|
خيارات الموضوع |
|
الخيط الرفيع بين المجاملة والنفاق
المجاملات الزائدة نفاق سلبي حتى لو كانت بين الأزواج الرياض: زكية البلوشي المجاملات بين الناس نوع من التواصل الإنساني والاجتماعي المطلوب, قد تكون بالكلمة أو بالتصرف الذي يدل على الاهتمام والمشاركة سواء في لحظات الفرح أو دقائق الحزن أو ساعات المرض، أو تخفيفا من معاناة الحياة اليومية ومصاعبها، ولكن البعض يطيب لهم أن يمتطوا المجاملة، ويحولوها إلى نوع من التملق والنفاق سعيا وراء مصلحة أو لتحقيق غرض شخصي، فكيف نفرق بين المجاملة الخالصة، والود الصادق، وبين النفاق؟ وكيف يمكن أن نجامل دون أن نتهم بالنفاق؟ في البداية تقول ماجدة سالم "مدرسة" المجاملة شعور إنساني يضفي على أي علاقة قائمة بين طرفين سواء، كانوا أزواجا أو أقارب أو أصدقاء أو مجرد معارف، جوا من الدفء والمحبة، ولكن إذا زادت المجاملات عن حدها تحولت إلى نفاق حتى بين الأزواج، والنفاق عموما دافعه غالبا إما الخوف أو الحصول على مكانة متميزة أو أكثر تميزا لدى من ننافقه أو للحصول على كسب مادي أو وظيفي أو اجتماعي قد نستحقه أو لا نستحقه. ويتفق معها في الرأي عبد الرحمن العنزي "مدرس" ويضيف قائلا "لا شك أن للمجاملات دلالتها الهامة في توثيق أواصر المحبة في حياتنا العائلية والاجتماعية, وقد اعتدنا عليها في المناسبات الهامة كحالات الزواج والولادة والوفاة, وفي الأعياد وفي غيرها, وأحيانا نقدم المجاملة في صورة تدخل مشروع من ذوي النفوذ لأنها مصلحة مشروعة, والمجاملة تصبح أكثر تأثيرا إذا جاءت في وقتها وبطريقة غير متكلفة, وبلا مبالغة, حتى لا تفهم على أنها تملق أو نفاق". أما السيدة خديجة حسين "ربة بيت" فتقول "المجاملة معنى جميل بين الناس, والمجاملة أيضاً لها لغة لا يفهم مفرداتها إلا من يمارسونها بصدق وحب, وبلا مباهاة أو تفاخر أو نفاق وتمثيل, ومنها المجاملات التي تقول بصراحة (أنا أنافقك) ولكن علينا في الوقت نفسه أن نأخذ في الحسبان أن العادات والتقاليد المتداولة في المجتمع, ومدى الصلة التي تربطك بمن تجامله هي التي تحدد وتحكم نوع المجاملة وأسلوبها وظروفها" . أما الدكتورة تماضر أمان "طبيبة نساء وولادة" فتقول "المجاملات على المستوى الشخصي مطلوبة ولكن المخيف هي المجاملات في مجال العمل على وجه التحديد, والتي إذا قبلت مرة بعد أخرى فهنا تضيع المعالم بين الخاص والعام, وإذا نظرنا إلى ظاهرة الاستثناءات التي تضخمت في حياتنا وتفشت, أليست هي أيضا نوعاً من المجاملة التي تلبس ثوباً مخفيا وهي التي فتحت الباب لسلبيات عدة, وخصوصاً (الواسطات) ومن لا يستطيع الحصول على الاستثناء يحاول أن يجد لنفسه ثغرة على طريقته ولو بالنفاق, وكلها أساليب تهدم الشعور بالمساواة وتصدم الشعور العام بعدم تكافؤ الفرص, وتؤدي إلى مجتمع قلق يشعر فيه القلة بالأمان لأنهم يعرفون هذا أو ذاك من أصحاب النفوذ, أما الشخص الضعيف فإنه يشعر بعدم الأمان في المجتمع خوفاً من ضياع حقه, وذهاب فرصته إلى آخر لأن له صلة ما بمن يملك سلطة المنح والمنع حتى في أبسط الأشياء. ويرى سلمان السعيد "طالب ثانوي" أن المجاملة قد تكون بالكلمة الطيبة, وقد تكون بغيرها، وهي في كل صورها تخفف من متاعب الإنسان ومعاناته وتعزز الثقة بالنفس, وغالباً لا توجه المجاملة إلا إلى شخص تربطك به صلة حميمة, أما التملق والنفاق ، فهو فعل إرادي مسبق مدفوع بمصلحة ولا يعبر عن مشاعر حقيقية تجاه من ينافقه, وهذا النوع من السلوك لا يشيع عادة إلا في محيط العمل, وهو دائماً يكون من الأدنى إلى الأعلى عادة في المرتبة الوظيفية. بينما يرى محمد الصايغ "طالب ثانوي" إن المجاملة تدل على شعور رقيق طيب يحمل في طياته تقدير الآخرين, ومشاركاتهم في السراء والضراء, وأما النفاق فعمره قصير ومكشوف, ونتائجه مدمرة لأي علاقة, فالمنافق لا يقنع إلا إذا حصل على ما يريده ممن ينافقه أو يتملقه وإلا تحول على الفور إلى عدو أحمق. الأستاذ توفيق بركات "مدرس لغة إنجليزية" له رأي يقول فيه: لا شك أن للمجاملات دوراً إيجابياً يميز الشخصية في عطائها وتفاعلها الاجتماعي, ونرجو أن تظل معبرة عن مودة خالصة تدعم أواصر العلاقات السليمة بين الأفراد, أما إذا كانت المجاملات مغرضة للوصول إلى أهداف ومآرب أخرى فإنها تدعم السلوك الأناني, وتتحول إلى نفاق يؤدي إلى تفكك المجتمع ككيان له قيمته, فمثلاً ..المجاملات التي يميل الإنسان أن يشتري بها ضمير الآخر, والتي تجعله سيد الموقف هي مجاملات مرفوضة..المجاملات التي تعتمد على الإطراء بإظهار عيوب الآخرين ونقدهم والتقليل من قدرتهم, فإن ذلك يعد سلوكاً عدوانياً يجب ألا يسود..المجاملات التي تفتقد البساطة أو بلا مناسبة, أو تقوم على المبالغة والزهو والمغالاة هي في حقيقتها إفساد للمودة التي يجب أن تؤديها المجاملة الواعية التي تجعل الآخر قادراً على ردها. الدكتور جهاد محمود (اختصاصي الطب النفسي بأحد المراكز الطبية) يقول "المجاملة هي تعبير يحمل معنى الاهتمام من طرف لطرف آخر, أو لأطراف أخرى كأنك تقول للجماعة التي تجاملها أو الشخص الذي تجامله (أنا أقدرك وأتذكرك) ومن هنا فالمجاملة وسيلة للتأكيد على المشاعر الإنسانية, والتواصل الجميل بين الناس, ومن المهم جداً للإنسان على المستوى النفسي أن يشعر أنه محبوب, وأن هناك من يفكر فيه سواء كان غنياً أو فقيراً, والغني يستطيع بماله أن يشتري كل شيء إلا أنه لا يستطيع أن يشتري لحظة حب واهتمام ومشاعر مخلصة صادقة من آخرين وتبتعد مصالحهم عن مصالح من يحبونه لشخصه وليس لغناه أو نفوذه, أو لتحقيق منفعة لا تأتي إلا من التقرب منه, والمشاعر الصادقة كفيلة بأن تزيل أي هموم أو إحباطات, وتقاوم ما تمتلئ به الحياة العصرية من أسباب القلق والأحزان, والمجاملة كلما كانت بسيطة, وفي وقتها تؤدي هذا الغرض, فهي تخاطب النفس البشرية, وما يخاطب النفوس يصل إليها ويؤثر فيها تأثيراً إيجابياً للغاية, مما يعني نمواً للعلاقات الصحيحة بين الناس وبعضهم, والمجاملة أيضا هي من صفات العرب الأولى كالكرم والمروءة والشهامة, ولكن هذه الصفات أصبحت محكومة في عصرنا الحالي بالإطار الاجتماعي الذي يحكم طرق المجاملات بين الناس, فما هو شائع من طرق المجاملات في مجتمع قد يكون مستهجنا في مجتمع آخر. ويستطرد الدكتور جهاد قائلاً: والمجاملة أيضا محكومة بنوع الشخصية..فهناك الشخصية الغيرية المجبولة على تقديم المساعدة والمجاملة والمعروف للآخرين دون انتظار لأي مقابل أو حتى كلمة شكر, وهذا يعود إلى التنشئة الاجتماعية السائدة في الأسرة التي يتعود ويتربى من خلالها الإنسان على منح أو إسداء الجميل للآخرين من خلال ما رآه ولمسه عند الوالدين, ولكن هذا السلوك يحتاج إلى تدعيم وتشجيع من الوسط المحيط, بمعنى أن يجد الترحيب والتقدير على هذا السلوك وإلا تحول تدريجياً عنه, فالسلوك الإنساني الذي يجد تدعيماً يستمر بينما يتناقص ويختفي ذلك السلوك الذي لا يجد له مردوداً إيجابياً, أو يجد رد فعل عكسياً له. ويضيف الدكتور جهاد محمود بقوله: إن المجاملات صدقات تعود إلينا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (تبسمك في وجه أخيك لك صدقة, وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر لك صدقة, وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة, وإماطتك الأذى عن الطريق لك صدقة, وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة). http://www.alwatan.com.sa/image2/ALWATAN.gif
|
|
تسلم اخوي الاجهر على هذا الموضوع الرائع
اخي المجامله اذا كانت لا تؤدي الى خلل فهي مطلوبه بحيث لا تؤدي المجامله الى الخداع والكذب مثلا قد اجامل احدهم على منزله سيارته فهذا شي محمود اخي نحن نعيش في زمن ان قلت الصراحه في كل شي ابتعد عنك الناس وكرهوك فتجد نفسك وحيدا منبوذا وافضل شي لكي تصارح الشخص امامك ان تجامله وبطريقه غير مباشره توضح له الخطأ بحيث لا يؤدي الى التنافر ويكون بذالك وفقت بين الاثنين وهذا يحتاج الى شخص يمتلك اسلوب جميل وخاصه اذا كانت النصيحه في عمل لا يحتاج فيه الى مجامله تقبل مروري اختك طيف المشاعر
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
وين الرفيعه وين راع الرفيع | قسورة الغاب | منتدى المحــــــــــــــاوره | 12 | 15-03-2014 07:05 PM |
صاحب المقام الرفيع الجزء الأول | طيار | المنتدى الأدبــــــــــــي | 2 | 27-07-2009 07:44 AM |
وحضرتك بالمجد الرفيع وتناله | خاتم الرشيدي | منتدى الشـــعــــر | 13 | 24-08-2008 01:57 AM |
لا هل لذوق الرفيع | بنت النور | منتدى الشـــعــــر | 9 | 09-03-2008 09:54 PM |
سيارة العشاش الخيط الاول لتتبع البلوي | سلطان العايضي | المنتدى الإعلامــــي | 1 | 20-07-2007 04:27 AM |