|
خيارات الموضوع |
|
لم يدر بخلد ثمانيني أن تلك الليلة الحالكة الظلام ستكون آخر عهدٍ له بشريكة حياته ورفيقة دربه وان أحاديث الذكريات التي دارت بينهما قبل ان يغطا في نوم عميق كانت آخر مرة يسمع فيها صوتها الذي كتمه جناة كانوا يتربصون بهما في انتظار لحظة مواتية للانقضاض عليهما. ففيما كان المسن يتبادل مع زوجته المسنة حديثاً خافتاً بهمس ودي تقطعه ضحكات معتقة باريج الذكريات.. كان ثمة من يتسقط همساتهما خارج المنزل المتهالك الذي يقطنان فيه الذي شهد أكثر فترات حياتهما فتوة وعنفواناً في التواصل الحميم بينهما.. تلك اللحظات التي يستعيدانها بمرح طاغ تحركه وتهدهده شجون الحكايات المحببة. كان المتربصون بهما وهم مجموعة من القتلة المتسللين يسترقون السمع ويتلصصون عبر النوافذ لتحديد ساعة الصفر لهجوم غادر على ذينك الزوجين الهانئين بوحدتهما في قرية (أم سيال) في بيت يتيم وسط سلسلة الجبال الوعرة وبعد ان اطمأنوا إلى ان المسنين خلدا للنوم وغطا عميقاً في أحلام شيخوختهما توزع أفراد المجموعة الاجرامية على انحاء المنزل واقتحموه حالمين بكنز مخبأ في أسمال المسنين.
وحشية القتلة ولضمان الحصول على الكنز بدأ القتلة يستأسدون كعادة الجبناء على المسن الذي هدته السنوات وأكل الدهر وشرب حتى ارتوى من حيويته فأضحى شيخاً لا يقوى على الوقوف إلا بشق الانفس لكنهم مع ذلك لم يرحموا كبره حيث كبلوه بحبال جلبوها لهذه الجريمة وربطوه مع سريره حتى لا يقوى على الحركة وعندما صرخ في وجوههم عاجلوه بضربة عنيفة في رأسه أخرسته بعد ان أدخلته في اغماءة مميتة. أما زوجته التي أفزعتها الجلبة فقد استيقظت ثائرة في وجوه الغرباء غير ان الجناة اطفأوا أنفاسها بحبل شدوه حول عنقها لتفارق الحياة وفي نفسها غصة مريرة. باحثون عن كنز بعدها شرع الجناة في تفتيش المنزل وبعثرة محتوياته لكن خاب ظنهم فلم يعثروا على الكنز الذي كانوا يتوهمون ان المسنين يخبئانه حيث كانت حصيلة تفتيشهم 1000 ريال نقدا وبندقية عتيقة وقطعاً متواضعة من الحلي الذهبية كانت المسنة تحتفظ بها من ذكريات زواجها كما سرقوا جوال زوجها والذي كان حلقة الوصل بينه وبين الاخرين في حالة حدوث طارئ. المفارقة ان هذا الجوال كان ضمن اشياء اخرى دليلاً على القتلة الذين ضبط بحوزتهم. هاربون الى العدالة بعد ان قلب الجناة محتويات المنزل رأساً على عقب في بحث متعجل عن نفائس يسرقونها اكتفوا بما عثروا عليه ومن ثم اطلقوا سيقانهم للريح هائمين وسط سلسلة موحشة الوعورة من جبال مركز مربة التابعة لمنطقة عسير غير مبالين بما خلفوه من جرائم لم يكونوا يتوقعون ابداً ان تطالهم العدالة جزاء ما اقترفت ايديهم الملطخة بدماء الابرياء وفيما كانوا يواصلون هربهم طلباً للنجاة افاق المسن المكبل من غيبوبة حاول ايقاظ زوجته متوهماً انها على قيد الحياة لكنها كانت في عالم آخر عندها اسرع لفك قيده ثم زحف نحو زوجته والتي اكتشف انها فارقت الحياة. فاضت دموع المسن وتحرك متحاملا على نفسه من ثقل الاحزان وآثار الضربة التي تلقاها وبعد مسيرة متعثرة وصل احد المنازل البعيدة وطلب من صاحبه النجدة بعد ان روى حكايته المأساوية مع الجناة. وعلى الفور قام اهل المنزل بابلاغ شرطة مربه حيث هرعت فرقة الى الموقع وتم نقل المسن الى المستشفى لتلقي العلاج فيما باشرت الموقع وحدة الادلة الجنائية وتم رفع البصمات وادوات الجريمة وكافة القرائن كما استدعى الطبيب الشرعي الذي اوضح بأن زوجة المسن توفيت خنقاً. ساعتان لضبط الجناة من جهته وجه مدير شرطة منطقة عسير اللواء علي بن خليل الحازمي الجهات الامنية لتمشيط المنطقة لملاحقة الجناة حيث قامت فرق من قوات المهمات والواجبات الخاصة وفرق التحري والبحث الجنائي بالانتشار في عدة مواقع. ورغم ان الجريمة وقعت في الحادية عشرة ليلاً وابلغ عنها في تمام الثانية عشرة و51 دقيقة حيث توفر للجناة قرابة الساعتين للهرب واخفاء معالمها الا ان سرعة انتشار رجال الامن ومحاصرة الموقع وتدخل الطيران العمودي التابع للقوات المسلحة ساهم في القبض على اثنين من القتلة صباحا وضبط بحوزتهما المبلغ الذي سرقوه وكذا جوال المسن.. وتواصل البحث المكثف حيث لم تمض سوى 24 ساعة حتى تم القبض على افراد العصابة والذين بلغ عددهم 8 متسللين من دولة عربية مجاورة
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
اطرق الباب فهل من جواب | سموالمشاعر | منتدى الضيافــــــــة | 13 | 16-01-2012 11:58 PM |
اريد جواب | سفرمسندردين | منتدى ملتقى الاعضاء | 2 | 30-12-2011 04:28 PM |
جواب وسوال | ابو رايد | منتدى الصحه والتغذيه | 5 | 11-11-2009 02:23 PM |
هل تستطيع أن تجد جواب لذلك ...؟ | المحامي خالد | المنتدى العــــــــــــــــام | 12 | 30-11-2008 02:34 PM |
كما حنات قير اثنين وخمسين لي حني... | سالم النويران | منتدى الشـــعــــر | 6 | 07-07-2007 09:10 PM |