![]() |
|
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع |
|
أسرار يكشفها لأول مرة سفير الكويت بواشنطن الشيخ سعود الناصر الصباح عن الغزو العراقي الغاشم والتحرير، ويروي الدقائق والمواقف الصعبة ، بدءاً من الرسالة المشؤومة التي بعث بها وزير خارجية العراق آنذاك طارق عزيز الى الجامعة العربية، والتي تضمنت تهديدا للكويت والامارات، وصولا الى ما بعد التحرير.
في الحلقة الاولى من اللقاء، يكشف الشيخ سعود الناصر كيف ان الصدفة هي التي قطعت اجازته في 13 يوليو عام 1990، بعدما تلقى الرسالة المشؤومة، رغم ان بعض المسؤولين داخل الكويت كان يرى ان الوضع لا يتطلب! ويقول انه استدعي على عجل الى البنتاغون قبل 48 ساعة من الغزو وبلغت «عليكم طلب المساعدة لتفادي الكارثة.. الا ان الحكومة الكويتية كانت على قناعة بأن الحشود هي للابتزاز بسبب ما نقله الوسطاء من تطمينات عن صدام حسين». وروى الشيخ سعود الناصر علاقته بالسفيرة الاميركية لدى بغداد ابريل غلاسبي وكيف كانت «تنصحه بتوطيد علاقاته مع العراقيين.. لا السعوديين»، وقال ان غلاسبي كانت معجبة بشخصية صدام حسين، ولم تنقل الرسالة التي كلفت بها، ولذلك تم توبيخها. كما بيّن الشيخ سعود الناصر ان السفير السعودي لدى واشنطن آنذاك الامير بندر بن سلطان استدعي الى البيت الابيض، وابلغه بوش بأن القوات العراقية ستدخل المملكة وعليكم الموافقة على إرسال قوات. وفي ما يلي نص الحديث: > في واشنطن كيف تصف لقاءك مع عدد من السفراء العرب عندما كنت عميدا للسلك الدبلوماسي العربي مع اركان وزارة الخارجية الاميركية ابان الحملة التي كان يقودها العراق في موضوع التسلح وتهديد اسرائيل بالضرب بالاسلحة النووية والكيميائية؟ - كان شغلي الشاغل في تلك الفترة هي الحرب العراقية - الايرانية، وموقف الكويت آنذاك في غاية الحرج تجاه المعركة التي تدور في منطقتنا، والجانب الآخر القضية العربية الاخرى التي كانت على رأس اولوياتنا وهي القضية الفلسطينية واقولها بكل امانة ان همنا الاساسي هو امر نابع من حكومتنا ايجاد حل للقضية الفلسطينية.. وبشأن الحرب العراقية الايرانية، كان هدف الكويت هو عدم انتشار هذه الحرب كي لا تصل الى الكويت، ودخلنا في مشاكل عديدة منها حرب ناقلات النفط، حيث تعرضت ناقلات النفط الكويتية للضرب محاولة في عدم تصدير النفط الكويتي، وقرار الحكومة الكويتية بطلب المساعدة من الدول الكبرى ورفع اعلام دولهم على هذه السفن. > هل ذهبت الكويت اولا الى الاتحاد السوفيتي؟ - عندما طلبت الكويت من الولايات المتحدة ان ترفع العلم الاميركي على السفن الكويتية كان هناك تحفظ من خفر السواحل الاميركي لان هذه السفن لا تنطبق عليها المواصفات ولم يكن على متنها ملاحون من جنسية اميركية، ثم ذهبت الكويت الى الاتحاد السوفيتي وطلبت توفير الحماية لهذه السفن من خلال رفع العلم السوفيتي وقد وافقت موسكو فورا لان ليس عندهم الاجراءات الموجودة عند الاميركان، ثم تحولت هذه القضية الى قضية سياسية كبرى، ووصل الموضوع الى البيت الابيض، وكان قرار الكويت محل انتقاد لانها لجأت الى الاتحاد السوفيتي، ولم يعرف في ذلك الوقت ان للكويت اتصالات مع الولايات المتحدة ولديها رغبة في رفع العلم الاميركي ولكن خفر السواحل كان هو العقبة، والعملية تصاعدت الى المستوى السياسي، ثم اتخذ قرار من البيت الابيض لتجاوز هذه الشروط والموافقة على رفع الاعلام الاميركية على السفن الكويتية. وتعرضت بعض هذه السفن للضرب من جهات في الخليج، وبالرغم من كل ذلك صمدت الكويت امام هذه الظروف الصعبة في الثمانينات. وعندما حصل التصعيد بين النظام العراقي واسرائيل ودار الحديث عن امتلاك العراق لأسلحة نووية ظهر رئيس النظام العراقي في مؤتمر صحفي ليعرض جهازا يوضح ان لدى العراق القدرة على إنتاج اسلحة نووية، وهذا كان محل اهتمام من الولايات المتحدة. وكان وقتها العراق يحظى بدعم عربي واقليمي، وترأست وفدا من السفراء العرب بينهم السفير العراقي وذهبنا لمقابلة وكيل وزارة الخارجية الاميركية لاري ايغلبيرغر ونقلنا له قلق مجلس السفراء العرب والدول العربية من مسألة التصعيد مع العراق، واستمع لنا بكل احترام، وقال ان هذا الامر في غاية الاهمية بالنسبة للولايات المتحدة، وقبل ان نغادر طلب مني البقاء، ثم قال لي: «انا اكلمك الآن كسفير للكويت ويجب ان تعرف ان الوضع في غاية الخطورة، وهو لايشكل خطرا علينا في الولايات المتحدة، بل يشكل خطرا عليكم انتم في الكويت «لأننا نعلم ان تطوير الاسلحة النووية يهدد امن الكويت، وامن المنطقة ككل، وانتم حلفاؤنا واصدقاؤنا في هذه المنطقة، ونحن نراقب الوضع عن كثب»، وهذه كانت مسألة واضحة بأن ما سيقدم عليه رئيس النظام العراقي هو تطوير اسلحة الدمار الشامل بما فيها النووية للهيمنة على هذه المنطقة؟ > في 17 يوليو 1990 وجه رئيس النظام العراقي خطاباً تضمن تهديداً للكويت والامارات؟ نقطة التحول، هي مذكرة وزير خارجية العراق طارق عزيز الى الجامعة العربية في 17 يوليو 1990، الذي اتهم الكويت فيها بسرقة النفط العراقي، وزيادة الانتاج، وخفض اسعار النفط، وتهديد الامن العراقي، فكانت هذه رسالة واضحة بأن هناك نوايا عدوانية، وايضا بلقائي مع ايغلبيرغر تحدث انه بعد نهاية الحرب العراقية - الايرانية ستكون منطقتكم هدفه، لأن هذا النظام لن يستطيع العيش بسلم وأمن مع جيرانه، ونصيحتي لكم بأن تكونوا حذرين مستقبلاً. الإجازة في الكويت يوم 17 يوليو 1990، كنت متوجهاً مع الاسرة في اجازة الى الكويت، وعادة نستقل الطائرة من واشنطن الى نيويورك ثم الكويت، ولحسن الحظ شاء القدر أن نستأجر باصا للسفر الى نيويورك، لأن عددنا كبير، وانا في طريقي الى ركوب الباص، واذ بالمسؤول عن الرمز بالسفارة يلحق بي بالرسالة المشؤومة، وقرأت الرسالة مراراً، بينما انا في الطريق، وعلمت ما بين السطور، واجريت اتصالات مع بعض المسؤولين في الكويت اثناء الرحلة لشعوري بخطورة هذه الرسالة، وبعض المسؤولين لم يعط هذه الرسالة اهمية، وقالوا ان هذه الرسالة لا تستدعي ان تقطع اجازتك وتوكل على الله، واحضر الى الكويت. ولما وصلت الى نيويورك، وصلت الى قناعة ان سفري الى الكويت في هذا الوقت غير مناسب، وقررت البقاء، بينما اكملت الاسرة طريقها الى الكويت. ومنذ 17 يوليو بدأت الاحداث تتلاحق، وكان لي لقاء شبه يومي مع الاستخبارات العسكرية في وزارة الدفاع الاميركية لاطلاعي على مستجدات الازمة التي بدأها النظام العراقي تجاه الكويت. حرص الإدارة الأميركية > هل كان ذلك بناء على طلبك؟ - نعم، كان بناء على طلبي، وحرص الادارة الاميركية على اطلاعي على كل صغيرة وكبيرة، فيما يدور على الحدود الكويتية - العراقية والحشود التي بدأت تتكاثر، وكان يتم اطلاعي بصورة واضحة ودون اي تحفظ، وكل الاجتماعات التي تمت في وزارة الدفاع الاميركية كان يحضرها رجال من الاستخبارات العسكرية، ويأتونني بصورة مأخوذة من الاقمار الصناعية عن مواقع القوات العراقية وعددها وآلياتها، وكل ما يتعلق بهذا الموضوع على الحدود بين العراق والكويت. وكان واضحاً ان هذه الحشود ابعد بكثير من تهديد الكويت، وظهر تساؤل الغزو.. هل ستغزو هذه الحشود الكويت، ام هي مناورة لإجبار الكويت على الرضوخ للمطالب العراقية، حيث كان العراق يطالب الكويت بدفع 10 مليارات دولار، والكويت وعدت بتقديم مبلغ اقل على فترات، اذ ان نية الكويت كانت المساعدة. > هل لديك تفاصيل اكثر عن الحشود وكيف كانت تنقلها الاقمار الصناعية؟ - اذكرها جيداً، وهي 3 فرق من الحرس الجمهوري، وهي فرقة حمورابي، وتوكلنا والمدينة المنورة، وكان تعداد هذه الفرق يفوق 120 ألف جندي، ناهيك عن الآليات، وكانت الصور امامي واضحة من وسائل الاستخبارات الاميركية، وكان موقف الولايات المتحدة هو التساؤل عما نريد عمله لأننا لا نعلم نوايا العراق. كنت أُزود الاخوان في الكويت بكل المعلومات وكانت القناعة في الكويت بأن الحشود للابتزاز، اذ كانت هناك تحركات سياسية عربية قام بها الرئيس المصري حسني مبارك والملك الاردني الراحل حسين وياسر عرفات ووزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل، ونقلوا تأكيدات بعد زياراتهم الى العراق بانه لن يكون هناك غزو، كما سمعوا من الرئيس العراقي، وان ما على الحدود مجرد مناورات دورية، ولم يسبق بان قام العراق بتدريبات عسكرية بهذا الحجم، وخاصة في هذه المنطقة، واصبح لدى الادارة الاميركية نوع من الشك في النوايا، وليس في النوايا العراقية فقط، بل نوايا بعض الوسطاء الذين كانوا يأتون الى الكويت لإعطاء التطمينات لها، ولمست من الادارة الاميركية ان الوضع لا يقبل الانتظار. السفيرة الأميركية > ماذا عن دور السفيرة الأميركية في العراق غلاسبي ولقائها مع صدام حسين؟ - الكلام الذي كتب عن هذا الموضوع كثير، ولكن لم يتطرق احد لموضوع مهم جدا، وانا اعرف هذه السفيرة بشكل جيد عندما كانت في ادارة الشرق الاوسط في الثمانينات، فهذه المرأة كانت من اشد المعجبين بالرئيس صدام حسين وكانت تنصحني اثناء زياراتي الى الخارجية الاميركية بان نضع يدنا بيد صدام، «واحذركم من السعودية فهي ليس لها ثقل او اهمية»، وقد قالت لي ذات مرة «ألاحظ ان علاقتك بسفير السعودية علاقة حميمة وهو صديق خاص لك، لكن عليك الابتعاد عنه وفي المقابل عليك توطيد علاقتك مع العراقيين فهذا هو المهم»، ولم أكن أرتاح لأسلوب هذه المرأة اطلاقا، وعند تعيينها في بغداد كان لي تساؤلات كثيرة، وارجع الى موضوع اجتماعها مع الرئيس العراقي، ابلغتني وزارة الخارجية الاميركية، وهم للامانة وزارة الخارجية والدفاع ومجلس الامن القومي والبيت الابيض كانوا على اتصال دائم معي ومستمر بكل التحركات التي كانت تحصل على كل الصعد: السياسي والدبلوماسي والعسكري، فابلغوني ان صدام طلب مقابلة السفيرة واطلعوني على التعليمات التي بعثوها للسفيرة. واطلعت على برقية من وزارة الخارجية الاميركية لسفيرتهم في بغداد بانه يجب ان توضح خلال هذا اللقاء ما هي النقاط المهمة واحداها عدم قبول الولايات المتحدة لاي نوع من التهديد لأمن الكويت، ولكن ما حصل ان السفيرة ذهبت للقاء صدام وكانت مندهشة لانها اول مرة تقابله، وكانت سعيدة بهذا اللقاء والتقت بصدام ولم تنقل له التعليمات التي وردت اليها من الخارجية. وعندما سألها صدام عن موضوع الخلاف الحدودي مع الكويت قالت له ان هذه «شؤون داخلية نحن لسنا طرفا فيها». ضوء أخضر البعض فسر ذلك انه ضوء اخضر لصدام لغزو الكويت، وهذا باعتقادي ليس الواقع، واعتقد ان من اعطى الضوء الاخضر لصدام لغزو الكويت هو سلوك واسلوب السفيرة الاميركية في لقائها مع صدام حسين، والغريب انها سافرت بعد اللقاء وقبل الغزو، وبعدها وصلت برقية من بغداد للولايات المتحدة حول اللقاء واطلعوني عما جرى وكانوا قلقين جدا من هذا اللقاء وايضا اوضحوا لي ان السفيرة لم تنقل بدقة وامانة المعلومات التي وردت إليها من الخارجية الاميركية وقد تم توبيخ السفيرة غلاسبي وعلى اثره غادرت بغداد. الموقف الأميركي > .. ولكن الولايات المتحدة لم توضح موقفها من اي عمل عسكري محتمل؟ - في تلك الفترة كان هناك مناقشات عديدة بين المسؤولين في الادارة الاميركية حول ماذا سيكون الموقف في حال تعرض الكويت لاي عدوان، وكان مثلا السفير جون كيلي مدير ادارة الشرق الادنى في الخارجية ،وهو بالمناسبة من اصل عربي، يسرب انه ليس بيننا والكويت اي اتفاقات امنية، واعطى انطباعاً بأن ليس للولايات المتحدة اي التزام في الدفاع عن الكويت، وان الكويت لم تطلب ذلك. ومع تصاعد الموقف، وتحديداً قبل اجتماع جدة الشهير، استدعيت بشكل مفاجئ مع مساعد وزير الخارجية ورئيس احد اجهزة الاستخبارات العسكرية الى البنتاغون، حيث اطلعوني على الصور التي التقطتها الاقمار الصناعية وأبلغوني بصريح العبارة وبالدلائل القاطعة، وقالوا لي نحن نجتمع معك منذ اكثر من اسبوعين، ونطلعك بالصورة، ونقدر ظروف الكويت السياسية، ولكن نحن امام مسؤولية كبيرة، ويجب ان نضعك في الصورة: ان الكويت في خطر.. ونبلغك بأن جميع وحدات القوات العراقية قد انتقلت من مواقع دفاعية الى مواقع هجومية، ونحن في الولايات المتحدة نحذر من غزو واجتياح عراقي متوقع خلال 48 ساعة، اذ ليس باستطاعة القوات العراقية ان تبقى لفترة اطول من 48 ساعة في وضع الهجوم، ثم سئلت بشكل صريح «هل هناك رغبة من الحكومة الكويتية بطلب مساعدة اميركية للدفاع عن الكويت، نريد ان نعرف اليوم»؟ وعليكم ان تطلبوا المساعدة لتفادي الكارثةواكدوا لي بأن الامارات اختارت طلب المساعدة من الولايات المتحدة، لأن التهديد كان موجهاً لها ايضا، وتم ارسال طائرة تزويد الوقود بالجو، كرمز للتواجد العسكري، وابلغوني ايضا بأن الفرقة الاميركية 82 المنقولة الموجودة في كارولينا الشمالية جاهزة للتحرك فوراً الى الكويت، ولديها التعليمات للتحرك خلال ساعات. > ثم ماذا؟ - لقد نقلت هذه المعلومات الى الكويت، ولكن لا ألوم الحكومة الكويتية آنذاك، فهي في وضع حرج جداً بأن تلجأ الى الولايات المتحدة بعد التأكيدات من القادة العرب، وكان وقتها مؤتمر جدة، وهو في رأيي مسرحية، لأن عزت ابراهيم لم يأت بصلاحيات، بل جاء لكسب المزيد من الوقت وحشد المزيد من القوات. وجاءني الرد من الكويت بأن البلاد تمر في ظروف لا تستطيع خلالها طلب قوات اجنبية، ولا ننسى ان موضوع رفع علم الولايات المتحدة في الثمانينات سبب لنا مشاكل كثيرة مع العالم العربي، فما بالك لو طلبنا قوات اجنبية بعد تأكيدات اكبر القيادات العربية، بعدها علمت ان الامر في غاية الخطورة، ولمدة ساعات وليس اياما، ثم جاء فشل مؤتمر جدة ليعزز مخاوفي. الكارثة في فجر الثاني من اغسطس اتصل بي مسؤولو الاستخبارات العسكرية الاميركية، وابلغوني بأن القوات العراقية عبرت الحدود الكويتية، واستغربت الامر، خصوصا ان سمو ولي العهد كان عائدا للتو من مؤتمر جدة، وكان هناك اتفاق بأن هذه الاجتماعات هي الجولة الاولى وان هناك جولة ثانية في بغداد ثم ثالثة في الكويت، وكان هناك نوع من حسن النوايا، ولكن مع الوضع الجديد، كان السؤال الاهم هو عبور الحدود الى اين؟ لم نكن نعلم بذلك، واتصلت بأحد المسؤولين في الكويت للاستفسار، ولكن لم يكن لديه معلومة، بل ونفى لي خبر اجتياح القوات العراقية! وهذا ما جعل الشك يتسلل الى اعماقي واتساءل: هل المعلومات صحيحة؟ ولم اعرف من اصدق الكويت ام الرواية الاميركية بأن صدام عبر الحدود. فاتصلت مرة اخرى بالاستخبارات العسكرية، لكنهم اكدوا لي ان القوات العراقية عبرت الحدود، والآن متوغلة على الاقل 6 كيلومترات داخل الكويت، بعدها بساعتين جاءني اتصال من الكويت للتأكيد انهم عبروا الحدود، وهم الآن عند دوار مستشفى العظام، وهنا شعرت بأن الزلزال والكارثة حلا. ردة الفعل > كيف تصف لنا ردة الفعل الأولية لديك ولدى الادارة الأميركية؟ - في البداية حاولت اجراء اتصالات مع كبار المسؤولين في الكويت، ولكن لم يحالفني الحظ، بسبب الربكة داخل البلاد وانتقال المسؤولين الى القيادات العسكرية، ثم علمت ان سمو رئيس الوزراء الشيخ صباح خرج من وزارة الخارجية قبل تطويقها، ثم علمت ان سمو الأمير وولي العهد غادرا دسمان واتجها جنوباً الى الحدود السعودية، وكان الهم الاساسي هو ان تكون الشرعية الكويتية بأمان من هذا الغزو. وسائل الإعلام بعدها مباشرة، بدأت وسائل الاعلام جميعها تتناقل خبر الغزو، وكان هناك قلق في الادارة الاميركية، وعتب علينا لأنهم حذرونا ولم نفعل شيئا. وبعدها تمكنت من الاتصال بالشيخ صباح بعدما خرج الى السعودية واتفقت معه على خطة العمل لإجراء مؤتمر صحفي وطلب مساعدة الولايات المتحدة، وعقدت اول مؤتمر صحفي بينت فيه كل ما حصل وفندت كل الادعاءات العراقية من سرقة الكويت لنفطه وبينت ان العراق هو الذي كان يسرق النفط الكويتي. ثورة في الكويت وبعد ان غزا العراق الكويت، بدأ يدعي بان سبب الغزو ليس موضوع النفط، بل ان هناك ثورة في الكويت والثوار استعانوا بالعراق لمساعدتهم، وبعدها انتقل العراق الى لهجة اخرى وهي ان الكويت جزء من العراق واعتبرها المحافظة 19 الحمائم والصقور > في هذه الفترة، هل كان هناك انشقاق في الادارة الاميركية؟ - في الادارة الاميركية حمائم وصقور وآراء مختلفة، لكن موقف الرئيس الاميركي جورج بوش، وكان ذلك في يوم احد، كان مفاجئا لجهة دعمه الكويت، اذ ان لقاءه بالمسؤولين في كامب ديفيد لم يخرج باتفاق على اتخاذ موقف لمصلحة الكويت، بل تم التوصل الى صيغة عدم اتخاذ اي موقف الا بعد استكمال المشاورات. ولكن الرئيس الاميركي جورج بوش اخذ على عاتقه ـ كموقف شخصي منه ـ هذا الاعلان، ووقتها رئيس هيئة الاركان المشتركة كولن باول تفاجأ بهذا البيان وذكر ذلك في كتابه. > لماذا اتخذ الرئيس الاميركي هذا الموقف؟ - اعتقد انه كان يدرك خطورة الوضع اكثر مما كان يدركه المسؤولون في الادارة الاميركية، ومشاوراته مع رئيسة وزراء بريطانيا مارغريت تاتشر كان لها دور في حث الرئيس الاميركي، واذكر ان مشكلة قد حصلت داخل الادارة الاميركية بسبب هذا الموقف وعاد وزير الخارجية جيمس بيكر من خارج الولايات المتحدة للاعتراض، وفي المقابل كان وزير الدفاع ديك تشيني ومستشار الامن القومي يؤيدان، وكان الجميع ينتظر موافقة المملكة العربية السعودية على انزال قوات قبل اتخاذ اي قرار، وكان هناك نوع من تقييم الوضع بالنسبة إلى السعودية، وارادت المملكة من الولايات المتحدة ان تعطيها التزاما واضحا عن حجم القوات التي تنوي ارسالها كي لا تتورط بالموافقة ثم تقع في ما وقعت فيه نفسه من مشكلة تاريخية ايام حكومة كارتر عندما كان هناك تهديدات ايرانية للسعودية، وطلبت المملكة ارسال قوات جوية وتم ارسال طائرات، وبعد ارسالها اعلن كارتر ان هذه الطائرات لا تحمل ذخائر او اسلحة، فكانت السعودية تريد التزاما واضحا، اذ كان هناك تخوف من عبور القوات العراقية الحدود الكويتية السعودية واحتلال المنطقة الشرقية وكان هذا اخطر موقف، لانه في حالة عبور هذه القوات يكون التفاوض مع العراق للخروج من السعودية وتكون الكويت ورقة التفاوض، واستمرت اجتماعاتي مع وزارة الدفاع وكنت ارى عبر الاقمار الصناعية الكويت تجوبها الدبابات، وكيف تم توزيع معظم القوات في جنوب الكويت، والصورة كانت واضحة بان السعودية هي الخطوة الثانية، وكنت ألح على الأمير بندر للتحرك. استدعاء الأمير بندر بعدها تم استدعاء الأمير بندر إلى البيت الابيض وقابل الرئيس بوش، الذي ابلغه بان الامر خطير وان القوات العراقية ستدخل السعودية ويجب ان تنقل هذه المعلومات بأسرع وقت ونحن بحاجة لموافقتكم للنزول ولا نستطيع ان ندير حربا من البحر. فخرج الامير بندر على عجل وابلغه الرئيس بوش ايضا انه سيرسل وزير الدفاع ديك تشيني ومستشار الامن القومي وقائد القوات المركزية الجنرال نورمان شوارزكوف الى المملكة لاطلاعهم على حقيقة الوضع بالصور والحقائق. ورأيت الأمير بندر وهو يخرج على عجل من البيت الأبيض وأخبرني انه ذاهب الى السعودية، ولحسن الحظ ان نقص الامدادات لدى الجيش العراقي اعطى الفرصة للولايات المتحدة للتحرك بسرعة، وشعرت الولايات المتحدة ان التحرك البطيء قد يعطي العراقيين وقتا أكبر او فرصة لدخول السعودية، ثم ارسلت الولايات المتحدة ضمن قنوات لا استطيع ذكرها الآن والرسالة وصلت بوضوح وفهم العراق ما في هذه الرسالة. تجميد الأموال كشف الشيخ سعود انه يوم 2 اغسطس اي يوم الغزو اتصل به مستشار الامن القومي وابلغه بقرار الحكومة الاميركية بتجميد جميع الارصدة الكويتية، وان الاتصال لطلب الموافقة، مشيراً الى ان الكويت اعطت الموافقة على هذا الاجراء فورا لحماية الاموال الكويتية، واضاف «اصدر الرئيس قراراً اداريا بتجميد جميع الاموال الكويتية». ولفت الى ان الولايات المتحدة جمدت الاموال العراقية فورا من دون طلب الموافقة. وقال الشيخ سعود انه يوم 3 اغسطس استلمت بعض المؤسسات المالية الاميركية فاكسا من الكويت لتحويل الارصدة الى مصالح عربية، ولحسن الحظ ان قرار الرئيس بوش صدر مبكراً بتجميد الارصدة والا حولت هذه الارصدة الى حسابات عراقية، ثم تم وضع آلية، بالتعاون مع وزارة الخزانة الاميركية، لمراقبة صرف كل دولار من ميزانية الكويت حفاظا على مصالحها. وذكر الشيخ سعود ان هناك نوعين من التجميد، فتجميد أرصدة العراق كان عقابا، اما تجميد الارصدة الكويتية، فهو لحماية الاموال الكويتية. أزمات قال الشيخ سعود ان الظروف شاءت انه بعد انتقالي من لندن كسفير للكويت منذ عام 75 الى 81، ان استلم مهامي كسفير في واشنطن مع بداية الازمات في منطقة الخليج، التي كانت بدايتها الحرب العراقية - الإيرانية والقضايا العربية الاخرى التي كانت تشغل، ليس فقط المواطن الكويتي فحسب، بل المواطن العربي بشكل عام. قلق قال الشيخ سعود ان الولايات المتحدة كانت قلقة جدا من وجود 8 آلاف فني سوفيتي ضمن قوات الحرس الجمهوري العراقي، وكان هؤلاء مسؤولين عن صواريخ السيلكووم وصواريخ اخرى وبعض الدبابات. وكانوا واضحين في صور الاقمار الصناعية، وطلبت الادارة الاميركية من الاتحاد السوفيتي آنذاك سحب هؤلاء الفنيين من مواقعها على الحدود الكويتية ـ العراقية والحرس الجمهوري، وكان واضحا أن لدى الاتحاد السوفيتي اتفاقيات مع العراق لضرورة التدريب، ولا يستطيع في هذه الظروف ان يتخلى عن التزاماته تجاه العراق. واستغربت اصرار الاتحاد السوفيتي على الالتزام بالاتفاقيات في تلك الظروف مع تكرار الولايات المتحدة طلبها وتكرار الرفض الروسي أيضا. واضاف «بلِّغت ان هذا الوضع يقلق الولايات المتحدة، لأن الامر ليس فقط تهديدا عراقيا للكويت، بل التهديد اكبر من عراقي ليس للكويت فقط بل للمنطقة ككل». الرأي العام الأميركي ذكر الشيخ سعود انه التقى الرئيس الاميركي جورج بوش في البيت الابيض في 8 اغسطس، وقال له بوش نحن معكم، لكن نريد مساعدتكم بكسب الرأي العام الاميركي، وكسب اعضاء الكونغرس، لأن هذه الحرب تأتي بعد حرب فيتنام، فهذه القضية تحتاج الى جهود مشتركة. واضاف «الرسالة كانت واضحة، وهو ان البعض في الادارة الاميركية، وهم من الحمائم ليس لهم رغبة في اختيار الحرب والتدخل العسكري، واصوات خاصة من الديموقراطيين ضد التدخل العسكري والابتعاد عنه». يتبع.. الموضوع الأصلي: لمحبي القصص الطويله (أسرار الغزو العراقي االكويت) يرويها الشيخ سعود الناصر الصباح | | الكاتب: رشيدي وكلي فخر | | المصدر: شبكة بني عبس
|
|
في الحلقة الثانية من اوراق الشيخ سعود الناصر الصباح عن الغزو والتحرير يروي الشيخ سعود لـ«القبس» تفاصيل المحادثة التي تمت بين الرئىس الاميركي جورج بوش وسمو امير البلاد واعدا بانهاء العدوان.
ويقول ان قرار الولايات المتحدة صدر في الخامس من اغسطس بالتدخل العسكري للدفاع عن السعودية، لكن الرئىس بوش اخذ على مسؤوليته الشخصية اطلاق موقف من العدوان بقوله «العدوان لن يدوم». كما يكشف عن «لقاء الارادة» المؤثر بينه وبين الرئىس بوش في الثامن من اغسطس وكيف ان الرئىس الاميركي طلب التعاون والدعم للحصول على موافقة الكونغرس لاتخاذ قرار الحسم العسكري. ويكشف ايضا عن لقاءات الشيخ صباح الاحمد مع القيادات الاميركية في الثالث عشر من اغسطس، وكيف ان وزير الدفاع انذاك ديك تشيني ختم حديثه مع الشيخ صباح بالقول «نحن ملتزمون بالقضية الكويتية». الا ان الصدمة حسب الشيخ سعود الذي كان يشغل منصب السفير الكويتي لدى واشنطن في تلك الفترة هي في مواقف بعض الجمعيات الاميركية ـ العربية وممثل الجامعة العربية. وقال «كنا نلمس التأييد في كل مكان باستثناء الاخوان العرب الذين كانوا يقابلوننا بالتظاهرات وشعارات لا لسفك الدماء مقابل النفط». كما يبين حقيقة ان السعودية لم ترتكب الخطأ الذي ارتكبته الكويت من خلال الرهان على المواقف العربية وقررت استقبال قوات اميركية قبل انعقاد القمة العربية. يستكمل الشيخ سعود روايته للموقف بعد 2/8 ويقول: عبرت القوات العراقية الحدود الكويتية فجر الثاني من اغسطس الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وكان ذلك عند الساعة 6 مساء في توقيت واشنطن، وعقدت مؤتمرا صحفيا في اليوم نفسه وطلبت من اميركا التدخل العسكري بردع القوات العراقية، وفي الرابع من اغسطس تلقيت اتصالات من البيت الابيض وابلغت بان الرئيس بوش يريد مخاطبة الامير هاتفيا، وبالفعل رتبنا هذا الامر، وتحدث الرئيس بوش مع الامير وكنت انا ايضا على الهاتف من اجل الترجمة. وقد اكد الرئيس بوش خلال تلك المحادثة الهاتفية دعم بلاده للقضية الكويتية، لكنه لم يحدد الخيارات التي سوف يتبعها لكنه ابلغ الامير بأن واشنطن ترفض العدوان العراقي الغاشم وستعمل ما في وسعها لانهاء العدوان وكان سمو الامير مرتاحا لنتائج المحادثة. في الخامس من اغسطس اتخذت الولايات المتحدة قرار التدخل العسكري للدفاع عن السعودية اولا ومن ثم اللجوء الى خيارات اخرى لتحرير الكويت، وبعدها اجتمع الرئيس بوش بقيادات البيت الابيض ومسؤولي الدفاع والخارجية في كامب ديفيد وبعدها اطلق الرئيس بوش عبارتين شهيرتين بينما كان يترجل من طائرة الهليكوبتر الاولى: «العدوان على الكويت لن يدوم». Wait Watch وقد كان هذا الموقف مفاجئا للمسؤولين الاميركيين، اذ انه في الاجتماع لم يتم الاتفاق على هذا، والرئيس بوش اتخذ القرار على مسؤوليته الشخصية. اما العبارة الثانية التي كانت رسالة واضحة للنظام العراقي فهي عندما سأله صحافي ماذا تنوي عمله يا سيادة الرئيس فاجاب. Wait Watch اي انتظر لترى. ويكشف الشيخ سعود الناصر ان موقف بوش المؤيد للحسم العسكري قد ادى الى انشقاق داخل الادارة الاميركية، واخذ على وزير الخارجية آنذاك جيمي بيكر الذي كان يمثل تيار الحمائم بالنسبة للقضية الكويتية انه كان خلال اجتماع بوش بالقيادات في كامب ديفيد يدفع باتجاه رفض التدخل العسكري المباشر على ان يتم التعاطي في القضية الكويتية من خلال وزارة الخارجية والامم المتحدة، ولو استجاب بوش لمطالب بيكر لدخلنا في نفق مظلم وتحولت القضية الكويتية الى وضع مماثل للقضية الفلسطينية او فلسطنة القضية الكويتية، وقد عبر بيكر عن رفضه لقرار بوش بالحسم العسكري المباشر بأن اعتكف لمدة اسبوعين في ولاية وابومنيك وقد ادار الخارجية خلال تلك الفترة نائب وزير الخارجية ايغل بيرغر الذي اكد دعمه لمواقف بوش. وبعدما بدأت القوات الاميركية بالوصول الى السعودية عاد بيكر ليركب موجة التحرير.. وللتاريخ فإن موقف بيكر لم يكن داعما لمواقف بوش ولو اخذ برأيه لدخلنا في نفق مظلم وربما كنا ما زلنا حتى اليوم نحاول استعادة الكويت. وفي السادس من اغسطس بعث الرئيس بوش وفدا رفيع المستوى الى السعودية برئاسة وزير الدفاع الاميركي في ذلك الوقت ليستأذن المملكة انزال قوات اميركية فورا نظرا للمخاطر التي كانت تلوح، وبعد وصوله الى المملكة واجتماعه مع الملك فهد اعلنت السعودية عن موافقتها يوم 7/8/1990 لإنزال القوات الاميركية، وبالفعل في اليوم نفسه توجهت الطلائع العسكرية الاميركية الى السعودية وبدأت الوصول في مساء اليوم نفسه. وقد سبقت موافقة السعودية على انزال القوات الاميركية قمة القاهرة في العاشر من اغسطس وهذا يعني ان السعودية لم تراهن على امنها واستقرارها وحرمة اراضيها على قرارات عربية وتقع في الخطأ نفسه الذي وقعت فيه الكويت قبل 2/8/1990، واعتقد ان قرار السعودية هو قرار حكيم لحماية ارضها وشعبها وحرمة اراضيها، ويضيف ان الرئىس الاميركي كان بحاجة الى التعاون في اقناع بعض قيادات الكونغرس وبالاخص الحزب الديموقراطي الذي كان معارضا الى حد ما لسياسة الرئيس والرأي العام الاميركي ووسائل الاعلام الاميركية، وكنا في قارب واحد، ولا انسى أن عملي في واشنطن كان مشتركا مع اخي وزميلي سفير السعودية في واشنطن الامير بندر بن سلطان وكنا على اتصال دائم واجتماع يومي بيننا، وكان يقوم الامير بندر يوميا في تمام الساعة 5 مساء بزيارتي في السفارة لتبادل المعلومات. وكان يطلع على جميع الامور والاجراءات التي كانت تتخذ لتعزيز القوات الاميركية وتواجدها في السعودية، وكان الشعار في ذلك الوقت هو الدفاع عن المملكة. وهنا بدأنا العمل بعد اتخاذ القرار السياسي والالتزام في الادارة الاميركية، والآن مراحل تعزيز هذه القوات، خاصة ان الادارة الاميركية بدأت باستدعاء الاحتياط وتوجهت حاملة الطائرات «الاندبندت» الى الخليج وبدأت الحشود تزداد في السعودية. لقد كان التوجه الاساسي التركيز على التعاطي مع الكونغرس ومراكز الدراسات الاستراتيجية التي تغذي الادارة الاميركية والآراء، ووسائل الاعلام والجامعات والرأي العام الاميركي ككل، وكنا دائما في حالة استنفار، وكانت أهم نقطة هي تغطية وسائل الاعلام التي لم تقصر في تغطية ونقل مواقف الكويت، كما كانت هناك مواجهات تلفزيونية مع السفير العراقي الذي حاول ان ينشر الأكاذيب ونظرياته المفلسة والباطلة، وأقولها بكل أمانة حينما أذهب وأينما أذهب لأي تجمع في مراكز الدراسات والندوات انه كان هناك تأييد كامل للكويت وقضيتها، وحتى في الجامعات كانت حشود كبيرة من الطلبة المؤيدين لنا، ولم أسمع مواقف مناهضة للكويت وضدها إلا من بعض المجموعات العربية التي كانت مشاكسة وتتحدث عن القضية الفلسطينية وتحاول ان تحول الموضوع الى هذه القضية، وكانت هناك بعض المظاهرات التي حملت بعض اليافطات المكتوب عليها «لا لسكب الدماء من أجل النفط»، وهذه العبارات هي لبعض المتطرفين من اليسار والجماعات التي أظهرت كرهها لكونهم مدعومين من تنظيمات عربية موجودة، كما ان هناك جمعيتين عربيتين كبيرتين في أميركا وهما جمعية الانتوبلي وجمعية ADC وقد أنشئتا بدعم من الكويت قبل الغزو، وعلاقتنا كانت جيدة معهما، ولكن فوجئت من جمعية ADC الناشطة في مجال مكافحة التمييز فقد كانت ضد الكويت طوال الوقت وكانت تنظم تظاهرات أمام البيت الأبيض والسفارة الكويتية، ولا أعلم حتى اليوم سبب ذلك، أما الجمعية الأخرى فكانت جمعية الانتوبلي التي ساهمت الكويت في انشائها وكان هناك تردد من قبل هذه الجمعية العربية الاميركية لأنه لم يكن لهم موقف محدد، وبدأوا يتمايلون في مواقفهم وكنت واضحاً معهم وهو خيار واحد من خيارين إما معنا أو ضدنا، وهذه المنطقة الرمادية ليست مقبولة وقلت لهم عليكم ان تتخذوا موقفاً واضحاً وصريحاً الآن، وقمت قبل لقائي معهم بإعداد بيان لنشره في جميع الصحف الاميركية يتضمن دعم هذه المنظمة للكويت ومواقفها ولسياسة الرئيس الأميركي، فاطلعوا على الصيغة التي وضعناها ولاحظت ان بين الحضور من يتردد وخائف فقلت لهم اننا لسنا بحاجتكم وإنما بحاجة الرأي العام الأميركي، وان ما يهمني هو ان يقف العرب الأميركان مع الحق وليس مع الباطل، وقلت لهم انتم تعلمون عن مدى علاقتنا معكم. ولولا الكويت لما أُنشئت هذه المنظمة، وطلبت منهم ان يذهبوا ليعقدوا اجتماعا يبحثون فيه الوضع على ان يكون موعدنا في الساعة الثانية عشرة ظهر اليوم التالي، وقلت لهم اذا وافقتم على نشر هذا الاعلان اعتبركم من مؤيدينا وسنقوم بنشره، واذا لم اسمع منكم سيكون لنا موقف من هذه الجمعية. وفي اليوم التالي انتظرت ردهم فصارت الساعة 12 ظهرا، ولم يتصلوا وفي الساعة 30،12 ظهرا كلفت أحد العاملين بالسفارة بالاتصال بهم، فقالوا ان اعضاء مجلس الادارة لا يزالون في الاجتماع وكانت الاتصالات مستمرة حتى الثانية ظهرا، حيث كان الاعلان موجودا بالصحف بانتظار ردي عليهم بالنشر من عدمه، لغاية الساعة الثانية والنصف ظهرا اتصلوا بنا وابلغوني موافقتهم على نشره فأعطيت التعليمات للنشر في جميع الصحف وبعد نشره حدثت ضجة في الجالية العربية الاميركية، حيث حدث انشقاق بين منظمة الانتوبلي ومنظمة A.D.C التي كانت ضدنا، كما واجهنا مشكلة استدعاني الرئيس الاميركي بسببها فيما بعد واستفسر مني عن مشكلة العرب الاميركان ضدنا، خصوصا انه لاحظ بعض الاصوات من المعلقين في البرامج الحوارية التلفزيونية من اصل عربي اميركي ضد الكويت والتدخل، فقلت له لا تسألني وانما اسأل رئيس العاملين في البيت الابيض، وهو من اصل لبناني، فاستدعاه الرئيس وسأله فأجابه بان هناك بعض المتطرفين لهم مواقف معينة، وقد يكونون بايعاز من بعض الدول العربية، خصوصا الفئة المهيمنة على بعض المنظمات التي هي من جنسية فلسطينية اصلا. لا أنصحك الرئيس قال لي ما رأيك في ان اجتمع مع بعض هذه الجمعيات العربية الاميركية فقلت له لا انصحك بان تجتمع معهم، كمنظمات، وانما اجتمع معهم كأفراد وقلت له اترك الموضوع لي مع مستشارك جونز ورئيس العاملين في البيت الابيض لطلب شخصيات عربية اميركية تجتمع معهم تستوضح منهم فقال ليكن ذلك، فجلست معه جونس واقترحنا شخصيات عربية اميركية، ودعاهم الرئىس فيما بعد واجتمع معهم ووضح لهم الامور السياسية، وخرجوا من هذا الاجتماع واعلنوا عن بيان واضح بتأييدهم للرئيس الاميركي. ثم يتحدث الشيخ سعود عن الموقف غير المبرر لممثل الجامعة العربية في اميركا السيد مقصود وانحيازه لصالح العراق. وقال: هذا الرجل مع الاسف كانت تربطني به علاقة وطيدة في الثمانينات ولا اريد ان اذكر ما قدمته الكويت وما قدمناه له من مواقف مؤيدة ودعم لأداء مهمته في واشنطن كممثل للجامعة العربية، وعندما حصل الغزو كنا نعتقد بان موقفه مع رئىس مكتب الجامعة العربية في واشنطن سيعكس موقف الجامعة العربية والقمة العربية من تأييد للكويت واجتماعها في 10/8/1990، ولكن مع الاسف هذا الشخص اخذ موقفاً مختلفا تماما، وطبعا وسائل الاعلام الاميركية وجدت لها «صيده» بان هذا يمثل الجامعة العربية والعالم العربي ويتحدث بلغة مختلفة تماما وكان يعارض السياسة الاميركية والتدخل الاميركي وغيره، وان هذه القضية يجب ان تحل من قبل الجامعة العربية بدعوى انها قضية عربية بحتة فكان موقفه غير مشرف اطلاقا، فقد ابتعد عن الاتصال بي، وانا اردت الا اضيع وقتي وانزل الى مستوى هذا الشخص للاتصال به او التباحث معه او التحدث معه، وكان هناك استياء منه من مختلف السفراء والدول العربية التي اكدت ان هذا الشخص يمثل رأيه ولا يمثل رأي الجامعة العربية. وفي 13 اغسطس زار الشيخ صباح واشنطن والتقى جميع القيادات الاميركية وسمع كلاما عن التزام الولايات المتحدة بشأن القضية الكويتية، وكانت عبارة واحدة مهمة جدا سمعها سمو الشيخ صباح الاحمد من وزير الدفاع الاميركي ديك تشيني حيث قال له: لا اريد ان اطيل الحديث معك لانك مشغول ونحن مشغولون.. نحن امام التزام تجاه الكويت». واستخدم كلمة «نحن ملتزمون» فكانت زيارة مهمة جدا لنا ودعماً لجهودنا وعملنا في واشنطن. لمـاذا بكى رئيس أعظم دولة؟ سألني بوش: هل تعرضت نساء الكويت للاغتصاب.. ثم صمت.. وبكى! يستعرض الشيخ سعود بالتواريخ الوقائع بالقول: في الثامن من اغسطس استدعيت إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس بوش، وبدا متعاطفا وقوي الإرادة والقرار، وأخذ يسألني عدة أسئلة وركز على ما إذا حصلت عمليات اغتصاب من قبل القوات العراقية بحق نساء الكويت؟ فصمت فترة قبل ان أجيبه لأنني كنت أعرف أن المعلومة لديه، فقلت له سيدي الرئيس لم يكن بودي ان أشير إلى هذا الموضوع في مكتبكم في البيت الأبيض، ولا يليق هذا الحديث في مكتبكم لأن ممارسات الجنود العراقيين معروفة من اغتصابات تمت وحلت بنساء الكويت، فلاحظت روح التعاطف عليه، حيث اخرج الرئيس منديله وبدأ يمسح دموعه، لأنه كان متأثراً بهذا الوضع. وقال لي أرجوك لا تسترسل، لأن كل ما ذكرته نحن على علم فيه وأود أن تنقل الى القيادة الكويتية ان الولايات المتحدة تقف الى جانبكم. ولم ندخل خلال الاجتماع في أي تفاصيل حول الاجراءات المستقبلية، ولكن اراد بعد محادثته مع سمو أمير البلاد والمواقف التي اعلنها ان يستمع مني بوضوح عن هذه الأمور، ولمست من دون أي شك ان هناك التزاما واضحا، والخطوات المقبلة سيتم ترتيبها في اطار ما سمي بقوات التحالف التي قادتها الولايات المتحدة، وهنا بدأ الاستنفار على عدة أصعدة. فـي 2 أغـسطــس هاتفني ولايتي قـائلا: هـــذا البـيـان.. وأي إضافة تريدها نحن مستعدون يضيف الشيخ سعود: في الثاني من اغسطس تلقيت اتصالا هاتفيا من وزير خارجية ايران علي اكبر ولايتي وكنت اشك في البداية هل هو فعلا الشخص الذي طلبني، فطلبت رقم الهاتف وقلت لهم انا سأتصل بكم في طهران، وبالفعل اتصلت وكانت وزارة الخارجية، حيث احالوا مكالمتي الى وزير الخارجية الايرانية علي اكبر ولايتي الذي كان يبحث عن سمو الشيخ صباح الاحمد للتحدث معه، فقلت له ان الشيخ صباح الآن في السعودية، ولكن حتى الآن لا اعرف اين سأتصل به في المملكة، فقال لي ان موقف ايران سيكون واضحا واريد ان أتلو عليك البيان الذي ننوي اصداره اليوم، واي ملاحظة او اضافة ترى أنها مناسبة لدعم الكويت رجاء لا تتردد بان تقترح اضافتها، وبالفعل تلا علي البيان، وكان رائعا وقويا، وهذا ما كنا نتمناه من ايران، فقلت له: معالي الوزير ان هذا كاف واشكرك وسأنقل هذه المعلومة الى سمو الشيخ صباح الاحمد. جمعيات دعمتها الكويت.. ولم تؤيد موقفنا إلا بعد ضغوط الاتصال.. المفاجأة يقول الشيخ سعود انه تلقى في الثاني من اغسطس اتصالا هاتفيا من عضو مجلس النواب الاميركي كوغ، وهو في ولاية كاليفورنيا، «وكان موقفه معاديا جدا لنا، خصوصا في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية. وقال لي بصريح العبارة: نحن نعلم أنك مشغول بالكثير من القضايا، ولكن أود ان اقول لك شيئا واحدا: اننا نقف معك قلبا وقالبا، وأي شيء تحتاجه في الكونغرس ومجلس النواب اعتبر ان لك صديقا وتستطيع ان تستعين به في أي وقت تشاء». يتبع..
|
|
في الحلقة الثالثة من اوراق الشيخ سعود الناصر الصباح عن الغزو والتحرير يكشف الشيخ سعود «الدور» الذي قام به العاهل الاردني الراحل الملك حسين لمنع استخدام القوة، وعندما فشل ولم يجد آذانا صاغية لدى المسؤولين الاميركيين كلف زوجته الملكة نور لكنها ايضا عادت برفض الطلب الاردني.
ويقول الشيخ سعود الذي كان سفيرا للكويت اثناء الغزو الغاشم ان الملك حسين كان بمثابة المستشار السياسي لصدام حسين، واعطى اشارة واضحة إلى ان الادارة الاميركية والشعب لن يخوضا حربا لتحرير الكويت. كما يكشف الشيخ سعود كيف ان الملك حسين امر بإرسال طيارين الى الكويت لسرقة اسطول الكويتية لان الطيارين العراقيين لا يجيدون قيادتها. وان الشاحنات الاردنية دخلت الكويت للسلب والنهب. ويستعرض ايضا تفاصيل المعركة الدبلوماسية التي خاضتها الكويت الى جانب ادارة بوش لكسب قرار استخدام الخيار العسكري داخل الكونغرس، وقال ان مهلة الـ 45 يوما التي منحها القرار الدولي للعراق لسحب قواته كانت بمثابة مقايضة مع الروس لعدم استخدام الفيتو، ولكن الـ 45 يوما مرت كمحنة حقيقية خوفا من ممارسات القوات العراقية. العاهل الأردني الراحل كان مستشارا لصدام .. وأوحى له بأن أميركا لن تخوض الـحرب تناول الشيخ سعود الناصر زيارة الملك حسين الى واشنطن وقال: موقف الملك حسين كان سيئا للغاية، وكان ايضا محل استياء الادارة الاميركية التي كانت تعتبر الاردن والملك حسين من الحلفاء، وحاول الملك حسين خلال الزيارة تبرير موقفه من الغزو وطلب مقابلة الرئيس بوش، الذي كان في بيته الصيفي لكنه لم يتلق أي رد ومكث في واشنطن يومين وهو ينتظر مقابلة الرئيس بوش، ثم وافق الرئيس الاميركي على مقابلته في ولاية «مي» وبعد اللقاء غادر الملك حسين وعلمت ان الرئيس بوش لام كثيراً الملك حسين ووبخه على موقفه، وقد حاول الملك حسين بشتى المجالات والطرق ان يثني الرئيس الاميركي عن التدخل العسكري لتحرير الكويت وان هذه قضية عربية يجب ان تحل ضمن اطار الجامعة العربية، والرئيس بوش رفض جميع هذه المطالبات وخرج الملك حسين من الاجتماع دون اي جدوى او نتائج لزيارته. وبعد موقف الملك حسين كانت الشاحنات الأردنية تدخل الكويت للنهب والسلب مع القوات العراقية وارسل الملك حسين طياريين اردنيين لسرقة الطائرات الايرباص الكويتية لأن العراق لم يمتلك مثل هذه الطائرات، ولأن الطيارين الاردنيين قادرون على قيادة هذه الطائرات، وبالفعل أتى طيارون اردنيون وسرقوا هذه الطائرات، فكنت متحمسا ومستاء جداً مما حصل وباتصالي مع الحكومة في الطائف حول هذا الموضوع فضلت الحكومة آنذاك الا ندخل في مواجهة مع الملك حسين، فاستأذنت الحكومة بأن يترك المجال لي في ان يكون أي هجوم على الملك حسين ان يتم من قبلي وبالفعل هاجمت الملك حسين بكل أمانة، من باب العتب، خصوصا في ظل مواقف الكويت التاريخية مع الأردن ومع الملك حسين بالذات، فكان موقفة محل استغراب ونكران للجميل، وهاجمت الملك حسين هجوما عنيفا ولم أندم عليه، لأنه بالفعل كان يستحق هذا الهجوم وعلى أثره تم استدعاء القائم بالأعمال الكويتي في عمان الى القصر الملكي وأبدوا استياءهم من هذا الهجوم. ظروف صعبة كما أن الملك حسين وجه رسالة لـ«نيويورك تايمز» حاول فيها ان يشرح موقفه ويصحح صورته ولكن دون جدوى لأن العملية كانت واضحة للجميع، وذكر ايضا انه وهو يغادر الكويت لدى زيارته لها قبل الغزو كان يرثى لحال الجنود المتواجدين في المطار عند صعوده سلم الطائرة لما سيواجهون من ظروف صعبة مع النظام العراقي وكأن في رسالته يعترف بعلمه في نوايا النظام العراقي، وهو حاول اثناء وجوده في واشنطن ان يلتقي مع القيادات في الكونغرس ومجلس الشيوخ ولم يجد آذانا صاغية، والغريب في ذلك انه بعد ان فقد الأمل عاد الى الأردن وارسل زوجته الملكة نور الى واشنطن لتقوم بهذا الدور وكانت الملكة نور نشطة وتنقلت ما بين مجلس النواب ومجلس الشيوخ والتقت مع الكثيرين من الاعضاء وحاولت ان تقوم باتجاه ومنحى الملك حسين نفسه لتثني الولايات المتحدة عن التدخل العسكري لكنها لم تنجح. وقد تصادفت معها مرات عدة في الكونغرس الأميركي، كما تصادف ان يكون موعدي مع أحد أعضاء مجلس الشيوخ بعد موعدها، ووجدت منه كل استهجان لمواقفها. وفشل الاردن اعلامياً وسياسياً في الوصول الى نتائج مع الادارة الاميركية والكونغرس الاميركي، وأنا في تصوري ان الملك حسين كان المستشار السياسي لصدام حسين لتقييم الموقف الاميركي من جراء الغزو العراقي، واعتقد انه أعطى اشارة واضحة لصدام بأن الادارة والحكومة والشعب الاميركي لن يكون لديهم أي نوع من التدخل العسكري. غريب والغريب ان معظم الدول التي أخذت مواقف ضد الكويت كانت هي التي تتلقى مساعدات خارجية من الكويت لبرامج التنمية، واتمنى ان تستفيد من هذا الدرس. ويستعرض الشيخ سعود الناصر ايضاً تفاصيل المعركة الداخلية التي تم خوضها في الولايات المتحدة من اجل الحصول على موافقة مجلس الشيوخ على التدخل العسكري لتحرير الكويت، وروى كيف «ان بعض اعضاء مجلس النواب ومنهم النائب عن نيويورك ستيفن سولرز Steven Solars شكلوا رأس حربة للإدارة الاميركية ولنا في عملية إقناع الكونغرس بضرورة الحسم العسكري». ويقول «لقد كانت المشكلة في الجناح اليميني في الحزب الديموقراطي الرافض للحسم العسكري المباشر، وقد لعب بعض اعضاء مجلس النواب والشيوخ دوراً مهماً في ترجيح الكفة التي كانت متقاربة جداً في مجلس الشيوخ لمصلحة قرار الرئيس الاميركي، واذكر ان عضو مجلس الشيوخ ليبرمان أبلغني بينما كنت في مفاوضات معه على ضرورة دعم الخيار العسكري قائلاً: لا تضيع وقتك فنحن معك ووفر جهودك لغيرنا،.. لا بل أكد لي انه مستعد للقيام بدور لدعم قضيتنا.. وكان لهؤلاء، الذين في الحقيقة كنا على عداء سابق معهم بسبب القضايا المتعلقة بالقومية والعربية وتحديداً الفلسطينية، دور كبير في دعم القضية داخل الاجتماعات المغلقة بين الجمهوريين والديموقراطيين». ولم يكن هناك مشكلة في التصويت في مجلس النواب لان الاكثرية كانت تؤيد سياسة الرئيس بوش، وكانت مشكلتنا الاساسية في مجلس الشيوخ المكون من 100 عضو وفي كل ولاية عضوان وكانت الأغلبية في ذلك الوقت للديموقراطيين فكانت المهمة صعبة في كيفية تمرير أي قرار، وكنا نعد اعضاء مجلس الشيوخ بالرأس كيف سيصوت أو ماذا سيكون موقفه، فكانت عندنا الارقام متعادلة وخطرة جدا، فآل غور نائب الرئيس الاميركي السابق، كان موقفه غير معروف وغامضاً وحاولت جهدي ان اعرف أين يتجه هذا الشخص في موقفه، وكان يرفض ان يعطيني أي رأي وقال سيأتي الوقت المناسب لتعرف موقفي، وكنا بحاجة الى حوالي 10 أصوات من الحزب الديموقراطي لكسب المعركة وكانت هذه الأصوات العشرة غاية في الاهمية بالنسبة لنا، في حال لجوء الرئيس الى مجلسي الشيوخ والنواب. جدل دستوري كان هناك جدل دستوري وقانوني في الادارة الاميركية حول ما اذا كان الرئيس يحتاج الى ان يذهب للكونغرس كما كان هناك جدل في السابق ما بين الرئيس بوش ورئيسة وزراء بريطانيا تاتشر، لان موقفها يقول انه لا داعي للعودة الى مجلس الامن لأنه في ميثاق الامم المتحدة حق الدفاع الفردي والجماعي عن النفس مشروع فلا تحتاج الى العودة الى مجلس الامن للدخول في أي معركة، ولكن الرئيس يريد ان يمشي بحسب خطوات لا يلام عليها مستقبلا، فذهب الى مجلس الامن في امور عديدة، والذي نصح بوش بالذهاب الى مجلس الشيوخ والنواب هو النائب ستيفن سولرز من الحزب الديموقراطي، وقال له بصريح العبارة انصحك ان تذهب وانا اضمن لك اصوات مجلس النواب، ولنعمل سوياً لكسب المزيد من الاصوات في مجلس الشيوخ ولنغطِ خطواتنا الدستورية والقانونية لاننا لا نعلم الى ماذا ستؤدي هذه الحرب مستقبلا من مشاكل وخيمة، لذلك اجعل المجلس والشعب معك، وكان هذا مجال تداول خلال شهري نوفمبر وديسمبر، وبالتالي الرئيس اقتنع ان يذهب الى مجلسي النواب والشيوخ. الفلسطينيون وكانت لدي مشكلة مع بعض العاملين في الخارجية الاميركية المتأثرين بالفلسطينيين مثل رئيس ادارة الشرق الادنى ومساعده ديفيد ماك David mac ووجدت مشكلة في التعامل معهما اذ لم يكن تركيزهما عن غزو الكويت ومعاناة الشعب الكويتي، بل عن معاناة الشعب الفلسطيني في الكويت، وان الكويت هي المسؤولة عن تفجير الفلسطينيين في الكويت! > في ظل الاحتلال العراقي؟ - نعم في ظل الاحتلال العراقي، حتى انني وصلت معهم الى درجة المواجهة في هذه الظروف، وأخبرت نائب وزير الخارجية لاري ايغلبرغر عن هذه المشاكل، التي كانت بيني وبين هؤلاء، فاتصل بي وقال لي عندما تأتي لوزارة الخارجية لا تتوقف في الطابق السادس، بل احضر الي فورا في الطابق السابع، واترك هؤلاء لانهم اصحاب عقول تأثرت ببعض العناصر العربية التي تعمل في وزارة الخارجية الاميركية، وخلال 4 اشهر لم التق مع هؤلاء وكنت اصل الى الطابق السابع بوزارة الخارجية، والتقي مع نائب وزير الخارجية مباشرة، وحدث لي معه موقف، حيث كان مكتبه في الطابق السابع يطل على البيت الابيض، فقال لي اريد ان اقول لك شيئا واحدا لولا قرار هذا الرجل الفردي الذي يسكن البيت الابيض لما وصلنا الى ما توصلنا اليه والفضل يعود له شخصيا، وكنت اعرف انه يدعم اتجاهات الرئيس 100% . بدأت القوات تتوجه، وكان اكبر تحرك وحشد للقوات الاميركية منذ الحرب العالمية الثانية، واذكر انني التقيت رئيس هيئة الاركان المشتركة، وكنا نتحدث عن حجم القوات المتجهة وعدد السفن المستخدمة لنقل هذه القوات وعدد الطائرات وغيرها، فقال لي عن طريق المزح «تستطيع ان تمشي على رجليك من الساحل الشرقي الاميركي الى السعودية» فكانت عملية ضخمة للغاية. فـــيـــتـــو بعد ذلك، كان هناك جدل داخل الادارة الاميركية بشأن الذهاب الى مجلس الامن، وكانت الاكثرية داخل الادارة لا ترغب، حتى لا تدخل في قضية اقناع روسيا والصين لان الخوف كان من «الفيتو». وبعد ذلك اتخذ قرار بالذهاب الى مجلس الامن وتم صياغة القرار ومناقشته في ظل القرار الشهير 678 الذي اجاز للولايات المتحدة ودول التحالف اتخاذ التدابير اللازمة لاخراج العراق من الكويت، واعطى مهلة للعراق مهلة 45 يوما للخروج وهنا كان هذا القرار بالنسبة لنا صدمة كبيرة، لأنه يعطي العراق مهلة 45 يوما في الكويت.. ماذا سيعمل النظام العراقي في الشعب الكويتي والكويت خلال هذه الفترة؟ وما دام هناك قرار من مجلس الامن لا نستطيع عمل شيء، وعرفت فيما بعد ان هذه المهلة هي نوع من الترضية لروسيا حتى لا تستخدم الفيتو، كما ان الادارة الاميركية لم تكن راضية عن الموضوع، ولكن اجبرت على القبول فيه من اجل وحدة مجلس الامن والاجماع حول هذا القرار، فكنا امام محنة سنستمر فيها لمدة 45 يوما اخرى، وما سيحصل فيها من اغتيالات واغتصابات ونهب وسرقات داخل الكويت، فكانت ايضا فترة عصيبة، وكل هذه الامور تهون عن الفترة السابقة لاننا عرفنا الآن ان العملية اصبحت محكومة في وقت زمني. صيغة ذكية بعد قرار مجلس الامن في نوفمبر بدأت الادارة الاميركية تتشاور حول الاجراءات الممكن اتخاذها، وتمت صياغة القرار بالتعاون مع اعضاء مجلس النواب من الحزب الديموقراطي والصيغة التي كانت موضوعة ذكية جدا، لانها لم تصغ بشكل تعطي الرئىس الحق باستخدام القوة لتحرير الكويت، وانما كانت تعطي الرئيس الحق في اتخاذ التدابير لتنفيذ قرار مجلس الامن، وكانت المشكلة في مجلس الشيوخ، وسهرنا مع العديد من الاعضاء ليالي عدة، فمن الجمهوريين كان لدينا 45 صوتا مضمونا، ولكن الاكثرية كانت للديموقراطيين، ورئيس مجلس الشيوخ دستوريا هو نائب الرئيس، ففي حالة تعادل الاصوات دستوريا له الحق في ان يصوت رئيس المجلس، فعملنا حسابنا الذي كان يشير الى فارق صوت او صوتين في الكثير لصالح الرئيس، وهناك بعض الاصوات من النواب لم تعرف مواقفهم، ومنهم آل غور واثنان من الديموقراطيين، ولكن كان هناك نوع من الاطمئنان الى اننا نحظى بتأييد صوت او صوتين اكثرية في مجلس الشيوخ على الاقل وكانت الفترة صعبة جدا، لعدم وضوح النتائج التي ستترتب عليها الاوضاع العسكرية في حالة عدم تمرير هذا القرار في مجلس الشيوخ، ولانها ستكون ازمة سياسية داخل الولايات المتحدة، خصوصا ان الرئيس كان قراره الحرب، ولم يبعث نصف مليون جندي و1200 طائرة و6 حاملات طائرات لمجرد النزهة، لانه كان ينوي المعركة والحرب، ولكن في حال فشل هذا القرار في مجلس الشيوخ ويذهب الرئيس الى الحرب ستكون هناك مشكلة دستورية داخلية قد تؤدي الى استجواب الرئيس او الاطاحة به، وكان في ذلك الوقت معظم الشعب الاميركي مع الرئيس، وكنا نطلع على استطلاعات الرأي يوميا. وعندما تم التصويت في 13 يناير 1991 كنا على اعصابنا وكنت متواجدا مع بعض المسؤولين في وزارة الخارجية الاميركية في السفارة لمشاهدة البث الحي للتصويت في مجلس الشيوخ، فطلب الكلمة آل غور وقلت انه سيرجح الموضوع وعندما اعطي الكلمة كانت من اروع الكلمات التي ألقاها هذا الرجل في تاريخه السياسي، وكان صريحا وواضحا وحاسما، وفي نهاية كلمته قال: انا سأصوت مع هذا القرار، وعندما اعلنها بهذا الشكل فلا بد ان نكسب مع اثنين او ثلاثة من الديموقراطيين، وبالفعل عندما تم التصويت كانت النتيجة 52 لصالح القرار و47 ضد القرار. سموه كان مرتاحا للغاية من لقاء بوش الأمير أُستقبل كرئيس دولة عظمى في واشنطن تحدث الشيخ سعود عن زيارة سمو امير البلاد للولايات المتحدة وخطابه الشهير في الامم المتحدة واللقاء مع الرئيس الاميركي، فقال: «صاحب السمو توجه الى نيويورك لالقاء خطاب، 27/9/1990، امام الامم المتحدة وكان خطابا مؤثرا للغاية، ولقي كل الدعم والتأييد من قادة العالم وشعوبه. وفي 28/9/1990 زار سمو الامير واشنطن والتقى مع الرئيس بوش واستقبل استقبالا حافلا واعطي حفاوة كاملة التي يستحقها كرئيس دولة عظمى، وامضينا فترة طويلة مع الرئيس بوش في البيت الابيض وشرح صاحب السمو للرئيس الاميركي كل المشاكل وابعاد القضية ككل. وكانت زيارة مؤثرة فعلا للرئيس ولقراره، وخرج صاحب السمو بارتياح كامل من اللقاء بالتزام كامل من الادارة الاميركية. ولكن الانسان كان دائما يفكر منذ ان حصل الغزو في 2/8/1990 ان الفترة ستستمر لمدة اسبوعين او ثلاثة اسابيع او لشهر وتنتهي الازمة، ولكن كنا نعلم في واشنطن أن قضية تجهيز قوات لمواجهة القوات العراقية التي وصلت الى مليون عسكري في الساحة الكويتية تحتاج الى قوة وفترة زمن طويلة لنقل القوات الى السعودية بالذات الإعلام.. وقصة الفيلق السابع روى الشيخ سعود كيف ان المحللين السياسيين والعسكريين اثروا في الشارع الاميركي.. والغربي ايضا وكانت شاشات التلفزة تجد في المعارضين للحرب مادة دسمة وكان صدام ايضا يتأثر بهذه التحليلات واستند اليها في ان اميركا لن تدخل الحرب. هذا كان كله كلاما نسمعه ولكن بالفعل كانت شهادة شخص واحد التي كانت محل استغراب وهو ويليام كراون كان سابقا رئيس هيئة الاركان المشتركة في مرحلة رفع الاعلام على السفن الكويتية. فكانت شهادته تحذر من التدخل وكان هذا نوعا من التأثير خاصة في رأي بعض الاعضاء من الكونغرس. وعندما استدعى الرئيس بوش القيادات العسكرية للاعداد للحرب فاجأه كولن باول بالقول انه يحتاج ان يجلب الفيلق السابع من اوروبا والى ست حاملات طائرات متواجدة اضافة الى اشياء اخرى. وفوجئ باول بموافقة الرئىس وقال له: فليكن رغم أن جلب الفيلق السابع قد يودي إلى خلل في توازن القوة في المنطقة مع الاتحاد السوفيتي. ــ أروع كلمة قال الشيخ سعود ان نائب الرئيس الاميركي السابق آل غور الذي كانت مواقفه مترددة القى اروع كلمة سياسية في جلسة الحسم امام الكونغرس في 13 يناير 1991 وأيد الحرب لتحرير الكويت. كشف الشيخ سعود الناصر الصباح في الحلقة الرابعة من اوراقه عن الغزو والتحرير ان الرئيس الاميركي الأسبق جورج بوش الأب، ابلغ نظيره السوفيتي وقتها ميخائيل غورباتشوف انه لن يتردد في خوض حرب عالمية ثالثة لتحرير الكويت «وان الكويت ستُحرر». وقال الشيخ سعود ان الروس اقتنعوا بجدية واشنطن فتوجه بريماكوف الى بغداد لإقناع صدام بالانسحاب، لكن هذا كان تحت ضغوط حالت دون انسحابه، منها ضغوط من الداخل العراقي بعدما اعلن الكويت المحافظة التاسعة عشرة، فضلا عن الشارع العربي الذي دفعه الى المواجهة. واكد ان عددا كبيرا من الخبراء الروس وعناصر من الـ«كي.جي.بي» دخلوا الى الكويت بصحبة القوات العراقية في 2 اغسطس، وان ناقوس الخطر دق عند السوفيت في شهر نوفمبر، بأن العملية العسكرية لتحرير الكويت امر جدي، وان العراق مهدد بالتدمير. ويعتبر الشيخ سعود ان قمة الحسم كانت في هلسنكي عندما التقى الرئيس جورج بوش بنظيره السوفيتي غورباتشوف وابلغه ان الولايات المتحدة لن تتردد في خوض حرب عالمية ثالثة اذا تبين ان روسيا ستقف الى جانب العراق، وكشف الشيخ سعود جانبا من لقاء هلسنكي بالقول ان بوش كان صريحا وحاسما في الوقت نفسه، فقد اطلع غورباتشوف على تفاصيل الخلافات الداخلية في الاتحاد السوفيتي حول العراق وابلغه «ما يهمني هو تحرير الكويت.. ولن اتردد في اللجوء الى القوة الكاسحة». ويكشف الشيخ سعود الذي كان سفيرا للكويت في الولايات المتحدة خلال فترة الغزو كيف ان خبراء روسا وعناصر من الاستخبارات السوفيتية «كي.جي.بي» دخلت مع القوات العراقية الى الكويت وشاركت في الغزو. ويضيف في كشفه للحقائق والمفاجآت ان حجم القوة التي استقدمتها الولايات المتحدة الى المنطقة لم تكن لتحرير الكويت فقط، بل كانت تضع في الحسبان خوض مواجهة عسكرية مع السوفيت. وفي ما يلي الحلقة الرابعة من اوراق الشيخ سعود: اثناء الاحتلال كان لنا اتصالات شبه يومية مع المقاومة الكويتية في الداخل، وذلك عن طريق اجهزة اتصالات خاصة قمنا بشرائها من اميركا وارسلناها الى المقاومة عبر السعودية، وكنت على اتصال بشقيقي صباح والاخ الشيخ علي السالم الذي كان ضمن افراد المقاومة، كما كان هناك اتصال بين وسائل الاعلام الاميركية وعلي السالم لاطلاعهم على حجم الدمار الذي كان يحل بالكويت والوحشية التي مارسها النظام العراقي ضد الكويتيين. وفي اكتوبر من عام 1990 طلبت الولايات المتحدة من الكويت تشكيل فريق لبحث اعادة الاعمار تحت مسمى «فريق العودة» يكون مطعما بمسؤولين يمثلون كافة الجهات الحكومية للقيام بشراء احتياجات الوزارات والدولة، تمهيدا لرحلة العودة إلى البلاد والتحرير. وفعلا توجه فريق الى واشنطن للقيام بالاعداد لاحتياجات الدولة من وسائل لايصال التيار الكهربائي والماء والخدمات. وكان الفريق برئاسة د. ابراهيم الشاهين، واذكر ان وزارة الدفاع الاميركية طلبت ايضا من الحكومة الكويتية انضمام مجموعة من الكويتيين إلى الجيش الاميركي ليكونوا معهم جنبا الى جنب. أثناء دخولهم البلاد والقيام بعملية الترجمة، وبالفعل تم إعداد نحو 600 من الطلبة الكويتيين اضافة الى الطلبة العرب من مصر وبعض الدول العربية وتطوعوا مع الجيش الاميركي وخضع طلبتنا في اميركا ممن تطوعوا لتدريبات مستمرة مع الجيش الاميركي لفترة ثلاثة اسابيع وبعدها انخرطوا مع القوات لدخول الكويت. زيارة بوش في بداية نوفمبر عام 90 قرر الرئيس بوش زيارة القوات الاميركية في السعودية وتزامنت الزيارة مع مناسبة عيد الشكر، وكان بوش يرغب في قضاء هذه المناسبة الى جانب جنوده. وكنت قد سبقت الرئيس الأميركي الى جدة، وهناك التقيت سمو أمير البلاد، وفور وصول بوش اجتمع مع سمو الأمير وكانت المباحثات التي جرت بين الطرفين مثمرة، طمأن بوش خلالها أمير البلاد والمواطنين بأن اميركا عازمة على تحرير الكويت، وبعدها انتقل بوش الى مواقع القوات في حفر الباطن وبعض المناطق التي احتشدت فيها الجيوش لنصرة الكويت، وكانت هذه الزيارة بمثابة مؤشر قوي للجميع على جدية اميركا في إخراج النظام العراقي من بلادنا. رغم ان الاتحاد السوفيتي قام بكل ما هو مطلوب منه في مجلس الأمن لصالح الكويت والقرارات التي اتخذها مجلس الأمن، فإن اميركا لم تكن مطمئنة لموقف الاتحاد السوفيتي بسبب عدم قيامه بإقناع العراق بالانسحاب من الكويت. ولذلك اضطر الرئىس بوش للقاء رئيس الاتحاد السوفيتي غورباتشوف لاستيضاح الموقف، وابلاغه بموقف اميركا ومجلس الامن تجاه القضية والعمل الذي تم على ارض الواقع، وبيان ان الامر في غاية الخطورة وانه ليس فقط متمثلا بقرارات مجلس الامن انما سيكون هناك عمل عسكري ومواجهة، وفعلا عقد الاجتماع في التاسع من سبتمبر في هلسنكي وحضر جميع مساعدي بوش من كافة جهاته الحكومية، وكان الحديث يتركز على شرعية الكويت وتنفيذ قرارات مجلس الامن، وبعدها طلب بوش الاجتماع مع غورباتشوف على انفراد ولم نعلم ما دار بينهما وبعد عودة الرئىس بوش الى اميركا حاولت ان اعرف حيثيات الاجتماع الثنائي لكن لم استطع الا بعد ايام، حيث نما إلى علمي ان بوش ابلغ غورباتشوف ان اميركا تعلم بعلاقة الاتحاد السوفيتي مع العراق وعلى اطلاع كامل بما يدور بهذه العلاقة حتى من جهة وجود خبراء عسكريين الى جانب الحرس الجمهوري العراقي في الحشود على الحدود الكويتية فضلا عن ابلاغه علم اميركا بالانشقاق الحاصل بين الاستخبارات السوفيتية والحكومة حول السياسة السوفيتية التي يجب اتباعها، حيث بين بوش للرئيس السوفيتي ان كل هذا لا يعنيه وما يهمه هو استقلال الكويت وخروج القوات العراقية من اراضيها وعودة الشرعية الكويتية.. واكد له ان واشنطن ستستخدم القوة العسكرية لاخراج العراق مهما كلف الامر. حتى ان بوش ابلغ غورباتشوف صراحة ان الولايات المتحدة مستعدة لخوض حرب ضد السوفيت اذا اقتضى الامر في اي حال من الاحوال اذا تبين ان موسكو طرف في غزو الكويت، فكانت هذه رسالة واضحة وقوية من بوش للرئىس السوفيتي. جهود وفور عودة غورباتشوف إلى بلده بدأت الجهود الدبلوماسية السوفيتية بالتحرك من خلال ارسال رئىس الاستخبارات السوفيتية بريماكوف للعراق في محاولة لاقناع النظام العراقي بالانسحاب من الكويت فضلا عن جولاته المكوكية إلى الدول المجاورة وابلغ صدام حسين ان العالم قد يواجه حربا عالمية ثالثة اذا حدث العمل العسكري فكانت جولاته مكثفة لتثني صدام عن موقفه. مكاسب كان العراق في بداية الامر يبحث عن مكاسب ويمكن ان تكون هناك نوايا للانسحاب لكن كان العراق في الوقت نفسه لا يعتقد ان الكويت هذا البلد الصغير يحرك جهود العالم لتحريره عن طريق العمل العسكري او من خلال حرب عالمية ثالثة حيث ان هذه المواجهة ليست بين الكويت والعراق والدول العربية انما بين اميركا والاتحاد السوفيتي، لكن من المؤكد ان لقاء هلسنكي وضع الخط الواضح للاتحاد السوفيتي بأن يخرج العراق عن طريق المبادرات السوفيتية أو نخرجه بالقوة من الكويت. > هل يعني ذلك ان العراق لم يأخذ بالنصائح السوفيتية بل بمشورة الملك حسين؟ ـ يجب ان نسأل أنفسنا قبل الاجابة عن هذا السؤال: هل الاتحاد السوفيتي مارس أي ضغوط على العراق بعد قمة هلسنكي، أم ان الاتحاد السوفيتي لم يأخذ التهديدات الأميركية على محمل الجد، فهذا يؤكد ان الاتحاد السوفيتي لم يكن مقتنعاً بالعمل العسكري لقوات التحالف بقيادة اميركا حتى بعد هلسنكي الى ان وصل الوضع الى نوفمبر عندما دعمت اميركا قواتها بالفيلق السابع ومضاعفة حجم الجيش، وفي ذلك الوقت نشطت جهود السوفيت عن طريق بريماكوف وبدأت الأصوات السوفيتية تنادي صدام بالانسحاب لأن الوضع في غاية الخطورة. وحول علم القيادة الكويتية بوجود خبراء روس مع الجيش العراقي أثناء الغزو، قال الشيخ سعود ان عدداً كبيراً من الخبراء الروس دخلوا بصحبة القوات العراقية في الثاني من اغسطس، اول يوم للغزو، وكانوا متخصصين في نوعين من الصواريخ هما «بروج والسلبرامز»، وهذا ما أكدته صور الأقمار الصناعية حيث زرعوا الصواريخ في الأراضي الكويتية ثم انسحبوا، فالمخابرات السوفيتية (كي. جي. بي) كان لها دور في ذلك خصوصاً بعد الخلافات التي نشبت بينها وبين القيادة السوفيتية، ووقتها كانت للاستخبارات السوفيتية قوة كبيرة وتأثير قوي في القرار السوفيتي، وكانت لها خطط ومآرب تختلف عن القيادة السياسية، فتركت السياسة لغورباتشوف وعملت جنباً الى جنب مع صدام حسين من خلال ترتيبات معينة. ناقوس الخطر لكن اؤكد ان ناقوس الخطر دق عند السوفيت في شهر نوفمبر عندما تأكدوا ان العملية العسكرية أمر جدي، وان العراق مهدد بالتدمير وان الاتحاد السوفيتي ليست له القدرة على مواجهة الولايات المتحدة بأي شكل من الأشكال، حيث ان حجم القوات التي جلبتها اميركا ودول التحالف الى المنطقة كانت أكبر بكثير من قضية تحرير الكويت، وكانت تضع في الحسبان مواجهة قوة أكبر، فهل كان يعلم العالم ان غواصتين نوويتين كانتا موجودتين وعلى أهبة الاستعداد لمواجهة قوى أكبر من العراق، فضلاً عن السلاح النووي الموجود في مياه الخليج على حاملة الطائرات.. فجميع الأسلحة والعتاد كانت موجودة تحسباً لأسوأ الاحتمالات، وكان المقصود بها احتمال تحرك السوفيت للوقوف مع العراق. لم أؤيد الـحل السلمي قال الشيخ سعود انه مع بداية شهر اكتوبر كان من المستحيل ان يكون هناك حل سلمي مع العراق بعد تقدم القضية وتوافر الحجم الكبير من القوات الاميركية والتحالف. وبالنسبة لي فكنت لا أتمنى الحل السلمي لأن ما ارتكبه النظام العراقي بحق الكويت وشعبها كان كبيراً جداً. وانا كنت لا أؤيد الحل السلمي لأن انتشار القوات العراقية على الحدود من جديد أمر خطير جداً، ولو كان الانسحاب في ايام الغزو الاولى لقبلنا، لكن بعد الدمار الذي خلفه والوحشية التي مارسها ضد الشعب الكويتي كان الحل السلمي لانسحاب العراق عبارة عن مكافأة للمجرم. لماذا لم ينسحب صدام؟ اعتقد ان سبب عدم انسحاب صدام يكمن في انه كان تحت ضغوط من الداخل بعدما أعلن ان الكويت المحافظة التاسعة عشرة، فضلاً عن الشارع العربي الذي دفعه الى المواجهة زاعما ان الكويت البوابة لتحرير فلسطين، وأخذ صدام الغرور بقوته وجنوده، ووجود مليون جندي عراقي في الكويت زاد من هذا الغرور وشعر ان اكبر قوة في العالم لن تخرجه من الكويت خصوصاً بعد التأييد الذي حصل عليه من قبل بعض القيادات فضلاً عن ذلك كان صدام يجهل حجم الحشود الاميركية ولم يسمع لبريماكوف في شهر نوفمبر. لقاء جنيف عزيز لم يتسلم الرسالة وبيكر لوح بـ«النووي» كان اجتماع وزير الخارجية الاميركي جيمس بيكر مع نظيره العراقي طارق عزيز في جنيف مهماً للغاية كونه انعقد في التاسع من يناير قبل عاصفة الصحراء بأيام قليلة لأن الادارة الاميركية تريد ان تكسب اكبر عدد من اصوات الكونغرس لتمرير القرار الذي صوت عليه في 13 يناير اي بعد الاجتماع بأربعة ايام حيث كانت بعض اصوات الكونغرس تقول: امنحوا الحل السلمي فرصة اطول قبل دخول الحرب، فكان هذا الاجتماع بالنسبة لنا صدمة رغم اني اعرف ماذا يريد بوش من هذا الاجتماع، لكن كنت متخوفاً من نتائجه ومناورة العراق على هذا الصعيد، فسلم بيكر رسالة من بوش الى صدام ورفض وزير الخارجية العراقي تسلمها لانها تحتوي على لغة التهديد. فالقضية من الجانب الاميركي حسمت لانها قامت بكل الجهود للحل السلمي لكن صدام لم يستجب، انتهت المفاوضات ولم يفهم العراق الرسالة الاميركية. وعندما خرج بيكر قال ان المفاوضات العراقية الاميركية فشلت، وحذر بيكر العراق من استخدام اسلحة الدمار الشامل، وقال اذا حصل ذلك فإن الشعب الاميركي سيطلب الرد بأقوى سلاح لدى اميركا، والمقصود بذلك كان النووي، وفي تلك اللحظات انفرجت الأزمة بالنسبة لنا وشعرنا بارتياح كبير، وبعدها بأربعة ايام تم التصويت في الكونغرس لصالح الحرب وحصل بعدها الرئيس الاميركي على التفويض. يتبع ...
|
|
رشيدي وكلي فخر
شكراا لنقلك ولى عوده للقراءة ..
|
|
>يكشف الشيخ سعود الناصر الصباح في الحلقة الخامسة من اوراقه عن الغزو والتحرير تفاصيل اللقاء الذي جمع سمو امير البلاد بالرئيس بوش وان الاخير بعد اللقاء الرسمي اراد الاجتماع مع الامير على انفراد ليسأله: ماذا تريد مني بالضبط؟ فأجاب سموه، وقد اشار الى خريطة الكويت التي وضعت على مكتب الرئيس الاميركي بالقول «اريد استعادة الكويت». وهنا رد الرئيس بوش «هذا ما ستحصل عليه».
ويبين الشيخ سعود الذي كان سفيرا للكويت في واشنطن اثناء الغزو كيف ان المؤامرة كانت ابعد من مجرد احتلال الكويت، بل تقسيم الجزيرة العربية بالاتفاق بين صدام حسين والملك حسين وياسر عرفات والرئيس اليمني علي عبدالله صالح، واعاد الى الذاكرة مطالبة الملك حسين بالعودة الى لقب الشريف! كما اكد ان هذه المؤامرة تقاطعت مع اطماع تاريخية سوفيتية بالوصول الى المياه الدافئة في الخليج على ان يتم تحويل أم قصر الى ميناء عسكري سوفيتي. وفي الحلقة الخامسة من اوراقه عن الغزو والتحرير يروي الشيح سعود كيف ان القوات الاميركية اعترضت سفينتين في البحر الاحمر اثناء الغزو وانطلقتا من ميناء العقبة الاردني باتجاه اليمن وهي محملة بالسيارات الكويتية المسروقة وبعض المسروقات من الكويت. رغم المواقف المعادية التي اظهرتها ما اطلق عليها دول الضد الا ان الكويت لم ترد بالمثل، واذكر كيف ان سمو امير البلاد حرص خلال لقائه مع الرئيس بوش على تأكيد الكويت وتمسكها بضرورة ايجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، فالقضية الفلسطينية كانت في ضمير الامير. وايضا استذكر بعد الاجتماع الموسع برغبة سمو الامير ان يقدم للرئيس بوش هدية رمزية، وسألني آنذاك عن المتوفر لدينا في السفارة لتقديمها للرئيس بوش كهدية، وقدمنا مجموعة هدايا كي يختار منها، وقد اختار صاحب السمو لوحة عليها خريطة الكويت مصنوعة من النحاس واهداها الى الرئيس بوش قبل اللقاء. وبعدما انتهى اللقاء الموسع في المكتب البيضاوي في البيت الابيض، دعا الرئيس بوش صاحب السمو الى لقاء خاص في مكتبه وحضرت اللقاء، وقال الرئيس بوش للامير هل هناك امور لم تذكرها في اللقاء الرسمي تريد قولها هنا، فالتفت صاحب السمو الى الهدية التي قدمها للرئيس التي وضعها على المكتب، وقال الامير ليس لدي ما اقوله، واشار الى الخريطة وقال يجب ان يعود هذا البلد، ورد عليه الرئيس هذا ما ستحصل عليه دون اي شك. منذ انتهاء الحرب العراقية - الايرانية اخذ صدام حسين يعد خطة الهيمنة على المنطقة، وبمساعدة الاردن واليمن والسودان ومنظمة التحرير الفلسطينية والجزائر، نحن اكتشفنا انه نسق مع تلك الدول للهيمنة من خلال خطة متفق عليها، ولو رجعنا الى التاريخ الى قبل الغزو لوجدنا ان بعض الامور التي كانت تواجهنا لا تلفت اليها انتباها، ولا يتوقع ان تكون جزءا من خطة لعملية مستقبلية، فعندما طلب الملك حسين عدم تلقيبه بالملك واطلاق لقب الشريف عليه كان بسبب الاطماع التي كان يخطط لها في المنطقة الغربية من مدن الحجاز وغيرها، من مناطق السعودية والعراق كانت اطماعه بالكويت والمنطقة الشرقية من السعودية، اما منظمة التحرير، فأطماعها كانت خاصة بأن تكون الكويت البديل لفلسطين، واعتقد ان هؤلاء القادة كانوا على درجة كبيرة من السذاجة، وعدم الحنكة السياسية بأن يضعوا أيديهم بيد صدام حسين، اذا لم يكن لديهم تأكيدات ماذا ينوي ومن يقف وراءه. والحقيقة ان الملك حسين والرئيس علي عبدالله صالح وياسر عرفات وغيرهم من قادة الدول الذين دعموا صدام اثناء الغزو صدقوا تأكيدات صدام حسين بأنه يتلقى دعما من احدى الدول الكبرى لاجتياح الكويت، ومثل هؤلاء القادة لا يمكن ان يغامروا بمستقبلهم السياسي، او يرهنوا علاقات بلادهم بالولايات المتحدة والدول الاوروبية الغربية، لولا انهم كانوا على قناعة بأن صدام مدعوم، وكانوا يراهنون على مفاجآت اللحظة الاخيرة، وبأن الولايات المتحدة لن تخوض حربا في المنطقة، وان القوات الاميركية وقوات التحالف لن تستطيع تجاوز العملاق السوفيتي الذي كان يحركه بريماكوف والذي تربطه علاقات مميزة مع صدام حسين. وانا اتساءل عن هؤلاء الرؤساء ومنهم الملك حسين والرئيس اليمني وياسر عرفات الذي زار صدام حسين بعد الغزو مباشرة، وقام بتهنئة الرئيس والفرحة بادية على وجهه، امام شاشات التلفزيون، لا بد ان وراءها سرا، فكما تعلم ان العراق بلد من العالم الثالث ولا يصنع السلاح. كما انه ليس لديه القوة الاستراتيجية التي تستطيع بها ان يكتسح المنطقة دون سند قوي من دولة كبرى، هل انا استطيع ان اضع يدي بيدك اذ لم تكن هناك ضمانات منك بأنك انت مدعوم من جهة أو قوى كبرى، مثل هذه المغامرة التي تدخل بها الكويت ودولة اخرى في المنطقة. ضحية والكويت كانت ضحية من جانبين، الاول اعتمادها على ضمانات المنظومة العربية، والشق الثاني انها ضحية كبداية للمؤامرة الكبرى ضد المنطقة، وذكرنا مطامع الملك حسين في الحجاز ومطامع اليمن والعراق في الكويت والمنطقة الشرقية، والحديث عن هذا الموضوع يجب اخذ شموليته والصورة تبلورت لدى الادارة الاميركية، ولدي شخصياً في 10/8/1990 بعد نتائج مؤتمر القاهرة، اذ كانت المؤامرة واضحة ومن يقف وراءها، وهذا ما استدعى الرئيس بوش لعقد مؤتمر قمة هلسنكي مع الرئيس غورباتشوف في شهر سبتمبر عام 1990 والتي اوضحت فيها الولايات المتحدة انها تعرف جميع هذه المخططات. مؤامرة هناك من يقول ان الكويت تعرضت لمؤامرة اميركية وهذا الرأي مردود عليه، وعلينا العودة الى التاريخ وما قبل 2/8 ونتساءل ما سر وجود 8 آلاف فني من الاتحاد السوفيتي ضمن الحرس الجمهوري العراقي، وهنا يتبين ان العملية ليست بين الكويت والعراق فقط وانما العملية اكبر من ذلك، وكان هذا الحديث بدور بيني وبين الادارة الاميركية، وكانت هناك مؤشرات ودلائل على موقف الاتحاد السوفيتي الذي يخفي اطماعاً تاريخية في الوصول الى المنطقة. أطماع فالهدف أكبر من احتلال الكويت بالتأكيد لان المشروع كان تقسيم الجزيرة العربية ضمن خطة مسبقة بين صدام وبعض القيادات العربية. وقد تقاطعت هذه المؤامرة مع اطماع تاريخية قديمة للاتحاد السوفيتي للوصول الى الحياة الدافئة في الخليج. وكانت ملامح هذه المؤامرة ان يتم تحقيق حلم الاتحاد السوفيتي بان تكون ام قصر ميناء عسكريا للسوفيت. ولابد ان ان نربط بين المطامع السوفيتية والازمة التي اثارها العراق في مطلع السبعينات بشأن المطالبة بممر مائي والسيطرة على جزيرة بوبيان. ولابد ان نذكر ان اتفاقا كان بين العراق والاتحاد السوفيتي لاعطاء الروس موطئ قدم بحريا في الخليج، لكن السوفيت عادوا واضطروا الى الغاء الاتفاق بعدما تبين لهم ان الامور لا تسير حسبما تشتهي المطامع السوفيتية. تعيين غنيم وعن تفسيره لتعيين واشنطن سفيرا لها اثناء الاحتلال يقول: هناك نقاط ذات حساسية سياسية كان يجب ذكرها لملء الفراغات وكانت ضمن اسرار الدولة، فاثناء الغزو كان السفير الاميركي في الكويت «نك هول» في السفارة واصبح تحت الحصار مع العاملين معه وقد دام الحصار 133 يوما، وهو ما تعرضت له سفارات اخرى ومنها البريطانية والسعودية والفرنسية ودول الخليج. وكانت ولاية السفير الاميركي منتهية وتم تعيين السفير ادوارد غنيم وبعد ان اصبحت الامور صعبة جدا واضطرت السفارة والسفير الى اخلاء السفارة وكان ذلك في اوائل شهر نوفمبر وخرج السفير والعاملون معه. وتم بالفعل تعيين السفير الجديد ادوارد غنيم واقيم له حفل رسمي في مبنى وزارة الخارجية الاميركية في واشنطن وحلف اليمين لتسلم منصبه الجديد كسفير لاميركا في الكويت ونحن تحت الاحتلال، في ذلك الوقت، واستلم رسميا وذهب للطائف لتقديم اوراق اعتماده لصاحب السمو. سيارات كويتية مسروقة من العقبة ..إلى اليمن! يروي الشيخ سعود الناصر كيف ان المسؤولين في الادارة الاميركية كانوا يطلعونه على تفاصيل العمليات التي تنفذها القوات العسكرية سواء البرية او البحرية منها. وقال ان القوات البحرية الاميركية اعترضت سفينتين غادرتا من ميناء العقبة الاردني وهي محملة بالسيارات الكويتية والسلع والمعدات التي تم نهبها بشكل منظم من الكويت. وقد حدث ذلك بعد شهر واحد من الغزو اي في شهر سبتمبر وحجزت البحرية الاميركية السفينتين. وابلغت من المسؤولين الاميركيين بان السفينتين ستبقيان رهن الاحتجاز حتى تقرر الامم المتحدة ما سيؤول اليه مصيرهما. وتساءل الشيخ سعود: أهكذا تكون العلاقات العربية ـ العربية؟ كارثة اقتصادية عندما وصلت انباء حرق النظام العراقي لاكثر من 700 بئر في الكويت كان الرئيس الاميركي متألماً جداً وسماها «سياسة» حرب الكويت وكانت احد العناصر التي دفعت الرئيس الاميركي لبدء الحرب البرية للقضاء على الوجود العراقي في الكويت. وكانت الكويت تخسر اكثر من 300 مليون برميل يومياً تحرق في هذه الكارثة الاقتصادية. مرتزقة يقول الشيخ سعود ان العراق اعد للمؤامرة سياسيا واعلاميا وعسكريا واشترى كثيرا من الاقلام العربية والمفكرين ودفع لكثير من الانظمة العربية للوقوف معه. عمليات سرية داخل العراق يكشف الشيخ سعود عن بعض العمليات السرية للقوات البريطانية والاميركية داخل الاراضي العراقية قبل بدء عاصفة الصحراء، ويقول هذه العمليات السرية قامت بها القوات الخاصة الاميركية والبريطانية بهدف الاستطلاع، وكانت عمليات استخباراتية اكثر منها عسكرية. لكن عندما لجأ صدام حسين الى استخدام صواريخ سكود على السعودية، كان مصدرا للقلق وتساؤلا عما اذا كانت هذه الصواريخ تحمل مواد كيماوية. وبالنسبة لي، شاهدت عن طريق الاقمار الصناعية ان صدام جهز تحديدا 18 مدفعا لاطلاق اسلحة وقذائف تحمل مواد كيماوية، وكانت الاستخبارات الاميركية على يقين بأن هذه الاسلحة تحمل قذائف كيماوية، لأن تجهيزها يدل على ذلك، لذلك كانت القوات الاميركية بالمرصاد لهذه المدافع التي دمرت منذ الساعات الاولى من بدء عاصفة الصحراء، وكانت من الاهداف الرئيسية لإبعاد شبح الاسلحة الكيماوية عن المنطقة، وصدام لم تكن لديه القدرة على تحميل صواريخ سكود بالاسلحة الكيماوية، وكان يطلقها بطريقة عمياء على السعودية، حيث ادت الى سقوط عشرات الضحايا في السعودية. يواصل الشيخ سعود الناصر كشف اوراقه عن الغزو والتحرير حين كان سفيرا للكويت في الولايات المتحدة اثناء الاحتلال العراقي، ويسترسل الشيخ سعود في كشفه لخيوط المؤامرة العربية التي وضعت الكويت هدفا اوليا او خطوة اولى في اطار مخطط كبير لتقاسم اراضي الجزيرة العربية بين العراق والاردن واليمن! ويفجر سعود الناصر مفاجأة من العيار الثقيل عندما يكشف لـ«القبس» كيف ان الرئيس المصري ابلغه خلال لقاء استمر 3 ساعات معه في القصر الرئاسي اواخر مايو عام 1991 بالقول «لقد خموني (خدعت) ودخلت معهم في مجلس التعاون العربي - الذي ضم الى جانب مصر الاردن والعراق واليمن - فده كان مجلس التآمر العربي وليس التعاون». وينقل سعود الناصر عن الرئيس مبارك «في الثاني من اغسطس عام 1990 اي يوم الغزو جاءني مبعوث من قبل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وعرض علي عشرين مليون دولار مقابل ان تلتزم مصر الصمت ولا يخرج اي تصريح يندد بالغزو!» :x وستكشف «القبس» في وقت لاحق تفاصيل لقاء الساعات الثلاث التي جمعت سعود الناصر بالرئيس مبارك والتي فيها ايضا، وكما ينقل الشيخ سعود عن الرئيس مبارك «الملك حسين جاءني في الاسكندرية يطالبني بضرورة حل الأزمة عربيا». فقلت له «حل عربي ايه يا حسين ده احتل دولة.. ده احتلال وكارثة وبتتكلم عن حل عربي؟!». ويضيف الرئيس مبارك لسعود الناصر: اثناء توجهي مع الملك حسين بالموكب وكان وزيرا خارجيتي مصر والاردن في سيارة خلفنا ولم يكن بعد قد تحدد مصير القيادة الكويتية، وبينما نحن في الموكب بثت احدى وسائل الاعلام نبأ يقول ان الامير وولي العهد خرجا الى السعودية، وهنا ضرب وزير خارجية الاردن كفا بكف وقال «فلتوا»! :shock: ويبدأ الشيخ سعود حديثه قائلا «عندما انشئ مجلس التعاون العربي الذي كان يضم العراق والاردن ومصر واليمن كان محل تساؤل، فهل هو مجلس مواز لمجلس التعاون الخليجي وما هي أهدافه.. ولماذا الآن بالتحديد؟ وظلت هذه الاسئلة من دون ان تجد لها اجابة حتى الغزو. وفي اواخر مايو عام 1991 وبينما كنت في القاهرة بزيارة خاصة تلقيت اتصالا من القصر الجمهوري، ولا أعرف كيف علموا بوجودي وأبلغوني ان الرئيس حسني مبارك يريد ان التقي به، وقلت ان ذلك يسعدني وقال لي ان الرئيس يريد أن يراني بمفردي من دون السفير وان مدة المقابلة 20 دقيقة. ويوم اللقاء توجهت الى القبة، حيث امتدت المقابلة المقرر لها 20 دقيقة الى 3 ساعات، ودخلنا في تسلسل الأحداث وقال لي «الجماعة دُول خمّوني وانشأوا مجلس التعاون العربي وأنا أسميه مجلس التآمر العربي الآن.. لقد خدعوني بدخولي في هذا المجلس». 20 مليون دولار وقال لي مبارك انه يوم 2 أغسطس، اي يوم الغزو، وصلني مبعوث من الرئيس اليمني وطلب مقابلتي فورا، حيث كان يحمل رسالة من الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مفادها انه قدم لي شيكا بعشرين مليون دولار على شرط الا يخرج أي تصريح من مصر في ادانة الغزو وعدم اتخاذ أي موقف، ويدفع في اي حساب واي بنك، ورفضت وأخذت موقفا حازما في هذا الموضوع، وطلبت من المبعوث المغادرة فورا. ثم ذكر مبارك انه اصر على أخذ موقف صارم وادانة الغزو. وينقل الشيخ سعود عن الرئيس مبارك «في الاسكندرية جاءني الملك حسين بعد يومين من الغزو، ووقتها لم تكن هناك معلومة مؤكدة ان سمو الامير وولي العهد خرجا من الكويت والامور كانت مشوشة». ويقول مبارك «ونحن في موكب السيارات مع الملك حسين ووزيرا خارجية البلدين في سيارة اخرى جاء خبر عاجل من الـ BBC ان الامير وولي العهد خرجا الى السعودية سالمين.. تصور -والكلام للرئيس مبارك- ان وزير خارجية الاردن مروان القاسم ضرب كفا بكف متحسرا وقال «فلتوا» وانا - أي الرئيس مبارك - فقدت اعصابي ووجدت نفسي ضمن مجلس تآمر عربي ولم اكن اعلم بنواياهم». والرئيس مبارك كان مستغربا كثيرا قضية الرشوة من الرئيس اليمني ومن موقف الملك حسين، وكان يقول «انا مش عارف الراجل ده (الملك حسين) اصابه ايه في مخه، والظاهر انها مؤامرة.. يريدون تقسيم المنطقة بينهم وانا مش عارف حاجة وانا دخلت مجلس التعاون العربي بحسن نية، والجماعة متفقين مسبقا على تقسيم المنطقة بينهم». ويستطرد الشيخ سعود بالقول: بعدما حصل الغزو علمنا ما هي مخططات مجلس التعاون العربي واهمها ان يأخذ العراق كل المنطقة الشرقية، الاردن والحجاز ونجد واليمن المناطق الجنوبية. وقبل الغزو كان هناك مؤشران: الأول، عندما طلب الملك حسين تسميته بالشريف والثاني، عندما صدر موقف عراقي يقول: «ان سواحلنا في الخليج ستمتد لتضاهي السواحل الإيرانية، وكان واضحا ان النوايا موجودة». وخلال لقائي مبارك كان غاضبا وفاقدا اعصابه لهول ما جرى وكان يصف الملك حسين بـ«المجنون» وقال «كان يطالب بحل عربي خلال اجتماعي معه في الاسكندرية، فالكويت «ابتُلعت» والسعودية مهددة، وحسين يطالب بالتريث وبحل عربي، وانه سيزور صدام لتقصي الوضع وبحث ايجاد حل.. وده كله كان كلام فارغ، وكانوا يريدون ان يكسبوا الوقت، هذه مؤامرة وهذا المجلس مجلس تآمر». ويقول الشيخ سعود انه بعد زيارة الملك حسين الى الاسكندرية زار بغداد، وحاول الرئيس مبارك الاتصال بصدام حسين مرارا وتكرارا الا انه لم يرد، وكان مساعدو صدام يقولون انه في اجتماع او في الحمام او نائم، ولم يستطع الرئىس مبارك محادثته. الموقفان الأميركي والفرنسي وعن دور الولايات المتحدة في تسليح الجيش الكويتي قال: إن سلاح الطيران الكويتي الذي تمكن من الخروج من الكويت نوعان: السكاي هوك والميراج، فهم خرجوا الى قاعدة خميس مشيط واتصل بي الاخوان في سلاح الطيران وقالوا ان الطائرات بحاجة الى ذخيرة وقطع غيار وتجهيز كامل وان جميع الفنيين الأميركيين الذين كانوا يعملون في القواعد الكويتية استطاعوا ان يخرجوا من الكويت بسلام وعادوا الى الولايات المتحدة، وطلبوا عودة الفنيين ايضاً الى خميس مشيط، وأبلغت الأميركيين في وزارة الدفاع وردوا عليّ بأنهم على استعداد لتزويد الكويت بكل ما تطلب ودون مقابل، وكل ما هو مطلوب منكم كتاب رسمي. وتم تحديد موعد معين لتواجد الفنيين وتم استدعاؤهم جميعاً وكان عددهم تقريبا 200 فني، ولم يتخلف واحد منهم لأي سبب من الأسباب، وطلبوا مني ان أوفر طائرة لهم لنقلهم الى قاعدة خميس مشيط، وطلبت من الحكومة في الطائف توفير الطائرة ووصلت الطائرة الكويتية الى قاعدة اندروز الجوية، وكان جميع الفنيين الأميركان جاهزين للسفر، ولم يطلبوا مكافأة ولا توقيع عقود ولا أي التزامات وحضروا فوراً الى قاعدة خميس مشيط. جسر جوي كان هناك جسر جوي لنقل المعدات والذخائر لطائرات السكاي هوك إلى خميس مشيط بمجرد توقيعي على طلب من وزارة الدفاع، وقالوا خذوا الحساب لاحقاً، فالآن ليس وقت حسابات، وتم تزويد الطيارين الكويتيين بكل ما يحتاجون. بدأت الطائرات بعد اسبوعين من خروجها من الكويت في الاقلاع للمناورات بوجود قطع الغيار والذخيرة، والاخوان في المملكة كان طلبهم واضحاً وهو ان تبقى الطائرات بعيدة عن المواجهة لتفادي أي عملية من طيارينا تشعل الحرب قبل أوانها. الموقف الفرنسي في 11 نوفمبر جئت الى الطائف عندما زار الرئيس بوش القوات الأميركية في المنطقة والتقى سمو الأمير في جدة ووجدت ان هناك جدلاً قائماً حول طائرات الميراج وقالوا لي ان الفرنسيين اشترطوا انهم لن يزودونا بأي قطع غيار او ذخيرة للميراج الا بعد التوقيع على طلب لشراء طائرات ميراج 2000، وذلك وسط الازمة. وابلغت الاخوان بان لدي رسالة من الولايات المتحدة بانهم ليسوا بحاجة الى طائرات الميراج ولا يرغبون في ان تدخل طائرات الميراج المعركة لان العراقيين لديهم الطائرات نفسها ولا يريدون ان يخطئوا ويضربوا طائرات كويتية، ورجائي ان تصرفوا النظر عن الشروط الفرنسية وانسوها، ونحن لسنا بحاجة الى الميراج، وبالفعل بقيت الطائرات الفرنسية، والفرنسيون لم يزودونا بأي قطع غيار او ذخيرة وبقيت الميراج جاثمة في القاعدة الجوية. F18 وقت الغزو كانت الطائرات F18 Hornet، التي تم التعاقد لشرائها عام 1988 خلال زيارة سمو ولي العهد الى واشنطن، وكانت هناك 40 طائرة F18 تصنع في مصانع ماكدونالدز دوغلاس ، وعندما حدث الغزو اتصل بي مسؤولو المصنع وقالوا اننا اوقفنا تصنيع الطائرات لان الدولة احتُلت، وليس هناك دفعات بحسب شروط العقد، واتصلت بمستشار الامن القومي برنت سكوكرست Brent scowcrost وابلغته بما حصل فأجابني: اترك هذا الموضوع لنا. وعلمت فيما بعد ان البيت الابيض اتصل بالمصنع وأبلغ بان الولايات المتحدة تتكفل بسداد الدفعات وان على المصنع الاستمرار في تصنيع الطائرات، وكان حجم الصفقة مليارين ونصف المليار. وهنا كانت النية الاميركية توضح ان الكويت ستعود لا محالة وذلك كان في سبتمبر 1990، وهذه مؤشرات واضحة لموقفهم معنا. ومرة اخرى طلب رئيس الاركان الشيخ جابر الى الخالد ملابس عسكرية لنحو 20 الف جندي، وكان لنا ما نريد من الجيش الاميركي. حرب إعلامية ويقول الشيخ سعود ان من المهمات الرئيسية التي قام بها اثناء فترة الغزو القيام بجولات على الجامعات ومراكز الدراسات وغيرها من المراكز التي تزود الادارة الاميركية بالمعلومات للتحدث عن القضية الكويتية وعدالتها. وقال «تلقيت دعوات من كثير من الجامعات وكنت اتحدث عن قضيتنا العادلة ولا يصعب على اي شخص ان يوضح قضيته العادلة لان ليس بها مراوغة او كذب او افتراء، فالوضع ان دولة غزت دولة مستقلة ذات سيادة وعضوا في الامم المتحدة والجامعة العربية، وكان التوضيح بالنسبة لنا من ناحية استراتيجية وقانونية وسياسية سهلا جدا وكنا نواجه بعض الاصوات الشاذة وذلك ليس في الجامعات الكبرى بل في جامعات صغيرة التي بها طلبة عرب يربطون موضوع الكويت بقضية فلسطين، ولكن هذه الاصوات لم تكن لها قيمة. كنت اركز على مراكز الدراسات المهمة والتي تغذي الادارة الاميركية بالمعلومات وحرصت كثيرا على حضور الندوات وتلبية دعوات وسائل الاعلام الاميركية المشاهدة في الولايات المتحدة مثل ABC وCBS وNBC وBBS وهذه اهم كثيرا من CNN وكان هناك حضور يومي في هذه الشبكات سواء تلفزيونية او اذاعية بالاضافة الى الصحف مثل واشنطن بوست ونيويورك تايمز ولوس انجلوس تايمز فكانت القضية مستمرة بشكل يومي، وكان تركيزي بالدرجة الاولى على الاعلام فهو سلاح ماضٍ. شكر أتقدم بالشكر لكل الاخوان والاخوات الذين وفروا الامن والحماية لاسرتي خلال الازمة، واخص بالشكر السفير عبدالعال القناعي الذي غامر مع بقية الاخوان والاخوات في تحمل مثل هذه المسؤولية. دميثير كان هناك يقول الشيخ سعود انه تصادفت زيارة النائب خلف دميثير الى الولايات المتحدة مع عائلته لقضاء اجازة الصيف اثناء الغزو، واشاد بالجهود التي بذلها، وقال «كنت اصطحبه معي في بعض الندوات كونه عضو مجلس الامة، خاصة ان هناك من يتحدث عن عدم وجود ديموقراطية، فكنت اصطحبه معي كونه احد النواب في مجلس الامة الكويتي». يتبع ...
|
|
يكشف الشيخ سعود الناصر في اوراقه عن الغزو والتحرير تفاصيل «اللقاء الصدمة» مع وفد الاخوان المسلمين في السفارة الكويتية في واشنطن اثناء فترة الغزو.. وكيف انه بينما كانت الكويت تجيّش طاقاتها وكوادرها للتحرير كان د. اسماعيل الشطي ود. طارق سويدان، وعبدالله العتيقي يطلبون منه دعما ماديا يبلغ خمسين مليون دولار لدعم انشطة «الهيئة العالمية لمناصرة الكويت». :?
وقال الشيخ سعود ان المفاجأة كانت عندما طلب الوفد هذا المبلغ لتسويق مشروع مقاتلة الوجود الاميركي في المنطقة! وروى الشيخ سعود في الحلقة السابعة من اوراقه كيف ان اتحاد الطلبة الذي كان يسيطر عليه الاخوان المسلمون عملوا على منع الطلبة الكويتيين من التطوع كمترجمين مع القوات الاميركية اثناء حرب تحرير الكويت بدعوى انهم كفار ولا يجوز التطوع مع النصارى واليهود. وفي ما يلي تفاصيل الحلقة السابعة من اوراق سعود الناصر: قلت لإسماعيل الشطي: غادر الولايات المتحدة خلال 24 ساعة.. وإلاّ! بداية قال الشيخ سعود «بينما كنت في السفارة في واشنطن وكان ذلك في اكتوبر عام 1990 طلب 3 اشخاص مقابلتي وهم د.اسماعيل الشطي ود.طارق السويدان وعبدالله العتيقي، ولم اكن اعرف من يمثلون ولا من هم ووافقت رأسا على مقابلتهم. رحبت بهم وسألتهم عما يريدون وما اذا كان بالامكان خدمتهم فقالوا انهم جاءوا من الطائف للتحرك في الولايات المتحدة، وخاصة في المراكز الاسلامية والمساجد لدعم قضية الكويت وانهم انشأوا الهيئة العالمية لمناصرة الكويت». وتابع: «قلت لهم جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم وسألتهم على ماذا ستتركز نشاطاتكم وذكروا ان نشاطهم هو زيارة المراكز الاسلامية والمساجد لتوضيح قضيتنا وابعادها». واوضح الشيخ سعود ان من نشاطات بعض المراكز الاسلامية التي ترفض وجود القوات الاميركية وتحريرها الكويت كانت مصدر ازعاج، وتمنيت لو ان هذه المجموعة توضح الصورة الحقيقية للقضية في المراكز الاسلامية. 50 مليون دولار واضاف «قالوا لي انهم انشأوا هذه الهيئة بمباركة من حكومة الطائف، وان الهدف من مقابلتي هو تقديم الدعم المادي لهذه الهيئة. وسألتهم كم تريدون فاجابوا نريد 50 مليون دولار. وقلت اني لا املك هذا المبلغ وليس لدي تعليمات من الطائف بإعطائكم هذا المبلغ ودعمكم في هذا النشاط. ويقول الشيخ سعود انه بعد ان طلبوا هذا المبلغ استفسرت منهم لتنسيق مواقفنا ككويتيين عن طرحهم الذي سيطرحونه في هذه المراكز. فاجاب د.اسماعيل الشطي، وكنت وقتها اعامله باحترام، ان الشعار الذي سيرفعونه هو «انه يجب مقاتلة الوجود الاميركي في المنطقة». :shock: واستطرد الشيخ سعود «الصدفة انني قبلها بيوم كنت في البيت الابيض باجتماع مع مجلس الامن القومي واطلعوني على خطة تعزيز القوات ومضاعفتها في المنطقة لإعطائها القدرة على الهجوم تمهيدا لتحرير الكويت. ويقول الشيخ سعود «لم انس كلامهم بأنه يجب ان نقاتل الوجود الاجنبي في المنطقة، وكان السفير عبدالعال القناعي حاضرا الاجتماع، وسألت الشطي عن قصده بهذه العبارة. فكرر انهم لا يريدون قوات اجنبية وانه يجب ان تستبدل هذه القوات بقوات اسلامية لتحرير الكويت، وسألتهم مجددا ان كانوا جادين فيما يقولون واكدوا ذلك، واصابتني صدمة ولم أتخيل ان يخرج هذا الكلام من كويتيين، الا انه اتضح انهم لا يريدون قوات اميركية وفرنسية وبريطانية لتحرير الكويت. تافهة وتابع «لم اكن اعرف من تمثل هذه التيارات لانها بالنسبة لي تيارات تافهة ولا افهمها، والذي كان يفهمها السفير عبدالعال القناعي واصابته الصدمة لما سمعه، وقلت له «اسمع يا اسماعيل، ان جلست يوما واحدا في الولايات المتحدة فلن تعرف ما سيأتيك، ونصيحتي لك ان تأخذ اول طائرة وترجع الى الطائف، وان عملت اي ندوة من المنطلق الذي تتحدث فيه فلا تلُم الا نفسك انت وجماعتك، وسأجعل الحماية من الامن الاميركي الذين لدي في السفارة يتابعونك الى ان تخرج من اميركا، وفعلا اتجه الى نيويورك ثم الى الطائف». اما عن طارق سويدان فقال «كان لديه منحة دراسية.. وهذه من المهازل التي لدينا في الكويت التي تبعث طلبة من هذا النوع في منح دراسية ويستغلون هذه المنح لغسل ادمغة طلبتنا، وكانت لي معهم مواقف كثيرة قبل الغزو، وظل سويدان في واشنطن، ويتصل يوميا بالسفارة ساعيا لمقابلتي، ثم قابلته وسألته عما يريد وقال انه يريد ان يتعاون، واذا لم نستطع ان ندفع له 50 مليونا فمن الممكن ان يتدبر اموره بـ 5 ملايين». oll: ورد عليه الشيخ سعود «حتى لو كان معي دولار واحد لن اعطيك اياه، ورجاء لا اريد ان اراك مرة اخرى». جورج واشنطن ويضيف «اثناء انعقاد الندوة الكبرى في جامعة جورج واشنطن، وبعد ان قدمت كلمتي فُتح المجال لمن يريد ان يسأل، ولاحظت ان من بين الطلبة الذين يريدون ان يسألوا طارق سويدان، وكنت اعلم انه يريد ان يحرجني، لانه من المحرج ان يكون كويتيا ويقول ان الكويتيين لا يريدون ان تتدخل قوات اجنبية لتحرير البلاد، وكنت اعرف منطقه، وسألت رئيس الجامعة عنه عما اذا كان من طلبتهم واجاب رئيس الجامعة بالنفي، ثم طلبت من رجال الامن التخلص منه، وتم رميه خارج الجامعة. اتحاد الطلبة وتطرق الشيخ سعود الى اتحاد طلبة الكويت فرع الولايات المتحدة وقال «كانوا يطلقون على أنفسهم صفة الديموقراطية، فأي ديموقراطية، وهم انتخبوا أنفسهم وكلهم من جماعة الاخوان المسلمين، الى ان جاءت فترة طلبت فيها وزارة الدفاع الاميركية توفير مترجمين للانضمام اليها ووفرنا 600 شخص من الطلبة وبدأ اتحاد الطلبة العمل ضدنا في اتجاه معاكس، فكانوا يتصلون بالطلبة ويحذرونهم من الانضمام والتطوع تحت شعار انه لا يجوز التطوع مع الكفار والنصارى، وكثير من الطلبة ترددوا». واضاف الشيخ سعود «اول دفعة كانت تضم 200 طالب في فندق هيلتون في فرجينيا حيث كان مركز التجمع، وكان هناك جنرال اميركي كلف بهذه العملية مع فريق كامل، وبعد فترة اتصل بي الجنرال وقال ان هناك مجموعة ملتحين يعملون فوضى في المجموعة، وان هناك شيئا لا افهمه لاني لا افهم لغتهم». تحريض ويقول الشيخ سعود «ذهبت الى الهيلتون مع الامن ووجدت ان اعضاء اتحاد الطلبة يحرضون الطلبة على عدم التطوع، وفقدت اعصابي، وسألتهم عما يفعلونه وذكروا انه واجب عليهم ان يفهموا الطلبة دينهم وانه يجب ألا يتطوعوا مع النصارى واليهود، وطردتهم من الفندق وطلبت من الجنرال الا تدخل هذه المجموعة الى الفندق، الا انهم ظلوا يتصلون بالطلبة محاولين التأثير عليهم». تاريخ قديم ويقول الشيخ سعود «تاريخي معهم يرجع الى الثمانينات منذ ان انشأوا الاتحاد، حيث اجتمعوا في بيت في كارولينا وانتخبوا أنفسهم، ثم جاؤا وقالوا نحن اتحاد طلبة الكويت ـ فرع الولايات المتحدة، وقلت لهم من انتخبكم فلدي 3 آلاف طالب في الولايات المتحدة، وهم 6 الى 7 اشخاص، وصاروا امرا واقعا. المشكلة الأساسية ويتابع «مشكلتنا الأساسية من الكويت، لأن اكثر اعضاء الاتحاد الوطني لطلبة الكويت - فرع الولايات المتحدة وما يقارب 90 في المائة منهم موظفون في الدولة ومبعوثون لدراسات عليا، وهم اعضاء الهيئة الادارية، وهذا لا يجوز اصلا، ووقتها المكتب الثقافي في الولايات المتحدة وكان يرأسه د. مساعد الهارون يزود الاتحاد بعناوين وهواتف كل طالب كويتي يصل الى الولايات المتحدة، الى ان اتصل بي بعض الطلبة الجادين الذين حضروا الى الولايات المتحدة للدراسة، وليس للانشطة الطلابية واشتكوا وطالبوني بعدم اعطاء الاتحاد هواتف وعناوين الطلبة، وان هذه خصوصية، وانا استغربت من يزود الاتحاد بالعناوين، واكتشفت انه المكتب الثقافي، وطلبت من المكتب الثقافي عدم تزويد الاتحاد بأي شيء والاكتفاء بتزويد الطالب الجديد بمعلومات حول الاتحاد ومكانه وعنوانه وارقام هواتفهم، والطالب حر في الاتصال بهم». زيارة ولي العهد وفي عام 1988، ومع زيارة سمو ولي العهد الشيخ سعد العبدالله للولايات المتحدة يقول الشيخ سعود «كانت هذه زيارة رسمية للشيخ سعد لتوقيع الاتفاقية لشراء طائرات F-18، وطلبت الهيئة الادارية مقابلة الشيخ سعد، واستأذنت لهم من الشيخ سعد ووافق، وعند لقائهم الشيخ سعد اكتشفت أنهم جاءوا ليقدموا شكوى ضدي، وقالوا انه ليس هناك تعاون بينهم وبيني، وأنني احجب عنهم ارقام واسماء الطلبة.. أنا كنت جالسا والشيخ سعد كان لديه خلفية عن هذا الموضوع وطلب سماع رأيي، وقلت انه ليس هناك رأي، بل خصوصية للموضوع، فنحن نبلغ الطلبة بمكان الاتحاد وهواتفه، ومن لديه رغبة من الطلبة في الانضمام الى الاتحاد ينضم، والطالب حر، ولا تدخل في خصوصياته، ثم قال الشيخ سعد ان السفير معه حق وليس من حقكم معرفة عنوان كل طالب وطالبة في الولايات المتحدة. بوش يحضر الفيلم.. وأنا بالي في الكويت قال الشيخ سعود انه كان يلاحظ جيدا سلوك الرئيس جورج بوش، والناس يشاهدونه يسافر في عطلة نهاية الاسبوع الى كامب ديفيد للراحه ولعب الغولف! والبعض يتساءل انت في حالة حرب خاصة الكويتيين والاخ يلعب غولف، واكثر من مرة دعاني الرئيس بوش لمشاهدة فيلم سينمائي في البيت الابيض في السهرة حيث توجد صالة عرض، و3 مرات يتصل بي ويدعوني لمشاهدة فيلم، واذهب اليه في البيت الابيض بالجناح الخاص للسكن في صالة العرض، ولديه Popcorn، وتكون زوجته باربرا حاضرة، وكان يحضر معنا مستشار الامن القومي ومساعده ريتشارد هامس المعني في شؤون الشرق الادنى وبحوزته الملف الكويتي، وكنا نحضر العرض السينمائي بكل ارتياح دون الحديث عن السياسة، وبلباس غير رسمي، ونجلس كأننا اسرة واحدة.. وكنت اشاهد الفيلم ولكنني لست مع الفيلم.. بالي مشغول. وكان لديه ثقة بالنفس وبما يفعله، فهذه اوقات للراحة، والناس كانوا يأخذون عليه انه يلعب الغولف، ولكن عادة الاميركان انهم لا يغيرون مجرى حياتهم بسبب ازمة تم اتخاذ القرار بها، اذ هناك اجهزة تقوم بدورها. واكد الشيخ سعود ان علاقته بعائلة بوش الاب ما زالت قائمة، وانه يحضر اي مناسبة تخصهم وهو شخص يجب ألا ينساه تاريخ الكويت. وعن زوجته باربرا قال «باربرا لا تتدخل في السياسة، وان كانت تتحدث عن اوضاع الكويت ولقاءاتي معهم لقاءات اسرية ببساطة وتواضع». اتصال يومي حول الاتصالات مع القيادة فقد كنت اتلقى اتصالا هاتفيا يوميا من سمو ولي العهد الشيخ سعد العبدالله بين الساعة الرابعة والسادسة مساء بتوقيت واشنطن، وذلك بشكل يومي دون استثناء لمعرفة جميع الامور وللوقوف على كل الاحداث الجديدة، ولا اعتقد انه مرّ يوم، دون ان يتصل، وكان، شفاه الله، مهتما جدا بكل الامور ويتابع كل صغيرة وكبيرة. صدام عدو لدود لأميركا فند الشيخ سعود الناصر النظرية التي تقول ان صدام حسين يخدم الولايات المتحدة، مشيرا الى ان صدام عدو لدود للولايات المتحدة. وتابع «صحيح انه ايام الحرب العراقية - الايرانية خدم صدام مصالح أميركية وساعد الأميركان ونحن في الكويت ساعدنا صدام ايضا، ومن يتهم الاميركان بانهم يريدون بقاء صدام، فيجب ان يتهمنا نحن ككويتيين باننا نريد بقاء صدام لاننا دعمناه وساعدناه في السابق». مواطنون من أجل كويت حرة هناك موضوع يجب عدم اغفاله وهو دور المواطنين الكويتيين المتواجدين في واشنطن والذين عملوا من دون كلل لنصرة القضية الكويتية ومنهم د. حسن الابراهيم ود. علي الطراح الذي كان وقتها يرأس المكتب الثقافي ورولا دشتي وسمير هوانة وجميع الاخوة والأخوات، وانشأوا جمعية في واشنطن اسمها Citizens For Free Kuwait وترجمتها «مواطنون من اجل كويت حرة» وكانوا نشطين وساعدوني كثيرا في مجال الندوات والتحرك الاعلامي، وكنا نوزع الادوار بيننا وكانوا خير عون لي. خرائط بيتي ذكر الشيخ سعود انه في احدى المرات اطلعوني على صور للاقمار الصناعية لدوار البدع والدبابات والمدافع والخنادق التي كانت فيه. واضاف «كنت انظر الى الخرائط وانا اضحك وسألني بات لانج لماذا تضحك هل تتمنى ان نصور بيتك، وسألته كيف تعرف ان بيتي في هذا المكان ثم قال انه يعرف اين بيتي وانه حاليا مقر للقيادة العراقية». وتابع «بعدها بيومين احضر صورا لبيتي توضح الاسلحة والخنادق وكل الاسلحة التي امام المنزل، وطلب مني خرائط البيت لانه من المحتمل ان تقتحم المارينز البيت». وقال الشيخ سعود انه بعد ان عاد الى منزله طلب من اولاده رسم مخطط البيت توضح المداخل والمخارج. الا ان السكرتيرة قاطعتنا وقالت ان المهندس الذي نفذ ديكورات البيت من المحتمل انه يحتفظ بالخرائط، وفعلا اتصلت السكرتيرة بالمهندس ووجدت الخرائط لديه، ثم ذهبت الى بات لانج واعطيته الخرائط، وسألني من اين جئت بها، ومازحته قائلا: لستم انتم فقط من يعمل، فنحن نعمل ايضا. في الحلقة الثامنة من اوراق سعود الناصر عن الغزو والتحرير يروي الشيخ سعود رحلة المواجهة مع سفراء دول الضد في الميدان الاعلامي، وكيف ان السفير العراقي محمد المشاط تحاشى مرارا المواجهة الى ان وقع فريسة مواجهة اذاعية فشتم البرنامج ومقدمه وغادر. كما يكشف الشيخ سعود الموقف الصدمة للسفير الموريتاني عندما ايدت بلاده الغزو بينما هو يطلب مني رسميا اعادة دفع رواتب المدرسين الموريتانيين في بلاده بعدما توقف دفع الرواتب نتيجة تجميد الارصدة الكويتية. ويتحدث الشيخ سعود الذي كان سفيرا للكويت لدى الولايات المتحدة اثناء فترة الغزو عن «ساعة الفرج» التي حانت بعدما اعطى الكونغرس في 13 يناير 1991 الرئيس بوش حرية اتخاذ كل الاجراءات لتنفيذ القرارات الدولية. روى الشيخ سعود جانبا من رحلة المواجهة مع السفير العراقي في واشنطن آنذاك محمد المشاط في المحطات التلفزيونية وغيرها، وقال: كنت اطلب المناظرة معه، لكنه كان يتحاشى ذلك وعندما يعلم انني على الجهة المقابلة من أي برنامج يتحاشاني ويعتذر عن المشاركة الا انه في احدى المرات، وكان يوم وصول الشيخ صباح الى واشنطن في 13 اغسطس وظهرت على الهواء وفوجئ بي وفقد اعصابه لأن ليس لديه حجة بالهروب، وكان موقفه يومها ضعيفا بسبب اخذ العراق رهائن اميركان ومحاصرته السفارات. ومرة اخرى في برنامج اذاعي، ولم يكن يعرف انني معه على الهواء في البرنامج، وطلب مني مقدم البرنامج عدم التحدث الا بعد السفير العراقي لأنه لا يعلم انني معه على الهواء، وأخذ يتكلم ويكرر اسطوانته وبعدما انتهى من الكلام كشف المذيع ان سفير الكويت معنا على الهواء، وعندها عمل المشاط قصة وشتم مقدم البرنامج واقفل الخط. مصير المشاط ولكن ماذا حل بعدها بالسفير المشاط، يقول الشيخ سعود «صدام حسين استدعى سفراءه في واشنطن والامم المتحدة والدول الكبرى لاجتماع في بغداد لتقييم الوضع، وكان المشاط قد اكد في اجتماع سابق لصدام انه لن تكون هناك حرب من قبل الولايات المتحدة لتحرير الكويت، مستندا الى آراء الليبراليين في اميركا وكان يرى التظاهرات ضد الحرب ونقل هذه الصورة لصدام، ثم طلب الرئيس العراقي اجتماعا آخر للسفراء، وقد وجد السفير المشاط ان هذا الاجتماع سيكون الاخير له لأنه يعلم ان صدام يريد تصفيته لانه اعطاه معلومات خاطئة تشير الى ان الولايات المتحدة لا تنوي خوض حرب، فتوقف وهو في طريقه الى بغداد في فيينا بحجة العلاج وان الطبيب المعالج في النمسا، ثم اتصل بالسفارة الكندية وطلب اللجوء، ثم جرى اتصال بين الولايات المتحدة وكندا، والولايات المتحدة رأت ان هروب سفراء صدام عنه يعكس هزيمة سياسية بالنسبة لصدام، وكان ذلك في اكتوبر او اوائل نوفمبر وقد وافقت كندا على طلب اللجوء. وقال «انا كنت سفيرا في واشنطن ومحالا الى كندا وفنزويلا، ولي زيارات كثيرة لكندا وكنت التقي رئيس الوزراء الكندي كثيرا، وبعد الحرب اجتمعت معه لاشكره، وسألته اين السفير المشاط، واجاب انه دخل كندا بالخطأ، وقلت له انا اعرف الترتيب الذي حصل بينكم وبين الولايات المتحدة ولا داعي لهذا لاننا ممكن ان نطلبه كمجرم حرب، وبعدها قال رئيس وزراء كندا لي ان المشاط حتى الان لا يستطيع الاستقرار وكل حي يسكنه يضايقه اهل الحي الى ان يطرد وتركوه وشأنه فهو ليس قادرا على العيش. موريتانيا والرواتب وذكر الشيخ سعود ان موريتانيا من الدول التي وقفت مع الغـــــزو رغـــم ان الكــــويت كــــانت تدفع رواتب المدرسين فيها وبعــــض رواتب الاطباء. واضاف «وبما ان الاموال جمدت فتوقفت رواتب المدرسين في موريتانيا، ومن الوقاحة ان السفير الموريتاني في واشنطن يتصل بي على الرغم من موقفهم السيىء تجاهنا، ويقول اننا اوقفنا رواتب المدرسين ونطلب ان تستمر، ولم اكن اعرف عن الموضوع، وعندما استفسرت اكدوا لي اننا ندفع الرواتب، وجاءتني تعليمات من الطائف بعدم تحويل هذه الرواتب لهم وتم ايقافها. ولا انسى علاقاتي مع السفير السعودي في واشنطن الامير بندر بن سلطان واجتماعاتي به كانت يومية ومستمرة وسفراء مجلس التعاون وسوريا السفير وليد المعلم كانوا يزورونني بشكل شبه يومي، والملفت للنظر ان المندوب اليمني الدائم في الامم المتحدة حيث كان ناطقا بلسان العراق بشكل واضح، حتى عندما طرد السفير العراقي محمد المشاط كان الاشطر هو الذي يأخذ مكان السفير العراقي في اي مناظرات بيننا في التلفزيون، ولدي تسجيلات لبعض البرامج حيث كان يتحدث وكأنه السفير العراقي. وفي احدى المرات قلت له انني لا اعرف مع من اتحدث مع السفير العراقي ام اليمني في الامم المتحدة؟.. فهو يدافع وكأنه السفير العراقي ويطالب بعدم تدخل الولايات المتحدة وان الحل يجب ان يكون عربيا. وضوح الصورة وذكر الشيخ سعود انه من بعد نوفمبر 1990 وبعد اعلان الرئيس جورج بوش مضاعفة القوات الاميركية في المنطقة كانت الصورة واضحة ان الحرب قادمة وانها قضية وقت، ثم جاء قرار مجلس الامن والتصويت في الكونغرس في 13 يناير 1991 حيث ان هناك عضوا فعالا في الكونغرس وهو ستيفن سولارز ديموقراطي اقنع الرئيس بوش بالذهاب الى الكونغرس وهو الذي صاغ الطلب للرئيس بوش بصيغة ذكية ليعطي الكونغرس الرئيس حق اتخاذ الاجراءات اللازمة وليس شن حرب، فلم تكن كلمة حرب موجودة في الطلب، ويتابع «اتصل بي سولارز، وهو صديق، في الثانية فجرا، وطلب حضوري الى منزله ووصلت الى عنده في الثانية والنـــــصف فـجرا وعرض علي صيغة الطــــلب الذي سيقدمه الرئـــــيس في الكونغرس، وطلـــب ابداء اي ملاحظات، وفعلا قرأت الطلب وكــان مصاغا بشكل ذكي جدا، ولم يكن في النص جواز للرئيس بدخول حرب وانما صاغها بشكل ان الكونغرس يدعم قرار مجس الامن 678 الذي اعطى مهلة للعراق الى 15 يناير 1991، وان الكونغرس يدعم الرئيس بكل التدابير اللازمة لتنفيذ قرار مجلس الامن 678. ويضيف الشيخ سعود «لستيفين سولارز جهد واضح وكبير لدعم قضيتنا، وقال انه سيضغط على الاعضاء الديموقراطيين للموافقة، وبعدها اخذ الرئيس هذا الطلب وتم تعديل بعض الامور في البيت الابيض، قبل ارسالها للكونغرس، حيث تم التصويت عليها. ضوء أخضر وقال: «بعد 13 يناير جاء الفرج فكان هناك ضوء اخضر امام الرئيس وتم اعطاؤه الشرعية داخل ادارة الولايات المتحدة بعد ان تمت الشرعية في مجلس الامن». ويوضح الشيخ سعود انه بعد 13 يناير بدأ العد التنازلي، وعقد مؤتمر جنيف بين وزير الخارجية الاميركي جيمس بيكر ونظيره العراقي طارق عزيز، وكنت خائفا من لعبة عراقية في هذه الاثناء، ولكن لله الحمد ان طارق عزيز رفض استلام الرسالة الموجهة من بوش الى صدام واعتبرها تهديدا واهانة. ويصف الشيخ سعود لقاء جنيف بالمغامرة، ولحسن الحظ ان جميع الفرص التي اتيحت لصدام لم يستغلها بالانسحاب، ولم يستغلها في آخر اللحظات بعدما انتهك الكويت ونهبها كلها، وكانت كارثة لو انسحب انسحابا نصفيا من الكويت. ساعة الصفر واشار الى ان هذه الخطوة كانت مطلوبة من الرئيس لحشد اكثر تأييد له وقال الرئيس بوش «سأذهب الى ابعد الحدود I will gotothe extra yard، وانه لا يريد اي مبرر من السياسيين في الكونغرس بانتقاده بأنه لم يستنفد كل الوسائل، الى ان استنفد كل الوسائل الدولية والمحلية والذهاب الى ابعد الحدود في مؤتمر جنيف، وعندما اعلن بيكر فشل مؤتمر جنيف بدأت ساعة الصفر. ايام الصمت ووصف الشيخ سعود الايام الثلاثة التي سبقت الحرب بأيام الصمت وقال «ان كل الذين يستخدمون الطرق السريعة امام وزارة الدفاع كانوا يعرفون ان هناك عملية مرتقبة ويتوقعونها، حيث يلاحظ نشاط غير طبيعي في الوزارة وغيرها مليئة بالسيارات حتى في المساء، وبعد 13 يناير كانت وزارة الدفاع خلية عمل والكل يلاحظ ذلك ولمدة 24 ساعة، مما يؤكد ان ساعة الصفر مقبلة، وكانت هذه الايام الثلاثة صمتا، ولكن كنا نعرف انه لي هناك شيء قبل تاريخ 15 يناير المهلة الاخيرة المحددة للعراق في الانسحاب من الكويت «لأن هذا التزام التزمت به الولايات المتحدة بالقرار 678». مواقف مشرفة يقول الشيخ سعود انه مقابل موقف المندوب اليمني الدائم لدى الأمم المتحدة كان للسفير اليمني في واشنطن عبدالمحسن العيني، وهو رئيس الوزراء السابق مواقف مشرفة، فالعيني رجل فاضل وقال لي انه «غير راض عما حصل واعدك بأنك لن تسمع مني اي تصريح او مقابلة او كلام حول هذا الموضوع»، وفعلا لم يدل بأي تصريح، وابتعد ابتعادا كليا عن هذا الموضوع. خالد آل خليفة داوم في سفارتنا يقول الشيخ سعود ان مواقف الشيخ خالد بن احمد آل خليفة لا تنسى وكان دبلوماسيا في سفارة البحرين بواشنطن، ولكنه كان يداوم في السفارة الكويتية اكثر من دوامه في السفارة البحرينية وجزاه الله خيرا، وقف معنا وقفة رجل من اول يوم في الغزو والى التحرير، وهو الآن سفير البحرين في لندن. الكويت حرة يقول الشيخ سعود ان السفير العراقي المشاط فوجئ بعد خروجه من محاضرة في جامعة جورج واشنطن بهجوم طلابي عنيف، وقد الصقوا ملصقات على سيارته مكتوبا عليها «الكويت حرة» Free kuwait. أسلحة الدمار الشامل يؤكد الشيخ سعود انه رأى صورا لأسلحة الدمار الشامل العراقية على الحدود الكويتية - السعودية عن طريق الاقمار الصناعية الاميركية. ويقول «كان هناك 18 مدفعا حددتها الاستخبارات الاميركية وطلبت قصفها قبل اي عملية عسكرية لأن هذه المدافع تحتوي على اسلحة كيمياوية». وذكر الشيخ سعود ان هذه المدافع شكلها مختلف تماما عن المدافع العادية، حيث بها فتحات جانبية تعدم ما تبقى من القذيفة بعد اطلاقها وانها تشبه رحم المرأة». وقال الشيخ سعود ان القوات الاميركية كانت تؤكد ان لدى العراق اسلحة دمار شامل لكن ليس لديهم القدرة على توصيلها الا عن طريق المدافع او تحميلها بطائرات واستخدامها بقنابل صغيرة، وان كل هذه المدافع ستضرب منذ البداية، والطائرات ستضرب وهي في قواعدها. واكد الشيخ سعود انه تم ضرب هذه المدافع خلال اول نصف ساعة من الحرب. يكشف الشيخ سعود الناصر في الحلقة التاسعة من اوراقه عن الغزو والتحرير تفاصيل الدقائق الثماني التي جمعته بوزير الخارجية الاميركي جيمس بيكر في السادس عشر من يناير وابلغه ان عاصفة الصحراء ستهب بعد ساعتين. ويقول الشيخ سعود الذي كان سفيرا للكويت لدى واشنطن في تلك الفترة انه هاتف الشيخ سعد العبدالله في جدة قبل نحو ساعة ونصف الساعة من عاصفة الصحراء وابلغه «الريوق الساعة 2». ويكشف الشيخ سعود ايضا كيف ادت الضغوط العربية إلى وقف الحرب، وكيف ان حرق الآبار الكويتية عجل في العملية البرية. كما يتحدث عن طلب الجنرال شوارزكوف مهلة 24 ساعة للقضاء على فرقتين في الحرس الجمهوري، ولكن لم ينل ما يريد بسبب ضرورة الحفاظ على توازن القوى في المنطقة. في السادس عشر من يناير وهو اليوم الذي سبق يوم بدء عاصفة الصحراء يروي الشيخ سعود ما حدث ويقول «كنت في المنزل بانتظار السفير السعودي الأمير بندر بن سلطان، وما ان وصل الأمير بندر حتى دق جرس الهاتف، وكان على الجهة الأخرى وزارة الخارجية الأميركية وقالوا ان الوزير جيمس بيكر يريد لقائي فوراً في الوزارة، وطلبوا مني الا أدخل من المدخل الرئيسي لكثرة وسائل الاعلام عند الباب ولانتظارها القرار النهائي للحرب، وخلال 20 دقيقة من الاتصال وصلت الى الخارجية وبينما كنت في الطريق سألت نفسي لماذا يريدني بيكر، وماذا يمكن ان يقوله لي؟ وعادة الخارجية لم تكن همزة الوصل. والاتصالات والمعلومات كنت اتلقاها من البيت الابيض ومجلس الأمن القومي ووزارة الدفاع، وكنت اتساءل هل هناك مبادرات دبلوماسية جديدة، ولم اتوقع ابداً ان معلومة الحرب ستأتيني من وزارة الخارجية». واضاف «وصلت الى الخارجية وعلى الفور الى الطابق السابع مقر بيكر وكانت سكرتيرة بيكر تنتظرني عند المصعد وقالت ادخل فوراً فالوزير في انتظارك، وما ان دخلت مكتب بيكر حتى رحب بي ودعاني الى صالون صغير في مكتبه وأنا بانتظار الرسالة.. وقلت له «ما الأمر»؟ فأجاب بعدما نظر الى ساعة يده وساعة معلقة على الحائط، وكانت تشير الى الخامسة مساء بتوقيت واشنطن وقال «بعد ساعتين بالضبط ستبدأ عملية تحرير الكويت، أي في الثانية فجراً بتوقيت الكويت». وذكر الشيخ سعود انه لم يستطع تمالك نفسه من شدة التأثر وقال: «ارتجفت يداي وشعرت برعشة في جسدي ولم أجد نفسي إلا وأنا أطلب من بيكر كوب ماء كان على مكتبه فلبى طلبي في الحال». وبعدما شربت الماء طلب مني عدم الاتصال بأحد وعدم تبليغ أحد حول هذا الموضوع لأن أي تسرب لهذه المعلومة سيعرض الطيارين الى الخطر، ووعدته بذلك، ولم يطل اجتماعي مع بيكر اكثر من ثماني دقائق وقد كانت أصعب ثماني دقائق في حياتي. ويضيف «لا أعلم كيف عدت الى السفارة فلم أجد نفسي الا محاطاً بالموظفين وكانوا جميعاً بانتظار ما ستقوم به الولايات المتحدة بعد انتهاء مهلة الـ 45 يوماً. وكان الأمير بندر ما زال في انتظاري بالسفارة وتبادلنا النظرات فعرف انني تلقيت موعد الضربة، وكان هو قد سبق ان تلقى الموعد لأن الولايات المتحدة بحاجة الى موافقة المملكة قبل ست ساعات. ومن صالون السفارة الى غرفتي الخاصة أعد الدقائق لا بل اللحظات وكان السؤال الكبير الذي يجول في خاطري كيف ابلغ القيادة في الطائف؟ وفي غرفتي الخاصة كانت مهلة الساعة ونصف الساعة الباقية لبدء عاصفة الصحراء بمثابة دهر، والأفكار كانت تجول وتصول ورسوت على ضرورة ابلاغ القيادة رغم الوعد الذي قطعته لبيكر لأن الواجب الوطني يدفعني الى ذلك. فكان أول اتصال مع الشيخ صباح الاحمد وكانت الساعة تشير الى الواحدة فجراً بتوقيت المملكة، وكان الجواب ان الشيخ صباح غيرموجود. وتوقعت ان يكون عند صاحب السمو الأمير وطلبت مكان اقامة صاحب السمو الا ان الشيخ فهد اليوسف الذي رد على مكالمتي نفى وجود الشيخ صباح وأبلغني ان الأمير نائم. اتصلت بالشيخ سعد العبدالله في جدة وكان لا يزال مستيقظاً ودار بيني وبينه الحوار التالي: ـ طال عمرك تفطرت أم لا؟ ـ الشيخ سعد: الساعة واحدة ومو وقت افطار. ـ الريوق الساعة 2 أي بعد ساعة من الآن، لا تنام وانتظر الريوق. حينها رد الشيخ سعد بالقول: وصلت الرسالة.. شكراً وبعدها عاودت الاتصال بسمو الأمير وأبلغوني ان الأمير لديه اتصال مع الشيخ سعد وهو يتحدث إليه الآن». بدأت الحرب «بعدها جلست في غرفتي وكان ابني الأصغر صباح في العاشرة من عمره تقريباً معي وفتحت جميع المحطات انتظر خبر بدء الحرب، وكان صباح يريد ان يذهب الى غرفته وقلت له اجلس، وتساءل: لماذا؟ فقلت له اجلس وستعرف، وبعدما نُقل الخبر على محطات التلفزة، وأول محطة نقلت الخبر هي ABC في تمام السابعة بتوقيت واشنطن». دموع ويقول الشيخ سعود «عندها لم اعد اتمالك نفسي وترقرقت عيناي بالدموع وشعرت بأن الديرة راده ». ولا انسى كيف ان الفرحة والبهجة عمتا ارجاء السفارة بعد بدء الضربات الجوية، وبعدها خرج الناطق باسم البيت الأبيض واعلن رسميا بدء حرب تحرير الكويت، مطلقا اسم عاصفة الصحراء عليها. جبارة ووصف الشيخ سعود القوات الاميركية بالجبارة، حيث ضمت ما يقارب 3600 طائرة، وعتاد لم يكن له مثيل، مشيرا الى ان قلبه كان مع الموجودين داخل الكويت. وقال «لا اعتقد ان احدا رأى حجم الدمار الذي حصل جنوب العراق، لأنه مع بداية الحرب سحب صدام الحرس الجمهوري الى جنوب العراق وابقى الجيش النظامي في الكويت، وهنا الضربة التي انهت الجيش الجمهوري، حيث صارت مذبحة في جنوب العراق وتم تدمير أفراد الجيش الجمهوري في اماكنهم، ولم يستطيعوا اسقاط ولا طائرة». واكد انه منذ اليوم الاول دُمِّرت كل الطائرات وكل مراكز القيادة والتحكم والرادارات واصبح المجال مفتوحا لقوات التحالف. وذكر ان مذبحة المطلاع لا شيء بالنسبة لما حصل في جنوب العراق وانها كانت تسلية. لم يبق شيء وزاد «وصلنا الى يوم 24 فبراير 1991 وبعد مذبحة المطلاع وبدأ الرأي العام يضغط، حتى الطيارون الذين التقيتهم قالوا انه لم يبق شيء عسكري نضربه، واتصلت بي الاستخبارات الاميركية العسكرية وقالت ان هناك افواجا من السيارات العسكرية تخرج من شمال الكويت الى العراق فهل لديك معلومة من هم وهل بينهم كويتيون؟، وأجبت بالنفي، وبأن الكويتيين خرجوا عن طريق السعودية، فقال انهم سيتعاملون معهم وهذه قوات تنسحب ولا نريد لهم ان ينسحبوا، وبعد المكالمة بنصف ساعة، بدأت القوات الاميركية بضرب الافواج التي كانت تخرج من جهة المطلاع. مصدر المعلومات وكانت وكالة الاستخبارات العسكرية التي كانت مصدرا اساسيا للمعلومات عما كان يدور داخل الكويت، وما هو قائم وما هي الخطة الاستراتيجية، وكان هناك شخصان يعطيانني ملخصا يوميا وهما مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الادنى آرت هيوز Art Hughes والشخص الثاني هو Pat Lang بات لانغ، حيث كانا يحضران لي صورا يوميا تبين تواجد القوات العراقية في الكويت ومواقعها بكل وضوح، كما اشاهدك هذا اليوم، وما فيها من مدافع ودبابات وصواريخ وحفر الخنادق على طول البحر، وكان المنظر مؤلما». يتبع ..
|
|
الأرض المحروقة
وبيّن الشيخ سعود ان العراق فشل في كل محاولاته وآخرها محاولة دخوله الخفجي، حيث دمرت قواته، الا انه بعدها حرق آبار النفط، مما جعل الرئيس جورج بوش يستعجل الحرب البرية، حيث وصف بوش هذه العملية بـ«سياسة الارض المحروقة»، حيث لم يحن الوقت للحرب البرية بعد، الا ان بوش استعجلها بسبب حرق الآبار مما اضطره الى اتخاذ قرار بدء الحرب البرية لانه ايقن ان التأخير في الحرب البرية سيعود بالضرر على الكويت وكل المنطقة وكانت كارثة بيئية. واشار الى انه بعد الضرب المكثف بدأت الضغوط على الرئيس بوش بوقف الحرب، وكانت هذه الضغوط من رؤساء عرب، لأن الكويت تحررت. وتابع «الجنرال نومان شوارزكوف كان يريد ان يدمر فرقتين من الحرس الجمهوري من الذين هربوا الى الشمال، ثم جاءت تعليمات لشوارزكوف بوقف الحرب وترك هاتين الفرقتين لان هناك سياسة معينة لحفظ توازن القوة في المنطقة، وانه اذا دمر الجيش العراقي بأكمله فلن يبقى لديه اي قوة مما يجعل ميزان القوة في المنطقة يختل، وارادوا ان يبقى للعراق جيش يستطيع ان يدافع عنه». في الوقت نفسه يقول الشيخ سعود «ان كولن باول كان يريد ان يخرج من هذه الحرب بانتصار عسكري وبأقل خسائر ممكنة، ومن جهته كان شوارزكوف رافضا توقف الحرب ويريد الوصول الى بغداد او على الاقل القضاء على الفرقتين الهاربتين من الحرس الجمهوري لأتهما تحت المجهر وهدف سهل، الى ان جاء قرار استراتيجي واضح بوقف الحرب». من الداخل واضاف «الرئيس الاميركي لديه قناعة ان ما تم انجازه من هزيمة للجيش العراقي والحرس الجمهوري سيؤدي الى انقلاب داخلي يقضي على صدام، وتكون عملية داخلية وليست مفروضة من الخارج، وكان هناك تأييد من قيادات عربية لهذا التوجه». واوضح انه خلال الحرب على العراق كان الموقف العربي هو الصمت، وكل توقعاتهم خطأ، وكل نواياهم لم تحدث. الشيخ عيسى في المستشفى: طمني يا سعود قال الشيخ سعود ان أمير البحرين الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة كان يحمل هم الكويت أكثر حتى من الكويتيين أنفسهم. واضاف «حضر الشيخ عيسى الى الولايات المتحدة اثناء الغزو لاجراء عملية جراحية في قلبه، واستقبلناه انا والسفير السعودي الأمير بندر بن سلطان، ولا أنسى أبدا حرص وخوف هذا الرجل على الكويت خلال الغزو». وتابع «الشيخ عيسى رحمه الله بعد العملية كان يتابع قناة CNN الاخبارية لمعرفة مجريات الأمور، والذي يشاهد قناة CNN يصاب بالاحباط لأن توجهها كان ضد الحرب، وعندما زرت الشيخ عيسى وجدته محبطا بسبب مشاهدته CNN وطلب مني ان اطمئنه على مجريات الأمور، وقلت له أنا كويتي وسفير الكويت في واشنطن مطمئن وواثق ان الكويت سترجع، ثم قال لي الشيخ عيسى «الله يطمنك، ونحن اعطيناكم البحرين كلها ولم نقصر والذي تريدونه خذوه والمهم ان تتحرر الكويت». وزاد الشيخ سعود «طلبت من مرافقي الشيخ عيسى الا يرى قناة CNN لأنها محبطة». المريض.. وكلمة السر السعودية ذكر الشيخ سعود ان هناك كلمة سر بين السفير السعودي الامير بندر بن سلطان وخادم الحرمين الملك فهد بن عبدالعزيز لبدء الحرب، لأنه يجب ان تأخذ الولايات المتحدة الاذن من المملكة قبل بدء الحرب وانطلاق أي عمليات عسكرية، وكان يجب أخذ الأذن قبلها بـ 6 ساعات. وقال ان الامير بندر اتصل بالملك فهد وكان هناك كلمة سر بينهما وهي ان يقول بندر للملك «طويل العمر المريض الفلاني الذي أرسلته وصل الولايات المتحدة وعلاجه جيد، فهل ندفع حسابه؟»، فهذه كلمة السر، ورد الملك «ادفعوا كل شيء»، وكانت هذه هي الموافقة. أول سرب أوضح الشيخ سعود ان الطيارين الكويتيين كانوا في خميس مشيط، وكانوا يطلبون الانتقال الى الظهران ولكن الاميركان والسعوديين رفضوا خوفا من أي عملية طائشة تطلق شرارة الحرب قبل أوانها. وذكر ان الطيارين كانوا مصرين على الانتقال وانه حاول مع وزير الدفاع السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لنقلهم الى ان اقتربت الحرب جاءت لهم الموافقة للانتقال الى الظهران قبل 5 أيام من الحرب، واشترط الاميركان ان أولى طائرات تدخل الكويت وتقصف هي الطائرات الكويتية لإعطاء الكويتيين فخر دخولهم الكويت كأول سرب، وكان عدد الطائرات الكويتية 30 طائرة، وعملت الطائرات الاميركية غطاء جويا للطائرات الكويتية لضرب كل المواقع. واضاف «من كثرة الاندفاع عند الطيارين الكويتيين استهلكوا كل الذخيرة التي لديهم الى ان وفر الاميركان كل الذخائر المطلوبة للطائرات الكويتية». الكاظمي والأموال المجمدة خلال فترة تجميد الاموال الكويتية، ذكر الشيخ سعود انه كان يعتمد كثيرا على د. فصيل عبدالرزاق الكاظمي الخبير في امور الاموال والصرف. وقال «لكثرة انشغالي في الامور الاخرى، كان الكاظمي يساعدني كثيرا فيما يتعلق بإدارة الاموال المجمدة، وكان متحمل العبء الاكبر من هذه العملية. واشار الشيخ سعود ايضا الى الدور الذي قام به ابراهيم ماجد الشاهين والشيخة فاطمة الناصر الصباح التي كانت تمثل وزارة الاشغال ضمن فريق اعادة الاعمار. مريض بالسكري.. من هو؟ أوضح الشيخ سعود ان المواقف التي واجهته في واشنطن عديدة، ولكن بعض هذه المواقف يبقى محفورا في الذاكرة ومن هذه المواقف قصة لطالب كويتي في الولايات المتحدة، يقول الشيخ سعود عنه: «كنت راجعا الى السفارة واذا بشخص ممتلئ البنية كان ينتظرني عند باب السفارة وهو يبكي، وعندما سألته عن سبب بكائه، قال انه يريد الالتحاق بالجيش الاميركي كمترجم وتم رفضه لأنه مريض بالسكري، وهنا اقنعت الجنرال المسؤول عن هذا الأمر بقبول الطالب على أن يأخذ دواء السكر معه، ووافق الجنرال على أخذه بشرط أن يكون بعيدا عن الأعمال الميدانية».ويتابع الشيخ سعود «فجأة أجد هذا الطالب متجها إليّ ويقبلني من كل ناحية وأتمنى لو أن هذا الشخص يتصل بي لمعرفة اسمه». في الحلقة العاشرة والاخيرة من اوراق الشيخ سعود الناصر الصباح عن الغزو والتحرير، يتوقف الشيخ سعود امام ملابسات اتفاق صفوان، واستغرب استبعاد الكويت الدول المعنية بشكل مباشر بالقضية عن الاجتماع. ونفى الرواية التي يتداولها البعض بأن الولايات المتحدة كانت تريد الإبقاء على نظام صدام حسين كـ «بعبع» لدول المنطقة، وقال ان القرار الدولي واضح في هذا الشأن وهو يخول الرئيس جورج بوش بتحرير الكويت لا احتلال العراق. ويتحدث الشيخ سعود عن «رحلة الحرية» التي نظمها في منتصف مارس 1991 لكل من دعم الكويت من سياسيين واعلاميين في الولايات المتحدة ويروي لحظات الهبوط الصعبة في مطار الكويت الذي غطته السحب الدخانية نتيجة حرق الابار. ويقول ان اجمالي حصة الكويت من حرب التحرير كانت 5،15 مليار دولار وهو مبلغ مشابه لما طلب من السعودية. وفي ما يلي تفاصيل الحلقة الاخيرة: قال الشيخ سعود وهو يتحدث عن مرحلة ما بعد تحرير الكويت «ان التساؤل الذي كان يطرح نفسه هو سر توقف القوات الاميركية وعدم الاطاحة بصدام حسين، مع انها كانت قادرة على ذلك، والبعض قال ان الولايات المتحدة كانت تريد ان تضع صدام حسين «بعبع» في المنطقة لتخويف جيرانه، وان دول صغيرة مثل الكويت تلجأ الى الولايات المتحدة للمساعدة، لكن ان وقف اطلاق النار كان بناء على ضغوط بالدرجة الاولى عربية لان الهدف الاساسي من هذه الحرب كان تحرير الكويت، وتحرير الكويت تم، والصلاحيات الممنوحة في القرار 678، هي لتحرير الكويت وليس لاحتلال العراق، وكان هناك تخوف من ان تغلغل قوات التحالف الى بغداد يثير الرأي العام العربي ضد التحالف فالهدف ليس احتلال بغداد أو اسقاط النظام بل تحرير الكويت». اتفاقية صفوان واشار الشيخ سعود الى ان الخطأ الذي وقع بعد تحرير الكويت هو اتفاقية صفوان التي جاءت بعد اطلاق النار، فلم يُعد لهذا المؤتمر بشكل جيد ولم تكن الكويت ممثلة في هذا الاجتماع التاريخي المهم، خصوصاً انها طرف مباشر في هذا الموضوع، واقتصر الاجتماع على الجنرال شوارزكوف وقائد القوات العربية الأمير خالد بن سلطان، وهنا حصل خلل متمثل في الاستعجال بعقد الاجتماع. والبنود التي ذكرت في الاتفاقية لم تكن واضحة بالنسبة لالتزامات العراق، وسمحوا للعراقيين باستخدام طائرات الهليكوبتر، فكانت حجة العراقيين انهم يريدون استخدام هذه الطائرات لنقل المسؤولين، ولكنهم استخدموها لقمع الانتفاضة في الجنوب، وهذا كان خطأ فادحاً في اتفاقية صفوان التي اعتبرت القاعدة الأساسية للقرار الذي صدر وتمت تسميته ابوالقرارات (687). وأكد الشيخ سعود ان الكويت لا تملك حتى صورة لاتفاقية صفوان «وأنا حصلت عليها من وزارة الدفاع الاميركية في السنة الماضية وكلها كانت مكتوبة بخط اليد وعلى عجل، والمفترض ان يعد لها بشكل جيد، وليس من المفترض ان يحضر ضباط عراقيون لتوقيع هذه الاتفاقية، فكان يجب ان يحضر صدام حسين كونه مهزوماً مثلما حصل عند هزيمة اليابان وحضر الامبراطور الياباني بنفسه لتوقيع الاتفاقية، وكان يفترض ان تصر القوات الاميركية على حضور رئيس النظام العراقي وليس ضباطاً عاديين، فاتفاقية صفوان تضمنت الكثير من الشوائب، وتمت على عجل دون تنسيق». شروط صعبة وشدد الشيخ سعود على «ان القرار 687 كان يجيز للولايات المتحدة التدخل دون الرجوع لمجلس الأمن فهو قرار مشروط بوقف اطلاق النار، ووقف اطلاق النار مرتبط بشروط صعب تنفيذها على العراق ومنها احترام حقوق الانسان، ونزع أسلحة الدمار الشامل، ومكافحة الارهاب والتعويضات، وهذا هو القرار الذي قيد العراق بكل هذه الأمور وبالمناسبة هذا القرار تمت صياغته في واشنطن ومن ثم ارسل للأمم المتحدة وهو طويل جداً ومصاغ بشكل ذكي جداً، والعمليات العسكرية التي تبعت اصدار القرار 687 كلها عمليات مشروعة». قرار حكيم ووصف الشيخ سعود قرار وقف اطلاق النار بأنه قرار حكيم مبني على أسس سياسية واستراتيجية ولم يأت من فراغ، بغض النظر عن الضغوط التي تمت ممارستها على الرئيس. وقال «اعتقد ان قرار الرئيس النهائي كان قراراً في محله لأسباب سياسية عديدة حتى لا تتهم الولايات المتحدة بأنها جاءت لاحتلال العراق وليس لتحرير الكويت وتكون هذه النقطة سلبية على الولايات المتحدة والقرار 678 صلاحياته تحرير الكويت وليس احتلال العراق، والمراهنة كانت انه بعد هزيمة الجيش العراقي والحرس الجمهوري بالذات سيكون هناك انقلاب، والمراهنة في واشنطن انه ستتم هذه المراهنة ويحصل انقلاب داخلي للعراق، وهذا لم يتم». وقال الشيخ سعود ان مشاعره كانت لا توصف عند نزوله من سلم الطائرة على ارض الكويت لدرجة ان عينيه ادمعتا من الفرحة والرهبة وانتابه شعور غريب. واضاف «اتجهت فورا الى ديوانية البابطين مقر سمو الامير (وصعدت الى غرفته الخاصة) والتقيته وسلمت عليه واطمأننت عليه وكان متأثرا بالدمار الذي حل بالكويت وتفكيره منصبا في اعادة اعمارها ثم التقيت بسمو ولي العهد الشيخ سعد العبدالله في ديوانية الشايع، وامضينا ليلة واحدة في الكويت ثم رجعنا الى البحرين، وعدنا مرة اخرى في اليوم التالي الى الكويت من البحرين ولكن هذه المرة بطائرة اصغر لان الوفد الاميركي الذي كان برفقتي كان حريصا على مشاهدة الدمار الذي حل بالكويت ووسائل التعذيب العراقية. وكان برفقتي من وسائل الاعلام قرابة 18 مراسلا للشبكات الاميركية، وفي هذا الوقت لم ار اي شبكات عربية تغطي الاحداث في الكويت. زيارات وقال الشيخ سعود انه مع بداية عودة القوات الاميركية الى الولايات المتحدة نسقت مع اعضاء مجلس الشيوخ واعضاء مجلس النواب لزيارة جميع القواعد الاميركية التي ارسلت قوات للمنطقة وساهمت في عاصفة الصحراء وشكرهم على ما قدموه، وعملت جولة استمرت شهرين لهذه القواعد واستقبلت استقبالا جيدا، حرصت على تواصلنا مع القوات الاميركية المشاركة في حرب التحرير. واضاف «حرصت ايضا على زيارة اسر ضحايا الحرب وطلبت من وزارة الدفاع قائمة كاملة باسماء الضحايا وعناوين ذويهم لزيارتهم وتقديم التعازي لهم وكان يرافقني في هذه الزيارات السفير الاميركي لدى البحرين سابقا سام زاخم وهو اميركي من اصل لبناني (ووقف معنا هذا الرجل منذ بداية الغزو). وكنت احرص خلال هذه الزيارة ايضا على أن يرافقني نواب الولاية نفسها. وقال الشيخ سعود كان هناك لجنة شكلتها وزارة الخارجية الاميركية اسمها لجنة المساهمات الدولية لدعم الولايات المتحدة، وكان يرأسها وكيل وزارة الخارجية للشؤون الاقتصادية بوب كيمت BobKimmit، وكنا نجتمع بصورة دورية للتعرف على التزامات الدول الحليفة ومساهمتها في حرب التحرير وهذه اللجنة كانت مهمة، والناس يتساءلون عن مساهمة الكويت في حرب التحرير، دفعنا لمواجهة تكاليف درع الصحراء مليارين ونصف الميار دولار، ولمواجهة تكاليف عاصفة الصحراء دفعنا 13 مليار دولار، ومجموع ما دفعناه للادارة الاميركية 5.15 مليار دولار وهذا مبلغ مشابه لما طلب من السعودية. رحلة الحرية واستطرد الشيخ سعود «بعد التحرير وفي 15 مارس رتبت رحلة الى الكويت تمت تسميتها برحلة الحرية Freedom flight ودعوت فيها كل من وقف معنا في هذه الازمة سواء من مجلس النواب والشيوخ او رجال اعمال واعلاميين، وطلبت توفير طائرة من الطائف، ورافقنا في هذه الرحلة 13 نائبا اميركيا ووزير التجارة الاميركي و16 اعلاميا وكل الشخصيات التي وقفت معنا». وتوجه الشيخ سعود بالشكر العميق لامير البحرين الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة وكل القــيادة البحرينية من ولي العهد الشــيخ حمد بن عيسى ورئيــس الوزراء الشــيخ خليفة آل خليفة ووزير الخارجــية الشيخ حمد بن مبارك على توفيرهم كل الوسائل لنجاح رحلة الحرية التي كانت تضم 220 شخصية اميركية. وتابع «كنا نريد قبل الهبوط في البحرين الترتيبات من فنادق ومواصلات لاننا لا نستطيع الحضور رأسا إلى الكويت ووفر لنا الاخوة في البحرين كل شيء ولا ننسى هذا الموقف من القيادة البحرينية، وامضينا ليلة في البحرين، وتوجهنا في اليوم الثاني الى الكويت». سحب وتابع «عندما اقبلنا على الكويت كنا لا نرى الا غيوما سوداء وهي سحب دخانية من اثر حرائق النفط، وكانت عملية الهبوط مخاطرة، فكان الهبوط على الرؤية، ووقتها اضطر الكابتن فلاح السمدان للطيران بشكل منخفض جدا ليستطيع رؤية مدرج المطار، وكانت وقـتها جمــيع اجراس الانذار تقرع وذلك لخطورة الموقف، واعصابنا كانت متوترة، والضابط الاول في الطائرة كان يرفض الهبوط الا ان الطيار السمدان كان مصرا على الهبوط في ارض الكويت». وأضاف الشيخ سعود «كنت وقتها جالسا في قمرة القيادة خلف السمدان مباشرة وقلت له بعدما شعرت بخطورة الموقف على الركاب لا تهبط لسنا مضطرين لذلك ولا نريد ان نتسبب بكارثة، ونستطيع العودة الى البحرين واعادة المحاولة في اليوم الثاني، الا ان الكابتن السمدان كان مصرا على الهبوط، وبعد ان تجاوزنا الغيوم الدخانية وجــدنا انفسنا على ارتفــاع 200 قدم من الارض وفي اتجاه بعيد عن المدرج الا ان الكابتن السمدان تعامل مع الطائرة وهي من طراز 747 وكأنها طائرة حربية، واستطاع اعادتها الى المدرج، وكانت اعصابي متوترة، ولم اقل للسمدان الا الله يسامحك، ولكن الحمد لله ان ركاب الطائرة لم يكونوا على علم بما يجري». أنتهى ....
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
قال العويمري سعود واق الطويله | حامد الحنيفان | منتدى الشـــعــــر | 5 | 30-11-2010 03:03 PM |
الغزو العراقي وقائع وحقائق ... حتى لاننسي | PILOT | المنتدى العــــــــــــــــام | 2 | 07-08-2010 08:27 AM |
مقتل الشيخ باسل سالم الصباح بستة طلقات شوزن من قبل خاله الشيخ فيصل | نايف ابن عليثه | المنتدى الإعلامــــي | 9 | 19-06-2010 01:15 PM |
شبكة عبس تغطي حفل زواج ابن الشيخ /رمثان العوني. على شرف الامير هذال بن سعود ال سعود | مناورالعويمري | منتدى مناسبات وافراح القبيله | 49 | 15-06-2009 06:41 PM |
الشيخ ورجل الاعمال سعود سعود الماطر ومزاين ام رقيبه | سلطان العايضي | منتدى المقناص والرحلات البرية | 9 | 06-11-2008 04:44 PM |