|
خيارات الموضوع |
|
للشيخ: صالح آل الشيخ (1) يُصيبُ اللهُ - جل وعلا - أمةَ الإسلام بما يصيبُها بسببِ ذنوبها تارةً .. وابتلاءً واختبارًا تارةً أخرى .. (2) يُصيب اللهُ - جل وعلا - الأُممَ غيرَ المسلمةِ بما يصيبُها إما عقوبةً لما هي عليهـ من مخالفةٍ لأمرِ الله - جل وعلا - وإما لتكون عبرةً لمن اعْتَبَرَ .. وإما لتكونَ ابتلاءً للناس .. هل يَنْجَوْنَ أو لا يَنْجَوْنَ ؟ قال اللهُ - تعالى - : ( فَكُلاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ).. وهذا في العقوباتِ التي أُصِيبَتْ بها الأُممُ .. العقوباتِ الاستئصاليةِ العامةِ .. والعقوباتِ التي يكونُ فيها نكايةٌ .. أو يكونُ فيها إصابةٌ لهم .. (3) تُصاب الأمةُ بأن يبتليَها اللهُ بالتفرُّقِ فِرَقًا .. بأن تكونَ أحزابًا وشِيَعًا .. لأنها تركتْ أمرَ الله - جل وعلا - .. (4) تُصاب الأمةُ بالابتلاء بسببِ بَغْيِ بعضِهم على بعضٍ .. وعدمِ رجوعِهم إلى العلمِ العظيمِ الذي أنزلهـ اللهُ - جل وعلا - .. قال الله - تعالى - فيما قصَّهـ علينا من خبر الأُمَمِ الذين مَضَوْا قبلَنا : ( وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ).. وقال - سبحانهـ - : ( وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ) .. عندَ أهلِ الكتابِ العلمُ النافعُ .. ولكن تَفَرَّقُوا بسببِ بَغْيِ بعضِهم على بعضٍ .. وعدمِ رجوعِهم إلى هذا العلمِ العظيمِ الذي أنزلَهـ اللهُ - جل وعلا - تَفَرَّقُوا في العملِ .. وتركُوا بعضَهـ .. (5) يُصاب قومٌ بالابتلاءِ بسببِ وجودِ زيغٍ في قلوبهم .. فَيَتَّبِعُونَ المتشابِهـ .. قال اللهُ - جل وعلا - في شأنهم : (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ ).. فليس وجودُ المتشابـهـ سببًا في الزيغ ، ولكنَّ الزيغَ موجودٌ أولاً في النفوسِ.. فالله ُسبحانَهُـ - أثبتَ وجودَ الزيغِ في القلوبِ أوَّلاً .. ثم اتباعِ المتشابهـ ثانيًا .. وقد جاءت (الفاءُ) في قولهـ - جل وعلا - : (فَيَتَّبِعُونَ) لإفادةِ الترتيبِ والتعقيبِ. ففي النصوصِ ما يَشْتَبِهُـ .. لكن مَنْ في قلبهـ زيغٌ يذهبُ إلى النصِّ فيستدلُ بهـ على زَيْغِهِ .. وليس لهـ فيهـ مُسْتَمْسَكٌـ في الحقيقةِ .. لكن وَجَدَ الزيغَ فذهبَ يتلمَّسُ لهـ .. وهذا هو الذي ابْتُلِيَ بهـ الناسُ - أي : الخوارجُ - في زمنِ الصحابةِ .. وحصلتْ في زمن التابعينَ فتنٌ كثيرةٌ تَسَـبَّبَ عنها القتالُ والملاحِمُ مما هو معلومٌ .. فوائد الابتلاء الأمةُ الإسلاميةُ والمسلمون يُبْتَلَوْنَ .. وفائدةُ هذا الابتلاءِ معرفةُ مَنْ يَرْجِعُ فيهـ من الأمةِ إلى أمرِ اللهِ - جل وعلا - معتصِمًا بالله .. متجرِّدًا .. متابعًا لهدي السلفِ ممّن لا يرجعُ .. وقد أصابتهـ الفتنةُ .. قلّتْ أو كَثُرَتْ ..
|
|
|
|
اللهم ان كان بيه خير فذنا بيه
مشكور على النقل الرائع
|
|
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
الابتلاء باب العطاء | كبرياء امراة | المنتدى الإسلامـــي | 2 | 25-09-2013 09:42 PM |
متى يعرف العبد أن هذا الابتلاء امتحان أو عذاب | خالدالرشيدي | المنتدى الإسلامـــي | 4 | 21-01-2007 04:19 PM |