|
خيارات الموضوع | ابحث بهذا الموضوع |
|
الرشايدة في السودان قبيلة عبسية الكفة وسمها والشيمة سلمها
المصدر : عبدالله عبيان (كســلا) الرشايدة بين بادية السودان .. وجزيرة العرب سبيع وحرب البقوم تحت لواء الرشايدة لعبت الظواهر الطبيعية مثل الفيضانات وحالات الجدب دورا اساسيا في هجرة القبائل عبر التاريخ والرشايدة قبيلة هاجرت من جزيرة العرب الى السودان وهو ما يعيد الى الاذهان تغريبة بني هلال وهجرة بعض القبائل العربية التي حدثت عقب انهيار سد مأرب. ورغم تشابه مسببات الهجرة بين هذه القبائل الا ان هجرة الرشايدة تظل لها خصوصيتها وتميزها. فهذه القبيلة رغم ابتعادها عن محيطها فإن غربة المكان لم تطمس هويتها بل استطاعت برغم العمر الزمني الطويل ان تحافظ على عادات وتقاليد اهل الجزيرة داخل السودان. ولعل هذا هو ما استوقفنا لبحث اسباب تغليب ثقافة الفرد على ثقافة المجتمع والمكان. (عكاظ) تحاول في هذه الحلقات الاشبه بالدراما التاريخية الغوص في اعماق هذه القبيلة الافريقية ذات الملامح واللهجة الخليجية انطلاقا من السودان محيطها الجديد مع استحضار ماضيها في المملكة وكشف العديد من الاسرار المثيرة التي صاحبت هذه الهجرة. مفهوم القبيلة القبيلة هي الوحدة الاجتماعية في حياة بادية العرب حيث كان افراد تلك القبائل قديما ينظرون لقبائلهم على انها الدولة التي تمثلهم وينتمون اليها فيكرسون ولاءهم لها ويرتبط افراد القبيلة بروابط تقوم على اساس وحدة الدم والاسم اضافة الى وحدة الاعراف والعادات والتقاليد ولعل هذا الترابط يساهم في ايجاد العصبية القبلية التي هي بمثابة الشعور القومي في حياة البدو وتتسع دائرة العصبية القبلية لتشمل قبائل الجوار والنسب ومن يوجد بينهم رابط الحلف, ولم يكف لدى البدوي مفهوم الوطن الشامل الذي يضم هذه الوحدات المتجانسة في تركيبتها الاجتماعية المتنافرة في علاقاتها السياسية لان الوطن في مفهوم البدوي سابقا هي الارض التي تنزل فيها قبيلته والتي تنتهي علاقته بها فور رحيل قبيلته منها الى مكان آخر يمثل وطنه الجديد وكل ما هو خارج عن هذه الارض هو بالنسبة اليه في حكم الارض الاجنبية وكل ما ينتمي لغير قبيلته هو في حكم الغريب عنه حيث ان وطن البدوي وطن متنقل يتبدل باستمرار. ولا شك ان ندرة الموارد الطبيعية كانت تدفع القبائل الى التنقل المستمر في رحلة بحث عن الماء والكلأ وهذا يوجد التنافس على المواقع الغنية بالماء والعشب حيث يولد هذا التنافس بعض المعارك الطاحنة بين القبائل المختلفة. وقد فرضت هذه النزاعات والحروب على كل قبيلة ايجاد زعيم ترتضيه لقيادتها حيث تلتف حوله بشكل يزيد من قوتها في مواجهة القبائل الاخرى ولا بد ان يكون هذا الزعيم او الشيخ رجلا يستطيع بسجاياه وكفاءته انتزاع الاعتراف بزعامته وسيادته عن رضى وطيب نفس وكانت المعارك هي خير مناسبة لظهور كفاءة كل فرد من افراد القبيلة ولا شك ان هناك صفات اساسية لا بد من توفرها في الشيخ. فالبعض يختارونه بناء على شجاعته كونه احد الفرسان الاشاوس في تلك القبيلة وبالتالي فهو يشكل مصدر قوة وقيادة لهم والبعض الآخر يختارون الشيخ بناء على حنكته ومعرفته الواسعة في الاحكام والاعراف. اما بعض القبائل فيختارون شيخهم بناء على حالته الاقتصادية بحيث يكون على جانب كبير من الغنى ليستطيع الانفاق على اتباعه. الرشايدة عندما تم اقرار هذه الرحلة الميدانية التي نسلط الضوء من خلالها على حياة احدى القبائل العربية تم اختيار قبيلة الرشايدة بالتحديد المتواجدة في السودان كنموذج لهذه الوحدة المتشابهة والقائمة على اسس راسخة لم تتغير بتغير الزمان والمكان ولعل انتشار هذةالقبيلة في العديد من الدول بدءا بالمملكة والكويت والسودان ومصر وكذلك اريتريا كان الدافع الحقيقي وراء هذا الكشف لمعرفة اسباب الهجرة وتاريخها اضافة الى العادات والتقاليد ومدى التغير في هذا الجانب ان وجد اضافة الى بعض الجوانب الهامة في حياة هذه القبيلة. رحلة السودان عندما بدأت في الترتيب لهذه الرحلة حاولت بقدر المستطاع جمع ما يمكن من معلومات عن قبيلة الرشايدة في السودان من عادات وتقاليد ونسب وكذلك المصادر الاساسية التي يعتمدون عليها في معيشتهم اضافة الى محاولة التعرف على ابرز الشخصيات في هذه القبيلة بدءا بشيخ الشمل وبعض رجالاتها البارزين وكذلك اماكن تواجدهم هناك وكانت هذه المعلومات بمثابة التمهيد لايجاد ارضية جيدة تمكن الباحث من رسم صورة مبدئية عن هذه القبيلة وكان من اهم تلك المعلومات التي توصلت لها ان هذه القبيلة تتواجد في شرق السودان بالقرب من مدينة كسلا حيث انهم لا زالوا بدوا رحلاً تمثل الابل والاغنام ابرز اهتماماتهم ومصدرهم الاساسي في العيش. سألت عن شيخ الشمل فوردتني المعلومات ان شيخ الشمل هناك يطلق عليه اسم الناظر بدلا من الشيخ وهو الناظر احمد حميد بركي ناظر عموم الرشايدة حيث يتواجد في منطقة تسمى ابوطلحة غرب مدينة كسلا عندما جمعت هذه المعلومات البسيطة شعرت بجاهزيتي للسفر الى السودان لجمع المزيد عن هذه القبيلة والتعمق في حياتها بشكل اكبر. حاولت الاتكاء على ملمح البداوة التي لا زالت قبيلة الرشايدة تنعم به في ارض هادئة بعيدا عن زحف الاسمنت وصخب الشوارع فقررت فورا بدء هذه الرحلة من الخرطوم رغم ان الخرطوم تبعد عن كسلا ما يقارب 700 كلم غربا وكان الهدف من زيارة الخرطوم تكوين رؤية شاملة عن السودان خصوصا وان الخرطوم يمثل وجه السودان الحضاري وهذا يجعلني احدد البعد الاقتصادي والتعليمي في حياة قبيلة الرشايدة بشكل ادق مقارنة بالمجتمع السوداني المحيط بهم اضافة الى التعرف على شرائح وقبائل اخرى في السودان ومحاولة رصد الفوارق بين تلك القبائل وقبيلة الرشايدة من حيث اللهجة والتقاليد والنظام القبلي وكذلك طريقة المعيشة وغيرها من الملامح الاخرى. وصلت الى الخرطوم لاول مرة في حياتي وانا اعلم ان هذه العاصمة هي احدى عواصم اهم البلدان العربية من حيث تعدد الحضارات واللهجات والثقافات التي تصنع نسيجا واحدا يعكس وجه السودان العربي بما يحتوي من عمق افريقي كنت اعلم ان السودان هي سلة الغذاء العربي من حيث خصوبة الارض وتعدد الانهار وغزارة الامطار لذلك فقد رسمت لهذه المدينة صورة جميلة غاب عنها المؤشر الاقتصادي الذي حضر سريعا مجرد وصولي الى المطار حيث اصبح من الواضح ان هذا المطار لا يليق من الناحية العمرانية بمدينة توازي الخرطوم في بهائها وتاريخها الحافل بالعلوم والثقافة. انطلقت الى شوارع الخرطوم بحثا عن فندق للاقامة وكنت في هذه الجولة حريصا على السؤال عن كل صغيرة وكبيرة في شوارع الخرطوم المتهالكة بدأت ادرك ان الحروب الاهلية والجهوية قد اعاقت حركة النماء والتطور العمراني عندها حاولت تركيز اهتمامي على الشعب السوداني فاكتشفت انني امام شعب مثقف تحتل الاحداث السياسية مساحة كبيرة من اهتمامه اليومي وهذا مؤشر لعدم الاستقرار وعلى الصعيد الانساني يعتبر المجتمع السوداني من اكثر المجتمعات تسامحا وصدقا وامانة ويتميز بحسه القومي تجاه قضايا الامتين العربية والاسلامية مكثت في الخرطوم لمدة اربعة ايام عايشت خلالها العديد من شرائح المجتمع السوداني وزراء, ادباء, مثقفين, شعراء واعلاميين وغيرهم وكونت صداقات رائعة مع العديد من الشخصيات البارزة وكذلك الافراد حيث حاولت من خلال هذه الصداقات ممارسة حياة الفرد السوداني على اختلاف اوضاعه الاقتصادية والمركزية لتحديد رؤية شاملة لكل الجوانب الهامة في حياة السودانيين وقد شعرت بتحقيق جزء كبير مما ذهبت اليه في اقامتي بالخرطوم. السفر الى كسلا عند تكوين هذه الرؤية الواضحة والشاملة تقريبا للمجتمع السوداني قررت السفر بحثا عن الرشايدة سألت عن امكانية السفر بالطائرة فعلمت ان ذلك غير ممكن لعدم وجود رحلات طيران بين الخرطوم وكسلا وعلمت ان الطريقة الوحيدة للسفر هي استخدام الحافلات التي تنطلق من الخرطوم في الصباح الباكر باتجاه كسلا وبور سودان نمت مبكرا واستيقظت عند الساعة الخامسة صباحا ومن ثم ذهبت الى السوق الشعبي حيث تتواجد مكاتب الحافلات عندها قمت بشراء تذكرة السفر وقد تفاجأت بجودة تلك الحافلات وحداثة موديلاتها وعند الساعة السادسة صباحا انطلقت الحافلة باتجاه كسلا حيث علمت ان هذه الرحلة سوف تستغرق ثماني ساعات كنت حريصا في تلك الرحلة على جمع المزيد من المعلومات عن قبيلة الرشايدة من داخل اروقة المجتمع السوداني حيث بادرت الراكب الذي يجلس بجانبي وسألته عنهم فأخبرني ان هذه القبيلة ليس لها موقع محدد وهي قبيلة عربية شرسة ومسلحة تنحدر من عبس وتشكل جبهة قوية في وجه اريتريا. سألته عن لهجتهم فأجابني: لهجتهم تختلف عن لهجتنا في الخرطوم وهي اقرب ما تكون للهجة الخليجية واضاف قائلا: ابرز ما يميز هذه القبيلة انها استطاعت المحافظة على لهجتها رغم تواجدها في السودان منذ زمن طويل وبسؤالي عن اهم الاسباب التي مكنتها من المحافظة على هويتها اجانبي ان هذه القبيلة تسكن في الصحراء بعيدا عن المدن وهم لا يفضلون الاختلاط مع غيرهم في النسب لذلك استطاعوا المحافظة على خصوصيتهم بعد ذلك اغمضت عيني وبدأت امزج بين الخيال والواقع حيث بدأت استعيد تاريخ قبيلة عبس من ذاكرتي المزدحمة بالاحداث ممثلة في شخصية الفارس المغوار عنترة بن شداد احد فرسان هذه القبيلة بل احدابرز فرسان العرب عبر التاريخ بدأت استحضر معاركه وفروسيته وكذلك عشقه وقصته الشهيرة مع عبلة اضافة الى اشعاره وقد كان يلوح لي بين الفينة والاخرى ذلك الواقع الدموي للعصر الذي عاشت فيه تلك القبيلة التي بلغ نفوذها في الجاهلية الى البحر الاحمر حيث كان لفارسها عنترة بن شداد اسطبل جعله مربطا لخيوله واتذكر ان هذا الموقع لا يزال الى الآن باسمه (اسطبل عنتر) ويقع الى الشمال من مدينة الوجه على ساحل البحر الاحمر شمال غرب المملكة حاولت رسم تلك المشاهد من خلال بعض الابيات المتناثرة في الذاكرة لذلك الفارس المغوار حيث بدأت استعيد قوله: لما رأيت القوم اقبل جمعهم يتذامرون كررت غير مذمم يدعون عنتر والرماح كأنها اشطان بئر في لبان الادهم ما زلت ارميهم بغرة وجهه ولبانه حتى تسربل بالدم كل هذه المشاهد البطولية امتزجت ببعض المشاهد السينمائية وبدأت ابحر بعيدا في عالم الخيال المستمد من واقع ارتبط بالماضي واستطاع ان يصل لنا محملا بعنفوانه واصالته وشموخه ليجسد لنا حاضرا اشبه ما يكون بعالم الاساطير وكلما ابتعدت بي المخيلة وقذفتني خارج اسوار الواقع الزمني الذي اعيشه فتحت عيني وبدأت اربط التاريخ واتسلسل للوصول الى قبيلة الرشايدة التي لا زالت تحمل جزءا كبيرا من تلك المواصفات سواء من حيث طريقة المعيشة البدائية او من حيث شراسة هذه القبيلة وكثرة معاركها مع قبائل السودان والتي استمرت الى وقت قريب وهذه الصورة ايضا مستمدة من الخيال النابع من المعلومات الاولية عن هذه القبيلة. استمرت رحلة الخرطوم -كسلا ثماني ساعات عدت من خلالها الى العصر الجاهلي بكل ما فيه من احداث وقصص بطولية وربما كان الخيال وعوالمه المليئة بالدهشة هو المسيطرعلى مخيلتي في تلك الساعات غير انني لا البث حتى اعود الى واقعي وافتح عيني فجأة على صوت منبه الحافلة او اهتزازها نتيجة تعرضها لبعض المطبات التي تعكس الواقع المر للطريق الذي يربط بين الخرطوم وكسلا والذي يعاني من الضيق وكثرة المطبات. ابوطلحة وصلت الحافلة الى مدينة كسلا عندها استقليت سيارة اجرة وطلبت من السائق توصيلي الى احد فنادق كسلا وفور تحرك السائق سألته عن منطقة ابوطلحة فأخبرني انها تقع غرب مدينة كسلا على بعد 20كلم تقريبا.. سألته هل تعرفها جيدا فأجاب بالتأكيد عندها طلبت منه تحويل مسار السيارة من كسلا الى ابوطلحة حيث يوجد ناظر الرشايدة احمد حميد بركي وعند الوصول الى ابوطلحة سألنا عن منزل الناظر وتوجهنا اليه وكان بالقرب من بيت الناظر مجموعة من افراد القبيلة توقفنا عندهم وسألناهم عن الناظر وعندما رأونا ادركوا بأننا لسنا من السودان وبالتالي فإننا نعتبر ضيوفا عليهم حيث رحبوا بنا وطلبوا منا النزول الى بيت الناظر الذي أخبرونا بأنه سوف يصل بعد قليل. نزلت من سيارة الاجرة وهم يرددون (يالله حيه) (اقلط) وبالفعل دخلنا بيت الناظر برفقة اخوه (حامد) وكان منزلا شعبيا محاطا بقضبان حديدية ويوجد داخل السور الحديدي بيت من الشعر وكان بيت الناظر هو البيت الشعبي الوحيد المبني من الاسمنت في تلك القرية اذا ما استثنينا بعض البيوت الصغيرة التي اشبه ما تكون بالغرف الدائرية المسقوفة بالحشائش من اعواد الدخن وغيره والتي تشابه بعض العشش الموجودة في جنوب المملكة ويسمى هذا النوع من البيوت في السودان بـ(القطيّة). اما بقية البيوت فكانت عبارة عن بيوت من الشعر لا تختلف في اشكالها عن بيوت البدو في الجزيرة العربية. لم ننتظر طويلا حتى وصل الناظر الينا وهو يرحب بنا على طريقتهم التي لا تختلف عن بدو المملكة في شيء. في ضيافة الناظر في منزل الناظر احمد حميد بركي بدأت الصورة تتضح جليا عن هذه القبيلة العربية الاصيلة وكنت حريصا على معرفة التفاصيل الدقيقة في شتى المجالات فبادرته بالسؤال عن لهجة الرشايدة وكيف استطاعوا الحفاظ عليها دون تأثر بمن حولهم فأجاب نحن قبيلة عربية مستقلة بلهجتها وعاداتها وتقاليدها مثلنا في ذلك مثل باقي القبائل في الجزيرة العربية التي تعتبر موطننا الاصلي قبل الهجرة الى السودان ولعل طبيعتنا المعيشية التي حتمت علينا العيش في الصحراء بعيدا عن المدن لها الدور الاكبر في ذلك, اضف الى ذلك عدم الاختلاط مع القبائل المحاذية لنا في النسب وهذا ساهم في حفاظنا على هويتنا ولهجتنا, استمر الحديث بيننا حتى اقتربت صلاة المغرب وكنا في اواخر شهر رمضان عندها اعتلى الاذان واجتمع العديد من افراد قبيلة الناظر في منزله لتناول الافطار حيث تناولنا القهوة بعد الاذان الى جانب التمر وكانت قهوتهم اشبه ما تكون بقهوة اهل شمال المملكة حيث انها تأتي سوداء من كثرة الحمص بعد ذلك قمنا لاداء الصلاة وبعدها عدنا لتناول طعام الافطار وكان بدائيا بطبيعته حيث بدأ الناظر بالترحيب بالحضور ومن ثم التفت الي وقال: (الله يحيك هذا الفال ويتلاه العقال), عندها شعرت ان منطقة ابو طلحة قد انتقلت في تلك اللحظة بقدرة قادر الى صحراء المملكة واحسست ان الرشايدة جزء لا ينفصل عن تلك الصحراء مهما حاولت الظروف الزمانية والمكانية ابعادهم عنها. تجاذبنا اطراف الحديث واستمريت في الغوص داخل اعماق هذه القبيلة من خلال النقاش مع الناظر الى ان جاء موعد وجبة العشاء حيث اكتشفت عندها بان الناظر قد اعد الولائم على طريقة اهل الكرم من البدو احتفاءا بقدومي ضيفا عليه وعلى قبيلته, استمر النقاش بعد الاكل حتى جاء موعد النوم حيث اعدوا لي سريرا في الهواء الطلق تغطيه (ناموسية) لحمايتي من الباعوض والحشرات, وكان الشيخ قبل ذلك قد منحني رشاشا من نوع (كلاشنكوف) لمحاولة زرع الامان في قلبي خصوصا وان منطقة الرشايدة غير مستقرة لقربها من اريتريا مما حدا بالحكومة السودانية الى تسليح افراد تلك القبيلة وتنظيم المعسكرات لمواجهة الخطر القادم من ارتيريا. وفي الصباح الباكر استيقظت وبدأت جولتي في مراعي الرشايدة بين الابل والغنم لرصد جانب آخر من حياة هذه القبيلة وقد استمرت فترة اقامتي لدى الناظر اربعة ايام بلياليها حاولت خلالها استعادة ما تبقى من بداوتي التي طُمست بفعل الزحف التكنولوجي وكذلك استرجاع تاريخ قبيلة الرشايدة بدءا من موطنهم الاصلي في الجزيرة العربية ووصولا الى واقعهم الحالي في دولة السودان وذلك من خلال ذاكرة الناظر احمد حميد بركي وبعض المهتمين في التاريخ من افراد قبيلته والذي يأتي في مقدمتهم مبروك مبارك سليم الرشيدي. روايات حول الهجرة موقع الرشايدة وديارهم الاصلية تمتد من حائل الى شمال المدينة وقد هاجر بعض قبائل الرشايدة قبل حوالى 400 سنة الى الحجاز فامتدوا من الطائف الى الليث ووصلوا جزر فرسان جنوبا واستمروا يقطنون هذه المناطق مئات السنين الى ان بدأت هجرتهم الى السودان واريتريا وقد اختلفت الرواية في اسباب تلك الهجرة التي بدأت عام 1288هـ حيث ان الرواية الاولى ترى ان اوضاع المنطقة غير المستقرة في ذلك الوقت وكثرة الحروب بين القبائل كانت هي السبب الحقيقي وراء هجرة الرشايدة بينما تأتي الرواية الثانية لتؤكد ان هذه المناطق التي كانت تقطنها قبائل الرشايدة في المملكة قد مرت بسنوات من الجدب والجفاف وكان الرشايدة في ذلك الوقت يعتمدون في حياتهم المعيشية والاقتصادية على ما يملكون من ابل وغنم مثلهم في ذلك مثل بقية بدو الجزيرة العربية ونتيجة لاستمرار هذه السنوات الصعبة على قبائل الرشايدة قرر اغلبهم الهجرة الى السودان وارتيريا, علما بان الرشايدة كانوا يرتبطون بهذه المناطق عبر البحر الاحمر حيث ان جزءا من هذه القبيلة كان يمارس التجارة عبر السنابيك ونظرا لما رأوه من توفر الماء والكلأ في تلك المناطق في السودان قرروا الهجرة عبر مياه البحر مستخدمين السنابيك الى ان وصلوا الساحل الشرقي وهذا ما يؤكده احد شعرائهم في قصيدة توضح ان سبب هجرتهم هو امحال الارض و (المحل) هو الجدب حيث يقول: جدودنا اللي هاجروا بالسنابيك من (المحل) ما هاجروا من غبينه بني رشيد اهل البكار المشاعيف من فعلهم كم عين نامت حزينه بداية الاستيطان دخلت قبائل الرشايدة الى شرق السودان ومن تلك القبائل الدهمان والمنافير والذلقان والكريفات وذوي يميني والبطاحين والحباطية والمفالحة وذوي عمري بقيادة الشيخ سعد ابن الشيخ سليم العويمري وكذلك الجلادين والفرانين والشروق والجداوية والعميرات والكعيكات والمرازيق بقيادة الشيخ مرشود ابن الشيخ مريحيم وقد دخلوا عن طريق تكلاي وسواكن حيث لاحظ محافظ سواكن في ذلك الوقت كثرة توافد هذه القبائل وشعر بالخطر عندها قام بكتابة رسالة الى والي الخرطوم يخبره فيها انه وصل الى (برعجم) حوالى الف فارس ونزلوا في الساحل ويحملون السلاح الناري ومعهم عوائلهم واطفالهم ويتساءل في رسالته هل يرجعهم الى ديارهم ام يتركهم. بعد ذلك وصل الرد من الخرطوم يطلب منه ان يتركهم لمدة ستة اشهر ويكتب عنهم بعد ذلك لكي يتضح مدى الاستفادة منهم في تلك المنطقة, وبعد ستة اشهر كتب محافظ سواكن ردا لمحافظ الخرطوم يخبره انهم فلحوا الارض وزرعوها بالدخن حيث ان سكان هذه المناطق الاصليين هم قبائل (البجا) وقد اخبره بان البجا يسكنون الجبال ولا ينزلون السواحل وليس لديهم علم بالزراعة بعد ذلك اقترح والي الخرطوم بقاءهم فاستقروا جنوب سواكن وقد عرفت منطقتهم بـ(مرسى الشيخ سعد) نسبة الى الشيخ سعد العويمري وهي معروفة بذلك الاسم حتى الآن وقد اشتغل الرشايدة في التجارة حيث اصبحت لهم قطاير تعمل بين اليمن والهند والبصرة وكذلك عملوا في تجارة الابل الحمراء من تهامة واحيوا الارض بالزرع وعمت التجارة وهذا ما عاد بالنفع على الدولة التي تأخذ منهم الضرائب لذلك تم الابقاء عليهم في ارض السودان. تقسيمات الرشايدة ومشايخها تنقسم قبيلة الرشايدة في السودان الى ثلاثة فروع رئيسية وهم: البراطيخ والبراعصة والزليمات ويعتبر الناظر احمد بن حميد بركي هو ناظر عموم قبائل الرشايدة في السودان وكل فرع من هذه الفروع يوجد له شيخ يسمى شيخ خط ويندرج تحت مشيخة الناظر احمد حميد بركي وكل فرع يوجد به ستة عمد يندرجون تحت امارة شيخ الخط كالتالي: 1- الناظر احمد حميد بركي - ناظر عموم الرشايدة. 2- الشيخ محمد صالح سليم شيخ خط البراطيخ. 3- الشيخ مسلم مسعود هويمل شيخ خط البراعصة 4- الشيخ لويخ عبدالله لويخ شيخ خط الزليمات. عمد البراطيخ: 1- مبارك سليم سعد عمدة العويمرات. 2- حامد بريك عمدة عويمرات المالح. 3- بركي سالم عمدة الزلقان والدهمان. 4- مبارك زغلول عمدة المنافير. 5- عيد احمد عامر عمدة الكريفات. 6- علي عطية الله خنفور عمدة ذوي يميني عمد البراعصة: 1- مبارك مسلم مسعود عمدة ذوي عمري والعميرات. 2- حميد احمد عبدربه عمدة الجلادين. 3- علي حامد عمدة الكعيكات. 4- سليمان عبدالرحيم عمدة المرازيق. 5- صالح احمد عمدة الشروق والجداوية. 6- عبدالرحمن بركات عمدة الفرانين. عمد الزليمات: 1- أحمد علي عبدالله عمدة ذوي عايد والدخانين. 2- احمد عبدالله محمد عمدة ذوي برغيث. 3- رزق الله دعيع عمدة الحويجات. 4- حمدان مبارك عمدة الحلمات والنقيشات والمهيمزات. 5- الطيب عواد عمدة القزايزة. 6- سالم العازمي عمدة العوازم والعرينات. صحيفة عكاظ نبض الدم العربي الموضوع الأصلي: الرشايدة في السودان قبيلة عبسية الكفة وسمها والشيمة سلمها | | الكاتب: الاجهر | | المصدر: شبكة بني عبس
|
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
قبيلة ( الرشايدة) السودانية - شرق السودان ولاية البحر الاحمر السودانية : صور: | سلووم | منتدى قبيلة بني رشيد | 5 | 19-11-2012 02:50 AM |
نظارة الرشايدة- السودان | اريج | منتدى قبيلة بني رشيد | 14 | 23-03-2011 12:53 PM |
( فيديو)قبيلة بني عبس الرشايدة شرق السودان بـ قـــناة العربية تصريح | بندرأبن طريف المظيبري | منتدى قبيلة بني رشيد | 9 | 11-02-2011 12:45 PM |
الرشايدة بين بادية السودان وجزيرة العرب قبيلة عبسية.. الكفَّة ( وسمها ) والشيمة | سلطان العايضي | منتدى اخــبار القبيلــة | 15 | 06-08-2010 11:35 PM |
من هي قبيلة الرشايدة في السودان | رشيدي السودان | منتدى قبيلة بني رشيد | 46 | 22-09-2008 03:30 PM |