|
خيارات الموضوع |
|
كم يتكرر وصف العالم المعاصر بأنه قرية واحدة صغيرة، لكن الكثيرين لا زالوا لا يستوعبون منظومة التفاعلات المستحدثة التي يفرضها واقع هذه المقولة، ولازالت مجتمعاتنا في طور حصول انتباهة لحقائقها، كما يتضح في قضية فتوى قتل ميكي ماوس المنسوبة للشيخ محمد المنجد والتي حظيت بتغطية واسعة في الإعلام العالمي ضمن الإطار الذي قدمته مؤسسة “ميموري” الأمريكية الإسرائيلية المختصة بالتربص بالإعلام العربي وتسقط أي مقاطع قابلة لأن تصنع رأيا عاما يكرس الصورة النمطية السلبية عن الإسلام والمسلمين، والقضية ببساطة أن الشيخ المنجد كان يتحدث في برنامج تلفزيوني عن أن الرموز التي يتم تسويقها للنشء إعلاميا رموز سلبية وضرب مثلا بميكي ماوس كفأر وتوم وجيري وكيف أنها أصبحت رمزاً محبباً للأطفال بينما الفأر حيوان مستقذر يجوز في الشرع قتله، مع العلم أن عدة دول اسكندنافية ومنظمات مسيحية أمريكية أتباعها بالملايين تقاطع والت ديزني ورموزه لأنهم يعتبرونها سلبية، لكن ميموري أخرجت المقطع عن سياقه وسوقته للإعلام العالمي على أنه فتوى ضد ميكي ماوس كرمز للثقافة الأمريكية أي أنها أشبه بفتوى بإباحة الفعل الإرهابي ضد رموز الثقافة الأمريكية وهذا السياق يبني على القضية المزعومة التي أعلنتها الإدارة الأمريكية بعد أحداث 11/سبتمبر ضد مجموعة من الشباب المسلمين الذين قبض عليهم بتهمة الإرهاب لأنه وجد في حوزتهم تسجيلات لزيارتهم لديزني لاند، وزعمت الإدارة الأمريكية بأن التسجيل دليل على أنهم يخططون لعمل إرهابي ضد ديزني كرمز للثقافة الأمريكية، بينما افتضح مؤخرا أن التسجيل يظهر زيارة عادية لمجموعة من الأصدقاء يقومون بالرقص واللعب، وعرضت الـCNN والإعلام العالمي “فتوى قتل ميكي ماوس” بطريقة خاطئة. وقبل سنتين تمت محاكمة إمام اندونيسي بتهمة التحريض على الكراهية في خطبة جمعة في جزيرة اندونيسية معزولة تعداد سكانها لا يتجاوز الآلاف وليس فيها كهرباء بعد أن رصدت جهة أمريكية خطبته وتناولتها وسائل الإعلام الأمريكية. وإذا هذا هو الواقع؛ الكل متربص بالكل “ويقف له على الوَاحدة” كما يقال، وهذا ليس فقط بين الغرب والمسلمين بل أيضا في داخل المجتمعات الإسلامية نفسها، حيث رأينا مؤخرا مشادات إعلامية وقضائية بين من يصنفون كإسلاميين وبين من لا يصنفون كإسلاميين بسبب مقولة تؤخذ مجتزأة من سياقها ومن خلفية نية قائلها بغرض التشهير والتعريض بالطرف الآخر، مما خلق جوا مشحونا من التربص المتبادل الذي غابت فيه أجواء الحوار المعرفي البناء والآداب الإسلامية في الاختلاف كحسن الظن والبحث عن وجه تأويل حسن للقول ولو كان له تسعة وتسعون وجها للسوء وغابت القاعدة الذهبية “نتعاون في ما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا في ما اختلفنا فيه” وغاب الحرص على الطرف الآخر أن لا يكونوا سببا في تنفيره وافتتانه عن اتباع الحق بسبب فرط شراسة التربص والرغبة في إدانته، والقاعدة تقول “لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومعاكس في الاتجاه” وعلى قولة الإخوة المصريين “سيب وأنا أسيب”.
بقلم//بشرى فيصل السباعي
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
الساعة الواحدة من ظهر اليوم السبت قرعة دوري عبداللطيف جميل للمحترفين | مساعد الشويلع | منتدى الرياضه والشباب | 3 | 06-07-2013 10:31 PM |
قصة شقيقتين تعرفتا على شاب في غرفة دردشة , والنتيجة ؟ | ع ب س 2011 | المنتدى الأدبــــــــــــي | 0 | 14-08-2011 05:16 PM |
درس تطبيق لفلتر radial blur على الصور والنتيجة | يوسف بن سحيمان | منتدى التصاميم والجرافكس | 9 | 27-03-2009 12:01 AM |
طفل يعبث بسلاح ناري !! والنتيجة...(يوجد صور ) | سعد بن عادي | المنتدى الإعلامــــي | 10 | 26-04-2008 08:54 PM |
خبرعاجل . (الجمعة ). الوقوف بعرفة ! .و ( السبت ) العيد ! | الاجهر | المنتدى الإعلامــــي | 3 | 24-12-2006 02:39 PM |