|
خيارات الموضوع |
الإمام الإلكتروني لا يزال يثير الجدل بين علماء مصر
محمد خليل- القاهرة أثارت فتوى أصدرتها دار الإفتاء المصرية بإباحة استخدام جهاز ( القارئ الصوتي ) لقراءة بعض آيات القرآن في الصلاة وترديد المصلي لها جدلاً فقهياً بين العلماء ، حيث ذهب فريق إلي رفض هذه الفكرة باعتبار أن ذلك ينافي الخشوع والتركيز في الصلاة بينما ذهب فريق آخر إلي تأييد استخدام فكرة القارئ الالكتروني في صلاة النافلة، حيث تلقت دار الإفتاء المصرية تدور حول مدي مشروعية استخدام بعض التقنيات الحديثة أو ما يعرف بالقارئ الالكتروني الذي يمكن وضعه علي أذن المصلي لمساعدته علي تلاوة القرآن الكريم أثناء الصلاة وحفظه من خلال الاستماع إلي تسجيل القرآن بصوت أحد المشاهير وترديد الآيات خلفه. لا يجوز شرعا في البداية يؤكد الدكتور أحمد طه ريان عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق بجامعة الأزهر بالقاهرة وعضو مجمع فقهاء الشريعة بأمريكا بعدم جواز استخدام هذه التقنيات لأن ذلك قد يخرج المصلي عن صلاته وذلك لأننا مطالبون بالاستماع والإنصات عند قراءة القرآن الكريم لقول الله تعالي ( وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ) ، ويواصل الدكتور ريان قائلاً: هذه الآية الكريمة تفيد أمرين الأول ضرورة الاستماع إلى ما يقرأ من القرآن الكريم والثاني الإنصات بمعني عدم الانشغال عن الاستماع إلي أي شيء خارج الصلاة وبالتالي فان الاستماع فقط يكون لقراءة الإمام في أثناء صلاة الجماعة ( أي صلاة الفرض) أو حتي صلاة النافلة ( السنة ) فالمطلوب من المصلي أن كان في صلاة جماعة أن يستمع إلي الأمام ويتدبر في معاني القرآن التي تقرأ من الأمام ولا ينشغل عنها بسماع شيء أخر ، ويضيف الدكتور ريان أن الصلاة تحتاج إلى توجيه الذهن والقلب للخشوع في الصلاة وعدم التركيز في أي شيء آخر وبالتالي فإن جهاز القارئ الالكتروني سيشغل المصلي عن التدبر المطلوب من المصلي وصدق الله العظيم إذ يقول ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) ، وقال أن الشرط في الصلاة الخشوع والخشية وقد نهي الله عن الذهاب إلي الصلاة بسرعة عملاً لقول النبي صلي الله عليه وسلم ( إذا قمت إلي الصلاة فلا تأتوها وأنت تسعون وأتوها وأنتم تخشون وعليكم السكينة والوقار فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا فالأصل في الصلاة الخشوع التام والانقطاع عن الدنيا والانشغال بالله فإذا كان مأموماً أنصت لإمامه في تفكر وتدبر وإذا كان منفرداً انهمك في صلاته وأستغرق ولا يجوز له أن يشغل عينيه أو سمعه أو يديه أو قلبه بشئ خارج الصلاة ،ولذلك لا يجوز مخاطبة المصلي من الخارج فإذا سها الأمام سبح له ولا يجوز لواحد خارج الصلاة أن ينبه الأمام . صلاة باطلة ـ ويتابع الشيخ يوسف البدري عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية قائلاً الذين يقرئون من خلف الأمام من المصحف في صلاة الفرض صلاتهم باطلة وكذلك المنفرد وكذلك الأمام لو قرأ من مصحف في الفرض لكن يجوز أن يقرأ الإمام والمنفرد من المصحف في النوافل فقط أما الإمام فلا يجوز له أن ينظر في المصحف فأن ذلك منافي للخشوع والسكينة ويصير مثل ذلك إذا ما استمع إلي جهاز يرتل عليه ويقرأ هو بعده في صلاته فان ذلك فيه مخالفتين : الأولي أنه استمع إلى صوت من خارج الصلاة لأن القارئ أو المصحف الالكتروني ليس معه في صلاته وليس أنسانا يصلي إماماً أو مأموماً ، الثانية: أنه ردد خلف ذلك من مقرئ ما يقول وبالتالي تصير صلاته إلى بطلان هذا هو التأصيل الفقهي لحكم الاستماع للمصحف الالكتروني في الصلاة وترديد القراءة بعدها ويختتم الشيخ البدري حديثه قائلاً: مفاد هذا أن المأموم عليه متابعة إمامه فقط وأن الأمام والمقرئ عليهما القراءة من ظهر قلب وعدم الاستماع إلي قارئ عن خارج الصلاة فإن ذلك مبطل لها يدخل في ذلك الفرد أو التسجيل ( الكاسيت ) أو المصحف الالكتروني أو غير ذلك من تلك الوسائل. صلة بين العبد وربه ومن جانبه يقول الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر إذا وقف المصلي بين يدي الله عز وجل فالا ينبغي أن يشغله شاغل فالصلاة صلة بين العبد وربه ولا شك أن هذا الجهاز سيخرج المصلي من الخضوع والخشوع لله تعالي الذي من أجله فرضت الصلاة وسوف ينشغل بما يتلي عليه من الجهاز وربما يستطيع أن يردد ما يسمع ، ويضيف الشيخ الأطرش : أن النبي صلي الله عليه وسلم يقول ( ليس للإنسان من صلاته إلا من عقل منها ) ايضاً فإن بعض الفقهاء يري أن المصلي لو نظر في مكتوب فقرأه فقد فسدت صلاته ، كما يري بعض الفقهاء أنه لا يجوز للإنسان أن يقرأ من المصحف وهو يصلي صلاة الفرض وإنما يجوز القراءة منه في النافلة فقط، وأيضا يري بعض الفقهاء أن قراءة القرآن في يوم الجمعة من الأمور المكروهة لان فيه تشويشاً علي الآخرين وبذلك فأن القارئ الالكتروني يعرض الصلاة للفساد. جائزة شرعا بينما يري الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر أنه يجوز للمصلي الاستماع للقارئ الالكتروني أثناء صلاته خاصة في صلاة النافلة ، ويشير الدكتور واصل إلي أن هذا الاختراع ( القارئ الالكتروني ) يعد من المبتكرات الحديثة التي تستهدف الحرص علي حفظ كتاب الله تعالي إلا أن استخدامه أثناء الصلاة مرهون بالا يكون له تأثير علي الصلاة أو تركيز المصلي فيها بحيث يكون القارئ الالكتروني يقرأ والمصلي يستمع وتكون عملية التنبيه مستمرة من أجل الحرص علي عدم الوقوع في الخطأ في آية أو كلمة من القرآن الكريم. مؤامرة تكنولوجية من جانبه، وصف أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الدكتور عبد الغفار هلال تلك التكنولوجيا بأنها مؤامرة هدفها إبعاد الناس عن الدين لأن صلاة الجمعة لا تصح من دون خطبة، مؤكدا أن ذلك يخل بشرط من شروط صحة الصلاة وهو خطأ يجب رده. وقال هلال: «إن الرسول الكريم أرشدنا إلى ضرورة متابعة صلاة الجماعة وكشف لنا عن أهميتها وفائدتها من أنها تزيد على صلاة الرجل بنفسه، وصلاة الجماعة تكون خلف إمام نسمع منه آيات القرآن، وبعد الصلاة نسمع منه الإرشاد الصحيح في جميع أمور الدين». الدكتور عبد الصبور شاهين: هذه الابتكارات بأنها مؤثر قوي على بعدنا عن الدين ومعرفتنا بأدق تعاليمه وآدابه وواجباته وأضاف: «الكثيرون شغلتهم حياتهم وابتعدوا عن المساجد وعندما عادوا إليها لم يتعرفوا على أهم تعاليم دينهم، وهو ما سهل السيطرة عليهم بسهولة وإدخال أفكار هدامة في حياتهم تؤدي إلى انهيار القيم الدينية». وحذر هلال من أن إجازة استخدام القارئ الإلكتروني لتعلم القراءة الصحيحة سيؤدي للسماح للمصلين بترك المساجد والصلاة في منازلهم خلف الراديو والتليفزيون وكذلك النساء ويمكن للزوج وقتها أن يذهب للمسجد ويسجل الصلاة وتصلي وراءه زوجته في المنزل. ورأى هلال هذا هو التهريج بعينه والذي لا يقبله الدين، وهدف هذا الإمام الإلكتروني هو تخريب الدين وإبعاد الناس عن بيوت الله والصلاة والمداومة على حفظ كتاب الله. وأشار هلال إلى أن إلزام المصلي بتشغيل وغلق الجهاز أثناء الصلاة سيؤدي إلى كثرة الحركة بها وانشغال المصلي عن الخشوع في الصلاة وخروجه عن القواعد الصحيحة وهو ما يبطل الصلاة. تهريج مرفوض بدوره، وصف الأستاذ بكلية دار العلوم في جامعة القاهرة والداعية الدكتور عبد الصبور شاهين هذه الابتكارات بأنها مؤثر قوي على بعدنا عن الدين ومعرفتنا بأدق تعاليمه وآدابه وواجباته، معتبرا أن الإمام الإلكتروني يفقد الصلاة لأبسط القواعد التي يجب اتباعها أثناء الصلاة وهي الالتزام بآداب الحركة، وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «ليس للمرء من صلاته إلا ما عقل منها». وأكد شاهين أن هذا يعد تهريجا مرفوضا ضد الإسلام وانصرافا عن حفظ كتاب الله، مشددا على مسؤولية المسلمين عن تعليم أطفال هذا الجيل ليكونوا نواة حسنة يقتدى بها، فالله عز وجل يسألنا عن إتمام رسالتنا، واتباع أوامره ونواهيه وتعاليم أبنائنا كتابه. الموضوع الأصلي: الإمام الإلكتروني لا يزال يثير الجدل بين علماء مصر | | الكاتب: سيف الجزيرة | | المصدر: شبكة بني عبس
|
|
أخي الفاضل
اسد الجزيره جزاك الله خير الجزاء على هذا الموضوع القيّم والمفيد جعله الله في ميزان حسناتك ننتظر جديدك الجزل المفيد ... وتقبل فااااااااااااائق احترامي وتقديري
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
كبار علماء الشيعة علماء بالقطيف يدينون العنف وينددون باستهداف المؤسسات الرسمية.. ويرف | عليان علي | المنتدى الإعلامــــي | 0 | 20-08-2012 11:32 AM |
جامعة الإمام تبدأ السبت القادم التسجيل الإلكتروني للعام الدراسي القادم | عايد2001 | منتدى التربية والتعليم | 5 | 05-07-2011 02:04 AM |
ستبعاد 11 لاعباً أساسياً من خليجي 20 يثير الجدل | عبدالسلام عارف | منتدى الرياضه والشباب | 3 | 20-11-2010 01:49 AM |
حسام غالي يرفض اللعب أمام الهلال ويطالب بحقوقه كامله | عايد2001 | منتدى الرياضه والشباب | 4 | 29-04-2010 10:01 PM |
اختلاف أقوال المتهم والشاهد يثير الجدل في قضية الجهني | هديان الرشيدي | المنتدى الإعلامــــي | 2 | 15-01-2009 02:25 PM |