|
خيارات الموضوع |
|
رحل السيد عبدالله الجفري.
كان عليلا، وفي كل أزمة ينهض من الموت ليواصل ركضه بيننا. هذا السقوط والنهوض جعلنا نطمئن عليه، فمع كل سقوط يأتي المخبر بالنبأ مؤكداً على نهاية السيد، إلا أن السيد يعود إلينا فتياً ليواصل ركضه في المضمار الذي ألفه. حتى غدا مرضه مجرد حرب قصيرة ينهيها السيد ليعود إلينا. ألفنا حروبه القصيرة والطويلة ولم نكترث بالسؤال عنه لأنه سيعود، وسوف نصادفه في مناسبة ما ونسلم عليه من غير أن نزعجه بالسؤال عن حالته، وفي كل مناسبة بقي على حاله يبدو لنا متعافياً، وكما حدث في الحياة حدث في الأدب تماماً فحين تغيرت المدارس الأدبية كان وفياً لمدرسته (الرومانسية) لم يبرح فناءها، وحين جئنا على الساحة الأدبية كنا أكثر قسوة على من سبقنا، جئنا نحمل شعار القطيعة مع الماضي، مبشرين بنهج كتابي مغاير، دارسين المدارس السابقة ورموزها، ومن تلك المدارس والرموز، المدرسة الرومانسية الحالمة التي بقي الجفري وفياً لها وحاملا مشعلها الذي انطفأ في أركان الأدب الحديث. هكذا هي الحياة، تأتي لتجتث ما قبلها، لكن التاريخ يبقي رموزه، وعبدالله الجفري رمز من رموز هذا الوطن، أفنى حياته لخدمة وطنه، وما يؤمن به. ومع تلقي خبر رحيله، شعرت بتيار يسري في بدني، فهذه المرة لم ينتصر السيد على مرضه، فقد سرقه المرض في حين كنا ننتظر فرحة العيد، وفي حين كنا ننتظر خروجه من أزماته ككل مرة فضل أن يترجل في لحظة فرح. بعثت برسالة للأصدقاء كوسيلة أتذرع بها لتجبر خاطر اعتراني لرحيل (آخر الرومانسيين العرب –كما وصفه الصديق هاشم الجحدلي-).. فجاءت ردود الأصدقاء تجبر الخاطر لكنها لا تقدر على استرجاع العزيز، وكلهم أجمعوا على أنه كاتب الحب في زمن ليس فيه محبون، وكان رد صديقنا العمدة محمد صادق دياب على رسالتي تأبيناً حقيقياً جاء في جملة وصف فيها حال الجفري حين قال: زارع الورد يموت في موسم الفرح. فليرحم الله عبدالله الجفري رحمة واسعة ويتقبله في واسع مغفرته، وإنا يا عبدالله عليك لمحزونون. ((منقووووووووووووووووووووول))
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|