|
خيارات الموضوع |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ،،، وبعد أحمد الله جل وعلا أن يسر لنا هذا المكان الطيب وأسأله سبحانه أن يكون منبر خير وهداية لنا ولإخواننا أيها الأحبة : هناك بعض المواضيع ربما يكون الحياء رادعاً عن طرقها وبيانها لكثير من الناس ولكن عندما يتأمل الإنسان أنه لا حياء في الدين ، يقدم وبكل شجاعة خاصةً إذا علم أن هذا الأمر قد يصل إلى المحرمات بل وإذا رأى كثير من الناس قد وقعوا فيه جاهلين أو متجاهلين ومن هنا وجب علي أن أتكلم ، وليعلم أن هذا الكلام هو بيان لشرع الله عز وجل وليس فكراً أو رأي خاصاً بي . فنقول وبالله التوفيق : الأسرة أساس المجتمع، منها تفترق الأمم وتنتشر الشعوب. نواةُ بنائها الزوجان، يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَـٰكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَـٰكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَـٰرَفُواْ والأسرة هي المأوى الذي هيأه الله للبشر يستقر فيه ويسكن إليه. وفي الزواج معمار الكون وسكن النفس ومتاع الحياة، بقيامه تنتظم الحياة ويتحقق العفاف والإحصان، يجمع الله بالنكاح الأرحام المتباعدة والأنساب المتفرقة. وعد الله فيه بالغنى والسعة في الرزق ولا خُلف لوعد الله: إِن يَكُونُواْ فُقَرَاء يُغْنِهِمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ . وفي اختيار لبنة النكاح تتسع الآفاق، فيقرب البعيد ويُبَرّ القريب. وهموم الزوجين عديدة ومتشعبة، ولكن حسن العشرة وطيب المودة يبددها، وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ ٱللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً [النساء:19]. وفي الأسرة عتاب ومودة، سخط ورضا، والرجل يرفعه الأدب ويزكيه العقل، يضع من المودة أعلاها ومن المحبة أسماها، يعفو عن الخطأ ويتجاوز عن الزلل، والمرأة خلقت من ضلع أعوج، وبمداراتها والصبر على ما يكرهه منها تستقيم الأمور، يقول المصطفى : ((استوصوا بالنساء خيرا، فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً)) متفق عليه و نظراً لما يعيشه الناس في وقعنا اليوم بل وما يعيشه كثير من أفراد قبيلتنا ، ولما لهذا الموضوع من أهمية فيكثر الكلام في المجالس قلّت أو كثرت لما يفعله كثير من الناس من مخالفات للشريعة الإسلامية. والحق أنه لا يمكن أن يعالج هذا الموضوع ولا غيره إلا وفق كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم فقد قال عز وجل: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَـٰلاً مُّبِيناً ولعل من المناسب أن يكون الاستدلال بالآية موافقاً لما نحن بصدده من أمر الزواج لأنها نزلت في زواج زينب بنت جحش رضي الله عنها بزيدٍ رضي الله عنه، وإن كان العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وكما سبق القول فإن مجتمعات المسلمين لا تزال تتنكب الطريق المستقيم ما لم تسر على هدي الكتاب والسنة في جميع شؤون الحياة، وإن كانت هناك بوادر خير نسمع ونقرأ عنها في بعض بلادنا تعالج أمور الزواج التي كثرت المشاكل الزوجية بسببها وشغلت المحاكم بها وامتلأت البيوت بالمطلقات والعوانس بسبب المخالفات الشرعية بدءاً من الغش والخداع وعدم الصدق والصراحة ومروراً بالخِطبة وما بعدها نظراً لما يكذب ولما يظهره الطرفان أو طرف دون آخر، ثم ما إن تمضي أيام قلائل حتى تشب نار الفتن في بيوت المسلمين لما كان من الغش والكذب ابتداء ثم لما كان من تكاليف على الزوج والتي أثقلت كاهله بالديون وأصبح أسيراً لدائنيه، وصار ضحية بين نارين إما البقاء مع تلك الزوجة التي يعيش معها حياة النكد والتعاسة وإما أن يطلق وبذلك يكون أسير الديون ولا زوجة له. والمخالفات الشرعية كثيرة والعقبات كذلك ، ولكن من المناسب في هذا المكان الحديث عن مخالفة شرعية ربما تكون منحصرة في بعض مجتمعات المسلمين، ولا يكاد يعرف صورتها كثير منهم ولكنها انتشرت بسبب غلاء المهور وارتفاع التكاليف الأخرى في الزواج وبسبب التقليد الأعمى للآباء ، لذلك هان أمرها وأصبحت شيئاً عادياً كغيرها من المحرمات التي ألفها الناس واستساغوها بسبب تبريرهم حرمتها بأمور تظهر أمام العامة بأنها حلال محض لا شبهة فيه مع الحرمة الواضحة، وهذا ينطبق على أمور عدة في مجتمعات المسلمين اليوم خاصة في المعاملات، وأصبح الشبه باليهود موجوداً في بعض المسلمين حيث ارتكبوا ما ارتكبت اليهود من المحرمات بأدنى الحيل كما ورد بذلك الخبر عن سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم. والمخالفة الشرعية المنتشرة الآن هي نكاح الشغار بصريح العبارة ( البدل ) والذي كتب فيه سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله كتب رسالة قيمة مفيدة لطالب الحق وحجة على أهل الباطل، أذكر ما ورد فيها مع بعض التصرف اليسير لبيان الحق وللقيام بواجب النصيحة وإبراء الذمة وتبصير المسلمين بما يعود عليهم بالخير في دينهم ودنياهم ولقيام الحجة. فنكاح الشغار: هو أن يزوج الرجل ابنته أو أخته أو غيرهما ممن له الولاية عليها على أن يزوجه الآخر أو يزوج ابنه أو ابن أخيه ابنته أو أخته أو بنت أخيه أو نحو ذلك ممن له الولاية عليها، وهذا العقد على هذا الوجه فاسد سواء ذكر فيه مهر أم لم يذكر فيه المهر، وينبغي التنبه لهذا حيث دخل الشر على مجتمعات المسلمين من هذا الباب حيث اتخذوا التسمية حيلة أو دفع المهر نفسه أو الزيادة اليسيرة للتفريق بين المهرين، ولكنهم غفلوا ونسوا وتناسوا النية والقصد عند الطرفين كليهما أو أحدهما وهي المبادلة التي لولاها لما تم هذا الزواج، سواء تفاضلت المهور أو تساوت، وهذه النية الباطنة المتخذة حيلة ظاهرة أمام الناس لا تخفى على الله، وبسببها وقعت الفتن والشرور والخصومات والمشاكل بسبب هذه الزيجات الفاسدة التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها وحذر منها، وقد أمرنا الله عز وجل باتباعه والانتهاء عما نهانا عنه في آيات كثيرة، منها قوله تعالى: وَمَا ءاتَـٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَـٰكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ [الحشر:7]. وقال تعالى: فَلْيَحْذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَـٰلِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور:63]. وقد ورد في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما: ((أن النبي صلى الله علي وسلم نهى عن الشغار)). وروى الإمام مسلم رحمه الله من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الشغار)) قال: ((والشغار أن يقول الرجل زوجني ابنتك وأزوجك ابنتي، أو زوجني أختك وأزوجك أختي)). وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا شغار في الإسلام)). فهذه الأحاديث الصحيحة تدل على تحريم نكاح الشغار وفساده وأنه مخالف لشرع الله، ولم يفرق الرسول صلى الله عليه وسلم بين ما سمي فيه مهر وما لم يسمّ فيه شيء ، ويجب أن يعلم أن المقتضي للفساد هو اشتراط المبادلة وفي ذلك فساد كبير لأنه يفضي إلى إجبار النساء على نكاح من لا يرغبن فيه إيثاراً لمصلحة الأولياء وتحقيقاً لمصالحهم الشخصية دون النظر في مصلحة النساء، وذلك منكر وظلم للنساء، وهو أيضاً يفضي إلى حرمان النساء من مهور أمثالهن كما هو الواقع بين الناس المتعاطين لهذا العقد المنكر حيث جعلوه امرأة بامرأة وفرجاً بفرج، وكثيراً ما يفضي هذا العمل إلى النزاع بعد الزواج، وذلك من العقوبات العاجلة لمن خالف الشرع، والواقع الذي عاشه ويعيشه أولئك الأزواج من الرجال والنساء واقع مؤلم وحياة تعيسة ومشاكل لا نهاية لها، وقد أدت إلى سفك دماء وإلى قطيعة أرحام، وإلى بغضاء وشحناء وحقد وعداوات متناهية بسبب الإقدام على نكاح الشغار الذي لم ينتبه ويتفكر ويمعن النظر في الحكمة من تحريمه كثير من المسلمين، ولم يفكروا في العواقب المؤلمة لكثير ممن أقدم عليه، فالحياة الزوجية عقدها يستمر مدى الحياة يجب التفكير فيها بكل أمانة وإخلاص والإقدام على بصيرة وتغليب مصلحة الزوجين. روى الإمام أحمد وأبو داوود رحمهما الله تعالى بإسناد صحيح عن عبد الله بن هرمز أن العباس بن عبد الله بن عباس أنكح عبد الرحمن بن الحكم ابنته وأنكحه عبد الرحمن ابنته وقد كانا جعلا صداقاً، فكتب أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه إلى أمير المدينة مروان بن الحكم يأمره بالتفريق بينهم، وقال في كتابه: هذا الشغار الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذه الحادثة التي وقعت في عهد أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه توضّح معنى الشغار الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث المتقدمة، وأن تسمية الصداق لا تصحح النكاح ولا تخرجه عن كونه شغاراً، لأن العباس بن عبد الله وعبد الرحمن بن الحكم قد سميا صداقاً، ولكن لم يلتفت معاوية رضي الله عنه إلى هذه التسمية بل أمر بالتفريق بين كل زوجين منهم، وقال: هذا هو الشغار الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعاوية رضي الله عنه أعلم باللغة العربية وبمعاني أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم من نافع مولى ابن عمر رضي الله عنهم جميعاً. وهذا الذي ينبغي التنبه إليه في مسألة الشغار الذي قد يخفى على كثير من المسلمين وضوح إشكاله من حيث القصد والنية فيه ومن حيث الحكمة في تحريمه أيضاً والتي هي خافية أيضاً على الغالبية العظمى. عفواً على الإطاله ولكن لابد من بيان الحق وقد أجتهدت في الجمع والترتيب والإختصار غير المخل فمكان من صواب فمن الله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان ... والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد ،،،،،
|
|
أخي الفاضل
الداعيـــه ابوحمد جزاك الله خير الجزاء على هذا الموضوع القيّم والمفيد جعله الله في موازين حسناتك ننتظر جديدك الجزل المفيد ... وتقبل فااااااااااااائق احترامي وتقديري
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
البخل نشيده رووووووووووعه | محمد خيران | السمعيات والمرئيات الإسلاميه | 6 | 18-08-2010 06:26 PM |
الا ياصحابنا الشعار لازم نبذل المجهود .. الشعار فقط؟؟ | صنديد الوغا | منتدى المحــــــــــــــاوره | 5 | 21-06-2009 04:11 PM |
وزارة "العدل" تصدر تعليمات لمأذوني الاأنكحة بحظر عقود نكاح القاصرات | فيصل معيض | المنتدى الإعلامــــي | 0 | 09-04-2009 03:39 PM |
قاضٍ سعودي يرفض فسخ نكاح طفلة ذات 8 أعوام من خمسيني | فدائي عبس | المنتدى الإعلامــــي | 5 | 21-12-2008 09:28 PM |
(هام) قبل البدء في انزال التقرير أنقرهنا | بشيرالشويلعي | منتدى قبيلة بني رشيد | 32 | 30-10-2008 01:54 AM |