![]() |
|
خيارات الموضوع |
|
![]() جــــــــــــــــــاء رمضـــــــــــــــــــــــــــان
جاء رمضان وبدأت معه التعبئة والاستعدادات فأرتال من الكراتين والأكياس تجول فضاء البيوتات دخولاًوخروجاً وصفارات الإنذار (صرخات الأهل العجلى ) تصم الآذان فالكل في موقعه حاملاً سلاحه متوثباً مستعداًلأي شيْ يطلب منه مهما كان هذا الشيء فهذا مسؤول عن الترميم وإعادة البناء وذا مكلف بتوفير البنى التحتية لهذا الشهر وآخر مسؤول عن الإمدادات والتغذية ورابع مهتم بتوفير المعدات العسكرية المحققة للنصر ـ بإذن الله تعالى ـ أقصد التمر والسمبوسة إذاً كل قد علم صلاته وتسبيحه والعمل المناط به فهو يصل الليل بالنهار والنهار بالليل لينجز هذا العمل تحت صيحات الأهل الغاضبة أحيانا والشاحذة للهمم أحياناً لكن الأمر الذي غفلنا عنه ونغفل عنه دائماً وهو ـ والله ـ لا أقول المهم لكن أقول الأهم وهو التعبئة النفسية الروحية الوجدانية فالكثير منا إذا لاح له هلال الشهر شمر عن ساعد جده وطوى قصاصات كمه وهذا عين الغلط فمثله فما يمضي عليه يوم أو يومان إلا ويقع منهك القوي مشدود العضلات لا يستطيع مواصلة السباق مثل طالب أهمل وفرط حتى دقت أجراس بداية الإمتحان هب مسرعا وأسرع لاهثاً وفي ظنه إدراك الركب وقد ساروا فجاءت النتيجة مخيبة وهو خاسر ذلك بما قدمت أيديكم ) عندها يسبل دموعه ) سوف ترى إذا انجلى الغبـــــــــــــــــار أفرس تحتك أم حمــــــــــــــــــــــار فاستوحش ممن لا يدوم معك واستأنس بمن لا يفارقك فقدم بين يدي شهرك توبة علها تفيد فما بقي سوى يومين ولا تسأم من الوقوف على بابه ولو طردت ولا تقطع الاعتذار ولو رددت وابسط كفك وقل ( وتصدق علينا ) فلما أن هل الهلال فإذا بك مستعد للنزال عندها تكون قد أصبت ثم أسأله أن يوفقك لعمل يقبلك به فالعامل إذا اراد ان يعلم منزلته من الملك نظر ما يوليه من العمل وكن من أبنا الآخرة ولا تكن من أبناء الدنيا فالولد يتبع الأم الدنيا لا تساوي نقل أقدامك لها فكيف تعدو خلفها الدنيا جيفة والأسد لا يقع على الجيف هذا مضمار السباق وغداً يأتي العيد والكل فرح مسرور وذنبه مغفور وأنت بالفرح الكاذب مغرور قد أصابتك دعوة جبريل وأمّن عليها محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهل تظنك تفلح ( رغم أنف من أدرك رمضان ولم يغفر له ) عندها لا تنفع ساعة ندم
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|