|
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع |
|
أحاولُ دائما أن أراكَ كما أريدُ لكَ أن تكونَ. كما تمنيتـُكَ في أحلامي المبتورةِ بغيابكَ ، وليس كما رسَمتـْكَ أقداري؛ لتؤلمني بكَ، وأتساءلُ والحيرة ُ تتقمصني كظلـّـي أينما ذهبتُ! . أيمكنُ أن نحققَ كلَّ الأحلام ِ التي لم تكتملْ؟ وتطلُّ وسط َ هذهِ الأفكار ِ والتساؤلاتِ كلُّ ذكرياتي معكَ ، لتعلنَ عن نفسها صورٌ مبعثرة ٌ تمر بي ، ولكلِّ ذكرى لي معكَ صورة ٌ و لونٌ خاصٌ بها ذكرى بلون ِ الربيع ِ كبسمةِ طفل ٍ صغير ٍ، وأخرى بلون الشتاءِ رمادية ٌ تتوشـّـحُ الحزن َ، وتعزفُ لحنَ الوجع ِ والألم ِ بداخلي. وتمرُّ ذكرى بلون ِ الصيفِ حارة ٌ مثل أشواقي وحنيني. وذكرى بلون ِ الخريفِ تساقطتْ فيها كلُّ أحلامي ، ذاتَ أمل ٍ تصورتُ أنني سوفَ أستقبلُ معكَ كلَّ الفصول ِ ولكنْ .. في إحدى ليالي الرحيل ِ أفـِلَ النجمُ وتساقطتْ الأحلامُ ، ومازلتُ حتى الآن أستقبلُ الفصولَ وحدي حتى صرتُ فصلا خامسا حائرا بينَ الفصول ِ ، أبحثُ عن وجهي الضائع ِ الملامح ِ بينَ صفحاتِ التاريخ ِ وأروقةِ الضياع ِ ، أبحثُ عنهُ في عيون ِ الفقراءِ ، ونظرة ِ الذعر ِ والخوفِ تغلفُ وجوههم ، أبحثُ عن ذاتي فلا أجدني، في غيابكَ ضاعتْ كلُّ المعالم ِ تاه الدربُ مني، جسدي لم يبق فيهِ أيُّ مساحةٍ صغيرةٍ لم تتشربِ الوجعَ، وتدميها الأحزانُ والآلامُ ، وفي تلكَ اللحظةِ أحاولُ جمعَ أحزاني و أنتظرُ حدوثَ معجزة ً تنقذني منكَ أجلسُ في غرفتي في زاويتي الصغيرةِ أرتب الفوضى بداخلي ، وأعيدُ ترتيبَ أحزاني استحضرُ صورتكَ من ذكرياتي المعتمةِ؛ لكي أتسللَ معكَ في خلسةٍ على ضفافِ نهر ِ النيل ِ في حضن ِ رحلةِ حبٍّ اشتقتُ لها كثيرا، ولكنْ هيهاتَ....!! كبـُرَ الحزنُ أيّها الرفيقُ ومدينتي ماعادَ يأتيها الربيعُ تملـّكها الشتاءُ واندسَ في أعراسها السكون ُ ، مثلما تملكتَ أنت كلَّ حواسي، وغيمة ُ الشتاءِ الرماديةِ لاتفارقَ سمائي تهددني دوماً بإعصار ِ حزن ٍ قادم ٍ ، ليبعثَ في روحي مزيداً من القلق ِ. وتدقَُ الثالثة ُ ومعها تدقُّ كلُّ أوجاعِي ، أرتدي فستاني الأسودَ ؛ لأكتبكَ بلون ِ الربيع ِ رغم أن كلَّ ما يحيطني يكتبني بطعم ِ الألم ِ، وبحجم ِ الحقدِ الذي بداخلي على أحزاني تستحضرني ذكراكَ كبغتةٍ جميلةٍ تشكلُ هالة ً قدسية ً على ملامحي أدمنت الخيالَ والذكرى؛ لكي أستحضركَ كما أدمنتَ أنتَ الرحيلَ ، وتركتني مع أحزاني ودموعي، لم استطع الانتماء لشيء ٍ بعدكَ وكلُّ ماحولي يدفعني لرفضكَ ، ولكنْ عبثا ، كيف َ وأنتَ أجملُ الحكاياتِ ، وأصدقُ المشاعر ِ أتنفسُ من خلالكَ الدفءَ والأمانَ ، وبعدَ رحيلكَ شعرتُ بأنني أتنفسُ الوجعَ برئةٍ مثقوبة ٍ وكلُّ ما يحيط بي فراغ ٌ يحيلُ حياتي لبقايا ذكرى وأطلال ٍ من رمادٍ فراغ ٌ في قلبِ امرأة ٍ في روح ِ عاشقةٍ فراغ ٌ في الهواء ِ والعقل ِ والحياةِ فراغ ٌ من كلِّ شيء ٍ سواكَ ، أجدني دوما أمـّـتلىءُ بكَ حتى وأنا أتنفسكَ وجعاً في الغيابِ، لم أتخيلْ يوما أن يرافقَ الحزنُ دربي ولكن بهجركَ أصبحَ الحزنُ والألمُ ظلي الظليل ِ ، أعلنتَ يوما ما أنكَ قادرٌ على امتلاكي واحتوائي ، ولم أتخيلْ أنكَ سوف تحتويني جراحاً وأوجاعاً ، وأنكَ سوفَ تنتشلني من رصيفِ الفرح ِ ؛ لترميني في بحار ٍ من الألم ِ والحسرةِ. الآنَ لابد أنْ أوعاودَ الوقوفَ على أرصفةِ الحياة ِالأخرى أن ألوّن أحزاني ، وأحيلُ الشتاءَ ربيعا أن أعودَ للطفولةِ ، ففيها تكمنُ براءتي الجميلة ُ ؛ لأتحررَ من كهولةِ مشاعري معكَ لابد أن أرتـّبَ ما بداخلي من فوضى ، وأصنعُ لي وطنا جديدا انتمي إليه وأشكـّلُ ذاتي من جديدٍ، لابدَ أن أتحررَ منكَ ، ومن جنوني بكَ ؛ لأنه ما هو إلا انفلات ٌ مؤقت ٌ من سلاسل ِ الحكمةِ ، انفلاتٌ من العقل ِ والاتزان ِ ، لا أدري ما الذي أتى بي لهذا المكان ِ ربما لأودّعَ هنا ذكرياتي المؤلمة َ معكَ حدَّ الجنون ِ؛ أولتشعلَ في روحي جذوة َ حنين ٍ قاتل ٍ لكَ ، حينما أنظرُ في مرآتي ألمحُ في عينيّ سنواتٍ من الحزن ِ استوطنتَ روحي وكياني أشعر أن قلبي أنهكهُ الوجعُ ؛ ليحترقَ بكَ جنونا واشتياقـًا ، أتيتني برغيفِ الحزن ِ لأمضغهُ وحدي بكل مرارة ِ أوجاع ِ الرحيل ِ، مازلتُ أتوغلُ في قعر ِ ذكرياتي ، لكي أستحضرَ ذكراكَ الربيعية ِ المغلفةِ بلون ِ الزهر ِ وعطر ِ الياسمين ، مازالَ بقلبي وجهُ طفل ٍ صغير ٍ البراءة ُ هي عنوانهُ يطلبكَ الرجوعَ ، يمّمت قلبي شطرَ السماء ِ لأدعو؛ كي تعودَ لقلبي الحزين من جديدْ ، فهلْ تعود؟. إيمان السعيد ملاك الحرف الموضوع الأصلي: أوجاعٌ تتنفسُ الغياب..( مصافحة أولى ) | | الكاتب: إيمان السعيد | | المصدر: شبكة بني عبس
|
وعليكم السلام
مرحبأ بكِ أختنا الفاضله ولشموخ أقلامآ تعانقه وللأحرف والكلمات في هذا الفجر موعد لم يسبق له مثيل ولقلمي المتهالك بأحرفه القديمه بصمه أتت تتصفح معاني ساميه و حضور لأول مره يبهر و يجعلنا بألف حيره كيف نرد على هذا الجمال وكيف نوفيه حقه لقد كان حضورك في غاية الروعه و قمة التميز جميل أننا نكسب قلمك والجميل منك أن تقبلي تواضع ما كتبنااه .. سلمت لنا تلك الأنامل مداعبة الأبداع العايضي |
إيمان السعــــيد : مصافحة أولى !!! لا بل معانقة أولى لهامات السحاب و لقمم الإبداع ... حضورٌ قوي و من الجرعة الأولى .. فكيف بنا إذا أخذنا جرعات إضافية من نزف قلمك الراقي .. : : لا تَعلمين سيدتي ..كم أنا سعيدة بانضمامك لهذا الصرح و لِكوكبة مبدعي هذا القسم .. فأهــــــلاً بك و بقلمك .. و سلمت أناملك .. مع كل التقدير .. كانت هنا ومضت .... أختك : حنان الرشيدي
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
رملك المقبـــور..!؟ مصافحة أولى | بندرأبن طريف المظيبري | منتدى الشـــعــــر | 5 | 28-04-2011 12:17 AM |
@@ أميـــره النــساء @@ مصافحة أولي | محمد محفوظ | المنتدى الأدبــــــــــــي | 7 | 21-03-2008 04:40 PM |
ضاق البلد @ مصافحة أولى | سويلم مناحي | منتدى الشـــعــــر | 12 | 23-02-2008 01:16 AM |
صـدمـة الواقـع .... ! مصافحة أولى .... | ياسر العرعري | منتدى الشـــعــــر | 18 | 03-11-2007 03:36 PM |
مصافحة أولى (( أول الغيث)) | عبدالله سالم الرشيدي | منتدى الشـــعــــر | 12 | 07-03-2007 01:37 AM |