|
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع |
|
كيف حال الجميع في هذا المنتدى الرائع والكبير أن شاء الله تكونوا بخير وصحة وسلامة ,
طبعا هذي أول مشاركة لي , والمشاركة عبارة عن كتاب ألفته قبل فترة بسيطة , بالنسبة لـ(فرانك المعتوه) هو كتاب لتو أنهيته يتكلم عن شخصية وهمية أجتمعت فيها صفات متناقضة للغاية , يملك لسان حاد يصهر الحديد , يفوق قوته البدنية الجبارة , الكتاب بشكل عام كالسيرة الذاتيه لتلك الشخصية حياته وكيف عاش ألخ , ولكن لب الكتاب وأساسه (خطاباته وأحاديثه وقصصه) , أشير بأن بعض الكتاب والمثقفين نصحوني بأن أحول الكتاب إلى رواية لكن تناقضات الشخصية وحياته والهدف الذي يريده جعل من الصعوبة أن أكتبه كرواية لأن اللغة الخطابية هنا أعلى من الروائية , ففضلته أن يبقى هكذا . راح أنزل في البداية مقدمة ونبذة بسيطة ثم فكرة الشخصية ومن أين أتت والتعريف بها وسأكتفي بأول خطاباته أما البقية ستكون على فترات , لذا أتمنى من الأخوة المشرفين تثبيت الموضوع كي أعتمده بشكل مستمر , أرجوا أن يكون الكتاب عند حسن ظن الجميع .
|
|
(فرانك المعتوه : خطاباته وأحاديثه)
مقدمة : هل قرأت رواية أو كتاب أو سمعت حكاية أسطورية غريبة أو حتى شاهدت فيلما من قبل وأعجبت بشخصية ما في خيالك أو أنجذبت لها ، وأقصد هنا طبعا (شخصية خيالية) أو وهمية وروائية التي يعشقها الكثيرون ويحبونها لأسباب عدة , بعضهم لأنها تبعده عن واقعه , وبعضهم لمجرد الترفيه فقط , وبعضهم لغرابتها ربما أو لأعجابه بتصرفات تلك الشخصية ومبرراتها وتناقضاتها وماتملكه من كاريزما عالية من حيث الشكل أو الملبس أو القوة أو قدرات هائلة أو حتى طيبتها , وبعضهم لأنها تروح عن ذاته وتفعل ما لايستطيع فعله أو مايتمنى فعله على أرض الواقع ولايقدر , أو لما تملك من فلسفة وحكمة ورؤيا مختلفة عن غيرها على أي حال , كل ولديه أسبابه . تعريف بسيط بالشخصية الخيالية هي شخصية من فكر وأختراع مؤلف ما تظهر في عمل وعالم من نسج الخيال , ولا تشمل البشر فحسب ، وإنما تضم أيضا الحيوانات ، المخلوقات الفضائية ، الآلهة ، آليين ، وأي مخلوقات وشخصيات ميثولوجية أخرى , تكون الشخصيات غالباً محور النصوص المكتوبة , نشاهدها كثيرآ و بأشكال مختلفة ومتنوعة بعشرات الكتب والقصص والروايات والمسرحيات والأفلام والموروثات الشعبية والأساطير خاصة منها الأغريقية , حيث تكون في أغلب الأحوال شخصية وهمية لا تمت للواقع بصلة تمتاز عن غيرها من سائر البشر أو مايمثله , تمتلك قدرات هائلة لا يملكها أحد , صنعها الأنسان وألفها وآلفها , وجدت مكانها في قلوبهم , بعضها أكتسبت أهمية تاريخية كبرى رغم أن وجودها لم يتخطى حدود القصص الأدبية والفلكلورية أو حتى أنها كتبت في حقبة ما وثارت على كل التقاليد والقيم , ولتلك النوعية من الشخصيات محبيها ومريديها ومتابعيها والمتلهفين لرؤيتها والمهووسين بها وقرآءت كل مايخصها والغوص في أعماقها وحتى محاولة تقليدهم في تصرفاتهم , رغم أن الجميع على يقين بأنها مجرد أوهام وخيال من أبتكار كاتب مــا . الغريب بأن الشهرة التي يحلم بها الجميع تقريبا تملكها بعض هذه الشخصيات دون أن تستفيد منها ، ربما لأنها ليست موجودة أو ماتمثله وتفعله , حتى أن شهرتها تجاوزت كل الحدود والأرقام والعقود والسنين , الطريف في الأمر بأن من أخترعها لم ينشهر أو يعرفه أحد ألا بسبب هذه الشخصيات الوهمية . زوربا , راسكولنيكيف , الأمير ميشكين , فاوست , هاملت , دراكولا , شارلوك هولمز , جيمس بوند , الدكتور جيكل ومستر هايد , سيزيف , جان فالجان , أبولو , آرتيميس , زيوس , أفروديت , هيرا , آريز , آخيل , أوديسيوس , بوسيدون , فينوس , أثينا , ديميتر , صوفي تيفيو , هرقل بوارو , سكارليت أوهارا , باركر بين , أرسين روبين , روبرت لانغدون , آرثر هستنغز , الآنسة ماربل , هيثكليف , فلورنتينو اريثا , كوازيمودو , فيكتور فرانكنشتاين , روزي العاملة , روبن هود , دون خوان , أنظر كم شخصية وهمية روائية وأسطورية لدينا هنا كثيرة وكثيرة جدا يعرفها الجميع كبير كان أو صغير , بل يعرف الناس أيضا صفات تلك الشخصيات ومايمثلونه ومدى التأثير الذي أحدثوه في العالم وتاريخ الشعوب والأدب . هنا رحت أسرح بخيالي بعيد جدا أبني شخصيات وربما أوهام هل تبقى شيئا آخر لم يقدم أو يذكر , أبقت حروب ومعارك يقاتل فيها الأبطال الخارقون أعداءهم , هل سيتقبل الناس بطلا جديد , يكرر مافعله غيره وسبقه , بالطبع لا , أو ربما يتقبلونه بتململ , لكن مادام هناك خير فالشر باق , مدام هناك أمان فالفوضى منتشرة , مدام هناك حسن فالقبيح يظهر . هي حرب واحدة أبدية متبقية لم يستطع أحد أن يتغلب عليها عدى فئة قليلة من لديه عزم وصبرا وقوة أرادة , هي هي لاغيرها (حرب النفس) أقسى المعارك وأشدها فتكا وأكثرها ضراوة بكل ماتمثله من فكرا ولؤم وحقد وحسد وكراهية وغيبة ونميمة وسوء وظن وخوف وجنون العظمة وغرور الذات , أضافة إلى التسلط والجشع والنفاق وحب المال والشهرة والغضب , معركة كبيرة جنودها كثر تستخدم أخبث الأساليب وأقذرها , جهاد النفس , خبث النفس , قذارة النفس , خيانة النفس , تأنيب النفس , تتعدد الأسماء وتتعدد طرق مقاومتها . البعض كان غنيا والنفس أفقرته , البعض كان متدينا والنفس ضيعته , البعض كان كريما والنفس أبخلته , البعض كان شهما والنفس أضلته , البعض كان ذو نية صادقة والنفس أحسدته , البعض كان متماسكا والنفس فككته , البعض كان على خلق والنفس أغرته , البعض كان صرح خيالا والنفس أهوته . هنا بنت شخصية بداخلي حاولت أن أخفيها لكنني تأخرت كثيرا فقد كبرت وتشعبت ولم يعد في أستطاعتي إلا التعايش معها , فقمت أصوغها وأكتبها على الورق , فربما يتقبلها الناس مني , ويشاركوني هذا الشخص الوهمي أو البطل الجديد والمحارب الصلب في حروبه ويقاومون معه تلك المعارك اللئيمة , فحرب من هذا النوع ومعه وضده أزلية أبدية لاتنتهي . فكرة الشخصية : قد تبدو غريبة من أسمها (فرانك المعتوه) فلم يسمع به أحدا من قبل , فكيف بخطاباته أو أحاديثه , بعيدا عن التعقيدات والشوائب , هي شخصية وهمية ليس لها وجود ألا في عالمي الصغير , تربت في داخلي وكبرت حتى أستطعت أن أعيشها وأعرف كل تفاصيلها صغيرة كانت أو كبيرة , بحثت عنها في كل مكان لأعرف حقيقتها وأغوص في أعماقها . أخترت تلك الشخصية بذاتها وتناقضاتها لتطابقها وطبيعة ما أريد , لم أحب أن أكتب رواية أو شيئا آخر كي لاأخدع نفسي لأنها ستظهر خلاف ماأبغيه , بعد أن كتبت أشياء كثيرة تشتت بعضها والآخر ضاع وسط الورق وزحمته أنتابتني مخاوف أن أفقد كل شيء , أحترت بشدة ماذا أفعل وكيف أرتب ذلك فكرت وفكرت حتى ظهر الحل جليا أمامي بعد عدة محاولات فاشلة مني للملمة ماكتبت وأحببت وتأصل داخلي . إذ كنت جالسا ذات ليلة أمام شاشة التلفزيون بعيدا عن الهوس الذي أصابني أتنقل بين محطة وأخرى , فشاهدت قناة ما تعرض برنامج (المصارعة الحرة) أظن الجميع يعرفها , دون النقاش فيها كثيرا هو (برنامج تلفزيوني ترفيهي أسبوعي , يتصارع الرياضيون الأستعراضيون خلالها فيما بينهم , بسيناريو محكم ومعد مسبق , متفق عليه بين كل أطرافه , يتكلمون في الميكرفون بين فقراته أما في قاعة الحلبة أو خلف الكواليس) , هنا مالفت نظري وجعلني أفكر , أثار تساؤلات كثيرة في عقلي كأنها ترشدني إلى ماتمنيته . ماذا لو ؟ أول سؤالا جال في خلدي , ماذا لو ؟ تلك الكلمة التي يقولها حالم أو غاضب أو شخص فقد من الحياة مافقد , ماذا لو كان هناك مصارع بين هؤلاء يتميز عنهم بصفات نادرة هيا , متوحش ذو قسوة مفرطة يمتلك (لسان حاد) يذيب الصخر بخطاباته الرنانة المجنونة يسمعه آلاف المتواجدين في القاعة ويدخل على الملايين منازلهم خلف الشاشات , شيئا فشيئا كبرت تلك الفكرة داخل رأسي. هي ماأريده , هي ماكنت أبحث عنه , لكن هناك عدة ثغرات قد تواجهني فمن أمتهن ذلك العالم وأقصد هنا (المصارعة طبعا) عرف عنهم عدم أكتارثهم بشيء , بعيدين كل البعد عن الثقافة والأدب فقط يحضرون ويقاتلون بعضهم ويخرجون , يتكلمون بأشياء بعيدة عن المجتمع عدى فئة قليلة منهم , فربما لن يصدق أحدا بهم أو تبدو الفكرة سخيفة في نظر الكثيرين , لاأخفيكم بأن هذا السبب شجعني أكثر وحفزني بل ثبت بداخلي تلك الشخصية , كما أنه تحداني كي أقنع الناس به وبما أريد , شخصية تناقض نفسها بشدة لم تتوفر في أحدا تلك الصفات ألا بالمصادفة أو الطفرة , حيث تجمع بين قسوة تخلو من الرحمة وثقافة عالية جدا تصارع بأدبياتها كبار الفلاسفة والحكماء كما تصارع بجسدها . نبذه عن الكتاب : كما ذكرت مسبقا هي سيرة ذاتية لتلك الشخصية الوهمية (فرانك المعتوه) بصفاته ومايمثله ويقول , أشير طبعا بأنني سأبتعد في الكتابة عن المصارعة ومابداخلها فلن أتكلم عن مايجري في الحلبة من قتال أو عنف فذاك ليس موضوعي الرئيس ولا يمت له بصلة , سأكتفي بذكر خطاباته وبعض أحاديثه بعيدا كل البعد عن الحلبة وجنونها وفنون القتال الأخرى , نقرأ عقلية (فرانك) ومادار بخلده وماذا يريد أن يخبرنا , ستكون خطبه أو ماسيقوله هي المحور الأساسي ولب الموضوع بشكل تدريجي ومرتب ومفصل بكلماته التي صهرت حديدا من قوتها , هزت مشارق الأرض ومغاربها , وأعجزت الكثيرين وألهمت آخرين من خلال الميكرفون الذي أعتبره المنقذ والصديق وحلقة الوصل بينه وبين كل من سمعه وعرفه ورآه . ستكون أحاديثه وخطاباته موجه بشكل مباشر كأنه أما يخاطب الجمهور بها أو أحدا يقف أمامه (كمصارع آخر) مثلا أو شخصا ما متواجد في القاعة أو من يشاهدونه عبر الشاشات الفضية , يتسلسل خلالها بكلماته منذ أول مانطق به على العالم وأبهرهم وحرك قلوبهم وفؤادهم ولفت الأنظار إليه حتى آخر وداعه . لكن قبل كل ذلك فلنتعرف عليه من هو وكيف نشأ وتربى وما الذي جعله يثور على الجميع ويشتم الآخرين ويعنفهم ويخالف مبادئهم وقيمهم ويتحدى أباطرة العلم وفلاسفة التاريخ . |
|
فرانك المعتوه من هو :
شخصية شهيرة جدا , تخطت شهرته كل أحد لاعبون وفنانون وممثلون وحتى رؤساء دول , وصف بأنه أشهر رجل يمشي على الأرض , حليق الرأس (أقرع) , أبيض البشرة , ذو شارب وذقن كثيف نوع ما , طويل القامة مفتول العضلات رشيق للغاية , أوشام كثيرة حفرت على جسده يعبر كل وشم فيها عن فترة ما أو مصيبة أو صدمة هزته ذات يوم في حياته , قاس القلب لاترمش له عين , ناقض نفسه إذ يتمتع بخفة ظل رهيبة وطيبة خلق يحب مساعدة الآخرين من محتاجين وفقراء ومشردين , غني يملك مالا لايعد لشهرته والعقود الضخمة التي وقعها مع كبرى شركات الأعلام والمصارعة , كريم جدا لايبخل على أحد , كاريزما مجنونة في تصرفاته تبهر الفؤاد لكل من رآه أو سمعه , ذكي ذو حدس عالي يعرف مايريد الناس وكيف يحركهم ويصيبهم في مقتل , أنيق الملبس والمظهر , قيل بأنه يتمتع بذكاء حاد يتخطى به عقول البشر بمراحل كثيرة , يكره بشدة من ينظر إلى عينيه لفترة طويلة من الوقت بل يتشاجر معه يهينه ويذله . نشأته وعائلته : ولد في أمريكا لايعرف أي ولاية بالتحديد , فعائلته توفيت جميعها في سنة واحدة كأن لعنة ما أصابتها حينما كان يبلغ من العمر 13 عاما , أنتحر والده لشدة فقره وعدم قدرته على مساعدتهم بعد تناوله كمية كبيرة من الأدوية , هرب (فرانك) بعد شهرين مع والدته وشقيقه المعاق من مكان إلى آخر بحثا عن لقمة عيش ضورتهم جوعا , دون أستطاعتهم أن يجدوها , توفيت حينها والدته مصابة بمرض السرطان الخبيث لازمها معظم فترات حياتها إلى آخر أيامها قابعة على رصيف أحد المستشفيات التي رفضت أدخالها للعلاج لمدة تجاوزت الثلاثة أيام لعدم توفر المال لديهم , أربع شهور لم تتم كان شقيقه المعاق يلومه على ماحدث لأسرته لأنه لم يساعدهم وقت محنتهم , فكان للقدر جواب آخر أقسى وأمر فأصابته ضربة شمس حارقة توفي على أثرها , عاش مشردا يتيما فقيرا بعدها سنوات طويلة والحزن والهم لايفارقه أبدا , تركته عائلته وحيدا يذود في هذا العالم الموحش , يواجه الموج وشدته دون أن يعلموه حتى أن يسبح . أسمه ولقبه : أسمه (بول جاك) , لقب نفسه بفرانك المعتوه لأسباب عدة أما فرانك فكانت والدته تخبره دائما بأنها أرادت أن تسميه بذلك حين أنجبته ألا أن والده رفض ولم يريد , فسمى نفسه فرانك ليحقق أمنية والدته ومنها يخفي حقيقته شيئا ما , أما المعتوه فهي صفة ألتصقت به مذ كان صغيرا حيث عاش مشردا ينتقل من مكان تلو الآخر يتصرف بغرابة أطوار لا متناهية , يكلم الناس بأشياء لايصدقها عقل فأطلقوا عليه معتوه , فأحب ذلك اللقب وضمه إلى أسمه لتكتمل تحفته المجنونة ويعيش طوال أيام شهرته بأسمه ولقبه الغريب الذي عرف به (فرانك المعتوه) . حياته : تلك الصدمات والصفعات التي تلقاها في صغره وماحدث لعائلته بمرآى من عينيه دون أن يقدر على فعل شيئا لهم هي من جعلته بتلك العبقرية والجنون , عاش أيام صعبة ثقيلة لاتمر , شيبته قبل سن الثلاثين كل عين يرآها يشاهد فيها تأنيب ضميره ويلوم نفسه على ماحدث , ينام ويجلس لايتذكر فيها عدى كلمات والدته الأخيرة قبل موتها عندما كانت تقول له : (أصرخ يابني أصرخ , لعل صوتك يسمع) , ليال أرقت جفونه يحلم جالس حينها كيف يخبر العالم ماجرى لأسرته كيف عاشوا وماتوا , دون أن يعرفهم أحد أو يشعر بهم , منبوذون نكرة , كأن القدر كتب لهم أن يموتوا ليحيا هو وينفجر في وجه العالم بمن فيه وعليه يلومهم ويعاقبهم عن كل ماحدث , أحترقوا لينيروا له الطريق , طريق المجد الذي حلم به الجميع , كان التكلفة غالية جدا ولاتعوض لكنها أستحقت كل تلك التضحية في النهاية . نظر إلى نفسه في المرآة ذات يوم فلم يعجبه ماشاهد , عرف حينها بأن جلوسه هكذا معاتب نفسه لن يفيده بشيء أو أسرته , خرج إلى الحياة بعدها محارب على جبهات عدة , معارك وجيوش تكالبت عليه ووقفت ضده فكان مستعدا لها ولقتالها بأبسط الأسلحة البدائية . أشترك في ألعاب الفنون القتالية يتعلم ويتدرب بين أقفاصها وحلباتها يعذب ذاته المهمومة في صالة الأوزان الثقيلة , ليذيب لحمه ويبني بدلا منها عضلات صلبه تعينه على مواجهة نفسه قبل أحد , أتقنها وأصبح كالوحش أو المسخ المخيف يطيح من يحاول الوقوف بوجهه , قسوة تخيف حتى من أمتلك قلب يخشاه أسد الغاب بهيبته . بعيدا عن ذلك كان يشتري الكثير من الكتب وماتواجد في المكتبات , يعود كل ليلة إلى مسكنه أو ما أعتبره مخبأ له , يقرأ آلالاف الفلسفات والأدبيات والحضارات والكتب السماويه ومانزل على أقوام خلت , كرس حياته لذلك مما جعله ذو ثقافة عالية جدا وحكمة قل نظيرها في أحد . بعد أن عانى ماعانه وتدرب وقسى على نفسه وقرأ كل تلك الكتب كأنه يجهز ذاته لحياة جديدة سيدخلها ويعيشها ويقلب كيانها عالي سافلا , بعد أن تنقل بين الحلبات يصارع نفسه قبل غيره يقسو ويعنف من يقف بطريقه وصل إلى مبتغاه أخيرا ودخل أقوى شركات المصارعة في العالم بأعلامها القوي الممتد صيته إلى طوبى الأرض , هنا بدأ يدخل قلب كل شخص في أية قاعة يتواجد فيها يخطف أنفاس المشاهدين خلف الشاشات يسكن منازلهم معهم , خطاباته أحاديثه لسانه كلمات تخرج منه كزلزالا يهز زوايا الحلبة الأربع يصل بمداها إلى الجمهور وجدران القاعة التي ترج معها كاميرات النقل المباشر ليشاهده الجميع ويشعر به , لفت الأنظار منذ أول خطبة أو كلمة ألقها أمام الملأ فلم يخشى أحدا أو يجامله , صريح صادحا بالحق حتى على نفسه , يذم المجتمع وسلبياته بلا خوف أو حدود توقفه بل تخطاها كلها. بالأضافة إلى قوته الجسدية الرهبية وأسالبيه القتالية الغريبة وضرباته العنيفة فلم يهزم يوما أو يتأثر يستمتع بالألم ويتذوقه عسلا كأنه عاش وولد لأجل حياة كهذه فقط , وتربى ليفعل بالناس وأمامهم ذلك الجنون كله , يذيقهم بعض ماذقه في سنينه يجرعهم الأوجاع كما تجرعها , رعونة يتصرف خلالها كأنه يتقصد للناس أن يروا مرارة الأيام التي عاناها . ثورة أحاطت به بدع وأشاعات أطلقها الجميع على شخصيته , فمنهم من قال بأنه خرج من العدم والبعض بالغ كثيرا وقال بأنه أتى من المجهول , وآخرين وصفوه بأنه ولد على الحلبة متعلم يحمل بيده ميكروفونا تشبع به علما مختزن بداخله كل الفنون , آخرين ذهبوا أبعد وقالوا بأن نظرة من عينيه يستطيع أن يشب بها نارا أو سيجارة يشعلها , تيمم الناس به وأفتتنوا صدقوا كل مايقوله ويفعله . جمعته علاقة عشق وطيدة بين ذاك الميكرفون ومايخرج من داخله يخبر قصص وأحاديث , يقول خطابات عاشها وأحس بها تناقض العالم أجمع , يناقش الفلسفة وعمقها وماورأها , (ليصل صوته الذي ماكاد يسمع حينما صرخ صغيرا مستجديا أحد كي يساعد والدته) فوصل صوته إلى الجميع محطما كل القيود والحواجز التي سدت طريقه ويحقق حلم تلك الأم التي ماتت ملقاة على الشارع . صديقته : وسط كل ذلك الجنون الذي يعيشه والشهرة الخارقة التي وصلها , لم تخلو حياته من نصفه الآخر ومن أعتبرها في بداية الأمر غير قابلة للمس أو حتى المس , تدعى (كاترينا) أو كما كان يحب أن يلقبها (الفتاة الأيطالية) , ولدت في مقاطعة جنوى شمالي أيطاليا من أسرة محافظة للغاية ألتقى بها في ليلة تشع نورا من القمر ونجوم تضيئها حينما كان ينتقل من دولة لأخرى مع عمله . سمراء البشرة , شعرها قصيرا شديد السواد , عيناها سوداء حالكة تضع الكثير من الكحل , دقت صورته وشما على عنقها لتعبر عن مدى حبها له , هربت من أهلها كي تعيش معه , أحبت عالمه بكل مافيه , هي الفتاة أو الشخص الوحيد الذي تغلغل إلى داخل حياته المظلمة ومن يعرف أدق تفاصيلها وأسرارها , أغرم بها وتيمم كان يهيم بها عشقا وجنونا . ملاحظة أخيرة : ربما يتفاجأ القارىء بأن الشخصية المعنية تذكر بعض الآيات القرآنية في أحاديثها وخطاباتها لذلك لم أتطرق لديانته وإلى ماذا ينتمي من بعيد أو قريب تركتها مجهولة , فكما سبق أن ذكرت بأنه قرأ الكتب السماوية جميعها , مما يعني أنه يتكلم ويقول بما يحبه وحفظه ويرآه مناسب لحديثه ويتلائم مع توجهاته . بعد أن عرفنا من هو (فرانك المعتوه) وقرأنا نبذة عن حياته ونشأته , سنفرد خلال الأسطر القادمة خطاباته فقط وبعض من أحاديثه , بشكل متسلسل بعيد عن مابينهم ومايحدث من تفاصيل , بداية بأول خطبة ألقاها حتى آخرها , لنغوص ونتعمق داخل عقله الصغير الذي يختزن بداخله كنوزا وحكم لاتقدر بثمن ... فلنتابع |
|
خطابه الأول :
قد لاتعرفوني , أو لاتريدون ذلك , وليكن , فأنتم في عالمي لاأحد , مجرد حثالة تعيشون عالة على المجتمع , تحبون من شئتم , أكان غبي قبيحا مثلكم , يخافكم فتظنون أنفسكم شجعان , أو متسلط خبيث تخافونه , فتعتقدون أنفسكم مسالمون , في كلتا الحالتين أنتم حمقى , لقد جعلتم من القتلة والسفاحين أبطالا وشهداء , صدقوني أنت مجبرون على ذلك , ليس ذكاء منكم أو طيبة بل مرغمون وبائسون , عندما تنظرون إلي فأنتم تشاهدون أنفسكم في المرآة بقبحها وقذارتها , أنانيتكم الوقحة دمرتكم ودمرت جميلكم إذ وجد , أخطاءكم تنسبونها لبعضكم , أحقادكم تنسبونها لحسد بعضكم , مخاوفكم تنسبونها لطيبة بعضكم , غروركم تنسبونه لجهل بعضكم , أنانيتكم تنسبونها لطمع بعضكم , لاأدري , ربما حتى أبناءكم تنسبون طيشهم لغيركم , الجميع يحاول أن يكون حلوا حتى لو دمر أقرب مالديه , أهذا ماتعيشون من أجله , أرجوكم , فليخبرني أحدكم عكس ذلك . من يبكي تظنونه مسكين , ومن يضحك تظنونه لعين , تلك السخافات ترسخت في عقولكم , يصارحكم أحدا بالحقيقة تجيبونه بشيطان مريد , كاره أو عقله صغير , اللعنة , ألا تستحون أو تخجلون , مجتمعا يعيش على تقاليد عتيقة بالية , تلبسون الجديد بصرعات الموضة وصيحاتها , تختبؤن خلف رداءكم فأصبحتم أرخص منه ثمنا , ليته ذاك فحسب تقتنون ذهب وفضة ومجوهرات وأجهزة حديثة , لأجل ماذا , أخبروني , كي تقنعون أنفسكم بعكس ما أنتم عليه , تتباهون بذلك أمام أصدقاءكم فقط , هذا ماتعيشون لأجله . كلن يظن نفسه طاهر مبجل , لا صدقة ولا تزكية ولا مساعدة , أنظروا بداخلكم وستعرفون خطأكم , من يسرقكم تبررون له , من يتلاعب بكم تتحججون له , من يغشكم تتبسمون له , ويحكم , حتى من أرتكب جرما تفتحون أبواب له , ثم تسألون وتتسائلون , لما يحدث كل ذلك , ألم تعرفوا بعد , القبيح بداخلكم ألم يجبكم , أنفسكم لم تسلم شرا منكم , لم تلومكم أو توبخكم أو تأنب , تقلبون الحقائق وتؤلبونها , مايهم أن تبعدون الذنب عنكم , كملائكة وصفتم أنفسكم بصفاتها , هي بعيدة عنكم بل أبعد وأبعد , ستقولونها يوما ما وستقولون , كان هناك معتوها أسمه فرانك , قالها وقالها مرارا ولم نصدق , كل مايحصل لنا ويحدث , أنفسنا جنت عليه قبل أيدينا . |
|
خطابه في العمر والكبر :
اللعنة يارجل , لاأريد أن أقولها , أثقلت لساني , لقد طعنت في السن وبلغت من العمر عتيا , هكذا تبادر لي عندما رأيتك , تلك التجاعيد خربتك وأذابت ملامحك , أين قوتك التي ملكتها , أين شبابك الذي أضعته , أين أحباءك قد فارقوك , أنه قطار العمر الذي لم يوقفه أحد رغم أنهم حاولوا , لم يجدوا دواء لذلك , يريدون شيئا وقانون آخر ضد الطبيعة , وصفة يقدرون بها أن يغيروا معادلة الحياة الصعبة , خابت ظنونهم السيئة , فكل من عليها فان , الجميع سيمر عليه يوما ما ويدخل دون أن يستأذن منه , سيضعفهم ويهدهم حتى يبيدهم , قبلها يمرمرهم خرفا وأوبة لايدرون كيف أصابتهم , أنها لعنة الكبر التي يهرب منها الجميع يارجل , تجبرك على الخنوع والتذلل بعدما تبلى بالعجز والمرض . ترى كل من أحببته يرحل من عالمك بمرآ عينيك , يفارقك دون أن يشعر بك وحزنك وعليه , يجعلك تتسأل في ذاتك : كأن الموت نسيني , تذكر كل من في عالمي ونسيني , تركني وحيدا بدونهم , يشغلون حيزا بداخلك لاتملؤه كنوز الأرض , هل تصدق ماذا أصبحت , بعد أن كنت ماذا أنت , جلدا تهلهل وصدر كح وبصر ضعف وشعر أبيض , قل لي ماذا تبقى لك , عدى أبن بار ربما , أو بنت فضلت بعلها عليك , أو حتى زوجة سبقتك شيخوخة أن بقت حية , أو تركتك تعاني الأمرين , خوف من موت قريب محتمل , أو بكاء على موتها قديم . ليال سهرتها والآن تسدد دينك نائما , طعاما أكلته والآن تسدد دينك صائما , رحلات خرجتها والآن تسدد دينك جالسا , تشع نشاط سابقا والآن تسدد دينك بلا حركة , تقول للبعض قد كبرت , إذ به يستشيط غضب يصرخ ويهذي كأنك شتمت عزيز عليه , يهرب من واقع كذبه , صدقه فيما بعد حينما رفضه الجميع وأولهم عمله , قضى عمره متفاني كأنه مخلد , مشاكل عاشها مع زوحته أو والده حبا لوظيفته , خسرهما معا بصفعتين تلقاهما على وجهه وبدنه وشيبته . أنظر لنفسك الآن وقل لي ماترى , هل أستفدت من سنينك وصحتك ومالك وعالمك , أم ضاع كل شيئا منك بلحظات طيش متفرقة , الأيام توالت والأعوام قضت والقرون مرت فكيف تعود ومن يرجعها إذ يقدر , فليت الشباب يعود يوما , فالأسف على العمر ولاأسف على سواه , أنتهى كل مايخصك , أفسح مجالا لجديد , شباب ودماء وأرواح , لاتأخذ زمن لك وزمن لغيرك , فلن تبقى , فلو دامت لغيرك ماوصلتك . |
|
يتحدث عن الغضب :
الغضب , وما أدراك ما الغضب , تلك الحالة التي تصيب الأنسان وتظهر قبيح سريرته , تعمي بصيرته قبل بصره لاينظر شيئا حينها عدى غيمة سوداء أمتزجت في البياض خبث , موهمتا صاحبها بأن الحق يرى ولايرى سواه , تجره إلى نارا شاسعة تفوق البحر عمق وعرض , تسيره فوق أشواك حادة ظنها ورودا ناعمة , كل ذلك في لحظة قصيرة قد لاتتعدى ثوان , يندم حسرة بعدها لما قال وفعل . صفة ذميمة لم يمتدحها أحدا قط , من يلومهم على ذلك , فمن تلبسته تلك الآفة أنتهى به الحال أم قاتل أو ظالم أو حاقد أو نادم , أو أشياء كثيرة تسلك طريق حالك الظلمة ينقطع جحيم آخره , تعدد الغضب وتعددت أنواعه وأسبابه . هناك وجهة نظرا نادرة , أعجبها ذاك الغضب ومايخلفه , ربما لسوء خلق عايشه , أو ظلم تعرض له , أو حق سلب منه , أو شيئا داخله لايعرفه غيره , فكل قاعدة ولها مايشوبها كما نعرف , قد يغضب البعض لأشياء لاتمت للواقع بصلة , هم كثيرون , كمن تجمد دمه بعروقه لضياع هجمة فريق يشجعه منذ الطفولة ويعشقه , تجده مستفز غاضب تكاد قرون تخرم رأسه كي تخرج , لشيء لن يغنيه أو يسمن جوعه , وآخر تصيبه حالة جنون تخيف من سكن الأرض وتحتها حين سمع بشخص يكرهه ترقى في وظيفته . غضب من نوع آخر لا أعرف أين تلبد بداخلي , حسبته جميل وأظنه كذلك , قد يبرر لصاحبه بل تجبره أن يستشيط غيضا , فكل فعلا وله رد فعل , كمن يغضب على شاب يتراقص بين الناس في الشارع أو السوق أو مكان غيره بلا حياء أو خجل , أو رجلا أستولى على أموال أيتام صغار يقربونه لحما ودما متناسي (أما اليتيم فلا تقهر), هنا تكون مرغما على الغضب حتى لو كرهته وذممته , وإذ لم تفعل تكون كمن قست قلوبهم حتى أنتزع منهم أيمان ورحمة . دعوني أذكر لكم نماذج وأحداث وأفعال وصفات ترآءت لي بأنها تستحق كل ذلك , بعضها أختبىء في عالمنا , والبعض الآخر ليس كذلك , قد توافقوني وربما لا , على أية حال , كلها ووجهات نظر وما أكثرها بيننا . ذاك الغضب من عالمنا أسمعوه بضمائركم : - أغضب على من يتبجح في شاشة التلفزيون متباهي بشياطينه اللعينة قائلا بأنه يعالج المرضى بالسحر ويشفي الناس والميئوس منهم بالشعوذة . - أغضب على من يمتلك مطاعم كثيرة وفنادق ضخمة وأطفالا صغار بلا رغيف خبز يعيشون ولا مأوى . - أغضب على رجلا قتل الناس ونكل بهم رافع راية الدين لترفرف فوق ضحية لاتدري (بأي ذنب قتلت) . - أغضب على فتاة لاتستحي تذهب بلدا آخر تعرض نفسها للجميع بأبتسامة وقحة بلا حياء أو خجل من دينها الذي نجسته ومجتمعها الذي باعته ولباسها الذي بدلته . - أغضب على قوم أغتصبوا أرض وشعب قتلوا أطفالهم ونساءهم وشيوخهم ومثلوا بجثثهم وجرجروها , ليته ذاك فحسب بل حرقوا الحرث والنسل والحجر والمجر . - أغضب على طبيب أو شبه طبيب يحمل شهادة كبيرة أنقذ بها أرواح وأزهق أخرى من أرقى الجامعات ختمها مايعيبها فقط أنها شهادة مزورة . - أغضب على ممثلا أو مسرحي يناقش قضايا الناس والمجتمع , يحل مشاكلهم , يبرأ بوالديه , يساعد الفقراء والمظلومين , بينما واقعه الذي يعيشه وحقيقته , عكس ذلك تمام , بل هو أسوء الناس خلقا وطباعا . - أغضب على أب قاس أو مسخ قبيح يضرب أبنه الصغير بلا سبب يصفعه ويركله . - أغضب على مجتمع ملئه الحقد والكراهية والحسد , عداوة بين الناس وتعصب تعدى خطوطه الحمراء , عقيدة فرقتهم مذاهب وجهل سبب حرب قذرة . أنتظروا لحظة كي تعرفوا غضبي ذاك وماقلت عنه من عالم آخر : - أغضب على رواية قرأتها وعايشتها , غصت في أعماقها وأحداثها تعاطفت مع شخصياتها أحببتهم ببساطتهم ونيتهم , ضحكة وأبتسامات مافارقتهم حتى النهاية السعيدة التي توقعتها بلا صدفة أو دمعة أو حتى كلمة آه بقسوة . - أغضب على فيلم أختطف صغيره عذب وأغتصب أحتجز أعوام في مكان ما بلا نورا أو شيئا يؤنس , هرب كبيرا ينتقم , قتله المخرج الأحمق بالصدفة , حيث أصابته طلقة رصاص طائشة . - أغضب على بيت من الشعر سمعته مرة لاوزن فيه ولا أدب أمتدح الرجال وبطولاتهم , أختزل الحياة خلف ظهورهم , يذم ويستهزء بنصف مجتمعه الآخر ناسي من حملته وأرضعته ووضعت قدمها فوق جنته وناره . - أغضب على كتاب كرهته ورميته لم أعرف ما بداخله فلسفة كالفيزياء لايفهمها أحد أو هكذا ظنها المؤلف على الأقل , كتب في آخره : أنظروا إلى فلسفتي وشدة تعقيدها . - أغضب على رياضي لاعب كرة ضيع ركلة جزاء في دقائق أخيرة بخر حلم ملايين يشاهدونه , يدعون لأجله ويصلون , أرتسمت على محياه أبتسامة ما أظنها ألا خبيثة . فرغت غضبي الآن وألجمته , قولوا لي ماذا أستفدت , لاأعلم , عدى صوت بداخلي صم آذاني وأزعجني يصرخ فيا ويصرخ لايريد أن يسكت , أستمعت بصمت لما يقول , تفاجأت إذ به يسألني : حسنا تكلمت عن الغضب , بما أحسست , أسعيد الآن , هل شعر بك أحد , لقد دققت مسامير بقسوة داخلي , سوف أنزعها لكن تذكر , بأنها ستترك أثرا لن ينمحي , قلت لها : أعذريني يانفس , قد أخطأت ولن أكررها , فلن أغضب بعد اليوم من أحد , ألا ذاك اللعين الذي يتكلم عن الغضب . |
|
خطابه في الشهرة :
ماذا تريد من ذلك , أتصنع أسما لنفسك , أو مكانة في المجتمع , أم مال وفير في حسابك , أخبرني , لأنني لم أفهم حتى الآن , أتحب السير في الشوارع والجميع يلتفون حولك ويلتقطون صورك , أنه الغرور الزائف يارجل , تتخلى عن مبادءك وقيمك التي تربيت عليها وعشتها مذ كنت صغيرا تحكمك قناعاتك , لاتهان أو تصفع , تحط من قدرك وكرامتك من أجل ماذا , كي تطل على الشاشة بكل زيفك وتخبر الناس أكاذيب يعرفونها لكنهم يجاملونك , مجرد التفكير في ذلك يجعلني أضحك ساخرا , فالجميع يعاملك بعقليتك الصغيرة , يصفقون لك زورا وبهتانا , وكأن البهرجة جمعتكم والخداع تغلغل وسطكم والسطحية أصبحت موضوعكم الرئيس . أتظن نفسك مثلا يحتذى به , حقيقة الأمر بأن الأهل في بيوتهم يخبرون أولادهم ألا يكونوا مثلك قدوة , فأنت بالنسبة لهم مجرد مرفه قذر , يعيش عالة على نفسه وأدبه وأخلاقه إن كنت تملكها , تقول أشياء وأكاذيب كتبها أناس غيرك , خجلوا من عارهم فباعوه لكم وأحتفظوا بكرامتهم في منازلهم , المجتمع تدمر بسببكم ليس لشيء , فقط لأنكم تريدون أن تجمعون مالا لاتشبعون منه ولاتملون , فالمال فوق الجميع وتحته وداخل جيوبه , لو أضطركم ذلك أن تضحوا بأغلى مالديكم أبنا أو فتاة أو حتى زوجة . أخترعتم بدعا وأنتجتم خرافات حجتكم الأنفتاح والتطور , أفلام في أحلام , موضة في فوضة , مسلسل في تململ , طرب في كرب , أهذا مابشرتمونا به , أم حفنة حمقى يجلسون خلف طاولة يقيمون صوت ذاك وذاك , جمهورا غبي صدقكم , أحدهم ينبح وآخر يعوي وثالثهم بأنكر الأصوات ينهق , الجميع يطارد أحلاما تشبه سراب ماء وسط صحراء , يخطط حين يصل ماذا سيفعل , كيف سيغط رأسه , وكم سيروي عطشه , يصدم بعدها ليصحى في عالما غير حلمه , كذاك السراب , إذ لا شهرة دخلها ولا حظ تبسم , يلعن حظه ويسب الآخرين , يلقي اللوم على حقدهم وحسدهم , يظن الكذب والضحك على الذقون لعبة سهلة , لم يدري هذا المسكين ماستكلفه , تحتاج شخصا لايستحي يفعل مايشاء ويشتهي . حتى الأطفال والعواجيز أبتلوا بذلك , الجميع يريد العبور من تلك البوابة , الجميع يبحث عن الخلود المزيف , الجميع يبحث عن المجد الضائع , الجميع يخبرنا بأن لديه شيئا مميز ليقدمه للعالم , أنها اللعنة التي أصابت الجميع , أنها الشهرة يارجل . |
|
خطابه في النقاش والصراخ :
مابك تصرخ ياهذا , أتظن بصراخك تخيف , جاهلا لن تقنعه , ثق بي , فكل صراخك لايفيد , أما تناقش بأدب أو دعك من قلة الأدب , حوار تصرخ , نقاش تصرخ , ويحك , حتى سؤالا تصرخ , ألا تتعب أو تزهق , يكفيك تزعق . دمرت كل جميل وكل أدب , حتى أحترام معك لاينفع , أخرس يارجل أخرس , صراخك يذكرني بسخافة الكلاب صدقني , ينبح ينبح حتى يفيخ , يعلم نباحه لايفيد , أما معك أكون أو تصرخ , قانونا غبي تطبقه , ليته ينفع أو يقنع أو يرفع , يسقطك ويذمك , ألا تعرف كيف تحدث وتكلم , وجهة نظرا لديك , قلها حللها أثبتها , لكن لاتصرخ . تجلس على طاولة تصرخ , من خلف الباب تصرخ , حتى مع الأطفال تصرخ , خلق وأخلاق ألم تتعلمها , أما درست كيف تحاور , لسانك لايتعب , قلبك لايضعف , أوتظن صراخك بطولة , ويحك , ملئت قلبي قيحا , أي قيح , أنت أسوء يارجل , قولهم الذي قالوه , اللبيب بالأشارة يفهم , والحر يفهم والعبد غير ذلك . ثرثرة لاتنفع , أنت أنت أنت , ثم ماذا , أخبرني , أتريدنا نصدق , لن نصدق , لو فعلت مافعلت , أحترم تحترم , تأدب مع من يجلس أمامك أو من يشاهدك , دعك من هذا , فلتستحي ممن يسمعك , لكن لاذنب لك , مجرد سفيه أحمق , من يكلمك ويناقشك يلام , فلا تستحق , وضيعا غبي من ظنك أهلا لذلك , لم يستمع بضميرا أو يتعمق حين قرأ , خاطبت عالما فغلبته , وخاطبت جاهلا فغلبني . |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
الفيفا في تقرير خاص عن فرانك رايكارد بمناسبة عيد ميلاده : طموحه الوصول بالأخضر لموندي | شيخ عبس | منتدى الرياضه والشباب | 2 | 25-09-2011 11:24 PM |
فرانك ابغنايل المزور العالمي | ع ب س 2011 | المنتدى الأدبــــــــــــي | 0 | 19-08-2011 10:46 AM |
الغموض يخيم على مستقبل فرانك لامبارد مع تشيلسي!!! | ألمــــاس | منتدى الرياضه والشباب | 8 | 13-07-2008 09:50 PM |