|
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع |
|
لا أبحـث عن الشــهرة وأرفــض مصــــــادرة مواهب الطبقة المخملية سلطان بن سحيم شاعر وفارس، استطاع أن يحجز له مكانة متقدمة بين الشعراء والفرسان العرب، تارة تجده في ميادين الشعر يصول ويجول، وتارة أخرى تجده في ميادين الفروسية يخرج من سباق ويدخل في آخر، بعد أن بصم على الفوز بالعشرة.. الشعر والفروسية بالنسبة له هما الهواء والماء.. الشمس والقمر.. القلب والنبض.. تحدث «للرياضية» من خلال هذا الحوار عن العديد من المواضيع والقضايا التي تخص الشعر ومشواره تحديداً، حيث أكد أنه لم يحضر للشعر من أجل الشهرة.. موضحاً أنه لولا الموهبة التي يمتلكها لما خاض في ميادينه، لأن الشهرة حسبما يرى من الممكن اكتسابها في مجالات كثيرة ومختلفة، كما تحدث عن المسابقات الشعرية التي بات يرعاها ويدعمها مادياً، وتحدث عن الشعر الرجالي والنسائي، رافضاً هذا التقسيم.. موضحاً أنه يجب النظر إلى الإبداع بغض النظر عن جنسه.. وزاد بالقول: «إنه أيضاً ضد تقسيم الساحات الشعرية على حسب الدول الخليجية أو العربية».. مشدداً على أنه يجب توحيد الثقافة والفكر تحت مسمى (الإبداع العربي).. كما تحدث عن مسابقة (شاعر الإسلام) التي سيطلقها قريبا , مزيداً من التفاصيل خلال السطور التالية: ـ البداية.. تود أن تكون من الشعر أم الفروسية؟ أي منهما سيكون شيئا جميلا بالنسبة لي، لأن الشعر هو البطين الأيمن والفروسية البطين الأيسر، وكلاهما محلهما القلب.. لذلك حدد البداية وأنا جاهز للإجابة إن شاء الله. ـ أذاً لنجعل البداية من البطين الأيمن أي الشعر.. ماذا يريد الشيخ سلطان بن سحيم من الشعر؟ من الصعب أن يحدد شخص ماذا يريد من شيء ولد معه، ولازمه منذ مدة زمنية طويلة.. الشعر بالنسبة لي هو شيء أتنفسه وموهبة منحت لي من رب العباد، وأنا أشكره على هذه النعمة وهذه الموهبة، الشعر يعني الشيء الكثير عند العرب وهو رمز مثله مثل الكرم والشجاعة، والعرب قديماً كانوا يتباشرون بمولد شاعر بينهم لأنه كما تعلم كان يمثل الشاعر آنذاك وزارة إعلام، يقيم الحروب ويشيع السلام ومرسال الحب.. الشعر في نظر مي زيادة هو عاطفة ذاتية أو فكرة متوقدة أو خاطرة عميقة، سكبت في قالب موزون الكلام والنغمة.. وهناك قول قديم مأثور عن الشعر يتمثل في (تعلموا قراءة الشعر فإنه يعرب ألسنتكم).. ماذا أريد من الشعر.. سؤال صعب الإجابة عنه. ـ ولكن دعني أكون صريحاً معك وأقول إن هناك من ينظر إلى الطبقة المخملية أنهم يريدون من خلف الشعر الشهرة فقط.. هل هذا صحيح؟ وهل الشهرة محصورة في الشعر فقط؟ يجب أن تكون نظرتنا أوسع وأبعد وأعمق.. من السهل جداً أن نتحدث.. ومن السهل جداً أن نقذف بالاتهامات كيفما اتفق.. ولكن من الصعب جداً أن نأتي بدليل واحد على مثل هذه الاتهامات.. لماذا يريدون مصادرة المشاعر عن الطبقة المخملية كما تقول؟ لماذا نصادر مواهبهم لأن الله منحهم المال والمكانة الاجتماعية؟ هل من المستحيل أن يجمعوا بين هذه الأمور كلها؟.. الشهرة موجودة في مجالات كثيرة غير الشعر من السهل جداً أن يصلوا من خلالها، ولكن في اعتقادي أن الموهبة الحقيقية هي ما تقود الشخص إلى مجاله. ـ أيضاً الشعراء أصحاب المكانة الاجتماعية دائماً تدور الشكوك حول قصائدهم ويلمح إلى أنهم يشترون الشعر.. ما رأيك؟ أنا لا أنكر أن هناك بيع وشراء في ساحة الشعر أسمع كما تسمع أنت ويسمعون هم ولكن أين الدليل؟.. ومن ثم إذا قام شخص أو شخصان بمثل هذا التصرف لماذا يتم التعميم على البقية؟ ما الذنب الذي اقترفه هؤلاء لكي نعاقبهم بخطيئة غيرهم؟ أكره شيء لدي هو التعميم في الأمور وخصوصاً في الاتهامات.. ألا يعلم أولئك أن التعميم لغة الحمقى؟.. ظاهرة بيع الشعر موجودة طالما أن الحديث يكثر في هذا الجانب، ولكن حتماً أن المتلقي واعٍ ويعرف كيف يفرق بين الشاعر والمستشعر وبين من يشتري ومن يكتب. ـ سلطان بن سحيم.. كيف تقيم متابعتك لساحة الشعر في الخليج.. هل أنت متابع جيد أم ماذا؟ لا أستطيع أن أقول لك إنني متابع جيد، ولكن لدي فكرة واسعة عن هذه الساحة، أعرف من الشاعر الجيد ومن الشاعر غير الجيد، من الشاعر الذي يبحث عن خدمة نفسه ومن الشاعر الذي يسعى إلى خدمة الشعر، أعرف من يلعب دورا مهما ورائدا في هذه الساحة ومن الشاعر الذي حضوره سطحي ورقم لا يقدم ولا يؤخر في ساحة الشعر، أتابع حسبما يسمح لي وقتي بالمتابعة، وإن كانت الأخبار المهمة تصلني أولاً بأول. ـ قلت إنك تعرف الشاعر الجيد من الشاعر غير الجيد.. هل تستطيع أن تخبرنا من هذا ومن ذاك؟ قرأت قبل زمن بعيـــد مقولة للشاعر العراقي حافظ جميل تقـــول «ليس هنـــاك شاعر أفضـــل من آخـر، فهناك قصيدة أفضل من قصيدة».. وأنا أســتعير هذه المقولـــة وأجعلها إجابة عن ســؤالك المفخخ. ـ هروب جميل منك.. ولكن أنا مصر على معرفة الشاعر الجيد من الشاعر غير الجيد من وجهة نظرك؟ الشاعر الجيد من يخدم مجتمعه من خلال شعره، ومن يلعب دورا مهما في خدمة الشعر والموروث الشعبي، ويحاول أن يقدم كل ما يستطيع لخدمة هذا الإرث العريق والأصيل، الشاعر الجيد من يهتم بقصيدته ويحترم ذوق المتلقي ويحضر حينما يتطلب الحضور ويغيب حينما يتطلب الغياب، الشاعر الجيد من يحمل هموم مجتمعه وهموم الأمة الإسلامية والعربية بين ضلوعه ويترجمها إلى قصائد لتصل إلى الآخر، الشاعر الجيد من تكون له رسالة، فالشعر لسان الزمان والشعراء هم أمراء الكلام. ـ ولكـــن الســـائد في ساحة الشعر هو تخلـــيد غرض الغزل، أي الهم الذاتي للشاعر وهذا لا يعــتبـــر دوراً يخـــدم المجتمع.. ما رأيك في ذلك؟ أنا لست ضد شعر الغزل، فهو غرض من أغراض الشعر وغرض جميل أيضاً، ولكن يجب على الشاعر أن يهتم بالأغراض الأخرى وينوع في قصائده، ومن ثم من أخبرك أن الشاعر حينما يكتب قصيدة غزل هو يجسد هما ذاتيا بالنسبة له هذا غير صحيح، قد يترجم الشاعر معاناة شخص ما أو عدة أشخاص في المجتمع يمرون بهذه المشكلة.. على العموم الشاعر الذي لا تعرفه من شعره لا يستحق أن يُعرف بغض النظر عن الغرض الذي يكتب فيه. ـ في قصيدتك (مجد بلا سيف) قلت هذا البيت: يا عزائي فيك يا القلب الوجيع = ما نفعني الشعر في سوق الأدب
لماذا لم ينفعك الشعر في سوق الأدب وما حجم خسارتك في هذه السوق؟ هذه القصيدة كانت تحاكي الوضع الحالي الذي تمر به الأمة العربية، وهي كانت بوحا صادقا حاولت من خلاله التذكير بأبطال العرب خالد بن الوليد وطارق بن زياد والمعتصم وغيرهم من الذين صنعوا مجداً للأمة الإسلامية والعربية، كنت أتوجع بصدق وبدون تزلف أو لعب دور الموجوع.. يا أخي حينما يئن الوطن العربي من الوجع وحينما نصل إلى مرحلة نسقط من خلالهــا ونحن نجوم رفيعة، حينما نبتـــعد عن الدين وتعاليمه ونغفل ونلهو ألا يعتبــــر ذلك خسارة كبيرة!. ـ قبل أشهر قليلة شاركت في المؤتــمر المشــــترك الثقافـــــي الدولي الأول الذي عقد في القاهرة.. حدثنا عن هذه المشاركة؟ هذه المشاركة كانت فرصة سانحة، حيث هناك قواسم مشتركة تربطنا بالآخرين، قواسم إنسانية وثقافية وجغرافية، وهذا المؤتمر ساهم في فتح الحوار بين الثقافات وكرس مبدأ تحقيق السلام والتعايش وكان مؤتمرا مفيدا ورائعا وثريا.. وأنا أدعو دائماً لمثل هذه الالتقاءات العربية التي من شأنها المساهمة في توحيد الفكر والثقافة العربية ودعمها بشكل أكبر. ـ ومن شارك إلى جوارك في هذا المؤتمر؟ المؤتمر أقيم في جامعة القاهرة وقد شهد عدة جلسات في اعتقادي أنها مهـــمة شارك فيــها نخبـــة من صفوة المثقفين أمثال الأمين العام السابق للأمم المتحدة ورئيس المجلس القومي لحقوق الإنســــان الدكتــــور بطــرس غالي، وسفير مصـر في واشنطن نبيل فهمي، والدكتـــور وليم دريـــد ورئيس جامعة القاهرة الدكتور علي عبدالرحمن، ورئيس جامعة بوسطن الأمريكية الدكتور أحمد عبدالعال. ـ وكيف تم اختيارك للمشاركة في هذا المؤتمر خصوصاً أنك الشاعر الوحيد المشارك على مستوى الوطن العربي؟ تم اختياري لأنني ممثل الإدارة الأوروبية والأمريكية في الخارجية القطرية، والحقيقة أنني استفدت كثيراً من هذه المشاركة لا سيما أنني وجدت أن العلماء والمفكرين العالميين الذين حضروا هذا المؤتمر يريدون المزيد من التقارب وخلق وحدة إنسانية تكفل مبدأ هذا التقارب، وقد كانوا حريصين على ترسيخ الحب بين المجتمعات. ـ أطلقت قبل فترة جائزة حملة الدفاع عن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) التي بلغت قيمتها مليون ريال.. كيف وجدت هذه المسابقة؟ قلت لك في إجابة سابقة إنه يجب أن يكون دور الشاعر أكبر وأعمق من كتابة قصيدة، فهو جزء لا يتجزأ من المجتمع ومن هذه الأمة الإسلامية، ومن الطبيعي جداً أن ما يمسها يمسنا جميعاً، من هذا المنطلق جاءت فكرة جائزة الدفاع عن الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ووجدت إقبالاً كبيراً لم أستغربه للمشاركة في هذه الجائزة.. والحقيقة أنني لمست أن أغلب القصائد المشاركة كانت مركزة على الدفاع بغض النظر عن الفوز أو الخسارة، وكان منطلق المشاركة في هذه الجائزة هو الدفاع ولم يكن المحرك لها هو المال.. ولم تقتصر هذه المسابقة بالمناسبة على الشعر بل كانت تبحث في ميادين الفكر والثقافة والعلوم. ـ أيضاً أعلنت مؤخراً عن جائزة (شاعر الإسلام) التي ستنطلق قريباً عبر قناة (المختلف) الفضائية.. إلى ماذا تهدف من هذه المسابقة؟ يقول جبران خليل «إن خير الوسائل لإحياء اللغة هي في قلب الشاعر وعلى شفتيه وبين أصابعه».. فالشاعر هو الوسيط بين قوة الابتكار والبشر، وهو السلك الذي ينقل ما يحدثه عالم النفس إلى عالم البحث، وما يقرره عالم الفكر إلى عالم الحفظ والتدوين، ومن هذا المنطلق أرى أنه من الواجب علينا دعم الشعر والشاعر بكل ما أوتينا من قوة، لأن في ازدهار الشعر ازدهاراً للفكر والثقافة، ولن يزدهر الشعر إلاّ بمثل هذه المسابقات وهذا الدعم، إذاً الهدف من هذه المسابقة بكل وضوح هو خدمة الشعر والارتقاء به، ولكن يجب أن لا نغفل جانبا مهما هنا وهو أن المسابقة ليست مقتصرة على الشعر فقط. ـ ماذا سيكون بجانب الشعر؟ هذه المسابقة مقسمة إلى عدة أجزاء جزء للشعر وسيتوج الفائز بجائزة (شاعر الإسلام)، وجزء للفروسية، وجزء آخر للرماية، وجزء للسباحة، تمشياً مع (علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل). ـ وهذا يعني أن المسابقة الشعرية سيكون موضوعها قصائد دينية بحتة؟ لا.. إطلاقاً لن تكون دينية بحتة، بل سيكون حتى غرض الغزل موجوداً، ولكن الغزل العفيف والبعيد كل البعد عن الإسفاف والابتذال. ـ ولماذا اخترت قناة (المختلف) لكي تطلق هذه المسابقة من خلالها؟ لأن (المختلف) والقائمين عليها لهم دور في دعم الشعر والشعراء في الخليج، وهم قادرون على النجاح دائماً، ومن هذا المنطلق كانوا هم الخيار لكي تنطلق هذه المسابقة من خلال قناة (المختلف). ـ ولكن قناة (المختلف) لم تنطلق بعد.. وهذا قد يؤجل المسابقة؟ قناة (المختلف) الآن بدأ بثها التجريبي ونقلت على الهواء مباشرة أمسيات (هلا فبراير) في سابقة تحسب لها، وهذا أمر مبهج بالنسبة لي ويجعلني أفرط في التفاؤل بنجاح المسابقة، ومن ثم هناك وقت للمسابقة يجب أن تبدأ من خلاله لم يتحدد بعد، ولكن متى ما تم تحديده وانتهينا من كافة التجهيزات فحتماً ستنطلق، بغض النظر عن كون القناة بثت رسمياً أو لم تبث. ـ ولو قلت لك إن هناك من يفسر برنامج (شاعر الإسلام) على أنه تقليد لبرنامج (شاعر المليون).. بماذا ترد؟ دعهم يفسرون كما يشاؤون، فالمسابقة الشعرية ليست بالجديدة، وحينما أطلقت مسابقة الدفاع عن النبي المصطفى (اللهم صلّ وسلم عليه) لم يكن برنامج (شاعر المليون) قد ظهر، وهذا يؤكد أنني لم أنتهج نهج المسابقات تقليداً لأحد، بل خدمة للشعر والشعراء وإثراء الثقافة والفكر، والمساهمة في تحريك المياه الراكدة ودعم الأدب، ومن ثم لماذا لا يكون لدينا برنامج وبرنامجان وعشرة تدعم الفكر والثقافة العربية ونصفق لها ونقف معها بدلاً من وجود برامج ومسابقات سطحية ودخيلة على المجتمعات العربية مثل (سوبر ستار وستار أكاديمي) وغيرها. ـ الدكتور والشيخ عايض القرني كان له رأي إيجابي حول فكرة المسابقة وشد من أزرك وقال (إن هذه الخطوة جميلة جداً).. ماذا يمثل لك هذا القول؟ بلا شك يمثل لي الكثير هذا الرأي، لا سيما أنه صادر من الدكتور والشيخ والداعية عايض القرني، وهو ذكر أن هناك من ينتظر هذه المسابقة بفارق الصبر، لكونها ذات مضمون جيد وتوجه طيب، وتوقع لها النجاح قبل أن تبدأ، وأن يكون لها دور كبير، وهذا بلا شك يحملني مسؤولية كبيرة جداً، وأتمنى إن شاء الله أن تكون هذه المسابقة عند حسن التطلعات، وأن نكون على قدر الثقة والمسؤولية الملقاة على عاتقنا. ـ لو سألتك عن الساحة الشعرية القطرية تحديداً.. كيف تراها الآن؟ الساحة الشعرية القطرية زاخرة بالشعراء الرائعين والأسماء التي تكتب شعرا جميلا وتنافس، ولكن مشكلة الشعراء القطريين في السابق لم يكن هناك اهتمام إعلامي بهم، لذا مروا بفترة غياب، ولكن خلال السنوات الأخيرة وفي ظل الانفتاح الإعلامي والطفرة الإعلامية للشعر الشعبي في الخليج ظهروا وأثبتوا جدارتهم وأثبتوا أن في قطر شعراء لا يقلّون بأي حال من الأحوال عن أقرانهم في الدول الأخرى. ـ ومن يعجبك منهم.. أو لنقل تتابعه باهتمام بالغ؟ كثيرون هم.. ولا أستطيع أن أذكر أسماء خوفاً من أن أنسى أحدا، ولكن الحمد لله الساحة القطرية مليئة بالمواهب الشعرية.. وللمعلومية أنا ضد تقسيم الساحات بهذا الشكل. ـ ماذا تقصد بتقسيم الساحات؟ أقصد كقول الساحة القطرية أو السعودية أو الكويتية وغيرها، الشعر ليس له موطن، الشعر يرحل ويعبر البحار والمحيطات ولا يحتاج إلى جواز سفر لذلك، ومن هذا المنطلق يجب أن نتعامل مع المشهد الثقافي والشعري العربي على وجه العموم والخليجي على وجه الخصوص على أنه وحدة واحدة لا تجزئها المسميات. ـ وهل أنت أيضاً ضد تقسيم الشعر إلى شعر ذكوري وآخر أنثوي؟ نعم.. لأنــك تتعامـــل مع قصيدة، ويجب أن تحاكـــــم القصيدة وتبتهج بالقصيدة وليس صاحبــها، لأن صاحبها يذهــب والقصيدة تخلد وتبقى، وأقصد هنا القصــيدة العظيمـــة والتي تؤثر في الناس والمجتمع.. ليس مهماً أن يكون خلف القصيدة اسم رجالي أو اسم نسائي، المهم أن تكون هذه القصيدة محلقة في فضاء الإبداع وتزرع الدهشة في نفوسنا وتحفر لها مكاناً في ذاكرتنا.. هذا هو المهم في الأمر.. في نهاية المطاف القصيدة عبارة عن أحاسيس ومشاعر تصاغ في قالب شعري موزون ومقفى، ولا يهم من هو صائغها هل هو رجل أو امرأة، الأهم أن تكون الصياغة متقنة.. ومن وجهة نظري المتواضعة الشاعر يجب أن لا يفكر في إرضاء النقاد وإنما يفكر في تأدية الرسالة الموحاة إليه. ـ ما رأيك بالشاعرات في الخليج.. هل حضورهن موازٍ لحضور الشعراء؟ حتماً موازٍ، فهناك شاعرات في قصائدهن إجادة وتفوق على شعراء كثيرين، ولا أعلم سبباً مقنـعاً لمـــن يحاول النيل من الشاعرات والتقلــــيل من قيمتهن الإبداعيـــة وحضورهن في ســاحة الشعر. ـ إذاً لماذا لا تدعــــم الشــاعرات بمســـابقة تخصـهن من باب دعمك للشعراء؟ قلت لك أنا ضد تقسيم الشعر إلى رجالي أو نسائي، الشعر شعر، بعيداً عن المسميات، والمسابقات التي أوجدتها كانت مفتوحة للجميع ولم تحدد أو تقتصر على الشعراء كما تقول، على العموم قد تكون في المستقبل هناك مسابقة شعرية تخص الشاعرات، أو لكي تكون أكثر شمولية تخص الإبداع الأنثوي بشكل خاص. ـ كيف ترى ساحة الشعر الشعبي حالياً في منطقة الخليج؟ قرأت مجموعة جميلة من قصائد حملت الكثير من الشعر والكثير من الصدق، وهذا ما افتقدناه في الفترة السابقة، قصائد عبرت بتاريخها وما زالت تسكن قلوبنا، أنا متفائل جداً بالفترة المقبلة، لأنها ستصبح أكثر خصوبة. ـ هل هذا يعني أنه خلال فترة ماضية كانت هناك قصائد غير جميلة وتحمل الكذب بين طياتها؟ ليس بهذا المعنى، ولكن في الفترة الحالية كان هناك تركيز أكثر على الشعر، وكانت جميعها تصب في منحنى الهم العام وليس الخاص وتحاكي الواقع وقضايا الأمة، وهذا ما جعلها أكثر إشراقاً من غيرها. ـ لماذا لم يُقِم الشاعر سلطان بن سحيم أي أمسية حتى الآن أو يصدر ديواناً؟ لأن تجربتي لا زالت في البداية، وأنا أعتقد أن الأمسية والديوان من المراحل التي يجب أن تأتي بعد أن يحقق الشاعر نجاحا وانتشارا عند المتلقي وتجد قصيدته قبولا، عند ذلك يقيم أمسية ويصدر ديوانا. ـ وهل هذا يعني أن قصيدتك لم تجد قبولا عند المتلقي؟ أنا لم أقل ذلك، أنا قلت ما يجب أن يكون بخصوص أي شاعر، ولم أتحدث عن نفسي، أنا أحتاج إلى وقت فقط لإقامة أمسية أو إصدار ديوان، لأنني أسير وفقاً لخطة معينة رسمتها لنفسي منذ البداية، ولن أخرق هذه الخطة من أجل إرضاء الآخرين! ـ وما هذه الخطة؟ هي خطة التدرج بالحضور وفرض التجربة، فمن الصعب جداً أن تأتي مرة واحدة، إذا أردت كشاعر أو كمبدع أن تخلد اسمك في ذاكرة المتلقي فيجب عليك أن تحترم عقله ووعيه أولاً، وأن تجعل حضورك بالنسبة له تدريجياً، أي بمعنى لا تفرض نفسك عليه وتأتي دفعة واحدة. ـ ولكن اسمك أصبح معروفا بشكل كبير في ساحة الشعر ولدى المتلقي؟ وإن يكن ذلك، قلت لك حضوري مدروس جداً وأسير وفقاً لخطة معينة رسمتها لنفسي منذ البداية ولن أتخلى عنها، ومرحلة إقامة أمسية أو إصدار ديوان لم تحن بعد، فهمي ونظرتي للشعر والساحة الشعرية أكبر من أن يقف عند أمسية أو ديوان، أنا جل تفكيري منصب الآن على كيفية خدمة الشعر، وتجسيد رسالة الشاعر الحقيقية.. بعد ذلك لكل حادث حديث. ـ اسمح لي بنقل دفة الحوار باتجاه بطينك الأيسر كما وصفت.. وهي الفروسية.. كيف تصف تعلقك بهذه الرياضة؟ الفروسية شيء مهم في حياتي، فمنذ نعومة أظافري وقلبي وعقلي متعلق بالخيل، وتجسد ذلك جلياً حينما كبرت وقررت دخول غمار المنافسة والمشاركة في المسابقات وقدرات التحمل، والحمد لله أعتقد أنني حققت شيئا جيدا في هذا المجال، وعاقد العزم بإذن الله على مواصلة المشوار، ولا أنسى كذلك دعم والدتي (أطال الله في عمرها) لي سواء في مجال الفروسية أو الشعر. ـ ما آخر مشاركاتك؟ كانت قبل شهر تقريباً في البحرين من خلال سباق التحمل. 4774 الموضوع الأصلي: الشــاعــر الذي يحمــل همــوم مجتمـــعه .. سلطـان بن سـحيم | | الكاتب: سلطان العايضي | | المصدر: شبكة بني عبس
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
أقفيت ياعـز المخاليـق مجبـور مجبور مالي عالمقاديـر سلطـان | سيوف بني عبس | منتدى الشـــعــــر | 7 | 13-07-2011 12:41 AM |
ايهما تفضل القلب الذي يحبك ام الذي يفهمك....؟؟ | هـمـــس | منتدى الحوار الهادف | 9 | 10-03-2011 04:47 AM |
وين الذي قلبي وعيني تمناه ●●● وين الذي بهداه يشرح ضميري | el3nod-al | منتدى الشـــعــــر | 11 | 11-02-2011 01:25 AM |
الفرق بين الشخص الذي تحبه والشخص الذي معجب به؟؟؟؟ | المشتاق1 | المنتدى العــــــــــــــــام | 2 | 20-12-2009 03:00 AM |
قصـــيدة ( سلطـان الهاجري الى حبيب العازمي ) بسبـب فيصـل الرياحــي ..! | غالب العوني | منتدى الشـــعــــر | 13 | 11-02-2009 05:53 AM |