|
خيارات الموضوع |
|
"طفارى آخر الشهر".. الرصيد مكشوف أمام الأقساط والفواتير.. والفقر!
المفلسون آخر الشهر يقفون متحسرين أمام آلة الصراف بحثاً عن مخرج! حائل، مكتب الرياض (الطفران) مصطلح شعبي يعني المفلس، و لا أحد يعرف لماذا أشتق من الطفرة التي تعني الوثبة في ارتفاع، لكنه ربما جاء على سبيل الكناية عن أن الإنسان حين يفقد المال فإنه بالتالي يخف وزنه فيطفر أي يُصبح بلا وزن هذه قياسات مادية طبعا لا علاقة لها بحساب المبادىء .. عموما هذا ليس مبحثنا الآن، ولندع اللغويين وشأنهم .. لنذهب إلى أولئك (الطفارى) الذين يعيشون الحياة بجيوب فارغة معظم الوقت، وكيف يُعالجون شؤون حياتهم في زمن عاصف بالماديات، زمن يبيع كل شيء .. كل شيء حتى البسمة، بحيث لم يبق إلا الأوكسجين ليضعه في علب ويعرضه في الأسواق!. العلاقة مع الصراف الآلي قليلون هم الذين يضعون ميزانيات شهرية لإيراداتهم ومصروفاتهم خاصة من ذوي الدخول المتدنية، تقيهم شر تقلبات المصاريف الطارئة، وتؤمّن لهم الحد الأدنى من السلامة، ولو إلى آخر الشهر على الأقل .. فضلا عن أن يدّخروا لقادم الأيام .. من هنا نشأت مشكلة الطفر والطفارى .. الذين غالبا ما يكونون هم أكثر الناس ترددا على ماكينات الصرف الآلي للسحب بالمائة والمائتين، ولا شك أنهم أيضا كانوا أكثرهم سعادة حينما قررت البنوك مؤخرا إدخال فئة الخمسين ريالا ضمن فئات الصرف الآلي .. ليحصلوا على بعض مفردات المائة التي كانت تبقى في آلات الصرف دون أن يجدوا سبيلا للانتفاع بها، وهم في أشد الحاجة إليها .. هؤلاء الذين يتوهمون أو يوهمون أنفسهم أن السحب الأدنى هو طريقهم للتوفير .. في حين أنهم يقفون أمام تلك الآلات في اليوم الواحد أكثر من سواهم، في لعبة لا علاقة لها البتة بالتوفير، والطفران هو موظف يتقاضى راتبا شهريا محدودا قلّ أو كثر .. لكنه في الغالب يرتدي ملابس أنيقة، ويركب سيارة معقولة وأحيانا (كشخة) لكنها حتما بالتقسيط، ويقتني آخر موديلات نوكيا من الموبايلات، وربما كان شهما وسخيا أيضا في الأيام الثلاثة الأولى التي تلي اليوم الخامس والعشرين من كل شهر هجري، ولهذا اليوم بالتحديد حكاية خاصة سنحاول أن نرويها فيما يلي: اليوم الخامس والعشرون! وهو يوم لا يشبه سواه من الأيام، فهو قطعا أكثر الأيام بُعدا في روزنامتهم التي تُخضِع توقيت كل مشاريعهم إليه بدءا من تعبئة خزان الوقود (التفليل) بدلا من التعبئة بعشرة ريالات، وهو أيضا يوم سداد الفواتير التي غالبا ما يُفاجأ الطفران بأنها التهمت ثلاثة أرباع راتبه .. مما يجعله يشك في مصداقية سندات آلة الصرف التي ليس لها بالتأكيد علاقة!، ما يجعله يُطيل الوقوف أمام الآلة، وكأنه يُعاتبها أو يتوسل إليها ألا تلتهم راتبه بهذه الطريقة العمياء، إلى أن يضجر من يقف خلفه ويستخدم المنبه ليعرف أنه أطال المكوث في عملية لا تستغرق إلا بضع ثوان. "والطفران" أيضا هو ذلك الشخص الذي ما إن يستلم نقوده من آلة السحب، ويستلم سند العملية، يعود للتحديق في الشاشة وكأنه ينتظر منها أن تراجع نفسها، أو أن تبزه بمبلغ إضافي على سبيل "الإكرامية"!. وفي حياة الطفارى يبدو اليوم الخامس والعشرين من كل شهر هجري .. وكأنه أكثر أيام الشهر بُعدا، وأبطأها وصولا، فهو دائما اليوم الذي يتلكأ في القدوم، مثلما أنه اليوم الذي يتلكأ في الذهاب بعد أن يهبط فيه الراتب .. حيث تبدو الأيام ثقيلة الحركة مثل سلحفاة تخوض في وحول لزجة، يأتي من منتصف ليل اليوم الرابع والعشرين، فيوقظ الأشد طفرا من مناماتهم أو يأخذهم من سهراتهم واستراحاتهم ليهبوا مثل سائق إسعاف، أو سائق وجبات سريعة ليصطفوا أمام آلات الصرف الآلي مثل حشود المحتفين برأس السنة أو "الكريسميس" بانتظار أن تدق الساعة الثانية عشرة ليتلقفوا رواتبهم .. التي ستطير بألفص جناح وجناح خلال سويعات .. وهم يجرون عمليات السحب والسداد، ويرددون مع كل إيصال تمنحهم إياه الآلة .. مع كوكب الشرق السيدة أم كلثوم: (ومضى كل إلى غايته ...) .. لكنهم لا يجعلون تلك المشاعر تفسد عليهم أهمّ لحظة فرح يعيشونها طيلة أيام الشهر. ومع هذا فهم ليسوا وحدهم الذي ينتظر الخامس والعشرين على أحر من الجمر .. هنالك البنوك التي لا تنام حتى وإن صادف هذا اليوم يوم عطلة رسمية، فالحواسيب بأدمغتها الشرسة والماكرة تعرف كيف تبتلع أقساطها منهم قبل أن يضعوا بطاقات السحب في أفواه آلاتها، وهناك الدائنون الذين يجهزون دفاترهم وأقلامهم منذ اليوم الأول ليباغتوهم صباحا وقبل أن يفتحوا أقلامهم لتوقيع سجلات الحضور ليطالبوهم بالسداد، وغيرهم وغيرهم ممن يتهددهم بقطع الكهرباء إن تأخر سداد استهلاك التيار الكهربائي عن ( آخر موعد للسداد ) والمكتوب باللون الأحمر !! ، والهاتف الحبيب الذي سيحول هواتفهم إلى خانة الاستقبال دون إرسال، أو يُجبرهم على استخدام بطاقات الشحن وعلل ( نجمة + 8 ) وغياب خدمة الرسائل وسواها. ما بعد الخامس والعشرين! يمضي هذا اليوم بحسابات مضطربة ما بين قوافل "الطفارى" .. فهناك من يرى أنه يمضي مسرعا، وهناك من يرى أنه يمضي متثاقلا كأنما يحسب خطواته، وما هي إلا أيام قليلة قد لا تصمد إلى منتصف الشهر، و"الآلة اللعينة" التي كرّت للطفران من راتبه ما يشاء كأيّ مدلل لا يُرفض له طلبا .. تمط له لسانها اليوم وكأنها تقول له: خذ بطاقتك وبلّها واشرب ميّتها .. الرصيد لا يغطي المبلغ المطلوب .. يضع إصبعه على خانة الاستعلام عن الرصيد (؟) .. فيأتيه الجواب على الشاشة:(فكة لا يُمكن صرفها هو كل ما تبقى لك)، قبل أن تنفحه بسند مطبوع بآلة بلا حبر.. فيأخذها ويطويها في راحته بسرعة وبانفعال شديد يستنفر كل المسامات في جسده لمزيد من التعرق، حتى لا يراه من يقف خلفه، ويتهمه بالطفر!، فيما الآخر قد يكون أشد حالا.. لكن "الطفارى" يُحسنون التمظهر، وحين يبتعد عن الآلة يقذف الورقة في الهواء مع زفرة تنبع من شغاف قلبه المتألم بسؤاله الأزلي: لماذا ينقرظ الراتب بهذه السرعة الفلكية ؟ .. لكنه لن يحصل على جواب!. في آخر الشهر، وبينما هو يقلب أوراق الروزنامة كأنما يستحثها على المضي سريعا إلى اليوم الأجمل .. ومع حصار الطلبات .. بصرف النظر عن موقعها وفي أيّ خانة هي هل هي في خانة الضروريات أم في خانة الكماليات .. يضطر للبحث عمن يقرضه، فقد يصل إلى ذلك اليوم التعيس الذي يفشل فيه في الحصول على عشرة ريالات لتزويد سيارته بالوقود. حلول "الطفارى"! قبل أن تتنبه وزارة الداخلية لمآزق رهن البطاقات الشخصية (الهوية) وما تسببه من مشكلات أمنية .. كان بعضهم يلجأ لرهن تلك البطاقات مع بعض عمال المحطات .. لكن ما حدث بعد التشديد على هذه النقطة .. دفع بالحلول باتجاه آخر .. وتحديدا باتجاه سوق الجوالات الذي أصبح بمثابة بورصة المفلسين والطفارى .. الذين يُمكن كشفهم من جوالاتهم بسهولة .. فهم يقتنون أفضلها في الأيام الخمسة المتبقية من الشهر الهجري، ويستبدلونها بأتعس الأجهزة فيما تبقى من الشهر .. حينما يضطرون لبيعها للتنفيس عن ضائقتهم المادية!. أما الاقتراض أو السلف.. فيبدو أنه أصبح أكثر الأبواب انغلاقا في حياتهم.. بعد أن تحول إلى باب مخلوع بحكم تكرار استخدامه مما أفقده القدرة على البقاء قابلا للاستعمال فتم ردمه ببابه الخرب!. مآدب "الطفارى" والطفران هو ذلك الذي لا يأكل ولا يعزم أصدقاءه في بادىء الأمر إلا في المطاعم الفخمة والباهظة الثمن .. لكنه في الأيام التي تسبق اليوم الخامس والعشرين، يصبح أكثر الناس ترددا على باعة الساندويشات الرخيصة بذريعة أنه في عجلة من أمره أو أنه يريد أن ينام خفيفاً، وهذا ما يفسر تلك الحشود التي تلتمّ أحيانا عند أولئك الباعة الذين يجهزون طعامهم على الأرصفة، ويمسحون عرقهم بذات الكف التي يصنعون بها لفائفهم.. لأن مناخات حركة الراتب أشد تقلبا من أنواء الخريف، وعليهم بالتالي أن يتعاملوا معها ومع أنوائها بما تستحق صعودا وهبوطا. هذا على صعيد العزاب .. أما المتزوجون فلهم شأن آخر.. حيث يعبث الطفر بحياتهم ويضعها بين فكي كماشة إما الاستسلام للمعارك اليومية التي تستخدم فيها كل أنواع الأسلحة المسموحة والمحرمة عائليا بما في ذلك التلويح بالطلاق، أو الإذعان والتسليم للقروض البنكية التي جف ضرعها مؤخرا بفعل الأزمة المالية العالمية ، وقد لا يخلو الأمر أحيانا من إصابة أحد الطرفين بنيران صديقة. لكن ما يلبث الخامس والعشرين أن يهل كهلال العيد ليملأ النفوس هدوءا وسكينة إلى أجل مسمى .. لتتأجل تلك الاشتعالات إلى موعد آخر وهكذا. وتبقى حياة "الطفارى" بين مدّ وجزر تراوح مكانها، فيما تبقى قضية الموازنة معلقة بالشهر القادم الذي يأتي ولا يأتي .. أما التوفير فهو مفردة لا مكان لها في قاموس الكثيرين، ويقول أحد أشهر "الطفارى": أنه لا يعتقد أن التوفير من شيم الكرام، لأنه لا يزال يؤمن بتلك المقولة التي كان يحقنها في ذهنه معلمي الابتدائي: (اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب) رغم تسفيه كل الاقتصاديين لها، ومحوها من التداول.. بل واستبدالها ب:( احفظ قرشك الأبيض ليومك الأسود )، ويُضيف بتحدّ: أن القرش لم يكن أبيض منذ أن تمّ سك أول عملة في التاريخ!، هذه فلسفة "الطفارى"، ولكم أن تصدّقوه أو ترفضوه . منقول عن جريدة الرياض .. عجبني الموضوع قلت انقله لكم عل وعسى ان يكون مفيدا للجميع باي شكل من الاشكال .. تحيااتي للجميع اداره واعضاء.. الموااعيد القديمه
|
|
المواعيد القديمه اشكرك واسمحلي بنقله الى قسم الحوار الهادف
فمضمون الموضوع يسعى الى للنقاش
|
|
ولا يهمك اخوي فيصل اهم شي الفكره توصل
دمت بخير
|
|
|
يشرفني اهتمامك اخوي امير الشوق
تقبل تحياتي
|
|
المواعيد القديمه موضوع مهم وجميل بنفس الوقت
يحاكي ويطرح مشكله وهي مشكلله الطفارى أخي الكريم أنا أتفق تماما مع مانقلت هنا ولكن أخي هل هذا الطفران موظف ؟؟؟ فإذا كانت الاجابه بنعم فهو ليس طفران لماذا ؟؟لأنه أخي الكريم ينزل له مرتب آخر الشهر ربما يكون عالي حسب وظيفته ولكن المشكله التي تصل بهذا الموظف إلى حد الطفره هي تصريف ذلك المرتب أخي الكريم يجب أن يكون هناك حرص من قبل أي موظف في تصريف مرتبه لأن اقلب الموظفين لا يوجد لديه دخل سوى راتبه فقط لذا يجب التصرف بذكاء ووعئ يقضي مستلزمات البيت أولا وبالجمله بعيدا عن التفريد الذي يرهق الكثيرين كذلك محروقات سيارته وعموما يكمل جميع المهمات بوقتها فأنا أعتقد بأنه سيتبقى معه مبلغ من الراتب هنا يقف من كثره التردد على الصراف والسحب ويبدأ بالاقتصاد لأن الوضع أستاذي أختلف عن سابقه نظرا للتغيرات التي طرأت على نمط الحياه اليوميه كما ان وبإعتقادي لا توجد هناك توعيه سواء من قبل الحكومه كا إقامه الندوات التوعويه سواء في مقر أعمال الموظفين أي أي مكان أو عن طريق إداره الموظف كما أقترح هذا الاقتراح المهم الذي أتمنى أن يطبق ويبت فيه هو (( إيجاد صندوق في كل إداره بالمملكه سواء رجاليه أو نسائيه تكون مهمه هذا الصندوق إقراظ أي موظف من هذه الاداره واجه أزمه ماليه لمساعدته في تسييرها ويعطى مهله حتى تاريخ الراتب ويسدد سواء عن طريقه أو يخصم تلاقائيا عن طريق محاسب الرواتب في المنطقه لذا أخي حتى لا تصل الحاله بالموظف لمرحله الطفره وتجعله كثير التفكير بعيدا بفكره عن عمله فأنا أعتقد بأنه لو تم تطبيق هذا الاقتراح سيكون هنا ك إكمال العمل من قبل الموظف على أكمل وجه لأنه أبعدت عنه المشاكل والتفاكير في حياته اليوميه مما يجعله يتكيف في بئيه العمل ويحس بأن الجميع قريبا منه المواعيد القديمه وجهة نظري على موضوعك تحياتي لك00000000000000
|
|
سند الداموك
اخي العزيز انا احترم وجهة نظرك وانحاز لها كما اعجبتني الفكره التي طرحتها علها تكون محلا للنقاش الجاد والمثمر لكن صدقني ان هناك شريحة كبيره من المجتمع السعودي يعانون من عدم معرفة التوفير اوطريقة تنظيم الحياه بمعني اوفر اعيش اليوم ولا ادري وش يصير بكره لك مني كل احترام وموده اخي العزيز سند الداموك
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
اشفق على راع الغناه ولا التفت يم الفقر 000 يهيب ياوجه الفقر وتعيش ياوجه الغناه | ابو علي القنور | منتدى الشـــعــــر | 5 | 19-11-2013 10:00 PM |
ليه احكي ليه ابكي واخرتها قبري | أحاسيس | المنتدى الأدبــــــــــــي | 752 | 13-11-2011 06:10 AM |
راحـت وخـلت كـل طـاري خـذاني ][ جـديد وحصـري مـاتعود للـرائع :ثامر شبـيب (اول مشاركه) | خالد الوبران | قسم الشاعر ثامر شبيب الدقباسي | 38 | 08-10-2011 05:41 AM |
][..على طـاري القدر والحشيمة ..][ | سالم الرشيدي | منتدى الشـــعــــر | 3 | 11-03-2010 09:45 PM |
.. ما كَـان بُـعدكْ فـي البـال طـاري .. | الهنوف | المنتدى الأدبــــــــــــي | 30 | 01-10-2008 12:46 AM |