|
خيارات الموضوع |
لشخصية العربية"؟!، هل هناك ما يسمى ذلك حقيقة، نعم، كما أن هناك "الشخصية الإنجليزية" وهي تختلف عن "الشخصية البريطانية" التي تجمع بين طياتها نماذج مختلفة من المهاجرين والعرب على اختلاف مشاربهم من المحيط إلى الخليج ـ بالطبع ـ يختلفون ويقتربون في سماتهم الشخصية، لكن من شبه المؤكد أن الدين واللغة والجغرافيا، بل والتاريخ عوامل تجمعهم وتكون شخصيتهم، لكن من الجدير بالذكر أن ما هو أكبر من ذلك بشكل نواة تركيبتهم. ألا ما يسبح في الفضاء وتتلقاه العين والأذن، ففي دوريات كثيرة اصطدمنا بواقع لا يمكن إنكاره ألا وهو التفاف الشباب العربي حول برنامج (ستار أكاديمي) وهو "المنتحل" إن لم يكن "المقلد" من برامج أجنبية تعتمد على خرق الخصوصية وكشف الحياة الداخلية للشباب (بنات وأولاد) أمام الكاميرا، وبالطبع مروراً بالقنوات الغنائية التي تداعب الغرائز وتسمح بعبور رسائل الحب القصيرة على الشاشة مباشرة. مما لاشك فيه أن هذا الجيل بعد ثلاثين سنة مثلاً ستكون له ملامح مختلفة، فمن التأكيد على (عشق تلميذة الثانوي لأستاذها) في (مدارس ماريا) التي غزت أنحاء العالم والتي تقدم صورة غريبة للغاية عن البنت العربية، لكنها تشكل بما لا يدع مجالاً للشك (ضميراً) و(وعياً) مختلفاًَ عن تلك التي تلعق (الآيس كريم) بطريقة معينة ثم تنزل إلى المغطس (البانيو)، ومن المفارقات أن (ماريا) المغنية أو المؤدية في تلك (الكليبات) ليست عربية لكنها من (مالطا) وأنها تحفظ الكلمات العربية وهي مكتوبة بالإنجليزية. نحن لا نقول أن بنات اليوم لا يجربن وضع أحمر الشفاه ومساحيق التجميل، لكنهن أن يرون ذلك داخل بيوتهن ليل نهار من خلال ذلك الصندوق الجهنمي (التليفزيون) فهذا أمر آخر يتعزز ويترسخ في الوعي بعمق. هذا من ناحية، من ناحية أخرى فإن هؤلاء الرجال (أساساً) وكثير من النساء العربيات قد أدمنوا (القنوات الإخبارية) إلى درجة أنهم يعانون بالفعل من (أعراض انسحاب) إذا لم تبث تلك القنوات (رغم أن هذا لم يحدث أبداً حتى الآن لأن تلك القنوات قد زادت بالفعل ومن قبلها كان إدمان المواطن العربي على إذاعتيّ لندن ومونت كارلوا العربيتين بحثاً عن المصداقية ) وأن ثقافة الصورة وشكل الحوار، الألوان، وعادات بث مثيرات مثل رسائل مسجلة أو مصّورة بين الحين والآخر صبح أمراً شبيهاً بأفلام الرعب. مدمنو القنوات الإخبارية تلك صارت لهم ثقافة سياسية محددة، فرضتها تلك القنوات ومما لاشك فيه أنها أثرت على وعيهم السياسي الذي يكون بالأساس (شخصيتهم العربية)، لكن لكل من (القنوات الغنائية والفضائيات الإخبارية) حشوهم الخطير يكمن في سمهم الذي في العسل وهو أمر قد أصبح يرتبط بالصحة النفسية، بمعنى الاكتئاب والتوتر والقلق والخوف والإحساس بعدم الأمان وعدم الثقة والرعب الشديد من المستقبل، بجانب التشوش الذهني الناتج عن ذلك الكم الرهيب من الرسائل المتناقضة طبقاً لنظرية (كارل روجرز) الخاصة بالشخصية (Carl Rogers – Personality – Theory and Research – 7th edition L.A.Prrin & Oliver P. John – John Wiles & Sons. 1997.) تتكون الشخصية من (الذات) (self) وهي غير (الأنا ego) التي تخضع في تفسيرها إلي ( المفهوم الفرويدي للتحليل النفسي )، هنا يستقبل الإنسان العربي ( ما هو خارجه ) من تجارب وأحداث ( حرب 56 ، حرب 67)، حرب 73)، حرب اليمن، حرب توحيد اليمن، العمليات الإرهابية في مصر والسعودية الجزائر، العمليات العسكرية في العراق وفلسطين ، تباين أنظمة الحكم باختلاف الدول العربية، أمور تتعلق بحقوق الإنسان، التعليم داخل الأمة العربية والتعليم خارجها ، الثروة وكيفية إنفاقها - إدمان المخدرات وتفشيه - ارتفاع نسبة الاضطرابات النفسية، الهجرة ما بين الدول العربية، الهجرة إلي أوروبا و اختلافها عن الهجرة إلي كندا وأمريكا ) قالت سيدة عربية في الأربعين من عمرها وهي تجلس أمام الطبيب النفسي منكسة الرأس تشكو من اكتئاب عميق ( أنا لم أحب صدام حسين قط فهو ديكتاتور عنيف للغاية، لكن لحظة القبض عليه وإخراجه من الحفرة ثم شكله المُغيًب وعينيه الزائغتين، والدكتور الأمريكي يفحصه ويفتش بالقلم الضوئي في رأسه عن شيء جعلني، أنكسر وانهار وأري نهايتي مع نهاية صدام). المرأة حدّدَت مسبقاً أنها لا تنتمي إلي فكر صدّام ولا تحبه، بل علي العكس تدينه ولكنه في وعيها مثلّ شيئاً ما غذته أجهزة الإعلام بطنينها وضجيجها ليل نهار ( أم المعارك ، النشامى ... ألخ). النفس العربية تتركب وتتكون من منظومة كاملة متكاملة من (الإدراك والمعنى ) واللذان بدورهما يكون ذلك الحقل المنظور الذي نشاهده فرادى ومجموعات ( الذات self – وأنا (me (or)I. من المهم أن بلفت النظر إلي أن ( الذات ) ليست ذلك الإنسان الصغير داخلنا والذي لا يفعل شيئاً؟! بمعني أن الإنسان العربي لا يوجد داخله أمر محدد يتحكم في سلوكه لكن (الذات) تَعني مجموعة منتظمة ومنظمة من إدراك الأشياء في الكون ككل وفي البيئة المحيطة بشكل خاص بدءاً من (البيت ، إلي البناية أو العمارة ، ثم الحيَ ، والمنطقة ، إلي المدينة أو الريف بطبيعتها ، ثم البلد وتكوينه الثقافي ، الاجتماعي ، الديني ، الحضاري ، والسياسي). ومن هنا فإن الشخصية العربية شأنها شأن أي شخصية إنسانية تصاب باضطرابات مصنفة ومعرّفة ومتعارف عليها عالمياً، بمعني تواجد الشخصية الموسوسة (لكنها في العربي تأخذ شكلاً دينياً ضخماً خصوصاً فيما يتعلق بأداء الشعائر) - والشخصية الاضطهادية (لا المضطهدة)، أي تلك التي تشعر بالخوف والاضطهاد من معظم الأشياء، حساسيتها عالية وتؤول الأمور، تكبرها وتهولها على نحو خاص (هذا النوع من الشخصيات يأخذ بالضرورة شكلاً سياسياً عميقاً للغاية نظراً للتقلبات السياسية الشديدة ولطبيعة نظم الحكم في المنطقة وما يصاحب ذلك من قهر وكبت ومصادرة لحقوق الإنسان ، ثم تأتي الشخصية الهستيرية ( وهي في الشرق عموماً وفي العربية أساساً لها وضع خاص). فهي منتشرة جداً خاصة بين الفتيات والسيدات بشكل عام وتأخذ شكلاً تحولياً جسداً بمعنى ظهور أمراض عضوية بحتة ليس لها سبب لكن منشؤها نفسي. أو أنها تغيب في تهويمات العفاريت وما شابه ذلك ، أما الشخصية النرجسية ( تلك التي تعشق ذاتها عشقاً مرضياً ) فتكاد تتمحور حول المثقفين العرب الذين نرى في بعضهم ذلك الامتنان بالعقل ويظهر ذلك في آرائهم وطريقة عرضها علي شاشات التلفاز يشاركهم في ذلك بعض السياسيين العرب الذين وقعوا في حب ذواتهم إلى درجة المرض فلا يمكن أن يكونوا علي خطأ ولا يمكن مجادلتهم فهم الأقوى والأجمل والأكثر علماً، أما السيكوبايثين العرب ـ إن صح التعبير ـ فهم أعداء لمجتمعاتهم ولناسهم وأحياناً لأنفسهم، لديهم طاقة ورغبة كبيرة في التدمير تحت أي دعوى . هذه هي بعض النماذج نضيف إليها شخصية ( الفهلوي ) وتظهر في كل البلاد العربية تقريباً، لكنها تكثر في ( مصر ولبنان ) فهو قادر علي التكيف السريع في مواقف مختلفة ولكن ـ ربما ـ بطرق غير سوية أو غير مألوفة، مع المرونة، الفطنة، المجاملة (حامد عمار- في بناء البشر- منشورات سرس الليان، 1964)، والسمة الثانية هي النكتة المواتية (أكثر في النمط المصري علي الرغم من انحدار ذلك حالياً 2005)، ثم المبالغة في تأكيد الذات والميل الملح لإظهار التفوق والتحكم في الأمور. أما السمة الرابعة فهي سيادة النظرة الرومانسية للمساواة يسود ذلك شعوراً السخط والحسد وعدم القدرة علي فهم الآخر، لكن الحيلة النفسية الدفاعية وراء شخصية الفهلوي فتكاد تتمحور حول " الإزاحة أو " الإسقاط" إزاحة المسئولية والهم وإسقاطه علي الآخرين مما يسبب حرجاً شديداً ( نفس المصدر السابق + الشخصية العربية بين صورة الذات ومفهوم الآخر ـ السيد يسين ـ دار التنوير ـ 1986 ـ لبنان ). ثم يأتي بعد ذلك الارتياح إلي العمل الفردي وتفضيله علي العمل الجماعي ( ويظهر هذا في صور كثيرة تفتقد إلي روح الفريق ((Team work مما يؤدي إلي مشاكل لا حصر لها، أما الأمر الأخير فهو الرغبة في الثراء ( أو الوصول إلي الهدف دون بذل مجهود ضخم وبأقصر الطرق ) ويعني ذلك ما قاله أحد المرضى النفسيين العرب (نفسي أسكن في مكان واسع جداً و أقتني سيارة فخمة جداً و ... و ... يمكن أحصل على المورد من (سرقة حلال) تحلّ الموضوع! كيف إذن تكون سرقة وتكون حلالاً ، لما سئل عن ذلك ضحك وغطَى على الموضوع. عودة إلي إزاحة المسئولية وإسقاطها. كان هناك سكرتيراً يعمل فترة المساء في احدى المراكز الطبية النفسية بعاصمة عربية، لا تمطر فيها السماء عادة وهو في طريقه إلي بيته فوجئ بالأمطار الغزيرة علي رأسه فأنزعج وارتبك وفجأة دَب قدمه في الطين دون أن يدري فدخل البيت يصرخ ويلعن الظروف وامرأته والحكومة أيضاً . هذا بالضبط ما عناه صادق العظم ( النقد الذاتي بعد الهزيمة ـ مواقف ـ السنة الأولي بالعدد الرابع، 1969 ) حينما فسر سلوك الشخصية الفهلوية إذا وجدت نفسها في مـأزق " سيفضح حتماً عجزها وتقصيرها، تبرع في إزاحة المسئولية عن نفسها وإسقاطها علي قوى خارجية يمكن عن طريقها تبرم النتائج السلبية التي جاءت علي يدها " وذلك شائع التطبيق علي الطالب ذلك إلي اضطهاده كمسلم وكعربي ولأن الأسئلة صعبة والحظ سيئ ، وهكذا (( كذلك تلوم الأمة العدو، والاستعمار ، والغدر ، والحظ ، وكل ما يخطر لها علي بال فتهون بذلك علي نفسها وتحفظ ماء الوجه وتصون المظاهر وتراعي المشاعر ، وترفع المعنويات عوضاً عن أن تنفذ إلي بيت الداء وتستأصله )) (نفس المصدر السابق) الشخصية العربية قبل (11 سبتمبر) مختلفة عما بعدها فلقد أصابها الانجراح والهجوم والاعتداء والاتهام مما وحَدَّها أكثر في المهجر وشتتها بشكل ما في الوطن العربي، فنجد أن سمة العربي خاصة المسلم جمعها أمام الغرب (كله تقريباً) وسمي الإرهاب فقط بالملامح وبالهوية وتعرضت للإهانة والسؤال والتحقيق: شاب مصري عربي مسلم لم يتعدّ العشرين من عمره، كان يعيش مع أهله في لولايات المتحدة الأمريكية قبل (11 سبتمبر) تعرض للضرب المبرح على أيدي أمريكان بيض غداة الواقعة وأصيب بارتجاج في المخ واضطراب نفسي عميق كان مهيئاً له قبلاً مما استدعى أن يسلم والده الأمور بسرعة ويعود إلى مصر لكن الحال لم يكن مبهجاً فالولد لم يتمكن من التكيف مع البيئة الجديدة في مصر فتشتت وتاه وكان أن تعرض لضرب مبرح من أقران مصريين لأسباب مختلفة استدعت ذكرى الإصابة الأولى من أمريكان، تجمع كل ذلك وتحوصل وكوّن كبسولة تعاني من توتر ما بعد الصدمة بكل آلامه وأعراضه. بقى في الختام أن نقول أننا كعرب محتاجون أكثر من أي وقت مضى لفهم أنفسنا، لفهم الشخصية العربية بحق، والتدقيق فيها والتركيز عليها والنبش في أعماقها، لنا أن نزيل التشوش الذهني والثقافي الحاصل،ولنا أن نحاول التواصل بشكل أكثر رقياً وحضارة لأننا لن نتمكن من البقاء والاستمرار في هذا العالم الشديد الضراوة إلاّ بغسل أنفسنا جيداً.
|
|
|
اشكرك على هالموضوع لكنة غير متصل ببعض مشتت بعض الشيئ
ولكن السبب بضياع الشخصية العربية الغزو الفكري انهم يدسون السم في العسل
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
سعود الفيصل يرأس وفد المملكة العربية السعودية للقمة العربية بليبيا | ابو ريماس33 | المنتدى الإعلامــــي | 0 | 27-03-2010 12:26 AM |
مفهوم المجتمع | The monsoon | منتدى الأسره والمجتمع | 5 | 30-10-2009 12:10 AM |
مفهوم الحرية | االعويمري | المنتدى العــــــــــــــــام | 1 | 02-11-2008 10:21 PM |
مفهوم الإسلام | %القناص% | المنتدى الإسلامـــي | 14 | 18-11-2007 12:31 AM |
مفهوم الليبرالية . | العود | المنتدى العــــــــــــــــام | 3 | 28-09-2007 03:55 PM |