|
خيارات الموضوع |
|
الحياة كقطار سريع ونحن فيها ركاب تنتقل بنا من محطة إلى محطة نسير فيها حيثما اتجهت بنا أو حيثما أردنا وكل وبحسب مايراه مناسبا ً فمنا من يواصل الرحلة ويخطي المحطة تلو الأخرى ولا يكتفي بمحطة يرمي عليها رحاله بل يطمح إلى محطة أخرى أكثر رقي وأكثر تألق هؤلاء هم الطامحون إلى معالي الأمور ولا يرضون بالبلل امتثالا لقول الشاعر: حب السلامة يثني همّ صاحبه...............عن المعالي ويغري المرء بالكسل فإن جنحت إليه فاتخذ نفقاً...............في الأرض أو سلّماً في الجو فاعتزلِ ودع غمار العلا للمقدمين علي......................ركوبها واقتنع منهن بالبللِ أعلّل النفس بالآمال أرقبها..................ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ ومنا من يكتفي بأول محطة او ثاني محطة ويتوقف فيها أما إجباريا ً أو أردايا ًً وبمحض إرادته واختياره فنجده يجلس على كرسي قهوة المحطة ويمسك بجريدة يتصفحها تارة ً ويرفع عينيه لرؤية المسافرين تأرة أخرى وإذا غلبه النعاس استدان مخدة من أحد المارة وتوسدها وذهب في نوم عميق ويمر عليه قطار وراء قطار ويمر بجانبه راكب تلو راكب وهو متسمر في مكانه يصحو ويغفو وفي كل مرة يصحو فيها يتأوه ويتحسر على عدم قدرته اللحاق بالركب وبالقطار القادم إما لضيق اليد أو لتكالب الظروف أو لقصر النظرة وعدم سموها وعلوها , هذه الحياة بكل ماتحمله من معانٍ متعددة نسير فيها تحملنا أحلامنا أمانينا أهدافنا فهل سألتم أنفسكم يوما وبعد مضي الأيام والسنين في أي محطة توقفتم؟؟ وهل تركتم بهذه المحطة أو تلك ما يشفع لكم بالبقاء فيها ؟؟؟ ويظل السؤال المطروح للجميع ماااااااااذا قدمنا لا ماذا سنقدم فهذا في علم الغيب؟؟ ماذا قدمنا وحققنا لأنفسنا ؟؟ لوالدينا؟؟ لأبنائنا؟؟ لمدينتا لوطننا الكبير ؟؟ واخيرا ً لأخرتنا ؟؟؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم وممارواه أبو برزة الاسلمي ((لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيما أفناه ، وعن علمه فيما فعل ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن جسمه فيما أبلاه)) من يجرؤ ويقدم لنا إجابة وافية كافية .؟؟ لاتقل أنا لا أحب الحديث عن نفسي أاترك الأمر للآخرين ؟؟ بل لابد من أن نبين ونوضح للجميع أعمالنا لنكون قدوة لهم وللأجيال القادمة ؟؟ دعوة للجميع ماذا قدمت أخي أختي بعد هذا العمر( قل) أو( كثر) ومدى قناعتك بما قدمت ؟؟؟
|
|
أخي الحبيب .. أختي الحبيبه .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
دعوني أحدثكم ..حديث الروح للروح .. حديث الأخ المشفق عليكم .. حديثا لا أريد من ورائه جزاء ولا شكورا .. غير أني أحب لكم ما أتمناه لنفسي من الخير .. أخواني وأخواتي كم تمر علينا الأيام .. وتنقضي بحلوها ومرها .. بسعادتها وشقائها ..بكل ما فيها من تداعيات .. بكل ما فيها من أحزان .. وآلام .. وشقاء .. وبلاء .. لكن دعوني أسألكم سؤال المشفق - على نفسي الأمارة بالسوء - وعليكم يا أحبائي .. هلا سألتم أنفسكم يوما .. أما من يوم ستزاح فيه عنا الهموم وينقشع فيه عنا كل هذا العنا .. أما من يوم تسعد فيه النفس .. وينشرح فيه الصدر .. بلى .. كلنا نؤمن يقينا .. أنه لابد من ذلك .. كلنا يؤمن بأهوال القيامة .. إلا أن جل اهتمامنا للأسف كان على هذه الدنيا الزائفة .. الفانية .. دار الشقاء والبلاء .. دار الفتن والمحن .. وما أشقى وأتعس من كانت مبلغ علمه ومنتهى سعيه .. أعلموا يا من أحبكم في الله .. لا بد لهذا اليوم من قدوم .. لكن ؟؟؟ ماذا أعددنا له ؟ ماذا قدمنا له ؟ هل استشعرناه في أنفسنا ؟ هل أخلصنا له العمل ؟ يمر علينا حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر من السبعة الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل له إلا ظله رجلا ذكر الله - أي وعيده وعقابه - خاليا ففاضت عيناه : أي خوفا مما جناه واقترفه من المخالفات والذنوب . و حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : عينان لا تمسهما النار أبدا وذكر منهما عين بكت في جوف الليل من خشية الله يمر علينا .. ونحن عنه في غفله .. كأننا جلبنا السعادة في اوجها .. وملكنا الدنيا بحذافيرها ..مع أنها زائله.. وتأملوا معي رعاكم الله أخواني قول عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه : لأن أدمع دمعة من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار . وعون بن عبد الله وهو يقول : بلغني أنه لا تصيب دموع الإنسان من خشية الله مكانا من جسده إلا حرم الله ذلك المكان على النار , ويصف الصحابة حال نبينا صلى الله عليه وسلم حين يغلبه البكاء فيكون لصدره صلى الله عليه وسلم أزيز كأزيز المرجل من البكاء أي فوران وغليان كغليان القدر على النار . وتأملوا رحمنا الله وإياكم برحمته ومغفرته قول الكندي وهو أحد علماء السلف رحمه الله وهو يقول : البكاء من خشية الله تطفئ الدمعة منه أمثال البحار من النار . وابن السماك وهو يعاتب نفسه ويقول لها : تقولين قول الزاهدين وتعملين عمل المنافقين , ومن ذلك الجنة تطلبين أن تدخليها , هيهات هيهات للجنة قوم آخرون ولهم أعمال غير ما نحن عاملون فماذا أنت قائلة لنفسك ؟ أيتها المباركة .. في الأرض المباركة .. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : { قال الله سبحانه وتعالى : وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين , إن أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة , وإن خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة } وقال أبو سليمان الداراني : كل قلب ليس فيه خوف الله فهو خراب . وقد قال تعالى : { فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون } اللهم ثبت قلوبنا على الإيمان اللهم آتنا قلوبآ خاشعة و أعين تدمع من خشيتك ... آمين قبل أن أختم لكم كلماتي هذه أذكر نفسي وإياكم بقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ } وصلى الله على الحبيب المصطفى الذي ما ترك خيرا الا دل عليه ولا شرا الا حذر منه وعلى آله وصحبه وسلم وفقني الله واياكم لمايحبة ويرضاه
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
الحياه تجارب | عبدالله العايد | منتدى الحوار الهادف | 9 | 30-10-2010 02:23 PM |
حلوة الحياه | عطرالوفاء | منتدى الشـــعــــر | 5 | 02-05-2010 02:22 PM |
رسائل في الحياه | شداد المظيبري | المنتدى العــــــــــــــــام | 6 | 03-09-2009 06:29 PM |
درس رائع .حكم من الحياه | .فيصل الذيابي. | المنتدى العــــــــــــــــام | 17 | 22-05-2009 03:27 AM |
هذه هي الحياه ..... | سعد بن حميد | المنتدى الإسلامـــي | 1 | 03-05-2008 05:24 PM |