|
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع |
|
بسم الله الرحمن الرحيم ( نواخذة أسرة الدويلة ) كان البحر هو الاتجاه الأول لأهل الكويت حين يبحثون عن موارد الرزق، لذا كان اختلاف مهنهم البحرية منهم من كان بحارا، ومنهم من كان سفاراً، يجبون موانئ الدول وتجد من كان يبيع منتوجات الغوص من الحصابى واللؤلؤ الثمين. ونحن اليوم مع سيرة اسرة عريقة من امراء البحر ونواخذته نشأو في بيئة بحرية صرفة كل من كان فيها له علاقة بالبحر فلنتصفح سيرهم : النوخذة علي فهد الدويلة ولد النوخذة علي الدويلة في بيت والده بفريج النصف بمنطقة الشرق، وسط جو عائلي للعلم فيه مكانة ومنزلة كبيرة، حيث كانت أسرته أسرة محبة للعلم والتعلم، تحض أبناءها وتحفزهم على التعلم، وكان النوخذة علي أحد أفراد هذه الأسرة الذين حرصوا على تحصيله، فاتجه إلى العلم في سن مبكرة من حياته، فالتحق بالدراسة عند الملا محمد الشرهان، حيث كانت مدرسته تدرس مبادئ القراءة والكتابة والحساب. ختم القرآن الكريم مع حُسن التلاوة واتقانها، وما ان انتهى علي بن فهد من التحصيل المتاح له من التعليم في مدرسة الملا بن شرهان حينئذ، حتى اتجه إلى البحر، على عادة أبناء النواخذة الذين كانوا في صحبة آبائهم، يتدرجون في المهن البحرية المتعارف عليها في ذلك الوقت، فكان الصبي أول ما يعمل مع والده النوخذة يشتغل تباباً، ثم رضيفا، ثم غيصا... وهكذا يتدرج في هذه الخبرات، وتصقل موهبته، وتزداد معارفه وعلومه في الغوص ومهنه. البداية وكانت البداية مع البحر أن ركب مع والده تبابا صغيرا، وظل مع والده مدة كبيرة يتعلم من خبرته، ويستفيد من تجاربه، وبعد ذلك ركب غيصا مع النوخذة مضحي الجلاهمة من أهل الشرق، وظل معه مدة طويلة من الزمن، بعدها كبر النوخذة مضحي الجلاهمة في السن وتقدم به العمر، وعندها باع الجالبوت الذي كان يستخدمه في ركوب البحر إلى علي بن فهد الدويلة (وهو من البحرية الذين أمضوا معه سنين عديدة). بعد شرائه للجالبوت أخذ يتنوخذ على حسابه الخاص، يخرج إلى البحر والغوص على اللؤلؤ، وعلى ظهر سفينته أكثر من أربعين شخصا من البحرية على اختلاف مهنهم، يبحر بهم في غالب الهيرات الكويتية،: خلالوه، والبلداني، وحولي، وعفيصان، وعارض يوسف، وعارض بن عجلان، والمنادي، وصوفان، وقمرة، وأما البنادر التي كان النوخذة علي بن فهد الدويلة يرسي بها خشبه، فأكثر ما كان خشبه يبندر في صوفان، قطعة أبوعصية، قطعة أم جيلة وهي آخر الهيرات الكويتية. وقد ظل خشب الجالبوت عند النوخذة علي حتى استهلك فتآكل، ولم يعد يصلح للاستخدام. الضربة وقد تعرض النوخذة علي للكثير من الضربات البحرية الخطيرة خلال عمله بالغوص وركوبه البحر، وكان أخطرها تلك الضربة التي تعرض لها عند هير المنادي، حيث اشتدت سرعة الريح فجأة، وهم في عرض البحر، وزادت أكثر فأكثر في منتصف الليل، الأمر الذي حدا بالنوخذة علي إلى أن يتجه (يخطف) نحو السفانية، وهي منطقة يبلغ عمقها ثلاثة أبواع (حوالي ستة أمتار)، ودونها قطع بحرية، ولم ينبلج نور الصبح إلا والنوخذة علي عند مدخل السفانية، وقد صادف دخوله لها دخول خشب كل من النوخذة محمد الحقان وعبدالله الجابر وعبدالله الحقان، وقد دخلوا جميعا السفانية، وأمضوا فيها يومين حتى هدأت الريح وصفا الجو، وفي وصول النوخذة علي إلى السفانية في تلك الليلة المظلمة، دون أن يصطدم، بأي من القطع البحرية المرابطة فيها، دلالة كبيرة، وشاهد قوي على مهارته وكفاءته في قيادة خشبه، وحسن معرفته بطرق البحر. القصة هذه القصة ليست هي الوحيدة الدالة على مهارة وكفاءة النوخذة علي في قيادة السفن في الأوقات الخطرة، بل إن هناك قصة أخرى تحكي لنا مدى براعة النوخذة علي وإلمامه بكل صغيرة وكبيرة من طرقات البحر، ذلك أن النوخذة علي لم يستطع الذهاب الى الغوص في أحد المواسم بسبب مرض ألمَّ به، فجاءه أحد نواخذة الكويت المشهورين وسأله قائلاً له: لمَ لم تدخل الغوص؟ فأجابه النوخذة علي بقوله: كنت مريضاً. فعرض عليه ذلك النوخذة أن يدخل معه البحر عزالاً، فوافق النوخذة علي، وذهب معه، وبينما هما على هير «حواد» اذ بضربة بحرية شديدة تأتيهم في منتصف الليل، فقال النوخذة: يا علي نريد منك أن تذهب بنا إما إلى البرِّ وإما الى صوفان «قطعة في البحر»، فقال علي: بل أذهب بكم الى صوفان، فرفعوا السن، وخطفوا «ذهبوا»، وكانت الريح عاصفة، والأمواج تتلاطم بشدة، ومن شدة الظلام والهول انعدمت الرؤية تماماً وأصبحت الاتجاهات غير واضحة المعالم، وأصبحوا قاب قوسين أو ادنى من الغرق، وهنا أشار النوخذة على البحرية أن يطرحوا السن، فرد علي بن فهد الدويلة بسرعة: إن طرحنا السن طبعنا (غرقنا)، وواصلوا السير، والريح والأمواج تتلاعب بهم، ولكن لم يحلَّ آخر الليل عليهم إلا وهم في قطعة صوفان، حيث أمر علي الدويلة أن يُنزل البلد، وعرف المدخل المؤدي الى القطعة، فدخلوها. هناك وجدوا جالبوت الطخيم ومعه صالح الدغيشم اللذين سرعان ما عرفا شوعي النوخذة الذي معه علي بن فهد الدويلة عزالاً فألقوا السلام عليهم، فرد عليهم النوخذة، وقال صالح الدغيشم موجهاً الخطاب الى النوخذة، هل علي بن دويلة أبوفهد معك؟ فرد النوخذة: هو الذي أتى بنا الى هنا! في هذا الجو العاصف، فقال صالح الدغيشم: هذه القطعة لا يستطيع أحد أن يأتيها في هذا الجو العاصف إلا علي بن دويلة وحميد بن حقان أبوابراهيم: الطواويش وعلى الرغم من تحلي النوخذة علي الدويلة بهذه الخبرة في شؤون الغوص وطرق البحر، وعلى الرغم من كفاءته ومهارته القديرة في قيادة خشبه، على الرغم من ذلك كله، الا انه كان شديد التواضع، حسن العشرة مع بحريته ومن هم تحت إمرته، يعاملهم بكل لطف، يأمرهم لكن بلين، يعطف عليهم، ويتفقد أحوالهم، ويساعدهم على حلَّ ما يصادفهم من مشاكل. أما الطواويش الذين كان يتعامل معهم، فقد كان يتعامل مع ابن سهو والمناعي وسيد عبدالله من البحرين، ومن طواويش الكويت كان يتعامل مع علي بن حسين، وعبدالوهاب الرومي، وعبدالله الروضان، وأغلب النقع التي كانت محطاً لخشبه، نقعة النصف وأحمد الخميس. هذا، وقد ظل النوخذة علي الدويلة يمارس الغوص حتى أفلت شمس هذه المهنة البحرية، وفقدت مكانتها نهائياً كأحد أوجه النشاط في الاقتصاد الكويتي، عندها اتجه النوخذة علي الدويلة الى التجارة، فافتتح له دكاناً في سوق الدهن، ودكاناً آخر في سوق البناء، يبيع فيه الخيام ومواد البناء والأخشاب وأنواع الخام الخاص بالشرع. الحج كما أسس حملة للحج في الخمسينات، وظلت هذه الحملة تمارس دورها في خدمة زائري بيت الله الى ان توقفت سنة 1968م، وقد صادف ان تعرضت احدى حملات الحج الكويتية في أحد مواسم الحج للسرقة، فأخبر صاحب الحملة الحاج علي الدويلة بما تعرضت له الحملة من السرقة، عندما التقى به في مكان بالقرب من بريدة، وما ان سمع الحاج علي الدويلة الخبر حتى ذهب الى اقرب نقطة برقية، وأرسل برقية باسم جلالة الملك عبدالعزيز بن سعود، أخبره فيها بما تعرضت له حملة الحج الكويتية من سرقة. وهو يعلم مدى اهتمام جلالته بأمور الحجيج، وحرصه على حل جميع المشكلات التي قد تعرض لهم، سواء في طريقهم الى بيت الله، أم في أثناء عودتهم. وقد ردَّ جلالته على برقية الحاج علي الدويلة، وضمن رده أمراً الى المسؤولين «الأمراء» بمساعدة صاحب الحملة الكويتية، كما طلب جلالة الملك من الحاج علي الدويلة أن يأتيه هو وصاحب الحملة بالبطحاء، بعد انتهاء موسم الحج. نفذ الأمراء ما طُلب منهم، وقدموا العون لحملة الحج الكويتية، وأعطوها ركائب بدلاً من التي سرقت منهم، وبعد أن فرغ الحجيج من شعائر الحج، وتأهبوا للعودة الى الكويت اصطحب الحاج علي الدويلة صاحب الحملة، وذهبا سوياً الى البطحاء لملاقاة جلالة الملك، فسلما عليه وقدما له الشكر. ونختم سيرة الحاج علي الدويلة بذكر بعض شمائله الحميدة وخصاله الطيبة، فقد جمع - رحمه الله تعالى - في خصاله أصالة وكرم ورقة ونبل أهل البادية والحاضرة، عطوفاً على الفقراء والمساكين، سخياً كريم اليد، فكم من ضائقة أرهقت صاحبها وأدمعت عينيه، وحارت قدماه، وجدت حلها عند الحاج علي الدويلة، والجدير بالذكر أن أول بناء شيد في منطقة الفروانية كان للحاج علي الدويلة. كما كان للحاج علي الدويلة شرف بناء أول مسجد بمنطقة الفروانية أيضاً، والذي أسسه بنفسه سنة 1945م، وبنيت جدرانه من الطين اللبن وعروق الأشجار، أما سقفه فكان من خشب الصاج، ولايزال هذا المسجد قائماً الى يومنا هذا. اسهامات أما عن اسهاماته الوطنية، فإن النوخذة علي الدويلة قد شارك في بناء سور الكويت الثالث، وعندما نشبت معركة الجهراء كان النوخذة علي الدويلة في غوص الردة، على السفانية، وعندما علم بنشوب المعركة ترك الغوص، وتوجه سريعاً الى البر، وفور وصوله الى الكويت علم بمقتل والده، حيث جاءه من أخبره بأن والده مقتول عند شجر المظهير، فتوجه هو وأخوه سالم وابن عمه خالد، ودفنوا والدهم هناك. والنوخذة علي الدويلة ممن ذهب الى الغوص في جزيرة سيلان سنة 1916 وكان يطلق عليهم سرنديب . وقد تزوج النوخذة علي الدويلة في حياته سبع زيجات، ورزق منهن بسبعة أولاد وأربع بنات، بارك الله في الجميع. النوخذة سالم فهد الدويلة في فريج النصف أحد فرجان الحي الشرقي في مدينة الكويت ولد سالم فهد الدويلة، وكانت أسرته تسكن هذا الحي الى ان باعوا منزلهم في فريج النصف، ثم انتقلت الأسرة الى فريج سعود في الحي القبلي «الجبلة». حفظ القرآن كاملاً، وتعلم القراءة والكتابة على النمط المعهود، وكذلك تعلم مبادئ الحساب (الجمع والطرح). ركب سالم البحر غيصاً مع أخيه النوخذة علي الدويلة، ووقتها بدأت حياته البحرية، ثم تنوخذ بنفسه متخذاً سفينة غوص من نوع «الشوعي» تم تضمينها بطريقة الخمس الدارجة في ذلك الوقت عند أهل الخشب.. ثم تركه بعد موسم الغوص واشترى شوعياً خاصاً به بمبلغ 500 روبية، دخل به البحر أربع سنوات متتالية في المواسم (1947 - 1948 - 1949 - 1950). كان النوخذة سالم فهد الدويلة هادئ الطباع، حسن الخلق، صاحب معاملة كريمة، يعامل عماله (بحريته) معاملة عطف وتقدير، فقد كان أباً للصغير وأخاً للكبير، محسنا للمسيء وموجها له، وكان دائم الحض على العمل وتحمل مشاقه. في سنة 1950 وبعد انقضاء الموسم باع الشوعي لأهل السمك وأسس محلا لبيع المواد الغذائية، وكان هذا المحل في فريج العليوة. وكان النوخذة سالم إلى جانب عمله في الغوص يتاجر في البيع والشراء، وكانت الأغنام من ضمن تجارته، وكان له قلبان لسقي حلاله من الأغنام في منطقة قعمة، ومن هذه القلبان وضع النوخذة سالم الدويلة سبيلاً للشرب. واستمر في عمله في الدكان (في فريج العليوة) خمس سنوات، توجه بعدها إلى العمل الحكومي في دائرة الإسكان. ولا يفوتنا أن نذكر ان النوخذة سالم كان من أصحاب حملات الحج القديمة التي كانت تذهب وتعود على الابل والركائب، فقد بدأها بأعداد محدودة من الحجاج يصطحبها معه وكانت في البداية من الأهل والأقارب، وفي سنة 1960 توسعت امكانات الحملة التي يمتلكها وأصبحت حملة رسمية لنقل الحجاج إلى الديار المقدسة، واستمرت حملته هذه من 1960 إلى 1973م. وقد سكن النوخذة سالم في منطقة (واو) الدسمة حالياً، وله هناك ديوان كان يجلس فيه من بعد صلاة العصر إلى العشاء، وتوفي النوخذة سالم فهد الدويلة سنة 1994، بعد حياة حافلة بالكفاح وأعمال الخير. والجدير بالذكر ان النوخذة سالم الدويلة شارك في بناء سور الكويت الثالث سنة 1919م. النوخذة الشيخ دويلة مبارك الدويلة ولد النوخذة دويلة مبارك الدويلة في فريج عائلته جنوبي مسجد هلال وبالقرب من فريج العوازم وسط الكويت عام 1910 م توفت والدته وهو رضيع ادخل الكتاتيب فحفظ القران الكريم وله من العمر تسعة أعوام ودرس اللغة العربية وعلوم الحساب ومن ثم استشهد والدة مبارك الدويلة وهو في العاشرة من عمرة في معركة الجهراء كان والده مبارك بن دويلة احد فرسان المعركة البواسل حيث اصر ان يكون من الذين يقاتلون خارج القصر الأحمر مقبلا ليس مدبر . اعتنى به عمه راشد بن دويلة وهو احد تجار الكويت أنا ذاك فأحسن تربيته ، أكمل دراستة في المدرسة المباركية وذهب إلى مكة للحج وهو في الرابعة عشر من العمر كما شد الرحال الى المدينة المنورة والمسجد الاقصي . اتجه إلى البحر، وكانت البداية أن ركب غيصا مع عمه النوخذة علي الدويلة... واستمركذلك مدة يتعرف على البحر أكثر فأكثر، ويزيد من رصيد خبرته في الغوص والبحر، حتى إذا حذق ذلك، تنوخذ بنفسه، واشترى جالبوتا جلبة من جزيرة فيلكا ودخل به الغوص، مستعينا بمجموعة من البحرية على اختلاف مهنهم البحرية من غاصة وسيوب، إلا ان هذا الجالبوت لم يستمر مع النوخذة دويلة كثيرا؛ إذ انه تحطم تماما، وتبعثرت أجزاؤه عندما تعرض إلى طبعة بحرية على درب القحة (القحة: قطع صخرية شاخصة على سطح البحر)، وكانت هذه القحة على مدخل جليعة العبيد، وعندما كان النوخذة دويلة قريبا من تلك القحة، تغير عليهم الهواء، وانقلبت حاله إلى ريح عاصف، ارتفعت على اثرها أمواج البحر، وتلاطمت عالي الهواء «تارس»، مما حدا بالنوخذة دويلة إلى اللجوء إلى خور جليعة العبيد، فاصطدم جالبوته بها، وتحطم من شدة الاصطدام. وبعد أن فقدت تجارة اللؤلؤ عرشها، وذهبت بريقها، وجرى عليها ناموس الزمان، هجر الناس الغوص والبحر، وراحوا يبحثون عن رزقهم في ميادين ومجالات أخرى، وكان النوخذة دويلة مبارك الدويلة من هؤلاء النواخذة الذين تركواالغوص، واتجهوا إلى التجارة، فافتتح له دكاناً بالقرب من مسجد هلال بفريج الرشايدة،كان يبيع فيه المواد الغذائية والتموينية، ولم يحصر نشاطه التجاري في ذلك الدكان،بل كان يذهب إلى الأسواق يبيع ويشتري وقد عمل في تجارة السفن ومن ثم تجارة العقار ، وبعد انشاء وزارات الدولة مكنه حفظه للقرآن ودراسته الشرعية من أن يعمل في وزارة الاوقاف والشئون الاسلامية إماماً في مسجد نابي الدويلة في الفروانية سنة 1956 ، وقد كان ايضا قبل ذلك امام متطوعا في مسجد هلال في الكويت وظل بالإمامة حتى وفاته . وتميز النوخذة دويلة مبارك بدماثة الخلق، وحُسن المنطق، وبشاشة المحيا، كان للقرآن أثر كبير في سلوكه وحياته كلها، فكان لسانه لاينطق إلا بطيب الكلام، ويسع قلبه كل من حوله برحابته وسعته، وكان -رحمه الله- مرحاً، يأنس به كل من عرفه أو تعامل معه. النوخذة فهد بن علي الدويلة ولد النوخذة فهد بن علي بفريج المسيل وسط مدينة الكويت القديمة، ووجهه والده إلى الكتّاب في سن مبكرة من طفولته، وكان أول معلم له هو الملا محمد المطر الذي لازمه النوخذة فهد ثلاث سنوات، استطاع خلالها أن يختم القرآن الكريم، ثم انتقل إلى الدراسة عند الملا عبدالله العثمان، فتلقى في مدرسته مبادئ الحساب، وتعلم القراءة والكتابة، ولم يفارق الملا عبدالله العثمان إلا بعد أربع سنوات، هي المدة التي قضاها عنده في الدراسة. والنوخذة فهد بن علي الدويلة سليل أسرة بحرية، لها مع البحر والغوص شأن كبير؛ إذ خرج من أسرته العديد من النواخذة ورجالات البحر وربانه الذين كانوا يسوسون الناس فيه ويأمرونهم؛ لذا كان من البديهي أن يتجه النوخذة فهد بن علي إلى الغوص بعد أن أكمل دراسته في الكتّاب، وكانت البداية مع والده سنة 1929م، حيث عمل معه تبابا صغيرا لمدة ثلاثة مواسم متتالية، ثم عمل رضيفا مدة ثلاثة مواسم أخرى، وكلها مع والده النوخذة علي الدويلة، ثم ركب سيبا مع النوخذة محمد بن دريميح الذي قضى معه موسمين، ثم قضى موسمين آخرين سيبا ايضا مع النوخذة راشد بن علبان. عشر سنوات هي تلك المدة التي قضاها النوخذة فهد بن علي الدويلة في مدرسة الغوص، وهي مدرسة مساحتها طول الخليج العربي وعرضه وعمقه، ومكنته هذه السنوات العشر من الإلمام بكل شؤون الغوص وأعماله ومستلزماته، فكان طبيعيا بعد ذلك أن يتنوخذ بنفسه على خشب من نوع الشوعي أخذه بالخمس، وبعده بموسم تنوخذ بخشب هو شريك فيه بالنصف، ثم استقر نوخذة على خشب والده الذي اشتراه بـ 600 روبية من محمد العرادي، الذي كان يرسيه في جزيرة فيلكا، وظل يستخدم هذا الخشب في الغوص حتى لفظ الغوص أنفاسه وهجره أهله، وتوقفت عجلة الغوص عن الدوران. إلا ان عجلة الحياة لا بد أن تسير، فأخذ الناس يزاولون نشاطات اقتصادية أخرى، يسترزقون منها، ويكسبون قوت عيالهم وأهلهم. وعمل النوخذة فهد بن علي الدويلة في مجال التجارة، فافتتح دكانا لبيع المواد الغذائية في فريج العليوة لمدة سنتين، بعدها راق له العمل الحكومي، فالتحق بالعمل في إدارة الإسكان (وزارة الإسكان حالياً) بتاريخ 19/3/1954م وظل بها حتى تقاعد سنة 1977م. النوخذة الامام سيف بن عبدالله الدويلة عاصر لبنات تأسيس هذه الأرض المباركة، توالت الحقبات الزمنية وهو شاهد عيان عليها، عاش النوخذة سيف عبدالله الدويلة عمره المديد الذي تجاوز منه 120 عاماً على أرض بلده الكويت، ورأى بناء سور الكويت الثاني، وقد حضر وقاتل في جميع المعارك الكويتية، وكان نموذجا كويتيا فريدا، حيث الصبر والكفاح والسياحة في الأرض طلبا للرزق، وهو يعد من أوائل أصحاب الحملات الكويتية التي كانت تنقل حجيج بيت الله الحرام إليه، والحج في تلك الأيام قطعة من المشقة والعناء والمخاطرة، تضرب أكباد الإبل الصحارى والقفار حتى تصل إلى مكة شرفها الله... كان الحاج النوخذة سيف الدويلة ينطلق مع مرافقيه من الحجاج في يوم الخامس من عيد شهر شوال رمضان ولا يعود إلا بعد عيد الأضحى بشهر ونصف الشهر. أمضى عشرات السنين وهو ربان وقائد في البحر وقد كان للنوخذة سيف ملك في الفاو يتضمن مزارع نخل، وله شارع باسمه، وحوزة تسمى حوزة سيف الكويتي، وظل ذلك الملك عنده حتى باعه سنة 1968، وقد تعرض ملك سيف الدويلة الذي في الفاو للسرقة أيام حكم الشيخ مبارك الصباح فعلم سيف بوجود الشيخ مبارك الصباح في مركبه في الفاو عند الشيخ خزعل، فذهب اليه حيث كان متواجداً فلما اقبل عليه عرفه الشيخ وقال: ما الذي أتى بك يا ابن دويلة قال له: لقد سرقت ليلاً يا طويل العمر، فطلب الشيخ مبارك الصباح من الشيخ خزعل وقال: نريد منك أن تأتي بمن سرق ابن دويلة وفعلاً أمر الشيخ خزعل من كان موجوداً من رجاله وأتوا بالسراق. وقد كانت ولادة النوخذة سيف الدويلة في فريج النصف في شرق وهو ممن درس على النمط القديم حيث تلقى العلوم الدراسية عبر الكتاتيب وأئمة المساجد، وقد عمل إماماً، حيث جاء في أحد المطويات الصحافية سنة 1946 لجماعة دراسة البيئة بنادي الفروانية الصيفي أن الحاج النواخذة سيف عبدالله الدويلة تولى تدريس أصول الدين والكتابة والقراءة لأبناء قرية الفروانية في مسجد علي بن دويلة بالاضافة الى عمله كإمام مسجد، وهذا عمل جليل ونبيل، وهو يعد أول إمام لمسجد علي بن دويلة حيث تولى الإمامة به سنة 1946 الى 1968، وكان الحاج النوخذة سيف الدويلة يصلي القيام بالناس وعمره قد تجاوزالمائة عاماً، أما وفاته فكانت سنة 1971. النوخذة سعد عبدالله الدويلة نشأ في بيئة بحرية اتخذ أفرادها من البحر مصدر رزق لهم، أسوة بغالبية أفراد بلدهم الكرام، تعلم القراءة والكتابة حيث كان العلم في ذلك الوقت مقتصراً في الكتاتيب والمساجد، كما حفظ القرآن كاملاً. والبيئة البحرية المحيطة به جعلته يتعلق بالبحر، فكل يسعى الى رزقه في ذلك البحر الذي تعلقت عيناه باتساعه وتلاطم أمواجه والتصاقه بالسماء عند منتهى النظر. ومنذ كان صغيراً حذا سعد بن عبدالله الدويلة حذو والده الذي كان فارساً من فرسان البحر، وركب البحر مع أبيه درجاً درجاً، تباباً ورضيفاً ثم غيصاً... الى ان وصل قمة السلم وأصبح نوخذة متعلماً هذه المهنة بالصبر والروية. على سفينة غوص من النوع الشوعي كان يملكها سعد الدويلة اعتلاها نوخذة، وهو يعلم تماماً أن رحلات النوخذة لا تخلو من الصعوبات والمخاطر، ولا عجب فهو تعلم ووطَّن نفسه على أن طلب العيش والرزق ليس سهلاً. والنقعة التي كان يرسي فيها خشبه (سفينة) كانت نقعة الشملان والنصف... وغيرها من النقع البحرية، وعلى الرغم من أن سعد كان نوخذة كان ايضا بياعا مشتريا في السوق؛ لأن التجارة كان لها نصيب في حياته وقد سافر للتجارة ايضا الي الهند وسيلان. وشارك سعد الدويلة مع الشيخ مبارك الصباح سنة 1901 في معركة الصريف. وقد امتد عمر النوخذة سعد بن عبدالله الدويلة، في أعمال الخير وكثرت عطاءاته وراج حسن خلقه إلى أن توفاه الله عن عمر يناهز الـ 70 عاماً النوخذة الشهيد فهد بن محمد الدويلة ( شهيد معركة الجهراء ) ولد النوخذة فهد بن محمد الدويلة في فريج النصف في الشرق، ثم انتقل مع أسرته إلى الجبلة في فريج سعود بالقرب من مسجد الشرهان، وهناك تعلم القراءة والكتابة في أحد الكتاتيب، ولم يستمر طويلاً في الكتّاب؛ حيث اتجه إلى البحر فصار أحد ربانه وقبطانه الذين يسوسون الناس فيه ويأتمرون بأمرهم، يقودهم نحو الهيرات البعيدة والخطرة، فلقد ملك خشباً من نوع الشوعي استخدمه في دخول البحر والغوص فيه. ولم يكتف النوخذة فهد بممارسة الغوص في فصل الصيف، فقد كان رجلا يحب الجد والعمل، ويكره التواني والكسل، ذاهمة بعيدة تدفعه إلى ألا يضيع وقته إلا في شيء مفيد، ومن هنا فقد حرص على العمل بالتجارة، فأخذ يجوب أرجاء الجزيرة ويقطع الفيافي الواسعة والمفاوز البعيدة على ظهر سفينته، ولكنها هنا ليست سفينة من الخشب، بل من لحم ودم، وهي الجمل، فكان يذهب إلى أسواق بريدة والرياض وحائل والإحساء، يتبادل البضائع مع أهلها، كما كان أحد التجار الذين يذهبون إلى سوق دبي لجلب الإبل إلى الكويت، وبين الوقت الذي كان يقضيه على ظهر البحر والوقت الذي كان يذهب فيه إلى التجارة، كان النوخذة فهد يشرف على العمل في دكان والده، الذي يباع فيه الصوف، والدهن، والمواد الغذائية. ونأتي إلى جانب من أهم الجوانب المميزة في شخصية النوخذة فهد بن محمد الدويلة، وهو صفة الفروسية، فقد كان -رحمه الله- فارسا يشار إليه بالبنان، وكان (بواردي) لا تخطئ بندقيته هدفها، شهد معركتي الصريف وحمض، وكانت وفاته تحت نيران البنادق وأزيز الرصاص، في معركة الجهراء، فهو يوم شبت نيران المعركة وحمي وطيسها، كان مريضا في القصر الأحمر الذي كان متواجدا فيه أثناء المعركة، فاستأذن من الشيخ سالم المبارك في الرجوع إلى الكويت قائلاً له: لن أستطيع أن أصنع لكم شيئا بسبب المرض. فأذن له الشيخ على الفور؛ لما رأى من آثار المرض البادية على وجهه وجسده، فغادر القصر بعد صلاة الفجر، وامتطى ذلوله، -وكانت من الإبل الأصايل العمانيات يقال لها: سمحاء - وأثناء نزوله من القصر وامتطائه ذلوله، لحقه بعض الخيالة، وهنا دارت معركة أخرى بينه وبين هؤلاء الخيالة الذين لحقوا به، وعلى الرغم من كثرتهم، إلا أنهم لم يستطيعوا الظفر به إلا بعد نفاد ذخيرته، وذلك لشدة بأسه، وفرط شجاعته، ودقة رميه حتى إن كل طلقة أطلقها راح ضحيتها واحد من الخيالة، حتى إذا نفدت ذخيرته هجموا عليه، فسقط قتيلا عند شجر المظيهير شرقي الجهراء. وإلى جانب صفة الشجاعة، اشتهر النوخذة فهد بن محمد الدويلة بصفة الكرم والجود، فكان نديَّ اليد، عطوفا على الفقراء والمساكين، كريما مضيافا، وبسبب ما كان يتحلى به من الصفات الجميلة، والشمائل الحلوة الحميدة، جمعته الصداقة مع كبار الشخصيات في المنطقة . من كتاب ( من اعلام الغوص والبحر - سعود البعيجاني )
الموضوع الأصلي: نــواخــــذة أســـرة الــدويلـــــة.... | | الكاتب: الـرونـق | | المصدر: شبكة بني عبس
|
|
بيض الله وجهك على المعلومات قيمه وتاريخيه عن عائلة الدويله الكرام
والله يعطيك العافيه وتقبل سلامي
|
|
|
|
|
|
|
مشكووره الرونق اختيار موفق للموضوع
معلومات رائعه عن نواخذة اسرة الدويله تسلم يمناج
|
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|