|
خيارات الموضوع |
هذه شُبهة واهية ، وهي مما يتلقّفه بعض الناس مِن غلمان الصحافة !
ومشكلة بعض الناس أنهم مِن الأنواع الإسفنجية ! قال ابن القيم رحمه الله: وقال لي شيخ الإسلام رضي الله عنه - وقد جَعَلْتُ أُورِد عليه إيرَادًا بعد إيرَاد - : لا تَجعل قَلْبَك للإيرَادات والشُّبُهَات مثل السفنجة فَيَتَشَرّبها ، فلا يَنْضَح إلاَّ بها ، ولكن اجْعَله كالزُّجَاجة الْمُصْمَتَة تَمُرّ الشُّبُهات بِظاهرها ولا تَسْتَقِرّ فيها ، فَيَرَاها بِصَفائه ، ويدفعها بِصلابته ، وإلاَّ فإذا أَشْرَبْتَ قلبك كل شبهة تَمُرّ عليها صار مَقَرًّا للشُّبُهَات . أو كما قال . فما أعلم أني انتفعت بِوَصِية في دَفْع الشُّبُهَات كَانْتِفَاعِي بذلك . اهـ . كثير مِن الناس يَتَشَرَّبُون كُلّ ما تبثّه وسائل الإعلام ، ولا يمتثلون أمْر ربِّهم فيرجعون بذلك إلى علمائهم . قال الله تعالى : (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً) . قال القرطبي رحمه الله : ( لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) أي : يستخرجونه ، أي لَعَلِمُوا ما ينبغي أن يُفْشَى منه ، وما ينبغي أن يُكْتَم . اهـ . ولا يَرُدّون ما تنازعوا فيه إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم . قال عَزّ وَجَلّ : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) قال القرطبي : فأمَرَ تَعَالى بِرَدّ الْمُتَنَازَع فيه إلى كتاب الله وسُنة نَبِيِّه صلى الله عليه وسلم ، وليس لغير العلماء مَعرفة كَيفية الرَّدّ إلى الكتاب والسُّنة ، ويَدُلّ هذا على صِحّة كَون سُؤال العُلماء وَاجِبًا ، وامْتثال فَتْوَاهم لازِمًا . اهـ . وأما ما يتعلّق بهذه الشُّبْهَة ، فهو مثل ما يتعلَّق بِشُبْهَة قَبْلَها ، وهي : الاختلاط . فيقولون : أي فَرْق بين اختلاط الجنسين في الأسواق وفي البيوت وبين اختلاطهم في المدارِس والجامعات ؟ فالجواب عن هذا : أن مَن يجعل اختلاط الجنسين في الأسواق مثل اختلاط المدارِس والجامعات ، ومَن يَجْعَل بيع النساء في البسطات مثل عَمَل الْمُحاسِبَات " الكاشيرات " هو مثل مَن يَجعل النار التي يُطبَخ عليها مثل إحراق البيوت أو إحراق الغابات ! فيقول : أي فَرْق بين نارٍ يُشعلها الشخص ليطبخ عليها ، وبين أن يُشعِل بيتًا أو غابة بأكملها ؟! ذلك أن عمل المرأة في بَسْطة صغيرة ، عادة لا يقوم بها إلاَّ امرأة كبيرة في السِّنّ ، مع عدم الاحتكاك بالرِّجَال ، وعدم الخلوة بهم ، بل تكون مِن وراء بَسْطتها ! مع حرصها في كثير مِن الأحيان على حيائها وحشمتها . أما عَمَل الْمُحاسِبَة فهو بِخلاف ذلك تماما ! ففي الغالب التي تعمل فيه امرأة شابّة ، تتزيّن عند كل خروج ! وتحتَكّ بالرِّجَال ، بل وقد تخلو بهم في ساعات متأخِّرَة مِن الليل ! وفي القريب ستحتاج الْمُحاسِبَة إلى دورات تزيد مِن كفاءتها ثم تُسافِر مع غير مَحْرَم بِصُحْبَة زملاء العمل ! لكي تحصل على دورات تدريبية ! كل هذا باسْم عَمَل المرأة كَمُحاسِبَة ! وهذه نار فِتنة ، وليست بِنار يُوقِدها صاحبها ليطبخ ما يأكله ! وكَذَبُوا – كَعَادَتِهم – حينما عَمِلَت المرأة مُضيفة في الطائرات بأن ذلك مِن أجل خِدمة النساء اللواتي يُسافِرن على الطائرات ! وكانت تلك حُجّة باهتة ! ما لَبِثَت أن تكشَّفَت نواياها ، وظَهَر عوارها ، وبَانَت بَنَات سَوءاتها ! فالمرأة التي تعمل مُضيفة طيران ، لا تخدم النساء فحسب ، بل تخدِم الرِّجَال والنساء على حدٍّ سواء ! وتخلو بزملاء العَمل ! وتُحادِثهم وتُمازِحهم ! ويُسْدَل السِّتَار عليهم بين ممرّات الطائرات ! وتُسافِر الأسفار الطويلة مِن غير مَحْرَم ! وإذا نَزَلت في بلد غير بلدها سَكَنَتْ معهم في فندق واحد ! ولا تَسَل بعدها عن النار إذا سُكِب عليها الوقود ! وقواعد الشريعة تَنُصّ على حَسْم مادة الفَسَاد . قال شيخ الإسلام : الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها ، وتعطيل المفاسد وتقليلها بحسب الإمكان . ومَطْلُوبها ترجيح خَير الخيرين إذا لم يمكن أن يجتمعا جميعا ، ودفع شَرّ الشَّرَّين إذا لم يندفعا جميعا . اهـ . وقال ابن القيم : ولِيَعْلَم العاقل أن العَقْل والشَّرْع يُوجِبَان تَحْصِيل المصالح وتَكْمِيلها ، وإعدامَ المفاسد وتَقْليلها . اهـ . وقال الشيخ ابن سعدي :الشَّارِع لا يأمُر إلاَّ بِمَا مَصْلَحَته مُتَحَقِّقَة أو رَاجِحَة . ولا ينْهَى إلاَّ عَمَّا مَفْسَدته مُتَحَقِّقَة أو رَاجِحَة . اهـ . وقواعد الشريعة تَنُصّ على أن درء – دَفْع – الْمفاسِد مُقدَّم على جَلْب الْمصالِح . وقواعد الشريعة تَنُصّ على سَدّ الذرائع . وقواعد الشريعة تَنُصّ على أن ما أفْضَى – أدّى – إلى مُحرَّم فهو مُحرَّم . وقواعد الشريعة تَنُصّ على أن الضرر يُزَال . وعَمَل المرأة مُحاسِبَة في سوق عام يَدْخُل تحت كل هذه القواعِد . فهو فَسَاد عاجِل وآجِل . وهو ذريعة إلى الفساد . وهو مُفْضٍ إلى الفساد والإفساد . وهو ضَرر على المرأة العامِلة وعلى المجتمع بأسْرِه . وهو – وإن كان فيه مصلحة للمرأة العامِلة – إلاّ أن مَفَاسِده تَرْبُو على مَصَالِحه ، فهو مُنْدَرِج تحت قاعِدة " درء الْمفاسِد مُقدَّم على جَلْب الْمصالِح " . وقد قال الله تعالى عن الخمر : (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا) . وعَمَل المرأة مثل هذا ؛ فَفِيه منفعة للمرأة العامِلة ، وإثمه أكْبَر مِن نَفْعِه ! وقد فَرّق العلماء بين المرأة الشابّة وبين العجوز حتى في ردّ السلام وفي الـتَّشْمِيت ! قال الإمام مالك رحمه الله : أرَى للإمام أن يَتَقَدَّم إلى الصّيّاغ في قُعود النساء إليهم ، وأرَى ألاَّ يَتْرُك المرأة الشابة تَجْلِس إلى الصُّيَّاغ . وقال ابن مُفلح : قَالَ ابْنُ تَمِيم : لا يُشَمِّتُ الرَّجُلُ الشَّابَّةَ . وَقَالَ السَّامِرِيُّ : يُكْرَهُ أَنْ يُشَمِّتَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ إذَا عَطَسَتْ ، وَلا يُكْرَهُ ذَلِكَ لِلْعَجُوزِ . اهـ . وقال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله : مِهنة البيع لا يَتولاّها النساء الفاتنات ! ثم قال رحمه الله : اتَّصَل بِعِلْمِي أنه يوجد في السوق (بالمقيبرة) نِساء يَبعن البَيْض ! مقدار خمس نساء ، وهُنّ نِساء فاتِنات للرِّجال ، لِجَمَالِهن ، وتَبَرّجِهن بالملابس والْحُلِيّ ، ويُصَافِحْن الرجال بأيديهن ، وأنه يُشَاهَد بعض سفلة الرجال يجلسون إليهن ويتكلمون معهن ، وحيث أن ذلك مُنْكَر ظَاهِر ، فإنا نأمل منعهن مِن هذه المهنة ، ولا يُسْمَح أن يَتَوَلَّى ذلك إلاَّ رِجال ، أو نساء عَجائز ليس فيهن شُبهة ما دُمْن بهذه الحالة . اهـ . ثم إن خروج المرأة واختلاطها بالرِّجَال أصل كل بلاء وفساد ! وهو خِلاف ما أمَر الله بِه مِن القَرار في البيت . قال ابن الملقِّن في قوله عليه الصلاة والسلام : " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله " : فيه دلالة على استقرار المرأة في بَيْتِها ، وأن لا تَخْرُج منه إلاَّ لِمَصْلَحة شَرعية ، وأن تَرْجِع إليه بعد فراغها منه . اهـ . وقد نصّ الإمام ابن القيم على " أن ولي الأمر يَجَب عليه أن يَمْنَع اختلاط الرجال بالنساء في الأسواق والفُرَج ومَجَامِع الرجال . قال مالك رحمه الله ورضي عنه : أرى للإمام أن يتقدّم إلى الصّيّاغ في قعود النساء إليهم ، وأرى ألا يَترك المرأة الشابة تَجْلس إلى الصياغ " . وقال ابن القيم رحمه الله : ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصْل كُلّ بَلِية وشَرّ ، وهو من أعظم أسباب نُزول العقوبات العامة ، كما أنه مِن أسباب فَساد أمور العامة والخاصة ، واختلاط الرجال بالنساء سبب لكثرة الفواحش والزنا ، وهو مِن أسباب الموت العام ، والطَّواعين الْمُتَّصِلَة . فمن أعظم أسباب الموت العام : كثرة الزنا بسبب تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال ، والمشي بينهم مُتَبَرِّجَات مُتَجَمِّلات اهـ . وقال شيخنا الشيخ ابن باز رحمه الله : أمْر الله سبحانه للمرأة بِقَرَارِها في بيتها ونَهيها عن التبرج معناه : النهي عن الاختلاط ، وهو : اجتماع الرجال بالنساء الأجنبيات في مكان واحد بِحُكْم العمل أو البيع أو الشراء أو النُّزْهَة أو السفر أو نحو ذلك ؛ لأن اقتحام المرأة في هذا الميدان يُؤدِّي بها إلى الوقوع في المنهي عنه ، وفي ذلك مُخَالَفة لأمر الله وتضييع لحقوقه المطلوب شَرْعًا مِن الْمُسْلِمَة أن تَقوم بها . اهـ . وورد علي سؤال من بعض الاخوة يقول فيه <ما حصلَ مِن بعض المراكِز التجارية مِن توظيف المحاسِبات مِن النساء ، فتمّت مقاطعة هذه المراكِز وحثثت مَن أعرِف على مقاطعتها طاعةً لله واحتسابًا للأجر مِن عنده . ثمّ طُرحِت عليّ شبهة قيل فيها : لماذا لا تقاطعون المستشفيات والمستوصفات طالما أنّ حُجّتكم في مقاطعة المراكِز التجارية هو وجود الاختلاط ؟ فكيف يُردُّ على مثل هذه الشبهة هذا كالذي قيل له في بيتك حريق ، فيقول : لا أُبالي ، لأني كُنت قد اشعلت الغاز في المطبخ ! أو كالذي قيل له : لِمَ لا تُصلِّي ؟ فيقول : كيف أُصلّي وأنا أدخِّن أو أتعاطى المخدرات ؟! ورَحِم الله ابن حزم إذ يقول : لم أرَ لإبليس أصيد ولا أقبح ولا أحمق مِن كلمتين ، ألقاهما على ألْسِنَة دُعَاته : إحداهما : اعتذار مَن أساء بأن فُلانًا أساء قَبْله . والثانية : استسهال الإنسان ان يسيء اليوم لأنه قد أساء أمس ، أو أن يُسِيء في وَجه مَا لأنه قد أساء في غيره . فقد صارت هاتان الكلمتان عُذْرًا مُسَهِّلَتَين للشَّرّ ، ومُدْخِلَتين له في حَدّ ما يُعْرَف ويُحْمَل ولا يُنْكَر . اهـ . فهل يُسوَّغ الشَّرَّ بِشَرٍّ قد سبَقَه ؟! وهل الشرّ الموجود مثل الشرّ الْمُسْتَحْدَث ؟! وهل ما يُضْطَرّ إليه الإنسان مثل ما لا يُضْطَرّ إليه ؟ فالمستشفيات لا يدخلها الإنسان للشِّراء ولا ِقَضاء أوقاته ، وإنما يدخلها في الغالب مُضْطَرًّا . ومع ذلك فالعقلاء يَتنادون بضرورة التغيير ، ونَبْذ ما يُخالِف الشرع . ولو وُجِدت مُستشفيات ومُستوصفات لا اختلاط فيها ، لَكَان النداء بِمقاطعتها مسموعا . وفي المراكز الصِّحيّة في الأحياء (المستوصفات الصغيرة في الأحياء) تُوجَد أقسام خاصة بالنساء ، وأخرى خاصة بالرِّجال . والمستطيع مادِّيًّا لا يلجأ إلى المستشفيات المختلَطة ، خاصة إذا تعلّق الأمر بِمحارِمه ، ولسان حاله : أصُون عِرضي بِمَالي لا أُدَنِّسُه *** لا بارك الله بعد العِرْض بِالمالِ كما أن تلك الأسواق التي تُسهِّل الشرّ في عمل المرأة كَمُحَاسِبة ، هي شرّ وبلاء ، وهي تُنادي بِمزيد مِن الفساد الْمُؤذِن بالعقوبة ، كما قال تعالى : (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) . قال ابن القيم رحمه الله : اقْشَعرّت الأرض وأظلمت السماء , وظَهر الفساد في البر والبحر مِن ظُلم الفَجَرة , وذهبت البركات , وقَلَّت الخيرات , وهَزُلت الوُحوش , وتكدّرت الحياة مِن فِسْق الظَّلَمة . بكى ضوء النهار وظلمة الليل من الأعمال الخبيثة والأفعال الفظيعة , وشَكا الكرام الكاتبون والمعقبات إلى ربهم من كثرة الفواحش وغلبة المنكرات والقبائح . وهذا والله مُنْذِر بِسَيْل عَذاب قد انعقد غمامه , ومُؤذِن بِلَيل بلاء قد ادْلَهَمّ ظلامه . فاعْزِلُوا عن طَريق هذا السيل بتوبة نصوح ما دامت التوبة ممكنة وبابها مفتوح . وكأنكم بالباب وقد أُغْلِق , وبالرهن وقد غَلِق ، وبالجناح وقد عَلِق ، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) . اهـ . وبَدَلاً مِن أن يُسْعَى إلى تقليص الشرّ يستجيب بعض الناس أو يقِف مواقِف سلبية إزاء ازدياد الشرّ ، وهو بذلك مُعِين للمُفْسِدين في الأرض الذين ينشرون الفساد ، الذين ينطبق عليهم قول الله تعالى : (الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ) . ويُخْشَى على أولئك أن يَدْخُلُوا تحت قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ) ؛ لأن ما يفعلونه مِن كُفران الـنِّعَم ، وليس مِن شُكْرِها ، وكُفران النِّعَم مُؤذِن بِزوالها ؛ لأن النِّعَم إنما تدوم بالشُّكْر ، وتزول بِكُفْرَانها . وكُفران النِّعَم مِن كُفران الْمُنْعِم . وكُفران النِّعَم مُؤذِن بِزوالها ، بل والعقوبة بِضِدِّها ، كما قال تعالى : (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) . قال ابن عادل الحنبلي في تفسيره : قوله تعالى : (بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً) فيه أوجه : أحدها : أن الأصل : بَدَّلُوا شُكْر نِعمة الله كُفرا , كقوله تعالى : (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) ، أي : شُكْر رِزقكم ؛ وَجَب عليهم الشُّكْر ؛ فَوَضَعُوا مَوْضِعه الكُفر. والثاني : أنَّهم بَدَّلُوا نَفْس النِّعْمَة كُفْرا على أنَّهم لَمَّا كَفَروها سُلِبُوها , فَبَقُوا مَسْلُوبي النعمة ، موصوفين بالكفر ، حاصلاً لهم . اهـ . فلا أقلّ مِن إنكار ذلك بالقَلْب وبِاللسان ، ومِن لوازِم ذلك مُقاطعة تلك الأسواق التي تَسْعَى إلى الفساد والإفساد ، وإلاّ كان السَّاكِت الْمُدَاهِن مُوافِقًا ومُشَارِكًا لهم . قال عليه الصلاة والسلام : إِذَا عُمِلَتِ الْخَطِيئَةُ فِي الأَرْضِ كَانَ مَنْ شَهِدَهَا فَكَرِهَهَا - وَقَالَ مَرَّةً : " أَنْكَرَهَا " - كَمَنْ غَابَ عَنْهَا ، وَمَنْ غَابَ عَنْهَا فَرَضِيَهَا كَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا . رواه أبو داود ، وحسّنه الألباني . وقال عليه الصلاة والسلام : ستكون أمراء فتعرفون وتُنْكِرُون ، فمن عَرف بَرئ ، ومَن أنْكَر سَلِم ، ولكن مَن رَضِي وتَابَع . رواه مسلم . ويجب أن يُسْعَى في تقليل الشرّ ما أمكن ، وقد ضَرَب النبي صلى الله عليه وسلم مثلا للسَّاكِت الْمُداهِن ، والقائم بالحق ، فقال عليه الصلاة والسلام : مثل الْمُدهِنِ في حدود الله والواقع فيها ، مثل قَوم اسْتَهَمُوا سَفينة ، فصار بعضهم في أسفلها ، وصار بعضهم في أعلاها ، فكان الذي في أسفلها يَمُرُّون بالماء على الذين في أعلاها ، فتأذّوا به ، فأخذ فأسًا فَجَعَل يَنْقُر أسفل السفينة ، فأتَوه ، فقالوا : ما لك ؟ قال : تأذّيتم بي ، ولا بُدّ لي مِن الماء ! فإن أَخَذُوا على يديه أنْجَوه ونَجَّوا أنفسهم ، وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم . رواه البخاري . هذا كالذي قيل له في بيتك حريق ، فيقول : لا أُبالي ، لأني كُنت قد اشعلت الغاز في المطبخ ! أو كالذي قيل له : لِمَ لا تُصلِّي ؟ فيقول : كيف أُصلّي وأنا أدخِّن أو أتعاطى المخدرات ؟! ورَحِم الله ابن حزم إذ يقول : لم أرَ لإبليس أصيد ولا أقبح ولا أحمق مِن كلمتين ، ألقاهما على ألْسِنَة دُعَاته : إحداهما : اعتذار مَن أساء بأن فُلانًا أساء قَبْله . والثانية : استسهال الإنسان ان يسيء اليوم لأنه قد أساء أمس ، أو أن يُسِيء في وَجه مَا لأنه قد أساء في غيره . فقد صارت هاتان الكلمتان عُذْرًا مُسَهِّلَتَين للشَّرّ ، ومُدْخِلَتين له في حَدّ ما يُعْرَف ويُحْمَل ولا يُنْكَر . اهـ . فهل يُسوَّغ الشَّرَّ بِشَرٍّ قد سبَقَه ؟! وهل الشرّ الموجود مثل الشرّ الْمُسْتَحْدَث ؟! وهل ما يُضْطَرّ إليه الإنسان مثل ما لا يُضْطَرّ إليه ؟ فالمستشفيات لا يدخلها الإنسان للشِّراء ولا ِقَضاء أوقاته ، وإنما يدخلها في الغالب مُضْطَرًّا . ومع ذلك فالعقلاء يَتنادون بضرورة التغيير ، ونَبْذ ما يُخالِف الشرع . ولو وُجِدت مُستشفيات ومُستوصفات لا اختلاط فيها ، لَكَان النداء بِمقاطعتها مسموعا . وفي المراكز الصِّحيّة في الأحياء (المستوصفات الصغيرة في الأحياء) تُوجَد أقسام خاصة بالنساء ، وأخرى خاصة بالرِّجال . والمستطيع مادِّيًّا لا يلجأ إلى المستشفيات المختلَطة ، خاصة إذا تعلّق الأمر بِمحارِمه ، ولسان حاله : أصُون عِرضي بِمَالي لا أُدَنِّسُه *** لا بارك الله بعد العِرْض بِالمالِ كما أن تلك الأسواق التي تُسهِّل الشرّ في عمل المرأة كَمُحَاسِبة ، هي شرّ وبلاء ، وهي تُنادي بِمزيد مِن الفساد الْمُؤذِن بالعقوبة ، كما قال تعالى : (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) . قال ابن القيم رحمه الله : اقْشَعرّت الأرض وأظلمت السماء , وظَهر الفساد في البر والبحر مِن ظُلم الفَجَرة , وذهبت البركات , وقَلَّت الخيرات , وهَزُلت الوُحوش , وتكدّرت الحياة مِن فِسْق الظَّلَمة . بكى ضوء النهار وظلمة الليل من الأعمال الخبيثة والأفعال الفظيعة , وشَكا الكرام الكاتبون والمعقبات إلى ربهم من كثرة الفواحش وغلبة المنكرات والقبائح . وهذا والله مُنْذِر بِسَيْل عَذاب قد انعقد غمامه , ومُؤذِن بِلَيل بلاء قد ادْلَهَمّ ظلامه . فاعْزِلُوا عن طَريق هذا السيل بتوبة نصوح ما دامت التوبة ممكنة وبابها مفتوح . وكأنكم بالباب وقد أُغْلِق , وبالرهن وقد غَلِق ، وبالجناح وقد عَلِق ، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) . اهـ . وبَدَلاً مِن أن يُسْعَى إلى تقليص الشرّ يستجيب بعض الناس أو يقِف مواقِف سلبية إزاء ازدياد الشرّ ، وهو بذلك مُعِين للمُفْسِدين في الأرض الذين ينشرون الفساد ، الذين ينطبق عليهم قول الله تعالى : (الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ) . ويُخْشَى على أولئك أن يَدْخُلُوا تحت قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ) ؛ لأن ما يفعلونه مِن كُفران الـنِّعَم ، وليس مِن شُكْرِها ، وكُفران النِّعَم مُؤذِن بِزوالها ؛ لأن النِّعَم إنما تدوم بالشُّكْر ، وتزول بِكُفْرَانها . وكُفران النِّعَم مِن كُفران الْمُنْعِم . وكُفران النِّعَم مُؤذِن بِزوالها ، بل والعقوبة بِضِدِّها ، كما قال تعالى : (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) . قال ابن عادل الحنبلي في تفسيره : قوله تعالى : (بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً) فيه أوجه : أحدها : أن الأصل : بَدَّلُوا شُكْر نِعمة الله كُفرا , كقوله تعالى : (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) ، أي : شُكْر رِزقكم ؛ وَجَب عليهم الشُّكْر ؛ فَوَضَعُوا مَوْضِعه الكُفر. والثاني : أنَّهم بَدَّلُوا نَفْس النِّعْمَة كُفْرا على أنَّهم لَمَّا كَفَروها سُلِبُوها , فَبَقُوا مَسْلُوبي النعمة ، موصوفين بالكفر ، حاصلاً لهم . اهـ . فلا أقلّ مِن إنكار ذلك بالقَلْب وبِاللسان ، ومِن لوازِم ذلك مُقاطعة تلك الأسواق التي تَسْعَى إلى الفساد والإفساد ، وإلاّ كان السَّاكِت الْمُدَاهِن مُوافِقًا ومُشَارِكًا لهم . قال عليه الصلاة والسلام : إِذَا عُمِلَتِ الْخَطِيئَةُ فِي الأَرْضِ كَانَ مَنْ شَهِدَهَا فَكَرِهَهَا - وَقَالَ مَرَّةً : " أَنْكَرَهَا " - كَمَنْ غَابَ عَنْهَا ، وَمَنْ غَابَ عَنْهَا فَرَضِيَهَا كَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا . رواه أبو داود ، وحسّنه الألباني . وقال عليه الصلاة والسلام : ستكون أمراء فتعرفون وتُنْكِرُون ، فمن عَرف بَرئ ، ومَن أنْكَر سَلِم ، ولكن مَن رَضِي وتَابَع . رواه مسلم . ويجب أن يُسْعَى في تقليل الشرّ ما أمكن ، وقد ضَرَب النبي صلى الله عليه وسلم مثلا للسَّاكِت الْمُداهِن ، والقائم بالحق ، فقال عليه الصلاة والسلام : مثل الْمُدهِنِ في حدود الله والواقع فيها ، مثل قَوم اسْتَهَمُوا سَفينة ، فصار بعضهم في أسفلها ، وصار بعضهم في أعلاها ، فكان الذي في أسفلها يَمُرُّون بالماء على الذين في أعلاها ، فتأذّوا به ، فأخذ فأسًا فَجَعَل يَنْقُر أسفل السفينة ، فأتَوه ، فقالوا : ما لك ؟ قال : تأذّيتم بي ، ولا بُدّ لي مِن الماء ! فإن أَخَذُوا على يديه أنْجَوه ونَجَّوا أنفسهم ، وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم . رواه البخاري . هذا كالذي قيل له في بيتك حريق ، فيقول : لا أُبالي ، لأني كُنت قد اشعلت الغاز في المطبخ ! أو كالذي قيل له : لِمَ لا تُصلِّي ؟ فيقول : كيف أُصلّي وأنا أدخِّن أو أتعاطى المخدرات ؟! ورَحِم الله ابن حزم إذ يقول : لم أرَ لإبليس أصيد ولا أقبح ولا أحمق مِن كلمتين ، ألقاهما على ألْسِنَة دُعَاته : إحداهما : اعتذار مَن أساء بأن فُلانًا أساء قَبْله . والثانية : استسهال الإنسان ان يسيء اليوم لأنه قد أساء أمس ، أو أن يُسِيء في وَجه مَا لأنه قد أساء في غيره . فقد صارت هاتان الكلمتان عُذْرًا مُسَهِّلَتَين للشَّرّ ، ومُدْخِلَتين له في حَدّ ما يُعْرَف ويُحْمَل ولا يُنْكَر . اهـ . فهل يُسوَّغ الشَّرَّ بِشَرٍّ قد سبَقَه ؟! وهل الشرّ الموجود مثل الشرّ الْمُسْتَحْدَث ؟! وهل ما يُضْطَرّ إليه الإنسان مثل ما لا يُضْطَرّ إليه ؟ فالمستشفيات لا يدخلها الإنسان للشِّراء ولا ِقَضاء أوقاته ، وإنما يدخلها في الغالب مُضْطَرًّا . ومع ذلك فالعقلاء يَتنادون بضرورة التغيير ، ونَبْذ ما يُخالِف الشرع . ولو وُجِدت مُستشفيات ومُستوصفات لا اختلاط فيها ، لَكَان النداء بِمقاطعتها مسموعا . وفي المراكز الصِّحيّة في الأحياء (المستوصفات الصغيرة في الأحياء) تُوجَد أقسام خاصة بالنساء ، وأخرى خاصة بالرِّجال . والمستطيع مادِّيًّا لا يلجأ إلى المستشفيات المختلَطة ، خاصة إذا تعلّق الأمر بِمحارِمه ، ولسان حاله : أصُون عِرضي بِمَالي لا أُدَنِّسُه *** لا بارك الله بعد العِرْض بِالمالِ كما أن تلك الأسواق التي تُسهِّل الشرّ في عمل المرأة كَمُحَاسِبة ، هي شرّ وبلاء ، وهي تُنادي بِمزيد مِن الفساد الْمُؤذِن بالعقوبة ، كما قال تعالى : (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) . قال ابن القيم رحمه الله : اقْشَعرّت الأرض وأظلمت السماء , وظَهر الفساد في البر والبحر مِن ظُلم الفَجَرة , وذهبت البركات , وقَلَّت الخيرات , وهَزُلت الوُحوش , وتكدّرت الحياة مِن فِسْق الظَّلَمة . بكى ضوء النهار وظلمة الليل من الأعمال الخبيثة والأفعال الفظيعة , وشَكا الكرام الكاتبون والمعقبات إلى ربهم من كثرة الفواحش وغلبة المنكرات والقبائح . وهذا والله مُنْذِر بِسَيْل عَذاب قد انعقد غمامه , ومُؤذِن بِلَيل بلاء قد ادْلَهَمّ ظلامه . فاعْزِلُوا عن طَريق هذا السيل بتوبة نصوح ما دامت التوبة ممكنة وبابها مفتوح . وكأنكم بالباب وقد أُغْلِق , وبالرهن وقد غَلِق ، وبالجناح وقد عَلِق ، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) . اهـ . وبَدَلاً مِن أن يُسْعَى إلى تقليص الشرّ يستجيب بعض الناس أو يقِف مواقِف سلبية إزاء ازدياد الشرّ ، وهو بذلك مُعِين للمُفْسِدين في الأرض الذين ينشرون الفساد ، الذين ينطبق عليهم قول الله تعالى : (الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ) . ويُخْشَى على أولئك أن يَدْخُلُوا تحت قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ) ؛ لأن ما يفعلونه مِن كُفران الـنِّعَم ، وليس مِن شُكْرِها ، وكُفران النِّعَم مُؤذِن بِزوالها ؛ لأن النِّعَم إنما تدوم بالشُّكْر ، وتزول بِكُفْرَانها . وكُفران النِّعَم مِن كُفران الْمُنْعِم . وكُفران النِّعَم مُؤذِن بِزوالها ، بل والعقوبة بِضِدِّها ، كما قال تعالى : (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) . قال ابن عادل الحنبلي في تفسيره : قوله تعالى : (بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً) فيه أوجه : أحدها : أن الأصل : بَدَّلُوا شُكْر نِعمة الله كُفرا , كقوله تعالى : (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) ، أي : شُكْر رِزقكم ؛ وَجَب عليهم الشُّكْر ؛ فَوَضَعُوا مَوْضِعه الكُفر. والثاني : أنَّهم بَدَّلُوا نَفْس النِّعْمَة كُفْرا على أنَّهم لَمَّا كَفَروها سُلِبُوها , فَبَقُوا مَسْلُوبي النعمة ، موصوفين بالكفر ، حاصلاً لهم . اهـ . فلا أقلّ مِن إنكار ذلك بالقَلْب وبِاللسان ، ومِن لوازِم ذلك مُقاطعة تلك الأسواق التي تَسْعَى إلى الفساد والإفساد ، وإلاّ كان السَّاكِت الْمُدَاهِن مُوافِقًا ومُشَارِكًا لهم . قال عليه الصلاة والسلام : إِذَا عُمِلَتِ الْخَطِيئَةُ فِي الأَرْضِ كَانَ مَنْ شَهِدَهَا فَكَرِهَهَا - وَقَالَ مَرَّةً : " أَنْكَرَهَا " - كَمَنْ غَابَ عَنْهَا ، وَمَنْ غَابَ عَنْهَا فَرَضِيَهَا كَانَ كَمَنْ شَهِدَهَا . رواه أبو داود ، وحسّنه الألباني . وقال عليه الصلاة والسلام : ستكون أمراء فتعرفون وتُنْكِرُون ، فمن عَرف بَرئ ، ومَن أنْكَر سَلِم ، ولكن مَن رَضِي وتَابَع . رواه مسلم . ويجب أن يُسْعَى في تقليل الشرّ ما أمكن ، وقد ضَرَب النبي صلى الله عليه وسلم مثلا للسَّاكِت الْمُداهِن ، والقائم بالحق ، فقال عليه الصلاة والسلام : مثل الْمُدهِنِ في حدود الله والواقع فيها ، مثل قَوم اسْتَهَمُوا سَفينة ، فصار بعضهم في أسفلها ، وصار بعضهم في أعلاها ، فكان الذي في أسفلها يَمُرُّون بالماء على الذين في أعلاها ، فتأذّوا به ، فأخذ فأسًا فَجَعَل يَنْقُر أسفل السفينة ، فأتَوه ، فقالوا : ما لك ؟ قال : تأذّيتم بي ، ولا بُدّ لي مِن الماء ! فإن أَخَذُوا على يديه أنْجَوه ونَجَّوا أنفسهم ، وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم . رواه البخاري . الموضوع الأصلي: شُبُهات وجوابها حول عمل المرأة في المحلات مثل الكاشيرة وغيرها | | الكاتب: الـعـدهـــــــي | | المصدر: شبكة بني عبس
|
|
|
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
العمل تطلق المرحلة الثالثة لتنظيم عمل المرأة في المحلات النسائية | ام الغلا | المنتدى العــــــــــــــــام | 0 | 30-03-2014 08:14 PM |
تحذير بشان رسائل الواتس اب وغيرها من الخدمات | الـريـم | المنتدى الإسلامـــي | 13 | 01-03-2012 10:21 PM |
نقدر نغيرها اذا اعتقدنا اننا نقدر نغيرها !! | سكره | منتدى الأسره والمجتمع | 9 | 14-11-2010 03:34 AM |
برنامج تشغيل جميع صيغ الفيديو على الجوال flv وغيرها | مايكلدجيلاس | منتدى الكمبيوتر والجوال | 1 | 20-09-2010 07:47 PM |
المرأة اغلفة المجلات ؟؟ | الاجهر | المنتدى العــــــــــــــــام | 4 | 27-05-2007 09:15 PM |