[عبدالله الشويلعي]

اليوم تنفرد بالتفاصيل الكاملة لقتيل نهر البارد سعد الكعبور والده : ابني بريء وغرر به للأسف من ثلاث جهات محلية خالد المطيويع – الدمام تتناقل الأوساط الشعبية هذه الايام قصة غير دقيقة حول قتل سعد احمد الكعبور الذي قضى في نهر البارد وللبحث عن الحقيقة ودقة المعلومة اتجهنا لمنزل عائلة القتيل سعد وهناك تبين أنها تتقبل العزاء وبعد أن وافق احمد الكعبور والد القتيل على استقبالنا والتحدث الينا. وقد كانت الدهشة بادية في حديث جميع من كانوا في منزل العزاء بسبب سرعة انتشار الخبر في الاوساط العامة وايضا لاختلاف الروايات من مجلس الى اخر مما جعل الجميع يرغب في التحدث أيضاً لايضاح الحقيقة للجميع وبالفعل كانوا متحمسين لأن تقال قصة ابنهم من واقع الحقيقة وليس من باب المزايدة عليها كما بدا ذلك من خلال بعض الصحف المحلية, واجمع الجميع على انه لا يوجد قضية في نهر البارد تتطلب الجهاد ونزولا عند رغبة الموجودين اتحنا الفرصة لكل من يرغب في الحديث للتحدث بصراحة وصولاً للحقيقة مع إجهاشهم بالبكاء حرقةً على فراق احد افراد عائلتهم في البداية تحدث احمد الكعبور والد القتيل فقال : كان ابني سعد من النوع الهادئ ويحب الحياة الاجتماعية ويعمل على ترابط الأسرة من خلال زياراته المتواصلة لجميع أقاربه ولم يكن في يوم من الأيام عاقا بوالديه بل كان بارا بهما ، وهي طبيعة معظم شباب هذه البلاد الطاهرة. ففي يوم الجمعة الموافق 1 ديسمبر 2006م اختفى ابني عني بعد ان انهى زيارة عائلية معتادة لنا عند اخي سعود ليلتقي بجدته ، واخبرني قبل مغادرته انه ذاهب الى الجامعة وبسبب تساقط الامطار تأخر قليلا بعدها غادرنا وانهى هذا الاسبوع بشكل طبيعي في دراسته وعقب ذلك تلقى اخوه منصور مكالمة هاتفية منه اخبره فيها بانه اوقف سيارته في الموقف رقم 11 في مجمع الراشد وهذه كانت اخر مكالمة. هنا جاءني منصور والفاجعة تبدو عليه وقال لي ان اخي سعد اتصل بي وقال لي كلاما عجيبا وابلغني بما حصل فخرجنا انا و منصور وابني الدكتور عبدالعزيز وكان الوقت قريبا من المغرب وبالفعل وجدنا السيارة في نفس الموقف واكتشفنا انهم غادروا على عجل لاننا وجدنا عبوتي مشروبات غازية اضافة الى بقايا ساندويتش مازالت طازجة ومن الممكن انهم كانوا يراقبون المكان من بعيد والأكيد ان هناك اثنين كانا بداخل السيارة فقدت السيارة وعدت بها الى البيت وكان اخواني في انتظاري واستشرتهم في الموضوع فاتفقنا على إبلاغ السلطات الأمنية في المملكة علنا نتمكن من ايقافه قبل ان يعبر الحدود فذهبت لشرطة الخبر وقدمت بلاغي هناك ولم يقصروا معي ووجدت كل مساعدة منهم ، بعد ذلك اتصلت بي الأجهزة الأمنية وابلغتني بان ابني قد غادر المملكة عن طريق البحرين . وعشنا طوال شهرين في ترقب أي مكالمة منه ووصلتني أول مكالمة في الثامن من يناير2007م ومن ثم قضينا ثلاثة اشهر اخرى في حالة لا يعلمها الا الله وتلقيت الاتصال الاخر في العاشر من ابريل 2007م واخبرني ابني سعد بانه بخير وهو في وضع طيب وانه سوف يتحدث معنا في كل اسبوع فطلبت منه ان يجعل اتصاله في ايام الجمعة حتى يتمكن اعمامه وجدته من الاطمئنان عليه ....... عندها لم يكمل واجهش بالبكاء . المدارس التي تعلم بها ونقلنا الحديث لمنصور الأخ الأصغر لسعد وسألناه عن مكان دراسة أخيه سعد من الابتدائية إلى الثانوية فقال : درس المرحلة الابتدائية في مدرسة ابي هريرة في الراكة والمتوسطة في ابن ماجه والمرحلة الثانوية في العروبة بالراكة ومن ثم انتقل الى كلية الجبيل الصناعية ولم يكمل وانتقل لجامعة الامام في الاحساء واستمر بها الى ان غادر. وعن وقع تلقيه للاتصال قال: كنت اتوقع انه يريد ان احضر له أي شيء او ان اوصله لأي مكان ولكنه فاجأني بقوله ان هذه اخر مكالمة نتلقاها منه وان ابلغ سلامه للوالد والوالدة فلم اكن مصدقاً ما اسمع وعندها بادرني بان السيارة في مواقف مجمع الراشد واغلق الخط . * استعاد الاب أحمد رباطة جأشه وبدأ في سرد شهادات ابنه سعد وتحدث عن تحصيله العلمي وكيف كان مجتهدا ويحصل على درجات عالية جدا . نصيحة شيخ مجهول أما الأخ الاكبر لسعد (عبدالعزيز) وهو طبيب ومقرب جدا من سعد فسألناه كيف أنه كان مقربا من أخيه ومع ذلك لم يعلم ما يحصل له فقال : بالفعل انا كنت كاتم اسرار اخي وكان يرتاح للحديث معي لانني من النوع الذي يعتمد مبدأ الحوار في تعاملاته مع الاخرين بما فيهم سعد ، وانا أشرفت على تربيته منذ ان قدم لهذه الدنيا ، كما أن ثقته بي لا حدود لها وبالفعل افصح لي عن نواياه في وقت مبكر عندما قصدنا مكة المكرمة في رمضان العام الماضي لاداء مناسك العمرة وبعد أن أدينا الفريضة وكان الوقت فجرا وطلب مني ان استمع اليه بشكل جيد لان لديه موضوعا جديا وجامدا ويريد التحدث إلي بشأنه فاجبته كلي اذان صاغية. فصعقني بقوله انه قد رشح من قبل احد المشايخ بان اقوم بتدريس ابناء المجاهدين في المناطق المضطربة حول العالم فسألته من هذا الشيخ فلم يخبرني باسمه وطالبني بعدم السؤال عن اسمه فأجبته ولماذا رشحك هذا الشيخ المزعوم ولم يرشح احد ابنائه وعلى أي اساس رشحك فقال انه بين له ان في هذا العمل خيرا كبيرا فحاولت ان اقنعه وبينت له ان الاجر والخير يمكن ان يكتسبه بعيدا عن الاماكن المضطربة وكيف تعتبر نفسك قادرا على تدريس الناس وانت لم تنتهي من الجامعة واذا كنت تعتقد ان هذا العمل هو عمل خير لماذا لا تحاول ان تنصح ابناء بلدك من المراهقين البعيدين عن الله. وانتهينا بانه تراجع عن أفكاره بعد ان طلب مني وعدا بان لا اخبر احدا بهذا السر وانه يشكرني اذ تمكنت من ايضاح الحقيقة له قبل ان يتورط ففرحت بما سمعته. وعد بجوار الكعبة هنا قاطعناه وقلت له: انت دكتور وردة فعلك كان يجب ان تكون اكثر عملية كأن تخبر والدك مثلا او تبلغ السلطات الامنية في البلد.. قاطعني فقال : استمر الحوار بيني وبين اخي ولم ينقطع ولم اسلم لوعده وكان في كل مرة يخبرني بان انسى ما اخبرني به في مكة وانقضى شهر رمضان وانشغلنا بالعيد ودخل شهر ذي القعدة واثناء هذا الشهر انشغلت كثيرا في عملي كطبيب واعتقدت ان الموضوع قد انتهى ولم يمهلني رحمة الله عليه كثيرا واختفى .... ولم يكمل واجهش بالبكاء ثانيةً. حالة مأساوية عدنا للحديث مع والد سعد فقال : انا اريد ان اؤكد على ان ما نسب لي من حديث في بعض وسائل الاعلام لم يكن صحيحاً وكل ما في الامر ان احد مراسلي الصحف زارني في اول يوم علمت بالفاجعة وتحدث معي وتجاوبت معه وكنت في حالة مأساوية وللأسف هذا المراسل لم يكن دقيقا في نقل ما دار بيني وبينه من حديث وخلط بين المواضيع التي تحدثنا فيها التي هي صالحة للنشر وغير الصالحة وفوجئت باتصالات كثيرة تبلغني بما نشر وآمل توضيح هذا الحديث عبر جريدة (اليوم) ، والحقيقة أن ابني غرر به من قبل ثلاثة اماكن الاول هي المكتبة المفتوحة بأحد مساجد حي الدوحة والثاني احد المساجد في الاحساء حيث كان ابني يتلقى محاضرات دينية اعتقد انها قد اثرت على منهجيته وأشخاص في فرع جامعة الامام بالاحساء وانا على يقين بان من غرروا بابني يتخفون خلف هذه الاماكن ويجب ان تتم محاسبتهم فابني لم يبلغ 23 من العمر وهو بطبيعته طيب القلب ويندفع باتجاه أي مسألة دينية . أوصله للجامع والمكتبة بنفسي هنا قاطعته .. وسألته هل انت متأكد من أن ابنك كان يذهب للمسجد والمكتبة التي تقع بحي الدوحة ام كان يدعي ذلك فقال : انا كنت اوصله بنفسي الى باب المسجد والمكتبة وكنت اعود لأخذه من نفس المسجد او المكتبة وهذا ما اعرفه اما اذا كان يدعي ذلك وهو يذهب لاماكن اخرى فأنا لا استطيع ان أؤكد ذلك ..... وهنا قاطعنا ابنه منصور فقال: نحن لا نجزم بأنه كان يقضي معظم الوقت هناك ولكن كنا نوصله بانفسنا الى هناك وفي بعض المرات كان يطلب منا النزول عندما نقترب من المسجد وقد يكون يذهب الى امكان اخرى ولكن كان يجب على جماعة المكتبة والمسجد بان يبلغوننا بذلك خاصة وانهم كانوا يتواجدون في كثير من المرات امام بوابة الجامع ويشاهدوننا ونحن نأتي لنقله من المسجد فلماذا لم يكلف احد نفسه ويبلغنا بان اخي لم يمكث كل هذه المدة برفقتهم . وهنا يتدخل الاخ الاكبر وهو الدكتور عبدالعزيز وقال: نحن نعلم ان من بهذا المسجد والمكتبة ، إنهم من ابناء هذا البلد ولا نريد ان ندعي على احد ولكن هناك اسئلة كثيرة تحتاج الى اجوبة منهم ونحن نريد ان نفهم هل كان اخي يغيب معظم الوقت الذي كان يقضيه خارج المنزل ويعود منهكا بمعيتهم ام لا؟. فنحن لنا الظاهر ولا نستطيع ان نؤكد او ننفي ان كان اخي يذهب لاماكن اخرى غير المسجد والمكتبة . تجاوب السفارة ببيروت ويعود الاب أحمد للحديث ليقول: انا اريد ان اقول شيئا واحدا وهو ان الاهتمام الذي لقيناه من قبل المسؤولين في الدولة اعزها الله كان هو الشيء الوحيد الذي يخفف علينا مصابنا منذ اختفاء ابني وحتى هذه اللحظة وسفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان لم يقصر واخر مكالمة تلقيتها من السفارة كانت صباح أمس الخميس وعندما سألته عن إمكانية حضوري الى لبنان وهل سيكون عاملا مساعدا للاسراع في استلام جثمان ابني .. فقال لي بالحرف الواحد نحن هنا نمثلك ونعمل كل ما يمكن عمله ووجودك في ضيافتنا في لبنان يكون محل سعادة لنا لو وجدنا ان حضورك سيقدم في الامور ولكن هذا ليس صحيحا وواصل قائلا : نحن في السفارة نعتبر ابنك ابننا ونعمل على مدار الساعة لانهاء الاجراءات التي تطلبها الحكومة اللبنانية وسوف نكون على اتصال مستمر بكم ولا تشغلوا بالكم ولا تعنوا انفسكم ويلات السفر الى لبنان في هذه الظروف . ولا يسعني الا ان اشكر معالي السفير خوجة والعاملين في السفار وخاصة الاستاذ محمود كما احب ان ابدي انا واخوتي وابنائي وجميع أسرة ال كعبور الولاء والطاعة لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والى سمو ولي عهده الامين صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز سلطان الخير والى أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز ال سعود والى الحكومة الرشيدة ونحن مدينين لهم بكل ما قدموه لنا وما اولونا اياه من رعاية واهتمام منذ اللحظات الاولى وهذا بلا شك خفف عنا مصابنا ونسأل الله ان يمكننا ويطيل في اعمارنا لنتمكن من رد ولو جزء يسير من افضال هذه البلاد علينا . اصحاب الافكار المنحرفة بعد ذلك انتقلنا للحديث الى عمه عبدالله فقال : سعد عرفته بارا بنا جميعا واتذكره قبل التزامه وبعد التزامه وكان نموذجا جيدا واثناء دراسته في الكلية الصناعية بالجبيل بدأ الالتزام وفجأة غير اتجاه دراسته والتحق بكلية الشريعة بالاحساء وعندما ابلغني بذلك قدمت له النصح وحذرته من جماعات التكفير والجماعات المتشددة وافهمته باننا مهما وصلنا من التزام لن نفوق علمائنا دراية بأمور ديننا ولا تعتقد في يوم من الايام بانك ستفوقهم علما وخبرة في امور ديننا فرد علي لا تخف ياعم فانا واع لمثل هذه المواضيع ولا يمكن ان اقع في مثل هذه الامور وفي اعتقادي هذه المكالمة وما دار فيها بيننا هي من منعته بان يبلغني بما حدث معه وهو يعلم بانني لن اقبل بمثل هذه التوجهات ولم يخبرني باي شيء تواصل معي لفترات وكنت اذكره بان هناك جماعات كثيرة من اصحاب الافكار المنحرفة . وفي اعتقادي ان عاطفته هي من جعلت هذه الجماعات تسيطر عليه وهو كان محبا للخير ولكن كان يسهل توجيهه ولم يكن صاحب خبرة فهو لم يلتزم الا منذ ثلاث سنوات تقريبا . وهؤلاء الجماعات يتصيدون الشباب الملتزم حديثا ويبدأون في التفريق بينهم وبين مشايخنا ويحاولون نزع ثقتهم في الثوابت .وعندما ابلغني اخي بانه ابلغ عنه اجبته بان هذا عين العقل فوجوده في السجن ارحم بكثير من توجهه الى مثل ما يقال الان قضية نهر البارد .. للجهاد في النهر البارد هنا قاطعته وسألته : هل تعتقد بان هناك قضية في نهر البارد تستدعي الجهاد ؟ فقال انا للمرة الاولى التي سمعت بقضية نهر البارد عندما ابلغني اخي بان سعد موجود هناك ولا اعتقد بان هناك قضية او راية تستدعي الجهاد وعندما نتحدث عن الجهاد هناك كثير من الشروط الواجب توفرها وللاسف الجماعات الجهادية لا توضح الا بعض هذه الشروط والتخفي الاخر بما يحقق توجهها . تعجيل وصول الجثمان بعدها انتقلنا الى خال سعد والذي قال انا لن ازيد عن ما قاله اعمامه ولكن نسأل الله بان يعجل في وصول جثمانه ونطلب من حكومتنا الرشيدة والتي غمرتنا باهتمامها بان يعينونا على مصابنا ويعجلوا بنقل جثة ابننا لنتمكن من دفنه لان إكرام الميت دفنه ونسأل الله أن يديم عز هذا الوطن وحكامه الكرام . كذلك تحدث سلمان يوسف ابن خالته ، وهو احد اصدقائه المقربين له وقال: لم الحظ أي تغيرات عليه في الايام الاخيرة وكنا نتشارك في كل شيء وحتى عندما نلعب الكرة نكون في فريق واحد واعتقد ان هناك من غرر بسعد ونطالب بايجادهم والقصاص منهم فأنا لا اعلم كيف تمكنوا منه وكيف تمكن هو من اخفاء ما كان يمر به عنا . كتاب الجنة كما طلب ابن خالته واسمه أيضا سعد وفي نفس عمره تقريباً الحديث فقال: كنت ازور منصور في بعض الاوقات وكان سعد يأتي لنا ويقول سوف اقرأ عليكم كتاب الجنة فكنت استغرب كيف يكون في هذه السن ويحاول ان يعمل علينا داعية ويعتقد بانه قادر على ان يفهمنا بامور ديننا افضل منا فاصبحت اتهرب من سعد ولكن عندما اقع في مشكلة اتصل به ويأتي الي ويستمع الى ما عندي وفي احدى المرات اخبرته بانني ارغب في الالتزام ولكن لا ارغب في ان اقصر ثوبي او اربي لحيتي ولكن ارغب في ان احافظ على صلاتي واذهب معك الى مكة وعندما احس بانني متحمس لهذا الشيء اتاني في احد الايام وابلغني بانه سوف يذهب بي الى احد المشايخ فوافقت وركبت معه في السيارة وذهبنا الى مخطط واحد وسبعين وبالقرب من احد المباني اوقف سعد السيارة واذا باحد الرجال وهو كبير في السن بالنسبة لنا وكان في العقد الثالث من عمره تقريبا وكان حديثه بلهجة بدوية ففي البداية خفت قليلا لانه في الاول قالوا لنا باننا سنجلس في المسجد وبعد لحظات غيروا المكان وقالوا سوف نتجه الى احدى الاستراحات ومن ثم اخبروني اننا سوف نذهب الى احدى الشقق السكنية يسكنها عزاب ويجتمع بها عدد من المطاوعة فتمكن الخوف في ظل الاحداث التي تدور في البلد وبدأت الافكار تتنازعني ماذا لو اطبقت علينا الشرطة بوجود هؤلاء المطاوعة ؟ فاخبرت سعد بانني سأنزل من السيارة واتجه لاحد البوفيهات التي كانت امام وبالفعل دخلت البوفية واشتريت كأسا من الشاي وتغافلتهم وهربت مشيا على اقدامي وبعد ان ابتعدت عنهم اتصل بي سعد وابلغته انني خائف ولم اعد ارغب في المجيء فقال لي الشيخ هنا يريد ان يتحدث اليك ويجلس معك فرفضت وابلغته بانني تراجعت عن طريقي ولم اعد ارغب في الالتزام وسوف اترك الالتزام اليك واغلقت الهاتف بعدها بايام بدأ في زيارتي وكان يقدم لي بعض الاشرطة الدينية لمشايخ معروفين ولم اكن ارتاح لما فيها وفي الايام الأخيرة عندما كان يزور امي وهي خالته كنت اتعمد عدم التواجد في المنزل حتى لا التقي به . عندما احترقت بنا السيارة بعد ذلك تحدث ابن عمه فهد فقال: قضيت مع سعد احلى ايام الطفولة وكنت افعل أي شيء حتى اتمكن من الذهاب معه وفي احدى المرات التي سافرنا فيها احترقت بنا السيارة ولم يكن يبخل علينا باي شيء واول ما التزم حاول دعوتي لنفس الطريق ولكن هذا لم يكن توجهي وفي اخر ايامه كان سعد اخر ولم يكن نفس الشخص الذي عرفته . الحيطة والحذر خاله وافي تحدث فقال: سعد كان يسبقه الخير دائما وهو حريص على صلة الرحم وانا متأكد ان هناك من تمكن من التغرير به واستغلال طيبته واندفاعه لنصرة دينه ومستغلين حبه لرسول الله عليه الصلاة والسلام وانا اطالب جميع الاهالي بان يأخذوا الحذر ويحرصوا على ابنائهم ويجب على كل من يفكر بنفس الطريقة ان يتعظ مما حدث لسعد ويتراجعوا واتمنى ان نتمكن من استلام جثمانه في اقرب وقت . إمام جامع الحي يتحدث وبعد ان انتهينا من الحديث مع اسرة ال كعبور اتجهنا لجامع عمر بن الخطاب مسجد الحي والتقينا بامام المسجد الشيخ رياض الهويمل وهو مدرس سابق في متوسطة ابن ماجه بالراكة التي درس بها سعد المرحلة المتوسطة ويعمل حاليا مديرا لمتوسطة الفرابي بالخبر وسألناه عن ما يعرفه عن سعد ؟ فقال انا اشرفت على تدريس سعد كما اشرفت على تدريس باقي اخوانه وما اعرفه عن هذه العائلة انها عائلة هادئة تماما ولم تتسبب في اشكالية في الحي وسعد كان يتمتع بقلب نظيف ومن خلال اشرافي على تعليمه استطيع ان اقول بانه سهل التوجيه ويمكن ان ينقاد بسهولة لأي امر وفي اعتقادي ان عدم اكماله لتعليمه الجامعي في كلية الجبيل الصناعية قد كان نقطة تحول في توجهاته وقد حظر لي اكثر من مرة وكان يلمح لي عن قضية الجهاد وان كان لم يخبرني بها مباشرة ولكن من واقع خبرتي ايقنت ما كان يدور في خلده فاوضحت له وفي اكثر من لقاء بان الجهاد ليس بالمسألة السهلة التي يصورها البعض ولو كان الجهاد سهلا كما يحاول البعض شرحه لوجدت جميع ائمة المساجد والعلماء وطلبة العلم بل اجزم كل ابناء هذا البلد يبادرون الى الجهاد هناك شروط كثيرة شرحتها له وكان يخرج من عندي وهو بحالة نفسية جيدة ويثني علي ويذهب منشرح الصدر ويغيب عن المسجد وعن اهله قرابة الشهر ومن ثم يعود فاجده في حال اخر واكرر معه نفس العملية وابين له ان المسألة ليست حمل سلاح والتوجه به لمناطق الصراعات فقط بل هناك امور اخرى كثيرة يجب توفرها وتكررت العملية عدة مرات الى ان اختفى وفوجئت بخبر وجوده في لبنان الى ان قرات اسمه في احدى الجرائد وانه من ضمن من لقوا حتفهم من شباب هذه البلاد الطاهرة في نهر البارد وانا لدي تساؤل لأولئك الذين يسعون للتغرير بمثل هؤلاء الشباب صغار السن والزج بهم في قضايا غير واضحة هل يوجد في نهر البارد راية يقاتل تحتها المسلمون حتى يستوجب الجهاد .

الموضوع الأصلي: أحد أبناء الشرقية وأسرته تسكن (الراكة) والجميع يثنون على خصاله | | الكاتب: عبدالله الشويلعي | | المصدر: شبكة بني عبس

[الوافي]

الله يرحمه ومشكور على القصه الواقعيه

وشكرك على ابداعك المتميز

[مسندالعويمري]

الله يرحمه ويرحم اموات المسلمين ومشكور على القصه

[مـآجـد]

الله يرحمه ويرحم اموات المسلمين جميعاً
..
مشكوووووور اخوي على هالطرح

تقبل مروري