تحدث العلامة الشيخ الفاضل حمد الجاسر عن قبيلة الرشايدة بحديث مطول ومبسوط في كتبه النافعة والمفيدة ويمكن أن أذكر بعض كتبه التي أشار بها الى القبيلة :
1- كتاب في شمال غرب الجزيرة
2- كتاب معجم قبائل المملكة العربية السعودية
3- زيارة ميدانية للشيخ حمد الجاسر لقبيلة الرشايدة
4- جريدة الجزيرة
5-جريدة الرياض
6- جريدة الشرق الأوسط
7- مجلة العرب وهي عموماً مجلة تعنى بتاريخ العرب وآدابهم وتراثهم الفكري
8- شريط مسجل لندوة عن القبائل العربية وغيرها من الكتب والمقالات
يقول مؤلف كتاب قبيلة الرشايدة الأستاذ رباح مبارك مذكر القوبع الرشيدي وهو من العونة
(( في صباح يوم الأربعاء تاريخ 15/6/1416هـ الموافق 8/11/1998م التقينا باالعلامة الشيخ حمد الجاسر في منزله الكائن بالرياض بحي الورود شارع الشخ حمد الجاسر ومعي الشيخ فهد بن عايض بن فلاح المسيلم وقد سعدنا برؤية الشيخ الأولى لنا وبعد أن سلمنا عليه أبديت له رغبتي بتأليف كتاب عن قبيلة الرشايدة فأجاب فضيلته ناصحاً ونافعاً بما يلي :
(( أنه يجب على أبناء القبائل أن يتجردوا من العاطفة وأن يكتبوا الصحيح وعدم المخال للواقع ولأن أبناء القبائل قد يكتبوا بدافع الحب والحماس لقبيلته ولكن هذا يرفضه أهل العلم والمعرفة ))
وأما قبيلة الرشايدة أما قبيلة بني رشيد فقد كتبت عنها في كثير من كتبي وقلت أنهم من قبيلة عبس وغطفان وأني قد زرتهم في الحرة ووجدت فيهم الكرم والشجاعة والأخلاق الحميدة
وقبيلة بني رشيد قبيلة متأصله من القدم في الجزيرة العربية وما تزال في مساكنها القديمة وهي مساكن غطفان وعبس ولكن قبيلة بني رشيد مرت بأطوار أضعفتها كما يمر الانسان بمراحل فأول ما يبدأ به النشوء ثم الأزدهار ثم الانهيار وليس هذا مختصاً علي قبيلة بني رشيد فقط بل في جميع القبائل العربية ولو سألتها أن يصلوا أنسابهم إلي أروميات عربية قديمة لما أستطاعوا ولن يستطيعوا ؟!)) أهـ
ويقول العلامة الشيخ حمد الجاسر في كتابه في شمال غرب الجزيرة (( وإذ نظرنا إلي قبيلة بني رشيد وجدناها تسيطر علي أماكن منيعة ووجدناها لاتختلف عن غيرها من القبائل العربية الصريحة النسب في كثير من عاداتها واخلاقها . إن قبيلة بني رشيد منتشرة في أودية الحرة الشرقية من الحجاز التي كان يطلق عليها قديماً أسماء كثيرة منها حرة النار وحرة ليلي وهما في الواقع حرتان متجاورتان وحرة غطفان وام صبار وتقع في وسطها واحة خيبر وفي شرقها واحة فدك المعروفه الأن بأسم الحائط والحويط والحائط هو فدك والحويط كان يسمي يديع بالياء المثناه التحتيه بعد دال مهملة فياء أخري فعين مهملة . هذه الحرة أو مجموعة الحرار يسيطر علي القسم الشرقي منها قبيلة بني رشيد في هذا الجزء لاشك انه قديم . مما يحمل علي القول ان فروعاً كثيرة من قبيلة بني رشيد الحاضره هم من بقايا قبيلتي غطفان ومحارب العدنانية الاصل والغالب ان القبائل كثيراً ما تحافظ علي أوطانها وخاصة إذ كانت منيعة بجبالها واوديتها كالحال في بلاد بني رشيد الآن وعل كل حال فإن في بني رشيد من الاصالة ومن الاخلاق العربية ولهم من المميزات القبلية
ويقول أيضاً بتصرف عن قبيلة بني رشيد : (( والذي يستطيع أدراكه كل من تعمق في دراسة أصول القبائل هو ان الفروع التي تسكنفي حرار خيبر وما يجاورها وفي ضغن الحرة وفي جبلي أبانين الأسود والأحمر في القصيم هذه الفروع تتمتع بالصفات الكريمة التي تتمتع بها القبائل العربية الاخري من الشجاعة والكرم والوفاء وحسن الجوار وغير ذلك من الصفات الكريمة
وهذه الفروع من قبيلة عبس وهذا الانتساب له اصل من الصحة فإن قبيلة غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان هي الاصل لأكثر فروع قبيلة بني رشيد كالهونة (( بنو الهون )) والمضابرة وغيرهما وهذه الفروع المنتسبة إلي بني رشيد ممن يسكن حرار خيبر وجبلي أبانين قد خلفت الفروع الأولي لقبيلة غطفان في منازلها لصلتها القوية بها في النسب
ولقبيلة بني رشيد بسبب أنتماءها إلي غطفان وإلي قبيلة محارب حفصه بن قيس عيلان من الاساب التي أثرت في نفوس بعض القبائل نحوها ولعل من أقوي تلك الاسباب أن قبيلة غطفان لم تكن من القبائل التي سارت إلي الإسلام ثم انها انحازت إلي القبائل المعادية حتي كانت وقعة خيبر وهي من آخر الغزوات النبوية و أرادت غطفان مساعدة حلفائها من يهود خيبر ! ولكن الرسول صلي الله عليه وسلم أحتاط الأمر فأتي البلاد من غير الطريق المعتاد . أتي خيبر من الناحية التي تفصل بينها وبين وصول الامدادات من قبيلة غطفان
ثم لما كتب الله النصر لرسوله عليه الصلاة و السلام أتي بعض شيوخ قبيلة غطفان يطلبون من الرسول صلي الله عليه وسلم ان يعطيهم من غنائم خيبر فقال لهم (( ليس عندي لكم سوى ذي الرقبة واشار إلي الجبل المعروف في وسط واحة خيبر بأسم (( أبو رقبية )) فقالوا : إذا نحاربك فقال عيله الصلاة والسلام موعدكم جنفاء وكانت من أكبر قري قبيلة غطفان ولكنهم تفرقوا ولم يتصدوا لحرب الرسول صلى الله عليه وسلم ثم لمل أردت العرب في عهد الصديق أبي بكر كانت قبيلة غطفان ومحارب من القبائل التي ارتدت فأرسل الصديق إليها جيشاً بقيادة خالد بن الوليد فالتفت غطفان علي بني أسد وحصلت معركة (( بزاخة )) المشهورة التي انتصر بها الجيش الاسلامي أنتصاراً قضي علي جيوش المرتدين من القبيلتين ومن لف لفهما . إلا ان امرأة غطفان من بني فزارة هي أم قرفة جمهت الفلول وصارت تسير في القبائل حتي جمعت جيشاً لحرب المسلمين فوقعت وقعة (( ظفر )) حيث قتلت أم قرفة الفزارية الغطفانية
وقال أيضاً
(( ان الرشايدة أو بني رشيد هم بقايا عبـس ونسبهم الى رشيد بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وهذا من حيث تسلسل النسب صحيح كما هو في كتب الأنساب القديمة والحديثة وهو عين الصواب وللأمانة التاريخية أوردنا ذلك وإذا أردنا الواقع فأن الناس مأتمنون على أنسابهم ))
وقال أيضاَ (( المضابرة فخذ كبير من قبيلة بني رشيد من سلالة عبس القبيلة المشهورة من العصر الجاهلي حتى صدر الأسلام وحتى يومنا هذا حيث الأسلام وحد تفرقة القبائل . والأنضواء تحت راية الدين الأسلامي الذي وحد تفرقة القبائل بالجزيرة العربية وبالمناسبه فأن قبيلة عبـس تحل وسط نجد في العصر الجاهلي والأسلامي وبطون عبـس متجاورة بعضها في بلاد القصيم يحل في رماله وبعضها في وادي الرمة وجبلي أبان وممتدة غرباً الى حرة ليلى سابقاً (( حرة بني رشيد )) في الوقت الحاضر وغيرها ))