![]() |
|
خيارات الموضوع |
|
"ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين
اقتضت سنة الله عز وجل أن يكون هناك دائما صراع بين الحق والباطل وجعل الله سبحانه هذا الصراع فتنة لكل من الظالم والمظلوم "وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون" وهذا الصراع له صور عدة وأشكال مختلفة فأحيانا يكون باللسان (الأعلام )وأحيانا يكون بالبطش والقهر وقد يصل الى القتل واقتضت سنة الله تعالى أن ينتصر المظلوم دائما مهما طال ليل ظلمه فالله لايحب الظالمين واشتهر بين الناس أن دولة الظلم ساعة ودولة الحق الى قيام الساعة وهناك قوانين للظالمين يتبعونها خطوة خطوة "اتواصوا به بل هم قوم طاغون" وهناك أيضا قوانين وسنن للمظلوم يتبعها وإلا كان مفرطا فى حقه مضيعا له ظالم لنفسه من قوانين وسنن الله عز وجل مع الظالمين الاستدراج وهو أن يعطيه الله سبحانه ويمكن له مع استمراره على ظلمه قال الزمخشري :" استدرجه إلى كذا إذا استنزله إليه درجة فدرجة حتى يورطه فيه ". قال : " مكر بالقوم ورب الكعبة أعطوا حاجتهم ثم أخذوا " رواه ابن أبي حاتم قال الإمام أحمد: عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج ) ، فهذا الأستدراج مقصود ليسقط الظالمون فى ظلمات أفعالهم ويساق وهو لا يدرى الى مزيد من الظلم السنة الثانية هى الأملاء "إن الله لَيُمْلِي للظالم- أي يُمهله ويعطي له فرصةً وأكثر، فيظلم ويطول له في حبل الأماني- حتى إذا أخذه لم يُفْلته"،وقال تعالى وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ ِ لأنفسهم إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (آل عمران 178 ) وهناك سنة الأخذ بغتة وهم منهمكون فى باطلهم وظلمهم { فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون } قال سيد قطب :{حتى إذا فرحوا بما أوتوا } و غمرتهم الخيرات و الأرزاق المتدفقة ،و استغرقوا في المتاع بها و الفرح بها بلا شكر و لا ذكر و خلت قلوبهم من الاختلاج بذكر المنعم و من خشيته و تقواه و انحصرت اهتماماتهم في لذائذ المتاع و استسلموا للشهوات ،و خلت حياتهم من الاهتمامات الكبيرة كما هي عادة المستغرقين في اللهو و المتاع . و تبع ذلك فساد النظم و الأوضاع ، بعد فساد القلوب و الأخلاق و جر هذا و ذلك إلى نتائجه الطبيعية من فساد الحياة كلها .. عندئذ جاء موعد السنة التي لا تتبدل {أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون } . فكان أخذهم على غرة ،و هم في سهوة و سكرة فإذا هم حائرون منقطعوا الرجاء في النجاة عاجزون عن التفكير في أي اتجاه وإذا هم مهلكون بجملتهم حتى آخر واحد منهم {فقطع دابر القوم الذين ظلموا }.و دابر القوم هو آخر واحد منهم يدبرهم :أي يجيء على أدبارهم فإذا قطع هذا فأوائلهم أولى ! {و الحمد لله رب العالمين } تعقيب على استئصال الظالمين (المشركين) بعد هذا الاستدراج الإلهي و الكيد المتين ". أرأيتم ما يحدث للظالم فهى سنة لا تتبدل ولا تتغير "ولن تجد لسنة الله تبديلا" فلا نعجب ممن يظلمون ويتمادون فى ظلمهم ويزيد الله فى أعمارهم وقوتهم وبطشهم فهذ استدراج واملاء حتى ياخذهم اخذ عزيز مقتدر والظلم قد يكون على مستوى الأفراد وفد يكون فى الأمم فهناك طاغية ظالم وهناك أمة ظالمة أو قرية ظالمة وعاقبتهما واحدة والسنة واحدة الاستدراج والإملاء ثم الأخذ والهلاك { وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير } [ الحج: 48) ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾ (هود: 102) ويقول الله عز وجل: ﴿فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ﴾ (الحج: 45) وهناك أمثة فى التاريخ القديم والحديث لهذه السنن من الأمم ومن الظغاة الأفراد فأين عاد وثمود وقوم لوط وقوم هود أين الرومان والأغريق والأتحاد السوفيتى ؟أين فرعون وهامان أين جمال عبد الناصر والسادات شمس بدران وحمزة البسيونى؟ وكيف هلكوا ألم يؤخذوا جميعا فجاءة وهم فى عنفوان قوتهم وسطوتهم ان عاقبة الظلم وخيمة على الظالم فهو يعاقب بذنبه فى الدنيا مع ما ينتظره من حساب فى الآخرة ويدل على ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي اخرج أبو داود : ( ما ذنب أجد أن يُعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدّخر له في الآخرة مثل البغي و قطيعة الرحم ). وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59) والظلم لانقصد به الكفر فالظالم قد يكون مسلما والقرية الظالمة قد تكون مسلمة لكن هذه هى سنة الله عزوجل ((وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) قال القرطبي: (ان الله تعالى لم يكن ليهلكهم بالكفر وحده حتى ينضاف إليه الفساد، كما أهلك قوم شعيب ببخس المكيال والميزان وقوم لوط باللواط) التفسير (114/9). وقال ابن تيمية: (وأمور الناس انما تستقيم في الدنيا مع العدل الذي قد يكون فيه الاشتراك في بعض أنواع الإثم، أكثر مما تستقيم مع الظلم في الحقوق، وان لم تشترك في إثم، ولهذا قيل: ان الله يقيم الدولة العادلة وان كانت كافرة، ولا يقيم الظالمة، وان كانت مسلمة. ويقال: الدنيا تدوم مع العدل والكفر ولا تدوم مع الظلم والإسلام.وذلك ان العدل نظام كل شيء.العدل يتحقق معه الرخاء والأمان والبركة فى الرزق الظلم يمحق بركة الرزق والعمر ويخرب البيوت" فتلك بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ".(النمل:52) بقى أن نذكر سنن الله وقانونه مع المظلوم وسنة الله مع المظلوم هي: 1) الانتصار له دائما ولكن هذا النصر يكون على يد المظلوم نفسه فسنة تدمير الباطل تقتضى وجود من يعارضه ويقف في وجهه من أهل الحق والا تركهم الله عز وجل لأنفسهم فأهل الحق لايجلسون ينتظرون سنة الله فى الظالمين فهذا عجز وضعف وحينها يعمهم الحكم فيكونون من الظالمين لأنفسهم وليسو للحق أهلا قال:صلى الله عليه وسلم-: "إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك اللهُ أن يَعُمَّهم بعقابٍ من عنده" وقال تعالى:(وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ) فمطالبة المظلوم بحقه رغم الأيذاء هو أعظم الجهاد"كلمة حق عند سلطان جائر "ولو وصل الأيذاء الى القتل فهو من أعظم الشهداء لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (سيد الشهداء حمزة، و رجل قام إلى إمام جائر فأمره و نهاه فقتله) … اذن الأخذ على يد الظالم ومنعه من ظلمه ومعارضته هذا ما يستوجب تطبيق سنة الله مع المظلومين الثانية من سماع دعائهم كما قيل اتقوا دعوة المظلوم فليس بينها وبين الله حجاب كما دعا الأنبياء من قبل رَبِّ إني مظلوم فانتصر.. تَخرُج الدعوة من فَمِ المظلوم، فلا يمنعها من الله شيء، وتُفْتَح لها أبواب السماء.. إن دعوة المظلوم تُفْتَح لها أبواب السماء، ولا يَقف لها حجابٌ، ويقول رب العزة جل وعلا: "وعزتي وجلالي لأنصرنَّكِ ولو بعد حين"، وَعْدٌ من الله أن ينصر المظلوم ولو بعد حين!! أما المظلوم الذى يستحق هذا التأييد من الله فعليه واجبات اربع: أن يجاهد فى سبيل الحق قدر استطاعته ومهما لاقى من فتن وابتلاءات كما أسلفنا وهذا أعظم الجهاد أن يصبر على الإيذاء ولا يستدرجه الظالم بقبيح أفعاله وبشاعة ظلمه للحيد عن الحق وليكن شعاره "ولنصبرن على ما آذيتمونا" ان يثبت على الحق فهذا الثبات هو النصر الحقيقى انظروا لأصحاب الأخدود فقد انتصروا حين ثبتوا ولو القوا فى النار ولكن انتشرت وانتصرت فكرتهم الثقة فى نصر الله وموعوده وتأييده"ولينصرن الله من ينصره أن الله قوى عزيز" "ونريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين" وبقى واجب آخر بعد نصرهم وهو الشكر عملا ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ﴾ (الحج: أعلمتم الآن لما كان تعليق فضيلة المرشد على الأحكام العسكرية " لن نتراجع عن دعوتنا السلميَّة حتى لو أعدمونا ) ولما كانت الأحكام قاسية وظالمة فهو صراع أبدى بين الحق والباطل والعاقبة للمتقين. أضف الى مفضلتك
آخر تعديل بواسطة أمـ الشوق ـير ، 24-03-2011 الساعة 12:42 PM.
السبب: حذف الروآبط الدعائيه
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
صراع الجنادريه لايفوتك | عويض بن شامان بن خلف | منتدى الصوروالفيديو والسفر والسياحه | 5 | 24-02-2012 12:25 PM |
كن دائما مع الحق واياك والباطل | كشاف | المنتدى الإسلامـــي | 12 | 18-07-2010 03:47 PM |
الله اكبر جديد الحق ما تلحق الحق | ولد الجزيرة | المنتدى الأدبــــــــــــي | 4 | 04-11-2009 05:28 AM |
وظائف لخريجي الثانويه والجامعه (الحق) (الحق) ..! | هتلر الرشيدي | المنتدى الإعلامــــي | 7 | 01-08-2009 04:23 PM |
قصة الحق والباطل | ثامر ضيف الله | المنتدى الأدبــــــــــــي | 2 | 20-08-2008 08:24 AM |