[باذر الرشيدي]

يحكى أن فتاة اسمها وفاء شابة شقية ومتكاسله في أمور دينها , وتحب العبث واللهو , وفي أحد الأيام
وهي ذاهبة للسوق , رأت رجلا كبيرا في السن يتكىء على عصاه ، وكعادة وفاء تحب الإستهزاء في الناس ، فضحكت على الرجل وتتابعه كظله وتضحك عليه ،فلاحظ الرجل المسن أن أاحد خلفه ، ونظر ووجدها وفاء ، فقال لها : أتضحكين من كبر سني وعدم استطاعتي المشي إلا ومعي العصا ، وقالت
وفاء : أيها الرجل الطاعن في السن ماذا تريد من الحياة لتحفر قبرك بنفسك ، وتنهي حياتك أفضل لك من العيش بها هكذا ، فقال الرجل : اتقي الله ولا تستهزئي بي يا أبنتي فأنا بمقام والدك ، وهذا من العيب
أصلحك الله ، فقالت وفاء : يارجل استفد بنصحيتك لنفسك ، فأنت أحق مني بها ،فشاهد رجل تصرف وفاء ، وأبلغ حاكم القريه ، فقال الحاكم : لاحول ولا قوة الا بالله ,ألم تتقي الفتاة من الله ، وقال ايضا : أريد أن أرسل الجاريه لطلبها إلي ، فأرسل الجاريه الى وفاء وقالت لها الجاريه : ياوفاء الحاكم يريدك لأمر هام ، قالت وفاء : وماذا يريد مني الحاكم , فقالت الجاريه : لا أعلم ولكن طلب مني ذالك , فذهبت وفاء الى الحاكم , وقال الحاكم :وفاء انني سمعت عنك تصرفات تخدش الحياء والاستهزاء ، وسوف اجازيك بتصرفاتك , وقالت وفاء : لم افعل شىء سيدي الحاكم ، وكله كذب وافتراء ، قال الحاكم : بل إنك
تفعلين في اشياء لا ترضي الله ورسوله , وسوف اختبرك في امتحان ان فشلتي به حكمت عليك في القتل وإن نجحت فسأكافئك به أي شى تريدين ، وقالت ماهو ؟ قال : سأجعل مراقبا عليك وإن بذر منك شىء يسجله عليك ، وإن أحسنت العمل يسجله لك وهكذا . فوافقت وفاء بذلك ، فقال الحاكم للغلام : ياغلام أنت ستكون المراقب عليها , ان فعلت شى يستنكره العقل والحياء سجلها عليها، وان فعلت شىء يرضي الله سجلها لها ,فقال الغلام : سمعا وطاعة , وعندما عادت الى منزلها سمعت اذان المغرب يأذن ,
فقالت : ان صليت الصلاة سجل لي وان تركتها سجل علي , يجب ان اسجل لنفسي واكف عن عنقي من القتل . وصلت الصلاة وسجل لها الغلام , وبعدها نظرت الى جارتها مريض ابنها , فقالت : ان زرت ابنها فسيجل لي الغلام انني زرت المريض واكف عن عنقي من القتل , وهكذا الى ان احست وفاء ان الاختبار له معنى قيم وكبير عندما صلت الفرض وزيارة المريض , ورأت اهلها مبتسمين لكثير من تصرفات تغيرت بها , وبعدها ذهب الغلام وابلغ الحاكم عن جدول السجلات , فرأى الحاكم انها اجتازت الاختبار بنجاح ، فطلب من الغلام ان تأتي وفاء اليه في الحال, فأبلغ الغلام وفاء بأن الحاكم يريدك ، وعندها ذهبت وفاء الى الحاكم وقال لها : بشرى طيبة ياأبنتى لقد اجتزتي الامتحان بنجاح ، كماهو مطلوب منك . وأريد ان ابين لك بعض الامور الهامة أن الله موجود ياابنتي ، ويراقبنا فأن عملنا شىء لوجهه كتب لنا وان عملنا في شىء لايريده كتب علينا ، ان هناك دار اخره يأتي جميع البشر ويحاسبهم الله في اعمالهم ان عملو في دنياهم ، مايرضيه ضمنو الجنة بأذنه وان عملو شىء يغضبه كان لهم جهنم وبئس المصير، أبنتي العزيزه اعلمي اننا مراقبون فيما نفعل ونحن بشر لاحول ولا قوة الا رحمة من عند الله ،
ومن نعمه علينا ، انه منا علينا بنعمة الاسلام وامة اصطفاها الله بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم
علينا ان نكون حريصين فيما يرضى الله ورسوله ان نؤدي فروض الصلاة في وقتها، وان نؤتي الزكاة للضعفاء والمساكين وان نقف معهم ان اجمل شىء في الدنيا ان تحس بأخيك ، وتبين له المحبة وتنصحه في شىء يرضى رب العباد ، وبذلك نكسب الناس وحبهم ولا تستهزئي بأحد واشغلي نفسك ووقتك في امور دينك ودنياك ، فتعجبت وفاء لكلام لم تسمعه من قبل , وقالت : حقا ان هذه الكلمات هي كنز لايفنى وعلم ينتفع ومكافئة لاتدرك ، وبعدها انصرفت وفاء وقامت من وقتها بأداء العبادات، وزيارة المرضى وصلة الرحم وتغيرت حالها واصبحت من انصح الناس واتقاهم .



للكاتب فواز الرشيدي

الموضوع الأصلي: قصة وفاء : للكاتب فواز الرشيدي | | الكاتب: باذر الرشيدي | | المصدر: شبكة بني عبس

[رويبح رباح العويمري]

مشكور للكاتب وماقصرت على النقل المميز

[فواز عياد الرشيدي]

لا هنت باذر على نقلك للقصه

وشكرا لك

اخوك

فواز عياد الرشيدي

[سالم الرشيدي]

مشكور للكاتب وماقصرت على النقل المميز


موضوع رائع وفيه حكم

[سعد الفلاح]

مشكووور أخوي باذر على النقل وتسلم يمينك وتسلم يمين من كتبها ولاتحرمنا من قلم فواااز عياد ولاهنت يلغالي

[صالح بن علي]

مشكور ويعطيك العافيه