|
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع |
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أختي المسلمة : ربما وجدتِ نفسكِ فجأة في بحر من الأحزان .. تُغالبين أمواج الهموم القاتلة .. وهي تعصف بزورقكِ الصغير .. بينما تجدفين بحذر يمنة ويسرة ... ولكن الأمواج كانت أعلى منكِ بكثير .. ولم يبقى إلا أن تطيح بكِ .. وفي تلك اللحظات السريعة أيقنتِ بأن لا مفر لكِ من الله إلا إليه .. فذرفت عيناكِ .. وخضع معها قلبكِ .. واتجه إلى الله كل كيانكِ .. يدعوه يا رب .. يا رب .. يا رب يا فارج الهمّ .. فرج عني .. ويا كاشف الغمّ .. اكشف عني كل ما ضاق به صدري .. هُنـــا .. سكن بحر الأحزان .. وهدأت أمواجه العاتية وسار قاربكِ فوقه بهدوء واطمئنان .. لقد تحول جزعكِ إلى تسليم .. وسخطكِ إلى رضا .. فاجعلي هذه الهموم والأحزان أفراحاً .. فقد قال عز وجل : ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) . " البلد : 4 " قال سعيد بن خبير في تفسير الآية السابقة : في شدة وطلب معيشة وقال عكرمة في شدة وطول وقال قتادة في مشقة وروي من طريق أبي مودود : سمعت الحسن قرأ هذه الآية : ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) قال : يُكابد أمراً من أمور الدنيا وأمراً من أمور الآخره وفي رواية يُكابد مضايق الدنيا وشدائد الآخرة . فالصبر أختاه من سمات المؤمنات الصادقات ومن صفات الأنبياء المخلصين فالدنيا دار ابتلاء لا يقر فيها القرار ولا يكمل فيها الحال وعندما نُقارن ابتلاءاتنا بابتلاءات السابقين نجد أنها تُقابل قطره في بحر فهل نجزع ونخسر الأجر أم نصبر وتكون عاقبتنا رضا الرب فقد قال عز وجل : ( وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ) . " الرعد : 22 " ( سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ) . الرعد : 24 " ( وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) . " فصلت : 35 " أختاه .. لنجعل أحزاننا عبادات تقربنا لرب البريات فهذه قصة إمرأه صبرت فضفرت بُحب الناس لها وتأسيهم بها لقد فرحت بمولودها الأول الذي كان يغمر المنزل عليها سرورا وخرج ذات يوم زوجها لأداء عمله اليومي بصحبة صديقه وفي أثناء الطريق ارتطمت سيارة أخرى بسيارتهما وأُصيب بشلل نصفي أما صديقه تعرض لكدمات بسيطة وعندما سمعت بالخبر صبرت واحتسبت ثم مرض ابنها وتوفي وهو لم يتجاوز الشهور الإولى وصبرت ولم تجزع ظلت بخدمة زوجها إلى وقتنا الحالي لكن الله عوضها بمحبة الآخرين لها وقضاء حوائجها ولم تشتكي طيلة سنواتها لأنها احتسبت ورضيت *** فكل مصيبة عندما تُمزج بحب الله تكون رفعة للدرجات فيا أيتها الصابرة ... على البلاء الذي أصابكِ أو أصاب ممن حولكِ اعلمي أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطئك لم يكن ليصيبك وعليك بتلاوة القرآن فهو سلوة العابدين وأنيس المحرومين وجليس الصالحين انظري لمن هم أشد منك في البلاء واحمدي الله انه اختارك ليطهرك من الذنوب اقرئي سير الأنبياء ففيها العبر والعظات والسمو بالذات لا تجعلي الشيطان يجعل من هذه الأحزان تسخطاً على قضاء الرحمن بُثي شكواك عند باب الحليم الرحيم في الثلث الأخير الصدقة تُطفي غضب الرب فاجعلي لكِ منها نصيباً أخيراً ... أيتها الصابرة هنيئاً لكِ صبركِ فقد قال عز وجل : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْء مّنَ ٱلْخَوفْ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ ٱلاْمَوَالِ وَٱلاْنفُسِ وَٱلثَّمَرٰتِ وَبَشّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ ٱلَّذِينَ إِذَا أَصَـٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رٰجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوٰتٌ مّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ ) . [البقرة:155-157] من مدوناتي ممزوجاً ببعض من كلماتي الموضوع الأصلي: أيتــــــــها الصابــــــــــرة هنيئـــــــاً لكـــــِ | | الكاتب: الرساله | | المصدر: شبكة بني عبس
|
|
|
|
|
|
بارك الله فيك موضوع مفيد
|
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|