|
خيارات الموضوع |
|
الى أبناء عبس........
أقدم لكم هذا الابداع الذي تفنن بجماله أحد أبناء قبيلتنا..... انه نوع جديد من أرقى ما قرأت من الروايات.... أقدم لكم رواية (مذكرات مراهقين) كاملة... الرواية التي انتشرت في وقت قصير ونالت شهرة واسعة... والحقوق محفوظة لكاتب الرواية/يوسف سالم شلاح الرشيدي. مذكرات مراهقين مصيول،،،مروان،،،صياح،،، أبطال مسلسل مرعب كتب قصتة مرحلة طفولية مشاغبة وظروف بيئية منفلتة وأنظمة عرفية بائدة ومراهقة شبابية سائدة *** (1) في ليلة من ليال الربيع الهادئة كان القمر في يوم إكتمال وجهه المنير ساهرآ يسامر أصحاب الحركات البهلوانية والأفكار الشيطانية ويشهد على مواقفهم المزاجية المتضاربة وهم مجتمعين على شكل نصف دائرة حول نارهم المتسارجة من خشب أخذوه من مستودع أحد العمالة السائبة الذي يمارس مهنة النجارة بكل حرية وبدون كفالة بعيدآ عن أنظار رجال الأمن مما شجعهم على إستغلالة لدرجة إشهار إفلاسه الذي أوقعوه فيه بسبب سرقاتهم المتكرره له في ظل صمته المقهور والذي كأنه يقول لهم من خلاله إذهبوا بما أخذتم حلالآ عليكم وأتركوا ماتبقى لي رحمة منكم بحال غريب مغلوب على أمره. وبينما هم جلوس يتجاذبون أطراف الحديث في دكتهم المطلة على الحي في سفح تل عتيق كان في الماضي مرقب لحماية سكان القرية من خطر مباغتت الغزاة المعتدين على قريتهم وكانت دكتهم معروفة بوعورة طرقها المؤدية لمنازل الحي وإستراتيجية موقعها الذي يسمح لهم بمراقبة تحركات السكان دون أن يشعر بهم أحد، خطرت في بال أحدهم فكرة جهنمية لتغيير الروتين الممل الذي خيم عليهم وقال ملمحآ:آه...كم أنا مشتاق للمطاردة هذه الليلة؟ فقال الآخرون: نحن أكثر منك شوقآ ولكن كيف؟ فقال: بسيطه، نعفس الديرة على أهلها. فقالوا:يالله على يدك! فذهبوا جميعآ مسرعين نحو غرفة تجمع الهنود التي يشاهدون فيها أشرطة الفيديو كل ليلة وعندما إقتربوا من الغرفة فإذا بصوت أغنية الفيلم الهندي الصاخبة يبدد سكون الليل فحاولوا مشاهدة ولو شيء يسير من مقاطع هذه السهرة الغرامية التي لم يتخيلوا إن أحد من سكان قريتهم سيتجرى على إقتناء شريط مماثل لها لأنها بحسب قوانينهم العرفية خطوط حمراء لايجوز الأقتراب منها فكيف بتخطيها وهي تجلب الزنا والفواحش لقريتهم المحافظة، فوجدوا ثقب صغير بجانب مكيف الهنود الصحراوي صاحب الصوت المزعج لايسمح إلا لمشاهدة واحد فقط، فتفرج الأول ثم الثاني ثم الثالث بتوقيت زمني محدد لكل واحد منهم مما زاد فيهم الجنون الغرامي الذي دفعهم لإزاحة المكيف عن مكانه وإستمتاعهم بشكل جماعي، ومع كل هذه الفوضى المتعمده والمتوشحة بظاهر الإستهتار وعدم المبالاة فإن أبوهنود لايعلم بمايدور حوله من شدة إندماجه مع الفيلم ولم ينبهه بفقدان مكيفه الذي ينفخ هواه خارج أسوار الغرفة إلا تصبب العرق وإنخفاض برودة المكان، فنظروا إليه فوجدوا قرود تطل عليهم من فتحة المكيف والغرام واضح على وجوهها النحسه،(حسن الوجه وقبحة ليس شرطآ من شروط الغرام). فقام آل هنود غاضبين من هذه الحركة الهمجية في هذه الساعه الذهبية بالنسبه لهم، وهربت الشلة الزاحفة مسرورة بهذة الصدفة العفوية والتجربة البريئة لمشاهدة هذه الأفلام المحظورة بالنسبة لهم. شعار هؤلا المراهقين الذي ينطوون تحت لواءه هو:( نفذ مايخطر في بالك وإستمتع في معاناة الآخرين) ومن منطلق شعارهم هذا فقد خطرت في بال أحدهم فكرة الهجوم على سكن رشيد الهندي الذي كان متواجد لحظتها في غرفة الهنود السابقة وأخذ مايجدون في داخله، فدخلوا وكان أثمن شيء أمام أعينهم كرتون الطرطعان والذي تقدم إليه صياح بخطى واثقة وحمله فوق كتفه وأتجه به إلى الدكه أو بالأصح المزبن لياخذ قسطآ من الراحه بعد ركض مستمر لعدة كيلوات وضحك لاينقطع فألتفت إلى بقية الشلة وأبتسم إبتسامة هادئه ترسم على وجهه مؤشرات خبيثة وقال: الليله ليله من ليال العمر وأحلا ليال العمر بالمره(مساعد الرشيدي) فقالوا:على أيش ياحسره؟! فقال:وراي! فتبعوه وإتجه إلي بيت فهد الأخ غير الشقيق لأمير القرية وعندما وصل إلى الشباك الخارجي(الدريشة)تناول من كنانته كمية من الطراطيع المتصلة ببعضها والملفوفة بفتيل واحد وأشعل فيها النار ووضعها علي الدريشة وكملوا طريقهم، (ولك أن تتخيل المعاناة التي سيعانيها كل من في بيت فهد حيث إن الساعة الآن الثانية والنصف بعد منتصف الليل وعائلة فهد تصحى من نومها العميق على هذه الأصوات المفزعة والتي كأنها كلاشنكوف في وضع أوتوماتيك). هرع فهد مسرعآ وركب سيارته وأدار المحرك وأشعل الأنوار فأتجه يمينآ ويسارآ لعله يجد الفاعل ويطفي به نار غضبه ولكنه لم يلاحظ مايدل على إن أحد من أهل الحي صاحي في هذه الساعة المتأخرة فتعوذ بالله من شر كل طارق، ورجع فوجد البيت منقلب فوق تحت بين صياح نساء وصراخ أطفال وغضب رجال كأنه يتطاير من عيونها الشرر بسبب هذه الحركة المروعة والتي لايريدون من فعلوها من وراءها إلا مطاردة ليلية يتخللها الضحك الهستيري والمواقف التي لولاها ماقرأتم هذه الرواية. أكملوا طريقهم فأتى بهم القدر أمام بيت الأمير دهيم رحمه الله وكان شيخآ كبيرآ يفضل النوم بحوش الديوانية بعيدآ عن إزعاج المكيفات كحال كل الشيبان السعوديين وعندما رأوه في سابع نومه عرفوا إن أمامهم فرصة لاتعوض في الإنتقام من هذا الأمير الذي سجنهم قبل شهر لمدة أسبوع بسبب إزعاجهم للديرة فقام صياح متخصص المتفجرات وأخذ فتيلين من الطراطيع وتقدم بإتجاه الأمير ووضعها عند راسه بكل هدوء وأضرم فيها النار فهرب،قام الأمير غاضبآ من جرأة هؤلاء المراهقين الذين لايردعهم عقاب ولايعرفون إحترام وعرف إنهم ماغيرهم هم وأخذ على نفسه وعد إنه إن وجدهم لن تأخذه فيهم رحمة قلب ولاتنفعهم شفاعة شفيع، ذهب إلى غرفة الخادم وأمره أن يجهز السيارة وذهب إلى وجهاء الحي ليؤيقظهم ويأمرهم بالبحث الدقيق عن هؤلاء الفتيه المتمردين وهو لايعلم ماذا فعلوا بوجهاء الحي بعده؟ فقد رموا بكل حوش بيت مجموعة من الفتيل بسرعة لاتصدق،وبجميع البيوت التي لم يستثنون منها بيت وجيه ولاكبير ولاقريب ولابعيد ولاحتى بيوتهم هم أنفسهم والتي سيكون من ضحاياها أهلهم، وأتجهوا إلى المزبن ولكن خبير المزابن والتزبينات مروان أدرك إنهم في حالة خطر داهم وإن السكان سيكون أول بحثهم في المزبن هذا لأنه مكان شبهه ومظلم ومعروف لدى فئة قليلة من المقربين ولكن مروان لايضمن هذه الفئة فقد يكون فيهم دبوس أو دبابيس،لاأحد يعلم؟فالثقة معدومة! أمرهم مروان بالذهاب إلى السمراء فهي ملاذ آمن لاتصله السيارات مهما كان نوعها واللي يجيهم مشي لن يلحقهم فأنطلقوا من المزبن الذي يبعد عن السمراء حوالي كيلو واحد وبينه وبينها وادي كبير يعرف بوادي صفيط والذي تقع فيه مزارع كبار الشخصيات أمثال الأمير علي والشيخ سعيد ولكن رغم صعوبة التضاريس فإنهم وصلوا إلى قمة السمراء بأقل من خمس دقائق. (السمراء:جبل أسمر يقع شمال غرب صفيط القديم ولكن الآن فإن قرية صفيط تشكل نصف دائرة حول السمراء ويبلغ إرتفاعها حوالي 1500 قدم وتحيط بها من الغرب سلسلة من الجبال تسمى دشة الجرو نسبة لأحد البدو الرحل الذي سكن فيها لعدة سنوات وكان يلقب بالجرو). ساعدهم إرتفاع السمراء بمشاهدة أنواع البحث والتحري وجعلهم مطلعين على خطة إعلان الطؤاري أكثر من غيرهم وهم يضحكون بشكل هستيري تتخلله تعليقات ساخرة على أفعالهم التي لم يصدقون إلى الآن إنهم أقدموا عليها، أما فرق البحث فقد إستمرت في تفتيش المواقع حتى صلاة الفجر وعادوا السكان بعدها إلى بيوتهم بعد هدوء غضبهم وهم يضحكون من حركات هؤلاء الشياطين اللي نسموا برؤؤسهم تنسيم.
|
|
(2)
إنهالت علي رسائل لاتصدق ومواجهات ساخنة بعد الحلقة الأولى:فردود الفعل متباينة بين مشجع ومهدد وبين ناقد وحاقد ولكن الأهم وهو السبب الذي شجعني على مواصلة تجربتي الأولى في عالم الكتابة هو حصول الحلقة الأولى على نسبة 85%. (من قرأ آية الكرسي قبل النوم لايقربه شيطان حتى يصبح) مروان صاحب الشعر المتعرج والبشرة المائلة للسمره محب للضحك بصوت عالي لدرجة إن الكشرة أصبحت ملازمة له إذا رأيته لأول مره ستجد نفسك تقرأ آية الكرسي لاشعوريآ (يعني بدون صحو)،مصيول صاحب عينين سوداوتين(كعيون الحويط)وهذا مثل يضرب لوصف الإتساع الزائد عن حده إذا لاتعرفه جيدآ ستظن إنه مدمن مخدرات مع إنه صوفي(إيه قابلني) غير إنه يتمع بفراسة خيالية وحدس لايخون. صياح صاحب وجه حنطي له أسنان بارزه ليس له هواية محددة غير إنه متميز بالرسم شيء ما يساعده في ذلك تفكيره الحاد. عادوا الشلة الذين يشكلون أخطر ثلاثي في الديرة إلى بيوتهم قبل ظهور الشمس وناموا على أمل غروبها وبداية ليلة مليئة بالمشاغبة والمطاردة التي لايجدون متعتهم إلا بها. أسدل الليل ستاره وأجتمعوا الشلة في مزبنهم وهم يتذكرون ليلتهم الماضية بكل سرور بإنتظار ليلة أعظم منها، جلسوا يتسامرون حتى الساعة الحادية عشر تقريبآ لتغلق الدكاكين أبوابها ويعم الهدوء أرجاء القرية فأتجهوا إلي بقالة مسامح الفرج وجلسوا بجانبها ولفت إنتباههم الأكياس المليئة بالكراتين الفارغة التي تملأ المكان بأنتظار سيارة النظافة ولكن الشلة أرادوا التخلص منها بطريقتهم التي لاتخطر حتى على عقول الشياطين، مصيول الذي يجيد تسلق الجدران ببراعة متمكنة حتى ولو كانت عالية وملساء صعد على سطح بقالة مسامح وناوله صياح ومروان الأكياس كلها فوضعها على السطح وصعدوا إليه جميعآ وأخذوا يتربصون بالماره مع الطريق الذي تطل عليه البقالة المحتلة كإطلالة هضبة الجولان على الشام فكان أول من مر بهذا الطريق هو محمد صاحب الشخصية القوية الذي لايتجراء على ممازحته إنس ولاجن فرموا أحد الأكياس في صندوق سيارته فتوقف مذهولآ ونزل فوجد هذا الكيس في الصندوق فبحث عن الفاعل ولم يجد أحد كرر البحث حول المباني المجاورة فلم يجد أحد فتحرك وهو في قمة الغضب والحيرة فمن أين أتى هذا الكيس هل سقط من السماء؟ أم إنه رموه عليه الجن الذين لايراهم الإنسان في الظروف العادية؟ أكمل محمد طريقه وهم يضحكون بإنتظار الضحية القادمة، تقدمت إحدى السيارات التي إعتقدوا في البداية إن صاحبها هو الضحية المنتظرة ولم يعلموا إنهم سيصبحون هم ضحاياه،عندما مر أمامهم رموا كيسآ في صندوق سيارته فتوقف بكل هدوء ونزل من سيارته فعندما رأوه زلزلت أقدامهم عندما عرفوا إنه أبوسلطان الرجل الهادي الذي يفقد صوابه عند الغضب (إتقي غضب الحليم إذا غضب) إلتفت يمينآ وشمالآ ودار حول مبنى البقالة وعرف بفراسته التي ورثها من أبيه وأجداده شيوخ فخذ المهامزة من قبيلة (بني رشيد) القبيلة العبسية التي تقطن منذ الجاهلية في مكانها الشهير غرب الجزيرة العربية (مضارب عبس)، -مضارب عبس فيها عبس ماهي لعبة بيديك لو أنت مطالع جيرانها صاحوك ورعانك (عيد بن مربح الرشيدي) -أيقن أبوسلطان إن هذا من فعل المراهقين الذين أزعجوا القرية الليلة الماضية وعرف إنهم فوق السطح، وأيقنوا إنهم لن ينجوا من أبو سلطان فهم يعرفونه جيدآ ويعرفون حنكته، نادى عليهم أبو سلطان وأمرهم بالنزول لأنه لاملجاء ولامنجاء منه، قال مروان: ياعيال كلن يعتمد علي نفسه والطيب تظهره ساقه. تطامروا من فوق السطح عن يمينه وعن يساره كالقطاوه وركب سيارته ليحول بينهم وبين السمراء لأنه يعرف حركاتهم جيدآ فلحق بهم ونزل عليهم ولكن لم يستطيع أن يقبض إلا على واحد فقط وهو صياح فأمسكه بيده اليسرى مسكة قوي مقتدر وأخذ يضربه بعصاه المصنوعة من خشب الخيزران المشهور بألم ضرباته بكل ماأوتي من قوة وهو يكيل له الشتائم ويسأله عن أصحابه وعن فاعل جرائم الليلة الماضية وصياح يجاوبه بكل مايعرف،أما مروان فقد أنبطح بالوادي وأخذ يسحب نفسه إلى المزارع المجاورة بكل خفه ودخل مزرعة الأمير علي الرفادان وجلس بين الأشجار الكثيرة المتشابكة يحتمي بظلامها الساتر وأخذ يتفرج على الشلة بعد أن شعر بالأمان وهو يضحك بكل سرور،أما مصيول فقد أرتبك من هول مايراه وضيع طريق السمراء ودخل بين أزقة المنازل وهو بحيرة من أمره فصعد فوق أحد الجدران وعندما تهيأ ليقفز للجدار الآخر بطريقه إلى المزبن كان يتربص به شخص مجهول متلثم تحت جنح الظلام فلمحه مصيول وقبل أن يلتفت صوبه باشره هذا الملثم بضربة قوية سددها بإتجاه رقبته من خلف بين شعر الرأس والأكتاف أفقدته توازنه فسقط مكبآ على وجهه ولكنه تدارك نفسه ونهض قبل أن يمسك به الملثم المجهول وأطلق ساقه للريح بسرعة جنونية لم تمكن الملثم من اللحاق به ولكن مصيول لم يعلم إلا وهو أمام باب بيته الذي لو كان يريد الذهاب إليه لماعرف إليه طريقآ. أخذ أبو سلطان صياح معه وسلمه إلى يد أبيه بعدما أوسعه ضربآ وقد إنصدم أبو صياح عندما رأئ إبنه وعلم إنه ورى أحداث البارحة المروعة مع مجموعة من السرابيت فإستلمه من يد أبوسلطان وأستقبله بجلدات متتالية بعقاله الأسود المصنوع من أخشن أنواع الغزل وهو يهيل عليه سيل من الأسئلة الساخنة، فضحتني بجماعتي الله يفضحك،كيف تبيني أقابلهم عقب فعايلك الشينة؟أنا أبفهم أنت متى تعقل؟متى تسترني وتضف وجهك عن الديرة؟ خلاص ماعاد أبيك تدرس مأنت وجه دراسه! أنت فاشل! إسمع العلم اللي ياصلك ويتعداك! ماتطلع من هالبيت إلين آخذك لحائل وأطلع لك أثبات وتروح لأخوك فيصل بالرياض أبي أرتاح من وجهك اللي كله فضائح! خلاص إنقلع عني وتمرجل مثل العيال! ماعاد عندي صبر عليك! نزل صياح راسه ودموعه تفيض بكل حسرة وأنكسر أمام أبوه صاحب السمعة الطيبة الذي يقف شامخا شموخ جبال (العلم السعدي)أو(العلم العبسي) وقال:أمرك يبه! والله ماعاد أعصي لك أمر بعد هالساعة وأنا أستاهل ولكن أنت أرفق على حالك! -حس أبوصياح إن ولده هذه المره يتكلم من قلبه وشعر أنه آلم إبنه فلذة كبده ولكن خوفه على سمعته وعلى مستقبل إبنه جعل موقفه أكثر صرامة من ذي قبل. -أبوصياح:مايخالف ياوليدي صحيح إني قسيت عليك وأوجعتك بس والله إنه من خوفي عليك! ياوليدي أنا أبفتخر فيك في مجالس أهل الديره مأبيك تفضحني بالجماعة وأبيك تسنع نفسك مثل غيرك وتصير رجال. -صياح:أبشر يبه والله لتشوف اللي يبيض وجهك! بس عطني فرصه هالمره وسامحني على اللي فات وصدقني أنا ماني محتاج ألا دعائك بس. -الله يسامحك ياوليدي ويوفقك!والله إني أول مره أحس إنك صرت رجال! وهالحين قم أغسل وجهك وبدل ثيابك وروح ريح نفسك وأرقد وبكره يصير خير إن شاء الله. -قام صياح وقبل راس أبوه وهو كله ندم على اللي صار له وإتجه إلي غرفته وبدل ملابسه وتوضاء وصلى ركعتين ودعاء الله أن يوفقه لما يحب ويرضى وحط راسه ونام بعد أن وضع المنبه على صلاة الفجر لأول مره من تلقى نفسه. أما مصيول وجه النحس فقد أمن بطش الأمير دهيم معتمدآ بذلك على علاقته الجيده بسعود الحفيد المقرب لدهيم والذي يعامله جده معاملة الرجال العظماء رغم سنه الذي لايتجاوز آنذاك الخامسة عشرة لتوسمه ملامح الرجوله والكمال في وجه حفيده الصغير. دخل مصيول البيت وإتجه إلى غرفته وولع السيجارة ولكنه لاحظ عدم عودة أبيه إلى البيت فأبوه عادة يعود بعد السمر عند أحد الجماعة والذي ينتهي بعد تناول العشاء بساعتين تقريبآ يعني قبل الساعة الثانية عشر بالكثير. أما أبو مصيول فقد تأخر عند رجل الأعمال الشهير الشيخ جابر المبارك والذي كان إجتماع الربع هذه الليلة عنده وأخذوا يتحدثون بأمور التجارة وبعد قليل جاءه أبوسلطان وأخبره بماحصل من إبنه فقام أبو مصيول وكان قلبه طيب ولايستطيع أن يمد يده على إبنه المدلل ودخل البيت فوجد مصيول بالحوش فقال له تعال أبيك بموضوع فدخل مصيول وهو يعرف إن أبوه لن يضربه مهما كان وقال في نفسه: الله يعيني على المحاضرة هالحين يبي يقعد يتفلسف علي! (لأن أبو مصيول رجل عاقل يؤمن بالنصيحة ويعرف إن الضرب مامنه فائدة وهذا سبب تمرد مصيول عندما أمن العقاب). -إتجه أبومصيول إلى مخزن البيت وأخذ سلسلة طويلة وربطها بدريشة الصالة وهو يبتسم ومصيول واقف مايدري وش السالفة فمسك أبو مصيول يد ولده وقال أنت الإحترام ماينفع معك ولارايح يفيد فيك ألا السجن فربط يديه ورجليه مستخدمآ في ذلك قفلين وقال له:هالحين إرتاح والأسبوع القادم أشوف لك حل! (كان طول السلسلة تقريبآ عشرة أمتار تسمح له بالتجول داخل البيت فقط). -رضخ مصيول لأمر الواقع ومرت ثلاثة أيام وهو لايعرف شيئآ عن أصحابه. **أما مروان فقد عاد إلى البيت وهو معلنآ حالة التمرد والتحدي في وجه كل من يقابله ولكن إنقطاع أخبار مصيول آثار شيئآ من القلق في نفسه وأخذ يتلمس عنه الأخبار دون فائدة، ولكنه لم يتجراء على الذهاب إلى بيته خوفآ من أبو مصيول، ولكن تغير صياح الذي كان يتجنب حتى الحديث معه زاده قلقآ وجلس في الدكة ثلاث ليال متتالية لم ياتيه أحد أو يخبره فقط بما حصل بالضبط لرفاقه. |
|
(3)
التميز مستمر والعروض بدأت فقد حصلت الحلقة الثانية على نسبة89% وقد تلقيت أيضآ عروضآ من مجلة قطوف للكتابة على موقعها الإلكتروني وعمودآ في جريدة الشرق الأوسط ولكن بشرط تعديل أسماء الشخصيات الحقيقية وأسم المواضع المعروفة ولكن مالفائدة؟ هل يريدون إغرائي بالشهرة؟ أنا أصلآ أشهر من نارآ على علم. ولن أعدل الأسماء لأنني لم أكتب هذه الرواية إلا وفاء لقريتي فقط. وصلني عدد هائل من الرسائل على بريدي الألكتروني فأغلبية القراء يتهمني بسرقة ملاحظة لم يحددها أحد منهم وتعديلها إلى مذكرات مراهقين وأنا أقول (إذا خاطبكم الجاهلون فقولوا سلاما). كما إنني إستمعت إلى ملاحظات الوالد العزيز الشيخ أبو صقر بالدمام في مجلس لويفي الأسبوع الماضي وبحضور كل من الأخ العزيز المستشار الخاص أبوجراح والأخ أبوغازي التي مرت على الجالسين بسلام فشكرآ لك أيها الوالد الغالي. والشكر موصولآ الى الأخ بكر (ونعم الرجل) على عدم إفشائه بإسمي لأنه لا أحد يعرف الكاتب الحقيقي غيره. فحسبكم من الإتهامات الطائشة التي لم يسلم منها أحد فلو نبشتوا القبور لن تعرفونني قبل الحلقة(30). -مرت الأيام ومروان في حيرة من أمره أما أصحابه فكل واحد حدد موقفه. -فصياح ذهب مع أبوه إلى حائل وأستخرج بطاقة شخصية من الأحوال المدنية وتغيرت حياته مائة بالمائة فأصبح مداوم على الصلوات الخمس مع الجماعة في المسجد وأخذ يفكر كيف يكون نفسه، تهيأ ذات يوم للسفر للرياض ليثبت لوالده إنه لم يعد صياح المنسم بل إنه صياح الجديد صياح الذي يبحث عن راحة والده قبل كل شيء صياح الذي كان يتمنى أبوه أن يكون كذلك دارت الأيام وسافر للعاصمة لعل أخيه فيصل يهديه لأمر له فيه الخير في حياته وبعد مماته وصل صياح إلى أخيه فيصل الذي لم يصدق إن صياح تغير، فرح فيصل بأخيه وأحتفى به وأكرمه وأتحفه بعدة نصائح لعله يرتاح ولو لواحدة منها ورأى إن صياح متحمس للتجارة فقال سأبحث لك عن مشروع صغير تبدأ به حياتك إن شاء الله وأتمنى لك التوفيق. -أما مصيول فقد بدأ من أول يوم سجن فيه بخطة مجنونة للتخلص من السجن فقد وجد منشار حديد على رف الصالة سبق وأن إستخدمه أبوه في قص أحد الأقفال الذي ضاع مفتاحه وبدأ بقص السلسلة ولكن قصها بالكامل يتطلب وقت ليس بقليل وفي اليوم الرابع تمكن من تخليص يديه ورجليه من السلسلة (فكان ينشرها بالليل عندما ينامون أهله أو في وقت خلو البيت من الأهل) في اليوم الرابع أصبح مصيول حرآ طليقآ فخرج من البيت بعد المغرب مباشرة وذهب منطلقآ إلى الدكة ولكن الدكة كانت خاوية على عروشها بعد ماغسل مروان يده من عودة الشلة، ذهب مصيول إلى بقالة مسامح فوجد عيسى وسأله عن مروان وصياح، -فقال له عيسى والله صياح منقطعة أخباره من كم يوم! ولالي فيه شوفه!ولا أدري عنه بالمره، أما مروان تو قام من عندي أكيد تلقاه ببيت أهله وألا يتسكع بالحواري اللي قدام بيتهم. -تطمن مصيول على مروان عن طريق عيسى وعرف إنه بخير وقال في نفسه:ولكن صياح وش صايرله؟ يعني أبوه رابطه بسلسلة مثلي؟ وألا سلمه أبوسلطان للأمارة وحجزه دهيم عنده؟ لعب الشيطان براس مصيول وكثرت عليه الهواجيس وهو في طريقه إلى بيت مروان وقال أكيد إن صياح في خطر وأكيد مروان الدلخ مافزع له ولاحرك ساكن(الله يقلعك يامروان متى تخلي طبعك الأقشر هذا؟يعني ماتهمك ألا نفسك يالمروح؟) ولكن بسيطة إذا أبو صياح حاجزه بسلسلة أروح وأفزع له بالمنشار حقي ويصرف نفسه! وإذا دهيم حاطه بالغرفة ماني رايح له يشوفني دهيم ويحطني عنده! ولكن مالي ألا أكلم خويي سعود وسعود يكلم جده وأكيد ماراح يرفض له طلب! وصل مصيول إلى بيت مروان وهو مجهز خطط الطؤاري للتنفيذ وقد وضع في راسه أسوا الأحتمالات لديه وكيفية التعامل معها بما يتطلبه الموقف! طرق الباب فخرج إليه مروان بكشرته المعهودة ورحب فيه وعانقه(بس ماعندهم شيء إسمه قلط تدرون ليش؟! لسببين: -إن ماهم فاضين لهالسوالف لأنها في نظرهم للكبار فقط وأشغالهم أهم من هالعلوم! -حذرهم الزائد لأنه لوصادهم أبو واحد منهم غسل شراعهم وطردهم أشر طرده وياويلهم لو يلحقهم كان تصير علوم!) -سأله مصيول عن صياح فأخبره مروان إنه (ماعندك أحد) وإن الولد ماهو قدها وإنه خواف ومن يوم إكشفه أبوه وهو مايطلع من البيت ألا نادرآ! لاومسوي يصلي مع الجماعة! فقال مصيول وهو مندهش: الله أكبر ياصياح أمس تسرق لنا الحطب والطراطيع وتقول إن هذا تخصصك واليوم تبي تضحك علينا وتوثقنا إنك تطوعت؟! ليش شايفنا مخفات مثل الشيبان نصدق على طول؟! بدري عليك! (فهم يرون كل شيء بالعكس كما ترون: _طاعة الوالد=مذلة للولد. _الصلاة=ريئآ للناس. _التوبة=خدعة للناس. _الشيبان=مخفات. _هم=ذيابة مايمشي عليهم شيء. لاحظتم كيف يقلبون الموازين؟!ويفسرون كل شيء على هواهم؟!). -مصيول يريد الذهاب إلى بيت صياح لتوبيخه وثنيه عن رايه الغريب!(حسب تفكيرهم) أما مروان فقال يارجال وش ترجي من وراءه هالخبل؟ ألا فكنا منه أصرف لنا! لاتضيع وقتنا معه! **في هذه اللحظات كان أبومصيول في طريقه لمنزل الشيخ فايد بن خضران الذي ستكون جمعة الربع(الشبة)عنده هذه الليلة وهو لم يعلم بأن ولده قد أطلق سراحه بنفسه، ذهب مصيول ومروان إلى دكتهم وجلسوا تقريبآ ساعة كاملة فشعروا بالملل وأتجهوا إلى جلسة الشلة الشهيرة بجانب بقالة مسامح وجلسوا بها وإنضموا إلى أعضائها الدائمين كأعضاء مؤقتين أو ضيوف شرف وربما يصبحون أعضاء دائمين ولكن مايمنعهم من إعلان ذلك هو سببين: -إنهم لم يئسوا من عودة صياح إلى الآن(لأنه إذا رجع سيكون لاحاجة لهم بهؤلاء الشلة المختلطة بين صاحي ومجنون) -إنهم يخافون من رفض الشلة لهم(لأنهم كانوا يرفضون كل من يريد الدخول معهم في دكتهم سابقآ أيام صياح الله يذكره بالخير). -أخذوا مكانهم بين الشلة وقاموا ياخذون ويعطون بالسوالف وتطرقوا للمشاكل الدائرة بالقرية بداية من هوشة(مضاربة) بين الطالب أحمد والطالب نايف أمام بوابة الثانوية اليوم بعد الطلعة(الهده) وسببها إن أحمد نظر إلى نايف نظرة بريئة عابرة لم يتقبلها نايف(العربجي) الذي يراء في نفسه إنه خليفة عنترة العبسي(عنترة:غني عن التعريف عاش في مضارب عبس ودفن فيها بين جبال العلم العبسي الشاهقة التي تقع شرق قرية صفيط بمسافة أربعين كيلومترتقريبآ وقبره باقي إلى الآن تحت حماية إدارة الآثار بمنطقة حائل). مرورآ بمعاناة أهل القرية من مشاغبات مصيول وشلته التي لم تنتهي. (في نظر هؤلاء الشلة المراهقين فإن هذه المشاكل هي مشاكل الأمه بأكملها ولم يعلموا إنها مجرد مشاغبات طفولية فقط ستصبح في المستقبل ذكريات جميلة). كل هالسوالف تدور في ظل تكتم مروان ومصيول على نيتهم للإنضمام لمنظمة شلة البقالة وتظاهرهم بإن هذه الزيارة الخاطفة تواضعآ منهم حتى يرؤن الوقت المناسب لذلك. كانوا شلة البقالة من صغار السن أيضآ وماهم مباعدين شلة مصيول ولكن مصيول يفضل تنفيذ مشاغباته بدون علم أحد إلا المقربين لديه أمثال مروان وصياح، في هذه الأثناء أغلقت الدكاكين أبوابها بالتزامن مع نهاية وقت الشبة التي كانت عند الشيخ فايد فخرج الرجال وإتجه كل منهم إلى بيته بمن فيهم أبو مصيول الذي مر إجتماع الشلة المقابل لمنزل الشيخ فايد ولم يلقي لهم بالآ،أكمل طريقه إلى البيت ودخل فلم يجد مصيول وأندهش من شدة دهاء هذا الولد وعاد أدراجه إلى مكان الشلة السابقة لعله يجد مصيول بينهم ويعيد سجنه إلى أجل غير مسمى، ولكن الشلة عندما رأوه هربوا وألتفوا حول مبنى البقالة فترجل من سيارته وتركها في وضع الإشتغال ولحق بهم على أقدامه،لكن الشلة خرجوا من الجهه الثانية للمبنى وركبوا سيارة أبو مصيول موزعين أنفسهم بين الصندوق والغمارة فلم يجد مصيول بدآ من الركوب مع الشلة الذين أخذوا السيارة وأتجهوا بها إلى هضبة معجب(هضبة معجب:هضبة صخرية تقع شمال قرية صفيط على بعد 4كيلومترات وتحمل إسم الفارس الشيخ معجب بن دحيدح) مبتعدين عن أنظار أهل الديرة،وتركوا أبو مصيول وحيدآ لايصدق مايدور أمامه(صدق أولا تصدق). إتجه أبو مصيول إلى منزل فايد القريب منه وأستنجد بمن بقي من الشباب عنده، الذين هبوا بدورهم لنجدته(إلى جانب الأمير دهيم رحمه الله) ولردع هذه العصابة المصرقعة التي أصبحت تزداد تمردآ بين حين وآخر. في هذه اللحظة دخلوا الشلة هضبة معجب والسيارات تطاردهم وهم في قمة السعادة لأنهم لأول مره يجربون المطاردة بواسطة السيارات ولكن براعتهم بالقيادة الصحراوية لم تكن بمستوى جيد نظرآ لصغر سنهم مما أجبرهم على النزول وترك السيارة على مدخل الهضبة الذي لايتسع إلا لسيارة واحدة فقط بعد ما أخذوا مفتاحها وأصبحوا بهذا العمل قد قطعوا الطريق على من يلاحقهم وصار الوقت كافي لتسلق الهضبة قبل لحاق السيارات بهم. (وهذه الخطة الطارئة محفوظة حقوقها لمروان أعلم مراهقين الديرة بطرقها، فصدق من قال:أهل مكة أدرى بشعابها). صعدوا إلى قمة الهضبة وصارت السيارات تحاصرهم من كل الإتجاهات وبقوا فوق الهضبة كالزنونة ولسان حالهم يقول: -يأمير ماحنا قبائل وعربان في ضلعنا يأمير مثل الزنونة يأميريامعطي طويلات الأرسان نبي السلامة منك وهي المعونة (من شعراء المضابرة) حاصروهم أهل الديرة إلى منتصف الليل فكانوا يريدون القبض عليهم مهما تكلف الأمر لكن الأمير دهيم أشار عليهم بالأنسحاب من الموقع وترك هؤلاء المراهقين يعودون مشيآ على الأقدام كنوع من العقاب، إنصاعوا أهل الديرة إلى رأي أميرهم المؤقر وتركوا مراهقينهم يقضون ليلتهم المشؤمة في هضبتهم، أما الشلة المرجوجة فقد إنحلوا من الهضبة وإتجهوا إلى القرية وهم في ضحك لاينقطع ووصلوا القرية قبيل أذان الفجر وإتجه كل منهم إلى بيته وكأن شيء لم يكن. |
|
(4)
تفضل الأخ عبدالله شافي مشكورآ بفكرة جديدة وجيدة للتعريف بشعراء المنطقة ومشاركة قصائدهم بصياغة هذه القصة وقام بتزويدي بعدد من القصائد لعدد من الشعراء أمثال عبدالله باتل وفرحان بن منصور وباجد عبدالرحمن ويوسف سالم وعصيلان والتي سوف تقرأؤنها في أماكنها المناسبة إن شاءالله. كما أرجوا من الإخوة القراء تزويدي بمالديهم من قصائد سواء كانت لهم أو لغيرهم على بريدي الإلكتروني ولهم جزيل الشكر. -أستيقظ أهل القرية على صوت الشيخ فالح الرفادان رافعآ صوت الحق ومناديآ لصلاة الفجر في مسجد صفيط الجامعي،إتجه أهل القرية إلى المسجد في جوآ يعمه الهدوء والسكينة،أدوا فريضتهم ورجعوا إلى منازلهم وماهي إلا فترة بسيطة حتى أطلت الشمس تتباهى بشعاعها الذهبي المنعكس على هضاب القرية وتلالها وأوديتها لتعلن بذلك بداية يوم جديد مليء بالأمل بحياة سعيدة هادئة. كان مصيول نائمآ في غرفته الخاصة ومغلقآ بابها بإحكام خوفآ من بطش أبيه،لكن أبيه رأى أن العقاب يولد العناد في نفس مصيول كما يولد الثأر القهر،وأراد أن يجرب العفو هذه المرة لعله يجدي بمن لايعجبه العجب ولا الصيام في رجب،صحى مصيول من غفوته مبكرآ وخرج ليلقي نظرة حذرة على آخر التطورات في فضاءه المحيط وإذا بوالده جالسآ في فية سور المنزل الشرقي وهو يتناول فطوره وقهوته الصباحية المتعارف عليها عند أهل القرية وماجاورها من القرى الحائلية أو القرى النجدية وعندما رءاه أبيه نادى عليه: مصيول غسل وجهك وتعال أفطر معي!! أسرع مصيول إلى المغسلة وهو يقول في نفسه: معقوله أبوي مازعل مني ولاهمه اللي صار؟ يالله خلنا نشوف النتيجة! إتجه مصيول إلى أبيه بخطى واثقه من براءتها ظاهريآ! وجاهزة لأي طاريء باطنيآ! جلس مصيول أمام أبيه بأدب وإحترام وعينيه ترمقان عينا والده الذي كان يتناول وجبته بصمت،أخذ مصيول يتناول فطوره أيضآ ولم يدور بخلده ماصار من مشاغبات إلا على سؤال أبوه الذي تظاهر بعدم توجيهه لأحد! _هالشلة الله يهديهم ماخلونا نمرح البارح!والمشكلة إنا مانعرفهم لاهالحين! _نظر إليه مصيول بدهشة وفرحته لاتصدق: _يبه أكيد إنهم عيال فلان وفلان!(يبعد الشكه عن نفسه)وهو يقول في نفسه:معقوله مادرى إني معهم؟ياوناسه! _لم يزد أبو مصيول على قول:الله يهديهم ويصلحهم! (وفي نفسه:الله يهديك بس). -خرج أبو مصيول من المنزل تاركآ مصيول يتمتع بحريته مشمولآ بالعفو! -أما مروان فأتجه من غرفة نومه إلى مخزن البيت ليقوم بإصلاح دراجته ذات العجلتين ليستقبل بها عطلة الصيف التي لم يتبقى عليها غير أسبوعي الإختبارات النهائية التي لم يضرب لها مروان حساب! -هذا ماكان من مصيول ومروان أما صياح فشد رحاله مبتعدآ عن قريته العزيزة على قلبه وهو يردد الأبيات الشهيرة التي يحفظها حتى أطفال القرية قبل السن الدراسي: ياصفيط أحبك زمان راح يوم إن جانبك صافن لي واليوم عفتك وسدي باح والبعد عن شوفك أحسن لي عامين أحاول حصاة رزاح عيت من الضلع تنحلي. (عايض بن باين<عصيلان>) وبدأ حياته التجارية الجديدة بمشروع صغير عبارة عن محل تموينات غدائية بالمدينة المنورة وبتمويلآ كاملآ من فيصل وقد نجح مشروعه نجاحآ باهرآ لم يتوقعه حتى هو نفسه،مما شجعه على فتح الفرع الثاني والثالث في مابعد وإنتقاله إلى مدينة الرياض العاصمة السياسية للمملكة العربية السعودية وإستقراره بجوار أخيه فيصل وحالته المادية الآن جيدة جدآ وأتمنى صعودها إلى الممتازة قريبآ وله إحترامي وتقديري. -عندما جن الليل إجتمع مصيول ومروان بجلسة البقالة وروى مصيول لمروان قصة العفو الكريمة من الوالد الكريم ومروان بدوره روى لمصيول قصة إصلاح الدراجة (من طقطق إلى سلام عليكم) وهذا مثلآ لم أجد له تأويلآ ولاسببآ في جميع الكتب ذات الإختصاص! -أكتمل تعداد شلة البقالة وبينما هم يتجاذبون أطراف الحديث أقبل شخص يدعى شجاع: صاحب اللسان الصامت والخلق السامت والقدم الرامت _اللسان الصامت:قليل الكلام. _الخلق السامت:هاديء الطباع. _القدم الرامت:لايحب الهروب. يتمتع شجاع أيضآ بنظرات حارة لايتجراء على مجابهتها أحد وتفكير نافذ خطير ورد قاسي في أهداء سؤال مهما كانت طبيعته،كان شجاع قد أتى للتو من مجلس الشبة وهذا ماجعله يتمتع بثقة عمياء من والده وبقية رجال القرية فهو يجلس معهم حتى وقت إنتهاء الشبة فيذهب مع أبوه إلى المنزل وأمام أعين أهل الديرة وعندما يخلد الشايب إلى سباته العميق يخرج إلى الشلة،لذلك فمهما فعل من مصائب فهو بريء ولو شهد عليه كل شباب صفيط من أولهم إلى آخرهم لأنه يتمتع بحصانة قوية من مجلس الأمن القروي. -أخذ شجاع مكانه بين الشلة وكأن سكون الليل وهدؤه من ألد الخصام له،وجه لمصيول غمزة بعينه فسرها صاحبه اللبيب بأنها:(إتبعني أنت ومروان)،قام شجاع من الجلسة وتبعه مصيول ومروان بدون أن يشعر بهم أحد،وذهبوا غير بعيد عن أنظار الشلة حتى لايجلبون لأنفسهم الشكوك التي تحاصرهم اصلآ حتى وهم في منازلهم! _رأى شجاع إن مصيول وصاحبه صيدآ ثمينآ لايقدر بثمن لتنفيذ مغامراته البهلوانية دون تحمل آثار إنعكاساتها السلبية التي لايوجد بها أصلآ نسبة 1%إيجابية! _أما مصيول ومروان فكل واحد رأى في نفسة بتوقيت متزامن:إن هذا هو البديل المناسب لصياح وإنهم من اليوم فصاعدآ لن يحتاجوا لشلة البقالة ولالصياح الخائن ماداموا بجانب شجاع الغامض الذي يتمنى كل شاب أن يعرف من أسرار عمره الغامضة سر دقيقة واحدة فقط. -قال شجاع:ياشباب الشلة هذولاء ماعندهم سالفة!مطرفين أنفسهم لدهيم يأخذهم بكل سهوله خصوصآ إن مراقب الليل يوافي دهيم بكل صغيرة وكبيرة وبالذات عن هالجلسة! ولكن شوفوا لنا مكان آمن من هذا! (يتظاهر شجاع بعدم معرفته بمزبنهم السابق ليرى مدى صدقهم معه ولم يعلموا بأنه أعلم منهم به). -أجابه مصيول بسرعة البرق عن المزبن السري لهم ولصياح سابقآ وإرتاح شجاع لتجاوبهم معه فقاموا ليرأى شجاع المزبن وعندما رءآه بدأ على وجهه الإنشراح والسرور. -دخلوا شلة شجاع المزبن بعد هجرآ طويلآ له بسبب الصدمة التي لم يتوقعونها من أعز الناس صياح وكل منهم على يقين إن الزمن لن يمحوا سطور ذكراه الجميلة المنقوشة على السور الذي يسندون عليه ظهورهم وهي عبارة عن بيتين شعريين: (إذا طال الزمان ولم ترؤني فهذا خط يدي فتذكروني يبقى الخط تذكارآ لصاحبه وصاحب الخط تحت الأرض مدفوني). -وكانت الزاوية اليمنى ميدان لسرحان مروان الذي تظاهر سابقآ بعدم إهتمامه بغياب صياح وحس إن المكابر إنتهى وقته وكأنه يقول حزنآ وعتابآ: -إتركني أداوي جروحي بروحي يمكن مع الوقت أقدر أنساك وأرتاح قامت بروق غيوم هجرك تلوحي وسحابة الفرقاء علي رشها طاح ماتشوفك عيوني ولا لصوتك أوحي أصبحت شيء مر في عمري وراح صبرت لين الصمت ضاعف جروحي وأنا أتحرى للفرج منك مفتاح مافادني كثرت صياحي ونوحي ولايرجع اللي راح ونة ولا صياح وحتى لو أكابر و يكبر طموحي لا تحسبني عقب فرقاك مرتاح. (يوسف سالم الرشيدي) -أما الزاوية اليسرى فشهدت حالة السرحان التي قام بتنفيذها مصيول بحزن تتقطع له القلوب. في هذه اللحظات السرحانية كان شجاع قد أخذ نصيب الأسد من هذه السرحات ولكن ليس بجو من الحزن والعتاب بل بجو من الغيرة والحسد لهؤلاء الفتية على صفاء عشرتهم فدخل على خط المواجهه معدومة المبررات ونظر إلى مصيول فتذكر إن بينهم صلة قرابة قوية فصرف نظره إلى مروان وقال: هالحين أنت وكشرتك مسوي لي حزين؟ ليش؟يعني مصيول ماهو مالي عينك ووقفاته بجنبك بالحلوة والمره؟ أنا أصلآ مأقعد مع واحد مايقدر خويه! _وقعت كلمات شجاع على مسامع مصيول ومروان كوقع البرد على الظهر العاري في ليلة من ليال الشتاء الماطرة. _فلم يستطيع مروان تمالك أعصابه قبل أن يوجه لشجاع ضربة جامدة في مجامع أصابعة وقعت بين الخد الأيسر والأنف سقط على إثرها شجاع مغشيآ عليه. _أما مصيول الذي عز عليه سقوط قريبه أمامه فقد ضحى بكل مايربطه بمروان من صداقة وعشرة عمر وسدد له ضربة موجعة على الظهر إستدار بعدها مروان وإستقبل مصيول سحبآ باليد اليسرى ووجه له بركبتة ضربة على المعدة مخلة للتوازن ومخلة للوظائف الهضمية أيضآ جعلت مصيول في وضع إمتداد يتعصر ألمآ فنظر مروان إليهم وهم صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فقال: الله يلعن الصداقة اللي هذي خاتمتها!وإتجه إلى منزله مسرعآ يحث خطاه. -دخل مروان بيته في حالة ذهول مما رآءه وهو غير مصدقآ لهذا الكابوس الذي جثم على صدره. فهل يعقل إن مصيولآ غدر وضحى بي بهذه السهولة؟ هل هانت عليه عشرة العمر بهالبساطة؟ لم ولن يصدق! صحى شجاع المريض من صرعته ونظر إلى مصيول وهو يتلوى فهب لمساعدته فسانده للنهوض وذهبوا لمنازلهم وهم بين غضب وحسرة،فغضب على هزيمة مروان لهم جميعآ وهم اللي كل واحد مسوي عند الثاني مأحد يقواه،وحسرة من قبل مصيول فقط لأنه عرف إن شجاع منافق وكذاب أشر ولكن الآن لاتنفع الحسرة لأنه وقع الفاس بالراس وضاع منه مروان مثل ماضاع صياح. |
|
(5)
_تميز خاص بحصول الحلقة الرابعة على نسبة91%وعدد الأصوات المرشحة17صوت. _حفاظآ على تناسق الحلقات بشكل جيد فقد حددت كل حلقة في13 كيلو بايت. -من الصعوبة أن تطالب شخص ما بأن يفقه حديثك فيما أنت تتحدث أصلآ بلغة غير مفهومه. _أنت في هذه الحالة كمن يسأل أحدهم عن أطراف النزاع في دارفور فيما هو لايستطيع تحديد موقعها على الخريطة!. (صالح الشيحي<الوطن>) هل ينطبق هذا المقال على حالكم أيها القراء الأعزاء مع كاتبكم المجهول؟ فقد بلغني إن أحد كبار السن في قرية صفيط يقول: حسبي الله على من ظلمنا! (يعني من كتب عنا هذه الرواية) فهل ظلمتكم حقآ؟ هل هذا ظنكم بي؟ أطمئنوا فليس فيكم إلا مايرفع رؤوسكم ذكره وهذا ماأريد كتابته عنكم بإذن الله! وإن أخطأت فخذوا بيدي للصواب فكلنا خطاؤن وخير الخطاؤن التوابون. -إستيقظ مصيول ذات يوم فضاقت به الأرض بمارحبت فذهب لمروان في منزله وتعذر له ولكنه صدمه بإعراضه وعناده فمروان كان يريد من عناده العتاب ولكن مصيول كبرت في نفسه هذه الصدة من مروان ودخل الشيطان بينهما على الخط الساخن فقال مصيول: أوريك يامروان والله لأخليك تندم على كل ماسويت! فنظر إليه مروان وقال: اللي ماتسويه بيديك سوه برجليك! وأعلى مابخيلك أركبه! فرجع مصيول ليجمع شلته على مروان لكنه تذكر إن ماعنده خوي ألا مروان الذي أصبح عدوآ لدودآ وشجاع الذي دخل بحياتهم فأفسدها كما يفسد الخل العسل فقال مصيول:والله مروان ماني محرزله(لاأستطيع هزيمته) ولكن خلني أستشير شجاع يمكن يفزع معي! (كان شجاع يريد أن يكون مستشارآ عظيمآ لمصيول ومروان وإذا إنتهى من تنفيذ مخططاته يفرق بينهم لكن الغيرة والحسد أعمته وجعلته يستعجل بتفريقهم)! ذهب إليه مصيول وأبلغه إنه يريد أن يبيعها مع مروان هذا اللي شايف نفسه،وصارحه بأنه لايقدر عليه بدون فزعة من أحد،فأوما شجاع برأسه ومسح الشنبات اللي ماطلعت إلى الآن ولكن تقليدآ للشلة وقال: إسمع يامصيول والله وأنا أخوك إن كل الشلة يغارون مني ولويدرون عن الهوشة فزعوا مع مروان ضدنا وخسرنا الجولة ولكن مالنا ألا الذيب الأمعط(مستور)راعي العوشزي!نكلمه بكره بالمدرسة على شان يقول لأهله يوم الربوع(الأربعاء)يجون مسيرين ونواعد مروان بالشرات(طلح الوادي)ونباغته بمستور على شان مايجمع شلته وندق خشمه! _تلقى مصيول النصيحة وبدأ بتنفيذها فورآ. في صباح الغد الباكر إتجه مصيول إلى المدرسة مبكرآ على غير عادته وجلس ينتظر نقل العوشزي بفارغ الصبر. (العوشزي:قرية تقع شمال غرب قرية صفيط على بعد17 كيلومتر تقريبآ يربطهما طريقين صحراويين وعرين أحدهم طريق<ضال> والثاني طريق<المحضارة> وتقع قرية العوشزي على الطريق المؤدية <للمطاق> وعلى ضفة <وادي المخروق> الشرقية أول من إستلم إمارتها الأمير عالي بن عوض الرفادان وقد وافته المنيه إثر سكتة قلبية وإستلم إماراتها بعده أخيه شافي بن عوض الرفادان) _ضال:وادي قديم كانت تقطنه اليهود إلى أن طردهم منه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان يسمى قديمآ وادي ثال. _المحضارة:تلعة تخترق دشة الجرو من الشرق إلى الغرب وتقسمها نصفين جنوبي وشمالي وطولها3.8كيلومتر تقريبآ. _المطاق:مزارع للمهامزة من قبيلة بني رشيد تعتمد في ريئها على آبار إرتوازية وتقع على حافة الطرف الشرقي من حرة بني رشيد. _وادي المخروق:وادي يبدأ من حرة فدك ويمتد إلى أن يختلط بوادي الرمة وتقع على جوانبه قرى قبيلة بني رشيد. فدك:كانت تقطنها اليهود بالإضافة لخيبر إلى أن طردهم منها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتعرف الآن بالحائط والحويط وتشتهر بالعيون الجارية والواحات المكتظة بالنخيل وعيون الحويط مازالت حية إلى اليوم أما عيون الحائط فقد توقفت بسبب الآبار الأرتوازيه التي تسببت في نضوب مخزونها المائي وتعرف فدك بعاصمة عبس من قديم الزمان. -نعود إلى مصيول فماهي إلا فترة وجيزة حتى وصل النقل المدرسي بقيادة الكابتن متعب الشويلعي فتلقاهم مصيول بفرحة غامرة ونزل الطلاب الواحد تلو الآخر ومصيول يقلب عيونه بين هذا وذاك بحثآ عن الذئب الأمعط مستور فنزل مستور يفرك عيونه فسحبه مصيول إلى الجانب وحدثه بالسر العظيم فأشار عليه مستور بأن يكلموا مروان بوقت الفسحة ليواعدوه يوم الأربعاء العصر فهي فرصة مستور ليبين لمروان وعلى رؤوس الأشهاد إنه الأقوى بين الجميع ولكن مصيول أراد أن يجعلها سرآ حتى يباغتون مروان لوحده ويشفون به غليلهم. إنتهى اليوم الدراسي الممل ومصيول على أحر من الجمر بأنتظار يوم الأربعاء ونقل الخبر لشجاع ليضع عليه لمساته الأخيرة ويحسم الأمر فقال شجاع:إيه هذا العلم! فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيض العدى أتى يوم الأربعاء لهم بخيره وشره وإنقضاء يومهم المدرسي وإتجه طلبة العوشزي وماجاورها من القرى لأهاليهم وعندما وصل مستور إلى البيت طار بحلق أبيه كالشيطان وتوسل إليه بأن يذهب بهم اليوم إلى صفيط مع جميع العائلة لزيارة أجداده فما كان أمام أبيه إلا أن يرضخ لأمره فأتجهوا إلى صفيط وقبل أن يتوقفوا عند البيت رأى الشلة جالسين أمام بيت جده بإنتظاره فزادت الشجاعة في قلب مستور وعندما ترجل من السيارة نسى أجداده وذهب مسرعآ مع الشلة إلى بيت مروان ليهددوا مروان بمستور الشجاع العظيم وكان مروان قد جاءه النذير وأخبره بمايحاك له من وراءه فجمع شلته إحتياطآ وعندما وصله مصيول وأعوانه قالوا له:إذا أنت رجال إطلع لنا بالوادي نبي نشوف فعلك! فأجابهم بهداوه:خلاص روحوا وألحقكم! فدب الرعب في قلب مصيول وأعوانه عندما رأو ثقة مروان بنفسه فذهبوا وماهي إلا دقائق حتى أقبل عليهم مروان محاطآ بشلة لم يتوقعوا فزعتهم معه ولكنهم تذكروا إن بينهم وبين هذه الشلة ثأر قديم إعتقدوا إنه زال منذ وقت طويل فشلت قواهم وكأن الأرض بلعت أرجلهم فألتفتوا إلى مستور فرأو علامات التحمس على وجهه فأستعادوا ثقتهم وتقدم إليهم مروان وقال:إسمعوا ياشباب أنتم غدرتوا بي قبل فترة وجاكم حققكم مني واليوم غدرتوا بي ثاني مرة ومعكم إلى الآن إتركوني وأترككم. فقالوا:ليش ذليت يوم شفت مستور؟ فزادت الشجاعة عند مستور عندما رأى إعتمادهم عليه،وقال مروان:ماهو أنا اللي يذل وإذا أنتم صادقين خلوا مستور ينزل لي لحاله وأنا لحالي! فأرتفع صوت الجماهير المروانية: ليسقط المصيوليون! ليسقط المصيوليون! فردت الجماهير المصيولية(ماغير إثنين ياحسرة): ليسقط المروانيون! ليسقط المروانيون! فنزل مروان ونزل مستور وكل منهم يستدرج الآخر ويتحين الفرصة المناسبة فكان مروان مشهورآ بضرباته البطنية القاتلة التي سدد لمستور إحداهما برجله اليمنى فوقعت على فم المعدة أسفل النتوء الخنجري بين ضلوع القفص الصدري الأمامية فر بعدها مستور باغقآ(يصيح بصوت متحشرج)تدور به الأرض وقد أخذ على نفسه عهدآ بعدم التعرض لمروان مهما فعل. خاب ظن مصيول وشجاع بفارسهم(اللي جايبينه طلبية) وإنتفض مروان فرحآ بالنصر وكبرياءآ أمام أعدائه المهزومين وألتفت إلى أعوانه فحيوه بقولهم: ليسقط المصيوليون! ليعيش المروانيون! إنتفخ راس مروان ومشى يتباهى بين أقرانه كالملك يوم إستلام العرش ولباس التاج. أما مصيول فصكت الدنيا أبوابها في وجهه وضاق الفضاء في عينه وأمسى حزينآ تحيط به أعدائه من كل جانب فقد أصبح وحيدآ بلا صاحب ولاحبيب وحس بتأنيب الضمير تجاه صديق عمره صياح الذي إنسحب من حياتهم بهدوء ولم يتسبب لهم بالمتاعب فمن أين جاءت هذه المتاعب والمصائب إلا منك يامصيول! ياوجه القشر! أخذ مصيول يفكر جديآ بإعادة علاقته بمروان فقد أيقن إيقانآ تامآ بإنه لاغنى له عن مروان مهما كان وهويعلم جيدآ إن مروان ماأخطاء بحقه بل العكس صحيح! أو لعله آمن بالمثل القائل: رأس ماتقواه صاحبه. ولكن كيف؟ومتى؟ ولايكون مروان حصل أصدقاء مناسبين من الشلة وطنشه؟ ففي ظل هذه التطورات كل شيء ممكن وجائز! ولكن الحزن المخيم على قلبه بسبب فراق صياح جعل تفكيره محدودا بمروان بعض الشيء مقارنة بصياح الذي عرف اليوم إنه صاحب وافي بعد ماكان يتهمه بالخيانة وينعته بها! وأخذ يتوجد عليه ولسان حاله يقول: ياوجودي كل مادقت الساعة عشر وجد صدام العراقي على حكم العراق ليلة مرت على حالته ليلة قشر ماكسب من بعدها ألا الخسائر والفراق يوم قتل عدي وقصي والثالث دشر والحبيبة ساجده لانشاز ولا طلاق مر جحر العنكبوته وشافه وإنحشر ماله ألامسقط الرأس يوم الشعب باق صارجحره وسط تكريت ماكنه بشر ديرة ماحاش تاريخها غير النفاق جاه طارق معتدي عقب ماكانوا خشر خربت النيات بدري وخرب الإتفاق قابله بالجحر واللي معه خمسة عشر شاف شكله وإعترف به وفيه الجحر ضاق طلعوه بصورة موحشه ماتنشر آكل له حفنة تراب ودموعه سباق السياسة فاشلة والكلام أصبح فشر والنتيجة كلها مايساوي له طراق كل ماقالوا له إفتح فمك صد وكشر حلقة اللحية وبان السواد من البهاق أسقطوا حكمه وراحت بلاده بع وإشر بين سرق ونهب ودموع جرحى وإختناق صار للعدوان تفاحتين بلا قشر باق حزبه والحبيبة بعيد من النطاق وضعنا أصبح كذا وأنت شاور وإستشر الحلاوة غالية والمرارة ماتذاق. (فرحان بن منصور) هذه حال مصيول بعد المعركة أما شجاع فكان يحضر لحياكة الخطة القادمة ليزيد بها الموقف تلهبآ فهو على الأقل حصل على شيء يلهي نفسه فيه و يقضي به الوقت الممل. |
|
(6)
عزيزي القاريء إختصارآ للوقت والجهد وحرصآ على راحتكم فقد أصبحت حلقات مذكرات مراهقين في متناول اليد على منتديات<موون لايت>و<همس الغلاء> الإلكتروني. للمعلومية:-القصة واقعية وجميع شخصياتها بأسماء مستعارة وهم من أقرب وأعز الناس إلي. -الذئب الأمعط مازال مصرآ على الإحتفاظ بلقبه رغم الهزيمة النكراء التي مني بها ولو إنه أخذ على نفسه عهدآ بعدم التعرض لمروان. أما مروان الذي لم يأتي له الوقت على مايشتهي فكان عناد حظه له بالعكس تمامآ لنيته الصافية وقلبه الطيب وأخذ مروان نصيبه من الحزن على صياح عندما حس بالوحده ووقف حائرآ ونظراته التائهة تهمس: يارفيقي مابقاء بالحيل حيل من بعد ذاك الرفيق اللي رحل عودة الماضي تسمى مستحيل وماحصل ياصاحبي والله حصل أعلن الفرقاءوأنا أعلنت الرحيل وكل منا صار من ضيق بملل (محمد شعيب المنزل) وبعد أن عاد إلى البيت أخذت أمواج الفرح والحزن تتلاطم في نفسه،فرحآبالأنتصار العظيم الذي غير مجرى حياته وجعل الشلة تهابه وتحسب له ألف حساب،وحزنآ على وحدته الموحشة التي إستنتجها بعد عمر طويل من تجارب الصداقات الفاشلة التي هذا آخرها. أخذ شجاع ينسج سيناريو المعركة القادمة والتي رأى هذه المرة ضرورة المشاركة فيها ميدانيآ لعل الحظ يجعله قياديآ بارزآ في المعارك الشلية المستقبلية وذهب إلى مصيول وشاوره في معركة قوية تدخل ضمنها تحالفات خارجية يسترجعون فيها هيبتهم المسلوبة ويردون بها إعتبارهم،فكان التردد واضحآ جليآ على وجه مصيول لكن شجاع إستطاع إقناع مصيول وبعد كثرة الإلحاح حظي بالموافقة المصيولية التي لم تزيد عن هزة بالرأس تشير إلى الإيجاب قام بعدها شجاع بجولة سريعة لتحسين العلاقات المتوترة أو الفاترة منذ عهد مع بعض الشلة المحددة مسبقآ تجهزآ لتجميع القوة الكافئة لمجابهة القوات المروانية لوضع معركة حاسمة تفصل بينهم،وقد كسب من هذه الجولة تعاطف الكثير فمنهم من أكتفى بالتعاطف فقط ومنهم من أعلن تأييده ودعمه له ومنهم من أبدى إستعداده للمشاركة الميدانية مع قوات شجاع جنبآ إلى جنب مما عزز موقفه وأدخل السرور لنفسه. إكتمل تعداد قوات شجاع ومجموعها الكلي أربعه هم شجاع ومصيول وإثنين مستجدين(حديثي التسجيل أوالدخول)وهم إبراهيم وعبدالعزيز،فوظيفة شجاع بينهم هي القيادة الميدانية وإعطاء الأوامر ومصيول وإبراهيم المهام القتالية المباشرة بينما عبدالعزيز يكتفي بالمراقبة الخارجية وعندما يرأى دعمآ لقوات العدو يقوم بإبلاغ شجاع بالخطر المحيط بالإضافة إلى المهام الإسعافية حيث يحمل بين يديه جركل(Galon)مليئآ بالماء يقوم برشه على كل من تحدثه نفسه بالصرع أو الإغماء أثناء المعركة أما بعدها فكل واحد ينقذونه أهله عند إبلاغهم من قبل عبدالعزيز الذي يتحول عملة بعد المعركة فورآ إلى فرقة أو دورية نجدة تنحصر مهامها في إبلاغ أهل المصاب فقط وعدم المشاركة في إنقاذه. أما مروان فقد إلتف حولة عددآ لايستهان به من الجيوش الشلية المتفانية والمتمرسه في القتال يساعدها في ذلك الظروف المحيطة من الإختلاف في وجهات النظر داخل المدرسة بعدما تتطور إلى نقاش ثم جدال حاد يتحول من كلمات إلى لكمات عبارة عن هوشة تشارك فيها مجموعة من الطلاب ليست بقليلة،وكان عدد قوات مروان آنذاك سته وهم مروان القائد الأعلى للقوات المروانية وعبدالله متخصص الخدع الحربية والذي يرأى في نفسه إنه قادر على مقابلة الشلة مهما بلغ عددها مما جعل بقية الشلة الأربعة يقتصر عملهم على مراقبة التطورات كقوة إحتياطية تتدخل عند الضرورة فقط. بين صلاة العصر والمغرب إلتقى الجمعان في وادي صفيط وتحديدآ في منخفض الوادي الذي تتباعد فيه أطرافه وأسفل من مباني القرية ذات الطراز المعماري الثالث في العهد السعودي حيث:- _الأول:الطراز الطيني. _الثاني:الطراز الطابوقي. (الطابوق=مستطيل لاتوجد فيه تجويفات) _الثالث:الطراز البلكي. (البلك:مستطيل مقسم إلى إثنين أو ثلاثة تجويفات مكعبة) هل هذه المعلومات جديدة عليكم؟ هل إندهشتم؟ نعم أعلم بذلك! كما أعلم إنه لايفرق بين البلك والطابوق إلا القليل منكم! تواجهت القوات المروانية والقوات المصيولية وجهآ لوجه وبدأت المناوشات والمناورات والتراشقات وأختلط الحابل بالنابل فهذه حصاة طائشة تبحث عن رأس عاري لتستقر فيه! وهذا قوطيآ(علبة معدنية تستخدم عادة للتعليب الغذائي)طائرآ ينتظر سقوطه أرضآ لإدخال الرعب في قلوب القوم عند إحداثه لصوت الإصطدام بالأرض! إشتد وطيس المعركة وزاد لهيبها فأنقض مصيول وإبراهيم وأمسك كل منهم بإحدى يدي عبدالله الذي يكبرهم سنآ بقليل،فشد الأول وشد الثاني بكل ماؤوتوا من قوة،لكن حيلة عبدالله كانت لهم بالمرصاد تساعده خبرته القتاليه الطويلة فسحب مصيول بيده اليمنى وإبراهيم بيده اليسرى وجعلهم يصطدمون في بعض وجهآ لوجه،صدمة جعلت دمائهم تسيل! تخالطها دموعهم بحسرة وعويل! أما مروان فقد تشابك مع شجاع إشتباكآ حذرآ كانت آثاره مشخات(جروحآ بسيطه من الدرجة الثالثة لاتتعدى الجلد) بسيطة! إنتهى بسرعة وأطلق كل منهم صاحبه. إلتفت شجاع إلى قواته فرأى مصيول وإبراهيم مضرخين بدمائهم وعبدالله موليآ أمامه فتناول قوطيآ معفطآ ورمى به عبدالله فوقع على رأسه من خلف ففلقة وفر هاربآ أيضآ وقد بلغني إن مكان الفلقة باقيآ في رأسه إلى اليوم أما رفاقه الآخرين فهربوا إتباعآ لعبدالله لأنه مابعده جلسة وإتجه كل منهم لمنزله يضمد جراحه وإنتهت بذلك المعركة الثانية من معارك المصيوليون والمروانيون! -توترت العلاقات بين مصيول وصديق عمره سعود الذي يرأى إن مروان عدوآ لدودآ له بسبب هوشاتهم المعتادة دائمآ ولكن الحال تغير اليوم فأصبح الصديق عدوآ والعدو صديقآ ورأى سعود بتفكيره السياسي أن يستغل الظروف لصالحه فذهب إلى مروان وطلب منه الصلح لعله يصبح حلفآ في مابعد وقال إن مافات مات ويجب أن تعود المياة إلى مجاريها،لكن مروان لم يجبه بحرف واحد مكتفيآ بتوجيه نظرة حادة له تفيد بعد الإعراب بالإبتعاد ومن الأفضل ترك الأمور على ماهي عليه، فعاد سعود أدراجه إلى شلته ليستشيرهم في موضوع مصيول وهل يجب قتاله الآن أو بعد مراضاة مروان فأشاروا عليه بالإستعانه بمروان لأن مصيول الآن عدوآ مشتركآ لهم وعرضوا عليه وساطتهم فرضى بها وذهبوا فورآ إلى مروان وطلبوا منه الفزعة ومروان بدوره رحب بوساطتهم وأبدى سروره بها لكن في نفسه عزت عليه صداقة مصيول رغم المعارك الطاحنة التي خاضوها وما إن ولوا الأدبار حتى ذهب إلى مصيول وأخبره بمايجري وقال إنه سيتقدم في صف سعود وسيظهر له الولاء ويخفي له العداء ولن يكون له بالفعل ظهيرآ،فما كان من مصيول إلا أن قام وشكره على معلوماته الإستخباراتية الثمينة ورجع مروان بعد ذلك إلى منزله بإنتظار إقبال الشلة وبعد صلاة العصر جاءه سعود يقود شلته فذهبوا إلى موقع المعركة السابقة ليباغتوا مصيول ومن رماه نصيبه معه في تلك الساعة المشؤمة وعندما أقبلوا على بيت مصيول تفاجئوا به واقفآ بإنتظارهم على أكمل إستعداد وبجانبه عبدالعزيز وشجاع أما إبراهيم فقد إلتحق بصفوف القوات السعودية(نسبة لسعود وليس للدولة السعودية)تحت قيادة سعود وبإشراف مروان الذي أدلى بكل معلومة صغيرة و كبيرة لمصيول إنتقامآ من سعود الذي أتت به الأيام إليه وبدون أن يعلم سعود عن ذلك ولو إنه لم يصل إلى مرحلة الثقة النهائية بمروان! زلزلت أقدام سعود وأصحابه وقام شجاع وأمر مصيول وعبدالعزيز بالإشتباك مع القوم وأن يتركوا له مروان حيث إنه أراد أن يختبر صدقة من عدمه بالتفرغ له ومراقبته مراقبة دقيقة وكيف يتصرف أثناء المعركة،نفذ مصيول وعبدالعزيز ماأمرهم به شجاع وإشتبكوا مع سعود وأعوانه أما شجاع ومروان فتقابلوا وبما إن كل منهم لايريد إيذاء الآخر فقد أخذوا يتفرجون على مايدور بين أعوانهم ولم يحركوا ساكنآ بل إكتفوا بتبادل الإبتسامات والتحديق في أعوانهم الذين إنفضوا عن بعضهم وإنسحبت قوات سعود إلى ساتر جداري لتحتمي به فربما أدرك سعود خيانة مروان ورأى أن ينسحب ويقاتلهم من ورى جدار،عندما إحتمت قوات سعود بالجدار أطل أحد أعوانه المقاريد إطلالة إستكشافية وإحتفت بطلته الميمونة حصاة طائرة قذفتها يد مصيول بسرعة جنونية إستقرت بخده الأيمن تحت العين فر بعدها مسرعآ يصيح من شدة الألم وقد تبعته كل القوة هاربة وهي لاتعلم بالذي جرى لفردها الهارب! ألم تسألوا أنفسكم أين ذهب مروان؟ لقد تخلف عن مسيرة أصحابه وجلس يتحدث مع شجاع وشلته وكأن شيئآ لم يكن! ولوإن في نفوسهم شيئآ من الماضي المؤلم الذي جعلهم يتحدثون بحذر وعدم ثقة! -إستمرت العطلة الصيفية بملل وفتور شديد وسارت الأمور على مايرام وبدأ مروان ومصيول يجتمعون إجتماعات تقليدية تغلب عليها البرودة فقد تحولت عداوتهم إلى غيرة فقط فمن صداقة إلى عداوة ومن عداوة إلى غيرة ومن غيرة إلى ماذا؟ (ستعرفون ذلك في الوقت المناسب). |
|
(7)
-أعزائي القراء أبارك لحائل وأهالي حائل الزيارة الميمونة لملك القلوب الملك عبدالله وولي عهده الأمين حفظهم الله ورعاهم والتي ستبقى تاج على رؤوسنا ووسام على صدورنا نفخر وتفخر بها حائل على مدى الأجيال القادمة ومما زادني فخرآ تشرفي بمقابلة خادم الحرمين الشريفين ضمن وفد عبس الذين تشرفوا بالسلام عليه وبهذه المناسبة العزيزة على نفوسنا يشرفني أن أزف لكم الحلقة السابعة من قلب مضارب عبس من أرض حاتم الطائي وعنترة العبسي من أرض عروس الشمال الغالية وتحديدآ من قرية صفيط. -أقبلت إختبارات الدور الثاني وطرقت الأبواب وإستعد مروان الذي يحمل مادتين ومصيول الذي يحمل ست مواد لها،حيث إن مروان أخذ على نفسه عهد بأن ينجح هذه السنة وفي أحد الأيام إلتقوا الشلة ليلآ وتواعدوا للمذاكرة الجماعية غدآ،ذهب مصيول في اليوم التالي لبيت مروان وبدأوا في المذاكرة ولم يستمروا طويلآ حيث رأوا إن الخروج وتغيير الجو سيساعدهم على المذاكرة شيئآ ما،خرجوا من المنزل وأخذوا يتحدثون ولم يعلموا إلا وهم يتسلقون جبل السمراء التي جلسوا في منتصفها مستظلين بظلالها يتأملون قريتهم بمبانيها وشوارعها ومحلاتها التجارية ومدرستها التي يرفرف فوقها العلم السعودي حاملآ كلمة التوحيد والإخلاص(لاإلاه إلا الله محمدآ رسول الله) ومركز إمارتها البارز بلوحته الخضراء المزينة بكتابة بيضاء عبارة عن: (المملكة العربية السعودية وزارة الداخلية إمارة منطقة حائل مركز إمارة صفيط) كان مروان و مصيول يتذكرون صديق عمرهم العزيز صياح الذي كثيرآ ماجلس معهم في جبل السمراء في هذا المكان أو في قمتها أو في مكان آخر منها فتذكره مروان بحزن ويأس من رجوعه وهو ينشد هذه الأبيات: ضيعت هقواتي وضاع إعتباري يارب غفرانك ولطفك وحسناك يارب بين يديك بان إنكساري راجيك تغفرلي وترزقني رضاك يأغلى العرب مالك مع الناس طاري وأنا ثلاث سنين عايش برجواك تراك دمي بالشرايين جاري وش لون تتخيل حياتي بلياك ياهيه مأنت بحال راجيك داري يومه يقرب وأنت لاهي بدنياك آخر رسالة لك وهذا قراري راحت ثلاث سنين وأنا أترجاك رجيت مرجاعك وطال إنتظاري وأبقعد ليوم الرحيل أتحراك أما تعود وتنطفي فيك ناري ولا تروح وبجنة الخلد لقياك. (يوسف سالم الرشيدي) فأجابه مصيول: ليلة خميس وللزعل حان الإذان وغنت على صوت العصافير فرقاء عساه مايبخل على القلب نسيان يسقيه لين عروقه تصير غرقاء. (حامد زيدان) كان صياح يكبرهم بأربع سنوات وقد رحل وهو يرأى في نفسه إنهم حاقدين عليه ولكن كان كل شيء في حياة صياح يحس إنه يذكره بهم وخصوصآ عندما تعرف على أحد الموظفين في شركته يدعى خالد وكان خالد محبآ للعمل مجتهدآ فيه مما جعل صياح يزداد كل يوم إعجابآ فيه إلى أن جعله صديقآ مقربآ يصارحه في أدق أسراره وكل مارأى خالد تذكر أصدقائه الأعزاء شاديآ بحزن: عزاه يادمع على الخد همال بأسباب فرقاهم على الخد سايل دارت ليال بعد فرقاهم طوال وأقفوا ولاجت من طرفهم رسايل لامر طاريهم وأنا سائح البال هلت دموعي فوق خدي همايل واليوم صدوا صدة مالها فال يالله عساها ماتجيهم عوايل. (محمد بن شعيب المنزل) في هذه اللحظات كانت المذاكرة بالنسبة لمصيول أصعب من منال المحال لكن (لايستطيع أن يدفعك للقمة إلا شخص واحد هو خصمك) وهذا مادفع مصيول للتميز بالمذاكرة هذه المرة وعمل المستحيل فهو لايبحث عن مستقبل زاهر أو شهرة واسعة الأفاق بل غيرة من مروان الذي أقبل على الدراسة بشكل منقطع النظير! لم ينحل مصيول ورفيقة من السمراء إلا وقد أنهوا جزءآ لاباس به من مناهجهم الدراسية التي دخل عليها جوآ من الغيرة الإيجابية بغياب شجاع الذي لو كان موجودآ لجعلها غيرة سلبية عدائية،وقد ساعدتهم هذه الغيرة على إيجاد روح دراسية تنافسية شريفة تساعدهم على النجاح ونتمنى دوامها! بدأت إختبارات الدور الثاني ودخلوها بحماس وثقة بالنفس وإستطاعوا النجاح الميؤس منه طبعآ لتبدأ فرحة طال إنتظارها ويحتفلوا بنجاحهم على طريقتهم الخاصة حيث بحثوا أولآ عن من يشاركهم فرحتهم بالنجاح فلم يجدوا إلا بندر وعناد وعزموهم على الغداء غدآ في<الدميكا>. (الدميكا:هضبة صخرية حمراء تقع جنوب قرية صفيط على بعد 700 متر ويوجد بها <زحليقة>طبيعية منذ القدم ويقع مسجد العيد في سفحها الشمالي). ذهب الشلة لبيوتهم وأخذوا يعدون العدة لمناسبة نجاحهم وقال مصيول:أنا علي الدجاج والرز والبهارات وأنت عليك الطاسة<قدر الطبخ>والماء! إتفق الشلة وتواعدوا غدآ في بداية النهار،صحوا من نومهم قبل أن تغرد العصافير وأخذ كل منهم عزبته<متطلبات الكشتة>فوق سلة دراجته وإتجهوا لضيوف الشرف عناد وبندر،فلما وصلوا بيت بندر وجدوا عناد عنده يستعرض بالشارع الذي أمام بيته ولعدم وجود دراجة لبندر فقد حمله مصيول فوق السلة الخلفية معلقآ تحت سيقانه كيسآ توجد به دجاجتين من حسن حظهن إنهن ماتن قبل أن يعرفن فيروس إنفلونزا الطيور ولكن من سوء الطالع إن من يأكلهن مصيول ومروان! إتجهوا إلى هضبة الدميكاء غير مسرعين وبينما هم بالطريق لحق بهم شجاع صاحب أكبر دراجة على مستوى صفيط بحجم 24 وهذا مازاد كبرياءه كبرياءآ ولكن عقدته إن أرجله لاتصل الدعاسات إلا بالقوة وهو ماحطمه شيء ما! لحق بهم شجاع وعاتبهم على تجاهلهم له وعدم دعوته لكنهم إلتمسوا له عذرآ لم يتردد في قبوله لأنه يريد أي عذر،ذهبوا للهضبة جميعآ مسرعين ومروا أولآ بالزحليقة ولعبوا حتى إكتفوا ثم غيروا مكانهم وجمعوا حطبآ وأشعلوا نارهم وطبخوا وجبتهم وعندما أوشكت على النضوج وإذا بأبو بندر قد داهمهم فهربوا عند رؤيته وتركوا دراجاتهم تواسي قدرهم المنكوب فنزل أبوبندر من سيارته وقام بحمل جميع الدراجات في صندوق سيارته لنقلها إلى بيته وحجزها هناك وأخذ حصاة كبيرة الحجم وأنزلها على القدر فإنطبق غطائه على بقيتة لكن شجاع إقترب من السيارة وعندما تحرك أبو بندر بسيارته قفز شجاع في صندوقها ورمى جميع الدراجات أرضآ دون أن يعلم أبا بندر الذي وصل الغضب عنده إلى قمته ولكن حدوث الإنزال الشبيه لدرجة كبيرة بما نشاهده بأفلام الوثائق التاريخية عن الإنزال العسكري الجوي في حالة الحروب كانت له مضاعفات كثيرة منها إن أحد عجلات دراجة عناد عند إنزالها وإصطدامها بالأرض بنشرت، قفز شجاع من صندوق السيارة فجمع الدراجات وعاد بها لمكان القدر وعند وصوله لم يجد إلا مروان أما بقية الشلة فقد أكملوا فرارهم وإستمر أبو بندر بمطاردة فلولهم يساعدهم في التخفي عنه قصر نظره. جلس شجاع وجلس مروان بجانبه وهم ينظرون إلى دراجاتهم وقدرهم بحزن،قال شجاع:يارجال خلنا نتغداء وبعدين نمشي! نظر إليه مروان وإستجاب لأمره وقام بفتح غطاء القدر حيث لاقى بعض الصعوبة في فتحه،تناولوا وجبتهم اللذيذة بنهم وحذر خوفآ من عودة أبو بندر،إنتهى شجاع ومروان من غدائهم وأشار مروان على شجاع بإصلاح دراجة عناد في موقع الحدث لتسهل عليهم قيادتها لأنها بقيت بدون سائق فأمتثل شجاع لأمره وقاموا بفك العجلة ورقعها وتركيبها وأخذ مروان يقود دراجته بيده اليمنى ودراجة عناد بيساره وشجاع يقود دراجته بيمينه ودراجة مصيول بيسارة وإتجهوا للقرية ودخلوها فكان أول من صادفهم هو عناد فأخبروه بنبأ دراجته وخبر إصلاحها فأتهمهم بتعمد تعطيلها حتى تصبح غير سريعة! إنصدموا من التهمة الغير متوقعه ولكنهم لم يلقوا لها بالآ. إتجهوا بعد عناد إلى بيت مصيول وسلموه دراجته ورجع كل منهم لبيته معلنين بذلك نهاية كشتة حزينة لكنها ممتعة! **أصبح صياح يدير مجلس إدارة شركته المتواضعة وكان خالد من أعز أصدقائه المقربين وعلاقتهم تتطور كل يوم إلى الأفضل،إلى أن سلمه صياح أكثر المهام الإدارية وبعد فترة لاحظ صياح تغير خالد الذي ساءت نفسيته وقل إنتاجه العملي فطلبه صياح في مكتبه الخاص وسأله عن هذا التغير المفاجيء الذي طراء عليه وطلب منه أن يجاوبه بصراحة وبدون مجاملات،بداية تردد خالد ولكن إلحاح صياح أخذ يحاصره فأجابه خالد بصوت حزين وقال:أنا ياصياح لي قصة طويلة عشتها منذ الطفولة مع بنت عم لي تسمى ندى وكان بيتنا في جوار بيت أبيها وكنت أحلم بأن تكون زوجة المستقبل على سنة الله ورسوله وأحسست إنها تبادلني نفس الشعور ولكن مع الأيام توفت والدتها وتزوج أبوها بأخرى فتبدلت الحال وضاق المجال فقد كرهتني خالتها كرهآ شديدآ لا أعرف له سببآ وقد تطورت القصة إلى أن وصلت القضية إلى تحريض عمي علي وكان يحبها حبآ عظيمآ ولايستطيع أن يعصي لها أمرآ،كنت قبل ذلك أحظى بتقدير عمي الذي يميزني به بين أخواني وأبناء عمومتي أما الآن فإنه لايطيق رؤيتي، وأحترت في أمري وأنقطعت أخبار ندى عني فلا أعلم هل هي على ماعهدتها عليه؟أم إنه غيرها ماغير أبيها وأصبحت تكرهني! فالأمل عندي مفقود! وأرسلت لها رسائل لم تحظى بالردود! فياليت شعري هل ندى ستعود! -فإلتفت إليه صياح وقد أدرك حجم معاناة صديقه وقال له: إسمع ياخالد لاتشيل هم وأنا أخوك وإعتبرني ذراعك الأيمن واللي تبيه لازم يصير! إن بغيته بجاه رجال! وإن بغيته بخشم ريال! أهم شيء ريح بالك وأنا أخوك! -نظر إليه خالد الذي لم يتوقع إن ردة فعل صياح ستكون بهذه الأهمية وقال: ياصياح أنا مأبي أتعبك معي وأدخلك في مشاكلي العائلية! وأنا مالاحقني فيك شك وأنا أخوك! |
|
(8)
أحدثت الرواية صدى قوي بعد نزول الحلقة السابعة في كل المناطق ولكن القصيم إحتلت المرتبة الأولى تليها حائل ثم الشرقية ثم الرياض! فتحياتي وتقديري لكل الجماهير! وتحية خاصة لأبناء القصيم! كما أشكر كل من قاموا بمراسلتي سواءآ على الإيميل أو على الجوال وأخص بالشكر أبو الوليد من الكلية الحربية! -حصول الحلقة السابعة على نسبة84%وعدد الأصوات المرشحة21صوت وهي بنظري نسبة لاباس بها. **نظر صياح إلى خالد قائلآ: إن مانفعتك الآن متى أبنفعك؟ ولكن أنت متأكد إن ندى موافقة عليك؟ومازالت إلى الآن؟ خالد:من ناحية الموافقة أكيد أما إلى الآن والله مدري ياصياح! صياح: إذا هي باقية على حبها لك ستتصل بك أو راح تصلك بأي طريقة! أما إذا هي متغيرة عليك مثل أبوها فلاتذكر من نساك وتقوم تطرد وراه! إقتنع خالد بنصيحة صياح ولو إنه بدأ عليه التفكير العميق والسرحان ولعله كان يفكر هل ندى تناسته أم لا؟ **بعد غروب الشمس زمانآ! وفي المزبن العتيق مكانآ! إجتمعت الشلة الزاحفة المكونة من شجاع وأعوانه(مروان، مصيول،عبدالعزيز)ذات يوم وهم يتذكرون كشتتهم المنكوبة بضحك هستيري وتعليق ساخر. -قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه إن أصناف الناس أربعة كالتالي: منهم من يدري ويدري إنه يدري فأستشيروه! ومنهم من يدري ولايدري إنه يدري فذكروه! ومنهم من لايدري ويدري إنه لايدري فوقروه! ومنهم من لايدري ولايدري إنه لايدري وهذا أشر الخلق فأجتنبوه! (فكل واحد من الشلة يمثل أحد الأصناف) كانت القرية في ذلك الزمان محرومة من نعمة الكهرباء العام أو الرسمي التي لاتغطي شبكته إلا المدن أو القرى القريبة منها،حالها كحال الكثير من القرى التي يعتمد سكانها على طريقة بدائية لجلب حاجتهم من الكهرباء،هي عبارة عن ماكينة تشغل يدويآ بواسطة(handel)تدفع به إحدى عجلاتها الإثنتين(اليمنى)وبعد ذلك يكون إشتغالها تلقائيآ بسبب قوة الدفع الناتجة عن إحتراق الوقود في غرفة الإحتراق،(عادة مايكون وقودها الديزل)وتقوم بعد إشتغالها بإدارة المولد الكهربائي(dynamo) الذي يربطه بها سير يصنع قديمآ من الخيوط القطنية أما الآن فإنه يصنع من المشتقات النفطية،وعند تحريك الداينمو فإنه يقوم بتوليد الطاقة الكهربائية المتفاوت حجمها بالفولت من مولد إلى آخر حسب حجمة! قام شجاع بطرح فكرة رهيبة يقومون بتطبيقها اليوم عندما يشتد ظلام الليل وقد حظيت بموافقة الشلة وحازت على رضاهم،وقد أشار عليهم بمداهمة المكائن الكهربائية ليلآ وإطفائها على السكان الواحد تلو الآخر ليحظوا بمطاردة ليلية تطرد مللهم المزمن. جن الليل البهيم وتوشح الفضاء بسواده العتيم وإنطلقت الشلة المهووسة إلى إحدى المكائن الكهربائية صاحبت الصوت العظيم الذي يطغى على كل صوت! تقدم مصيول إلى الماكينة الكهربائية بأوامر شجاعية وبخطى مطيعة لأوامر قائدها الأعلى ميئة بالميئة وأسكت صوتها المجلجل الذي يشبه إلى حد كبير دقات القلب المنتظمة بتناغمها وتناسقها وكل مافعله هو تقديم الرجل اليسرى وتاخير الرجل اليمنى بمسافة غير بعيده والضغط بيده اليسرى على مفتاح الإطفاء حتى تم إسكاتها،في هذه اللحظات كانت بقية الشلة تراقب الأوضاع المحيطة بحذر شديد ونظر مديد ورآي عنيد وبأس من حديد، وكان كل مايقلقها هو الوقت الطويل شيء ما الذي إستغرقتة عملية مصيول، فنبهوا مستشارهم العظيم شجاع لهذه المشكلة لعله يجد لها حلآ مناسبآ وبأسرع وقت،فكان شجاع عند حسن ظنهم به وأعطاهم الحل مباشرة وقد وجد لهم حلآ يجعل العقول بحالة ذهولية لاتصدق مايحدث أمامها وأمرهم بحذف عصى تحول بين السير الذي يلف الداينمو وبين الداينمو ذاته ليقفز السير بدوره خارج مساره المحدد على الداينمو وتنفصل الدورة الكهربائية وتبقى الماكينة بوضع إشتغال، والسكان بأشد إنذهال. إنصاعت الشلة الشجاعية لأوامر قائدها وقاموا بتنفيذ طلباته فبدأوا بماكينة تعتمد على ماتنتجه من شحناتها الكهربائية محطة بترولية للتزود بالمحروقات ومركز متواضع للتموينات يعمل بها عاملين من الجنسية الأفغانية، أحدهم يقوم بخدمة التزود بالوقود والآخر يقوم بعملية البيع داخل التموينات بالإضافة إلى إشرافه الكامل على المركز التجاري بشكل عام يدعى محمد الأفغاني وهو شايب كبير طاعن بالسن له لحية بيضاء كثيفة وطويلة نسبيآ لم يسافر إلى أفغانستان منذ إندلاع الحروب الأفغانية التي بدأت بالغزو السوفيتي ومرت بالحرب الأهلية بين قوات تحالف الشمال الشيعية وقوات طالبان السنية وإنتهت بالحرب الأمريكية التي أسقطت نظام طالبان وعللتها بطلب الأمان، تقرأ في تقاسيم وجهه قصة الغربة المريرة التي يعيشها بفقدانه لإنس أهله وأمان وطنه،وترأى آثارها في إنحناء ظهره الذي يحمل مآسآة تتشقق من هولها الجبال وتسقط من عبئها الرجال قاتلة للآمال ومقربة للآجال. فعلوا من لاتعرف قلوبهم عطف ولاحنان مايحلوا لهم بمتعة مبهجة لاتقدر بأثمان، فأنطفت الأنوار وغضب الأفغاني وثآر وخرج عليهم وهو يردد كلماته التهديدية بلغته الأوردية التي لايفقهونها بقدر مايحفظونها (توبر بدردي نس خوندي). إنطلقوا الشلة هاربين من مكان الخطر وتركوا العامل بحرقة وقهر وهم بضحك مستمر وإتجهوا لضحايا العملية القادمة وكان مسرحها ماكينة تعتمد على ثروتها الكهربائية الثمينة ثلاثة بيوت متجاورة تشترك بماكينة واحدة ويربط بين أهلها صلة قرابة قوية وكانوا يغطون بنوم عميق، والوقت حينئذ قبيل منتصف الليل بقليل،فقاموا الشلة بحذف السير من الداينمو فأنطفأت المصابيح وهبت الأطفال من نومها تصيح مذعورين من الظلام الدامس الذي خيم عليهم فجأة وبدون سابق إنذار،وخرج صاحب البيت الأول ليجد جيرانه قد سبقوه إلى ماكينتهم الغالية، فإندهشوا عندما وجدوها في وضع إشتغال،فكان سقوط السير وإنفصاله عن الداينمو محل إستغرابهم لإن هذا الأمر يحدث لأول مرة! خصوصآ إنهم محافظين على نظافة السير من الديزل لأنهم يعلمون إنه يسبب سقوطه عند إشتغال الماكينة،أخذت تساورهم الشكوك غير إنهم قطعوا الشك باليقين وإتجه أبوعبدالله إلى سيارته وقام بتشغيلها فتقدم إلى مكان الماكينة المظلم مستعينآ بأنوار سيارته الأمامية فقام أبوفهد بعد ذلك بإطفاء الماكينة وإعادة السير إلى مكانه وتشغيلها من جديد بمساعدة أبوعبدالرحمن صاحب البيت الثالث،ليعيدوا بذلك فرحة التبريد والإنارة الكهربائية لبيوتهم ويرجعون بعدها لإكمال نومهم! أكمل الشلة طريقهم إلى بيت أبومحمد وقاموا بقطع التيار الكهربائي عنه،وكأنهم بذلك يقومون بمعاقبته لإرتكابه ذنب عظيم! فلو كان في نفوسهم حقدآ على الرجال! فماذنب النساء والأطفال؟ وماالفائدة المرجؤة من أفكارهم الشيطانية التي يقومون بتنفيذها بكامل الحرية؟ ألم أقل لكم إنها أفعال مراهقين ستصبح مع الأيام ذكريات جميلة؟ إنقطع التيار الكهربائي عن بيت أبو محمد وكان لحظتها صاحيآ فخرج من بيته ولمحهم فارين من مكان الحادث فركب سيارته وأسرع في طلبهم لكن قرب المنازل من بعضها مكنهم من اللجوء بين أسوارها والإختفاء عن نظر أبومحمد بسرعة كبيرة، عاد بعدها أبومحمد إلى منزله بعد أن أيئس من القبض عليهم وإتجه إلى ماكينته بكل هدوء وهو يبتسم من حركات هؤلاء المراهقين وهو يعلم إنهم لن يتخلوا عن مشاغباتهم حتى يشغلهم الله في أنفسهم ويصبحون أعداء! أطفى الماكينة وركب سيرها وأعاد تشغيلها ودخل منزله، وهو لايعلم إنه حطم آمال الشلة الشجاعية المغامرة بتركه لهم وعدم مطاردتهم، فهو بذلك لم يحقق ماكانوا يصبون إليه وهو حلمهم بمطاردة ليلية طال إنتظارها وإزداد شوقهم إليها! عادوا الشلة إلى مزبنهم السري الذي طال غيابهم عنه بعد توتر علاقاتهم الصداقية وحدوث المعارك التي دارت بينهم،لكن هاهم اليوم يعودون لسابق عهدهم أصدقاءآ مخلصين! فلاغرابة!بما إن إحدى الدراسات التي إجريت في إحدى الولايات الأمريكية قد أثبتت:إن الأطفال هم الوحيدين الذين يستطيعون تكوين العلاقات والصداقات والقيام بنقضها وإعادتها بأسرع وقت! -جلسوا الشلة يستمعون لإنتقادات شجاع وحلولها المقترحة وأوامره التي يريد منهم أن يتهيئوا لتنفيذها بالمغامرات القريبة المقبلة وكان من ضمن إنتقاداته سرعة هروب الشلة وتخفيهم عن أنظار أهل البيوت مما قلل فرص المطاردة وجعلها واحدة قصيرة فقط قام بها أبو محمد ولم تستمر طويلآ، ومن أهم ملاحظاته أيضآ إن إنزال السير وترك المكائن في وضع إشتغال لايلفت إنتباه السكان ولايجلب أنظارهم على الوجه المطلوب! فلا بد من إسكات أصوات المكائن المزعج بسرعة هائلة ليعم الهدوء أرجاء القرية وبذلك نكون قد لفتنا إنتباهم وسوف يقومون بالبحث عنا ومطاردتنا إلى الصباح وسنتمكن أيضآ من سماع أصواتهم بكل وضوح! إستمعت الشلة الشجاعية لأوامر قائدها وأعلنت له الطاعة وإتجه كل منهم إلى بيته قبل بزوغ الفجر. **في يوم من الأيام إتجه خالد إلى عمله في شركة صياح ودخل مكتبه مبكرآ كعادته اليومية،وقبل أن يجلس على كرسيه الدوار المغطى بأرقى وأفخم الأغطية القماشية الفاخرة ذات النعومة العالية،سمع نغمة الرسائل في جواله وقال: يالله صباح خير! إكيد إن هذا أحد الموظفين بيقول عنده ظرف ولاهو مداوم! أدخل يده في جيبة وأخرج الهاتف وفتح الرسالة فرأى الرقم بدون إسم فكانت المفاجأة!!!!! ودي معاكم لكن الحظ عيا ماهو علي كيفي ولا هو بطوعي عن عيني أبعد من نجوم الثريا ومن قلبي اقرب من محاني ضلوعي! (شعر:أبو ياتي) مر على الأبيات مرور الكرام لكنه صعق عندما رأى التوقيع(عزيزتك:ندى)!!! أعاد قرأة الرسالة مرة ثانية ومرة ثالثة سقط بعدها مغشيآ عليه من هول المفاجأة!!! |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
الى كل عبسي | داخل الرشيدي | منتدى الشـــعــــر | 6 | 30-04-2013 12:38 AM |
عبسي لــ / عبسي .. فخر جيل ؟ | مهل الرويضي | منتدى الشـــعــــر | 36 | 28-02-2012 12:35 AM |
عبسي وابن عبسي دم وفصيله | ماضي الرشيدي | قصائد في قبيلة بني رشيد | 14 | 08-12-2011 10:34 PM |