الكتاب مجرد حشو ، وعبارة عن نسخ ولصق من كتب ممن سبقوه من الجغرافيين امثال الشيخ العبودي وبن جنيدل وغيره ولم يأتي بشيء جديد ، والكاتب وارد جدا انه يريد ان يوثق تاريخ قومه في بلدة عنيزة التي اطال وتوسع في الحديث عنها وبلغ مايخص كلامه عن عنيزة ٢٣ صفحة ولكنه اراد يجعل للكتاب قيمة اكبر واكثر قبولاً للقراء فجعل عنوانه "نشأة مدن وقرى نجد" والذي يثير الحفيظة فعلاً ان هذا الكاتب اغفل جانب كبير من بلاد القبائل النجدية مثل ديار قبيلتي بني رشيد والعوازم ، وهاتين القبيلتين تملك مساحات شاسعه من الديار ولديهم الكثير من القرى في نجد وفي النطاق الجغرافي للقرى التي ذكرها في كتابه ، فقد ذكر في ( ص٥ )ان الحدود الغربية لنجد هي ميقات ذات عرق والحرة ، واستند في تحديده على جغرافية نجد من خلال اقوال بعض العلماء مثل :
السكري ، الأصمعي ، عمارة بن عقيل ، الواقدي وغيرهم ، واورد قول الأصمعي :
(وما ارتفع عن بطن الرمة، والرمة واد معلوم في نجد إلى أن تميل إلى الحرة، فإذا وصلت إليها فأنت فالحجاز). وديار بني رشيد تقع في هذه الجهة من نجد.
فقبائل بني رشيد تسكن في نجد والحجاز وديارها متصلة ببعضها البعض فلها في السهل ( نجد ) عدة قرى أهمها :
أ- انبوان وهي من الهجر القديمة التي جاء ذكرها في جريدة أم القرى عدد٢٠٨ بتاريخ ٦رجب ١٣٤٧هج وأن أميرها دليم بن براك ومن اعيانها ذعار بن عمير ، وقد ذكرا كل من الريحاني،نجد ص٤٥٤-٤٥٦ ، ديكسون الكويت ص٢٨٢-٢٨٤ : ان انبوان من هجر الأخوان وفيها١٥٠٠ مقاتل.
ب- ضريغط من هجر بني رشيد القديمة، وذكر الأديب عبدالرحمن السويداء في كتابه المناخ ص٣٢٢ : ان ضريغط تأسست عام ١٣٤٢هج واميرها دليم بن براك ، وذكر أمين الريحاني، نجد ص٤٥٤-٤٥٦ : أن في ضريغط من هجر الأخوان وفيها ١٣٠٠ مقاتل.
ج- الحليفة ذكر عبدالرحمن السويداء في كتابه المناخ ص٢٨٠ : انها تأسست في النصف الأول من القرن الرابع عشر ( ١٣٤٠-١٣٥٠ هج ) وأميرها نافع ابن شميلان. ويذكر الريحاني، نجد ص٤٥٤-٤٥٦ : انها من هجر الأخوان وفيها ٣٠٠ مقاتل ، بينما يذكر ديكسون، الكويت ص٢٨٢-٢٨٤ : فيها ٩٠٠ مقاتل.
د- روض بن هادي جاء ذكرها في جريدة ام القرى العدد ٢٠٨، ٦رجب ١٣٤٧هج : الروض أميرها غازي بن هادي
ص- مراغان ذكر عبدالرحمن السويداء المناخ ص٣٦٤ : مراغان تأسست في النصف الأول من القرن الرابع عشر ( ١٣٤٠-١٣٥٠ هج ) وأميرها ناهس بن فديغم ابن براك .
و- الرقب ذكر عبدالرحمن السويداء، المناخ ص٢٨٨ : الرقب تأسست عام ١٣٤٣هج وأميرها معتق ابن خزيم .
ومن قرى بني رشيد الكبيرة والقديمة في السهل ( نجد ) صفيط ، مزعلة ، قاع حجلا ، البركة ، بدع بن حويط ، العماير ، فيضة اثقب ، العرادية ،الذكري فيضة المسعار ، بدائع قني ، الحميمة ، وغيرها من الهجر التي لايسعني ذكرها فماذا يتجاهلها المؤلف ؟! خصوصا انها بالقرب من مدن وقرى ذكرها المؤلف في كتابه مثل السليمي والغزالة والروضة والمستجدة ، بل أن المؤلف ذكر بعض القرى الصغيرة جداً مثل القاعية والتي تقع بالقرب من قرى كبيرة لبني رشيد مثل البركة وبدع بن حويط ، بل انه ذكر قرى تلي قرى وديار بني رشيد مثل : جبة ، حفيرة ابن سويلم وغيرها. ورغم انه عندما طمر ديار بني رشيد في نجد فقد ذكر مدن وقرى في سفح الحرة الحجازية مثل بلدتي الشملي وضرغط وكان من الأولى بدل ذكره لهاتين البلدتين أن يذكر بلدتي الحايط (فدك) والحويط (يديع ) والتي يزيد عمرهما عن ٣٠٠٠ سنة وكلاهما يقعان على سفوح الحرة الشرقية مما يوالي نجد.
أيضاً المؤلف لم يذكر ديار قبيلة المضابرة من بني رشيد وهم واحدة من القبائل المشهورة في القصيم ويسكنون في جبلي ابانين وماجورهما وديارهم تمتد قرابة ٧٠ كيلاً ، واقد فصل في ديارهم وقراهم العلامة العبودي في معجم بلدان القصيم ، ولهم ضليع رشيد وهو اكبر تجمع سكني وقاعدة ديارهم في تلك المنطقة، ومن قراهم في ابان الأحمر : ابو ثمام ،اباالحياض ،الأخيضر ،سديرة ،خيطان
،اباالهدار ،الظاهرية ،الناصفة ،مازونة ، ومن قراهم في ابان الأسمر: جدعاء ، الصقرة ، اكبرة ، الشهباء ، فردة ، المشنية ، مخيط.
ومن اقدم قراهم المرموثة التي جاء ذكرها في كتاب الهجر ونتائجها في عصر الملك عبدالعزيز تأليف الأمير موضي بنت منصور بن عبدالعزيز ال سعود ص١٧٧ :
سميت نسبة لشجر الرمث الذي يكثر فيها ، وكان انشاؤها بأمر اقطاع من الأمام عبدالعزيز وأقيمت على ثمانية ابار واميرها وقت انشاؤها فلاح بن مفلح بن بدوي، وانهم شاركوا غزوة ضبا والحسو والسبلة.
والجرذاوية والتي جاء ذكرها في الهجر ونتائجها ص٢٠٨ :
هجرة الجرذاوية أقيمت لتوطين المضابرة واميرها سعدون بن عبيد بن سعدون... وشارك اهلها مواقع السبلة وحائل وجدة.
كذلك المؤلف ذكر قرى السر ، ولم يذكر قرى بني رشيد فيها ، وهي قرى مشهورة وقديمة مثل عين بن قنور وعين الصوينع والطرفية ، فقد اكتفى بذكر الفيضة والسكران! رغم ان عين بن قنور من اكبر القرى في السر ولها اهميتها الكبيرة واخبارها في كتب الأدبيات والتاريخ والرحالة والجغرافيا مستفيضة ، فقد ذكر ابن عيسى في تاريخه في حوادث سنة ١٢٨٧هج ص ٢١٢، ٢١٣، ٢١٤ :
(ان هناك خلافات بين القنور من بني (رشيد وبين الربيع من شقراء، وعن حدوث فتنه بين ال قنور ، وذكر ان من سكان عين القنور العطيفات وانهم من رجال الامام عبدالله الفيصل ومن المقربين إليه لشجاعتهم ، وذكر ان العطيفات من قادة الأمام عبدالله الفيصل وهم قادة جيشه في وقعة الجزعة عام ١٢٨٨هج ).
وقد جاء ذكر عين القنور في كتاب البدو ج٤ ص ١٧٥ ، نقلاً عن الرحالة جون فيلبي :
وهنا وجد فيلبي ( ٣ ، ١٣٣) قرية كبيره اسمها جنيفا (او عين القنور) عدد سكانها ٤٠٠نسمة، معظمهم من بني رشيد، أسسها القنور، أبو مختار القرية ، ثم بنيت فيها قناة لجر المياه من النبع(العين) وزرعت فيها بساتين النخل وحقول القمح .
وقد اسهب الشيخ حمد الجاسر في حديثه عن عين القنور في كتابه بلدة البرود ص ٥٨ إلى ٦٥
اما عين الصوينع فقد ذكرها الشيخ حمد الجاسر في نفس المرجع من ص٤٠ إلى ٤٦ ، ومما قاله :
جدهم صوينع وهو من قبيلة بني رشيد العبسية ، هاجرمن (الكهفة) جنوب شرقي حائل ، إلى منطقة السر حوالي منتصف القرن التاسع الهجري وقد أسس صوينع الرشيدي مع اسرته (عين الصوينع) وعمرها بالزراعة حتى كبرت وأصبحت هجرة او قرية كبيرة من الحضر والبدو من (ال صوينع) ومن لحقهم من الساكنين من قبيلة الرشايدة وغيرهم مثل اسرة القنور الذين صاهروا الصوينع. انتهى.
وقد سكن عين الصوينع أسر متعددة من بني زيد وغيرهم .
اما قبيلة العوازم فهي من قبائل نجد القديمة، ولهم بعض القرى في جبال شعبا ، ويخالطون المضابرة من بني رشيد في ابانات ولم يتطرق المؤلف لقراهم وديارهم هناك.
وتتكتل قبائل العوازم في شرق الجزيرة العربية في هجر معروفة مثل نطاع وعتيق وغيرها ، فنستغرب من ان المؤلف ذكر هجر لمطير مثل قرية العليا والسفلى واقصائه لقرى العوازن وجرية العليا والسفلى لا تبعدان كثيراً عن هجر العوازم!.
صراحة انني لم أجد للمؤلف أي عذر او مبرر في اقصائه لقرى وهجر قبيلتي بني رشيد والعوازم ، وهو لا يجهلها في المصادر الجغرافية ان كان يجهلها على ارض الواقع فقد نقل عن ابن جنيدل وعن العبودي وعن السويداء وغيرهم من العلماء وهولاء اسهبوا في الحديث عن قرى بني رشيد والعوازم في نجد فلماذا هذا الأقصاء؟ بالأضافة انه ذكر قرى وهجر بالقرب من ديار بني رشيد بل انه ذكر بلدة ضرغط والتي تقع في نطاق بلاد بني رشيد القبلية ولم يذكر قرى بني رشيد المنتشرة هناك ونفس الكلام ينطبق على قرى بني رشيد في ابانين والسر ، انه اقصاء متعمد لانعلم ماهو الهدف منه!
كتبه/عبدالرحمن خلف الشويلعي
حول كتاب نشأة مدن وقرى نجد لمنصور بن عبدالله الشعيبي.
مواضيع مشابهة
