|
خيارات الموضوع |
غزة تحتضر 3/1/1429هـ حتى عصر يوم الخميس (400 قتيل و 2000 جريح) حسب تصريح أحد وزراء حكومة حماس المقالة الخطبة الأولى: الحمد لله أكرم الأمة وأعزها بالإسلام، أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك العلام، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ارشد الخلائق إلى دار السلام، صلى الله عليه آله وصحبه الإعلام ، وسلم تسليما مزيداً ما تعاقبت الليالي والأيام. أما بعد: فيا عباد الله: أتحدث إليكم اليوم لئلا يظن ظان أننا نسينا مع همومنا ورفع أسعارنا حق الأخوة بيننا، وأننا تجاهلنا أننا أمة واحدة ، وجسدا واحدا ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. أتحدث إليكم لئلا يظن أعداء الدين أننا بسبب انشغالنا بحضارتهم وافتتاننا بتقنيتهم افتقدنا وهجرنا أخلاقنا التي تأبى الظلم وتأنف الذل والهوان، وتقول للموت إن قدم في سبيل العز والحق، أهلاً و مرحباً، فما هي إلا نفس واحدة وليس ثمة إلا ميتة واحدة، فإما أن نموت شرفاء، أو أن نموت أذلاء. أيها المسلمون: سجن كبير يحاصر فيه مليوناً ونصف مليون مسلم بسبب أنهم اختاروا الإسلام نظاماً، وقالوا للكفر وأعوانه تباً وسحقاً وانهزاما. أعرفتم ذلكم السجن الكبير الذي يواجه أهله هذه الأيام الإبادة الجماعية. أيها الكرام: قطاع غزة. عباد الله: استأذنكم في هذه الدقائق بعرض موجز للحال الذي وصل إليه قطاع غزة جراء ظلم العدو ، وصمت الصديق ، لعل قلباً يدكر، ولعل نفساً تنزجر. منذ قيام الصهاينة بفرض الحصار الشامل على قطاع غزة، والوضع الصحي هناك في تدهور وانحدار فهاهم المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة، ويعجز الطب في قطاع غزة عن علاجهم ، ينتظرون الموت في كل لحظة، وقد وصلت أعدادهم إلى الآلاف من الحالات المرضية تستلزم العلاج العاجل، وقد فارق الحياة من المرضى حتى الآن العشرات ، جعلهم الله في عداد الشهداء . ولقد أعلنت وزارة الصحة هناك عن نفاد أكثر من (80) صنفاً من الأدوية، وهناك أكثر من (100) صنف على وشك النفاد من المستشفيات والمستودعات . فهل يا ترى ستوقظ آهات المرضى وأناتهم الضمير العالمي من سباته العميق؟ وهل ستحيي دموع المرضى واستغاثاتهم آذاناً صماً وقلوباً غلفاً؟ أيها المسلمون: كل المصانع في قطاع غزة والمصانع الغذائية على وجه الخصوص متوقفة عن العمل، وهناك أكثر من ثلاثة آلاف مصنع ومؤسسة اقتصادية مغلقة بالكامل، وبتوقف تلك المصانع والمؤسسات فقد قرابة خمسة وستين ألف عامل وظائفهم، ومن بقي منهم على رأس العمل لا تنتظم رواتبه بسبب حالة الإفلاس التي يتعرضون لها. ومن المصانع عباد الله: إلى قطاع الزراعة الذي أضحى 80% من محصوله معرض للتلف بسبب الحصار وإغلاق المعابر وقلة السيولة النقدية لدى عامة الشعب. إحدى نساء فلسطين تعيش منذ 7 سنوات في قطاع غزة على المعونات الإنسانية، وبعد الحصار وإغلاق المعابر لم تجد لا كوبونات ولا طروداً غذائية من الجمعيات الخيرية تقول: اضطررت إلى بيع أقراط بناتي حتى أتمكن من توفير الطعام للأسرة لأننا منذ أكثر من شهرين لم نأكل لا لحماً ولا دجاجاً. عباد الله: لقد بلغ معدل البطالة في قطاع غزة 80%، وأكثر من 90% من الأسر هناك تعيش تحت خط الفقر، 42% منهم يعيشون في فقر مدقع، وأصبح قطاع غزة مدينة أشباح خاوية من كل شيء يبعث على الحياة والأمل. أيها المسلمون: إن نقص الأدوية وقلة المخزون الغذائي وارتفاع الأسعار يتزامن مع حصار من نوع آخر، ألا وهو حصار العلم والمعرفة الذي لا يقل خطراً وضرراً على المدى البعيد عن أثر الحصار الاقتصادي والمعيشي، فلقد منعت سلطات الاحتلال أكثر من 3 آلاف طالب وطالبة من السفر للالتحاق بالمدارس والجامعات خارج قطاع غزة حتى لا يعودوا خبراء ومختصين وقادرين على إدارة شئون بلادهم. عباد الله: بعدما اعتصرت آلام الحصار وإغلاق المعابر في قطاع غزة حياة الأحياء من المدنيين، وسلبت المرضى أرواحهم في ظل منعهم من تلقي العلاج في الخارج، لاحق الألم الموتى في قبورهم بسبب منع سلطات الاحتلال دخول المواد اللازمة لبناء القبور. ويواجه سكان قطاع غزة معاناة شديدة في حفر القبور وتهيئتها لدفن موتاهم. أيها المسلمون: إن الحصار الحالي لقطاع غزة لم تشهده الأراضي الفلسطينية من قبل ولقد طال هذا الحصار كل شيء حتى الحجر والشجر، بل حتى الأسماك حيل بينها وبين مسلم في غزة لتكون له قوتاً أو تحول بينه وبين الموتى جوعاً. ووالله لو حدث ربع أو عشر ما يحدث في غزة في أي مكان أو دولة في العالم يقطنها غير مسلمين لاعتبرت هذه الدولة وذلك المكان منطقة ودولة منكوبة تغاث من كل العالم، وتمد بكافة الاحتياجات الإنسانية، ولا أدري والله كيف يحكم على مليون ونصف مليون مواطن في غزة بالإعدام ولا يحرك العالم ساكنا؟ أين العدل ؟ وأين الإنصاف، ? أين هيئات حقوق الإنسان؟ أين مجلس أمنهم؟ وأين هيئة أممهم؟ بل أين أنتم أيها المسلمون ؟ يا أهل الجزيرة ويا أحفاد الصحابة إني أناشدكم باسم الإيمان ، وادعوكم باسم الإسلام واستصرخكم بأخلاقكم الأصيلة التي تأبى الظلم والضيم أن تقدموا ما تجود به أنفسكم لإخوانكم في غزة المحاصرة. تذكروا أيها الكرام وأنتم تنعمون وتمرحون بين أهليكم وأموالكم تذكروا بكاء اليتامى، وصراخ الثكلى، وأنين الأرامل والأيتام، تذكروا أننا جسد واحد وإن فرقتنا الحدود وحالت بيننا وبينهم السدود. يا مسلمون: سينقشع الحصار طال أو قصر عن غزة ، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هل سيخلدنا التاريخ وتذكرنا الأجيال القادمة مع الشرفاء أم مع غيرهم؟ هل ستبقي أسماؤنا وأثارنا خالدة كما خلد التاريخ أسماء الخمسة الذي نقضوا صحيفة الحصار عن نبيكم ؟ فإن هيج ذلك المروءة في نفوسكم فاعلموا بالأحرى ومن باب أولى أنه ليس من عذر لأحد اليوم يرى حرماته ومقدساته تنتهك، ويرى أطفالاً يقتلون، ونساء ترمل ، وشيوخاً يعتقلون، ثم لا ينتصر لإخوانه ولا يحزن لمصابهم، فقدموا عباد الله لأنفسكم معذرة عند ربكم . {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} بارك الله لي ولكم ... الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ولا عدوان إلا على الظالمين. عباد الله: إن بلوى نكبة فلسطين وتكرار ذكرها، ينبغي أن يكون دافعاً لنا لا محبطاً، محركاً للجهود لا جالياً لليأس من النصر، فلا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.. إن ما يحصل في قطاع غزة الحبيب المحاصر لهو جريمة كبرى بحق الإنسانية، وبحق الإسلام، وبحق المسلمين. ما يحصل من إخوان القِردةِ والخنازير شيءٌ لا يُوصَف, شيء تَعْجز الكلماتُ عن وصفه فماذا قد تَصِفُ الكلمات؟! هل تصف الجثثَ المتناثرةَ أشلاؤها في الشوارع؟! أم تصف الأعضاء التي يتعثر فيها الناس؟! أم تصف جراح المرضى؟! أم تصف قصف المستشفيات؟! أم تصف صراخ الأطفال؟! أم تصف بكاء النساء؟! أم تصف عجز الشيوخ؟! أم تصف قلَّة الطعام؟! أم تصف انقطاع الكهرباء؟! ماذا قد تصف الكلمات؟! إن الكلماتِ لتعجز أن تصف شيئًا واحدًا من هذه الأشياء الكثيرة، فضلاً عن وصف الجميع, إن كلماتِ التعزية، والحثِّ على الصبر والثبات - ليعجز اللسان عن نطقها، في هذا الموقف الصعب العسير. ماذا نقول؟! في السابق كنا نقول: بِضْعةُ شهداء، وعشراتُ الجرحى، أو بضعةَ عشرَ، أو بضعةٌ وعشرون شهيدًا. أما اليوم، فنقول: مئات الشهداء، وآلاف الجرحى. فيا ربَّ الأرضِ والسماء، تَقَبَّل قتلى غزَّةَ في الشهداء، وأَنْزلهم منازل الصِّدِّيقين، بجوار محمدٍ وسائرِ الأنبياء. ماذا نقول، ونحن نرى أن إخواننا أَحِبَّتنا قد أصبحوا جثثًا متناثرةَ الأشلاء، مشوهةَ المعالم؟! ماذا نقول، ونحن نسمع صراخ أبنائنا، وهم يبكون ويُكَبِّرون, يستغيثون ويُسَبِّحون؟! ماذا نقول، ونحن نرى الأراملَ وأمهاتِ الشهداء يَصْرخن، ويُوَلْولن، ويبكينَ فقدانَ أعزِّ الناس عليهم، وأحب الناس إليهم، سواءٌ كان زوجًا كريمًا، أو ولدًا بارًّا، أو أخًا حنونًا، أو أبًا عطوفًا؟! ماذا قد تقول الكلمات؟! هل تستطيع الكلمات أن تُعَبِّر عن مدى حزننا؟! هل تستطيع الكلمات أن تصف شعورنا وإحساسنا، ونحن نرى جثثَ إخوتنا في الشوارع؟! هل تستطيع الكلمات أن تعبر عن حالتنا، ونحن نرى هذه المناظر البشعة؟! كلاَّ والله، إن الكلماتِ عاجزةٌ أن تصف أيًّا من هذه الأشياء, إن الكلمات لا تكفي لوصف هذه المأساة، ولا تكفي لوصف شعورنا. كلماتُنا عجزت عن وصف ما يجري في غزة من الظلم، أطفالُ غزة يبكون ويصرخون، ولا نُجِيب وكأن بنا صممًا، تركنا المروءة والشجاعة والشرف، وكذلك الأخلاق كلها. إنها ليست مجرد عملية عسكرية صغيرة؛ بل هي حرب حقيقية بين قوى البغي والطغيان في أمريكا وإسرائيل على إخواننا المسلمين في فلسطين وقطاع غزة على وجه الخصوص. أيها المسلمون: مهما كنا ضعفاء فإننا نستطيع أن نقدم شيئاً، نستطيع أن نتحدث بهذه القضية في كل مجلس وبكل لسان، وأن نعرف بها لنجلو الغشاوة ، ونحرك القلوب، وندفع الآخرين للعمل. مهما كنا ضعفاء فإننا نستطيع أن نقتطع من أموالنا، وقوتنا اليسير للتبرع لإخواننا، وسد حاجتهم وفقرهم. ومع ضعفنا عباد الله نستطيع أن ندعوا لإخواننا بالنصر والتمكين وندعو على عدوهم بالهزيمة والعذاب والخسران . اللهم كن لإخواننا في غزة ناصرًا ومعينًا، يوم عُدم الناصر والمعين. اللهم إن تهلك هذه الفئة المجاهدة الصابرة الصامدة فلن تقوم للإسلام في فلسطين قائمة، اللهم فادحر عدوهم، وانصرهم نصرًا مؤزرًا يا قوي يا جبار، يا رب العالمين. اللهم إليك نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس، أنت أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربنا، إلى من تَكِلُنا؟ إلى بعيد يتجهمنا ؟ إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي، غير أن عافيتك أوسع لنا. نعوذ بنور وجهك الكريم الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة؛ أن يحلَّ بنا غضبك، أو ينزل علينا سخطك، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك. اللهم أعز الإسلام والمسلمين ...
|
|
|
لا حول ولا قوة إلا بالله
اللهم أعز الإسلام والمسلمين ...
|
|
|
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
مواضيع مشابهة | ||||
الموضوع | الكاتب | القسم | الردود | آخر مشاركة |
جده تحتضر والوضع اسواء من العام الماضي | العالمي | المنتدى الإعلامــــي | 4 | 27-01-2011 07:47 PM |
غزة تحتضر فماذا ننتظر!!!! | غريبه بين اهاليها | المنتدى العــــــــــــــــام | 14 | 05-01-2009 01:03 AM |
الى متى والاقلام تنتحر والكلمات تحتضر!! | المغرم اليائس | منتدى الحوار الهادف | 21 | 01-09-2008 01:53 AM |
%سلطان بن فهد: خصخصة (6) أو (7) أندية ممتازة بعد 5 سنوات % | %القناص% | منتدى الرياضه والشباب | 4 | 08-02-2008 12:55 AM |
برامج لـ N70 فقط.. ممتازة جداً | عابد الرشيدي | منتدى الكمبيوتر والجوال | 7 | 26-02-2007 11:09 AM |