|
خيارات الموضوع |
|
في كل يوم يمر على العراق، والمنطقة، تتأكد الأهداف الأمريكية من غزو واحتلال وتدمير العراق، ابتداءً من سقوط بغداد يوم 9/3/2003م، وحتى الآن – إذا استبعدنا فترة الحصار التي امتدت من العام 1991م، وحتى بدء الغزو- وقد تكون هذه الفعلة لخدمة المصالح الأمريكية، أو لخدمة جماعات مصالح معينة داخل أمريكا. ولكنها بالنسبة للمصلحة العربية العليا، وبالنسبة للصالح العام للأمة، عبارة عن كارثة ألحقت بالعراق والأمة التي ينتمي إليها. بل هي، بالنسبة لما ذكر، عدوان... لا مبرر حقيقياً له.
وتتابعت الأحداث والوقائع اليومية لتثبت صدق ما قاله المراقبون الموضوعيون (ومنهم مراقبون أمريكيون) عن هذا الحدث، الذي فاجأت أمريكا به العالم في بداية القرن الواحد والعشرين، والذي يقول الأمريكيون المناصرون للإمبريالية عنه: إنه قرن أمريكي آخر...؟! آخر وأصرخ هذه الوقائع هي: محاولة إدارة المحافظين الجدد تكبيل العراق باتفاقية «أمنية»... تجعل العراق رهينة للعم سام، على المدى الطويل. والحديث عن هذه الاتفاقية يستدعى ذكر سيناريو احتلال العراق، وذكر الأهداف الحقيقية من وراء ذلك. فقد جاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م لتقدم لـ«المحافظين الجدد» ذريعة... لاتخاذ ما اتخذوه من سياسات داخلية وخارجية، في السنوات الثماني الماضية. وقد كان العالمان العربي والإسلامي – ومازالا – أكثر المتضررين من هذه السياسات، كما هو معروف. احتلت دولتان (أفغانستان والعراق) وقتل الآلاف من سكانهما المدنيين وغيرهم، ودمرتا بشكل يكاد أن يكون تاما...بحيث أصبح العيش في أي منهما كالعيش في جحيم من الموت والدمار والفوضى والتخلف. وأعادت الصواريخ والطائرات والدبابات الأمريكية العراق بخاصة إلى مرحلة العصور الوسطى المظلمة. وبموجب الإحصاءات الأمريكية: تم – حتى الآن – قتل حوالى مليون عسكري عراقي... كما قتل أكثر من 600 ألف مدني عراقي، ناهيك عن الجرحى، وعن تدمير معظم ما تبقى من بنية تحتية في أرض الرافدين، ونشر الفوضى فيها. هذا إضافة إلى تشريد أكثر من مليوني عراقي، داخل وخارج العراق...؟! أما في فلسطين، فقد أطلقوا يد سفاحي الصهاينة... ليعيثوا في ما تبقى من فلسطين وشعبها قتلاً وتدميراً، قل أن شهد التاريخ له مثيلاً. وهذا إضافة إلى قتل وجرح واعتقال وإرهاب آلاف من العرب والمسلمين، في أي مكان يتواجدون فيه، وما يحاولون فرضه من «تغييرات» – مفصلة على مقاس مصالحهم المعروفة – على بعض البلاد العربية والإسلامية، بادعاء الإصلاح، رغم إن آخر ما يفكرون فيه هو: إصلاح أوضاع هذه الأمة – كما ينبغي أن يكون عليه الإصلاح. فذلك لن يصب في جرابهم.. * * * وكما هو معروف، كانت إدارة المحافظين الجدد تبيت النية لغزو واحتلال العراق. فبعد دخولها بأيام إلى البيت الأبيض، بدأت هذه الإدارة في التحضير لغزو واحتلال هذا البلد (بشهادة وزير المالية الأمريكي السابق «أونيل» في حكومة بوش الابن). فبدأوا باختلاق «ذرائع»... واستغلوا أحداث سبتمبر، ليقولوا: إن سبب عدوانهم على العراق هو: نزع أسلحة دماره الشامل... « المهددة للأمن والاستقرار العالميين».... ومعاقبة العراق على صلته بتنظيم «القاعدة»...؟! وبعد غزو واحتلال العراق، رغم المعارضة الساحقة لغالبية دول وشعوب العالم، بما فيه معظم شعوب الأطلسي، ثبت للعالم عدم صحة الذريعتين معاً، وبشكل قاطع. فاخترعوا «ذريعة» ثالثة، هي: إزاحة الديكتاتور صدام حسين، ونشر الديمقراطية بالعراق...؟! ولكن، سرعان ما تهاوت هذه الذريعة الثالثة هي الأخرى، مع محاولات عسكر أمريكا تنصيب حكومة عميلة على العراق، وبعد ترسيخ التواجد العسكري الأمريكي بالعراق، وبناء عدة قواعد عسكرية أمريكية فيه. ثم كيف للعالم أن يصدق تلك الذريعة التي استحدثت فور ثبوت كذب الذريعتين الأوليين، وفي ظل ما يجري على أرض العراق من دمار شامل للإنسان والأرض، وكل ما عليها. من ذلك قتل وإرهاب المدنيين العزل، وإدخال آلاف من عملاء «الموساد» للعراق.... وكانت مهمة هؤلاء هي: مطاردة وقتل علماء العراق، وخاصة في المجال الفيزيائي والنووي. وقتل «الموساد»، بالتعاون مع « المحررين» أكثر من أربعمائة عالم عراقي، ظلماً وعدواناً. ولقد استباحوا كل شيء في العراق.. بما في ذلك ثرواته وآثاره ووثائقه. إنها – كما يرى المراقبون– جريمة... لا يمكن تبريرها بأي حال، أو ذريعة... ناهيك عن ثبوت كذب وخداع كل الذرائع المعلنة. * * * لو صدقت إدارة المحافظين شعبها والعالم، لقالت: إنها غزت العراق واحتلته ودمرته، لعدة أسباب، أهمها: «السيطرة على موارد العراق النفطية، تسهيلاً للهيمنة الأمريكية على العالم، عبر التحكم في مصادر الطاقة، الانطلاق من العراق (بعد التمركز العسكري فيه) لإعادة رسم خارطة المنطقة، وفق الهوى الصهيوني/ الاستعماري، تدمير مناوئ قوي للكيان الصهيوني، وتسهيل جعل الأخير القوة الإقليمية المسيطرة بالمنطقة، الانتقام من العالمين العربي والإسلامي... باعتبار صلتهما – غير المباشرة – بما حصل يوم 11/9/2001م. إضافة إلى أسباب شخصية معروفة، ومعظم هذه الأهداف هي أهداف متفرعة – على أي حال – عن أهداف السياسة الأمريكية المعروفة والثابتة، تجاه المنطقة. وهى أهداف تؤكدها بنود “ الاتفاقية الأمنية “ التي تحاول أمريكا الآن إبرامها مع العراق. ونكمل في المقال القادم، بإذن الله. بقلم//د. صدقة يحي فاضل
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
اتفاقية" لتسهيل استئجار سيارات للمتقاعدين | آلنجم | المنتدى الإعلامــــي | 2 | 27-03-2012 04:56 PM |
من سلم العراق ب 200 مليون دولار الى أمريكا | عاشق الريم | المنتدى الإعلامــــي | 3 | 23-12-2010 02:22 AM |
اتفاقية لتوظيف 200 سعودي | سعود | المنتدى الإعلامــــي | 2 | 04-02-2008 05:02 PM |
الفحص الدوري يوقع اتفاقية لتوظيف 100 شاب | سلطان العايضي | المنتدى الإعلامــــي | 1 | 16-06-2007 04:37 PM |
بنك البلاد يوقع اتفاقية تمويل للافراد | العويني | المنتدى الإعلامــــي | 6 | 25-12-2006 10:23 PM |