|
خيارات الموضوع |
|
لاتحزن لأن الحزن يزعجك من الماضي، ويخوفك من المستقبل ويذهب عليك يومك. لان الحزن يقبض له القلب، ويعبس له الوجه وتنطفي منه الروح، ويتلاشى معه الأمل. لان الحزن يسرُّ العدو، ويغيظ الصديق ويُشمت بك الحاسد، ويغيِّر عليك الحقائق. لأن الحزن مخاصمة للقضاء، وخروج على الأنس ونقمة على النعمة. لأن الحزن لا يردُّ مفقوداً، ولا يبعث ميتاً، ولا يردُّ قدراً، ولا يجلب نفعاً. فالحزن من الشيطان، والحزن يأس جاثم وفقر حاضر، وقنوط دائم وإحباط محقق وفشل ذريع. إن كنت فقيراً فغيرك محبوس في دَيْن، وإن كنت لا تملك وسيلة نقل فسواك مبتور القدمين، وإن كنت تشكو من آلام فالآخرون راقدون على الأسرة البيضاء، وإن فقدت ولداً فسواك فقد عدداً من الأولاد في حادث واحد. 1. إن أذنبت فتب، وإن أسأت فاستغفر، وإن أخطأت فأصلح، فالرحمة واسعة، والباب مفتوح، والتوبة مقبولة. لأنك تُقلق أعصابك، وتهزُّ كيانك وتتعب قلبك وتُسهر ليلك. ولربَّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى *** ذرعاً وعند الله منها المخرَجُ ضاقت فلما استحكمت حلقاتها *** فٌرِجَت وكان يظنُّها لا تُفرجُ لأن القضاء مفروغ منه، والمقدور واقع والأقلام جفت، والصحف طويت، فحزنك لا يقدم في الواقع شيئاً ولا يؤخر. على ما فاتك، فإنه عندك نعماً كثيرة، فكِّر في نعم الله الجليلة، وفي أياديه الجزيلة، واشكره على هذه النعم، قال تعالى "وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ". لآتحزن من نقد أهل الباطل والحساد، فإنك مأجور من نقدهم وحسدهم على صبرك، ثم إن نقدهم يساوي قيمتك، ثم إن الناس لا ترفسُ كلباً ميتاً. وأكثر من الاستغفار، فإن ربك غفّار "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا" فإن المرض يزول، والمصاب يحول، والذنب يُغفر، والدَّيْن يُقضى، والمحبوس يُفك، والغائب يَقدم، والعاصي يتوب، والفقير يَغتني. ولا تراقب تصرفات الناس فإنهم لا يملكون ضراً ولا نفعاً، ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً ولا ثواباً ولا عقاباً، وقديماً قيل : من راقب الناس مات همَّاً. ما دمت تُحسن إلى الناس، فإنَّ الإحسان إلى الناس طريق السعادة. فإن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، والسيئة بمثِلها. فأنت من روَّاد التوحيد، وحملة الله، وأهل القبلة، وعندك أصل حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، فعندك خير وأنت لا تدري. فأنت على خير في ضرائك وسرائك وغناك وفقرك وشدتك ورخائك "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك إلا للمؤمن، إن أصابته سرَّاء فشكر كان خيراً له وإن أصابته ضرَّاء فصبر كان خيراً له". فإن هناك أسباباً تُسهِّل المصائب على المُصاب، من ذلك: (1) انتظار الأجر والمثوبة من عند الله "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ". (2) رؤية المصابين من حولك. (3) إن المصيبة أسهل من غيرها. (4) أنها ليست في دين العبد. (5) إن الخيرة لله رب العالمين " وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ...". وعندك القرآن والذكر والدعاء والصلاة والصدقة وفعل المعروف والعمل النافع المثمر. ولا تستسلم للحزن عن طريق الفراغ والعطالة ولكن صَل وسبِّح واقرأ واكتب واعمل واستقبل وتأمَّل. أما ترى السحاب الأسود كيف ينقشع، والليل البهيم كيف ينجلي، والعاصفة كيف تهدأ؟ إذاً فشدائدك إلى رخاء وعيشك إلى صفاء ومستقبلك إلى نعماء، إن شاء الله. ولكن إذا بارت بك الحيل وضاقت عليك السُّبل وانتهت الآمال وتقطعت بك الحبال فنادي وقل: يا الله.. إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف وقل : يـا الله.. إذا وقعت المصيبة وحلت النكبة وجثمت الكارثة فنادي وقل: يــا الله.. إذا ضاق صدرك واستعسرت أمورك فنادي وقل: يــا الله.. إذا أوصدت الأبــواب أمـامــك فـنـادي وقل: يــا الله.. ولقد ذكرتك والخطوبُ كوالحُ *** سودً ووجه الدهر أغبرُ وقاتمُ فهتفت في الأسحار باسمك صارخاً *** فإذا محيَّا كلُ فجرٍ باسمُ إليه تَمدُ الأكفُ في الأسحار، والأيادي في الحاجات، والأعين في الملمات، والأسئلة في الحوادث. باسمه تشدوا الألسن وتستغيث وتلهج وتنادي، وبذكره تطمئن القلوب وتسكن الأرواح وتهدأ المشاعر وتبرد الأعصاب ويستقر اليقين " اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ". الـلـــه!!! أحسن الأسماء وأجمل الحروف وأصدق العبارات وأثمن الكلمات "هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا". فإذا الغنى والبقاء والقوة والنصر والعز والقدرةُ والتمكين. فإذا اللطف والعناية والغوثُ والمدد والودُ والإحسان "وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ". الجلال والعظمة والهيبة والجبروت. مهما رسمنا في جلالك أحرفاً *** قدسيةً تشدو بها الأرواحُ فلأنت أعظمُ والمعاني كُلها *** يـا ربُّ عند جلالكم تنداحُ اللهم فاجعل مكان اللوعة سلوة، وجزاء الحزن سروراً وعند الخوف أمناً.. اللهم آمين. يا رب!!! ألقِ على العيون الساهرة نعاساً آمنةً منك وعلى النفوس المضطربة سكينة وأثبها فتحاً قريباً. اهدي حيارى البصائر إلى نورك، وضُلاَّل المناهج إلى صراطك والزائغين عن السبيل إلى هداك، اللهم أذهب عنّا الحزن، وأزل عنّا الهم واطرد من نفوسنا القلق. نعوذ بك من الخوف إلا منك، ومن الركون إلا إليك والتوكل إلا عليك والسؤال إلا منك والاستعانة إلا بك أنت ولينا نعم المولى ونعم النصير. وصلى الله على سيدنامحمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماكثيرا والحمد لله رب العالمين
|
|
أخي الفاضل
فهد المويسه جزاك الله خير الجزاء على هذا الموضوع القيّم والمفيد جعله الله في ميزان حسناتك ننتظر جديدك الجزل المفيد ... وتقبل فااااااااااااائق احترامي وتقديري
|
|
|
|
|
|
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
ألا ياقلب لاتحزن.............! | لعيووونك | منتدى التصاميم والجرافكس | 16 | 01-03-2012 07:03 PM |
ياقلب لاتحزن | مساعد الخياري | منتدى الشـــعــــر | 5 | 18-12-2008 03:46 PM |
لاتحسن الظن بأي شخص | الشمالي 2 | منتدى الحوار الهادف | 6 | 12-07-2008 09:12 PM |
. . . . . لاتحزن فإن الله معك. . . . | غاليه | المنتدى الإسلامـــي | 10 | 20-01-2008 12:23 PM |
لاتحزن | ابوعبداللطيف | المنتدى الإسلامـــي | 3 | 24-02-2007 02:15 AM |