حزب البعث السوري والمذهب الشيوعي والمذهب الشيعي وجهان لعملةٍ واحدة
مؤتمر التضامن الإسلامي الإستثنائي بمكة المكرمة
الحمد لله وحده وبعد:- مؤتمر التضامن الإسلامي الإستثنائي الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله،قادة دول العالم الإسلامي، فيعقده في أشرف مكان مكة المكرمة وفي أشرف زمان شهر رمضان المبارك وفي العشر الأواخر منه التي من بينها ليلة القدر التي أُنزل فيها القرآن والتي هي خيرٌ من ألف شهر،في يومي 26و27/9/1433هـ الموافق 14و15/8/2012م ،معناه اللجوء إلى الله وطلب العون والغوث منه،حينما تتابعت مصائب الفرقة وشتات الأمر على الأمة الإسلامية،فإستغل أعداؤها ذلك لتفجير الأحداث الدامية،كما يجري في فلسطين والعراق والصومال وأفغانستان ولمواطني الروهنيغيا المسلمين في ميانمار (بورما سابقاً) على أيدي البوذيين الكفرة من التطهير العرقي والقتل والإغتصاب والتشريد القسري وغيرها من بلاد المسلمين ،وما يجري حالياً للشعب السوري المسلم على يد حاكمه الطاغية بشار الأسد ونظام حزبه البعثي الذي كان إسمه الحقيقي حين تأسيسه (الحزب الشيوعي اليهودي) حيث إنه بعد نجاح الثورة الشيوعية في روسيا عام1917م توجه مجموعة من اليهود إلى فلسطين لإكمال المخطط وبناء الدولة اليهودية هناك فأنشأوا عام 1919م أول حزب شيوعي في البلاد العربية وسموه (الحزب الشيوعي اليهودي) ثم كلفت موسكو هذا الحزب بإنشاء فروع لـه بالدول العربية فتم البدء بإنشاء فرع لهذا الحزب في سوريا ولبنان وتم بعد ذلك تكوين الحزب الشيوعي في سوريا ولكن هذا الجسد اليهودي حتى لا ينكشف أمره لا بد أن يُكسى ثوباً عربياً وإسماً عربياً،فكان إسمه فيما بعد(حزب البعث العربي الاشتراكي)ومؤسسه بجسده اليهودي وثوبة العربي هو رجل من نصارى سوريا اسمه " ميشيل يوسف عفلق " المولود في دمشق سنة 1910هـ وفي عام 1945هـ اُفتتح أول مكتب للحزب بدمشق وكان عدد أعضائه لا يتجاوز 400 عضو ثم جرى تنظيم الحزب عسكرياً وفي 1946م أصدر جريدة البعث اليومية ثم قام الحزب بأدوار فاعلة في الانقلابات والحكومات التي تعاقبت على سوريا وفي عام 1963م تمكن حزب البعث بالعراق من القيام بثورة ضد عبد الكريم قاسم وتحرك الحزبان في سوريا والعراق لإقامة الوحدة بينهم مع مصر ولكنها ماتت قبل أن تولد،ومؤسس هذا المذهب الشيوعي في روسيا هو اليهودي الألماني كارل ماركس (1818-1883م) حفيد الحاخام اليهودي (مردخاي ماركس) حيث أنشأ مذهباً جديداً مناقضاً للمذهب المسيحي وبهذه الثورة تم القضاء على أخر القياصرة ملوك روسيا،وكذلك القضاء على الديانة المسيحية فيها،ليحل محلها المذهب الجديد المعروف بالشيوعية أو(الماركسية) أو(الإشتراكية) فحصد اليهود الصهاينة ثمرة حزب البعث الذي زرعوه بالعراق على يد صدام حسين،ولا زالوا الآن وعلى مدار الساعة يقطفون ثمار حزب البعث الذي زرعوه في سوريا على يد بشار الأسد،وتولى جمال عبد الناصر زعامة القومية العربية فكانت حكومة الوحدة بين مصر وسوريا بزعامته من سنة 1958 ـ 1961م حيث تم الانفصال،وقد شعر الملك فيصل بن عبد العزيز يرحمه الله بخطر القومية العربية وعلم أنها ضد الإسلام،فأحيا مشروع التضامن الإسلامي،وسعى فيه بنفسه وسعى في بث الإسلام وعقيدته ومناهجه في البلاد الإسلامية،وخصوصاً العربية وتبنى القضية الإسلامية بصدق وإخلاص،فدافع عن دعاة الإسلام واستخرجهم من سجون القوميين في مصر وسوريا،وآواهم وحماهم فهذه السياسة السعودية المعتدلة الواعية،بزعامة الملك فيصل يرحمه الله وهذه القومية العربية وزعيمها جمال عبد الناصر بطل الحماقة والغباء في حرب اليمن,وبطل الحرب الإعلامية الحاقدة والتحريض ضد السعودية،وحينما أصيب بجنون العظمة ولبس تاج الغرور،أعلن الحرب على إسرائيل وأنه سوف يرميها في البحر،ولكن الموساد الإسرائيلي قد انتشرت خلاياه كالسرطان في مصر،وأعطبت رأس القوات المسلحة المصرية،فكانت النتيجة هزيمة الخامس من يونيو 1967م التي احتلت يومها اسرائيل معظم الأراضي العربية وأهمها(القدس الشريف)،وفي العاشر من رمضان عام 1393 هـ الموافق 6 إكتوبر 1972م تم تحطيم خط بارليف الاسطوري المنيع وتحرير قناة السويس من اسرائيل حينما قامت القوات المصرية الباسلة بواجبها الوطني فأعادت إلى الأمة العربية هيبتها وعزها وكرامتها،لأن الأمة الإسلامية كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، فهذه المشاعر النبيلة والسياسة الحكيمة والهم من مايجري للمسلمين في أصقاع الأرض من الإضطهاد والقتل والتشريد والتمييز العنصري ومن التمزق والإختلاف هي التي دعت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله بتوجيه الدعوة لعقد هذا المؤتمر الإستثنائي للتضامن الإسلامي بقصد التعاون على البر والتقوى لنصرة المظلوم والأخذ على يد الظالم وبالنصح والإرشاد لمن تعاونوا على الإثم والعدوان وإستغلوا سلطتهم بحق النقض الفيتوا في مجلس الأمن لمصلحة إبنهم الشرعي حزب البعث السوري بقيادة عاملهم بشار الأسد الذي خدمهم بكل صدق وإخلاص،بقتل شعبه وذبح أطفاله ونسائه وهتك أعراضه وتدمير ممتلكاته وتشريده من مساكنه وأرضه ووطنه،بجميع أنواع الأسلحة من الدبابات والمدرعات والمدافع والقنابل والطائرات التي تم شراؤها من أموال هذا الشعب لحمايته والدفاع عنه!!وحزب البعث السوري له إخوان أوفياء في المنطقة يناصرونه ويشدون من أزره لتصفية شعبه،وهم كهنة المدرسة السبئية في قم،وإبنهم الشرعي حزب الشيطان في لبنان،ولكن الشعب السوري معه الله وحده لاشريك له،فهو القادر والقاهر والجبار والمدبر،ومعه مشاعر وقلوب إخوانه المسلمين في جميع أصقاع الأرض،وقادة دول العالم الإسلامي المجتمعون بجوار بيت الله العتيق،وهذه الدعوة لعقد هذا المؤتمر وهذا الهم الإسلامي لتوحيد الكلمة ووحدة الصف إرثُ لخادم الحرمين الشريفين من والده المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه الذي دعا لعقد مثل هذا المؤتمر للتضامن الإسلامي وفي مكة المكرمة عام 1346هـ أي قبل 87عاماً،وهناك تساؤل لماذا حكومات روسيا والصين و إيران من بين قادة دول العالم هم الذين يظهرون مناصرتهم ومؤازرتهم علنياً للنظام السوري؟والجواب الذي أعتقد أنه هو الصواب أن السبب في ذلك ليس مصالح سياسية ولا إقتصادية ولا أمنية ،ولو وجدت هذه الأسباب أوبعضاٌ منها فإنها ليس مبرراً لقبول مايرتكبه هذا النظام من المذابح والتدمير والتشريد يومياً لشعبه،وحيث أن المستفيد الوحيد من ذلك هم اليهود الصهاينة فقط لذلك فإن أقرب الإجوبة إلى الصحة على هذا التساؤل هو مايلي:-
أولاً:- إن المذهب الشيوعي مؤسسه هو كارل ماركس اليهودي وتم فرضه على الشعب الروسي عام 1917م،وعلى الشعب الصيني عام 1921م والقاعدة الأساسية لهذا المذهب هو عدم الإعتراف بوجود الله وأن الطبيعة هي التي خلقت نفسها وعدم الإعتراف بالملكية الفردية،وكان حزب البعث السوري فرعٌ من هذا المذهب كما أسلفنا،ومصداقية ذلك هو الوضع السائد في سوريا قبل هذه الثورة،حيث أن أي مواطن يشتبه بعدم ولائه لحزب البعث،لايبريه من الشبهة سوى النطق بهذه الشهادة الشيطانية،فهي صك البراءة له،وهي أن يقول أشهد (أن لا إله إلا بشار!!).
ثانياً:- إن مؤسس مذهب الرافضة أو الشيعة المسماة (شيعة آل البيت) هو عبدالله بن سبأ اليهودي الذي جاء من اليمن إلى المدينة المنورة في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه،فتظاهربالإسلام,وكان له أدوارٌ مشهورة بإثارة الفتنة بين المسلمين من ضمنها الثورة ضد الخليفة عثمان التي إنتهت بقتله في منزله،وكذلك إثارة الفتنة في موقعة الجمل،وحيث أن الشعب الإيراني المسلم الشقيق فيما سبق كان من أهل السنة والجماعة،وفي عام 1501م فرض عليهم التشيع حاكمهم في ذلك الزمن إسماعيل الصفوي والذي لا يقبل التشيع يحرقه في النار.
ثالثاً:- مادام أن المذهب الشيوعي للأنظمة في روسيا والصين وسوريا،والمذهب الشيعي للنظام الإيراني كلها صناعة يهودية فإن أي صنعة مصلحتها تصب في إناء صانعها وصاحب الصنعة هم اليهود الصهاينة،فليس من مصلحتهم إزالة النظام السوري الذي هم الآن يقطفون ثماره على مدار الساعة،والوقائع على الأرض تثبت أن الشفاء العاجل للشعب السوري هو فقط بقطع راس النظام، وأن مواقف هذه الحكومات السلبية تجاه الشعب السوري تعتبر ضد شعوبهم من جميع النواحي الإنسانية والتاريخية،فيجب على هذه الشعوب نصح حكامهم،ويجب على هؤلاء الحكام قبول النصح،لأن الأيام سجال يومٌ لك ويوم عليك،وقال الله عزوجل(... وتلك الأيام نداولها بين الناس ...)[آل عمران 140] فإذا كان هؤلاء الحكام يتعاملون معنا حسب مذاهبهم الوضعية كالمذهب الشيوعي الذي أسسه لهم اليهودي كارل ماركس والمذهب الشيعي الذي أسسه لهم اليهودي عبدالله بن سبأ،فنحن نتعامل معهم حسب توجيه القرآن الذي أنزله الله من فوق سبع سموات على نبية ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم إذ يقول لنا جل جلاله(وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ماعوقبتم به ولئن صبرتم لهو خيرٌ للصابرين*وإصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيقٍ مما يمكرون*إن الله مع الذين إتقوا والذين هم محسنون)[النحل 126- 128].
وختاماً نقول اللهم إن هؤلاء عبيدك قادة الأمة الإسلامية لجأوا إليك في بيتك المحرم،في هذا الشهر الكريم،وفي هذه الليالي المباركة،يتضرعون إليك،حين هانت بعض الشعوب والجاليات الإسلامية على حكامها الطغاة المتكبرين،فأنت وحدك لا شريك لك الجبار المتكبر القهار المدبر، فأنجح مساعيهم وسدد خطاهم ووفقهم لنصرة المظلومين وحقن دماء المسلمين،وكسر شوكة الظالمين،وإجعل هذا العمل الصالح في موازين خادم الحرمين الشريفين، وندعوا الله الواحد الأحد الفرد الصمد أن يعز المسلمين في كل زمان وفي كل مكان،وأن يجمع صفوفهم ويوحد كلمتهم وينصرهم على أعدائهم لتحرير ديارهم والأخذ بثارهم ورد إعتبارهم،وأن يحفظ ولاة أمرنا ويرزقهم البطانة الصالحة التي تساعدهم على فعل الخير والإبتعاد عن الشر،وأن يؤيدهم بعزه ونصره المبين،وأن يحفظ بلادنا من عبث الحاسدين ومن كيد الحاقدين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
الكاتب: ملبس بن صالح بن دحام الزبني