|
خيارات الموضوع |
أحبتي لكم التحية والاحترام والتقدير . كم أنا معجب بمايكتبه الدكتور نوري المرادي وإن كنا لانوافقه على جل توجهاته . لكن نستفيد وأبو هريرة ــ رضي الله عنه ــ أفاد من إبليس ــ أخزاه الله ــ . الإخوة المحترمين هذا اللقاء منقول من شبكة الرافدين .
الاستاذ الدكتورنوري المرادي دعنا نبدأ من المحور الاول وهو المحور الفكري والتنظيمي فمن المعلوم ان الكادر انطلق منذ التسعينات كحركة نضالية على يد مجموعة من الشباب المتحمس لعوامل ذاتية تتعلق بالحركة الشيوعية وعوامل موضوعية تتعلق بالظروف المحيطة بالعراق والامة ما هو تعليقكم بعد حوالي عشر سنوات منذ الانطلاقة المباركة وما هي أهم التطورات التي حصلت على الجانب الفكري والتنظيمي؟! ج هذا السؤال أجيبه بشقين، الأول فيما يتعلق بالكادر. لقد كان الموقف الخياني المشين للحزب الشيوعي العراقي خلال الحصار والقصف في العدوان الثلاثيني عام 1990 وما بعده، أبلغ الأثر في نفوس الشيوعيين العراقيين والعرب. وإذ لا يدعي أحد بأن في مواقف الحزب شيئا وطنيا منذ العام 1968 فالأمور كانت غير معلنة، وإن أعلنت فتقبل الجدل. فذيلية الحزب للمافيا الطرزانية مثلا، كان يمكن تفسيرها على أنها اضطرار حيث أغلب قواعد الحزب هناك. لكن وقوف الحزب مع أمريكا في العدوان الثلاثيني كان علنيا صريحا لم يحتمل أي تورية أو تفسير. بل مضى أصحابه بالمازوشية إلى الأبعد فأعلنوا أن لهم "تحالفا رفاقيا" مع أمريكا. ثم ناشد الخائن فخري كريم عبر "صوت أمريكا" في مارس 1991 لبوش " الأب وقتها" بأن يشدد الحصار على العراق وتستثن المنطقة الكردية لأن ذلك من مصلحة العراق. ثم بعدها يمهد الحزب حسب طاقته لقصف العراق، ويقدم له أما بعرائض استرحام للدول الأروبية بأن تنقذه من جرائم النظام، أو عبر أخبار يختلقها على منوال ما كان يفعله إبن العقور الحكيم، عن مخابئ أسلحة العراق، تحت المدارس أو الأحياء السكنية، لتقصفها الطائرات الأمريكية خلال الحصار. أما على الصعيد الداخلي فقد انتهت الحياة الفكرية والتثقيف. بل وبترتيب محسوب بدقة، صعّدت إلى مواقع القرار قيادات أول سماتها أنها لابد وتكون بليدة وساقطة أخلاقيا، أو أبرزت بقرار خفي لا يعرف أحد مصدره. وعلى سبيل المثال صعد إلى قيادة منظمة الحزب في إيران معلم سجن في العراق بتحرشه بتلميذ صغير عنده، ثم سجن بعدها بقضية لا يجرؤ المرء حتى على ذكرها مهما بلغت عدوانيته. وفي السليمانية صعد إلى القيادة شخص سرق 300 الف دولار هي رواتب ومخصصات المقاتلين من رفاقه وهرب ليجعلهم يتضورون جوعا. وفي جنوب السويد صعد شخص باع بندقيته التي استلمها من الحزب إلى مهرب تركي وادعى أنه فقدها. وفي تلك الأيام تحديدا جرى إبراز مفيد الجزائري بشكل غامض حين اندفع لزيارات المنظمات الحزبية في المهجر خلال التسعينات، ودونما مبرر يذكر. بل وبدأ بعضهم يتغنى بأمجاده وخلقه ومثله العليا، رغم أنه حكم في براغ بقضية تحرشه بأخته وهو مخمور. ثم أصدرت عنه صحيفة " كراسنايا كروفا" تقريرا كاملا على علاقته بالموساد من جانب، وأنه كان مخبرا للجيك ولكن على الحركات الشيوعية!! وهذا غيض من فيض، فكانت ردة الفعل عارمة، وغادر الحزب المئات، حتى اضطر الحزب لإلغاء التدرجات الحزبية حيث لم يعد من أناس لديه. من هنا، تأسست بعض التجمعات العفوية لفضح هذا الإنهيار أو محاولة لمعالجته داخليا. وهذا تزامن مع الانهيار الكلي للحركة الشيوعية في العالم. والماركسية كما تعلمون تأسست على فكرة التناقض، وأن المتناقضات متوحدة ومترابطة. وحين ينتهي الشيء ينتهي نقيضه. لكن مع ذلك عمدت الدول التي طبقت الاشتراكية بمجملها إلى تصفية النقيض السياسي والاجتماعي ومنذ اللحظات الأولى، فسار النظام لديها برهة بالاندفاع، ثم ما لبث وتوقف، ليجري تسييره بالأوامر الحزبية، أو بدفع الفتيان إلى معسكرات العمل " التطوعي" ومبادرات " السبوت الشيوعية" حتى جاءت لحظة، فإذا بالنظام لم يصمد لأول هزة. والهزة لم تكن حربا نووية، وإنما مجرد حرية هامشية حدثت! وقد عايشت هذه الفترة وكنت خلالها في اليمن الديمقراطية والإتحاد السوفيتي، وأعترف أني لم اطلع على موضوعة فكرية ذات قيمة، اللهم سوى ما سماه السيد سوسلوف " نظرية التطور اللا رأسمالي" وفكرة الشهيد عبد الفتاح إسماعيل، أن أتذكرها جيدا، عن استحالة استمرار فكرة " عم الانحياز" حيث لا يوجد شيء لا منحاز بينما الصراع في شتى أشكاله يحتوي العالم. عدى هاتين النظريتين اليتيمتين، واللتين لا تهشان أو تنشان، كان الفكرة الجديدة تعتبر انحرافا يقتص من قائلها. أعني أن هناك إشكالين واجها حركة اليسار العراقي، خيانة وانحراف الحزب الرسمي من جهة وانهيار الحركة الشيوعية عموما من جانب آخر. ولابد من أن تظهر بعض الحركات التي تحاول المعالجة. وكان "الكادر" أحدها. ووقتها، اتصل بي رفيق (أبو سارة) ومن الخط الفلاحي في ملاك الحزب. وجرى نقاش عن كيفية معالجة خطأ الحزب وانحرافه. وكان هذا الرفيق على بساطة وعيه السياسي وافتقاره إلى الخلفية الفكرية، يؤمن بإمكانية التغيير من داخل الحزب. وربما شاركه الرأي عدة رفاق، لكنه فاتحني بإصدار جريدة تعالج وعلى طريقة الراحل أبوكاطع، ما يراه من مثالب في منظمة جنوب السويد، والحزب ككل. فاتفقنا على أسس هذه الجريدة وتوجهها، لينشأ الكادر رسميا عام 1998، وتبدأ جريدة " الكادر الحزبي" بالصدور فصليا وبجهود ذاتية وبما لايقل عن 500 نسخة لكل عدد لتوزع داخل وخارج السويد. ثم انضم إلى التحرير الرفيق (أبو عشتار). وبعدها تولى الرفيق أبو زهراء توزيع مقالاتها والمقالات التي تصدر عن الكادر في الصحف العربية والإنترنيت على المعنيين. واستمر الحال هكذا حتى تم التحول إلى الموقع الإلكتروني " الكادر" الذي تتولى تحريره الآن لجنة إعلام "الكادر". الشق الثاني، قضية الإسهام الفكري. والحقيقة، فالآن وبعد اتضاح الأمور من الصعب التشخيص. فكل ما تنبأ به "الكادر" حدث. وبالتالي سقط وازع التنظير. لأنك تنظّر وتشرح حين تكون الأمور طي الغيب. واليوم، مثلا، فقد تبين حتى للأعيى الأصم أن أمريكا احتلت العراق وليس حررته، وإنه جرى سلب وقتل ونهب وتمزيق وتناحر حتى على أرصفة الطريق. وكل هذا قاله الكادر ونبه أنه سيتلو هذا الذي يسمونه التحرير. أعني قد حدث كل شيء ولم يعد من أمر خاف كي تنظر له مجددا فلا يحدث انحراف. رغم أن كلمة انحراف فيها بعض من التجريبية. بينما الحزب سار بوعي وبكامل اختياره في طريق الخيانة. بقيت العبرة. وحجم الكارثة التي جرت وهولها، لابد ويحتم استخلاص العبرة. الأمر الذي افترض "الكادر " أنه حاوله. ولدينا، أن أسباب انهيار الحركة الشيوعية كانت كامنة في ذاتها أكثر منها عوامل خارجية، ومن هذه الأسباب مثلا: القراءة غير الكاملة للماديتين الديالكتيكية والتاريخية، الإلحاد الذي تبين أن قوانين الماركسية ذاتها تنفيه، التفريق ما بين القومي والأممي، الاحتراب المفتعل ما بين التراث والفكر الماركسي. وأقول احتراب مفتعل، أو أراه كذلك، منذ انتبهت شخصيا على سبيل المثال أن فلاديمير إليج لينين وبقدر ما له من مقام على كل الحركات الثورية في العالم وقتها كتب عن مأساة الصاغ اليهودي دريفوس الذي فصل من الخدمة في النمسا كما أتذكر، بسبب خيانة. فهذا اليهودي المسكين، بوجهة نظر لينين، فقد وظيفته لشعوره بالاضطهاد الذي عانى منه بسبب تفرد والتزاماته العرفية والدينية ،،الخ، ولذلك، والرأي لازال للينين لابد من يؤخذ بهذه الحقائق بعين الاعتبار. طبعا لم يكتب لينين هذا حرفيا إنما تضمنته طيات مقاله. وهنا، فحين يبقى اليهودي مخلصا لأعرافه وتقاليده حتى ضمن آلة الجيش، فهو مسامح، أما غيره فلا! وهذه أول انتقائية في تطبيق العرف الماركسي. ثم بعدها وحين تمسكت دول وسط آسيا التابعة لروسيا السوفييتية بتاريخها حوربت، بينما جاز لروسيا أن تجعل تاريخا القيصري منهجا دراسيا. وفي الستينات، كما أذكر، كان يجوز للعربي دراسة التاريخ السوفييتي أو الروسي القيصري، ولا يجوز له دراسة التاريخ العربي الإسلامي، لأن ذلك رجعية. بل قد جرى لاحقا تسريب مفاهيم عن دموية وقساوة العقل الشرقي الإسلامي تحديدا، بدأها هادي علوي، لتواكبها مدائح خارقة للعادة عنه في صحف فرنسية وبريطانية! ثم بعدها حدث الخطل الأكبر، حين أريد للشيوعيين أن يضحوا بأوطانهم لأجل ما وضع تحت خانة الأممية. فعام 1970، وبينما كنا لاجئين في سوريا، جرى سؤال عبر الخلايا الحزبية، أريد الجواب عليه، وهو: " إذا صارت إسرائيل دولة اشتراكية، فهل أيضا ستحاربها إذا احتلت العراق؟!" وأية أجوبة تعطيها ستكون لصالح إسرائيل، لأن السماح بطرح هكذا السؤال في حد ذاته تسويق ذكي للتعايش مع إسرائيل. ما أعنيه أن "الكادر" بدأ بمراجعة هذه الهفوات، وحاول جاهدا الرد عليها ووضع البديل. ولربما نجح، أو أتصوره نجح! س2- باعتباركم ابرز مفكري الكادر ومنظريه والمتابع لعطاءكم على صعيد اغناء تجربة الكادر النضالية يلاحظ انكم تمتلكون رؤى هامة لمستقبل العراق والامة العربية على المستويين التعبوي والسوقي خلال القرن الحالي ماهي ابرز هذه الرؤى وكيف يمكن استنهاض عوامل القوة في الامة على المدى المنظور ج قد لا يكون الأمر بهذه الصورة. إنما أشهد أن هناك رؤى خاصة إلى المستقبل قد أكون أعتنقها دون رفاقي. فأنا مثلا حين أرى عينيا أن الآذان يُقرأ اليوم من أقصى الأرض إلى أقصاها طولا عرضا، فلابد واعترف بأني أمام قوة هائلة مهولة لا يوفرها أي ظرف أو تطور مطلقا. وإذ أدرس هذه الظاهرة أجدها تتأسس على قناعة عرفانية وأممية واعية تتخطى القوميات والأعراق، وأنها تمتلك أساسا جيدا للعدل حيث سبق وضمت شعوبا وقبائل لا حصر لها، لكل منها مكانته التي يستحق دونما احتراب واضطهاد. وهي تمتلك أيضا عوامل البناء الذاتي وقابلة لمسايرة الزمن بدليل الإمبراطويات الخمس التي بنتها والتي كانت أحدها الأكبر في التاريخ وعلى امتداد فترة 1400 سنة حفلت بالكثير من عوامل التطور الاجتماعي. هذه الإمبراطوريات وحين استقرت تعايشت سلميا مع دول زمانها ما لم يعتد الطرف الآخر. وكلها حلت آنيا ما أسميناه بدعة "حق تقرير المصير". زد على ذلك أن جهازها الإداري كان الأقل استهلاكا للموارد. وأنا حين أنظر إلى هذه القوة العرفانية الموضوعية الهائلة، فسأكون حقا أقل من أن أتحدث عن إنقاذ أمة ما لم أأخذها بعين الاعتبار. بل قلها ما لم أطمح إلى إعادة بناءها الإمبراطوري تحت أية تسمية تشاء د دولة الخلافة، دولة السلطنة، دولة القيصر! أعني إني أدفع لفكرة الدولة الإمبراطورية، والتي بالمفهوم الدارج، هي دولة الخلافة، للأسباب التالية: - كلما كبر حجم الدول قلت الحروب، وإن إمبراطورية كالعباسية مثلا، قد تحاشت عمليا، كل الحروب التي تحدث اليوم على الرقعة التي شملتها هذه الدولة يومها ما بين أورال روسيا وشرق الصين وسواحل الأطلسي ووسط القارة الأفريقية. - إلغاء أحد أكبر أسباب الخيانة، وأعني به المظلومية والاضطهاد وحق تقرير المصير وما إليه مما مزق الأمم والشعوب وناحرتها. غفي هكذا دولة لا ولن توجد مظلوميات ولا تناحرات عرقية. بل إن هذا الشكل من الدولة وحيث لا يتأسس على العامل الاقتصادي وهو ليس احتلال لأجل نهب الثروات، فالدولة الناتجة إذن ليست استعمارية مطلقا، ولن تحتوي على عامل الاضطهاد الطبقي ووليده الاضطهاد القومي. - لأنها توفر الأسباب الأكبر لتطور الاقتصاد، حيث كلما كبرت الرقعة سهل تطور الاقتصاد وجرى التكامل. - لأنها العامل الحاسم في وجه دولة الظلم الأنجلوصهوني. وأمريكا كما نرى تسعى لبناء إمبراطوريتها، فهل لو كان هذا الشكل من الدول مغلوطا سعت إليه؟! يبقى أمر البطش، أو ما يعتبر بطشا، خصوصا عند بناء الدولة. إن البطش بأي شكل من أشكاله أو زمانه مرفوض. لكن، وحين أتهيب بطش الإمبراطورية الإسلامية التي أطمح إليها، فلزومي البرهنة بالمقابل بأن الإمبراطوريات اللا إسلامية، لم تبطش مطلقا. فهل أجرؤ على هذا؟! الإمبراطورية الأمريكية بطشت بالهنود ومن ثم بالعالم، والإمبراطورية السوفييتية بطشت، والجيوش الصليبية أتت البطش بكل البلاد التي وقعت تحت أيديها، والاسكندر المقدوني أتى البطش، والاستعمار البريطاني ومثله الفرنسي أتى البطش فيما استعمره من البلدان. وها هي أمريكا قد قتلت مليونين من العراقيين بالحصار والقصوفات والتجويع ثم قتلت مليون ونصف المليون منذ الغزو وشردت مليونين، فهل بطشها بركة، وبطش غيرها ظلم؟! بل إن الدول الصغيرة، أتت البطش أيضا وبما لا عين رأت وأذن سمعت. فحزب البعث أتى البطش بمعارضيه، ودويلة طرزانستان المسخ التي تدعي أنها تأسست ردا لبطش مُدّعى تأتي الآن أشد أنواع العسف والبطش، وحتى دويلة كاظمة هذه الأصغر من القرية حجما تمارس البطوش وليس البطش الواحد. ما أعنيه نحن أمام حالة ما حلّتها نصائح الواعظين ولا تفاسير المصلحين. ومن هنا، فالخوف من البطش سيكون انتقائيا، ولو تصورناه مسلكا في دولة الخلافة فقط. لكن لا يجب أن يعني هذا الركون، وإنما، وحين ينظم المجتمع نفسه جيدا، فسيخافه الباطشون وليس العكس. أما قضية التخوف من السلفية، فأراه انتقائيا هو الآخر أو في غير موضعه. وإن كانت السفلية تؤخذ معنويا على أنها الشدة والأصولية في الحياة اليومية والخروج عن الطبيعي، فقد تسلفن المجتمع العراقي قبل دولة الخلافة. تسلفن، وبنوع قبيح مسخ من السلفية، وهو اللطم والتطبير والتبليد والكذب والاتكال في الحياة اليومية على الأدعية وما يقوله الفقيه، والتجرد الكامل عن العرف والوعي وكل ما يشكل حصانة فردية عند المرء نحو المحيط. ولنسأل أنفسنا والعالمين: أي السلفيتين "أحلى" سلفية السستانيين وبن العقور الحكيم، والتشيع منهم براء، التي حرمت الموسيقى وأخرجت مواكب اللطم في الأعياد الكبرى وبلدت مشاعر الناس وجعلت كل يوم هو عاشوراء وكل أرض هي كربلاء بحيث يبكي الرجل الوقور كالسربوت بمجرد أن يسمع أن الشمر خرج من معسكره إلى معسكر الحسين؟! هذه السفلية أحلى أم سلفية شورى المجاهدين التي تحرم أطباق الاستقبال وتفرض الحجاب؟! وهل من شكل للسلفية حلو وآخر ليس حلوا؟! لقد تسلفن المجتمع العراقي، ودونما علاقة بإمبراطورية دولة الخلافة. ولو خُيرت ما بين بلد حر سلفي تحجبت نساؤه، وبلد محتل وقد تبرجت فيه النساء، لعدت إلى تجربة الشعب الأفغاني الذي بدأ يعود إلى سلفية الطلبان طوعا وبتسارع. والسلفية ليست عاملا ثابتا. نعم قد تكون في البداية، لكن ليست مستديمة. وهناك سؤال قد يتردد حتى السلفيون من الجواب عليه، وهو: هل كانت دولتي المؤمنين عبدالملك بن مروان وهرون الرشيد، سلفيتين؟! فهاتان الدولتان هما ما أطمح إليه! أعني، إن عوامل فائقة الخطورة لبناء الدولة الإمبراطورية متوفرة حاليا وهي ما يجب التركيز عليه: الأول – الطاقة المهولة العرفانية والموضوعية الكامنة في الإسلام المنتشر الآن على الأرض، الثاني- اندفاع تشهده الأمة الآن، والذي إن فرملناه، لن ننال مثله في كل القرون القادمة، الثالث- اقتصاد يوفره نفط تعوم عليه المنطقة الرابع، أن العدو وردنا بأقدامه، أي صار في متناول أيدينا، وهو سيبقى يكابر، أي وفر لنا فرصة إخراجه من المنطقة منهوكا لا قبل له بالوقوف بوجه أية قوة محلية تمتد في المنطقة، الخامس – بدء يقظة الدب الروسي والتي قد تصل به إلى التصادم مع الأنجلوصهيون السادس – انتهاء حول وتفكير وصلاحية كل العضاريط الذين نصبتهم الأنجلوصهيونية على المنطقة فصاروا لا يحلون رجل دجاجة أما بالنسبة للعراق، فلن تقوم له قائمة ثانية ما لم يجتث التلمودوصفوية والحزب الإسلامي ومافيا الكرد. هذه التيارات هي مصيبة العراق وهي التي تذبحه. وعليه فلابد من: - تغيير الوزن الديمغرافي في شرقي العراق لصالح العنصر العربي، بغض النظر عن طائفته، - جعل كل الوقوف الدينية والعتبات المقدسة والكنائس والمساجد وغيرها تحت إشراف الدولة - إلغاء التقليد، وإلغاء المرجعيات، خصوصا اللا عراقية - اعتماء العربية لغة واحدة - إلغاء أي طوفنة أو قومنة حتى وإن كانت بشكل الحكم الذاتي، والنظر إلى العراق وطنا واحدا موحدا - تصفية كل حزب أو جهة تعاونت مع المحتلين واستمرت تتعاون معهم - جعل السلطة في يد المقاومة الوطنية العراقية - تعزيز الحياة النقابية السياسية المستقلة عن رعاية الدولة. س3-تحاول بعض الأوساط المشبوهة اثارة تناقض رئيسي بين الاسلام والعروبة والقومية والايمان كيف تنظرون لجدلية العلاقة بين الاسلام والعروبة وما هو ردكم على بعض القوى الاسلامية التي تتهم القوميين واليساريين بالجاهلية والعنصرية وكيف ينظر الكادر لدور الدين في الحياة وما هو دوره في الدولة التي يناضل الكادر لبنائها وكيف تردون على متهمي العلمانية بالالحاد وما هو فهمكم للعلمانية التي اسميها انا العلمانية المؤمنة ج بعد مكتشفات العلم ما بعد 1840 وبعد الدراسات النظرية التي قام بها الكادر، لم يعد من مجال بين أعضاء الكادر على الأقل أن يقولوا بالإلحاد. الله الخالق سبحانه موجود وجودا عينيا، لكنا لا ندري شكله ولونه وماهية عمله. ولا غضاضة في أن يبحث المعنيون في هذه الغوامض، ولا غضاضة أن تكون علاقة الفرد مع الخالق عرفانية مطلقة أو ورعية سلفية. وسبعون عاما من غسيل الدماغ المبرمج لصالح الإلحاد، أنهار في أيام عام 1989 في الاتحاد السوفييتي، وعادت الكنيسة الروسية إلى أقوى مما كانت عليه قبل ثورة اكتوبر. نحن أحوج الله منه إلينا، بدليل أنه حين حالت الثقافة والقولبة الفكرية واتخاذه معبودا، عبدنا شخصا وألهناه، كماو وكيم إيل سونج. لا إلحاد في "الكادر" ولا سلفية. والإيمان علاقة بين المرء وربه، والدين يشمل الإيمان والقوانين المصاحبة له المبنية أساسا على الأعراف والتقاليد ومحتوى الوعي الجمعي. وحيث البشرية اجتماعية بطبعها، فكل الأعراف والتقاليد التي أنتجتها تصب عبر هذا الشكل أو ذاك في صالح حماية المجتمع، وليس بينها عمليا عرف مغلوط. وحيث تمثل الأعراف منظمة الحصانة الفردية، وتشكل مع الإيمان ما نسميه نحن الدين، سيكون الدين إذن ضروريا للفرد والمجتمع، لأن به واحد من أشد الحصانات الذاتية فعالية. ومحال أن تجد أنسانا ورعا حقيقة ويخون وطنه. دعك من عمائم أو كشائد من يعمل مع المحتلين، فهؤلاء خنازير ألبسوها المسوح. وبعضهم يرى بما أتت به الرسالات السماوية كافيا لإدارة المجتمع وبعضهم يرى أن الدساتير الوضعية هي في حقيقتها محصلة للرسالات السماوية وما توصلت إليه البشرية في السعي. و"الكادر" من هذا البعض. ولك أن تمسي هذا علمانية أو لا سلفية. والنموذج السويدي للدولة هو الذي نتوخاه. فالنظام الضريبي الذي "ميخرّش الميّه" يعوض عن تدخل الدولة في الإنتاج أو امتلاك وسائله، وتوزع الثروة على المجتمع "كل حسب حاجته" عبر نظام ضمان اجتماعي دقيق هو الآخر. ولو عدت إلى التراث الماركسي، لقلت بقناعة أن النظام الذي طمح إليه ماركس، هو هذا الذي يطبقه السويديون. والسويد هي الدولة الوحيدة في العالم التي يكون فيها المواطن منذ تأكد الحمل به حتى لحظة موته بعد عمر طويل، مكفول العيش والعلاج والسكن والملبس والراحة والتنقلات، بلا اعتبار إن كان مل خلال حياته كلها أم لا! والسويد الدولة الوحيدة التي لا يوجد بها متسولون، والوحيدة التي بها الحرية مطلقة ولكن بتهذيب ومسؤولية واعية، والوحيدة التي يمكن للمواطنين المسلمين فيها الحج عدة مرات، ومن مرتبهم الذي يتقاضونه من الضمان! وإلى هكذا مجتمع فليطمح إخوتنا السلفيون! أما الصراع بين القومية والدين، فلا أرى له مبررات ما لم يكن ضمن مساق أكبر من الصراع. فما الذي جعل الشيوعيين والقوميين العرب يحتربون في الستينيات من القرن الماضي لولا أنه احتراب ضمن الصراع الأكبر بين الدولة السوفييتية وأمريكا؟!
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
صرت من"دوار طابه"لـــ "دوار المطار" | صقر الحجاز | منتدى التصاميم والجرافكس | 3 | 12-04-2013 02:39 AM |
لنشاهد مقال هذا الكاتب ونرد علية بكل وضوح وشفافية | بندرأبن طريف المظيبري | منتدى الحوار الهادف | 4 | 09-07-2012 11:21 AM |
حنا نجي في ساحة الحرب ونرد البرى | ابو شرق | منتدى المحــــــــــــــاوره | 22 | 20-04-2012 10:48 PM |
نوري شاهين و قطعة الخبز >< منظر اللاعب المسلم | مساعد الشويلع | منتدى الرياضه والشباب | 1 | 03-07-2011 01:07 AM |
شرح بالصور لطريقة تغيير الباس وورد (( الرقم السري )) واللغة في بريد الهوتميل | بدر الرشيدي | منتدى الكمبيوتر والجوال | 4 | 03-05-2008 05:53 PM |