|
خيارات الموضوع |
|
الشيخ خالد محمد القرعاوي
أمام وخطيب جامع السليمانية بمحافظة عنـــــــــــــــــــــــــيزهـ الحمدُ لله مُجِيبِ دَعوةِ المضطرِّينَ، وكاشِفِ البَلوى عن المؤمنينَ،وقاصمِ ظُهور الظَّالمينَ, نَسأَلُهُ بِأَسمَائِهِ الحُسنى وصِفَاتِهِ العُلا, الُّلطَفَ في القَضَاءِ، والعافيةَ من البَلاءِ, ونَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَه لا شَريكَ لَهُ، ربُّ الأرضِ والسَّماءِ، ونشهَدُ أنَّ محمَّداً عبدُ اللهِ ورسولُهُ، إمامُ الأنبياءِ, وخيرُ الأصفياءِ,بَعَثَهُ اللهُ بَشِيراً وَنَذِيراً، ورَحمَةً وسِرَاجاً منيراً،من أطاعَهُ دخلَ الجنَّة، ومن عصاه فَلن تَجِدَ لَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيَّاً وَلاَ نَصِيراً. أمَّا بعدُ. أيُّها المؤمنون: اتَّقُوا الله تعالى وراقِبوه،وأطيعوا أمرَه ولا تَعصوه،فإنَّ المعاصيَ والذُّنُوبَ جِراحاتٌ وَبَلايا،ورُبَّ جُرْحٍ وَقَعَ في مَقْتَلٍ فَأَهْلَكَ صاحِبَهُ والعياذُ باللهِ تعالى. عبادَ اللهِ: تَمرُّ أمَّتُنا بأيَّامٍ عَصِيبَةٍ, وأَحداثٍ عَاصِفَةٍ, ومُستَجَدَّاتٍ مُخيفَةٍ, صِراعَاتٌ مُحتَدِمَةٌ، وَتَغريدَاتٌ مُقلِقَةٌ, ومَقَاطِعُ مُحزِنَةٌ, غَامِضَةُ الابتِداءِ، مُبهَمَةُ الانتِهاءِ، وَقَى اللهُ المُسلِمينَ شَرَّ الفِتَنِ ما ظَهَرَ منها وما بَطنَ, وهذِهِ واللهِ أَقدارٌ مَكتُوبَةٌ، وحِكَمٌ مَسْطُورَةٌ، نَسألُ المَولى الفَرَجَ القَريبَ, لِلقَريبِ والبَعيدِ, إنَّهُ سَميعٌ مُجيبٌ، أيُّها المُسلِمونَ: والمُسلِمُ يُقابَلُ أَمرَ اللهِ بِالرِّضا والتَّسليمِ, والصَّبرِ واليَقِينِ, واللهُ لطيفٌ بِعبادِهِ وهو العليمُ الحكيمُ. والمُسلِمُ إذا نَزَلَ بِهِ الأَمرُ المَخوفُ, فَلْيَعلمْ أنَّهُ لا يَكشِفُ الكُروبَ إلاَّ اللهُ, الذي يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ، والمُسلِمُ الصَّادقُ لا يَستَكِينُ لِلحَادِثاتِ, ولا يَضعُفُ أَمَامَ المُلِمَّاتِ، بل يُحَاوِلُ مُعَالَجَتَهَا في حَزمِ الأَقوِيَاءِ، وصَبْرِ الأتقِياءِ, قُدوَتُهُ في ذَلِكَ خيرُ الأنبِياءِ، فَقَد حَلَّ بِهِ وبِأصحَابِهِ مِن الشَّدَائِدِ والبَلاءِ ما لا يَخطُرُ على البالِ، فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ نعم لقد قَابَلوها بالصَّبرِ والثَّبَاتِ: وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ فَعَنْ خَبَّابِ بنِ الأَرَتِ رَضِي اللهُ عنه قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً فِى ظِلِّ الْكَعْبَةِ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا أَلاَ تَسْتَنْصِرْ لَنَا أَلاَ تَدْعُو اللَّهَ لَنَا فَجَلَسَ مُحْمَرَّاًّ وَجْهُهُ فَقَالَ: «قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فَيُحْفَرُ لَهُ فِى الأَرْضِ ثُمَّ يُؤْتَى بِالْمِنْشَارِ فَيُجْعَلُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُجْعَلُ فِرْقَتَيْنِ مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ عَظْمِهِ مِنْ لَحْمٍ وَعَصَبٍ مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ اللَّهُ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَحَضْرَمَوْتَ مَا يَخَافُ إِلاَّ اللَّهَ تَعَالَى وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَعْجَلُونَ». اللهُ أكبَرُ عبادَ اللهِ: إنَّهُ الصَّبرُ المُتَّزِرُ بالحِلْمِ والعَقْلِ, كَما قَالَ ذَلِكَ رَسولُنا : «وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ» وَقد وَعَدَ مَولانَا المُؤمِنِينَ بِالسَّعَةِ بَعدَ الضِّيقِ، وبِالعَافِيَةِ بَعدَ البَلاءِ، فَإِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً قالَ ابنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ: لو دَخَلَ العُسْرُ فِي جُحرٍ لَجَاءَ اليُسرُ حتى يَدخُلَ عَليهِ؛ وكانَ من هَديِ رَسُولِنا أنَّهُ إذا اشتدَّ الكَربُ قالَ: « لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ,لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ,لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ,وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ». يا مُسلِمُونَ: إنَّنا في زَمنٍ فيهِ خيرٌ وشرٌّ, والشَّرُّ ظَاهِرٌ ومُتَنَامٍ, نَعِيشُ في زَمَنِ سِيَاسَاتٍ بِلا عَدلٍ، وَهَمَجِيَّةٍ بِلا عَقلٍ! وواللهِ إنَّ مَا أَصَابَنَا بِسَبَبِ ذُنُوبِنا وإِسرَافِنَا في أَمرِنَا وبِما فَعَلَهُ السُّفَهَاءُ مِنَّا، فيا مُسلِمونَ: أَظهِروا الحَاجةَ والاضطِرَارَ، والمَسكَنَةَ والافتِقَارَ، واصدُقُوا التَّوبَةَ والاعتِذَارَ، وأَكثِروا من الدُّعاءِ والاستغفَارِ، واجتَنِبُوا مَشَاريعَ الخَسَارِ والبَوارِ! قَالَ اللهُ تَعالى: فَٱسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ وقَالَ رَسُولُ اللهِ :«مَنْ لَزِمَ الاِسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا،وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ». يا أُمَّةَ مُحمَّدٍ: آنَ لِلمُنكَرَاتِ أنْ تُنكَرَ، آنَ لِقنَواتِ الخِزيِ التي تُدعمُ بأموالِنا أنْ تُمنَعَ وتُكسَر،آنَ لِصُرُوحِ الرِّبا أنْ تُهجَرَ،آنَ لِلمَعرُوفِ أنْ يَظهَرَ,ولِلمُنكَرِ أنْ يَخْسَأَ ويَخْسَرَ، أَمَا آنَ لِلمرأةَ أن تُكرَّمَ وعن أيدِ الِّلئَامِ أنْ تُبعدَ, يا مُسلِمونَ: آنَ لِبلادِ الإِسلامِ أنْ تَتَطَهَّرَ، وَلِدِينِ اللهِ أنْ يُنصَرَ، آنَ لأُمَّةِ مُحمَّدٍ أنْ تَتَذكَّرَ قَولَ النَّبِيِّ الأعظَمِ :«مَنْ التَمَسَ رِضَا اللهِ بِسَخَطِ النَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وأَرضَى عَنهُ النَّاسَ، وَمَنْ التَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسخَطِ اللهِ سَخِطَ اللهُ عَنهُ وَأَسخَطَ عليهِ النَّاسَ». عبادَ اللهِ: وعلى الأُمَّةِ في هذا الوَقتِ بالذَّاتِ, أنْ تَحذَرَ من كُلَّ نَاعِقٍ وَمُنافِقٍ ممَّن لا تُؤمَنُ غَوَائِلَهُم،ولا تَقِفُ مَكَائِدَهُم،يَستَغِلُّونَ الأحدَاثَ الرَّاهِنةَ بالطَّعنِ في الدِّينِ,والحطِّ من المُتدَيِّنِنَ ويَسعَونَ إلى تَغرِيبِ الأُمَّةِ وتَخريبِها،وَزَرْعِ بُذُورِ الفُرقَةِ بَينَها!في وَقتٍ أحوَجَ ما نَكُونُ إلى اجتِمَاعِ الكَلِمَةِ وَوِحدَةِ الصَّفِّ والتَّعَاضُدِ والتَّسَانُدِ. ويا أيُّها الكِرامُ:ابتعِدوا عن مَواطِنِ الزَّلَلِ،وآثِروا السَّلامَةَ حالَ الفِتَنِ، واسلُكُوا المَسَالِكَ الرَّشِيدَةَ،وقِفُوا المَواقِفَ السَّدِيدَةَ،ورَاعُوا المَصَالِحَ والمَفاسِدَ،وَوازِنُوا بينَ حَسنَاتِ ما يُدفَعُ وسَيِّئَاتِ ما يُتَوقَّعُ،وَادفِنُوا الفِتنَةَ في مَهدِهَا،فَمَن فَتَحَ بَابَهَا صَرَعَتهُ،وَمَنْ أَدَارَ رَحَاهَا أَهلَكَتهُ! والتَزِمُوا جَمَاعَةَ المُسلِمِينَ وإمَامَهُم،وأصدروا عن عُلَمَائِهِم،وَمِنَ المَعلُومِ لكم بِالاضطِرَارِ أَنَّهُ لا طَاعَةَ لِمَخلُوقٍ فِي مَعصِيَةِ الخَالِقِ،فَعَنِ ابْنِ عُمَرَ،رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا،عَنِ النَّبيِّ أنَّهُ قَالَ: « السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ حَقٌّ,مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِالْمَعْصِيَةِ فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلاَ سَمْعَ،وَلاَ طَاعَةَ». وكُلُّكم يعلمُ كَذَلِكَ أنَّ العُلَمَاءَ أَحرَصُ النَّاسِ على الإسلامِ,وعلى حِفظِ حُقُوقِ المُسلمينَ,لا تَأَخُذُهُم فِي اللهِ لَومَةُ لائِمٍ،ولا يُؤثِرونَ على الحَقِّ أَحدَاً،ولا يجِدُونَ من دُونِ اللهِ مُلتَحَدَا،هذا هو المُؤمَّلُ والمَطلُوبُ لأنَّ اللهَ تعالى يقولُ: الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا فَخُذوا مِنهمُ الرَّأْيَ والمَشُورَةَ فَهم أَسلَمُ النَّاسِ فِكرَا,وأَمكَنُهُم نَظَرَا.جَعَلَنَا اللهُ مِن الهُدَاةِ المُهتَدِينَ المًتَّبِعينَ لِسُنَّةِ سَيِّدِ المُرسَلِينَ،وَأستَغفِرُ اللهَ لِي وَلَكُم ولِسَائِرِ المُسلمِينَ,فاستَغفِرُوهُ إنَّهُ هو الغَفُورُ الرَّحيمُ. الخطبة الثانية الحمدُ لله الواحدِ القَهَّارِ، يَخلُقُ ما يَشاءُ ويَختَارُ،جَعَلَ بَعْضَ خَلْقِهِ لِبَعْضٍ فِتْنَةً، وله في كُلِّ تَصرِيِفٍ أَمْرٌ وحِكْمَةٌ،نشهدُ ألاَّ إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له،ذو الغَلَبَةِ والاقتِدَارِ, وَنَشْهَدُ أنَّ محمدًا عبدُ الله ورسولُه,صلَّى اللهُ وسَلَّمَ وَبَاركَ عليهِ ومن تبعهم بإحسانٍ وإيمانٍ إلى يوم القَرارِ. أمَّا بعدُ: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَـٰلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً أيُّها المُؤمِنُونَ: وإليكم فَتَاوى وَنَصائِحَ عَدَدٍ من العُلَماءِ حولَ المُظَاهراتِ وأحكامِها بما مفادُهُ: سُئِلَ الشَّيخُ ابنُ بَازٍ رَحِمَهُ اللَهُ,عن حُكمِ المُظَاهَرَاتِ الرِّجَالِيَّةِ والنِّسَائِيَّةِ؟فأجابَ:لا أَرَى المُظَاهَرَاتِ النِّسَائِيَّةِ والرِّجَالِيَّةِ مِن العِلاجِ, وَلَكِنِّي أَرَاها مِن أَسبَابِ الفِتَنِ، ومِن أَسبَابِ الشُّرُورِ، ومِن أَسبَابِ ظُلمِ بَعضِ النَّاسِ،والتَّعدِّي على الأَنظِمَةِ بِغيرِ حَقٍّ. ولكنَّ الأَسبَابَ الشَّرعِيَّةَ: هيَ المُكَاتَبَةُ،والنَّصِيحَةُ، والدَّعوَةُ إلى الخَيرِ، التي سَلَكَها أَهلُ العِلمِ, وَسَلَكَها أَصحَابُ النَّبِيِّ وأَتبَاعُهُم بِإحسَانٍ, مَعَ الأَمِيرِ، والسَّلطَانِ, دُونَ التَّشهِيرِ على المَنَابِرِ وَغيرِهَا, واللهُ المُستَعَانُ. وأصدَرَ الشَّيخُ عبدُ العَزِيزِ الرَّاجِحيِ بياناً مفادُهُ: (أنَّهُ ثبت في صحيح مُسلمِ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ قالَ «سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِي وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنَ السَّاعِي مَنْ تَشَرَّفَ لَهَا تَسْتَشْرِفُهُ وَمَنْ وَجَدَ فِيهَا مَلْجَأً فَلْيَعُذْ بِهِ» وإِذَا وَقَعتِ الفِتَنُ التي لا يَعلمُ وَجهَ الحَقِّ فِيها فالواجبُ على المُسلمِ الآتي: أولاً:الاعتِصَامُ بِالكتَابِ والسُّنَّةِ،والرُّجُوعُ إلى أَهلِ العِلمِ والبَصِيرَةِ. ثانياً:أنْ يَبتَعِدَ عن الفِتنَةِ وألاَّ يُشارِكَ فِيها بِقولٍ أو فِعْلٍ أو حَثٍّ أو تَأيدٍ،أو دَعوَةٍ إِليها، أو جَمهَرةٍ حَولَها. ثالِثا: الإقبالُ على العِبَادَةِ والانشِغَالُ بِها. وإنكَارُ المُنكَرِ على وَلَيِّ الأَمرِ يَكُونُ بالطُّرُقِ الشَّرعِيَّةِ المُنَاسِبَةِ،بِشَرطِ ألاَّ يَتَرَتَّبَ عليه مُنكرٌ أَشَدُّ,ولا مَفسَدةٌ أكبرُ,وفي المُظَاهراتِ,إراقَةٌ لِلدِّمَاءِ،وإخلالٌ بِالأَمنِ واختلالٌ بالتَّعليمِ والصِّنَاعَةِ،وشُئُونِ الحَيَاةِ كُلِّها.وفيها فَتحُ المَجَالِ لِلمُفسدِينَ في الأَرضِ,وهذهِ من العَظَائِمِ وَكَبَائِرِ الذُّنُوبِ) انتهى فَيأَخِي المُسلِمُ ويا أُخيَّتِي: لا تَجزَعُوا مِمَّا أَصَابَكُم، ولا تَحزَنُوا، وكُونُوا مُستَعِينِينَ بِاللهِ مُتَوكَّلينَ عليه، وَخُذُوا مِنَ الأَسبَابِ مَا يُفَرِّجُ كَربَكُم، ويُذهَبُ هَمَّكُم من تَقَوى اللهِ, والإِنَابَةِ إِليهِ والتَّوكُّلِ عليهِ والتَّعرُّفِ إليهِ في الرَّخاءِ والشِّدَّةِ: وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ ٱللَّهَ بَـٰلِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلّ شَىْء قَدْراً هَذا وَعْدُ اللهِ: فَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ ذُو ٱنتِقَامٍ . هَذا وَعْدُ اللهِ: قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا. صَبراً جَمِيلاً مَا أَقرَبَ الفَرَجَا مَن رَاقَبَ اللهَ فِي الأَمرِ نَجَا مَنْ صَـدَقَ اللهَ لَـمْ يَنلْهُ أَذَى ومَنْ رَجَاهُ يَكُونُ حَيثُ رَجَا فاللهم يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلوبَنا على دِينِكِ، وصِرَاطِكَ المُستَقِيم. اللهم أرنا الحقَّ حقاً وارزقنا إتباعه والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ياربَّ العالمين. اللهم إنَّا نعوذُ بك من الفتنِ ما ظهر منها وما بطن ياربَّ العلمين.اللهم أبرم لهذه الأمةِ أمرَ رُشدٍ يُعزُّ فيه أهلُ الطَّاعةِ ويُذلُّ فيه أهلُ المعصيةِ ويؤمرُ فيه بالمعروف ويُنهى فيه عن المنكر ياربَّ العالمين.اللهم أدم علينا نعمة الأمن والإيمان ووفقنا لما تحبُّ وترضى يا رحمان.اللهم وفِّق ولاةَ أمورِنَا لِمَا تُحِبُّ وترضى وأعنهم على البرِّ والتقوى,وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة ياربَّ العالمين.اللهم كن لإخواننا المستضعفين والمضطهدين في كلِّ مكانٍ ياربَّ العالمين رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. عباد الله أذكروا الله العظيمَ يذكُركم واشكروه على عمومِ نعمه يَزِدْكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعونَ. الموضوع الأصلي: خطبة يوم الجمعة 1434/4/26 بعنوان النَّجاةُ في زَمَنِ الفِتَنِ | | الكاتب: الوآآفي | | المصدر: شبكة بني عبس
|
|
|
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
خطبة الجمعة 10-05-1434هـ بعنوان نَحنُ معكم يا أحبابَنا | الوآآفي | المنتدى الإسلامـــي | 4 | 29-03-2013 07:24 PM |
خطبة الجمعة 03-05-1434هـ بعنوان وَنَبْلُوكُم بالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً | الوآآفي | المنتدى الإسلامـــي | 3 | 16-03-2013 11:33 PM |
خطبة الجمعة اليوم ((( وصايا للمسافرين ))) | الداعية | المنتدى الإسلامـــي | 4 | 10-07-2008 10:03 PM |
خطبة الجمعة ..أما آن الأوان للتجديد ؟ | صقر الإسلام | المنتدى الإسلامـــي | 13 | 03-05-2008 12:28 AM |
القبيلة في خطبة الجمعة | قلم شفاف | المنتدى الإسلامـــي | 5 | 15-04-2007 02:39 AM |