|
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع |
|
حق المسلم على المسلم
هناك جملة أخلاق وآداب تلزم المسلم تجاه أخيه المسلم تمثل قمة التعامل وترفع المتخلفين بهذه الآداب إلى مستوى خير أمة أخرجت للناس ومن هذه الآداب والحقوق أن يؤدي حقوقه الشخصية والاجتماعية عملا بقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم ( حق المسلم على المسلم ست إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فأنصح له وإذا عطس فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فشيعه ) وفي الصحيحين من حديث براء أمرنا رسول الله عليه الصلاة والسلام بسبع فذكر منها ( وإبرار المقسم ونصر المظلوم ) ومنها أن يحب له مايحب لنفسه لقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه ) وأن يتواضع لكل مسلم ولايتكبر عليه قال الله تعالى { إن الله لايحب كل مختال فخور } وجاء في الحديث الصحيح عند أبي داود قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لايفخر أحدكم على أحد ) وأن لايغتابه ولايسمع غيبة الناس فيه لما ورد في الحديث المتفق عليه ( لايدخل الجنة فتان ) ومن ذلك أن لايؤذي أخاه المسلم ولا يدخل الروع عليه لما ورد في الحديث المتفق عليه (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) ومنها أن لايزيد من هجره إذا غضب عليه أكثر من ثلاث لما ورد في الحديث المتفق عليه (لايحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) ومنها أن لايدخل على أحد من المسلمين إلا بإذنه فإن لم يؤذن له انصرف لما ورد في الصحيحين ( الإستئذان ثلاث فإن أذن لك وإلا فارجع ) ومنها أن يخالق الجميع بخلق حسن لقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( وخالق الناس بخلق حسن ) ومنها توقير الكبار ورحمة الصغار لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه أبو داود ( من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم ) ومنها أن يكون طليق الوجه والاستبشار مع الجميع للحديث المتفق عليه ( اتقوا الناس ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة ) ومنها أن يصلح ذات البين ويؤلف بين المتخاصمين لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه أبو داود ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة قالوا بلى قال إصلاح ذات البين وفساد ذات البين هي الحالقة ) ومنها أن يستر على أخيه المسلم إذا زلت به القدم أو وقع خطأ لما ورد في الصحيحين ( من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ) |
|
كيف تعامل جيرانك
يؤكد الإسلام على أهمية الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع ومن هذه الروابط رابطة الجوار فقد أمر الله سبحانه وتعالى بالإحسان إلى الجار فقال { واعبدوا الله ولاتشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم } والجار ذو القربى هو الذي تجمعك به مع الجوار آصرة النسب أو الدين والجار الجنب هو الذي لاتجمعك به صلة من نسب أو دين والصاحب بالجنب هو الرفيق في أمر حسن فكل من جاورك في السكن له عليك حق الجوار ولو لم يكن بينك وبينه وشيجة من نسب أو رابطة من دين وفي هذا تكريم للجار وأي تكريم ومن توجيهات الرسول عليه الصلاة والسلام في الإحسان إلى الجار ماورد في الحديث المتفق عليه ( مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ) ويعامل المسلم جاره بأخلاق كثيرة منها السماحة مع الجار وتلبية مطالبه لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه (لايمنع جار جاره أن يغرز خشبة في جداره ) محبته وتفقد حاجته لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه الطبراني (ماآمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم ) تقديم المعروف إلى الجار ولو كان قليلا وهذا مانبه إليه الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه البخاري ( يانساء المسلمات لاتحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة ) وفرسن الشاة ظلفها وهو كناية عن القلة أي لاتحقرن جارة أسدت لجارتها شيئا من معروف ولو كان قليلا كفرسن شاة فهو خير من العدم والله تعالى يقول { فمن يعمل مثقال ذرة خير يره } وفي الحديث الذي أخرجه البخاري ( اتقو النار ولو بشق تمرة ) ويرتقي المسلم في إحسانه فيحسن إلى غير المسلمين من جيرانه وهذا من سماحة الإسلام ورحمته فهذا عبد الله بن عمرو الصحابي الجليل تذبح له شاة فيسأل غلامه (( أهديت لجارنا اليهودي فإني سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول ( مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )) رواه أحمد وأبو داود تجنب الوقوع في الخطأ مع الجار ذلك لأن الإثم مع الجار أشد وقعا وأفدح جريمة وقد سأل الرسول عليه الصلاة والسلام أصحابه عن الزنى فقالوا حرام حرمة الله ورسوله فقال ( لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بامرأة جاره ) وبهذه الأخلاق يتطهر المجتمع ويعيش أفراده حياة الأمن والاستقرار |
|
التعامل مع المجتمع
المسلم مع كونه اجتماعي بطبعه فهو اجتماعي بحكم دينه يخالط الناس وينفعهم ويبذل لهم المعروف ويصبرعلى أذاهم مما يجعل منه شخصية اجتماعية راقية يحبه الناس لأكثر من سبب ويألفونه لما يجدون فيه من الخير يقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( المسلم إذا كان مخالطا الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لايخالط الناس ولايصبر على أذاهم ) ويتعامل المسلم مع مجتمعه وفق كثير من السلوكيات والآداب فهو صادق مع الناس جميعا في قوله وفعله لأنه يعتقد أن الصدق رأس الفضائل عملا بقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عن الله كذابا ) متفق عليه وهو لايغش ولايغدر ولايخدع لأن الغش محرم في الإسلام للحديث الذي رواه مسلم ( من غشنا فليس منا ) وكذلك الغدر للحديث المتفق عليه ( لكل غادر لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان ) ومن صفات المسلم نحو مجتمعه أن ينصح لهم بالخير لما ورد في صحيح البخاري ومسلم (الدين النصيحة قال الصحابة الكرام لمن فقال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم) ومن واجب المسلم تجاه أفراد مجتمعه الوفاء لهم بالعهد وإنجاز الوعد لقول الله تعالى {ياأيها الذين ءامنوا أوفو بالعقود } ولقوله عز وجل { ياأيها الذين آمنوا لم تقولون مالاتفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالاتفعلون } فيحذر المسلم كل الحذر من إنكاث العهد أو إخلاف الوعد لأن ذلك من صفات المنافقين الذي أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام عن علاماتهم وذلك في الحديث المتفق عليه ( آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان ) ويعامل المسلم أفراد مجتمعه بأحسن الأخلاق فلا يتكبر ولايفحش عليهم في القول لقول الرسول في الحديث الذي رواه الطبراني ( إن الفحش والتفحش ليسا من الإسلام في شيء وإن أحسن الناس إسلاما أحسنهم خلقا ) ويعاملهم برفق ولين لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه ( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ) ويعاملهم برحمة وشفقة فلا يقصر رحمته على أهله وولده وذوي قرابته بل يشمل بها الناس جميعا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه الطبراني ( لن تؤمنوا حتى تراحموا قالوا يارسول الله كلنا رحيم قال إنه ليس برحمة أحدكم لصاحبه ولكنها رحمة للناس عامة ) ويجل الكبير وصاحب الفضل ويعاشر كرام الناس ويحرص على نفع الجميع ودفع الضرر عنهم -------------------------------------------------------------------------------- معاملة المسؤول المسؤول في الإسلام أكثر الناس حملا وأثقلهم واجبا أنيطت به التكاليف وأسندت إليه المهمات فكان لزاما على أتباعه أن يعاملوه بما هو أهله من الإعانة والتوقير والاحترام والسمع والطاعة وإبداء النصيحة إذ أن المسؤولية في الإسلام وإن كانت فردية من جهة فهي جماعية من جهة أخرى لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه البخاري ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته وكلكم راع ومسؤول عن رعيته ) ولضبط العلاقة بين المسؤول وأتباعه ولتحقيق المصلحة العليا للأمة دعا الإسلام إلى معاملة المسؤول بجملة قواعد وآداب من ذلك طاعته في غير معصية الله تعالى لقوله تعالى { ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا } ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه ( على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولاطاعة ) ومن ذلك بذل النصيحة له بتوجيهه إلى الخير وإعانته عليه وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر بالرفق وبالتي هي أحسن وأن يذكر بالواجبات الملقاة على عاتقه ومسؤوليته تجاه الأمانات المكلف بها لقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) ومن ذلك أن يكفوا عن ذكر معايبه في المجتمعات والأندية والأسواق والمساجد ونحوها وينتهروا ومن يفعل شيئا من ذلك لما ورد في صحيح مسلم ( خيار أئمتكم الذي تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم أي تدعون لهم ويدعون لكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنوهم ويلعنوكم ) ومن ذلك معاونته على الخير وتشجيعه على الصالحات عملا بقول الله تعالى { وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الاثم والعدوان } ومن ذلك توقير المسؤول واحترامه سواء كان في الخطاب أو في المعاملة لقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه ) رواه الطبراني وأحمد وإسناده حسن |
|
كيف يعامل المسؤول موظفيه
المسؤول والموظف لدى دائرته كلاهما شركاء في تحمل مسؤولية العمل واتقانه والإخلاص فيه وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الشخصية إلا أن درجة المسؤول تقتضي محاسبة من معه من الموظفين والعاملين وتوجيههم الوجهة الصحيحة التي تخدم مصلحة العمل وتنهض بمستواه وكل مسؤول كبرت مسؤوليته أم صغرت مطالب أن يعامل مساعديه ومن معه بجملة آداب وأخلاق ومن ذلك أن يخاطب المسؤول موظفيه ومن معه بخطاب واضح ومفهوم وأن يوجههم بكلام تدركه عقولهم ولايكون فيه لبس أو شبهة يقول ابن مسعود ضي الله عنه (( ماأنت محدث القوم حديث لاتبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم )) أن ينصح المخطئ منهم على انفراد لأن من طبيعة الناس أنهم يكرهون أن تبرز عيوبهم أمام الناس يقول الإمام الشافعي رحمه الله عن ذلك تعمدني بنصحك في انفرادي وجنبني النصيحة في الجماعة فإن النصح بين الناس نوع من التوبيخ لاأرضى استماعه فإن خالفتني وعصيت أمري فلا تجزع إذا لم تعط طاعه أن لايتصيد المسؤول السلبيات وينسى الحسنات فإن ذلك مما يكرهه الناس ولايحبونه وهذا رسول الله عليه الصلاة والسلام يضرب لنا المثل الرفيع في تقدير الناس وذكر محاسنهم ليكون ذلك أعون لهم على الخير جاء في البخاري أن رسول الله عليه الصلاة والسلام خطب قائلا ( أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي (يعني بطانتي وخاصتي ) فقد قضوا الذي عليهم (يقصد أنهم وفوا بما تعهدوا به في بيعة العقبة ) وبقي الذي لهم فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم ) ومن صفات المسؤول أن يعفو عن الزلات ويتجاوز عن الهفوات ولايذكر موظفيه بأخطائهم دائما قال الله تعالى { والعافين عن الناس } ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم (من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ) ومن صفات المسؤول الجود والكرم ليستميل قلوب الناس ويظهر الاهتمام بهم وفي الحديث الذي رواه البيهقي وحسنه الألباني ( تهادوا تحابوا ) ومن صفات المسؤول شكر موظفيه على عملهم وشكرهم عند انتهاء خدمتهم جاء في الحديث من مشكاة المصابيح ومن صنع إليه معروفا فقال لصاحبه جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء |
|
منهج التعامل مع العلماء
للعلماء مكانة متميزة في الإسلام فدرجاتهم من أعلى الدرجات لقول الله تعالى { يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات } ومقامهم يأتي بعد مقام النبوة لقول الرسول عليه الصلاة والسلام ( العلماء ورثة الأنبياء ) والإسلام يدعو إلى احترام العلماء والاستفادة منهم والاجتهاد في طلب العلم بين ايديهم وإنزالهم المنزلة اللائقة بهم من صور التعامل مع العلماء النفرة إليهم لطلب العلم وسؤالهم في حالة الجهل لقول الله تعالى { فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين } ولقوله عز وجل { فسئلوآ أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون } محبتهم وتوقيرهم لأنهم أكثر الناس خشية لله لقوله تعالى { إنما يخشى الله من عباده العلماء } قال طاووس بن كيسان ( من السنة أن يوقر العالم وذلك لرفع درجاتهم عن الله ) ومن ذلك طاعتهم والاقتداء بهم قال الله تعالى { وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منك } قال أهل العلم وأولي الأمر هم العلماء والأمراء والعلماء هم ورثة الأنبياء كما قال عليه الصلاة والسلام يبلغون عن الله ويدعون الناس إلى الخير والهدى وقد أمرنا الله بالاقتداء بهم فقال تعالى { أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده } ومن ذلك عدم معاداة العلماء أو إيذائهم لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي يرويه عن ربه ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ) وقد قال الإمام أبو حنيفة والشافعي رحمهما الله (( إن لم يكن الفقهاء أولياء الله ليس لله ولي )) وفي ترك معاداة العلماء يقول ابن عساكر رحمه الله إن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة وإن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب بلاه الله قبل موته بموت القلب { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } والذي يطلق لسانه على العلماء إنما يؤذي رسول الله عليه الصلاة والسلام وينتقص من الإسلام قال ابن عباس رضي الله عنهما من آذى فقيها فقد آذى رسول الله عليه الصلاة والسلام ومن آذى رسول الله عليه الصلاة والسلام فقد آذى الله عز وجل والمتأمل في طعون الناس للعلماء ودعاة الحق يجد أنها لاتخرج عن واحدة من هذه الأسباب إما حسدا لما يتمتع به العلماء من الفضل والعلم والهدي كما قال الإمام الذهبي كلام الأقران بعضهم في بعض لايعبأ به لاسيما إذا كان لحسد أو مذهب وهوى وإما تعصبا أو انحيازا وقد قال الإمام أبو حامد الغزالي في ذم التعصب (( وهذه عادة ضعفاء العقول يعرفون الحق بالرجال لاالرجال بالحق )) وإما نفاقا وانسياقا وراء أعداء الإسلام الذين يحاربون الإسلام في علمائه ودعاته ليشوهوا صورة الإسلام وقد قال الله تعالى موضحا فعل إخوانهم المنافقين { وإذا لقوا الذين ءامنوا قالوا ءامنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون } |
|
كيف نعامل البالغ المراهق
البلوغ مرحلة انتقالية من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضج وفي هذه المرحلة تحدث عدة تغيرات في حياة البالغ من تغيرات عضوية جسمانية وتغيرات فسيولوجية في وظائف الأعضاء وتغيرات اجتماعية في العلاقة مع الآخرين والبلوغ يبدأ من سن 9 - 13 سنة عند البنات وقد يتأخر إلى مابعد الثالثة عشر أما بلوغ الفتى فيتراوح مابين 12 - 15 سنة وقد يصاحب حالة البلوغ مايسمى بالمراهقة والتي غالبا ماتبدأ مع سن البلوغ إلى الثامنة عشر وقد تصل إلى العشرين وتغلب على بعض المراهقين صفات وتصورات وسلوكيات خاطئة كسرعة الغضب وطلب العزلة وإهمال الدراسة وشرود الذهن وكثرة السرحان والميل إلى النوم الكثير بالنهار والقليل بالليل وإذا لم يجد المراهق من يعينه على التخلص من هذه السلبيات فقد تتطور به الحالة وتصدر منه بعض المخالفات التي تضر بالنفس والمجتمع كالتمرد على القيم والأخلاق والخروج عن المألوف وعقوق الوالدين وإهمال الصلاة أو هجرها والرغبة في اللهو والمغامرة والانجذاب إلى أصحاب السوء والتأخير في الدراسة والميل إلى الشهوات والرغبة في العدوان وإيذاء الآخرين والتحلل من مسؤوليات البيت والمجتمع والوطن وهناك بعض الأسباب التي تساهم في وصول المراهق إلى هذه الحال من ذلك ضعف التربية أو فقدانها رفقة السوء وخاصة الجانحين منهم حالة الفقر والحاجة تدفع بعض المراهقين إلى الانحراف معاملة الوالدين للمراهقين بقسوة وشدة تفكك أسرة المراهق وانعدام القدوة وجود المهيجات والمغريات كالاختلاط والعرى والإباحية والأفلام المثيرة والمسرحيات الهابطة والأغاني الفاحشة تفضيل بعض الأبناء وغبن البعض الآخر غيبة الأبوين عن تربية أبنائهم وإسناد هذه المسؤولية عند البعض لدى الخادمات الخطأ في التعامل وعدم تقدير مراحل تطور النمو عند الأولاد والأسلوب الإسلامي التربوي في التعامل مع البالغين والمراهقين يبدأ من خلال تعليم الولد الثقافة الجنسية منذ أن يميز الأحكام الشرعية المتصلة بالجانب الجنسي الغريزي ويستوي في ذلك الذكر والأنثى وهذه المسؤولية تقع على عاتق المربين من آباء وأمهات معلمين فالولد إذا بلغ ونزل منه مني ذو دفق وشهوة أصبح بالغا ومكلفا شرعا ويجب عليه مايجب على الرجال الكبار من مسؤوليات وتكاليف وكذلك البنت إذا بلغت سن التاسعة فما فوق وتذكرت احتلاما ورأت الماء الرقيق الأصفر على ثوبها بعد الاستيقاظ أصبحت بالغة ومكلفة شرعا يجب عليها مايجب على النساء الكبار من مسؤوليات وتكاليف |
|
الأسلوب التربوي في معاملة البالغين
من الأساليب الحكيمة التي حث عليها الإسلام في معاملة البالغين والمراهقين حثهم على الزواج المبكر لقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه الجماعة ( يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإن له وجاء ) وقد أجمع العلماء وأهل التربية على أهمية الزواج وفوائده العظيمة للبالغين والمراهقين ومن هذه الفوائد المحافظة على الشباب من الضياع والانحراف وسكن نفسي وروحي يعصمهم من خواطر السوء وهواجس الشر وقد اتخذ الإسلام عدة تدابيبر لتيسير مهمة الزواج من ذلك تكليف ولي الأمر المقتدر بتزويج ابنه المحتاج إلى الزواج كراهية الإسلام لحياة العزوبة لما روى الطبراني والبيهقي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال ( من كان موسرا لأن ينكح ثم لم ينكح فليس مني ) تيسير مهر الزواج وجعل القليل منه أكثر بركة من الكثير لقول الرسول عليه الصلاة والسلام (أقلهن مهرا أكثرهن بركة ) جواز تقسيم المهر إلى قسمين مقدم ومؤخر فمن لم يستطع دفع المهر كاملا في المقدم جاز له تأخير شيء منه جواز إهداء المرأة مهرها لزوجها جواز عرض الرجل الصالح بناته وأخواته على أهل الخير والصلاح للزواج ولابد من توعية الأبناء بهذه الحقائق الإسلامية ليكون ذلك دافعا لهم على سلوك الطريق المستقيم ومن أساليب التربية الإسلامية الحكيمة لغير القادرين على الزواج دعوتهم إلى التعفف وغض البصر والابتعاد عن مواطن الفحش والإكثار من الصوم والسمو بالطاعات وممارسة الهوايات ومن ذلك توفير المناخ الصالح للأبناء البالغين والمراهقين فيحثون على حضور مجالس العلم والذكر ويختار لهم الصحبة الصالحة ويشجعون على قراءة القرآن والاستفادة من الأنشطة التربوية والثقافية والرياضية والقيام برحلات الحج والعمرة ورحلات البر وخيمات الكشافة وغيرها من الأنشطة النافعة ومن أساليب التربية الإسلامية في معاملة المراهقين ملء فراغ أوقاتهم بالواجبات الدينية والدنيوية لأن النفس إذا لم تشغل بالحق شغلت صاحبها بالباطل ومن أسباب وقاية البالغين التفريق بين الذكور والإناث في المضاجع عملا بتوجيهات الرسول عليه الصلاة والسلام ( وفرقوا بينهم في المضاجع ) ومن أساليب الحفاظ على البالغين متابعة ذويهم وأهليهم لهم جاء في الحديث الذي رواه النسائي ( إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيعه حتى يسأل الرجل عن أهل بيته ) |
|
التعامل مع الشباب
مرحلة الشباب من أدق مراحل العمر فيها قوة الطموح وقوة التعلم وقوة في الاكتشاف وقوة في النشاط وقوة في التحول والتغير من أجل ذلك كان الأسلوب التربوي الرفيع والمعاملة الحسنة الراقية والتدرج في التربية هو المناسب لهذه المرحلة وقد ضرب لنا الرسول عليه الصلاة والسلام المثل الرفيع في التعامل مع هذه الشريحة من المجتمع وجعل من أخلاقه الكريمة عليه الصلاة والسلام مايحبب إليه دعوته وسيرته حتى قالوا ( كان عليه الصلاة والسلام أحسن الناس خلقا لم يكن فاحشا ولامتفحشا ولاصخابا في الأسواق ولا يجزي بالسيئة مثلها ولكن يعفو ويصفح ولايكاد يواجه أحدا في وجهه بشيء يكرهه وماضرب شيئا قط بيده ولاامرأة ولاخادما إلا أن يجاهد في سبيل الله وإذا استلف سلفا قضى خيرا منه وماسئل رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال لا وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما مالك يكن إثما ) ومن معاملة الرسول عليه الصلاة والسلام والتي تدل على حسن خلقه معهم مايلي الرفق بهم والشفقة عليهم جاء في صحيح البخاري عن أبي سليمان مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال أتينا النبي عليه الصلاة والسلام ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين ليلة فظن أنا اشتقنا أهلنا وسألنا عمن تركنا في أهلنا فأخبرناه وكان رفيقا رحيما فقال ( ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم ومروهم وصلوا كما رأيتموني أصلي وإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم ثم ليؤمكم أكبركم ) الابتسام لهم والترحيب بهم عن جرير بن عبد الله قال ماحجبني رسول الله عليه الصلاة والسلام منذ أسلمت ولارآني إلا تبسم في جهي أخرجه مسلم تقديرهم واحترام حقوقهم جاء في الحديث المتفق عليه عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله عليه الصلاة والسلام أتى بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ فقال للغلام ( أتأذن لي أن أعطي هؤلاء ) فقال الغلام والله يارسول الله لاأؤثر بنصيبي منك أحدا قال فتله أي وضعه رسول الله عليه الصلاة والسلام في يده دعاؤهم بأحب الأسماء إليهم وقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يدعو عليا بأبي تراب جاء في صحيح مسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال كان لعلي اسم أحب ليه من أبي تراب وإن كان ليفرح إذا دعي به عيادة مرضاهم جاء في صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال كان غلام يهودي يخدم رسول الله عليه الصلاة والسلام فمرض فأتاه النبي عليه الصلاة والسلام يعوده فقعد عن رأسه فقال له (أسلم) فنظر إلى أبيه وهو عنده فقال يابني أطع أبا القاسم عليه الصلاة والسلام فأسلم فخرج النبي عليه الصلاة والسلام وهو يقول (الحمد لله الذي أنقذه من النار ) |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
.. دروس من الحيـــــاه .. | شـــوق | المنتدى العــــــــــــــــام | 9 | 11-12-2009 12:49 AM |
دروس في الحب | ملكة الاحساس | المنتدى الإسلامـــي | 6 | 25-09-2008 12:48 AM |
دروس في الحب | WINDOWS | المنتدى الإسلامـــي | 1 | 14-05-2008 01:29 AM |
{ دروس في الحب } | سهود مهود | المنتدى العــــــــــــــــام | 0 | 08-05-2008 11:08 PM |
دروس مؤفيده.... | الجامع | المنتدى الإسلامـــي | 9 | 25-05-2007 11:12 AM |