|
خيارات الموضوع |
|
إذا أردت أن يصلي الله عليك، فصل على رسوله صلى الله عليه وسلم، وإذا أردت أن يقبل ربك دعاءك فقدم بين يديه الصلاة على رسول الله، وإذا أردت أن تدركك شفاعة رسول الله فصل عليه وسلم تسليما كثيرا. وإذا أردت أن يكفيك الله هم الدنيا والآخرة فاجعل دعاءك لرسول الله شغلك اليومي، صباح مساء، فهو الذي اختصه الله بالصلاة عليه وأمرنا بذلك في كتابه الحكيم: “إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً”، وصلاتك على نبيك الكريم هي امتثال أمر الله سبحانه وتعالى: “صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً”، كما أنك تحصل بها على عشر صلوات من الله، وتكتب لك عشر حسنات وتمحو عنك عشر سيئات، وترفعك عشر درجات، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “من صلّى عليّ واحدةً صلّى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات”. والرسول لا يحتاج إلى صلاتك وقد صلى الله عليه وتصلي عليه الملائكة وتسلم، إنما أنت من تحتاج إلى الصلاة عليه، وقد أتاه صلى الله عليه وسلم آتٍ من ربه يخبره بأجر من يصلي عليه، فإذا هو أجر عظيم، فيه تكريم للنبي صلى الله عليه وسلم، وإذا بصلاتك عليه مرة تجلب لك صلاة من ربك عليك عشر مرات، أنت تصلي مرة على رسول الله فيصلي الله عز وجل عليك عشر مرات. تكشف همك وانظر إلى أحد الصحابة وهو يستمع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: “أتاني آت من ربي فقال: ما من عبد يصلي عليك صلاة إلا صلى الله عليه بها عشراً”، فقام إليه فقال: يا رسول الله ألا أجعل نصف دعائي لك، قال: “إن شئت”، قال: ألا أجعل ثلث دعائي، قال: “إن شئت”، قال: ألا أجعل دعائي كله قال: “إذن يكفيك الله هم الدنيا والآخرة”، وفي رواية قال: يا رسول الله إني أكثر من الصلاة فكم أجعل من صلاتي لك (إي من صلاتي عليك) قال: “ما شئت” قال: الربع، قال: “ما شئت، وإن زدت فذلك خير لك”، قال: فالثلث، قال: “إن شئت فذلك خير لك”، قال: فالنصف، قال: “إن شئت، وإن زدت فذلك خير لك”، قال: فلسوف أجعل صلاتي لك كلها “أي أحبس وقتي كله بعد أداء الفرائض للصلاة عليك”، قال: “إذن يكشف همك، ويزول غمك، ويغفر الله لك”. وصلاتك على نبيك، تسبق بها دعاءك، تصعد به إلى عند رب العالمين، قال فضالة بن عبيد: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو في صلاته فلم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “عجل هذا”، ثم دعاه فقال له ولغيره: “إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه، ثم يصلي على النبي، ثم ليدع بعد بما يشاء”، وقد ورد في الحديث: “الدعاء محجوب حتى يصلي الداعي على النبي صلى الله عليه وسلم”، وعلى هذا قال ابن عطاء: “للدعاء أركان وأجنحة وأسباب وأوقات، فإن وافق أركانه قوي، وإن وافق أجنحته طار في السماء، وإن وافق مواقيته فاز، وإن وافق أسبابه نجح، فأركانه: حضور القلب، والرقة، والاستكانة، والخشوع، وتعلق القلب بالله، وقطعه الأسباب، وأجنحته: الصدق، ومواقيته: الأسحار، وأسبابه: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم”. الشفاعة والصلاة على رسول الله سبب لشفاعته صلى الله عليه وسلم لك عند ربه يوم العرض العظيم، لقوله صلى الله عليه وسلم: “من صلّى عليّ حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي”، وعن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول وصلوا عليّ فإنه من صلّى عليّ مرة واحدة صلى الله عليه عشراً، ثم سلوا لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة”، وعن ابن مسعود مرفوعاً: “أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة”. والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبب لغفران الذنوب، وسبب لكفاية الله ما أهم المؤمن، وسبب لقرب العبد منه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، وسبب لصلاة الله على المصلي وصلاة الملائكة عليه، وسبب لرد النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة والسلام على المصلي، وسبب لطيب المجلس، وألا يعود حسرة على أهله يوم القيامة، كما أنها سبب لنفي الفقر، والصلاة على رسول الله تنفي عن العبد اسم (البخيل) إذا صلى عليه عند ذكره صلى الله عليه وسلم، وهي سبب لإلقاء الله سبحانه وتعالى الثناء الحسن للمصلي عليه بين أهل السماء والأرض، لأن المصلي طالب من الله أن يثني على رسوله ويكرمه ويشرفه، والجزاء من جنس العمل، فلا بد أن يحصل للمصلي نوع من ذلك، وهي سبب للبركة في ذات المصلي وعمله وعمره وأسباب مصالحه، وهي سبب لعرض اسم المصلي عليه صلى الله عليه وسلم وذكره عنده كما تقدم قوله صلى الله عليه وسلم: “إن صلاتكم معروضة عليّ”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “إن الله وكّل بقبري ملائكة يبلغونني عن أمتي السلام”، وكفى بالعبد نبلاً أن يذكر اسمه بالخير بين يدي رسول الله. والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبب لتثبيت القدم على الصراط والجواز عليه لحديث عبد الرحمن بن سمرة الذي رواه عنه سعيد بن المسيب في رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: “ورأيت رجلاً من أمتي يزحف على الصراط ويحبو أحياناً ويتعلق أحياناً، فجاءته صلاته عليّ فأقامته على قدميه وأنقذته”. حياة لقلبك والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبب لدوام محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وزيادتها، وذلك عقد من عقود الإيمان الذي لا يتم إلا به لأن العبد كلما أكثر من ذكر المحبوب واستحضاره في قلبه واستحضار محاسنه ومعانيه الجالبة لحبه فسيتضاعف حبّه له ويتزايد شوقه إليه، ويستولي على جميع قلبه، وإذا أعرض عن ذكره واستحضار فضله، نقص حبه من قلبه، ولا يؤمن العبد حتى يكون الله ورسول الله أحب إليه من نفسه وولده وكل شيء. والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم سبب لهداية العبد وحياة قلبه، فإنه كلما أكثر الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وذكره، استولت محبته على قلبه، حتى لا يبقى في قلبه معارضة لشيء من أوامره، ولا شك في شيء مما جاء به، بل يصير ما جاء به مكتوباً مسطوراً في قلبه ويقتبس الهدى والفلاح وأنواع العلوم منه، فأهل العلم العارفين بسنته وهديه المتبعون له كلما ازدادوا فيما جاء به من معرفة، ازدادوا له محبة ومعرفة بحقيقة الصلاة المطلوبة له من الله. تطييب مجلسك وقد حدد العلماء المواطن التي تستحب فيها الصلاة والسلام على النبي ويرغب فيها فقالوا: تستحب الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الدعاء، وعند ذكره وسماع اسمه أو كتابته فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رغم أنف رجل ذُكرت عنده فلم يصلّ عليّ، رغم أنف رجل دخل رمضان ثم انسلخ قبل أن يُغفر له، ورغم أنف رجل أدرك أبواه عند الكبر فلم يُدخلاه الجنة”، ويستحب الإكثار من الصلاة عليه يوم الجمعة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ”. وتستحب الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند دخول المسجد وعند الخروج منه، فعن فاطمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا دخلت المسجد فقولي بسم الله الرحمن الرحيم والسلام على رسول الله اللهم صل على محمد وعلى آل محمد واغفر لنا وسهل لنا أبواب رحمتك فإذا فرغت فقولي ذلك غير أن قولي: وسهل لنا أبواب فضلك”. وقد علمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم كيفية الصلاة والتسليم عليه فقال: “قولوا اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد”، وقال: “قولوا اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى أزواجه كما باركت على إبراهيم، إنك حميد مجيد”. وعن أبي محمد كَعب بن عُجرَةَ، رضي اللَّه عنْهُ، قال: خَرج علَيْنَا النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فقُلْنا: يا رسول اللَّه، قَدْ علِمْنَا كَيْف نُسلِّمُ عليْكَ فَكَيْفَ نُصَلِّي علَيْكَ؟ قال: “قُولُوا: اللَّهمَّ صَلِّ على مُحمَّدٍ، وَعَلى آلِ مُحمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ عَلى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حمِيدٌ مجيدٌ، اللهُمَّ بارِكْ عَلى مُحَمَّد، وَعَلى آلِ مُحَمَّد، كَما بَاركْتَ على آلِ إبْراهِيم، إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ” الموضوع الأصلي: ¤¦¤ الصَّلاة على النبي عليه السلام تزييل الهموم ¤¦¤ | | الكاتب: بنت العبسي | | المصدر: شبكة بني عبس
|
|
عليه افضل الصلاة واتم التسليم
اختي في الله بنت العبسي جزاكِ الله خير الجزاء على هذا الموضوع القيّم و المفيد جعله الله في ميزان حسناتك ننتظر جديدكم الجزل المفيد ... وتقبلووووو فااااااااااااائق احترامي وتقديري
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
شجرة نسب النبي عليه السلام | ام الاشبال | المنتدى الإسلامـــي | 1 | 17-09-2011 01:58 AM |
سنن من سنن النبي صلى الله عليه وسلم... | المواعيدالقديمه | المنتدى الإسلامـــي | 9 | 14-09-2009 08:08 AM |
% صفة صوم النبي صلى الله عليه وسلم % | %القناص% | المنتدى الإسلامـــي | 18 | 09-01-2009 11:16 PM |
صفة حوض النبي - صلى الله عليه وسلم | مشعل الفهد | المنتدى الإسلامـــي | 0 | 03-08-2008 01:24 AM |
۞ معاملة النبي عليه السلام للأطفال ۞ | بنت العبسي | المنتدى الإسلامـــي | 16 | 07-12-2007 10:21 PM |