتكسب منه ولا معيل آخر يكفيها الحاجة، كيف لها أن تعيش؟.
إن اشتراط الطلاق أو الترمل كي تحصل المرأة على معونة مادية حتى وإن كانت فقيرة، هو شرط سقيم، فالأصل في المساعدات أن تمنح لذوي الحاجة بصرف النظر عن الحالة الاجتماعية، فليس كل مطلقة أو أرملة في حاجة إلى معونة مالية، كما أنه ليس كل امرأة متزوجة هي في غنى يكفيها، فبعض المتزوجات هن المعيلات لأزواجهن، فبين الأزواج من هو مريض أو مقعد أو مدمن أو مختل عقليا أو سجين أو دخله محدود لا يكفي أسرته متى كانت كبيرة العدد، وكون المرأة على ذمة زوج لا يعني مطلقا أنها مكفية ماديا كي تستبعد من المساعدات المادية المتاحة في المجتمع
بقلم//د. عزيزة المانع

الموضوع الأصلي: معايير الحاجة | | الكاتب: الضرغام | | المصدر: شبكة بني عبس

[ولد حايل]

يسلموووووا الضرغااام على نقل المفيد

تقبل مرووووري

[مناورالعويمري]

ألف شكر لك على الموضوع