بسم الله الرحمن الرحيم
ليس من الغريب أن تنكشف دفائن الغل والحقد الشديدين عن قلوب بعض أشخاص من حرب، والتي غلبت على تلك القلوب العنصرية المقيتة والحمية العمياء التي يمقتها الاسلام ويحاربها ويشنع بها.
فالكبر والطغيان واتباع الهوى والشيطان والحسد هو الذي جعل فرعون وملإه يقولون لأنبياء الله موسى وهارون، { أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلنَا وَقَوْمهمَا لَنَا عَابِدُونَ } . يعني: أنصدِّق فَرْدَيْن مثلنا، وقومهما من بني إسرائيل تحت إمرتنا مطيعون متذللون لنا؟.
والله سبحانه وتعالى لم يكرِّم أحدا لنسبه ولم يهن أحدا لنسبه، بل جعل التكريم للتقوى فقط، قال تعالى:
( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )، فليس التكريم بالحسب والنسب
على الإطلاق بل جعل التكريم بالتقوى، فمتى وجدت التقوى وجد التكريم، وبإنتفائها ينتفي، أو يقل بحسب النقص والزيادة، فكم من كريم عند الناس لنسبه أصبح عند الله وضيعا مهانا لعدم تقواه، قال تعالى: (ومن يهن الله فما له من مكرم).
وما ذكرته في هذا الشأن لا يعني البته في ضعف نسب قبيلة بني رشيد العبسية، ابدا...
ولكن تلك الفئة من الناس عندما ضعفت في قلوبهم رأية العقيدة ورغبت عن الحق في قول البهتان غلبت عليها العنصرية والحمية الجاهلية التي هي اتباع الهوى والشيطان فرفعت شعارها وتحكم السفهاء منهم في تصرفات العقلاء نتج عن ذلك ما نتج من تصرفات غوغائية جاهلية، تناول اطرافها الجهلة والصبيان، لينعقوا بأقوال فاجرة ظالمة كاذبة، وهم حقيقة لا يعلموا عن أصل قبيلة بني رشيد أي شيء، ما عدا ما يسطره لهم الحاقدين والحاسدين من بني جلدتهم، وذلك لما تتمتع به قبيلة بني رشيد العبسية من شجاعة وكرم وسطوة وهيبة جعلتها لم تكسر لها راية كغيرها من القبائل، فبني رشيد لم تخن عهدا، ولم تعتنق مذهبا غير الكتاب والسنة -ولله المنة- ولم تكفر أحدا.
وللعلم فإن تكافؤ النسب الذي يؤيده ويقره الدين الاسلامي، وعليه القول الراجح لفقهاء الدين ، هو في أمرين فقط،
أولهما: الكفاءة في الدين بأن يكون مسلما بحيث لا تزوج المسلمة من غير المسلم.
ثانيهما: الكفاءة في الحرية بإن لا تتزوج الحرة من عبد مملوك. وأما غير ذلك فقد انكره علماء المسلمين قديما وحديثا، وعدوه من دعوى الجاهلية.
وتجدر الإشارة أن القبيلة صاهرت كغيرها من القبائل وهذا ليس محلا للتفاخر ولا يكترث به. إذ قبيلة بني رشيد قائمة بذاتها وبحسبها ونسبها لا تحتاج لغيرها قال تعالى: وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم.
ولما تقدم فإن العنصرية القبلية هي التي تؤدي إلى الشقاق والخلاف بين الناس، والتفريق بين المجتمع الواحد، بل وتؤدي بهم إلى قطع أواصر الصلة والمحبة بينهم، وقد ورد في القرآن الكريم ما يؤكد على التواصل والمحبة بين أفراد المجتمع المسلم، ويحقق الوئام بين عموم المسلمين، من خلال رابطة العقيدة الإسلامية، التي هي أسمى رابط تربط بين افراد المجتمعات الاسلامية الى يوم الدين.
فالحق أحق أن يتبع ولا تبيعة إلا للعقيدة وكونوا عباد الله إخوانا.
فمن رغب عن الحق اعتنق الباطل، ومن ترك السنة اتخذ البدعة.
وبالله التوفيق.
كتبه،
د. منصور بن سعود الرشيدي.
1436/10/30