[سعود]

زيارة سوق للدواجن سبب معظم الحالات
صحة الاسرة ... انفلونزا الطيور قد تنتشر بشكل غير مباشر
حذر تقرير لمنظمة الصحة العالمية من احتمال التصاق فيروس “اتش5 ان1” المسبب لانفلونزا الطيور بالاسطح أو انتقاله عبر تراب الاسمدة ليعدي الانسان. وتابع فريق بحث من منظمة الصحة العالمية كل حالات الاصابة البشرية بأنفلونزا الطيور والتي بلغ عددها 350 شخصاً في 14 دولة توفي منهم 217 شخصاً منذ عام 2003 واكتشف الفريق أن 25 في المائة من الحالات لم يكن لها تفسير. وأشار الفريق في التقرير الذي نشرته الدورية الطبية “نيوانجلاند جورنال أوف ميدسين” إلى أن الفيروس انتقل في معظم الحالات من الطيور إلى الانسان بطريقة مباشرة وانه يمكن ان يعدي شخص شخصا آخر في حالات نادرة للغاية -غالبا مع الاقارب عبر الاتصال الجسدي الحميمي.

قال فريق البحث برئاسة الدكتور فريدريك هايدن “في ربع المرضى أو أكثر من المصابين بأنفلونزا “اتش5 ان1” كان مصدر التعرض غير واضح، ولا يزال انتقال العدوى من البيئة إلى الانسان أمراً محتملاً.
واضاف “بالنسبة إلى بعض المرضى كان عامل المخاطرة الوحيد المعروف هو زيارة سوق للدواجن الحية”.
ورجح الفريق احتمال الاصابة من خلال جزيئات صغيرة لسوائل ملوثة بالفيروس وملتصقة بالاسطح أو ربما اسمدة من براز الطيور المصابة نقلت الفيروس إلى انوف أو افواه الاشخاص.
وكتبوا “ليس من المعروف ان كانت عدوى أنفلونزا الطيور يمكن أن تبدأ في القناة الهضمية للانسان” مشيرين إلى انه في العديد من المرضى ظهر الاسهال قبل اعراض الجهاز التنفسي وتم اكتشاف المرض في البراز.
وكان مسؤولون حكوميون وفي مجال الصحة أكدوا أن الدجاج المطهو جيدا لا يصيب الناس بالعدوى.
وقال فريق البحث التابع لمنظمة الصحة العالمية والمؤلف من خبراء في انفلونزا الطيور “شرب المياه النقية وتناول الاطعمة المطهوة بشكل جيد لا يعتبر من عوامل المخاطرة ولكن تناول منتجات ملوثة بالفيروس أو الاستحمام أو السباحة في مياه ملوثة بالفيروس قد يشكل مخاطرة”.
ويعتبر فيروس “اتش5 ان1” متوطنا في مناطق في آسيا بما فيها اندونيسيا وإفريقيا والشرق الاوسط، ويظهر بشكل متكرر في أوروبا وعلى الرغم من ان حالات الاصابة بالفيروس بين البشر نادرة الا ان الباحثين يخشون من ظهور سلالة جديدة يمكن ان تنقل العدوى بسهولة من انسان إلى آخر بما يشكل وباء قد يقتل الملايين في اشهر قليلة.
وقال فريق البحث انه في حالة التعامل مع الطيور المصابة يبدو ان فترة حضانة الفيروس قد تصل إلى 7 أيام أو أقل بشكل عام كما انها تصل في حالات عديدة إلى مابين يومين و5 أيام.
وأضاف “في التجمعات التي ربما يكون حدث فيها انتقال محدود من انسان إلى انسان يبدو ان فترة حضانة الفيروس (تتراوح ما بين) 3 إلى 5 أيام على الرغم من انه في تجمع آخر قدرت (فترة الحضانة) ما بين 8 إلى 9 أيام”.
وتوفي 61 في المائة من المرضى الذين اصيبوا بفيروس انفلونزا الطيور الذي يتسبب في وفاة المريض في فترة تتراوح بين 9 إلى 10 أيام.
من جهة اخرى كشفت دراسة علمية بريطانية أن الطيور التي تعاني من مستويات عالية من التوتر تندفع للقيام بمهام جريئة قد تعرضها للخطر، فيما لا تميل الطيور ذات المزاج الهادئ إلى المجازفة عموماً.
وقام باحثون من جامعة إكسيتير البريطانية بإجراء تجارب على نوع من طيور الزيبرا والمعروف باسم zebra finches، حيث تم إجراء تزاوج فيما بينها، ومن ثم قام الباحثون بتصنيف الأفراد الناتجة بحسب مستوى هرمون “الكورتيكوستيرون” الذي تفرزه أجسامها وهو هرمون التوتر عند الطيور لتعطي ثلاث مجموعات هي؛ مجموعة الطيور “المتوترة”، وأخرى أظهر أفرادها مستويات طبيعية من هرمون التوتر، أما أفراد المجموعة الأخيرة فكان أفرادها متراخين ولا يعانون من التوتر.
وتضمنت التجارب وضع جميع الطيور في بيئة جديدة عليها، والتي احتوت أجساماً غير مألوفة بالنسبة لتلك الطيور.
وبحسب ما نشرته دورية “الهرمونات والسلوك” حول تلك الدراسة فقد بدا أفراد المجموعة التي عانت من أعلى مستويات لهرمون التوتر، أكثر جرأة وميلاً للمجازفة عند وضعها في البيئة الجديدة، وذلك لدى مقارنتهم مع غيرهم من الطيور الخاضعة للتجربة.
ومن وجهة نظر القائمين على الدراسة فقد أظهرت النتائج أن الطيور كالبشر من جهة استجابتهم للتغير في البيئة المحيطة أو الاختلاف في مظهر العدو، حيث تفرز أجسادهم هرمون التوتر نتيجة لذلك.
وطبقاً للنتائج فقد كانت طيور الزيبرا “المتوترة” أول من قام بالتردد على أماكن الغذاء، مقارنة مع الطيور الأخرى. كما سعت إلى التعرف إلى الأجسام التي تمت إضافتها إلى البيئة الجديدة أكثر من أقرانهم “المتراخين”.
وفي تعليق له على نتائج الدراسة يوضح الدكتور “ثايس مارتنز” من مدرسة العلوم الحيوية التابعة للجامعة، بأن الطيور التي ارتفعت لديها مستويات هرمون التوتر “الكورتيكوستيرون” بشكل واضح، تصرفت بجرأة أكبر مقارنة مع أقرانها، إلا أن ذلك ترافق مع شعورها بالثقة، خصوصاً وأن هذا الهرمون يفرز من قبل الجسم ليساعد الطير على التعامل مع التوتر من خلال تشجيعه على اتخاذ خطوات جريئة للبحث عن الغذاء لضمان بقائه، لذا ليس من الغريب أن تبدي تلك الطيور ميلاً أكبر لاستكشاف بيئتها الجديدة.
من جانبها حذرت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) من اندلاع موجات جديدة من وباء انفلونزا الطيور على الرغم من التحسن الملحوظ في اجراءات مكافحة المرض ومجموعة من أمراض الماشية الأخرى.
وذكرت المنظمة في بيان لها أنها تلقت منذ ديسمبر/كانون الاول الماضي اخطارات عن تسجيل موجات جديدة من المرض المعدي الخطير في 15 بلداً هي بنجلاديش وبنين والصين ومصر وألمانيا والهند واندونيسيا وإيران وفلسطين المحتلة وميانمار وبولندا وروسيا وأوكرانيا وتركيا وفيتنام.
وأوضحت أن معظم الحالات المؤكدة من المرض هي في الدواجن المنزلية بما في ذلك الدجاج والديك الرومي والأوّز والبط في حين سجلت بعض حالات الاصابة في الطيور البرية في الصين وبولندا والمملكة المتحدة.
ونقلت عن دائرة الصحة الحيوانية في المنظمة أنها سجلت الكثير من التقدم على الصعيد العالمي في مجال السيطرة على الفيروس وأن الوضع الآن أصبح أفضل في التعامل مع المرض مقارنة عما كان عليه قبل ثلاثة أعوام بفضل تحسن اجراءات الرقابة والكشف المبكر والاستجابة الفورية مع نجاح كثير من البلدان في التخلص من الفيروس.
وفي السياق نفسه شددت المنظمة على أن أزمة انفلونزا الطيور “أبعد من أن تكون قد انتهت” محذرة من ان الأوضاع تبقى مثار قلق لا سيما في أندونيسيا وبنغلاديش ومصر حيث ظل فيروس المرض “متخندقً” بعمق رغم الجهود الكبيرة المبذولة لمكافحته.
ودعا البيان هذه البلاد للتمسك باليقظة حيال تطورات أوضاع المرض لديها منبها الى أنه رغم عدم تحول الفيروس الى عدوى للبشر رغم تمكنه من البقاء في أجزاء من آسيا وأفريقيا وربما أوروبا فإن “فيروس المرض ما زال على أي حال يهدد باندلاع وباء انفلونزا بين البشر

الموضوع الأصلي: تحذرات تقريرمنظمة الصحة العالمية | | الكاتب: سعود | | المصدر: شبكة بني عبس

[عبدالاله الرشيدي]

شكراً لك اخي الكريم