|
خيارات الموضوع |
|
شاكر العبسي .. سيرة من الانتماءات والانشقاقات والمنعطفات
عمّان/ بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام "شاكر العبسي"، هو الاسم الذي طفا إلى السطح في الأيام الأخيرة، في غمرة أحداث مخيم نهر البارد، وظهوره إثر ذلك في تسجيل تلفزيوني يتحدث فيه عن مواقف جماعته المثيرة للجدل "فتح الإسلام". ولم يكن العبسي شخصاً معروفاً من قبل في الرأي العام، وربما لا زال الغموض يكتنف هويته في أوساط الجمهور. والواقع أنّ زعيم "فتح الإسلام" ينحدر من عشيرة العبسي، المنتشرة في بلاد وقرى متفرقة في فلسطين، منها قرية الدوايمة التي هاجر منها أهله عام 1948، وبلدة الفالوجا القريبة منها، وقرى يبنا وجسير وغيرها. وتعود أصول عشيرة العبسي الى قبائل بني عبس في اليمن، ومنها هاجر بعض أفرادها وانتشروا في دول كثيرة من العالم العربي. أما شاكر العبسي ذاته؛ فقد وُلد في مخيم عين السلطان، القريب من مدينة أريحا في فلسطين عام 1955، والذي استقر فيه أهله بعد هجرتهم من قرية الدوايمة، وهي القرية التي نالت من إجرام العصابات الصهيونية قسطاً وافراً من المجازر سنة 1948 أودت بحياة أكثر من خمسين شهيداً. درس العبسي في مدارس عين السلطان، وأكمل دراسته في مدارس الوكالة في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينين في العاصمة الأردنية عمّان، بعد احتلال الضفة الغربية سنة 1967. وأنهى شاكر العبسي الثانوية العامة بتقدير عال أهله لدراسة الطب في تونس عام 1973، على نفقة حركة "فتح" التي انتمى إليها حين كان في السادسة عشرة من عمره. بعد عام من الدراسة في تونس؛ رجع شاكر إلى عمّان تاركاً دراسة الطب، رغبة منه في العمل العسكري والمشاركة في النضال ضد المحتل الصهيوني، فبُعث على إثرها إلى ليبيا ليلتحق بالكلية العسكرية هناك، وليتخرج عام 1976 برتبة ملازم طيار حربي. بعد التخرج؛ تلقى شاكر عدة دورات في قيادة طائرة "ميغ" السوفيتية المقاتلة من طرازي 21 و22، وذلك في كل من ألمانيا الشرقية ويوغسلافيا وروسيا والمجر، بينما كان الاتحاد السوفيتي في أوجّه إبان حقية السبعينيات. أما في الثمانينات؛ فقد قاتل شاكر إلى جانب نورييغا في نيكاراغوا، وإلى جانب ليبيا في حربها ضد تشاد، وذلك عندما استطاع الجيش الليبي تحرير واحات أوزو، وكان العبسي حينها قائد سرب. وتشير بعض المصادر إلى أنّ العبسي حاول القتال مع قوات الفصائل الفلسطينية في بيروت، لكنّه بقي خارج العاصمة اللبنانية رغم وجوده في لبنان. منعطف هام وقع إثر ذلك، سيترك بصماته على المسار اللاحق لشاكر العبسي. فبعد خروج قوات منظمة التحرير من بيروت في أيلول (سبتمبر) 1982 بسنة؛ انشقّ العبسي عن حركة "فتح" تحت قيادة أبي خالد العملة وأبي موسى، وجرى تأسيس تنظيم جديد عُرف بـ"فتح الانتفاضة". يقول شقيقه الطبيب الاستشاري في جراحة العظام الدكتور عبدالرزاق، إنّ زعيم حركة فتح آنذاك الراحل ياسر عرفات طلب من شاكر شخصياً العودة عن الانشقاق، في رسالة ذكرته بالاسم، إلاّ أنّ شاكر رفض التراجع. غادر شاكر العبسي دمشق إلى اليمن "الشمالي" آنذاك (توحّد مع اليمن الجنوبي عام 1990)، مبتعثاً من "فتح الانتفاضة" إلى الجيش اليمني هناك، وتولى مهمة مدرِّب وقائد سرب في سلاح الجو، وبعدها عاد إلى ليبيا والتحق بالجيش الليبي أيضاً، بصفة مبعوث من "فتح الانتفاضة" وتولى المهمات نفسها. بقي شاكر العبسي في ليبيا إلى عام 1993، وفيها ترفّع إلى رتبة عقيد، ومنها عاد إلى الشام بعدما قامت السلطات الليبية بإبعاد اللاجئين الفلسطينيين إثر اتفاقية أوسلو المبرمة بين منظمة التحرير والكيان الصهيوني. وبالرغم من أنّ شاكر المدرِّب في سلاح الجو الليبي لم يكن من بين المبعدين؛ إلاّ أنه آثر الابعاد الاختياري رافضاً الدعوات الليبية له بالبقاء. وبعد "أوسلو" سنة 1993 عرض عليه رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات هذه المرة قيادة "القوات الجوية" في السلطة، لكنه رفض، ليس لأنّ السلطة ليس فيها سلاح جو في الأصل؛ بل لأنه رفض اتفاقات أوسلو بتاتاً. في غضون ذلك؛ بقي شاكر في دمشق بعد عام 1993 يقطن حي الحجر الأسود قرب مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، وفي هذه الفترة بدت عليه نزعة التديّن، قيل عنه حينها إنه تمكّن من حفظ القرآن الكريم كاملاً وأداء فريضة الحج عام 2000. وفي أيلول (سبتمبر) من عام 2002 اتهم في سورية بتهريب السلاح، ولكن دون الإعلان عن وجهة الأسلحة، وتمّت في ذلك الحين محاكمته محاكمة ميدانية، وبقي في السجن حتى شباط (فبراير) 2005، وفي هذه الأثناء، عام 2003 تحديداً، حاكمته محكمة أمن الدولة الأردنية غيابياً في قضية اغتيال الدبلوماسي الأمريكي لورنس فولي، وأصدرت بحقه قراراً بالإعدام. لم يمكث شاكر طويلا في دمشق بعدما أُفرج عنه، فغادر سورية إلى لبنان، وهناك تنقّل بين المخيمات الفلسطينية واستقر في مخيم نهر البارد، حيث بدأت انعطافة جديدة برز بعدها زعيماً للتنظيم المثير للجدل "فتح الإسلام". وشاكر العبسي هو الثالث بين إخوانه الذكور، وهو الخامس في أسرته، فهو أخ لشكري (مهندس طيران) وأحمد (فني الطيران) وعبد الرزاق الطبيب الاستشاري في طب العظام في العاصمة الأردنية عمان، وله من الأبناء الذكور واحد، أسماه على اسم أبيه "يوسف" ويبلغ ثلاثة عشر عاماً، ورُزق من البنات ستة. ويؤكد أخوه، الطبيب الاستشاري، وأبناء عمومته ككل، أنه ليس نزعة متطرفة دينياً، رافضين بشكل قاطع وصفه بالتكفيري، فهو "لم ينتقد إعفاء اللحية أو تقصيرها، ولم يلبس الثوب القصير دائماً، بل كان يلبس أحياناً الثياب الرسمية وأحياناً الثياب العسكرية، ليس لديه ميول طائفية ولم يقيد في تاريخه أي جريمة"، كما ينقلون عنه، ويذكرون أيضاً أنه هاوٍ للعبتي الشطرنج والتنس.
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
تعال ياماجد ساكر عند عمك زايد | صقر ابن عبس | منتدى المحــــــــــــــاوره | 71 | 20-12-2009 10:45 PM |
تعال يابن ساكر | عبدالباري عبدالعزيز | منتدى المحــــــــــــــاوره | 57 | 05-12-2009 02:00 AM |
شاكر العبسي | سلطان العايضي | المنتدى الإعلامــــي | 5 | 25-05-2007 07:37 AM |