|
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع |
|
عفة نساء العرب في الجاهلية
ومما يدل على عفة نساء العرب في الجاهلية، وتَرَفُّعِهِنَّ عن أخلاق الرذيلة، وخوفهن من أن يلحق بهن العار، تلك القصة التي حدثت لهند بنت عتبة ـ قبل إسلامها ـ: "فإن هنداً كانت متزوجة بالفاكه بن المغيرة ـ أحد فتيان قريش ـ، وكان له بيت للضيافة يغشاه الناس فيه بلا إذن، فنام يوماً في ذلك البيت وهند معه، ثم خرج عنها وتركها نائمة، فجاء بعض من كان يغشى البيت، فلما وجد المرأة نائمة وَلَّى عنها، فرآه الفاكه ابن المغيرة، فدخل على هند وأنبهها، وقال: من هذا الخارج من عندك؟ قالت: والله ما انتبهت حتى أنبهتني، وما رأيت أحداً قط. قال: الحقي بأبيك! و خاض الناس في أمره، فقال لها أبوها: يا بنية! العار وإن كان كذباً، أبثيني شأنك، فإن كان الرجل صادقاً دسست عليه من يقتله فيقطع عنك العار، وإن كان كذباً حاكمته إلى بعض كهان اليمن، قالت: والله يا أبت إنه لكاذب، فخرج عتبة فقال: إنك رميت ابنتي بشيء عظيم، فإما أن تبين ما قلت، و إلا فحاكمني إلى بعض كهان اليمن، قال: ذلك لك. فخرج الفاكه في جماعة من رجال قريش و نسوة من بني مخزوم، و خرج عتبة في رجال ونسوة من بني عبد مناف. فلما شارفوا بلاد الكاهن تغير وجه هند وكسف بالها، فقال لها أبوها: أي بنّية! ألا كان هذا قبل أن يشتهر في الناس خروجنا؟. قالت: يا أبت! و الله ما ذلك لمكروه قبلي، ولكنكم تأتون بشراً يخطئ ويصيب، ولعله أن يسمني بسمة تبقى على ألسنة العرب، فقال لها أبوها: صدقت، ولكن سأختبره لك، فصفّر بفرسه، فلما أدلى عمد إلى حبة بر فأدخلها إحليله، ثم أوكى عليها وسار، فلما نزلوا إلى الساحر أكرمهم و نحر لهم، فقال له عتبة: إنا أتيناك في أمر، وقد خبئنا لك خبيئة فما هي؟. قال: حبة بر في إحليل مهر، قال: صدقت، فانظر في أمر هؤلاء النسوة، فجعل يمسح على رأس كل واحدة منهن، ويقول: قومي لشأنك! حتى إذا بلغ إلى هند، مسح يده على رأسها، فقال: قومي غير رقحاء ولا زانية[10]. فلما خرجت أخذ بيدها، فنترت يدها من يده، وقالت: إليك عني.. فطلقت منه، فتزوجها أبو سفيان، فولدت له معاوية"[11]. فتأمَّل حال هند وهي مشركة لم تكن أسلمت بعد، ومدى خوفها من العار والفضيحة التي تأنف النساء العفيفات منه، ولذا فإن هنداً عندما أسلمت جاءت لتبايع النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبايع النساء، فيقرأ عليهن هذه الآية: {يأَيُّهَا النبيُّ إذا جَآءَك المؤمنات يُبَايِعنكَ عَلَى أَن لاَّ يُشرِكنَ باللهِ شَيئاً وَلاَ يَسرِقنَ ولا يَزنِينَ...} الآية، فإذا أقررن قال: "قد بايعتكن"، حتى إذا جاءت هند امرأة أبي سفيان، فلما قال: {وَلاَيَزنِينَ}، قالت: "أو تزني الحرة؟!! لقد كنا نستحي من ذلك في الجاهلية فكيف بالإسلام
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
أربع من أمر الجاهلية دعوة الأنبياء | علم بني عبس | المنتدى الإسلامـــي | 5 | 07-09-2013 12:28 AM |
الرشايده(اعظم رماة العرب) ثاني اكثر واكبر قبائل العرب . من قوقل | بن هادي الرشيدي | منتدى اخــبار القبيلــة | 4 | 21-12-2010 12:30 AM |
قصيدة لشاعر العرب : سلطان بن وسام | مشعل الخياري | منتدى الشـــعــــر | 2 | 18-07-2009 08:46 PM |
الشامل عن بني عبس من الجاهلية .. وحتى صدر الاسلام ..؟ | ذيبان الرشيدي | منتدى قبيلة بني رشيد | 73 | 08-10-2008 11:29 PM |